ان ما يحصل اليوم في سوريا من تحرك القوى
السلفية بشكل متقطع ومن عمليات اسكات واخماد لنيرانهم من قبل السلطة في سوريا مع
معارضة حيية غير جدية من العرب وتركيا
واميركا يمكن ان نفسره بما يلي
اولا ان تحرك السلفيين لم يكن عفويا بل كان
بايعاز من القوى الاستكبارية العالمية ولكن ليس بغية ان تقضي هذه القوى السلفية
على الحكومة المقاومة في سوريا بل من اجل القضاء على هذه القوى السلفية ممن باب
سياسة مد راسك لنقطعه فان العالم الغربي اعطى الضوء الاخضر وطلب من السلفيين
التحرك وان يمدوا راسهم في سبيل قطعه وليس حبا لهم ولا طمعا في القضاء على الحكومة
السورية المقاومة فهي حركة خادعة منهم
والسر من وراء سعي اميركا للقضاء على القوى
السلفية هو التحضير لما بعد الحكومة السورية الحالية لان اميركا امامها هدفان
الاول القضاء على الحكومة السورية بنظامها وفكرها وبذات الوقت القضاء على التيارات
المتشددة لانه ليس من مصلحتهم بقاء بشار لما يمثله من قوة للمقاومة العربية وليس
من مصلحتهم ان يستلم السلفيون السلطة لما يمثلونه من ازعاج لاميركا خاصة وللغرب
بصورة عامة فدار الامر بين القضاء على بشار اولا ثم فتح صراع مع المتشديين وبين
القضاء على المتشددين اولا بيد بشار ثم تتولى اميركا القضاء على الحكومة السورية
بواسطة العلمانيين الموالين للغرب ومن الواضح ان السيناريو الثاني هو الاحسن لان
اميركا لن تضطر هي لخوض الصراع مع المتشددين وثانيا ستامن من تجنيدهم من قبل
النظام السوري لو بدات اميركا بالسلفيين بنفسها فيما لو وقفت وقفة شديدة بوجه
الحكومة السورية
اذا ما نراه من تساهل في تعاطي القوى مع
القضية السورية ومن ارخاء حبل للنظام السوري هدفه القضاء على المتشددين تمهيدا
لاسقاط النظام من قبل اميركا واعوانها فيما لو كان القرار شن الحرب على سوريا
والقضاء عليها عسكريا
وبذات الوقت هو يعطي المزيد من الوقت للتخطيط
وللتاثير على الجماهير من خلال استمالة العواطف باظهار المتشديين بانهم مدنيون
مظلمومون سلميون فتزيد النائرة وتصبح المشكلة اكبر بحيث تصل الامور للذرة عند
القضاء على السلفيين او اضعاف قوتهم فتبدا الحركات العلمانية تحركها حينئذ بقوة
وان القضاء على التيار المتشدد في سوريا هدفه
كذلك اراحة الوجود الاميركي في العراق ولو من خلال حصر الصراع مع الشيعة بالقضاء
على مرتكز المتشددين في سوريا فهي عصافير بحجر واحد
وان ما يسمح للحكومة السورية ابالقضاء على
السلفيين هو المعرفة الوطيدة بهم وبمجموعاتهم لانهم بالاساس كانوا جندوا لقتال
الاميركيين فاذا هم ينقلبون ويمكرون ويخدعون كما هي عادتهم ابدا
وليس هناك الا احتمال اخر ذكره البعض وهو ان
اميركا استمالة السلفيين وانهم الافضل لهم بعد بشار لان النظام السلفي بعد بشار
سيتكفل بالقضاء والضييق على الحركات المقاومة الشيعية وبذات الوقت بسبب العمالة
فان اسرائيل ستكون بمامن منهم والدليل على ذلك اننا الى الان لم نر اي عملية سلفية
متشددة على اسرائيل من قبل القاعدة ومن حذا حذوها بل حتى المقاومة الفلسطينية لولا
ايران ودعمها وتشجيعها لكانت عرفت الضعف والتلاشي
الا انني ارجح السيناريو الاول
واخيرا فاننا نسال الله تعالى ان يتدخل وان
يصوب الامور باتجاه تعجيل فرج صاحب العصر والزمان ليملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا