» [مقال] ناشد الحق مسلما فاستجابا » [مقال] يوم به عاف الحبيب حبيبا » [مقال] شمس الهداية عن سماها تأفل » [مقال] أعلن الويل والثبور حدادا » [مقال] علينا اقبل الشهر الحرام » [مقال] يا ليلة اول بالحزن لأم الحسن عزيها » [مقال] يرفس الزهرة الرجس بنعاله » [مقال] لبنان تحديات وحلول » [مقال] إن كان دين محمدٍ لم يستقمْ *** إلّا بقتلي.. يا سيوف خذيني » [مقال] ماذا تعرف عن الاربعين وزيارة الحسين ع السبت : 20 / إبريل / 2024

عدد الزوار: 1259018
المتواجدون حالياً: 1
عدد الأخبار: 63
عدد المقالات: 335
عدد الصور: 63
عدد مقاطع الميديا: 103
عدد الملفات: 0

الشيخ محمد عبدالله

لبنان        009613960571

 

 

 


موقع سماحة الشيخ محمد عبدالله اللبناني ( ابو ثار الله ) المقالات حـــــــــوارات عائشة المحرض الاول لقتل عثمان بن عفان كما يقول علماء السنة

عائشة المحرض الاول لقتل عثمان بن عفان كما يقول علماء السنة

بواسطة: الشيخ محمد عبدالله العبدالله

تاريخ الإضافة: 15/5/1431 - 4:28 ص

المشاهدات: 1312

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وبعد فهذا جانب من الروايات التي نقلها علماء السنة حول موقف عائشة من عثمان وسيرى الاخ القارئ الكريم ان الروايات بعد كثرتها لا حاجة للبحث باسانيدها فقد بلغت حد الاستفاضة والشهرة بل التواتر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
                                           العنوان: [ عائشة وعثمان ]
الغدير - الشيخ الأميني - ج 9 - ص 77 - 82

                    حديث عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين
 1 -
 قال ابن سعد : لما حصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشد القتال ، و أرادت عائشة الحج وعثمان محصور فأتاها مروان وزيد بن ثابت و عبد الرحمن بن عتاب
‹ صفحة 78 ›
 فقالوا : يا أم المؤمنين ! لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه . فقالت : قد حلبت ظهري ، وعريت غرائري ، ولست

أقدر على المقام فأعادوا عليها الكلام فأعادت عليهم مثل ما قالت لهم ، فقام مروان وهو يقول : وحرق قيس علي البلا - د حتى إذا استعرت أجذما فقالت عائشة : أيها

المتمثل علي بالأشعار وددت والله إنك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وإنكما في البحر ، وخرجت إلى مكة وفي لفظ البلاذري : لما اشتد الأمر

على عثمان أمر مروان بن الحكم وعبد الرحمن ابن عتاب بن أسيد فأتيا عائشة وهي تريد الحج فقالا لها : لو أقمت فلعل الله يدفع بك عن هذا الرجل . فقالت : قد قرنت

ركابي وأوجبت على الحج نفسي ، ووالله لا أفعل . فنهض مروان وصاحبه ومروان يقول : وحرق قيس علي البلا - د حتى إذا اضطرمت أجذما فقالت عائشة : يا

مروان ! وودت والله أنه في غرارة ( 1 ) من غرائري هذه وأني طوقت حمله حتى ألقيه في البحر .
2 -
مر عبد الله بن عباس بعائشة وقد ولاه عثمان الموسم وهي بمنزل من منازل طريقها فقالت : يا ابن عباس ؟
 إن الله قد آتاك عقلا وفهما وبيانا فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية . أخرجه البلاذري . وفي لفظ الطبري : خرج ابن عباس فمر بعائشة في الصلصل ( 2 )

فقالت : يا ابن عباس ! أنشدك الله فإنك قد أعطيت لسانا إزعيلا أن تخذل عن هذا الرجل وأن تشكك فيه الناس ، فقد بانت لهم بصائرهم وانهجت ورفعت لهم المنار وتجلبوا

من البلدان لأمر قد جم ، وقد رأيت طلحة بن عبد الله قد اتخذ على بيوت الأموال والخزائن مفاتيح ، فإن يل يسير بسيرة ابن عمه أبي بكر رضي الله عنه . قال : قلت :

يا أمه ! لو حدث بالرجل حدث ما فزع الناس إلا إلى صاحبنا . فقالت : أيها عنك إني لست أريد مكابرتك ولا مجادلتك . وحكاه ابن أبي الحديد عن تاريخ الطبري في

شرح النهج غير أن فيه :
 ‹ صفحة 79 ›
 فقالت يا ابن عباس ! أنشدك الله فإنك قد أعطيت فهما ولسانا عقلا أن لا تخذل الناس عن طلحة فقد بانت لهم بصائرهم في عثمان ، واتهجت ورفعت لهم المنابر وتجلبوا من

البلدان لأمر عظيم قد حم ، وإن طلحة قد اتخذ رجالا على بيوت الأموال ، وأخذ مفاتيح الخزائن ، وأظنه يسير إنشاء الله بسيرة ابن عمه أبي بكر . الحديث .
 3 -
كانت عائشة وأم سلمة حجتا ذلك العام ( عام قتل عثمان ) وكانت عائشة تؤلب على عثمان فلما بلغها أمره وهي بمكة أمرت بقبتها فضربت في المسجد الحرام وقالت :

إني أرى عثمان سيشأم قومه كما شأم أبو سفيان قومه يوم بدر . رواه البلاذري .
4 -
 أخرج عمر بن شبة من طريق عبيد بن عمرو القرشي قال : خرجت عائشة رضي الله عنها وعثمان محصور فقدم عليها مكة رجل يقال له : أخضر ، فقالت : ما صنع

الناس ؟ فقال : قتل عثمان المصريين . قالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أيقتل قوما جاؤوا يطلبون الحق وينكرون الظلم ؟ والله لا نرضى بهذا . ثم قدم آخر فقالت

: ما صنع الناس ؟ قال : قتل المصريون عثمان ، قالت . العجب لأخضر زعم أن المقتول هو القاتل فكان يضرب به المثل : أكذب من أخضر . وأخرجه الطبري

.
5 -
مر في الجزء الثامن صفحة 123 ط 2 : أن الشهود على الوليد بن عقبة بشربه الخمر استجاروا بعائشة وأصبح عثمان فسمع من حجرتها صوتا وكلاما فيه بعض الغلظة

فقال : أما تجد مراق أهل العراق وفساقهم ملجأ إلا بيت عائشة . فسمعت فرفعت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : تركت سنة رسول الله صلى الله عليه

وسلم صاحب هذا النعل . الحديث فراجع .
 6 -
 أسلفنا في هذا الجزء صفحة 16 في مواقف عمار : إن عائشة لما بلغها ما صنع عثمان بعمار فغضبت وأخرجت شعرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه

ونعلا من نعاله ثم قالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد ؟ فغضب عثمان غضبا شديد حتى ما درى ما يقول . الحديث . وقال أبو الفدا

: كانت عائشة تنكر على عثمان مع من ينكر عليه وكانت تخرج قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره وتقول : هذا قميصه وشعره لم يبل وقد بلي دينه .
 7 -
 وفي كتاب لأمير المؤمنين عليه السلام كتبه لما قارب البصرة إلى طلحة والزبير و عائشة : وأنت يا عائشة فإنك خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله تطلبين أمرا كان
‹ صفحة 80 ›
عنك موضوعا ، ثم تزعمين أنك تريدين الاصلاح بين المسلمين ، فخبريني ما للنساء وقود الجيوش والبروز للرجال ، والوقوع بين أهل القبلة وسفك الدماء المحرمة ؟ ثم أنك

طلبت على زعمك دم عثمان وما أنت وذاك ؟ عثمان رجل من بني أمية وأنت من تيم ، ثم بالأمس تقولين في ملأ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقتلوا نعثلا

قتله الله فقد كفر ، ثم تطلبين اليوم بدمه ؟ فاتقي الله وارجعي إلى بيتك ، واسبلي عليك سترك ، والسلام .
 8 -
 أخرج الطبري وابن قتيبة : إن غلاما من جهينة أقبل على محمد بن طلحة ( يوم الجمل ) وكان محمد رجلا عابدا فقال : أخبرني عن قتلة عثمان فقال : نعم دم

عثمان ثلاثة أثلاث : ثلت على صاحبة الهودج يعني عائشة ، وثلث على صاحب الجمل الأحمر يعني طلحة ، وثلث على علي بن أبي طالب . وضحك الغلام وقال : ألا

أراني على ضلال ولحق بعلي وقال : في ذلك شعرا . سألت ابن طلحة عن هالك * بجوف المدينة لم يقبر ؟ فقال : ثلاثة رهط هم * أماتوا ابن عفان واستعبر فثلث

على تلك في خدرها * وثلث على راكب الأحمر وثلث علي بن أبي طالب * ونحن بدوية قرقر فقلت : صدقت على الأولين * وأخطأت في الثالث الأزهر
9 -
 أخرج الطبري من طريقين : إن عائشة رضي الله عنها لما انتهت إلى سرف ( 1 ) راجعه في طريقها إلى مكة لقيها عبد بن أم كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب

إلى أمه فقالت له : مهيم ؟ قال : قتلوا عثمان رضي الله عنه فمكثوا ثمانيا . قالت : ثم صنعوا ماذا ؟ قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى

خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب . فقالت : والله ليت إن هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك ردوني ردوني . فانصرفت إلى مكة وهي تقول :

قتل والله عثمان مظلوما ، والله لأطلبن بدمه . فقال لها ابن أم كلاب : ولم ؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلا فقد كفر ( 2 ) .

قالت : إنهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد
‹ صفحة 81 ›
قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول . فقال لها ابن أم كلاب ( 1 ) .
 منك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام *وقلت لنا : إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر
 ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر
 وقد بايع الناس ذا تدرإ * يزيل الشبا ويقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر
 فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت واجتمع إليها الناس فقالت : يا أيها الناس ! إن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما ووالله لأطلبن بدمه

10 -
 قال أبو عمر صاحب الاستيعاب : إن الأحنف بن قيس كان عاقلا حليما ذا دين وذكاء وفصاحة ودهاء ، لما قدمت عائشة البصرة أرسلت إلى الأحنف بن قيس فأبى أن يأتيها

ثم أرسلت إليه فأتاها فقالت : ويحك يا أحنف ! بم تعتذر إلى الله من ترك جهاد قتلة أمير المؤمنين ! عثمان رضي الله عنه ؟ أمن قلة عدد ؟ أو أنك لا تطاع في

العشيرة ؟ قال : يا أم المؤمنين ! ما كبرت السن ولا طال العهد وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين فيه . قالت : ويحك يا أحنف ! إنهم ماصوه موص

الإناء ثم قتلوه . قال : يا أم المؤمنين ! إني آخذ بأمرك وأنت راضية ، وأدعه وأنت ساخطة .
 11 -
 أخرج ابن عساكر من طريق أبي مسلم أنه قال لأهل الشام وهم ينالون من عائشة في شأن عثمان ، يا أهل الشام ! أضرب لكم مثلكم ومثل أمكم هذه : مثلها و مثلكم كمثل

العين في الرأس تؤذي صاحبها ولا يستطيع أن يعاقبها إلا بالذي هو خير لها . 12 - قال ابن أبي الحديد : قال كل من صنف في السير والأخبار : إن عائشة كانت

من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه وآله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم لم يبل و عثمان قد أبلى سنته . قالوا : أول من سمى عثمان نعثلا عائشة ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا .
‹ صفحة 82 ›
13 - روى المدائني في كتاب الجمل قال : لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة وبلغ قتله إليها وهي بشراف فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر وقالت : بعدا لنعثل

وسحقا ، إيه ذا الإصبع ! ايه أبا شبل ! ايه يا ابن عم ! لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له ، حثوا الإبل ودعدعوها . قال : قد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ

مفاتيح بيت المال وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره ثم فسد أمره فدفعها إلى علي بن أبي طالب . 14 - قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه : إن عائشة لما

بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول : إيه ذا الإصبع لله أبوك ، أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا ، فلما انتهت إلى شراف ( 1 ) استقبلها عبيد بن أبي

سلمة الليثي فقالت له : ما عندك ؟ قال : قتل عثمان . قالت : ثم ماذا ؟ قال : ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار ، بايعوا عليا . فقالت : لوددت أن السماء

انطبقت على الأرض إن ثم هذا ، ويحك انظر ماذا تقول . قال : هو ما قلت لك يا أم المؤمنين ! فولولت . فقال لها : ما شأنك يا أم المؤمنين ؟ والله ما أعرف بين

لابتيها أحدا أولى بها منه ولا أحق ، ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته ، فلماذا تكرهين ولايته ؟ قال : فما ردت عليه جوابا . وقد روي من طرق مختلفة : أن عائشة

لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة قالت : أبعده الله ، ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد . 15 - قال
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 77 ›
( 1 ) أنساب البلاذري 5 : 104 .
‹ هامش ص 78 ›
( 1 ) الغرارة بكسر المعجمة : الجوالق .
( 2 ) صلصل بالضم والتكرير : موضع بنواحي المدينة على سبعة أميال منها .
 ‹ هامش ص 80 ›
 ( 1 ) سرف بالفتح ثم الكسر : موضع على ستة أميال من مكة .
( 2 ) في لفظ ابن قتيبة : فجر . ‹ هامش ص 81 › ( 1 ) في لفظ ابن قتيبة : عذر والله ضعيف ، يا أم المؤمنين . ثم ذكر الأبيات . ‹

هامش ص 82 ›
 ( 1 ) راجع صفحة 236 من الجزء الثامن ، وص 80 من هذا الجزء .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
                                                                                     القسم اثاني من الروايات
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العنوان: [ عائشة وعثمان ]
الغدير - الشيخ الأميني - ج 9 - ص 82 - 86
 15-
وقد روى قيس بن أبي حازم : إنه حج في العام الذي قتل فيه عثمان وكان مع عائشة لما بلغها قتله فتحمل إلى المدينة قال : فسمعها تقول في بعض الطريق إيه ذا الإصبع

. وإذا ذكرت عثمان قالت : أبعده الله . حتى أتاها خبر بيعة علي فقالت : لوددت أن هذه وقعت على هذه . ثم أمرت برد ركائبها إلى مكة فرددت معها ورأيتها في

سيرها إلى مكة تخاطب نفسها كأنها تخاطب أحدا : قتلوا ابن عفان مظلوما . فقلت لها : يا أم المؤمنين ! ألم أسمعك آنفا تقولين أبعده الله ؟ وقد رأيتك قبل أشد الناس

عليه وأقبحهم فيه قولا ، فقالت : لقد كان ذلك ولكني نظرت في أمره فرأيتهم استتابوه حتى إذا تركوه كالفضة البيضاء أتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه .
16 -
قال : وروي من طرق أخرى : أنها قالت لما بلغها قتله : أبعده الله قتله ذنبه ،
 ‹ صفحة 83 ›
وأقاده الله بعمله ، يا معشر قريش ! لا يسومنكم قتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه ، إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع . فلما جاءت الأخبار ببيعة علي عليه السلام

قالت : تعسوا لا يردون الأمر في تيم أبدا . كتب طلحة والزبير إلى عائشة وهي بمكة كتبا أن خذلي الناس عن بيعة علي ، وأظهري الطلب بدم عثمان . وحملا الكتب

مع ابن أختها عبد الله بن الزبير ، فلما قرأت الكتب كاشفت وأظهرت الطلب بدم عثمان ، وكانت أم سلمة رضي الله عنها بمكة في ذلك العام فلما رأت صنع عائشة قابلتها بنقيض

ذلك وأظهرت موالاة علي عليه السلام ونصرته على مقتضى العداوة المركوزة في طباع الضرتين .
 17 -
قال أبو محنف : جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها : يا بنت أبي أمية أنت أول مهاجرة من أزواج رسول الله صلى الله عليه

وآله وأنت كبيرة أمهات المؤمنين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم لنا من بيتك ، وكان جبريل أكثر ما يكون في منزلك . فقالت أم سلمة : لأمر ما قلت هذه

المقالة ؟ فقالت عائشة : إن عبد الله أخبرني أن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائما في شهر حرام ، وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحة

فاخرجي معنا لعل الله أن يصلح هذا الأمر على أيدينا وبنا . قالت : أنا أم سلمة ، إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول ، وما كان اسمه عندك

إلا نعثلا ، وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . الحديث ( 1 ) .
 18 -
روى ابن عبد ربه عن العتبي قال : قال رجل من بني ليث : لقيت الزبير قادما فقلت : يا أبا عبد الله ما بالك ؟ قال : مطلوب مغلوب يغلبني ابني ويطلبني ذنبي ، قال

: فقدمت المدينة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت : أبا إسحاق ! من قتل عثمان ؟ قال : قتله سيف سلته عائشة ، شحذه طلحة ، وسمه علي . قلت : فما حال

الزبير ؟ قال : أشار بيده وصمت بلسانه . وفي الإمامة والسياسة : كتب عمرو بن العاص إلى سعد بن أبي وقاص يسأله عن قتل عثمان ومن قتله ومن تولى كبره ،

فكتب إليه سعد : إنك سألتني من قتل عثمان ، وإني أخبرك إنه قتل بسيف سلته عائشة ، وصقله طلحة ، وسمه ابن أبي طالب ، و
‹ صفحة 84 ›
 سكت الزبير وأشار بيده ، وأمسكنا نحن ولو شئنا دفعنا عنه ، ولكن عثمان غير وتغير وأحسن وأساء ، فإن كنا أحسنا فقد أحسنا ، وإن كنا أسأنا ؟ فنستغفر الله ، وأخبرك أن

الزبير مغلوب بغلبة أهله وبطلبه بذنبه ، وطلحة لو يجد أن يشق بطنه من حب الإمارة لشقه .
 19 -
 وقال ابن عبد ربه : دخل المغيرة بن شعبة على عائشة فقالت : يا أبا عبد الله ! لو رأيتني يوم الجمل قد أنفذت النصل هودجي حتى وصل بعضها إلى جلدي . قال

لها المغيرة : وددت والله إن بعضها كان قتلك . قالت : يرحمك الله ولم تقول هذا ؟ قال لعلها تكون كفارة في سعيك على عثمان . قالت : أما والله لئن قلت ذلك

لما علم الله إني أردت قتله ، ولكن علم الله إني أردت أن يقاتل فقوتلت ، وأردت أن يرمى فرميت ، وأردت أن يعصى فعصيت ، ولو علم مني أني أردت قتله لقتلت .
 20-
وروى ابن عبد ربه عن أبي سعيد الخدري قال : إن ناسا كانوا عند فسطاط عائشة وأنا معهم بمكة فمر بنا عثمان فما بقي أحد من القوم إلا لعنه غيري فكان فيهم رجل من

أهل الكوفة فكان عثمان على الكوفة أجرأ منه على غيره فقال : يا كوفي ! أتشتمني ؟ فلما قدم المدينة كان يتهدده قال : فقيل له : عليك بطلحة ، قال : فانطلق معه

حتى دخل على عثمان فقال عثمان : والله لأجلدنه مائة سوط . قال طلحة : والله لا تجلده مائة إلا أن يكون زانيا . قال : والله لأحرمنه عطاءه . قال : الله

يرزقه .
 21 -
 قال ابن الأثير والفيروز آبادي وابن منظور والزبيدي : النعثل الشيخ الأحمق ونعثل يهودي كان بالمدينة . قيل شبه به عثمان رضي الله عنه كما في التبصير ، ونعثل رجل

من أهل مصر كان طويل اللحية ، قال أبو عبيد : كان يشبه عثمان ، وشاتموا عثمان يسمونه نعثلا ، وفي حديث عثمان إنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه فوذأه ابن

سلام فاتذأ فقال له رجل : لا يمنعنك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته ، وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا ، وفي حديث عائشة : اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا .

تعني عثمان ، وكان هذا منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة ، وفي حياة الحيوان : النعثل كجعفر : الذكر من الضباع وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا .
22 -
 روى البلاذري في الأنساب قال : خرجت عائشة رضي الله تعالى عنه باكية
 ‹ صفحة 85 ›
تقول : قتل عثمان رحمه الله . فقال لها عمار بن ياسر : أنت بالأمس تحرضين عليه ثم أنت اليوم تبكينه .
راجع طبقات ابن سعد 5 : 25 ط ليدن ، أنساب البلاذري 5 : 70 ، 75 ، 91 ، الإمامة والسياسة 1 : 43 ، 46 ، 57 ، تاريخ الطبري 5 : 140 ، 166 ،

172 ، 176 ، العقد الفريد 2 : 267 ، 272 ، تاريخ ابن عساكر 7 : 319 ، الاستيعاب ترجمة الأحنف صخر بن قيس ، تاريخ أبي الفدا ج 1 : 172 ، شرح

ابن أبي الحديد 2 : 77 ، 506 ، تذكرة السبط ص 38 ، 40 ، نهاية ابن الأثير 4 : 166 ، أسد الغابة 3 : 15 : الكامل لابن الأثير 3 : 87 ، القاموس

4 : 59 ، حياة الحيوان 2 : 359 ، السيرة الحلبية 3 : 314 ، لسان العرب 14 : 193 ، تاج العروس 8 : 141 .
                                                                                                 قال الأميني :
هذه الروايات تعطينا درسا ضافيا بنظرية عائشة في عثمان وإنها لم تكن ترى له جدارة تسنم ذلك العرش ، وبالغت في ذلك حتى ودت إزالته عن مستوى الوجود . فأحبت له

أن يلقى في البحر وبرجله رحى تجره إلى أعماقه ، أو أنه يجعل في غرارة من غرائرها وتشد عليه الحبال فيقذف في عباب اليم فيرسب فيه من غير خروج ، أو أن يودي به

حراب المتجمهرين عليه فتكسح عن الملأ معرة أحدوثاته ، ولذلك كانت تثير الناس عليه بإخراج شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثوبه ونعله ، ولم تبرح تؤلب الملأ

الديني عليه وتحثهم على مقته وتخذلهم عن نصرته في حضرها سفرها ، وإنها لم تعدل عن تلكم النظرية حتى بعد ما أجهز على عثمان إلا لما علمت من انفلات الأمر عن طلحة

الذي كانت عائشة تتهالك دون تأميره وتضمر تقديمه منذ كانت ترهج النقع على عثمان ، وتهيج الأمة على قتله ، فكانت تروم أن تعيد الإمرة تيمية مرة أخرى ، و لعلها حجت لبث

هاتيك الدعاية في طريقها وعند مجتمع الحجيج بمكة ، فكان يسمع منها قولها في طلحة : إيه ذا الإصبع ! إيه أبا شبل ! إيه يا ابن عم لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له

، وقولها : إيه ذا الإصبع ! لله أبوك ، أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا . وقولها في عثمان : اقتلوا نعثلا قتله الله فقد كفر وقولها لابن عباس : إياك أن ترد الناس

عن هذا الطاغية ، وقولها بمكة : بعدا لنعثل وسحقا ، وقولها لما بلغها قتله : أبعده الله ، ذلك ما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد .
 ‹ صفحة 86 ›
لكنها لما علمت أن خلافة الله الكبرى عادت علوية واستقرت في مقرها الجدير بها - ولم يكن لها مع أمير المؤمنين عليه السلام هوى - قلبت عليها ظهر المجن ، فطفقت

تقول : لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا ، وأظهرت الأسف على قتل عثمان ورجعت إلى مكة بعد ما خرجت منها ، ونهضت ثائرة تطلب بدم عثمان لعلها

تجلب الإمرة إلى طلحة من هذا الطريق ، وإلا فما هي من أولياء ذلك الدم ، وقد وضع عنها قود العساكر ومباشرة الحروب ، لأنها امرأة خلقها الله لخدرها ، وقد نهيت كبقية

نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة عن التبرج ، وقد أنذرها رسول الله صلى الله عليه وآله وحذرها عن خصوص واقعة الجمل ، غير أنها أعرضت عن ذلك كله لما

ترجح في نظرها من لزوم تأييد أمر طلحة ، وتصاممت عن نبح كلاب الحوأب ، وقد ذكره لها الصادق الأمين عند الانذار والتحذير ، ولم تزل يقودها الأمل حتى قتل طلحة فألمت

بها الخيبة ، وغلب أمر الله وهي كارهة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 82 ›
 ( 1 ) راجع صفحة 236 من الجزء الثامن ، وص 80 من هذا الجزء .
‹ هامش ص 83 › ( 1 ) فيه فوائد جمة لا تفوت الباحث وعليه به .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هوية الكتب
الكتاب | المؤلف | جزء | الوفاة | المجموعة | تحقيق | الطبعة | سنة الطبع | المطبعة | الناشر | ردمك | ملاحظات
الغدير|الشيخ الأميني|9|1392|مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام||الرابعة|1397 - 1977 م||دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان||عني بنشره

الحاج حسن ايراني صاحب دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


أضف مشاركة  طباعة

انشر (عائشة المحرض الاول لقتل عثمان بن عفان كما يقول علماء السنة)
Post to Facebook Post to Twitter Post to Google+ Post to Digg Post to Stumbleupon Post to Reddit Post to Tumblr

أضف مشاركة
الاسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
الكود الأمني
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "شكر المؤمن يظهر في عمله"
تحديث
11
شوال 1445

الفجر 03:49
الشروق 05:11
الظهر 11:38
المغرب 18:21