![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#3 |
خادم الحسين
![]() |
![]() ‹ صفحة 21 › معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 1 - أقدم نص عثرت عليه ، في التاريخ السياسي الإسلامي ، تضمن كلمة ( شيعة ) ينسب للخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، فمن المعروف أن هذا الخليفة عارض بشدة صلح الحديبية الذي ارتضاه الله للمسلمين ووقعه رسوله . وكان يرى أن هذا الصلح ( دنية في الدين ) ، حاول جهده لإلغاء تلك المعاهدة حتى لا يعطي ( الدنية في دينه ) ، ولكن محاولاته لم تنجح . وفي ما بعد عبر عن ذلك بقوله : ( لو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة بالقضية لخرجت ) ( 1 ) وفي رواية ثانية ذكرها ابن أبي الحديد : ( أن عمر قد قام مغضبا " وقال : لو أجد أعوانا " ما أعطيت الدنية أبدا " ) ( 2 ) وما يعنينا أن عمر بن الخطاب استعمل كلمة ( شيعة ) وقصد بها جماعة ترى رأيه وتسعى معه لتحقيق هدف مشترك . وبعبارة أخرى إن عمر قد عنى بكلمة ( الشيعة ) معناها اللغوي المستقر لغة والمتفق مع خطاب القرآن وخطاب الرسول . 2 - واستعملت كلمة ( شيعة ) في صك التحكيم الذي كتب بين الإمام علي بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان . وقد وردت لتدل دلالة كاملة على المعنى اللغوي المستقر في اللغة والمعبر عنه في القرآن والحديث . وجاء في هذا الصك : ( هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب . . . ومن كان معه من شيعته قاض معاوية بن أبي سفيان . . . ومن كان معه من شيعته ) كما قال نصر بن مزاحم برواية محمد بن علي بن الحسين والشعبي ، وروى جابر عن زيد بن الحسين رواية أخرى ، ولكنها تتفق مع الأولى بذكر ( ومن كان معه من شيعته عند ذكرها للإمام علي ، وعند ذكرها لمعاوية ( 3 ) . ‹ صفحة 22 › 3 - قال الإمام علي في إحدى خطبه ( 1 ) ( . . . حتى يكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة وشيعة لأهل الجهالة ) . وقال عن أهل البصرة ( . . . وأفسدوا علي جماعتي ووثبوا على شيعتي ) ( 2 ) . 4 - زار معاوية بعد أن استبد بالحكم ، بيت عثمان بن عفان ، ولما رأته عائشة ابنة عثمان صاحت وندبت أباها ، كأنها تقول لمعاوية : ( إن معاقبة قتلة عثمان كان هو الشعار الذي رفعته للخروج على الإمام علي بن أبي طالب ، وها أنت قد قبضت على مقاليد الأمور فما الذي يمنعك من معاقبة قتلة أبي ! ( وفهم معاوية المغزى ، فقال لها : ( يا بنت أخي إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حلما " تحته غضب ، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد . . ) . إلى أن قال : ( ومع كل إنسان منهم شيعة ، فإن نكثناهم نكثوا بنا . . ) ( 3 ) . فمعاوية يعبر عن واقع الحال المتمثل بانقسام المجتمع إلى شيع ، ويستعمل كلمة شيعة لتدل على معناها اللغوي والاصطلاحي والتاريخي . كما جاء في القرآن الكريم . 5 - وبعد انتصار معاوية ومبايعته ليكون خليفة ، أو ملكا " ، على المسلمين استهل عهده بسلسلة من المراسيم الملكية التي وجهها لعماله ، وجاء في بعضها : ( لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وجاء في آخر : ( أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته ) ( 4 ) . 6 - قال معاوية للحسين بن علي عليه السلام يوما " : ( يا أبا عبد الله ، أعلمت أنا قتلنا شيعة أبيك فحنطناهم وكفناهم وصلينا عليهم ودفناهم ؟ فقال الحسين : لكنا والله إن قتلنا شيعتك ما كفناهم ولا حنطناهم ولا صلينا عليهم ولا دفناهم ) ( 5 ) . ‹ صفحة 23 › 7 - كتب معاوية إلى واليه على الكوفة ، المغيرة بن شعبة ، يوصيه بشتم علي بن أبي طالب وذمه والعيب على أصحابه ، وإقصائهم وعدم الاستماع إليهم إلى أن قال : ( وبإطراء شيعة عثمان . . . ) ( 1 ) . 8 - كتب يزيد بن معاوية إلى واليه عبيد الله بن زياد : ( أما بعد فقد كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل يجمع الجموع . . ) ( 2 ) . 9 - وقال اليعقوبي في تاريخه : ( فقام جماعة من شيعة مروان فقالوا : لتقومن إلى المنبر أو لنضربن عنقك ) ( 3 ) . 10 - أحضر زياد ابن أبيه قوما " ( بلغه أنهم شيعة لعلي ليدعوهم إلى لعن علي ) ( 4 ) . 11 - وصف الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ملخص ما أصاب أهل بيت النبوة إلى أن قال : ( وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام ، فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكل من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره . . ) إلى أن قال : ( حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة على . . . ) ( 5 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 21 › ( 1 ) راجع : المغازي للواقدي ، 2 / 607 . ( 2 ) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، تحقيق حسن تميم ، 3 / 790 . ( 3 ) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، تحقيق حسن تميم 1 / 437 . ‹ هامش ص 22 › ( 1 ) راجع نهج البلاغة خطبة 139 . ( 2 ) راجع : المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، دار الأضواء بيروت ص 767 . ( 3 ) راجع البداية والنهاية لابن الأثير ، 8 / 133 نقلا " عن معالم الفتن ، 2 / 188 . ( 4 ) راجع شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ، 3 / 595 ، كما نقلها عن المدائني في كتابة الأحداث . ( 5 ) راجع الكامل لابن الأثير ، 2 / 231 . ‹ هامش ص 23 › ( 1 ) راجع تاريخ الطبري ، 4 / 188 ، حوادث سنة 51 ه . ( 2 ) المصدر نفسه . ( 3 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 258 . ( 4 ) راجع الكامل لابن الأثير ، 3 / 477 - 478 . ( 5 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 595 تحقيق حسن تميم . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |