هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 11-21-2010, 03:13 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
Post الباء وعلوم القرآن



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

الباء وعلوم القرآن

سُئل في الندوة : علوم القرآن تجلَّت في الفاتحة بل كل العلوم تجلَّت في البسملة ، ما معنى قول الإمام عليٍّ عليه السلام " وأنا النقطة التي تحت الباء " ؟

فأجاب : هذا كلام لا أفهمه ، إلى أنْ قال : لذلك أتصور أنَّ هذا الحديث موضوع على لسان أمير المؤمنين عليه السلام ، لأنه كيف يكون النقطة إذا كانت النقطة مميزة ، هل هو مميَّز عن النبي صلَّى الله عليه وآله ، فالأحرى أنْ يكون النبي صلَّى الله عليه وآله هو النقطة .

ثم كيف تكون العلوم كلها في الفاتحة ، إنَّ الفاتحة معناها " الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين" ماذا يعني هذا ، كيف يمكن أنْ تكون هذه هي كل علوم القرآن التي تحتاج إلى مجلدات ؟ كيف اختصرت في الفاتحة ؟[302]

أقول : مضافاً – إلى أنه ليس المعيار والميزان في صحة حديث أنْ يكون مما يفهم معناه ويعيه السيِّد فضل الله أو غيره – فإنه يظهر من كثيرٍ من أخبار العترة الطاهرة أنَّ للحروف أسراراً لا يدرك حقائقها وعلى ما تشتمله إلا أهل الذكر المطهَّرون ، ولا يصح من مُنصِف إنكار ما لا يستطيع إدراكه . فإنَّ الناس كلما عجزوا عن فهم شيء أو دركه لو أنكروه ، لكان في نهاية المطاف أنْ يكون لجميع الناس العذر في عدم الإعتقاد في جلِّ المعتقدات ، بل لا يبعد في كل الحقائق التي ليست تحت نظرهم وإحساسهم .

وبعبارة أخرى : لا يمكن أنْ يكون فهمُ الناس ودركُهم هو الأساس والميزان في القبول والإذعان من جهة ، ويكون فهمُهم دليلَ صحةِ وثبوت وواقعية ما أدركوه من جهة أخرى .

بل المدار على ثبوت الصدور عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ، وهم وإنْ لم يتكلموا ولا يتكلموا بما يخالف الفطرة والعقل ، ولكن ليس معنى ذلك أنْ يكون جميعُ كلامهم مما يدركه عقولُ الناس ، فإنَّ حديثهم صعبٌ مستصعَبٌ ، بل في حديثهم ما لا يحتمله نبيٌّ مرسَلٌ ولا مَلَكٌ مقرَّبٌ .

وقد تظافرت الأخبار عن أئمة العترة الطاهرة سلام الله عليهم بأنَّ حديثهم صعب مستصعب ، فقد روى الصفار في بصائر الدرجات بإسناده عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : إنَّ حديث آل محمد صعب مستصعَب لا يؤمن به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل أو عبد أمتحن الله قلبه للإيمان .[303]

وبإسناده إلى أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : حديثنا صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان . ومثله وقريب منه كثيرٌ جداً فراجع .[304]

وقد رُويَ أنَّ في حديثهم ما لا يحتمله لا نبي مرسل ولا ملك مقرب .

ففي البصائر بإسناده إلى أبي الصامت قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنَّ من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن ، قلت : فمن يحتمله ؟ قال : نحن نحتمله.[305]

وفي الكافي بإسناده إلى محمد بن عبد الخالق وأبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا أبا محمد ، إنَّ عندنا والله سراً من الله ، وعلماً من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .[306]

والأخبار بهذا المعنى وما يقرب منه كثيرة جداً بل دعوى تواترها غير بعيدة .

هذا وقد ورد عن أئمة العترة الطاهرة في شأن مَنْ يجحد ما ورد عنهم بحُجَّةِ عدم فهمه له أو عدم تعقُّلِه إياه شيءٌ عظيم .

فقد روى في البصائر بإسناده إلى أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : أما والله إنَّ أحب أصحابي إليَّ أورعهم وأفهمهم وأكتمهم بحديثنا ، وإنَّ أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم إليَّ الذي إذا سمع الحديث يُنسَبُ إلينا ويُروى عنا فلم يَعْقِلْه ولم يقبله قلبه ، اشمأز منه وجحده وكفر بمن دان به ، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا سُنِد فيكون بذلك خارجاً من ولايتنا.[307]

ولا يخفى أنَّ كلام الإمام عليه السلام ليس عن خصوص ما ثبت بسند موثوق ، بل يشمل حتى ما رواه الضعفاء ، فإنَّ قوله ( لعل الحديث من عندنا خرج ) لا يتناسب مع كون الكلام عن خصوص الأحاديث الثابتة والموثوقة ، وما تقدم منا عند البحث في صحة قولوا فينا ما شئتم ينفع لما نحن فيه فراجع .

وبإسناده عن سفيان بن السمط قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام جُعلت فداك : إنَّ الرجل ليأتينا مِن قِبَلِك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر ، فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذِّبَه ، قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : أليس عني يحدِّثكم ، قال : قلت بلى . قال : فيقول للَّيل أنه نهار ، وللنهار أنه ليل ؟ قال : فقلت له : لا ، فقال : ردَّه إلينا فإنك إنْ كذَّبت فإنما تكذِّبنا .[308]

وبإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر أو عن أبي عبد الله عليهما السلام قال : لا تكذِّبوا بحديث أتاكم أحد ( به ) ، فإنكم لا تدرون لعله من الحقِّ فتكذِّبوا الله فوق عرشه .[309]

ثم إنَّ البحث في أنَّ كلَّ ما هو من الفضل والفضائل ثابتٌ لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، وأنَّ بعضَ الخلق لو شاركوهم في بعض الفضائل ، غيَر أنَّ مَنْ هو الأكمل والأتمُّ هم خصوص أهل البيت عليهم السلام ، فإنَّ البحث في هذا مهمٌّ جداً ، وقد تعرضنا لشيء من هذا المعنى فيما تقدم ، ولكن حيث إنه من المسلَّمات القطعيَّة في مذهب الفرقة الناجية ، فلا نرى لزاماً علينا من تفصيل البحث فيه .

وعلى هذا فلا نحتاج للإعتقاد بثبوتِ فضيلةٍ ما لهم عليهم السلام إلى نصٍّ صحيح بالخصوص ، بمعنى أننا لا نحتاج إلى وجود أخبار صحيحة في كلِّ أمرٍ ، بل يكفينا أنه قامت الأدلة العقلية وتواترت الأحاديث والآثار على ثبوت كلِّ ما هو فضلٌ وفضيلة لهم عليهم السلام ، فما عرفناه فضيلةً فهو ثابتٌ لهم قطعاً ، وإنْ لم يرد في خصوص ذلك نصٌّ خاص .

ولا معنى لأنْ نستثني ما يلزم عنه الربوبية والعياذ بالله ، فإنَّ الله سبحانه واحدٌ أحد ، فردٌ صمد ، ليس كمثله شيء 0 ومَنْ ينسب إلى الأئمة أمراً يلزم عنه الربوبية أو ما هو من مختصَّات المولى سبحانه ، فهو في الحقيقة لا ينسب إليهم فضيلةً ، فإنهم عليهم السلام عبادُ الله المكرمون ، ومَنْ يقول فيهم ما يلزم عنه ذلك فقد أخرجهم عن واقعهم ، وجعلهم في غير مقامهم ومحلهم ، فكيف يكون ممن ينسب إليهم فضيلةً ؟!

ومن جميع ما تقدم هنا ، بل ومن كثير ما تقدم في طيَّات المباحث السابقة ، يُستفاد أنَّ كلَّ معتَقِد بأئمة الهدى من آل محمد صلَّى الله عليه وآله لا يكون ممن يُناقش في صحةِ حديثٍ – مهما كان حال سنده – مفاد مضمونه يرجع إلى ثبوت شيء من الفضائل لهم عليهم السلام ،هذا أولاً .

وثانياً : لا يصح ممن يُقِرُّ بولايتهم عليهم السلام وبعصمتهم أنْ يردَّ حديثاً ورد عنهم وثبت برواية الثقات فيما إذا كان مضمونه لا يوافق عليه بعض أهل الخبرة في الفيزياء مثلاً أو الكيمياء أو الطب أو الهندسة.

بل مَنْ يُقِرُّ بهم ويعتقد بعصمتهم كيف يمكن أنْ يردَّ خبراً رواه الثقات وثبت صدوره بمضامين متعددة وطرق مختلفة ، وإنْ أجمع أهل الأرض على عدم صحة مضمونه ؟! ولا يخفى أنَّ الكلام عن الحديث الثابت صحة مضمونه عن الأئمة عليهم السلام 0

فإنهم أهل الحقِّ العالِمون وغيرهم أهل الضَّلال الجاهلون ، وإنما يقترب مِن الحقِّ ومِن الهدى مَنْ يقترب منهم ويوافقهم ، فإنهم وحدهم على الحقِّ وليس الحقُّ إلا معهم .





 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
قديم 11-21-2010, 03:16 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ولنرجع إلى ما نحن فيه ، فنقول : قد تظافرت بل تواترت الأخبار بأنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله علَّم أمير المؤمنين ألف باب ، أو ألف حديث ، أو ألف كلمة ، أو ألف حرف .

فقد روى الصدوق في الخصال بإسناده عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله في مرضه الذي تُوفيَ فيه : إدعوا لي أخي ، فأرسلوا إلى عليٍّ عليه السلام ، فدخل فولَّيا وجوههما إلى الحائط وردَّا عليهما ثوباً ، فأسرَّ إليه والناس محتوشون وراء الباب ، فخرج عليٌّ عليه السلام فقال له رجل من الناس : أسرَّ إليك نبي الله شيئاً ؟ قال : نعم ، أسرَّ إليَّ ألف باب في كل باب ألف باب .[310]

وبإسناده إلى أمِّ سلمة زوجة النبي صلَّى الله عليه وآله قالت : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله في مرضه الذي تُوفيَ فيه : إدعوا لي خليلي ، فأرسلت عائشة إلى أبيها فلما جاء غطَّى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وجهه ، وقال : إدعوا لي خليلي فرجع أبو بكر ، وبعثت حفصة إلى أبيها ، فلما جاء غطَّى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وجهه وقال : ادعوا لي خليلي فرجع عمر ، وأرسلت فاطمة عليها السلام إلى عليٍّ ، فلما جاء قام رسول الله صلَّى الله عليه وآله ثم جلَّل علياً عليه السلام بثوبه . قال عليٌّ عليه السلام : فحدَّثني بألف حديث يفتح كلُّ حديث ألف حديث ، حتى عرقت وعرق رسول الله صلَّى الله عليه وآله فسال عليَّ عرقه وسال عليه عرقي .[311]

وبإسناده إلى عبد الحميد بن أبي الدَّيلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أوصى رسول الله صلَّى الله عليه وآله إلى عليٍّ عليه السلام ألف باب ، يفتح كلُّ كلمة وكلُّ باب ألف كلمة وألف باب .[312]

وبإسناده إلى ذريح المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : جلَّل رسول الله صلَّى الله عليه وآله علياً عليه السلام ثوباً ثم علمه ألف كلمة .[313]

وبإسناده إلى عبد الله بن المغيرة عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام أنه سمعه يقول : علَّم رسول الله صلَّى الله عليه وآله علياً عليه السلام ألف كلمة ، كلُّ كلمة يفتح ألف كلمة .[314]

وبإسناده إلى أبي بكر محمد بن الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله علَّم علياً عليه السلام ألف حرف ، كل حرف يفتح ألف حرف ، والألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف .[315]

أقول : فيكون كل حرف من الألف الأول يفتح مليون حرف 0

وبإسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان في ذؤابة سيف رسول الله صلَّى الله عليه وآله صحيفة صغيرة . فقلت لأبي عبد الله عليه السلام : أي شيء كان في تلك الصحيفة ؟ قال : هي الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف . قال أبو بصير : قال أبو عبد الله عليه السلام : فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة .[316]

وبإسناده إلى سالم بن أبي حفصة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله علَّم علياً عليه السلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب ، فانطلق أصحابنا فسألوا أبا جعفر عليه السلام عن ذلك فإذا سالم قد صدق . قال بكير : وحدثني مَنْ سمع أبا جعفر عليه السلام بهذا الحديث ، ثم قال : ولم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب غير باب أو أثنين ، وأكثر علمي أنه قال : باب واحد.[317]

وبإسناده إلى الأصبغ بن نباتة (في حديث) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : أيها الناس إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله أسرَّ إليَّ ألف حديث في كل حديث ألف باب ، لكل باب ألف مفتاح .[318]

أقول : فيكون لكل حديث مليون مفتاح 0 هذا وقد أخرج الصدوق في آخر كتاب الخصال الباب الذي قبل الأخير ثلاثاً وثلاثين حديثاً فراجع ، وراجع أيضاً بصائر الدرجات من صفحة 302 إلى 312 ، والاختصاص للشيخ المفيد من صفحة 282 إلى 285 0

ومن كتب العامة ما رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق بإسناده إلى عبد الله بن عمرو ، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله قال في مرضه : ادعوا لي أخي ، فدُعِيَ له عثمان فأعرض عنه ثم قال : ادعوا لي أخي ، فدعي له علي بن أبي طالب ، فستره بثوب وانكبَّ عليه فلما خرج من عنده قيل له : ما قال النبي لك قال : علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب .[319]

فما هي هذه الأبواب أو الكلمات أو الأحاديث أو الحروف التي وسعتها صحيفة في ذؤابة سيف رسول الله صلَّى الله عليه وآله (والصحيفة تصغير صفحة) وكيف يفتح كل حرف ألف ألف حرف ، أو ألف ألف باب ، أو ألف ألف كلمة ، أو ألف ألف حديث ، هذا مما لا نستطيع إدراكه ، ولكن ليس لنا ولا علينا إلا أنْ نؤمن به ونصدِّقه ونعتقده ، فإنه مما ثبت عن أئمة الهدى عليهم السلام .

ثم إذا كان إلى عصر الصادق عليه السلام لم يخرج إلا حرفان فهل لا يمكن أنْ تكون كل علوم القرآن في البسملة بل في بائها ؟!

ولكن كيف ذلك ؟ فإنه مما لا نستطيع درك حقيقته ، وما يجب علينا هو التصديق فحسب ، كما أننا لا نستطيع درك كثير من الأمور ولكن ترى جميع المؤمنين ولعل أيضاً المسلمين يؤمنون بما لا يُحصى مما لا يستطيعون سبيلاً لمعرفة حقيقته ، بل ويعجز خيالهم وتتحيَّر فيه أوهامهم .

هذا وقد قال إمام المشكِّكين محمد الرازي في الفصل الأول من فصول مقدمة تفسيره المسمى بمفاتيح الغيب والمشتهر بالتفسير الكبير ، ما لفظه : إعلم أنه مرَّ على لساني في بعض الأوقات ، أنَّ هذه السورة الكريمة (سورة الفاتحة) يمكن أنْ يُستنبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسألة ، فاستبعد هذا بعض الحُسَّاد وقوم من أهل الجهل والغي والعناد ، وحملوا ذلك على ما ألفوه من أنفسهم من التعلقات الفارغة عن المعاني ، والكلمات الخالية عن تحقيق المعاقد والمباني . فلما شرعت في تصنيف هذا الكتاب قدَّمت هذه المقدمة لتصير كالتنبيه على أنَّ ما ذكرناه أمرٌ ممكن الحصول قريب الوصول .

ثم بعد ما يقرب من ثلاث صفحات قال : فما أجلَّ هذه المقامات وأعظم مراتب هذه الدرجات ، ومَنْ وقف على ما ذكرناه من البيانات ، أمكنه أنْ يطَّلع على مبادئ هذه الحالات . فقد ظهر بالبيان الذي سبق أنَّ هذه السورة مشتملة على مباحث لا نهاية لها وأسرار لا غاية لها ، وأنَّ قول مَنْ يقول هذه السورة مشتملة على عشرة آلاف مسألة كلام خرج على ما يليق بأفهام السامعين ،انتهى0

أقول : ونحن بدورنا لا نقول أنَّ مثله يعي ويدرك الحقيقة ، ولكن إذا كان مثله قد أوضح في مقدمة تفسيره تصديقَ ما ادَّعاه ، فإنه لا يصح مِن منصف أن يُنكِر على أحد يدَّعي بأنَّ أهل البيت عليهم السلام عالِمون بجميع القرآن ، وأنَّ جميعه متجلٍّ في البسملة ، نعم غاية ما يصح منه أنْ يقول : إنَّ هذا مما لا سبيل لنا لإدراكه ولكن لا نستطيع إنكاره .

وقد قال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في تفسيره ما لفظه : والقول في أسرار الحروف ومعانيها إنما هو تسليم للأنبياء والأصفياء عليهم السلام وتقصر عن الوقوف عليها عقول غيرهم .[320]

ثم إنَّ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الادريسي قد ذكر - في كتابه نظام الحكومة النبوية المسمى بالتراتيب الإدارية قال في باب مَن كان يعرف فيهم بباب مدينة العلم وأنه أمير المؤمنين عليه السلام - ما لفظه : ومصداقه ما ظهر على سيِّدنا عليٍّ من العلم الواسع الذي خضعت له به الرقاب ، ودانت له الفلاسفة والحكماء من كل أمة وملة ، وقد سبق عن القرافي أنه جلس عند إبن عباس يتكلم في الباء من بسم الله من العشاء إلى أنْ طلع الفجر .[321]

وفي مناقب إبن شهراشوب نقلاً من كتاب قوت القلوب لأحد علماء العامة وهو يوسف بن منصور السياري ، وقد ذكر في مقدمة المناقب طريقه إليه فراجع ، وفيه : قال عليٌّ عليه السلام : لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً في تفسير الفاتحة .[322]

وفي تفسير الصراط المستقيم ، وروى الترمذي عن إبن عباس قال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يشرح لنا نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلة ، فأنفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ ، فرأيت نفسي في جنبه كالقرارة في جنب البحر المتفجر .

وفيه أيضاً أنَّ السيِّد ابن طاووس حكى في كتابه سعد السعود عن أبي حامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال علي عليه السلام لما حكى عهد موسى أنَّ شرح كتابه كان أربعين جملاً : لو أذِنَ الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك يعني أربعين وقرأ أو جملاً ، وهذه الكثرة في السعة والإفتاح في العلم لا يكون إلا لدنياً سماوياً إلهياً .

ثم حكى السيِّد عن أبي عمرو الزاهد واسمه محمد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده أنَّ علي بن أبي طالب قال : يا بن عباس إذا صليتَ العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبانة . قال : فصليتُ ولحقته وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الألف من الحمد ؟ قال : فما علمت حرفاً أجيبه ، فتكلم في تفسيرها ساعة واحدة تامة 0 قال عليه السلام : فما تفسير الحاء من الحمد ؟ فقلت : لا أعلم ، فتكلم فيها ساعة تامة 0 قال : فقال عليه السلام : ما تفسير الميم ؟ قلت : لا أدري ، فتكلم فيها ساعة تامة 0 ثم قال عليه السلام : ما تفسير الدال من الحمد ؟ قلت : لا أدري ، قال : فتكلم فيها إلى أنْ برق عمود الفجر ، فقال عليه السلام لي : قم يا بن عباس إلى منزلك وتأهب لفرضك ، قال : فقمت وقد وعيت كلما قال ، ثم تفكَّرتُ فإذا علمي بالقرآن في علم عليٍّ كالقرارة في المتفجر0راجع تفسير الصراط المستقيم للسيد حسين البروجردي 3 ص 23- 24ط مؤسسة الوفاء بيروت ط الاولى0

وفي تفسير الشهرستاني : ومن أسرار الفاتحة الكلام على أعداد الآيات والكلمات والحروف ، وتقدير العدد فيها . وأنت تعرف أنَّ الفاتحة سورة واحدة ، ثم قُسِّمت نصفين كما ورد " قُسِّمت الصلاة بيني وبين عبدي " ، وعرفتَ أنَّ النصف الأول تعريف والنصف الثاني تكليف 0 ثم قُسِّمت أثلاثاً ، فثلث محامد الله تعالى خاصة وثلث محاوج العبد خاصة وثلث بينهما،كما قال عزَّ وجلَّ " إياك نعبد وإياك نستعين" : "هذا بيني وبين عبدي". ثم قُسِّمت أرباعاً، وهي الوقوف الأربعة فيها : الرحيم ، الدّين ، نستعين ، الضالين . وفي المعنى : التسمية والتحميد والتعبد والهداية. ثم قُسِّمت أخماساً وهي : الأسامي والمحامد والتعبُّد والحاجة إلى التوفيق وطلب الهداية. ثم قُسِّمت أسداساً وهي : الأسامي على المبادئ ، والمحامد على الكمالات ، وإفاضة الرحمة على عالمي الخلق والأمر ، وإقامة الطاعة في حالتي الإستطاعة والإستعانة ، والتولِّي لأولياء الله ، والتبري من أعداء الله . ثم قُسِّمت أسباعاً وهي سبع آيات متناسبة المبادئ والمقاطع ، وهي السبع المثاني متوازنة الألفاظ والمعاني. ثم كلماتها التامات التي يُفهم من كل واحدة منها معنى تام ، إثنتا عشرة كلمة. ثم كلماتها المفردات ثمان وعشرون كلمة ، ثم حروفها إن عُدَّت على ولاء المكتوب فمائة وإثنان وأربعون ، وإنْ عُدَّت على ولاء الملفوظ فمائة وأربعة وأربعون وهي من ضرب إثني عشر. ومَنْ الذي يعرف أسرار هذه الأعداد وتركيبها على المعدودات ، وأنَّ الوحدة فيها تقابِل وحدة الأمر ، وأنَّ الأثنين فيها تقابِل العالَمين: عالَمي الخلق والأمر، والجسماني والروحاني ، وأنَّ الثلاثة فيها تقابل المبادئ الأولى: الأمر والقلم واللوح، وأنَّ الأربعة فيها تقابل كل ما هو أربعة ، وأنَّ الخمسة فيها تقابل كل ما هو خمسة ، كذلك الستة والسبعة والأثنا عشر والثمانية والعشرون حتى يتقرر أنَّ العالَم كله فيها ، وهي مفاتيح الغيب ومقاليد السموات والأرض ، وفاتحة كل كمال ، وخاتمة كل مقال ، فُتِحت بالثناء وخُتمت بالدعاء ، وهي شفاء من كل داء . وفي الخبر عن النبي صلَّى الله عليه وآله " كل ما لا يشفيه الحمد لا يشفيه شيء " وعن عبد الله بن عباس أنَّ علياً عليه السلام أبتدأ معي شرح الفاتحة من العتمة فأصبحنا وما فرغ عن شرح باء بسم الله .




 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس
قديم 11-21-2010, 03:19 PM   #3
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وعن بعض العلماء أنَّ كل ما هو مذكور في الكتب المنزَلَة فهو مذكور في القرآن ، وكل ما هو مذكور في القرآن فهو مذكور في الفاتحة ، وكل ما هو مذكور في الفاتحة فهو مذكور في بسم الله الرحمن الرحيم ، وكل ما هو مذكور في ذلك فهو مذكور في بسم الله . ولا تعجب من ذلك ، ومن قولهم إنَّ الأحكام الشرعية كلها مذكورة في كلمة " لا إله إلا الله " وأنت تعرف أنَّ أعضاء الإنسان كلها مخفيةٌ في نطفته ، وأنَّ أجزاء الشجرة كلها مستبطنة في نواتها ، وإنما تبصرها عينُ البالغين من الرجال ، انتهى كلام الشهرستاني 0[323]

وفي تفسير الصراط المستقيم المشار إليه آنفاً : ولذا قال أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير باء البسملة : " لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من باء بسم الله الرحمن الرحيم " . وفي هامش الكتاب ما لفظه : روى هذا الحديث جماعة من القوم مع تفاوت واختلاف 0 وعدَّ منهم القندوزي في ينابيع المودة ، والهروي في شرح العين وزين الحلم ، والكاكوردي في الروض الأزهر، وبهجت أفندي في تاريخ آل محمد صلَّى الله عليه وآله ، ومحمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ، والشعراني في لطائف المنن ، مع ذكر تمام المصدر من الكتاب والصفحة فراجع .[324]

وبما أنَّ هذه الفضيلة قد رواها أبناء العامة وأثبتوها في كتبهم ، فإننا نقطع بصحة مضمونها ، وبالتأمل في ما رُويَ عن أئمة العترة الطاهرة من أنَّ بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها ، فإنه يتحقق اليقين لنا بصحة القول بأنَّ كل ما في القرآن موجود مذكور في بسم الله الرحمن الرحيم 0

وإذا كان السيِّد فضل الله يقول : كيف تكون العلوم كلها في الفاتحة .

فنقول : ماذا يقول فيما رواه أبناء العامة العمياء في أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول لو شِئْتُ لفسَّرتُ باء البسملة بما لا تسعه آلاف المجلدات ، فإنَّ كل بعير يحمل أكثر من مائة مجلد . وقول أمير المؤمنين عليه السلام لا يعني أنَّ باء البسملة يمكن له أنَّ يُفسِّرها بذلك فقط ، بل هو عليه السلام ساكت عن طرف الزيادة . ولا أظنُّ أنَّ أعداء أمير المؤمنين عليه السلام كانوا ليذكروا هذه الفضيلة لو أنهم استطاعوا أنْ يحرِّفوها أو يخفوها ، ولكن الحكيم سبحانه أبى إلا أنْ يُتمَّ نوره، ولكنهم قاتلهم الله كمثل الحمار يحمل أسفاراً ، وإنْ هم أضل من الأنعام سبيلاً.

وأقسم بأنَّ كلَّ غيرَ متَّهمٍ إذا تأمل شيئاً قليلاً - بمفاد ما نقلناه من أحاديث لا سيما مع ملاحظة أنَّ بعضها مما رواه أبناء العامة العمياء -- فإنه يقطع بصحة ما سُئل عنه السيِّد فضل الله .

ثم إنه قد صحَّ عند الفريقين قولُ الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله " أنا مدينة العلم وعلي بابها " وهو حديث مشهور معروف ثابت 0

فعليٌّ عليه السلام هو مَنْ يمتاز به العالِم من الجاهل ، فمن أراد العلم الصحيح - ولا يكون غيرُ الصحيح علماً - ، فلا بُدَّ وأنْ يكون بتوسط تعليم الأمير عليه السلام ، وإلا فلا يهتدي السبيل ، ولا يظفر بحقٍّ وصواب . وقد تقدمت الإشارة إلى هذا المعنى في أكثر من مورد بعبارات مختلفة متحدة المفاد والمضمون .

وصحَّ أيضاً قوله صلَّى الله عليه وآله : عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ مع عليٍّ 0 وعليه فيمتاز الحقُّ من الباطل بأمير المؤمنين عليه السلام ، فمن كان معه فهو مع الحقِّ وإلا فعلى الباطل ومعه .

وكذا فإنه كما أنَّ ما يُميِّز المسلم عن الكافر تشهدُ الأول بالشهادتين ، فإنَّ حبَّ أمير المؤمنين عليه السلام هو الميزان في الآخرة ، فمن أحبه دخل الجنة وإلا فهو من أهل النار .

وأيضاً فإنَّ ولاية أمير المؤمنين عليه السلام يدور مدارها قبول الأعمال ، فمن تولاه زكى عمله وقُبِل ، ومَنْ لم يتولَّه جعل الله سبحانه عمله هباءً منثوراً .

وحبُّ أمير المؤمنين عليه السلام يُميِّز المؤمن من المنافق ، وقد ثبت عن جمع من أكابر الصحابة قولهم : كنا نعرف المنافقين ببغض عليٍّ عليه السلام ، وأنه : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وآله إلا ببغض عليٍّ .

وصحَّ عن النبي صلَّى الله عليه وآله قوله : " امتحنوا أولادكم بحبِّ أمير المؤمنين عليه السلام ، فمن أحبه فهو منكم ، ومَنْ أبغضه فليس منكم ، وعليه فيكون أمير المؤمنين بلحاظ حبه مميِّزاً بين الولد الشرعي وولد الزنا .

وأيضاً فإنَّ القرآن الكريم والذي جعله المولى سبحانه تبياناً لكل شيء كان مخصوصاً بأهل البيت عليهم السلام ، فيثبُت أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام هو السبيل إلى المعرفة والطريق إلى الهدى والهداية 0 وحيث إنَّ الطريق المستقيم طريق واحد ، فإنه لا يمكن سلوكه من غير معرفة صاحبه والهادي إليه ، فيكون أمير المؤمنين عليه السلام هو المميِّز .

هذا وحيث إنه إنما تتميَّز الحروف بتميُّزِ النقطة ، فحرف العين لا يتميَّز عن حرف الغين ، والحاء عن الخاء والجيم ، والباء عن التاء والثاء والنون والياء ، والألف المقصورة عن الياء التي مثلها ، والراء عن الزين ، والدال عن الذال ، والسين عن الشين ، والصاد عن الضاد ، وهكذا 0 فإنه لولا النقطة لا تتميَّز كلمة سعير عن شعير ، وحزن عن خزن ، وثبت عن تبت ، وعير عن غير ، وسمع عن شمع ، ومرح عن فرح ، وهكذا إلى ما لا يحصى ، فيكون ببركة النقطة تحصل الفائدة والإفادة ويتميَّز المقصود عن غير المقصود .

وأيضاً فإنه مع عدم وجود النقطة كيف السبيل للوصول إلى المقاصد والمعارف والعلوم المدوَّنة ؟

فالحاجة إلى النقطة من جهة تمييزها ومن جهة توقف الحصول على ما عرفت على وجودها مما لا يكاد يخفى .

ثم ليس الخط إلا مجموعة من النقاط ، وعليه فيؤول الأمر إلى التوقُّف على النقطة ، لذا يكاد أنْ تتعطَّل الأحكام وتختلَّ أمور الناس لولا بركة النقطة ، بل مع عدمها يحصل للإنسان في هذا العالَم ما لا يُقدَّر من الخسائر والخسران . وأنت إذا لاحظت توقف ما لا يُحصى من الأمور على وجود النقطة ، تعرف أنَّ لها ما لها من المكانة والمحل .

وهل كان ليقوم لهذا الإنسان هذه القائمة لولا بركة النقطة ؟ فكم تتوقف عليها ما لا يحصى من المعاملات والتجارات ؟ وأنّى لأحد أنْ يستفيد لولا النقطة !

وأمير المؤمنين عليه السلام مثله كمثل النقطة تحت الباء ، فإنهم لو اتبعوه لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولو أنَّ كل الناس تولَّوه لحصلت لجماعتهم سعادة الدارين ، ولو أنهم رجعوا إليه في ما جهلوه لأغناهم علماً ومعرفة 0

وبأمير المؤمنين عليه السلام يتمكن الإنسان من التعرُّف على الحقائق ، وبه يُعرَف الحقُّ ويمتاز ، وبالرجوع إليه يُعرَف الله ويُعبد ، والقرآن ظاهره وباطنه لا سبيلَ لأحد للتعرُّف على شيء منه إلا من جهة أمير المؤمنين عليه السلام .

وكما أنَّ بالنقطة يُتوصَّل إلى ما لا يحصى مما لا يتأتى التوصل إليه إلا بها ، فكذا بأمير المؤمنين عليه السلام يُتوصل إلى معرفة علوم القرآن ، وبتعليمه يتحقَّق الوقوف على ما في البسملة من أسرار ودقائق 0 وكما أنَّ الإنسان يَضلُّ عن الحقِّ ولا يهتدي لصواب لولا التمسك بأمير المؤمنين عليه السلام والإهتداء بهديه ، فإنَّ الناس أيضاً لا يحصل لهم إدراك ما في البسملة إلا بالرجوع إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فبه عليه السلام يحصل التميُّز ويتحقق التمييز .

وحيث إنَّ المعنى المزبور منطبِقٌ على الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ، فهما نفسٌ واحدة ونورٌ واحد ، وأصلٌ فارد وجوهرٌ واحد ، فلا معنى لأنْ يقال – كما قال صاحب الندوة - : فبالأحرى أنْ يكون النبي صلَّى الله عليه وآله هو النقطة .

وكون أمير المؤمنين هو النقطة لا يعني أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله ليس كذلك ، ضرورة أنَّ ما هو ثابت للأمير سلام الله عليه ثابتٌ للرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله .

فهل لو قال أمير المؤمنين عليه السلام أنا مع الحقِّ والحقُّ معي ، يَرِدُ عليه ويُجاب – والعياذ بالله تعالى – بأنَّ الأحرى بأنْ يكون سيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وآله كذلك ، فإنهما كذلك سواء ثبت للرسول الكرم صلَّى الله عليه وآله أم ثبت لأمير المؤمنين عليه السلام ، وليس قول أمير المؤمنين عليه السلام يعني أنه مميَّزٌ عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله .

هذا ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ ما ذكرناه من التفسير هو ما نظنه أنه كذلك ، وإنْ لم نمنع عن أنْ يكون لقول الأمير عليه السلام تفسيرٌ ثانٍ أو ثالث أو 000000

نعم هو عليه السلام كما ذكرنا في نفس الأمر والواقع بل وفوق ما نذكر ويذكر الذاكرون ، سواء ثبت أنه عليه السلام تكلم بذلك أم لم يثبت ، غايته حيث كان المعنى الذي فسَّرنا به قوله عليه السلام " وأنا النقطة تحت الباء" قريباً للذي نستفيده واستفدناه ، فإنه بلحاظ قربه بحسب إدراكنا القاصر نظن أنَّ معناه ما أشرنا إليه ، وإنْ كانت الحقيقة مجهولة لدينا .
--------
[302] الندوة 1 ص 354 ط الثانية 1417 - 1997

[303] بصائر الدرجات باب 11 من القسم الاول ح1 ص 20- 21 ط مكتبة السيد المرعشي قم المقدسة

[304] المصدر السابق من ص 20 إلى ص 28

[305] المصدر السابق ح 10 – 11 – 15 ص 22 - 23

[306] الكافي 1 كتاب الحجة باب 102 ح5 ص402

[307] 3بصائر الدرجات باب 22 ح 1 ص 537

[308] المصدر السابق ح 3 ص 537 - 538

[309] المصدر السابق ح 5 ص 538

[310] الخصال ح 23 ص 642 ط جامعة المدرسين الطبعة الرابعة

[311] المصدر السابق ح 21 ص 642 ، الاختصاص ص 285 ط الرابعة جامعة المدرسين

[312] المصدر السابق ح 44 ص 649

[313] المصدر السابق ح 45 ص 649

[314] المصدر السابق ح 46 ص 650

[315] المصدر السابق ح 41 ص 648

[316] المصدر السابق ح 42 ص 649

[317] المصدر السابق ح 25 ص 644

[318] المصدر السابق ح 26 ص 644

[319] تاريخ دمشق 2 ح 1012 ص 483 ط مؤسسة المحمودي بيروت. وراجع أيضا حاشية المحمودي هناك.

[320] تفسير الشهرستاني ج 1 ص 213

[321] نظام الحكومة النبوية ج 2 ص 370 ط دار الثقافة بيروت

[322] مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 43 ط مؤسسة انتشارات علامة قم المقدسة

[323] تفسير الشهرستاني ج1 ص 253-254

[324] تفسير الصراط المستقيم ج1 ص 177


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 05:09 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية