![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الوجه العاشر في البحار وغيره في معنى فاطمة والبتول « لأنها فطمت وبتلت عن النظير » يعني أن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مفطومة منقطعة عن المثيل ، أي لا ند لها ولا نظير في الدنيا ، وهو معنى كونها سيدة نساء الأولين والآخرين ، ومن كانت عديمة النظير من أول الخلقة إلى يوم القيامة لا بد أن تجمع كل الخصائص الحسنة ، وتتنزه عن كل النقائص والمعايب ، وتكون مفطومة معصومة عن كل الذنوب ، وإن كل هذه الأخبار والآثار المتظافرة الواردة عن الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) في أوصاف المخدرة الكبرى وفي إثبات عصمتها وطهارتها تدل جميعا على أنها لا نظير لها .
أجل : كانت مريم المعصومة الطاهرة نظير فاطمة في هذا العالم من حيث العصمة ، أما في غيرها فكيف يمكن أن تناظر فاطمة في المقامات والمراتب والفضائل الذاتية والخارجية وتصل إلى مقامها الشامخ ، ففاطمة حجبت القلب عما سوى الله وقطعت عرى المحبة عن كل فرد فرد من أجزاء هذا العالم ، ولم تر شيئا سوى الله ، ولم تفكر إلا به وبرضاه . ونعم ما قيل : « جمالك في عيني وذكرك في فمي * وحبك في قلبي فأين تغيب » وقال الشاعر : طلب الحبيب من الحبيب رضاه * ومنى الحبيب من الحبيب ولو كان النساء بمثل هذي * لفضلت النساء على الرجال وسيتضح للقراء من خلال حديثنا عن الملكات الشريفة للعصمة الكبرى ، كيف كانت سيدة نساء العالمين تتعبد الله في عالم الإمكان وفي هذا الزمان المحدود من عمرها المبارك ، وكيف أنها لازمت التقوى وطلبت رضا الله وتمحضت في العبودية ، وأفنت إنيتها في جنب الربوبية ، ولم تطلب لنفسها شيئا من نقير أو قطمير في أي حالة من حالاتها ، بل لم تر نفسها مالكة لأمر أو شئ ما ، تماما كأبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي قال الله في مدحه : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) يعني أنه كان في مقام التسليم والرضا فؤادا من رأسه حتى قدميه ، حيث أنه لم ير سوى الله ولم يسمع إلا من الله ولم يقل إلا من الله وبأمر الله ( ما زاغ البصر وما طغى ) وأن عينه الظاهرية لم تزغ ليلة المعراج إلى شئ من الأفلاك ، والأملاك وهو حكاية عن بصيرته الباطنية ورؤيته الفؤادية ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ثمرة فؤاد نبي الرحمة ، وقرة عين هذه الذات المقدسة ، وقد اتفقت روايات المخالف والمؤالف على أن العصمة الكبرى فاطمة الزهراء شابهته وماثلته في الصورة والسيرة والكمالات اللامتناهية . وقد يقال : إن المراد من قوله « بضعة مني » القلب الروحاني ، والمضغة الرحمانية المحمدية ، ولطالما كرر النبي قوله : « إن فاطمة روحي وقلبي » وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبته « إن فاطمة المرضية آنية الله الزكية » وآنية الله أي قلب الله ، وأحب القلوب إلى الله أرقها وأصفاها . وإن شئت فقل - بناء على الرواية المعتبرة - : إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مهجة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والمهجة سبب حياة القلب والجسد العنصري الإنساني ، وإلا فقل ما قاله النبي ( صلى الله عليه وآله) باختصار « فاطمة مني وأنا من فاطمة ) . والخلاصة : إن لازم الإنفصال والانقطاع عن الخلق الإتصال والإلتحاق بالخالق ، وقد ظهر معنى الاسم والمسمى وتجلى الإنفطام والإنفصال عما سوى الله والاتصال بالمولى في وجودها الحق سلام الله عليها . وقد قلت مرة على المنبر : إن فطام فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عام وخاص . أما العام : فانقطاع المحبة عن كل ما سوى الله . وأما الخاص : فتسليمها ورضاها بشهادة ولديها ، تلك الشهادة التي كانت تسمع نبأها من مصدر الوحي ومعدن الصدق منذ يوم الأزل حتى انعقاد النطفة الزكية وإلى الولادة . فتقطع قلبها عن محبتها وتبكي لتلك الأخبار الموحشة للطبيعة البشرية ، مع أن دعوتها كانت مجابة إلا أنها رجحت رضا الحبيب على رضاها وعاشت على ذلك وبكت له ، ولم تنم عنها كلمة تخالف الإرادة الإلهية مع أنها كانت مجابة الدعوة . وأما قوله تعالى : ( فحملته كرها ووضعته كرها ) فإشارة إلى طبيعتها البشرية ، وهي من المقتضيات الكاملة لوجودها الإنساني . وما أصعب أن ترضع الأم وليدها وتفطمه وتربيه وتكبره وهي تعلم بالقطع واليقين كيف سيذوقن الشهادة . فالأشد والأصعب من ذلك كله شهادة ولدها وعزيزها المحسن صلوات الله عليها وعلى والدها وبعلها وبنيها . ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |