عندما سقطت هيبة الموت
(وقهر عباده بالموت والفناء)
عجب لم يعد عجبا هادم اللذات لم يعد هادما
وعبرة الموت لم تعد عبرة
واحترام الموت تحول لاستهانة
ولا حرمة للموت ولا للموتى ولا لأهالي الموتى
سقطت هيبة الموت فلم يعد الموت إلا حكاية مملة متكررة يكررها علينا الدهر في كل يوم بل في كل ساعة بل في كل لحظة فما أمل الموت من حكاية
سقطت هيبة الموت عند نسائنا ورجالنا
سقطت في لباسهن المتهتك وزينتهن البدعة (مكياج الموت ) عفوا مكياج الحداد
وسقطت هيبة الموت في اللباس اللا محتشم الذي لا يكاد يستر شيئا أو بعض شيء عند زيارة القبور
وسقطت هيبة الموت تحت أقلام الحمرة عند زيارة أهل العزاء (لإظهار الزينة) عفوا لتقديم واجب العزاء
سقطت هيبة الموت في كل صوت ضحكة نضحكها بمحضر أهل القبور
نعم سقطت هيبة الموت في أعراس جيران أهل العزاء وأفراحهم حيث لم يعد الجار يكترث لدموع جيرانه ولا يأبه بأحزانه نعم لأن الحياة دين مدفوع سلفا
سقطت هيبة الموت عند كل جنازة غريبة لا يحمل على نعشها رجل دولة ولا سياسة ولا مركز اجتماعي ولا ديني حيث الحضور أقل من خجول وبلا مبررات لعموم المجتمع
سقطت هيبة الموت عندما تحول واجب العزاء إلى طقس جاف وروتين ثقيل الظل لا نعرف متى نرمي ثقله عن عواتقنا
وسقطت هيبة الموت عندما احتجنا إلى كرت دعوة يدعونا للعمل بواجبنا من العزاء
ولكن الحقيقة أن ما سقط هو الإنسانية في قلب كل مريض لن يشفيه دواء غير كأس المنية العلقم
الخطيب الحسيني الشيخ محمد عبدالله عبدالله