هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : مهارات العرض والإلقاء ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1 ]       »     دورة : الأدوات الحديثة في تنظي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3 ]       »     دورة : التخطيط والإشراف على بر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 26 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 28 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 23 ]       »     المحامية رباب المعبي : حكم لصا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 92 ]       »     المحامية رباب المعبي تحصل على ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 233 ]       »     تطبيق طبيب استشاري الأسرة [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 293 ]       »     محكمة الاستئناف بالرياض تُلزم ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 382 ]       »     دورة : أفضل الممارسات في استخد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 555 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام الاجتماعية > منتدى المرأة

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-22-2015, 02:13 PM
الرحيق المختوم
موالي فعال
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل : Jan 2015
 فترة الأقامة : 3751 يوم
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 2




كيف نعصم أبناءنا من أعمال السوء وسوء الأدب؟/ المهمّ في تربية الولد هو أن تسحقوا هوى نفسكم أمام ولدكم

يشكو الكثير من الآباء والأمّهات اليوم من أولادهم ويتساءلون: «ماذا نفعل لكي يصبح أولادنا من المصلّين؟ وكيف نعصمهم من أعمال السوء وسوء الأدب؟» فلابدّ من القول لهؤلاء الآباء والأمّهات: كم تجاهدون أنفسكم أمام أولادكم؟ لا يكفي أن تكونوا أناسا صالحين وحسب ولا ينفع ذلك في تربية الولد كثيرا، وإنّما يجب أن يرى الولد جهادكم للنفس لكي يتأثر. فعلى سبيل المثال إن كان أحدكم إنسانا خلوقا وعطوفا بمقتضى سجيّته ووراثته فهذا ما لا ينفع كثيرا في تربية طفله. المهمّ هو أن تحصوا كم مرّة قد سحقتم هوى نفسكم وضحّيتم بمشتهياتكم أمام طفلكم بحيث يدرك طفلكم ذلك؟ فإن لم تكونوا قد فعلتم ذلك أمام طفلكم فلا تتوقعوا أن تجدوا طريق حلّ لإصلاح ولدكم!
عندما يجد الإنسان أن ابنه قد أوشك بالانحراف والضياع وهو المسبّب في ذلك لا ابنه، عند ذلك حريّ به أن ينتبه ويشعر بضرورة التديّن وجهاد النفس له قبل ابنه.

الأسرة الصالحة هي الأسرة التي تربّي أطفالا صالحين في نفس هذه الظروف الموجودة في المجتمع وحتى في ظروف أسوأ

نحن نخرّب تربية أطفالنا في البيت ثمّ نلقي اللوم على الفساد الموجود في المجتمع! الأسرة الصالحة هي الأسرة التي تربّي أطفالا صالحين في نفس الظروف الموجودة في المجتمع وحتى في ظروف أسوأ. الأسرة الصالحة لا تنتج ولدا معقّدا حتى إذا صار متديّنا يمارس التطرّف. مثلا يتزمّت في موضوع التطبير ويأبى إلّا أن يطبّر! فأمثال هؤلاء الناس إذا دخلوا في أي سلك يتجاوزون الحدّ ويفرطون ويتطرّفون. فعلى سبيل المثال في المأكل والمشرب يتعدّون الحدود ويتورّطون في أكل الحرام. وفي العلاقات والصداقات يفرطون حتى قد يرتكبون قتلا في سبيل بعض العلاقات. وكذلك في إقامة العزاء تراه يفرط ويطبّر على حساب تشويه سمعة الدين. وكذلك يفرط في الالتذاذ والتمتّع حتى يقع في الحرام.
يجب أن نرى في أي أسرة قد تربّى أمثال هؤلاء وكيف كان أخلاق الوالدين في البيت. إذا درستم أسر هؤلاء الناس لوجدتم أن أكثرهم كان آباؤهم وأمهاتهم لم يكونوا يسيطرون على لسانهم إذا غضبوا ويتلفظون بكل شيء، ولذلك ترى الطفل قد نشأ هكذا. حتى وإن كانوا يلزموا أنفسهم حين الغضب أحيانا، فلم يكن ذلك من أجل الله، بل من أجل عوامل أخرى قد منعتهم عن إطلاق الكلمات البذيئة، مثلا لعلّهم لزموا أنفسهم حفاظا على سمعتهم أمام أقربائهم وجيرانهم لا في سبيل الله. لذلك فالطفل الذي يترعرع في مثل هذه الأسرة لم ير والديه قد لزما أنفسهما وكفّا عن بعض السلوك في سبيل الله قطّ وفعلوا بما شاء هواهم واشتهته أنفسهم.

لا نكن متطرّفين تحت غطاء الدين ولا نكن إفراطيّين ماديّيين/ إن مشاهدة هبوط نافورة الثقافة والحضارة الغربية النخرة قد صعّد قابليّات الشباب

فماذا يجب أن نفعله نحن في هذه الأجواء الحسّاسة؟ فمن جانب يجب أن لا نكن متطرّفين معنويّين تحت غطاء الدين ولا نكن إفراطيّين مادّيين تحت لواء الحياة الحرّة الغربيّة النخرة، ومع الأسف تروّج هذه الحياة بالرغم من انقضاء شوطها.
برأيكم لماذا تزداد أجهزة الستلايت والموبايل وغيرها لأنواع الفسق والفساد يوما بعد يوم؟ صحيح أن التقنيّة في تطوّر وأنّ بعض الأيادي المنتزهة هي وراء توسعة أدوات الخلاعة والفساد، ولكن ليست هذه الأسباب خارجة عن تدبير الله وحكمته. فما هي الحكمة من تيسّر الوصول إلى مختلف أدوات الفساد؟ ويا ترى لماذا قد اقتضت حكمة الله أن يحصل مثل هذا التوسّع في أدوات الفسق والفساد؟
يبدو أن الله سبحانه وتعالى الذي يمتحننا في مثل هذه الظروف، علم أنّنا لابدّ أن نقدر على النجاح في هذا الامتحان وإلا لما سمح الله بأن يفرض علينا امتحان صعب فوق طاقتنا. وهذا يعني أن شبابنا قادرون على أن يحظوا بقابليّة تمكّنهم من النجاح في مثل هذا الامتحان.
لم يكن يروّج الفساد بهذا القدر في الأزمان الماضية، ولكن في نفس الوقت لم تكن العقول قد بلغت إلى هذا المستوى من الرشد ولم تتوفّر إمكانات الصلاح والرشد المعنوي ولم تكن القدوات الصالحة بمرأى الناس ولم ينكشف لدى الناس نهاية طريق الحضارة الغربية النخرة وثقافتها المشؤومة القائمة على الكفر والإلحاد. الماء الذي ينطلق إلى الأعلى في النافورة فكلما يقترب إلى نقطة أوجه فهو في الواقع يقترب إلى مرحلة هبوطه. وها نحن نرى اليوم لحظة هبوط نافورة الثقافة الغربية النخرة. إذن نحن نحظى بإمكانات عالية للنجاح في هذه الامتحانات.
إن لم نجتز هذه الامتحانات بنجاح سيستغلها بعض ذوي الأفكار السقيمة فيتمسّك ببعض مظاهر الفساد في المجتمع كذريعة ويستدلّ بها على عدم أحقيّة طريق الحسين(ع). مثلا يقول: إن مقيمي عزاء الحسين(ع) هم نفس هؤلاء الذين لا يراعون الكثير من المسائل الشرعية. لذلك فقد أصبح التديّن الصحيح ضرورة حياتيّة اليوم.
الدليل الآخر لهذه الضرورة هي أن العديد من الجهات والتيارات أصبحت تعادي تديّننا وصلاحنا.





 توقيع : الرحيق المختوم


رد مع اقتباس
قديم 12-26-2015, 10:49 AM   #2
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 3




الدليل الآخر لهذه الضرورة هي أن العديد من الجهات والتيارات أصبحت تعادي تديّننا وصلاحنا، وبعض أعدائنا هم أولئك الذين ينتحلون الديانة غير أنهم متطرّفون تحت غطاء الدين.
لا يكفينا في ظروفنا اليوم أن نخالف الخلاعة والفساد وحسب. إذ قد ظهر بعض ما يسمّون بالمتديّنين الذين يخالفون الفسق والفجور بحسب الظاهر ولكنهم على استعداد من حزّ رؤوسنا بأبسط فسق يروه منّا!

الأولويّة في الالتزام الصحيح بالدين هو «التزام الأسرة» لا التزام الفرد ولا التزام المجتمع/ يجب أن تعطى الأصالة للأسرة بدلا من الفرد أو المجتمع

فالآن وبعد ما اتّضح مدى ضرورة الالتزام الصحيح بالدين، لابدّ أن نرى هل الأولوية في التديّن الصحيح هو تديّن المجتمع أو تديّن الفرد؟ في الحقيقة ليس لأحدِ هذين الاثنين الأولوية، بل الأولويّة لتديّن الأسرة، إذ أن الفرد والمجتمع كلاهما أسيران بيد الأسرة، ولذلك في سبيل إصلاح مستوى تديّن المجتمع ونمط الحياة والوقوف أمام الفسق والفجور وغيرها لابدّ من إصلاح الأسرة أولا. يعني يجب أن يقرّر الزوج والزوجة أن يصلحا أنفسهما معا ويتعاونا مع بعض في هذا السبيل. كما قال أمير المؤمنين(ع) في حقّ فاطمة الزهراء(س) بأنها: «نِعْمَ‏ الْعَوْنُ‏ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ‏» [مناقب‌آل‌أبيطالب/ج3/ص356]
إن الطريق المعقول لصيانة مستوى الالتزام الديني الفردي والاجتماعي هو تحسين المستوى الديني في الأسرة. فلابدّ من إعطاء الأصالة للأسرة بدلا من الفرد أو المجتمع. إذ أن اللبنة الرئيسة في المجتمع هي الأسرة. لذلك فإن عرفنا وضع الأسر في مجتمع ما، سوف يتسنّى لنا تقييم المجتمع كلّه.
فعلى سبيل المثال، بإمكاننا أن نعرف مستوى الأسر التي تربّى فيها بعض الأشخاص والشخصيّات الذين ينحرفون عن جادّة الإنصاف في نشاطهم السياسي والاقتصادي. البائع الذي يغشّ في المعاملة أو الموظّف الذي يرتشي ولا يقضي حاجة أخيه إلا باستلام مبلغ، أو المدير والمسؤول الذي يفكّر بتصفية حساباته الشخصية مع هذا وذاك أكثر من تفكيره في خدمة الناس، وبدأ يخطّط لحفظ منصبه في أولى أيام وظيفته ومنصبه، أو بعض الإعلاميين الذين يکتبون ويتحدّثون بتفكير سلبيّ ويبالغون في تشويه الأوضاع ويحاولون أن يجدوا لأي ظاهرة إيجابيّة في المجتمع نقطة سلبيّة، أفرأيتم في أي أسر نشأ هؤلاء؟ وإن لم تكن جميع عيوبهم تقصير أسرهم، ولكن ترجع الجذور وأصول هذه الصفات إلى التربية الأسرية. ولذلك في السنين الماضية عندما كان يريد شخص [في إيران] أن يدافع عن نفسه، يقول: «أنا قد نشأت في كنف والدي» يعني قد ترعرعت في أسرة أصيلة وأحظى بصفات قيمة وبنجابة بحيث لا أفعل كلّ شيء.
نحن لدينا «وحدة أساسية» يجب أن تحدّد موقفها وتكليفها من الدين وهي الأسرة. إن للأسرة شؤون خاصّة بها. كما أن لكل هيئة وموكب مختصات وشؤون. من قبيل زمان إقامة المراسم فيها، فهل يكون في الصباح أم في الليل؟ ثم كم تطول مراسمها؟ هل تلقى فيها محاضرة أم لا؟ هل هي هيئة أسبوعية أم موسمية؟ كذلك الأسر فلكلّ أسرة خصائص ومميّزات. مثلا هل الطفل يحترم أمّه وأباه أم لا؟ هل يقوم احتراما لأبيه وأمّه أم لا؟
في الأسر التي لا تظهر الأمّ احترامها للأب أمام الأولاد، ترى الأولاد أيضا لا يحترمون أباهم كما ينبغي. فإن الأم إذا لم تحترم الأب باستمرار وبمرأى الطفل، سوف يتأثر الطفل تلقائيّا ولا يحترم أباه. ومن جانب آخر إذا كان الأب يجرح مشاعر الأم بسهولة أمام الأطفال، عند ذلك يسهل على الأطفال إيذاء أمهم. وإلّا فلو كان الأب يراعي مشاعر الأم في البيت ولا يجرح مشاعرها ـ أمام الأولاد على الأقل ـ ويعطف عليها، سوف لا يسمح الأولاد لأنفسهم أن يجرحوا مشاعر أمّهم. عند ذلك تصبح آلة تربية الأم هي أن تقول لولدها: «لا أحب أن تفعل كذا» وسوف تكفي هذه العبارة لأن لا يقترف الولد ذاك الفعل المكروه لدى أمّه.
لماذا لا يحظى الآباء والأمهات بهذا الاحترام؟ إذ كان يجب على الأمّهات أن يحفظوا هذا الاحترام للأب بحيث عندما يدخل الأب للبيت، يقوم الجميع باحترامه ويستقبلوه ثم يجلسوا أمامه باحترام. كما كان ينبغي للآباء أن لا يجرحوا مشاعر الأمهات ويعطفوا عليهن لكي يتعلّم الأبناء ولا يجرحوا مشاعر أمهاتهم. هذه القضايا هي أركان التربية في الأسرة. فنحن إن هدمنا أركان التربية في البيت فلن يصلح مستوى التديّن الفردي لدى الناس وإن صلح إنسان على الرغم من سوء أسرته فغالبا لا يكون إنسانا راقيا وصالحا جدّا.

إن فقدان الأسرة هو السبب في تبلور الإرهاب/ أحد خصائص الأخلاق العلمانية هي «الصلاح الفردي»

عندما يقال لكم أن أمريكا قد أنتجوا النواة الأولى لفرق الإرهاب من حضانات الأطفال، فذلك يعني أنهم قد انتقوا أطفالا بلا قيّم ثم صنعوا منهم طلبة منحرفين يقتلون كشرب الماء. وهذا ما يحكي عن مدى تأثير فقدان الأسرة في تربية الإرهابيّين.
طيّب، فإذا أرادت الأسرة أن تكون متديّنة، فما الذي يجب أن يحصل فيها؟ هل إذا كان كلّ فرد من الأسرة إنسانا صالحا، تصبح الأسرة صالحة متديّنة؟ فو كان كذلك فما معنى هذه الآية الكريمة في القرآن التي تقول: (يا أَيهَا الَّذينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) [آل عمران/100] فلا فائدة في أن يكون كلّ واحد منّا صالحا، بل يجب أن نصلح معا.
«الصلاح الجماعي وإصلاح الأنفس معا» من المضامين الغريبة علينا، إذ أن الأخلاق التي درسناها هي أخلاق علمانية. إحدى خصائص الأخلاق العلمانيّة، هي الصلاح الفردي. والحال أن ثمرات الصلاح الفردي قليلة. يجب أن نصلح أنفسنا في إطار الأسرة. فإن إصلاح النفس في الإسلام هو نشاط أسري.

لقد انطلق ديننا من أسرة وحفظ بأسرة

هناك أسرة هزّت العالم بأسره. فعندما نريد أن نسلّم على أفراد هذه الأسرة لا ننظر إليهم كأفراد بل ننظر إليهم كأسرة واحدة ونقول: (السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة). أساسا إن أفراد هذه الأسرة قد بنوا كيان ديننا معا وفي ضمن علاقاتهم الأسرية. يعني قد تعاهد أفراد هذه الأسرة مع بعض على التضحية والفداء. الأب والأم والصهر والابن والبنت كلّهم قد ضحّوا بأنفسهم في سبيل الدين. لذلك نقول: لقد انطلق ديننا من أسرة وحفظ بأسرة.
السؤال الذي لا يزال صعبا ولا يمكن الإجابة عنه بسهولة، هو هذا السؤال الذي قد واجهه الحسين(ع). إذ قالوا له: يا أبا عبد الله الحسين(ع)! لقد عزمت على هذا السفر الخطر الذي تشمّ منه رائحة الحرب والدماء، فلماذا قد استصحبت عائلتك في سفرك هذا؟ لماذا تستصحب أختك وبناتك الصغار؟...

ألا لعنة الله على القوم الظالمين


 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
قديم 01-27-2016, 12:43 PM   #3
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 1.2




معالم الأسرة الصالحة ـ 2

من لا يعير قيمة للإنجاب، فهو في الواقع لا يعير قيمة لإنسان وعبد الله؟/ إن ثواب بعض الأعمال البسيطة التي يقوم بها الرجل والمرأة في البيت لأعظم من ألف عبادة وخدمة اجتماعية

الزمان: 30/11/2013
المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الثانية:

إن إصلاح النفس وارتقاء الإنسان في أجواء الأسرة أسهل من أيّ مكان آخر/ إن ثواب بعض الأعمال البسيطة التي يقوم بها الرجل والمرأة في البيت لأعظم من ألف عبادة وخدمة اجتماعية

ذكرنا أن إصلاح الأسرة مقدّم على إصلاح الفرد والمجتمع. أحد أسباب هذه الأولويّة هي سهولة إصلاح الفرد في أجواء الأسرة واكتسابه النور والمعنوية في البيت. يعني بإمكان أعضاء الأسرة أن يتعاونوا مع بعض ليسلكوا سبيل الارتقاء والسعادة بسهولة، بينما إصلاح المجتمع عمليّة أصعب وأعقد. وإذا أراد شخص واحد أن يصلح نفسه بوحده وبلا صديق أو معين فذلك أمر عسير جدّا. إن صيانة المستوى المعنوي لأفراد الأسرة أسهل من أن يحاول فرد واحد ليسلك طريق الكمال بوحده، وكذلك أسهل من صيانة المستوى المعنوي لأفراد المجتمع.
من أين تريدون أن تجدوا طريق النيل إلى درجات الكمال العالية؛ من صلاة الليل، أم من التصدّق ومساعدة الآخرين، أم من خدمة المحرومين، أم من إيثار الناس على النفس؟ العمل الذي يمنح الإنسان النور والمعنوية أكثر من كل هذه الأعمال الصالحة، هو معاشرة الزوج والأولاد في البيت بشكل صحيح. فإنكم عندما تقومون ببعض الأعمال البسيطة جدّا في داخل الأسرة، تحصلون على ثواب أعظم من ثواب ألف عبادة وخدمة اجتماعية. فقد روي عن النبي(ص): «جُلُوسُ الْمَرْءِ عِنْدَ عِيالِهِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنِ اعْتِکَافٍ فِي مَسْجِدِي هَذَا» [مجموعة ورام/ج2/ص122] طيّب فإذا أراد امرء أن يرتقي معنويّا ويصلح نفسه، فسوف يتيسّر هذا الإنجاز في أجواء الأسرة بعيدا عن بعض المشاكل والتعاقيد.

صلوا إلى الدرجات العليا في الجنان عبر إدخال السرور في قلب زوجاتكم وأولادكم!

يقول الإمام الرضا(ع): «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى الْإِنَاثِ أَرْأَفُ مِنْهُ عَلَى الذُّکُورِ وَ مَا مِنْ رَجُلٍ يدْخِلُ فَرْحَةً عَلَى امْرَأَةٍ بَينَهُ وَ بَينَهَا حُرْمَةٌ إِلَّا فَرَّحَهُ اللَّهُ تَعَالَى يوْمَ الْقِيامَةِ» [الكافي/ج6/ص6] فمن لا يقوم بهذا العمل السهل ولا يُفرح أقرب الناس إليه، ثم يريد أن يفرح أناسا آخرين بعيدين ليصل إلى بعض الدرجات، فهو في الواقع قد صعّب الأمر على نفسه. فعلى سبيل المثال إذا كنّا نستطيع أن نفرح بنتنا بشراء شيء صغير مثل قرّاصة الشعر، أو أن نفرح زوجتنا بشراء ثوب بسيط، فلماذا نغضّ الطرف عن هذا الثواب العظيم؟! وحريّ بالذكر أن قد وُصّي الرجال بشراء اللباس لإزواجهم.
كذلك روي عن النبي(ص): «أَکْثِرُوا مِنْ قُبْلَةِ أَوْلَادِکُمْ فَإِنَّ لَکُمْ بِکُلِّ قُبْلَةٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَام‏» [وسائل الشيعة/ج21/ص485] فكم يريد الإنسان أن يفعل من الأعمال الصالحة خارج بيته لينال هذا الثواب العظيم؟! وكذلك قال النبي الأعظم(ص): «مَنْ لَمْ يأْنَفْ مِنْ خِدْمَةِ الْعِيالِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ» [جامع الأخبار/102]

إن اكتساب الثواب في البيت أمر بسيط جدّا/ إن جهاد النفس في البيت أمر سهل، وفي نفس الوقت إهماله خطر

إن اكتساب الثواب في البيت أمر بسيط، وفي نفس الوقت إهماله خطر جدّا. أحد نماذج إهمال هذا الموضوع في البيت هو ما يسمّى بعقوق الوالدين، بحيث إن آذى ولد والديه فقد أصبح عاقّا. المثال الآخر هو ما ذكره رسول الله(ص) في هذه الرواية حيث قال: «الْمُؤْمِنُ يأْکُلُ بِشَهْوَةِ عِيالِهِ وَ الْمُنَافِقُ يأْکُلُ أَهْلُهُ بِشَهْوَتِهِ» [وسائل الشيعة/ج21/ص542] طبعا ليس هذا بمعنى أن أهله وعياله لا يأكلون حسب رغبته أبدا! إذ من الطبيعي أن النساء عادة ما يطبخن الطعام المفضّل لدى أزواجهن، ولكن إن تفرعن الرجل واستعبد أفراد أسرته واضطرّهم إلى أكل ما لا يحبّون وما لا يشتهون تلبية لرغبته وشهوته وخوفا من سطوته، فهذه هي روح النفاق.

مع الأسف لقد شاعت ثقافة بين الناس بحيث يزعمون «ربّة البيت» لا عمل لها وليس لها احترام!

كما أن هناك آداب في سبيل الانتفاع الأكثر من المساجد وبيت الله الحرام ومراقد أهل البيت(ع)، كذلك هناك آداب في سبيل الانتفاع من أجواء الأسرة وارتفاع مستوى الإنسان المعنوي عبر سلوكه الأسري. فإن للبيت والأسرة آدابا كثيرة وحرمة عالية جدا، ولكننا مع الأسف قد أسأنا التعامل مع هذا الموضوع بحيث قد شاعت ثقافة بين الناس بحيث عندما تقول امرأة أنا «ربّة بيت» يزعمون أنها بلا عمل وليس لها احترام!
في الواقع إذا قالت امرأة: «أنا خريجة جامعة ولكني أفضّل العمل في المنزل على باقي الأعمال» يجب أن تحترم عشرة أضعاف، لأنها إنسانة فهيمة واقعا. إن العمل في المنزل ليس بعمل هيّن. طبعا بعض النساء يمارسن الحدّ الأدنى من العمل في المنزل ولا يصرفن كثيرا من الوقت في هذا المجال، ولكن يمكن الارتقاء إلى الحد الأقصى.

يتبع إن شاء الله...




 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:32 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية