بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد والصلاة والتسليم على المبعوث رحمة وعلى اله الذين هم ابواب الرحمة
نقول متكلين على الله سبحانه
لقد تردد في الاونة الاخيرة محاولات يائسة من قبل علماء العامة للاستدلال على فضائل الخلفاء الثلاثة باية البيعة تحتالشجرة بدعوى شمولها لهم وبالتالي يثبت لهم الفضل
وهذا جانب من الرد لا كل الردود اذ لا حاجة لمزيد بيان بعد نصاعة البرهان
فنقول مستعينين بالمستعان
((... لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت
الشجره فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثبهم فتحا قريبا .... )) سوره
الفتح 18
يجب الالتفات الى دقة التعبير القرأني فهناك امران
مهمين في سياق الايه
وهما قيدين
استطيع ان اسمي
القيد الاول : بالقيد النوعي .....
. والقيد
الثاني : القيد الزماني ان صح التعبير ...القيد النوعي
ولتوضيح ذلك ... تأملي معي الى التعبير في الايه
فلم تقل الايه (( لقد رضي الله عن الذين بايعوك تحت الشجره )) ما الفرق بين صيغة
الايه الأولى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) ( وهذه الصيغه
(لقد رضي الله عن الذين بايعوك تحت الشجره ) حيث حذفنا كلمة مؤمنين ؟؟؟
اي ان الآيه
قيدت الذين بايعوا النبي (ص) وقد رضي الله بهم (( بالمؤمنين )) اي ليس كل من بايعه
رضي الله عنه؟؟؟ فقد رضي عن المؤمنين لا كل من بايعه وهذا هو مرادي بالقيد النوعي
اي ان هناك من هو من غير المؤمنين بايعوك ..
. هذا اولا ً
اي انها كلمه يراد بها الإحتراز
القيد الزمني ثانيا ً :
انظر الى قوله (( إذ يبايعونك )) ولم تقل الذين
بايعوك ... فلفظه (( إذ )) في الايه توحي بالزمان اي الزمان الذي اجريت فيه البيعه
كما في قوله تعالى
(( قَالَ مَا
مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )) (12) سورة الاعراف .... وهو قول
الله تعالى الى ابليس حينما امتنع بالسجود لادم (ع)...
المهم ان معنى هذا انه لماذا لم تسجد في الوقت
الذي امرتك فيه ..
وهنا في الايه نفس المعني (( إذ يبايعونك ) =
(ما منعك ان لا تسجد إذ امرتك) اي في هذا الوقت فقط الله رضي بفعلهم وهذا هو مرادي
بالقيد الزماني ....
فلو فرضنا انه
رضي الله عن كل من بايع النبي (ص) تحت الشجره اذا ما هو الداعي الى هذين القيدين
... ثم حتى الذين رضي الله عنهم وقتها لا نجزم بأن الله رضي عنهم الى مماتهم هل
هناك تلميح او تصريح برضا الى الممات؟؟؟ ..
فليس شرطا ً . انا لا اقول ان كل من بايع النبي
(ص) ليس مرضي بل اقول انه ليس دليل على استمراريه الرضا الى الممات .وإلا فما هو
قولك في الايه (( يبايعونك )) ولم تقل بايعوك ..
اذا الايه في
مقام بيان رضا الله في حال البيعه لا على طوال الحياه ........
حتى لو تجاوزنا
عن كل هذه الامور في الايه ... فإن تعريف اهل السنه والجماعه الى الصحابي بأنه كل
من لقي النبي (ص) فهو صحابي ....
هذا التعريف
غير صحيح لماذا ... لأن التعريف يجب ان يكون جامع مانع ..
... وإلا اين
ذهبوا المنافقون مع انهم كانوا ملازمين له (ص) فهم اذا
اصحاب النبي
(ص) بهذا التعريف؟؟؟ .... اليس كذلك ؟؟؟ انتهى ....مشاهدة المزيد