موقع سماحة الشيخ محمد عبدالله اللبناني ( ابو ثار الله )
المقالات
مقالات لسماحة الشيخ متنوعة
مـــحـــاضـرات
اثبتت المرجعية انها كانت على حق
اثبتت المرجعية انها كانت على حق
انه من الامور التي اخذت مساحة كبيرة في النقاش في العراق وغيره مسالة موقف المرجعية الحكيمة من ( الاحتلال ) الوجود العسكري الاجنبي في العراقي التي كانت القوات الاميركية على راسه حيث لم يصدر بيان من المرجعية يؤيد ذلك ولا ينفيه حيث اثرت المرجعية التعتيم على حقيقة رايها وعدم ابرازه للعلن ( لغاية في نفس يعقوب قضاها ) وقد وجه بعضهم الانتقاد للمرجعية لانها اثرت السكوت وعدم اعلان رايها بصراحة حول العمليات العسكرية التي كانت توجه للقوات الاميركية وانني لوكنت محللا سياسيا و عسكريا لقلت ان المرجعية كانت بين المطرقة والسندان بل كم من مطرقة وسندان فان بعض العمليات العسكرية لم يكن هدفها الا خلق البلبلة والفوضى والفلتان الامني كما ان بعضها الاخر كان يوجه لاخراج المحتل وبعضها الاخر كانت تقوم به جهات مجهولة واخرى معلومة وبعضها يخلط الحابل والنابل يذهب بسببها الابرياء بنسبة عالية فالمرجعية بين نار الشجب لكي لا يقال انها تؤيد الوجود العسكري الاجنبي وبين نار التاييد لانها ستقع في مشكلة موافقة بعض الجهات وتاييدها مع كونها جهات غير نظيفة وعلى الاقل لا توجد دراسة حول تلك التنطيمات وخلفياتها واهدافها وتمويلها خصوصا ان اغلبها ان لم يكن جميعها كان متورطا اما بالفتنة الشيعية الشيعية او الشيعية السنية فكيف للمرجعية ان تجهر بتاييدها فلم يكن امامها الا السكوت وغض الطرف الاعلامي الى ان تتجلى بعض الحقائق ثم هناك المطرقة والسندان الاخطر وهي المواجهة العلنية بين الشيعة والقوات الاجنبية التي ستضع الشيعة في موقف لا يحسدون عليه مع ملاحظة وضع الشيعة في العراق بشكل خاص ووضع الشيعة في العالم بشكل عام فهل ستخطو المرجعية خطوة تجعل الشيعة في مواجهة القوى العسكرية والامنية المختلفة الانتماء في وقت واحد ضد المتشددين والارهابيين التكفيريين والبعثيين واليهود والاميركيين وو كل من له مصلحة في عدم استقرار العراق ولو لمصلحة عدم سريان نار الصراع والفوضى اليه فلم يكن امام المرجعية من حل الا ما كان منها -- وهناك في البين نار اخرى ومطرقة او سندان اخر الا وهو انه كلما زادت العمليات كلما تذرع السياسيون والمحتل بان ترك العراق الان ليس مصلحة لعدم الاستقرار فيه وبدعوى عدم اهلية العراقيين لتحمل المسؤلية
وعليه فانه اقول
ان الغاية كانت خروج المحتل الاميركي وباقل مقدار ممكن من الخسائر البشرية والسياسية والاقتصادية والامنية ووووو كما لا يخفى على الخبير وهذا ما حصل فان المرجعية استطاعت ان تصل لغايتها من دون ان تضع نفسها في صراع مع المحتل وبدون ان تضطر لمجالسته حتى ولا لعقد المؤتمرات معه ولا ولا ولا ولم تجعل نفسها في موقف يلجاها لسياسة ( اخدمن اخدمك ) ولسياسة ( تبادل المصالح ) وهكذا فانه من دون ان تشجب المرجعية وجود المحتل ومن دون الدعوى لقتاله ولا الدعوى للعمل معه ومن دون ان تؤيد هذا التنظيم او ذاك حتى لا تتحمل الاوزار المترتبة على ذلك استطاعت المرجعية ان تصل للهدف الذي تريد فان الحكيم اذا علم ان الامور متجهة لما يريد من دون فعل منه كان سكوته من ذهب حينئذ
واما ما ادعاه البعض من دون تثبت من ان المرجعية كان يمكن ان تصل لغايتها لو اعلنت الجهاد مع خسائر اكثر فانه لا يعرف العراق ولا احواله ولا احوال المرجعية ولا ولا الامكانات الامنية والعسكرية للشيعة فان ما كان يمكن ان يترتب على اعلان المرجعية للعمل المسلح اكثر بكثير مما حصل كما ونوعا فان العلماء والمراجع في بيوتهم الطينية المصنوعة من الجص والشيلمان في النجف القديمة وخارجها لا تمنعهم من صواريخ المحتل التي لو صدر امر بالجهاد المسلح لما احتاجت اميركا للقضاء عليهم اكثر من صاروخين مما يؤدي لصيرورة العراقيين بلا قيادات وبلا مراجع يرجعون اليهم وهذا يحصل باقل كلفة على اميركا والتي ان شاءت لتوصلت لذلك بطرق امنية واستخبارية بطريقة توقع الفتنة بين الشيعة انفسهم بدعوى ان بعض الشيعة في الداخل او الخارج لهم علاقة باغتيالهم او بدعوى ان القاتل من المسلمين السنة او هذا على صعيد النوعية واما على صعيد الكمية فان ما كان التفجيريون يجهدون للوصل اليه من قتل الشيعة سيكون اسهل بكثير على الاميركيين وما جرى في النجف كان اشهد الشواهد وادلها على ذلك مع ملاحظة ان بعض القوى التي شاركت كانت مدربة اشد التدريب ومزودة باسلحة حديثة ولكن ماذا حصل غير الدمار والفوضى والفلتان الامني والعسكري ووو وبالتالي مع اعلان الحرب على الاميركيين كان يمكن ان يقتل الالاف يوميا لا شهريا مع ملاحظة ان هكذا قرار سيسمح للتكفيرين بفعل ما يريدون وسيعطيهم مساحة اكبر في عملياتهم وفي تطويرها ايضا لتكون اكثر ايلاما واكثر فاعلية
والختام ان المرجعية اثبتت انه يمكن طرد المحتل من دون حاجة لفتوى تضع المرجعية بصراع علني مع العدو
فسلام على المرجعية مذ ولدت وهي خالدة لن تموت باذن الله
