موقع سماحة الشيخ محمد عبدالله اللبناني ( ابو ثار الله )
المقالات
مقالات لسماحة الشيخ متنوعة
مـــحـــاضـرات
المرجعية بين مصطلحي الحوزة الصامتة والحوزة الناطقة
المرجعية بين مصطلحي الحوزة الصامتة والحوزة الناطقة
انه وفي الايام الاخيرة برزت مصطلحات جديدة على الساحة الشيعية حاول البعض من خلالها ان يصنف المرجعية صنفين وبالتالي من خلال هذين الصنفين يحكم على المرجعية ويقيم ويوزع القدسية هنا ويسلبها من هناك وساقول ان مصطلحي الحوزة الصامتة والحوزة الناطقة لا عيب فيه من حيث الكبرى ولكن المشكلة في محاولة البعض تطبيق هذه المصطلحات على بعض المراجع من دون تامل ودقة في ذلك ونحن بالوجدان لا نقبل بالحوزة الصامتة ابدا لان هذا يتنافى مع رسالية الحوزة ودورها الرائد في التمهيد لدولة ولي الله الاعظم ولكن السؤال ما هو معنى الصمت والنطق وهل صحيح ان الحوزة في النجف الاشرف حوزة صامتة الا واحد او اثنان من المراجع او الا واحد ليس بمرجع اصلا اقول اننا بحاجة جادة للتامل في ذلك وللتمييز بين المصطلحين ليس فقط للتمكن من تقييم ومقاربة الحوزة بمراجعها بل من اجل ان نفهم كذلك تصرفات الائمة عليهم السلام ولنقارب صبر علي والحسن والحسين اغلب سني امامته بل ولنقارب صبر اهل البيت من بعد الحسين عليهم السلام جميعا
انه لم يكن الصبر في يوم من الايام من الصمت هذا رغم ان علمائنا في صبرهم لم يكونوا يتوانوا عن قول كلمة الحق وعن التبليغ والعطاء والسعي بالقدر الممكن للمحافظة على حوزة النجف وبالتالي بناء مؤسسات قادرة على الاستمرار وعلى بناء مجتمعات واعية قادرة على تحمل المسؤولية نعم ان عادة علماء النجف الا نادرا انهم لا يواجهون عدوهم بالمواجهة المباشرة الا اذا شخصوا ان الوضع يتحمل ذلك وانهم قادرون على الوصول لاهدافهم من دون ان يصابوا بنكسة واحدة تضيع كل ما سعوا اليه في سنوات بلحظة واحدة فاذا عناء ايام وسنين ذهب ادراج الرياح اذا ليس الخلاف كبرويا بل الجميع من العلماء متفقون على ضرورة العمل والتبليغ المتفرع على الاجتهاد فهذه الكبرى مسلمة ولا نزاع فيها وانما وقع الخلاف بينهم في الصغريات في انه هل الاسلوب التبليغي الفلاني هو المناسب لهذ الفترة الزمنية او ان المناسب اسلوب اخر وهل ان المطلوب في فترة ما ان يخرج المراجع بانفسهم لمخاطبة الناس ام انه لا ضرورة لذلك سواء للضغوطات الممارسة ضد المرجعية او لانشغال المراجع بما هو اهم من الخطاب المباشر مع الناس من الاجتهاد والتشخيص للمصالح والمفاسد التي يمكن ان تواجه الامة في كل فترة زمانية وانني ارى ان الخطباء وائمة المساجد وقراء العزاء والاساتذة في مختلف المؤسسات الدينية لا يجعلوا من خروج المرجع بنفسه للناس امرا ضروريا فان في مثل الشيخ الوائلي والمالكي والمهاجري وووووهذه الثلة الطاهرة كفاية عن يمارس المراجع التبليغ بانفسهم مضافا لبعض المعوقات التي توجب على المراجع ان لا يمارسوا التبليغ وحكاية التاريخ بانفسهم يعلم هذه المعوقات كل من كان له تبحر في الرواية والدراية فان مقاربة المراجع للروايات مختلفة عن مقارية الخطباء العاديين دراية ورواية
ولهذا فان الصمت عن الحق غير مقبول ولكن العلماء الذين لهم مئات الوكلاء بل الالاف الذين يتكلمون باسمائهم ونيابة عنهم وبامرهم وكذلك العلماء الذين يتخذون القرارات الحاسمة للمحافظة على العراق وفي ظل الاحتلال الذي يفرض على القرارات الكثير من الضغوطات ان هؤلاء العلماء مع وكلائهم وقراراتهم الحاسمة لمنع الفتنة وللمحافظة على الطائفة لا يمكن باي حال من الاحوال ان يوصفوا بالصمت بل ما اشبه حالهم باحوال الائمة عليهم السلام الذين صبروا وتحملوا ومع هذا لم يسكتوا عن بيان كلمة الحق فسلام على مراجعنا يوم ولدوا ويوم مات من مات منهم او استشهد ويوم يموت من سيموت منهم او يستشهد ويم يبعثون يوم القيامة شامخين
