![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() مقارنة بين روايات سيف وغيرها : أوردنا فيما سبق موجزا من روايات سيف عن غزوات خالد بعد الحيرة . ولمعرفة مدى تطابقها مع الواقع نبحث أولا في سواد ‹ صفحة 91 › العراق يومذاك ، فنجد فيه قرى صغيرة منتشرة على شواطئ الأنهر يسكنها المزارعون من العرب والفرس ، وكبراها الحيرة وكان يسكنها ملوكهم المناذرة . وكان عدد رجالها ستة آلاف عندما أحصاهم خالد وألزم كل واحد منهم بدفع أربعة عشر درهما سنويا حسب رواية البلاذري . فإذا كان عدد رجال حاضرتهم ستة آلاف فكم يكون عدد رجال سائر قراها ؟ ثانيا : لمعرفة طبيعة المعارك التي دارت رحاها فيالسواد يومذاك نرجع إلى الدينوري فنجده يقول في الاخبار الطوال ما موجزه : لما أفضى الملك إلى بوران بنت كسرى شاع أنه لا ملك لأرض فارس وإنما يلوذون بباب امرأة . فأقبل رجلان من بكر بن وائل يغيران على الدهاقين فيأخذان ما قدرا عليه فإذا طلبا أمعنا في البر فلا يتبعهما أحد ، يقال لأحدهما المثنى وكان يغير من ناحية الحيرة ، وللآخر سويد وكان يغير من ناحية الأبلة . وكان ذلك في خلافة أبي بكر ، فكتب المثنى إلى أبي بكر يعلمه ضراوته بفارس ويعرفه وهنهم ويسأله أن يمده بجيش ، فكتب أبو بكر إلى خالد - وكان فرغ من أهل الردة - أن يسير إلى الحيرة ويضم إليه المثنى ففعل ، وكره المثنى ورود خالد عليه . ونرجع إلى البلاذري فنجد عنده وصفا رائعا لغزوات خالد في الحيرة تعرفنا طبيعة تلك المعارك ، وقد سبق ذكر بعضها ، ونذكر في ما يلي موجزا لبعض ما وقع منها بعد الحيرة ، قال : ‹ صفحة 92 › وبعث خالد بشير بن سعد الأنصاري إلى بانقيا فلقيته خيل للأعاجم عليها فرخبنداذ فرشقوا من معه بالسهام ، وحمل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ ، ثم انصرف وبه جراحة انتفضت بعين التمر فمات منها . وقيل إن خالدا هو الذي قتل فرخبنداذ ، وبعث جرير بن عبد الله البجلي إليهم فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه من القتال وعرض عليه الصلح ، فصالحه جرير على ألف درهم وطيلسان . وقيل إن ابن صلوبا أتى خالدا فاعتذر إليه وصالحه هذا الصلح . وقالوا : إن خالدا أتى بعدها الفلاليج وبها جمع للعجم فتفرقوا ولم يلقوا كيدا فرجع إلى الحيرة ، فبلغه أن جابان في جمع بتستر فوجه إليه المثنى وحنظلة بن الربيع فلما انتهيا إليه هرب وسار إلى الأنبار فتحصن أهلها ، وبعث المثنى إلى السوق العتيق ببغداد فأغار عليهم فملأوا أيديهم من الذهب والفضة وما خف حمله ، ثم أتوا الأنبار - وخالد بها - فحصروا أهلها وحرقوا نواحيها فصالحوا ؟ بشئ رضي به ، وقيل بل صالحه جرير في عصر عمر . هكذا كانت طبيعة غزوات خالد في العراق ، يبعث جريدة خيل إلى تلك القرية أو هذه فيستقبلوهم بالصلح ودفع الجزية أو بالمراماة ساعة من نهار ثم ينهزمون ، أو يباغت تجمعا في سوق ‹ صفحة 93 › فيستولي على ما فيها بعد فرار أهلها ، وأحيانا يهاجم قرية فيقاتل خفراءها أو حصنا أو مسلحة فيقتل منهم أفرادا ثم يستولى على بعض السبي والغنائم . ويتناسب هذا النوع من الغزو وعدد جيش خالد كما رواه البلاذري عندما ذكر خبر انصرافهم من العراق إلى الشام لامداد المسلمين هناك قال : " وسار في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة في ثماني مائة ، ويقال : في ست مائة ، ويقال : في خمس مائة " . وليس بمقدور هذا العدد أن يبيد مئات الألوف كما ذكرته روايات سيف . نتيجة البحوث : وجدنا خالدا في وقعة ذات السلاسل يبيد جيش الفرس المقترنين بالسلاسل حسب رواية سيف ! وفي الثني يقتل منهم مقتلة عظيمة يبلغ قتلاهم ثلاثين ألفا سوى من قد غرق ! وفي الولجة يقتل منهم مقتلة لا يرى أحد منهم مقتل صاحبه ويقتل فارسا يعد بألف فيتكئ عليه في ساحة المعركة ويتغدى ! وفي أليس يحلف أن يجري نهرهم بدمائهم فيجلب الناس من جوانبها مدة ثلاثة أيام ويضرب أعناقهم على النهر حتى يبلغ قتلاهم سبعين ألفا ويهدم مدينة أمغيشيا بعدها ! وفي معركة الحيرة يبيد جيش ابن الآزاذبه ! ‹ صفحة 94 › وفي الحصيد يقتل القعقاع منهم مقتلة عظيمة ! وفي المصيخ يغيرون عليهم من ثلاثة أوجه وهم نائمون فيقتلونهم حتى يمتلئ الفضاء بهم ويشبهونهم بالغنم المصرعة . وفي الثني - أيضا - بيتوهم من ثلاثة أوجه وأعملوا فيهم السيف فلم يفلت منهم مخبر . وفي الزميل بيتوهم غارة شعواء من ثلاثة أوجه فقتلوا منهم مقتلة عظيمة لم يقتلوا قبلها مثلها فقد كانت على خالد يمين أن يبغتهم . وفي الفراض أمر خالد أن يلحوا عليهم بعد هزيمتهم ، فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه فإذا جمعوهم قتلوهم ، فقتلوا منهم في المعركة والطلب مائة ألف . أي إنسان لا يقشعر جلده من قراءة تاريخ الفتوح الاسلامية هذه ! ؟ وهل فعلت جيوش التتر أكثر من هذا ؟ ! ! ! ألا يحق لخصوم الاسلام مع هذا التاريخ المزيف أن يقولوا : " إن الاسلام انتشر بحد السيف " ؟ ! ! وهل يشك أحد بعد هذا من هدف سيف في وضع هذا التاريخ وما نواه من سوء للاسلام ؟ ! وما الدافع لسيف إلى كل هذا الدس والوضع إن لم تكن الزندقة التي وصفه العلماء بها ؟ ! وأخيرا هل خفي كل هذا الكذب والافتراء على إمام المؤرخين الطبري ؟ وعلامتهم ابن الأثير ؟ ومكثرهم ابن كثير ؟ وفيلسوفهم ابن خلدون ؟ وعلى عشرات من أمثالهم ؟ كابن عبد البر ‹ صفحة 95 › وابن عساكر والذهبي وابن حجر ؟ كلا فإنهم هم الذين وصفوه بالكذب ورموه بالزندقة ! وقد مر علينا في وقعة ذات السلاسل قول الطبري وابن الأثير وابن خلدون في تواريخهم : أن ما ذكره سيف فيها خلاف ما يعرفه أهل السير ! إذا فما الذي دعاهم إلى اعتماد روايات سيف دون غيرها مع علمهم بكذبه وزندقته ، إن هو إلا أن سيفا حلى مفترياته بإطار من نشر مناقب الصحابة فبذل العلماء وسعهم في نشرها وترويجها مع علمهم بكذبها . ففي فتوح العراق - مثلا - أورد مفترياته تحت شعار مناقب خالد بن الوليد ، فقد وضع على لسان أبي بكر أنه قال - بعد معركة أليس وهدم مدينة أمغيشيا - : " يا معشر قريش ! عدا أسدكم على الأسد فغلبه على خراذيله ، أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد " . كما زين ما اختلق في معارك الردة بإطار من مناقب الخليفة أبي بكر ، وكذلك فعل في ما روى واختلق عن فتوح الشام وإيران على عهد عمر ، والفتن في عصر عثمان ، ووقعة الجمل في عصر علي ، فإنه زينها جميعا بإطار من مناقب الصحابة ، فراجت وشاعت ونسيت الروايات الصحيحة - عدا روايات سيف - وأهملت على أنه ليس في ما وضعه سيف واختلق - على الأغلب - فضيلة للصحابة ، بل فيه مذمة لهم ، ولست أدري كيف خفي على هؤلاء أن جلب خالد عشرات الألوف من البشر وذبحهم على النهر ليجري نهرهم بدمائهم ليست فضيلة له ، ولا هدمه مدينة أمغيشيا ولا نظائرها إلا على رأي الزنادقة في الحياة من أنها سجن للنور وأنه ينبغي السعي في إنهاء الحياة لانقاذ النور من سجنه ( 1 ) ‹ صفحة 97 › مصادر البحث عن الفتوح بعد الحيرة : الطبري 1 / 2047 - 2059 ط . أوروبا . ابن الأثير 2 / 301 - 306 . ابن كثير 2 / 350 - 352 . ابن خلدون 2 / 299 - 302 . البلاذري 298 و 299 و 131 . الاخبار الطوال للدينوري 111 . معجم البلدان ومراصد الاطلاع تراجم : مصيخ بني البرشاء ، الثني ، الزميل . الإصابة ، ترجمة : عصمة بن عبد الله وأعبد بن فدكي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 95 › ( 1 ) راجع بحث الزندقة والزنادقة من البحوث التمهيدية بكتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) للمؤلف . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |