![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
أما حديث بصائر الدرجات ، ففيه بعد ذكر الجامعة والجفر معنى المصحف ، وفيه تصريح باسم جبرئيل ، قال : وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزائها على أبيها ، ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي ( عليه السلام ) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة ( عليها السلام ) .
وروى الصدوق عليه الرحمة في علل الشرائع في ذيل الآية المذكورة قال : مريم لم تكن نبية وكانت محدثة ، وأم موسى بن عمران كانت محدثة ولم تكن نبية ، وسارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبية ، وفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كانت محدثة ولم تكن نبية . ثم قال الصدوق ( رحمه الله ) : قد أخبر الله عز وجل في كتابه : بأنه ما أرسل من النساء أحدا إلى الناس في قوله تبارك وتعالى ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ) ولم يقل نساء ، المحدثون ليسوا برسل ولا أنبياء . وفي علل الشرائع أيضا عن الصادق ( عليه السلام ) : إنما سميت فاطمة ( عليها السلام ) محدثة ، لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ، فتحدثهم ويحدثونها . فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا : إن مريم كانت سيدة نساء عالمها ، وإن الله - عز وجل - جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الأولين والآخرين . وروى مثله في دلائل الإمامة عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري وقد روي هذا التعليل في كتب الإمامية كثيرا . والعجب من ابن كثير العامي ، وهو مؤرخ منصف ، حيث قال في النهاية : قد كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب » ! ! إن مقصود ابن كثير - كما اعتقد - « المحدث » بالكسر لا بالفتح ، أي إن عمر كان محدثا وراوية ، ولكن هذا أيضا يحتاج إلى دليل من الخارج حتى يخصص عمر دون غيره بالرواية والتحديث ، ولو ثبت لأزعج أبا بكر ، فكيف يكون ذلك لعمر مع كل ما كان لأبي بكر من سابقة في الإسلام ؟ ! ! إضافة إلى ما في ذلك من تناقض وتهافت لا يخفى على المنصفين من أهل النظر والبصيرة . ثم إن الإمامية ذهبوا إلى استحالة وجود المحدث بالفتح في غير أهل البيت ( عليهم السلام ) وخواصهم الذين ورد النص فيهم . أما فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فكانت محدثة - بالفتح - ومحدثة - بالكسر - كاملة في غاية الكمال . حيث كانت المستورة الكبرى تحدث أمها وهي في بطنها ، وسنذكر أخبار الشيعة الإمامية في ذلك مفصلا في باب ولادتها ، ونقتصر هنا على ذكر ما قاله الشيخ عز الدين عبد السلام الشافعي في كتاب « مدائح الخلفاء » بعد أن ذهب إلى تفضيل فاطمة على مريم لأنها تكلمت في بطن أمها ; قال - وعبارته قريبة من روايات الإمامية - : فلما حملت خديجة بفاطمة كانت تحدثها من بطنها وتحدثها وتؤنسها في وحدتها ، وكانت تكتم ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل النبي يوما فسمع خديجة تحدث ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا خديجة ! لمن تحدثين ؟ قالت : احدث الجنين الذي في بطني فإنه يحدثني ويؤنسني . قال ( صلى الله عليه وآله ) : يا خديجة ! أبشري فإنها أنثى ، وإنها النسلة الطاهرة الميمونة ، فإن الله جعلها من نسلي ، وسيجعل من نسلها خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ، فما برح ذلك النور يعلو وأشعته في الآفاق ينمو حتى جاء الملك فقال : يا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ! أنا محمود إن الله بعثني أن أزوج النور من النور. . . إلى آخر الخبر . ولا يخفى أن المحدثة - بالفتح - لا بد أن تكون ذات قدر ومقام ومنزلة بحيث تحدث أمها وهي في بطنها ، وسمو المقام هذا ناتج عن ذاك الاستعداد الفطري الأولي المودع فيها والمعطى لها منذ اليوم الأول الذي اصطفيت فيه على نساء العالمين ، تعالى جلالها وتلألأ جمالها وعم نوالها من كثرة ذرياتها ، وعز مآلها ، فضلا عما خصها الله تعالى بأفضال السجايا ، وأفردها بكرائم المزايا ، بحيث لا يحصيها أحد ويعجز عن أدائها كل مستسعد مع طول الزمان وبذل الجهد ، وإني كنت والله مقصرا في جنب ما أولاني ربي من نشر معالي فضائلها ونثر لآلي فواضلها ; لأنها مستخرجة من علوم لا تدرك وبحار لا تنزف . بيان الحديث والخبر والنبأ مترادفات كما فصلنا في مكاتيبنا وأوضحنا الفرق بين الحديث وأخويه ، ولكن ليعلم هنا أن الحديث : هو الكلمات والعبارات والحروف المتتالية تفيد كلاما جديدا ، والحادث خلاف القديم . قال في الصراح : الحديث يقال بالفارسية للجديد وجمعه أحاديث وأحدوثة . وقيل في ذيل الآية الشريفة ( فليأتوا بحديث مثله ) : إنما قيل للحديث حديث لأنه يحدث في القلوب العلوم والمعاني والمعارف الجديدة ، فتكشف الحقائق والدقائق الجديدة في العلوم والحكم ، وهي من الحظ ، قال تعالى : ( وقل رب زدني علما ) فكانت إفاضات الآيات المباركة بمفاد قوله ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) تنزل منجمة ومندرجة على القلب المبارك للحضرة النبوية المقدسة . هذا ; ولا ينقضي العجب مما رواه ابن الأثير نقلا عن يوسف سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواص » عمن يرويه عن جماعتهم ، قال : قالوا : وقد روت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثمانية عشر حديثا ، وقيل : ثمانين حديثا . . » . ولا أدري لماذا يقال في فاطمة ( عليها السلام ) أنها تروي هذا العدد الضئيل من الأحاديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بينما يقال في عائشة - ويا له من عجب لا ينقضي - أنها حفظت عدة آلاف حديث - على اختلاف الأقوال في العدد - ؟ ! قال الأزري : حفظت أربعين ألف حديثا * ومن الذكر آية تنساها والظاهر أن هذا العدد الهائل من الأحاديث الذي روتها عائشة كانت عبارة عن تسجيل ليومياتها ، ثم نسبت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصارت مصدرا للأحكام الشرعية ، فهي كانت تروي أفعالها وأقوالها وتصرفاتها الشخصية وما تقوم به آناء الليل وأطراف النهار فأخذوه منها ونسبوه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وافترضوه حديثا ، ثم صار فيما بعد خبرا صحيحا . كيف امتازت عائشة على باقي أزواجه ( صلى الله عليه وآله ) اللواتي عشن معه وحظين بشرف صحبته ومضاجعته ولم يروين عنه إلا أحاديث قليلة ؟ ! لا أدري ; لعل طول عمرها وضغائنها الدفينة - التي اتفق عليها الفريقان وذكر جملة منها ابن أبي الحديد - وأعلام خلفاء الجور هو السبب في ذلك . ولكن أهل البصيرة والإنصاف يعلمون جيدا أنه لا يمكن الإعتماد على أقوال المغرضة التي تروي ولا تتحرج ، ولا الاستناد إلى روايات أصحاب الجمل والخوارج أرباب الحيل والنواصب ، فكلها مجعولات موضوعات صدرت من منشأ الفساد ومنبع العناد بدافع الهوى والأغراض الدنيوية ، إلا ما كان من رواياتهم في فضل أهل بيت العصمة ، ومناقبهم التي اضطروا إلى إظهارها ولم يجدوا محيصا عن روايتها والتحديث بها ( إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) ، وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « ستكثر بعدي القالة : علي ; وقال الصادق ( عليه السلام ) : إن لكل رجل منا رجلا يكذب عليه » . فحمدا له ثم حمدا له أن وفقني أن أكتب شيئا موجزا بمقدار القدرة عن عدة ألقاب ممدوحة شريفة من الميامن القدسية للحضرة المقدسة الفاطمية ، واستقصيت ما استطعت الأخبار والآثار ، وذكرتها ضمن الخصيصة المناسبة ، بحيث كان لكل خصيصة ولقب حديثا وخبرا . لكني أقول : أين فاطمة وهذه الألقاب ، وأين التراب ورب الأرباب ; وكل من يعتقد وجوب القيام بحقها كيف يرقى في معراج فضائلها ، وكيف يستضيء بنور أفقها ؟ وكيف يصعد من هذه الأسباب إلى ذروة جلالها وطرقها ؟ إلا من استبان فضلها ، وعرف قدرها ونلها ، وعلم فرعها وأصلها ، ومن أحاط بها أحق من عرفانها ، وهو أهلها ; وصفاتها أشتات لا يجمعها إلا من تنسك بشعارها وتمسك بعطف دثارها ، فويل ثم ويل لأئمة الجور وطغاة هذه الأمة الذين لعناهم كلعن أصحاب السبت ، فكيف يرقعون ما خرقوا ؟ وكيف يطلبون سبيل الرشاد فيما طرقوا ؟ وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ؟ ولعمري إنهم من ذرية النفاق وحشو النار وحصب جهنم ، فأقول ما قيل متمثلا في أوصافها : هذي المكارم لا قعبان من لبن * شيبا فعادا بعد أبوالا ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |