هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 07-02-2013, 11:50 PM
عقيلة الطالبيين
موالي فعال
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الآراء في بحث الجبر و الإختيار



الآراء في بحث الجبر و الإختيار تنقسم إلى ثلاثة أقسام
1. القائلون بالجبر
2. القائلون بالتفويض
3. القائلون بالأمر بين الأمرين




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2013, 11:50 PM   #2
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



القسم الأول القائلون بالجبر: إنقسم الجبريون إلى مسلكين أ: مسلك جهم بن صفوان و أتباعه و هم القائلون بأن الإنسان مجبور و مقهور في جميع أفعاله و ليس لديه إختيار حتى في حركة يده بل الله هو الفاعل الأصلي في جميع أعمال الإنسان .
ب:المسلك الثاني هو مسلك أبو الحسن الأشعري و أتباعه و هم الأكثرية و هم القائلون بأن أفعال العباد الإختيارية واقعة بقدرة الله و ليس لقدرة الإنسان تأثير فيها فهم قائلون بأن الفعل في أصله صادر من الحق تعالى فإذا ضرب الإنسان طفلا يتيما فهذا الفعل صادر من الحق تعالى لكن الإنسان مخيّر فقط في نيته فإذا كانت نيته حسنة بأن كان الضرب مثلا لتربية ذلك الطفل فسيكون الفعل حسناً و إذا كانت نيته سيئة بأن كان الضرب مثلا لإيذاءه و إستحقاره فسيكون الفعل قبيحا و الله يعاقب و يجازي الإنسان في الآخرة على حسب نيته في الفعل.
و القائلون بالجبر على مسكين منكرون للحسن و القبح العقليين و إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يدرك الحسن و القبح في الأفعال بل ما يقوله الشارع هو الحسن و ما يذمه الشارع هو القبيح في الأفعال فكيف سيكون الإنسان مخيرا في نيته فإذن حتى النية إذا كان الله هو المعين لها فسيكون الإنسان مجبراً عليها خصوصا على القوم بالإرادة الأزلية الإلهية و القدرة الإلهية و تفسيرهم الخاطيء لهذه المفاهيم.
و قد وقع المجبرة في إشكال ثاني و هو أن الله قد جاء بدين الإسلام و أراد من البشر أن يستسلموا لدين الحق فكيف يمكن أن تكون إرادته الأزلية متعلقة بشيء و هو إسلام الكافرين و يبقى قسم كبير من البشر حتى مع سماعهم لأقوال النبي متلبسين بلباس الكفر فكيف يمكن أن يتخلف المراد عن إرادته تعالى .
و لكنهم جاوبوا على هذا الإشكال بأنه توجد إرادة أزلية و هي مستحيل أن يتخلف المراد عنها و يوجد طلب من الحق تعالى و هذا لا مانع من تخلف المطلوب عنه فالله سبحانه و تعالى يطلب من العباد أن يصلوا و لكن إذا لم يصلي أحد من الناس فهذا ليس معناه بأنه تخلف المراد عن الإرادة الأزلية الإلهية بل معناه تخلف الإنسان عن طلب الحق تعالى لكن جدّ العدلية عليهم بأن هذا القول ينافي إنكارهم للحسن و القبح العقليين.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-02-2013, 11:51 PM   #3
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



المجبرة و أدلتهم لما ذهبوا إليه:
الدليل الأول : قالوا بأن كل فعل صادر عن الإرادة و هذه الإرادة إما أن تكون هي بنفسها صادرة عن الإرادة فستحتاج إلى إرادة أخرى و هكذا فتتسلسل الإرادة إلى اللانهاية و إن لم تكن الإرادة إرادية يلزم الجبر أو ترجع إلى إرادة أزلية فيكون تابعا لها مجبوراً.
* الجواب على هذا الدليل يحتاج إلى بيان مقدمات:
المقدمة الأولى: هي أن كل إنسان يعرف بأن وراء هذا الجسد المادي يوجد شيء في وجوده غير مادي أي وراء الأمور المحسوسة التي تشكل جسم الإنسان يوجد شيء غير محسوس و غير مادي و هو الذي يعبر عنه الإنسان بالروح.
المقدمة الثانية: و هي ما قالها أرسطو بأن سبب صدور الفعل هو ذلك الفعل لا الشوق المشترك بين الإنسان و سائر الحيوانات و قال أيضاً أرسطو بأن الشوق يتعلق بالمستحيل و الممتنع فلا يعقل تعلق الإختيار به و على هذا فإن من غير الصحيح القول بأن الشوق إلى شيء هو علة لفعل ذلك الشيء بل توجد بينهما أي بين الشوق و فعل الشيء واسطة هي إعمال القدرة كما إذا إشتاق الإنسان بكمال شوقه الذهاب إلى منطقة معينة و لكن كان يعرف بأن في مسير تلك المنطقة وحوش قد يموت قبل الوصول إلى تلك المنطقة و لهذا سيكره الذهاب إلى هناك كمال الكره فذلك الإنسان مع ما أنه قد وصل إلى كمال الشوق لكن لم يحقق متعلق الشوق و هو الذهاب إلى هناك فالشوق ليس علة تامة لفعل الشيء بل يحتاج إلى واسطة ألا و هي القدرة فهنا نعرف موضوعاً مهماً و هو أن زمام الأمور الإنسان بيده يحركها إلى أي مدى يريد فإذا أراد وصل إلى كمال من الشوق و إذا أراد وصل إلى كمال من الكره.
المقدمة الثالثة: يقول قانون العلية و المعلولية بأن وجود كل شيء يحتاج إلى العلة و هذا المعلول لا يتحقق إلا إذا كانت العلة كاملة و تامة بكل أجزاءها و كانت الموانع مرتفعة و على هذا فإن كل موجود يحتاج في وجوده إلى الموجد و إلى الصانع و لكن إحتياج كل ممكن إلى العلة التامة ليس معناه أن الرغبة و مجرد الشوق يكفي لتحققه لأن هذه لم تحقق العلية التامة ما لم تحصل جميع السلسلة لتكون علة تامة من تصور الشيء إلى مرحلة حملة النفس و إلا فلا نقاش في أصل القاعدة من كون الشيء تابعاً لعلله التامة و مجرد إحراز النفع أو الضرر لا يكفي لتحقق نصاب العلة يخالف ما أدركه العقل من حاجة الممكن إلى علة و إن الترجح بلا مرجح محال و إن كانت العلل في عالم الإمكان هي مجاري الفيض لرجوع الجميع إلى الحق تعالى الذي هو واقع العلية التي بها إخراج الشيء من كتم العدم.
و بعد كل هذه المقدمات سنعرف بأن السبب لوقوع الفعل الإختياري ليس هو الشوق لوحده بل يحتاج الأمر إلى واسطة ألا و هي إعمال القدرة بعد الشوق إلى الفعل.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-02-2013, 11:51 PM   #4
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الدليل الثاني : قال المجبرة بأن كل إنسان يعرف بأنه مجبر على بعض الأمور فمثلا عندما يولد طفل من أبوين هو بالتأكيد سيأخذ كثيراً من طباعهم و أوصافهم الجسمية بحسب قانون الوراثة ، فهو في ذلك غير مخير بل سيأخذه هذه الطباع و الأوصاف شاء أم أبى.
"الجواب" أننا لا ننكر دور الوراثة في الأوصاف الجسمية و قد أشار إلى ذلك العلماء و قد أشارت إلى ذلك أيضا الروايات عن الأئمة (ع) و لكن هذا التأثير ليس قطعيا بنحو العلية التامة لتكون موجبة لسلب الإختيار لأنه كم يوجد أبوان بأوصاف جسمية معينة و يخرج الطفل منهم بشكل آخر لا يشبههم خَلقاً و لا خُلقاً و كم يكون هناك أبوان قد إجتمعت فيهما كثير من الصفات السيئة و يخرج الطفل و فيه الكثير من الصفات الحسنة و الروايات أيضا تشير إلى تأثير البيئة و التربية و الثقافة فقد يخرج الطفل من أبوين صينيين شيوعيين مثلا ثم يربى في منطقة مسلمه فإنه سوف لن يخرج الطفل بخصال شيوعية و نفسية أبوية بل سيكون مسلما متربيا بتربية إسلامية و على هذا فإنه حتى الوجدان يقر بأن الإنسان ليس في كثير من الأحيان مجبرا حتى في الوراثة بل هو حر في أفعاله و خصاله ،نعم التأثير الوراثي و الحضارة و غيرهما لها التأثير بنحو المعد و القابلية و الإستعداد لكن لا نعتقد أن لها السببية بنحو المقتضي فضلا عن العلية التامة الموجبة للجبر.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-02-2013, 11:52 PM   #5
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الدليل الثالث:قالت المجبرة بأن الله خالق كل شيء و وأنه علة العلل و مبدأ كل شيء و صانعه و ليس لأحد في ذلك تأثير و لا إختيار و من جملة ما هو غير مختار بالنسبة إليه هي أفعال الإنسان فالأفعال مخلوقة لله سبحانه و تعالى و هو مبدأها و صانعها و المؤثر فيها و لا دخل لأحد في ذلك لقوله تعالى [خلق كل شيء و هو بكل شيء عليم]الأنعام10و لقوله تعالى [ألا له الخلق و الأمر]الأعراف 53 و لقوله تعالى [ذلك الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو]المؤمن62
"الجواب على هذا الدليل" قالت الشيعة الإمامية صحيح أن مبدأ و صانع كل شيء هو الله و هو علة العلل و لكن هناك كثير من الأمور و إن صح أن ا لله صانعها و واجدها و لكن لها عللها المادية أو غير المادية أيضاً بإذن الله تعالى فمثلا الله خالق نار و هو علة له و لكن النار لها عللها المادية أيضا كإحراق الحطب فكثير من الأمور صحيح أننا نعتقد بكونها معلولة و مصنوعة و مخلوقة لله و الله تعالى مبدأها و لكن نعترف بأن لها العوامل و الأسباب الطبيعية أيضا بإذنه تعالى و هكذا بالنسبة لأفعال الإنسان فالأفعال صحيح أنها مخلوقة لله و لكن لكل فعل أسباب و علل من الإنسان نفسه لأن الله شاء للإنسان أزلاً أن يكون مختاراً و لو لم يكن كذلك لما كانت الإرادة الإلهية متحققة في نظام الكائنات و لهذا نرى في القرآن الكريم آيات تنسب الفعل إلى فاعله تارة و إلى الله تعالى أيضا مثل قوله تعالى : [و الله خلقكم و ما تعملون]الصافات95 حيث دلت هذه على أن الفعل صادر و مخلوق فقط من الله سبحانه و تعالى ثم تأتي آية أخرى و تقول :[و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى]الأنفال 18 فالآية تنسب الفعل إلى الرسول ثم تنفيه ثم تنسبه إلى الحق تعالى .
و هناك بعض الآيات التي تنسب الفعل كله إلى الإنسان و تعتبره مسؤولاً عما يفعل مثل قوله تعالى :[كل نفس بما كسبت رهينة] المدثر38 و قوله تعالى :[فألهمها فجورها و تقواها*قد أفلح من زكاها* و قد خاب من دسيها]الشمس7-8-9- و هناك ما يدل على أنه فعل الإنسان و الله تعالى معاً ممثل بحول الله و قوته أقوم و أقعد و إن كان مثل هذا في التأمل من أعظم أدلة الإختيار و إن رجع أصل الفيض إلى الله تعالى .
و إذا قرأنا القرآن بتدبر و تمعن سنرى بأنه توجد ثلاثمائة آية كلها تنسب الفعل إلى الإنسان نفسه.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-02-2013, 11:53 PM   #6
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الدليل الرابع:قالت المجبرة بأن لله سبحانه و تعالى إرادة أزلية و قد كتب على كل إنسان بأنه كيف يكون و ماذا سيفعل و على هذا فإن الله مجبر للإنسان في أفعاله لأنه يستحيل تخلف المراد الإنساني عن الإرادة الأزلية لقوله تعالى إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون] يس82 فجميع أفعال الإنسان قد وجدت بإرادة الله لأنه علام الغيوب و ليس للإنسان إختيار في أفعاله لرجوع جميع الأمور إلى الإرادة الأزلية الإلهية.
"قد أجاب المحقق الخراساني على هذا الدليل" بقوله: أن في العالم توجد أمور متعلقة بالنظام الأساسي في الكون و نحن غير مختارين في حدوث هذه الأمور و توجد أمور متعلقة بأشخاص معينين و أشياء بسيطة جدا و نحن في هذه الأمور مختارين و أفعال الإنسان هي من النوع الثاني لأنها لا تخص إلا الفاعل أو أشخاص قليلين جدا فهي غير مرتبطة بالنظام الأساسي للكون و لهذا فكل إنسان مختار في أفعاله.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-02-2013, 11:54 PM   #7
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الدليل الخامس: لقد إستدل المجبرة على القول بالجبر بمجموعة من الآيات و قالوا بأنه يوجد في القرآن الكريم ثلاث و أربعون آية تدل على أن أفعال الإنسان صادرة و مخلوقة لله سبحانه و تعالى .
و لكن يرد على هذا الدليل بأن الآيات الواردة في هذا المجال تنقسم إلى طوائف:
الطائفة الأولى: الآيات التي تدل على أنه لو سلط الله تعالى إرادته على شيء مستحيل أن يتخلف الشيء عن إرادته مثل قوله تعالى :[إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ]يس82 و وقوله تعالى :[قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً]الفتح11و هذا مما لا جدال و لا خلاف فيه فنحن العدلية نعتقد بأنه إذا تعلقت إرادة الحق تعالى بشيء سيتحقق ذلك الشيء بالتأكيد و من المستحيل أن يتخلف المراد عن الإرادة الإلهية.
الطائفة الثانية: و هي الآيات التي تجعل نتيجة إرادة الإنسان موروداً لإرادة الله تعالى مثل قوله تعالى :[من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحوراً* و من أراد الآخرة و سعى لها سعيها و هو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكوراً* كلاً نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظوراً]الإسراء18-19-20 و لكن هذه الآيات لا تدل على الجبر بل غاية ما تدل عليه أن الإنسان مختار في أفعاله و إذا أراد شيئاً من السوء أو من الخير سيمده الله تعالى و سيساعده و يفتح له الأبواب للوصول إلى ما يريد دون أن يجبره على شيء.
الطائفة الثالثة :الآيات لتي تدل على تعلق إرادة الحق باليسر لا العسر مثل قوله تعالى :[يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر]البقرة185 و هذه الطائفة أيضاً بعيدة عن قول المجبرة كما هو واضح .
الطائفة الرابعة: و هي الآية التي تدل على عدم إيمان قوم نوح إذا لم تكن إرادة الحق تعالى متعلقة بذلك و هي قوله تعالى :[ و لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم و إليه ترجعون]هود34
و لكن الواقع هو أن كلمة ألغى التي فسرت من قبل المجبرة على كونها بمعنى الضلالة و عدم الإيمان لا تدل على هذا المعنى بل من الممكن أن يراد منها اليأس أو العقاب الإلهي و على التفسير باليأس أو العقاب الإلهي سوف لن تكون الآية نافعة لقول المجبرة.
الطائفة الخامسة: و هي التي تدل على أن الله سبحانه و تعالى يشرح صدر البعض لقبول الإسلام و يجعل صدر البعض الآخر ضيقاً بحيث يستحيل عليهم تقبل الإسلام و هي قوله تعالى :[فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون]الأنعام125 و لكن الواقع أن هذه الآية من جزء كثير من الآيات الأخر التي تدل على أن الإنسان إذا عصى الله سبحانه و تعالى بشكل كبير و تعددت الكبائر التي يرتكبها فسوف يكون بعيداً عن رحمة الله و سوف يبعده الله من عنايته و هكذا إذا تقرب العبد إلى الحق تعالى بواسطة أفعاله الحسنة و الجيدة فسوف يجعله الله عزوجل قريباً منه و سوف يعتني به و يراعيه و يجعله تحت رحمته و غفرانه فهذه الآية كما الآيات السابقة لا تدل و لا تؤيد قول الجبرية.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-02-2013, 11:54 PM   #8
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الطائفة السابعة: و هي الآيات التي تتضمن المشيئة الإلهية و شرحها مثل:
1. [و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله]الإنسان 30
2. [قل الله يضل من يشاء و يهدي إليه من أناب]الرعد27
3. [لله ما في السموات و ما في الأرض و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء]البقرة284
4. [قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله ]يونس 49
5. [و لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله]كهف24
و لكن هذه الآيات لا تفيد المجبرة بشيء فالآية الأولى تبين أن القرآن هو الهادي إلى الطريق الصحيح و كل إنسان له قابلية و إمكانية للوصول إلى ذلك الطريق و لكن هناك من يستفيد من هذه الإمكانية و يذهب وراء الطريق الصحيح و هناك من لا يستفيد منها و يذهب إلى الطريق السيء و الضال فيضل و صحيح أن الله تعالى قادر على أن يجبر الناس على الهداية أو الضلالة و لكن لكونه تعالى حكيما و عادلا لا يفعل ذلك و لأنه عزوجل خلق الدنيا لكي تكون دار إختيار و إختبار فإن أجبر الناس على أفعالهم ستخرج الدنيا عن كونها دار إختيار و إختبار.
و أما الآية الثانية و كثير من الآيات التي تشبهها مثل :[ إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء]العنكبوت69 لا تدل على الهداية العامة لأن لدينا هداية عامة و هداية خاصة ، أما الهداية العامة فهي التي قد جعلها الله تعالى في فطرة كل إنسان و حيوان كاهتداء النمل إلى تشكيل جمعية و حكومة، و الهداية الخاصة هي التي يخص الله بها طائفة معينة من الناس فهذه الآيات تدل على الهداية الخاصة و الهداية الخاصة يخص الله بها بعض عباده حسب حكمته فالله يساعدهم و يسددهم عن الأخطاء و المعاصي لكي يصلوا إلى طريق الكمال.
و أما الآية الثالثة فهي بعيدة عن رأي المجبرة لأنها تؤكد فقط على محاسبة الناس في يوم القيامة على الظاهر و الباطن.
و أما الآية الرابعة فإن كان المراد من النفع و الضرر هو النفع و الضرر الطبيعي فهو خارج عن محل الكلام و إن كان المراد هو العمل بالوظائف فيكون من جهة أن كون جعل الوظيفة و بيانها على الله تعالى و هكذا يتبين المعنى للآية الخامسة أيضاً.
و توجد أدلة أخرى للمجبرة كالإستدلال بعلم الله و الإستدلال بسلطنة الله و الإستدلال بإسناد الإضلال إلى الله تعالى و لكن لأن كلها ضعيفة و قد ردها العدلية بردود قوية نكتفي بهذا المقدار و نزيد على هذه الردود بأن كل إنسان يدرك بعقله و فطرته و وجدانه أن له إرادة و إختيارا يستطيع أن يفعل ما يريد و يترك ما يريد و كان كلام المجبرة مخالفا للوجدان السليم و العقل و الفطرة السليمة.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:35 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية