هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : مهارات العرض والإلقاء ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1 ]       »     دورة : الأدوات الحديثة في تنظي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3 ]       »     دورة : التخطيط والإشراف على بر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 26 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 28 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 23 ]       »     المحامية رباب المعبي : حكم لصا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 92 ]       »     المحامية رباب المعبي تحصل على ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 233 ]       »     تطبيق طبيب استشاري الأسرة [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 293 ]       »     محكمة الاستئناف بالرياض تُلزم ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 382 ]       »     دورة : أفضل الممارسات في استخد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 555 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام الاجتماعية > منتدى المرأة

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-26-2016, 11:31 AM
الرحيق المختوم
موالي فعال
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل : Jan 2015
 فترة الأقامة : 3751 يوم
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 1.4




معالم الأسرة الصالحة ـ 4

إن بعض الناس قد خلطوا بين البيت وبين الأريكة! / أولئك الذين لم يهتمّوا بإنجاب الأولاد فلم يدركوا معنى الأسرة أساسا/ المرأة التي تتواضع لزوجها، فهي في الواقع تزيد إمكان تمتّعها في الحياة/ في البيت الذي تكون الأمّ فيها محبوبة والأب مطاعا، يصبح الولد متعادلا نفسيّا/ ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي

الزمان: 03/12/2013

المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الرابعة:

أحد أسباب التأخير في الزواج، هو الانطباعات غير الصحيحة التي تبلورت في أذهان الناس عن الزواج

الخطوة الأولى في سبيل الوصول إلى الأسرة الصالحة هو إصلاح رؤيتنا وانطباعنا عن «الأسرة». يجب أن نرى أولا ما هي رؤيتنا وما هو انطباعنا عن الأسرة؟ هل انطباعنا عن الأسرة هو أننا نرى «الأسرة» مفهوما عظيما ورائعا؟ هل نعتبر الأسرة موطنا لبناء الذات ومجمّعا أشبه بالمعسكر أو نادي الرياضة مع مزيد من اللطافة والرأفة، أو أننا نعتبرها موطنا للاسترخاء والراحة المطلقة؟ هل نرى الأسرة كفندق ليس سوى محلّ للاستراحة والطعام، أو أنها موطن للقيام بمسؤوليّة ودور مهمَّين؟

مع الأسف إن لبعض الناس انطباعا غير صحيح عن الأسرة. فعلى سبيل المثال تراهم يقولون: «لقد ورّط فلان نفسه وتزوّج!» أو يقولون: «أتعلمون أن المرأة الفهيمة مع أي رجل تتزوّج؟ المرأة الفهيمة لا تتزوّج أبدا!» إن مثل هذه الأحاديث تترك أثرا سلبيّا على نفسيّة الشباب، وتخرّب رؤيتهم عن الزواج شيئا فشيئا. أحد أسباب التأخير في الزواج، هو هذه الانطباعات غير الصحيحة التي تبلورت في أذهان الناس عن الزواج. وعلامة هذه الانطباعات هو هذه الكلمات والعبارات التي كوّنها الناس عن الزواج. أو ما يمارسه بعض الناس من المبالغة في تبيين صعوبة تكوين الأسرة، أو یتحدّثون بنظرة سلبية عن هذا الموضوع، ومع الأسف قلّ ما وجدنا من يشكر ويثني على جمال الأسرة ومحاسنها.

إن انطباعنا عن تكوين الأسرة لأمر مهمّ جدّا. كما أن هذا الانطباع يترك تأثيره على كيفيّة سلوكنا في اختيار الزوج، أو في اختيار الأسرة التي نناسبها. إن سبب تصعّب بعض الأسر في مدى مكنة الصهر الاقتصادية، أو مستواه الاجتماعي، أو مستواه الدراسي فهذا ما هو ناجم عن رؤيتهم الخاطئة تجاه الأسرة. فلعلّهم يعتبرون الأسرة وسيلة للتفاخر والمباهاة. حتى أن بعض الفتياة يصرّحن بأن: «هذا الفتى لا يليق بي كثيرا! فإذا مشينا سويّة في الشارع، يقول الناس: إن هؤلاء غير متناسقين مع بعض!» فإن مثل هؤلاء يعيشون في ظرف «یقول الناس»، ورؤيتهم عن الأسرة متعلّقة بما يقول الناس عنها.

كثير من الرجال لا يعرفون طبيعة المرأة/ يجب على الرجل أن يلزم الصمت ويصبر على كلام زوجته المرّ

كثير من الرجال المتزوّجين لا يعرفون طبيعة المرأة، وليس لهم رؤية صحيحة عنها. فعلى سبيل المثال لا يعرفون أن طبيعة النساء ـ ما عدى اللاتي قد تعبن على أنفسهن وجاهدن أنفسهن ـ هي بحيث، إذا أطلقن لسانهنّ بالعتاب والشكوى، يعتبن بشكل مطلق ويكفرن بكلّ جميل، وإذا تألمّت إحداهنّ من زوجها، لعلّها تقول له: «لم أر منك خيرا قط!»؛ «لِأَنَّهَا إِذَا غَضِبَتْ عَلَى زَوْجِهَا سَاعَةً تَقُولُ مَا رَأَیْتُ مِنْكَ خَیْراً قَطُّ» [مستدرك الوسائل/14/244] «و لَا یَشْکُرْنَ الْکَثِیرَ إِذَا مُنِعْنَ الْقَلِیل» [من لایحضره الفقیه/2/554] عندما تقول المرأة هذا، يزعم الرجل أنها تكرهه أشدّ كره وحاقدة عليه، في حين أن الأمر ليس كذلك، وعلى الرجل أن يلزم الصمت ويصبر في مثل هذه المواقف. لقد ذكر رسول الله(ص) أن النساء عاجزات عن التعبير بشكل صحيح، يعني قد تزداد مرارة كلامهنّ عن الحدّ الطبيعي، فعليكم أن تستروا ذلك بالسكوت؛ «إِنَّمَا النِّسَاءُ عِیٌ ... و اسْتُرُوا الْعِیَّ بِالسُّکُوت» [الكافي/5/535 , من‌لایحضره‌الفقیه/3/390]

تجمع الأسرة بين الرجل والمرأة مع ما يتّصفان به من فوارق كثيرة وبيّنة، مما تؤدي إلى حلاوة ومرارة في الحياة. فإن لم تكونوا تتنبأون هذه الظاهرة، سوف لا تملكون القابليّة للتمتّع بحلاوة الحياة ولا تقدرون على استيعاب مرارتها ومواجهتها بشكل مناسب. وأساسا إن اللّه قد قرن بين هذين الجنسين المتعارضين والمختلفين من عدّة جهات في نطاق الأسرة لكي تتجسّد مواطن التعارض والانسجام بينهما، وليرى المواقف وردود الأفعال التي تصدر من كلّ زوج تجاه الآخر على مدى أيام حياتهما المشتركة وعلى رغم كل الاختلافات الموجودة بينهما. وفي الواقع يجب على الزوجين وبالرغم من كل الاختلافات والفوارق الموجودة بينهما أن يكمّل كلّ منهما الآخر ويتكاملا معا.

أي زوجة اخترتها، فيجب أن تعتبرها الزوجة التي اختارها الله لك

دقّقوا وأمعنوا النظر في مسار اختيار الزوجة، ولكن اعلموا أنه لستم من يحسم الأمر، فبعد ما تمّ الاختيار وانعقد الزواج، يجب أن تعتبروا زوجتكم، هي الزوجة التي قد اختارها الله لكم. فتحمّلوا كلّ المرارات والمصاعب التي ستواجهونها في حياتكم وقولوا: لابدّ أن هذه المشاكل والمرارات لمصلحتي ولولا ذلك لما قدّرها الله لحياتي ـ طبعا ما عدى بعض الموارد النادرة التي هي خارجة عن موضوع بحثنا ـ. لذلك فاعملوا بتكليفكم في مقام التحقيق والتدقيق في اختيار الزوج، ولكن بعد ما عملتم بتكليفكم فاعتبروا كلّ ما يحدث، من مشيئة الله وإرادته. فقد روي عن النبي(ص): «لو دَعا لك إسرافیلُ و جِبریلُ و میکائیلُ و حَمَلةُ العَرشِ و أنا فیهِم ما تَزَوَّجتَ إلاّ المرأةَ التي کُتِبَت لكَ» [میزان الحکمة/ح16500]

يقول بعض الناس الذين يتصعّبون جدّا في قضية اختيار الزوج: «أريد أن أجد كفوا لي!». طبعا إن أصل «الكفوية» بین الزوجين أصل صحيح، ولكن النقاش في تفسيركم لهذا الأصل. في الواقع إن أفضل زوج لكم هو الذي من خلال الحياة معه، يعينكم على معالجة عيوبكم والكمال والتقرّب من الله سبحانه وتعالى.

يتبع إن شاء الله...




 توقيع : الرحيق المختوم


رد مع اقتباس
قديم 03-30-2016, 10:46 AM   #2
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 3.4




إن تجاسر المرأة على الرجل يؤدّي إلى سوء تربية الأولاد/ إن لم تُحفظ حرمة الأب في البيت، لن تلتزم البنت بحجابها غالبا

المرأة التي تتجاسر على زوجها في البيت، ـ ولا سيما بمرأى الأولاد ـ فهي في الواقع تزعزع أركان البيت، وتتسبّب في سوء تربية الأولاد، إذ قد هتكت حرمة الأب ولم يعد يؤثر حنانه ورأفته إلى الأولاد ولا سيما البنات، إذ أنّ تحنّن الأب المكسورة شخصيّته لا تلصق بفؤاد أولاده ولا تسدّ حاجتهم إلى المحبّة والحنان.
قالت لي إحدى الأمهات المتديّنات: بدأ يتدهور حجاب بنتي، مع أني قد حسّنت حجاب جميع البنات في المدرسة الثانوية، ولكني عجزت عن إصلاح بنتي. فسألتُها: هل تتجاسرين أحيانا على زوجك وتستهينين بشخصيّته أمام الأولاد؟! قالت: هو رجل أمّي و عامل بسيط! قلت لها: فإذن تتجاسرين عليه؟! قالت: قد يحدث ذلك أحيانا. قلت لها: فمن المحتمل أن لا تنصلح بنتك! قالت: شيخنا، لا تقل هكذا! أعطني طريق حلّ! فقلت لها: إنما تعتمد الفتاة على أبيها، فإذا انكسر أبوها فعلى من تعتمد إذن؟! لذلك تذهب إلى الشوارع لتجد من تعتمد عليه...
عندما تحفظ حرمة الأب في البيت من قبل الأم، يقدر الأب على تعديل سلوك بنته بإشارة فقط، كما أنه إذا تحنّن على بنته وتحبّب إليها، تمتلئ الفتاة حبّا، فإذا طالبها بضبط حجابها، ستمتثل هذه الفتاة بكل رحابة صدر وستختار أفضل حجاب، بسبب المحبّة التي تلقّتها من أبيها ومكانة أبيها وموقعه المحترم في قلبها. أمّا إذا هتكت الأمّ حرمة زوجها في البيت وأمام الأولاد، يفقد الأب وزنه وأبّهته في البيت، بحيث حتى إذا صرخ على بنته، أو أصرّ علي ها إصرارا شديدا، لا يؤثّر كلامه في بنته.

إذا كانت الأم محبوبة في البيت، والأب مطاعا، يصبح الطفل متعادل الشخصية

يجب أن تحفظ حرمة الأب في البيت. فلا يجوز للمرأة أن تقول: «لقد غضبت فصرخت بوجه زوجي! فما عسى أن حصل؟!» إن البيت هو موطن لجهاد النفس؛ فإنك وعبر هذا التجاسر على الأب، قد زعزعت أركان البيت، وتسببت في سوء تربية الأطفال. إن بعض النساء ـ وللأسف ـ يزعمن أن الصراخ والكلام الخشن يصلح كلّ شيء! طبعا لعلّها إذا صرخت لم يخالفها بعلها ـ لأي سبب كان ـ ويخضع لرأيها ويستتبّ الهدوء في البيت، ولكن لا يضمن هذا الطريق تعادل الأطفال الروحي.
لا يتصف الأطفال في البيت بالتعادل الروحي إلا إذا وجدوا الأب «عماد» البيت والأمّ «جمال» البيت. بتعبير آخر الأب هو الرئيس الحقوقي في البيت، والأم هي الرئيس العاطفي في البيت. لذلك يجب أن تقول الأمّ لأولادها: «إياكم أن تكسروا شخصية أبيكم» وهي أيضا لا تكسر شخصيّته وكبرياءه. وكذلك يجب أن يقول الأب للأطفال: «إياكم أن تكسروا قلب أمكم» وهو أيضا لا يكسر قلب زوجته. ففي مثل هذه الأسرة، سوف يعمل الأولاد حسب ما تحبّه الأمّ ويأمر به الأب، وهكذا يتحقق تعادل روحي جميل في داخل الأسرة.
إذا كانت الأم محبوبة في البيت، والأب مطاعا، يصبح الطفل متعادل الشخصية. هذا هو الأصل وباقي القضايا من قبيل توفّر وسائل الراحة في الحياة فرع له. يجب أن يكون كل شيء في موضعه؛ الأب هو القائد والآمر في البيت، والأم هي الملِكة، فلا يمكن تبادل الأدوار بينهما، بحيث تصبح الأم قائدة مطاعة والأب محبوب ومعشوق في البيت. فعند ذلك يختلّ تعادل الأطفال، وإذا صدر منهم سلوك حسن، فيكون بسبب جبنهم وقلّة إرادتهم. لأن صلاح بعض الناس ناجم عن جبنهم وعجزهم، إذ كل إنجاز، حتى وإن كان قبيحا، يحتاج إلى جرأة ما.

ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي/ أهمّ عامل في التعادل الروحي: محبّة الأب إلى الأم واحترام الأمّ إلى الأب

ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي والنفساني. بالتأكيد يرتبط التعادل الروحي بكثير من العوامل ولكن من أهم العوامل هو هذان العاملان الأساسيّان وهما أنه: هل يعطف الأب على الأمّ أمام الأولاد ويتحبّب إليها؟! وهل تطيع الأمّ زوجها أمام الأولاد وتحترمه؟! هذا ما يحقّق التعادل في البيت. وستصبح الفتاة الناشئة في مثل هذا البيت أمّاً وزوجةً صالحة، كما ستلتزم بالحجاب بكل سهولة. ويتعلّم الولد كيف يداري زوجته، إذ قد رأى تحنّن أبيه على أمّه.
جدير بالذكر أن قد أكّدت الروايات كثيرا على محبّة الأب ببنته. «مَنْ کَانَ لَهُ أُنْثًى‏ فَلَمْ‏ يبْدِهَا وَ لَمْ‏ يهِنْهَا وَ لَمْ يؤْثِرْ وُلْدَهُ عَلَيهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّة» [مستدرك ‌الوسائل/15/ص118] و «مَنِ ابْتُلِيَ ـ أي امتحن ـ بِشَيءٍ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ فَأَحْسَنَ إِلَيهِنَّ کُنَّ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّار» [المصدر نفسه] «الْبَنَاتُ حَسَنَاتٌ وَ الْبَنُونَ نِعْمَةٌ فَالْحَسَنَاتُ يثَابُ عَلَيهَا وَ النِّعْمَةُ يسْأَلُ عَنْهَا» [من‌ليحضره‌الفقيه/3/481] ويبدو من بعض الروايات أنّ عيالة البنت ليس بأمر بسيط فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ اثْنَتَينِ فَقَالَ وَ اثْنَتَينِ فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَ وَاحِدَةً فَقَالَ وَ وَاحِدَةً» [الكافي/ ج6/ص6]
تصوّروا كم هو جميل ورائع أن يقوم الأب بالتحبّب إلى بنته ويّداريها ويربّيها كشدّة الورد، ثم تكبر هذه الفتاة وتتزوّج وتكون في خدمة أسرة أخرى. فانظروا كم هذا العمل لطيف؟ لعلّ أوّل ما يتوقّعه الأب من صهره أن يعطف على بنته ويرحمها ويكون رحيما بها. ومن المؤكد لابدّ لهذا الصهر أن يكون قد تعلّم هذا العطف من أبيه في البيت؛ يعني أن يكون قد تعلّم العطف والحنان من تحنّن أبيه إلى أمّ البيت.
طبعا هناك من لا يقدّر المحبّة مهما تحبّبوا إليه. أتعلمون كم قد عطف أمير المؤمنين(ع) على أطفال الكوفة وأطعمهم؟ فليت شعري كيف ردّ هؤلاء، إحسان أمير المؤمنين ومحبّته؟ بعد أن جاءوا بالسبايا إلى قرب الكوفة، بدأوا يطبخون الطعام فانتشرت رائحة الطعام الحارّ فأحسّ بها الأطفال وهم لم يطعموا شيئا منذ يومين، فأكل جلاوزة عمر بن سعد الطعام دون أن يعطوا الأطفال لقمة منه. لقد أراد هؤلاء الخبثاء أن يجوّعوا أحفاد أمير المؤمنين(ع) ليشتدّ بهم الجوع، حتى إذا دخلوا الكوفة يمدّون أيديهم إلى الناس ويسألونهم الطعام...

ألا لعنة الله على القوم الظالمين




 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
قديم 04-26-2016, 09:33 AM   #3
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 1.5




معالم الأسرة الصالحة ـ 5

لا يطوّر عبوديّة الإنسان شيء مثل خدمة الأسرة! / لا يمكن لاثنين أن يتحابّا مع بعض بشدّة إلا أن يكون كلاهما قد عشقا الله وأولياءه/ لتكن معاملتكم مع اللّه لا مع أزواجكم/ لا تخافوا ضياع حقوقكم في ما إذا أحسنتم الأخلاق والصحبة مع أزواجكم!

الزمان: 14/12/2013
المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الخامسة:

لا يفكّر بعض الناس بالهدف من حياتهم ولا يفتّشون إلا عن احتياجاتهم ولذائذهم

إنّ كان الإنسان يعاني في حياته من «نواقص وعقد نفسانيّة»، فهو عادة لا يسأل عن الهدف من حياته، وإنّما يفتش عن احتياجاته ولذائذه وحسب دون أن يفكّر بالهدف من حياته. أمّا إذا أعطى اللّه الإنسان «السّكينة»، فهو يبدأ يفكّر شيئا فشيئا ويسأل نفسه أن: لماذا أعيش وما الهدف من حياتي؟! وحتى قد يسأل نفسه: لماذا يجب أن ألتذّ وأتمتّع وما الداعي إلى ذلك؟ طبعا، النزهة هي غايةٌ بحدّ ذاتها لذوي النفوس الضعيفة، ولكن بشكل عام بعد ما يتمتّع الناس بمختلف اللذات ويشبعون منها نوعا ما، يسألون أنفسهم أن: «لماذا وبأيّ حبّ نتمتّع في حياتنا؟» فمثل هذا الإنسان إن لم يجد هدفا أعلى، سيجد هذه اللذّات تافهة بلا قيمة.
إن انشغل الناس دائما بمقارنة أنفسهم مع غيرهم، وأخذوا على أنفسهم أن لا يسبقهم الآخرون في إمكانات حياتهم وكانوا ينظرون إلى نواقصهم دائما وظنّوا أن حياة جارهم أفضل من حياتهم، فمثل هؤلاء لن يصلوا إلى التفكير في هدف الحياة أبدا. أما إن ترفّع الإنسان عن هذه المقارنات واطمأنّ قلبه، يواجه هذا السؤال بجدّ، وهو: «لماذا أعيش؟» يعني يبدأ يفكّر في الهدف من حياته بكلّ عمق.

تعطي «الصلاة» و «الشكر» السكينة للإنسان وتمنحه فرصة التفكير في هدف الحياة

لابدّ للإنسان أن يواصل حياته بهدف وحبّ ما؛ بحيث يكون هذا الحبّ أسمى من جميع الحياة بأسرها وقيّماً بحيث يستحقّ أن يجعل الإنسان حياته من أجله ويفديها في سبيله. وبالتأكيد لا يصل الكثير من الناس إلى هذه النقطة. فإنها تعبّر عن بلوغ روحي لدى الإنسان ولا يبلغ الكثير من الناس إلى هذا المستوى. إن أحد الأعمال المؤدّية إلى اطمئنان القلب وبلوغ الروح هو «الشكر». فإنّ شكرنا مدّةً سنحصل على سكينة واطمئنان لا يجدها المعقدون والحسّاد وأهل اللهو واللعب والهيجانات الكاذبة أبدا.
والعمل الآخر الّذي يطمئن قلب الإنسان ويعطيه فرصة التفكير في هدف الحياة هو «الصلاة». فإنّ اللّه وعبر فرض الصلاة علينا كأنّه يسحب الكابح اليدوي في حياتنا ويذيقنا السكينة ثلاث مرّات في اليوم، وذلك في سبيل أن يتسنّى لنا التفكير في أصل الحياة والهدف منها. لقد فرضت الصلاة من أجل أن تلفت نظرنا إلى الهدف السامي في الحياة وتفهّمنا سخافة انشغالاتنا الدنيوية وتحرضنا على التفكير في حقيقة أننا «طيور بستان الملكوت ولسنا لعالم التراب، وإنما قد سجنّا في قفص أبداننا في أيّام قليلة».
إن أولي القلوب المطمئنة الذين يحظون بساعات السكينة والاطمئنان، فإنهم يفكرون بهدف الحياة، بينما أولئك الذين يفقدون هذا الاطمئنان ولا يفكرون بهدف الحياة، فإنّهم مشغولون بشؤون حياتهم وحسب ولا يطمحون إلّا برفع نواقص حياتهم. وحري بالذكر أن مشاكل هؤلاء أكثر من الفئة الأولى، وحياتهم أصعب غالبا. فقد قال الله سبحانه وتعالى: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنْکاً» [طه/124] فمن يصرف وقتا لذكر الله، يحلّ الله كثيرا من مشاكله.
مهما كان شغلكم فبإمكانكم أن تتخذوا معاونا رائعا يشخّص احتياجاتكم ويعدّ مقدّمات عملكم. إنّ هذا المعاون الرائع هو ربّ العالمين! فإن كنتم مع الله، سيكون الله معاونكم وبدلا من أن تصبّ قدرة الله في إفشال أعمالكم وتثبيط عزائمكم، ستكون في مسار تعبيد الطريق لشؤونكم وأموركم. طبعا لا يعني ذلك أن من كان مع الله، فلا تواجهه مشكلة، سيواجه مشاكل لا محالة، ولكن هذه المشاكل، سوف لا تحطّم أعصابه ولا تربك سكينته، بل ستكون سببا في رشده وارتقائه. فإن أصبحت على وشك الانهيار بسبب ما تعانيه من مشاكل، فاعرف أنك قد أعرضت عن الله في بعض شؤون حياتك، فورّطك الله بهذه المصائب لعلك تنتبه وترجع إليه.

إن كان الهدف من خلق الإنسان «العبودية» فالهدف من تكوين الأسرة هو «العبودية» أيضا/ لا يطوّر عبودية الإنسان شيء مثل خدمة الأسرة!

كلّ يجب أن يرى هل قد أحرز الهدف من الحياة؟ هل عرف ما هو الهدف من تكوين الأسرة؟ فلابدّ للإنسان أن يصل إلى شيء من البلوغ الروحي حتى يصل إلى هذه النقطة. لما قال الله سبحانه وتعالى: (وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيعْبُدُونِ) [الذاريات/56] فمعنى ذلك هو أن الهدف من جميع ما وفّره للإنسان من نعم هو العبوديّة. إذن فالهدف من اختيار الزوج وتكوين الأسرة هو عبادة الله أيضا. وكذلك الهدف من إنجاب الأطفال وتربية الأولاد وكسب الجاه الاجتماعي هو العبودية أيضا. ولكل هذه الأعمال أجزاء وشؤون وظروف وهي من أجل عبادة الإنسان أيضا. فإذا تحببتم إلى زوجاتكم فلابدّ أن يكون ذلك من أجل تحقق هذه العبودية.
فإذا اعتبرنا جميع شؤون حياتنا كأجزاء ومعدّات لعبادة الله، سنعرف عند ذلك أنه «لا يطوّر عبودية الإنسان شيء مثل خدمة الأسرة». فإنكم إذا جعلتم العبادة هدفا لتكوين الأسرة، لن تستطيعوا أن تجسّدوا عبادة الله عبر حسن الخلق في الرأفة في الشارع ومع الآخرين، كما لو فعلتم ذلك في داخل أسرتكم. لقد اشتهر على الألسن أن: «ليست العبادة سوى خدمة الخلق»، ولکن كان الأحرى أن يقال: «ليست العبادة سوى خدمة الأسرة». ترى أخلاق بعض الناس حسنة مع الآخرين، فيخدمون الغريب ويتعاملون معه بوجه بشوش، ولكنهم لا يتعاملون مع أمهاتهم وآبائهم وأزواجهم هكذا، فكأنهم أصبحوا تكراريّين لديهم! فإن هؤلاء أن لم يكونوا عطوفين مع أسرتهم، فلا قيمة لابتساماتهم وبشاشة وجههم مع الغير، ولا يستطيعون أن يخدعوا الله بهذه الأعمال. فمن لم يعطف على أقربائه، فعطفه بالغير كذب وخداع بالطبع.

يتبع إن شاء الله...


 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية