هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 10-21-2011, 11:06 AM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الفرق بين النصيب والكفل



الفرق بين النصيب والكفل

موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم

قال الله عز وجل :﴿ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً ﴾(النساء:85) ، فاستعمل سبحانه لفظ ( النصيب ) مع الشفاعة الحسنة ، ولفظ ( الكفل ) مع الشفاعة السيئة ، فدل على أن بينهما فرقًا في المعنى . فما الفرق بينهما ؟ وما المراد بكل من الشفاعة الحسنة ، والشفاعة السيئة ؟ وفي الإجابة عن ذلك نقول بعون الله وتعليمه :
أولاً- يذهب أكثر المفسرين واللغويين إلى القول بأن ( النَّصيبَ )، و( الكِفْلُ )بمعنى واحد ، وهو الحظ الوافر ، أو المِثْل المكافىء ، إلا أن الثاني أكثر ما يستعمل في الشر ؛ كاستعماله- هنا- في الشفاعة السيئة . وإلى هذا القول ذهب أبو حيَّان في البحر المحيط ، فقال بعد أن ذكر أقوال من تقدمه في المراد من الشفاعة ، وفي معنى النصيب والكفل :« وغاير في ( النصيب ) ، فذكره بلفظ ( الكفل ) في الشفاعة السيئة ؛ لأنه أكثر ما يستعمل في الشر » .
ومن قبله عرَّف الرازي الشفاعة بأنها مأخوذة من الشفع ، وهو أن يصير الإنسان نفسه شفعًا لصاحب الحاجة ، حتى يجتمع معه على المسألة فيها ، ثم قال :« فان قيل : لم قال في الشفاعة الحسنة :( يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مّنْهَا ) ، وقال في الشفاعة السيئة :( يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا ) ، وهل لاختلاف هذين اللفظين فائدة ؟ قلنا :( الكفل ) اسم لـ( النصيب ) الذي عليه يكون اعتماد الناس . وإنما يقال : كفل البعير ؛ لأنك حميت ظهر البعير بذلك الكساء عن الآفة ، وحمى الراكب بدنه بذلك الكساء عن ارتماس ظهر البعير فيتأذى به ، ويقال للضامن : كفيل . وقال عليه الصلاة والسلام :« أنا وكافل اليتيم كهاتين » ، فثبت أن ( الكفل ) هو ( النصيب ) الذي عليه يعتمد الإنسان في تحصيل المصالح لنفسه ودفع المفاسد عن نفسه . إذا ثبت هذا فنقول :( وَمَن يَشْفَعْ شفاعة سَيّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا ) . أي : يحصل له منها نصيب ، يكون ذلك النصيب ذخيرة له في معاشه ومعاده ، والمقصود حصول ضد ذلك .. والغرض منه التنبيه على أن الشفاعة المؤدية إلى سقوط الحق وقوة الباطل تكون عظيمة العقاب عند الله تعالى » .
وعرَّف الألوسي الشفاعة بأنها « التوسط بالقول في وصول الشخص ، ولو كان أعلى قدرًا من الشفيع ، إلى منفعة من المنافع الدنيوية أو الأخروية ، أو خلاصه عن مضرة مّا كذلك ، من الشَّفْع ضد الوتر ؛ كأن المشفوع له كان وترًا ، فجعله الشفيع شفعًا ، ومنه الشفيع في الملك ؛ لأنه يضم ملك غيره إلى نفسه ، أو يضم نفسه إلى من يشتريه ويطلبه منه » . وبعد أن فسر الألوسي ( النصيب ) بالحظ الوافر ، و( الكفل ) بالنصيب من الوزر ، قال :« فالتعبير بالنصيب في الشفاعة الحسنة ، وبالكفل في الشفاعة السيئة للتفنن » . وأضاف قائلاً :« وفرَّق بينهما بعض المحققين بأن النصيب يشمل الزيادة ، والكفل هو المثل المساوي ، فاختيار النصيب أولاً ؛ لأن جزاء الحسنة يضاعف ، والكفل ثانيًا ؛ لأن ( من جاء بالسيئة لا يجزى إلا مثلها ) ، ففي الآية إشارة إلى لطف الله تعالى بعباده » .
وسئل الدكتور فاضل السامرائي في ( لمسات بيانية ) : لم قال عن الشفاعة الحسنة :( يكن له نصيب منها ) ، وعن الشفاعة السيئة :( يكن له كفل منها ) ؟ فأجاب بقوله :« من معاني ( الكِفل ) في اللغة : النصيب المساوي ، المثل . والكفيل يضمن بقدر ما كفل ليس أكثر . أما ( النصيب ) فمطلق غير محدد بشيء معين ؛ لذلك قال الله عز وجل عن السيئة :( يكن له كفل منها ) ؛ لأن السيئة تجازى بقدرها ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ﴾(غافر: 40) . أما الحَسَنة فتضاعف ؛ كما قال تعالى :﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾(الأنعام: 160) . وقال عز وجل :﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ﴾(القصص: 84) . فقال عن حامل السيئة أن له الكفل . أي : المثل . أما صاحب الشفاعة الحسنة فله نصيب منها ، والنصيب لا تشترط فيه المماثلة ، وهذا من عظيم فضل الله عز وجل » .
ثانيًا- ومن تأمل الأقوال السابقة ، وجد أن بعضها عالة على بعض ، وأوضح ما يكون ذلك في قول الدكتور فاضل السامرائي ، فإنه تكرار لما حكاه الألوسي عن بعض المحققين ، مع اختلاف في بعض الألفاظ ، وهو قول فاسد ، وبيان فساده من وجهين :
أحدهما : أنه مبنيٌّ على اعتبار أن ( مِنْ ) في قوله تعالى :﴿ يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مّنْهَا ﴾ ، وقوله :﴿ يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مّنْهَا ﴾ للسبب . وعليه يكون تقدير الآية من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب بسببها ، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل بسببها ) . أي : يكن لكل منهما ذلك بسبب شفاعته . وهذا خلاف ما نصَّت عليه الآية الكريمة من المعنى تمامًا ؛ لأن ( مِنْ ) في قوله تعالى :﴿ مِنْهَا ﴾ ، في الموضعين ، ليست للسبب ؛ وإنما هي للتبعيض ، وأن المراد من الآية الكريمة أن للشفيع الذي يشفع في الشفاعة الحسنة نصيبًا من جزاء المشَفَّع على شفاعته ، وأن للشفيع الذي يشفع في الشفاعة السيِّئة كِفْلاً من جزاء المشَفَّع على شفاعته ) ، وفرق كبير بين هذا ، وذاك .
والثاني : أنه مبنيٌّ على اعتبار أن جزاء ( الشفاعة الحسنة ) كـ( جزاء عمل الحسنة ) ، و( جزاء الشفاعة السيئة ) كـ( جزاء عمل السيئة ) ، قياسًا على قوله تعالى :﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ﴾(الأنعام: 160) . وهذا قياس فاسد أيضًا ؛ لأنه يسوِّي بين جزاء عمل الحسنة ، وجزاء الشفاعة الحسنة ، وبين جزاء عمل السيِّئة ، وجزاء الشفاعة السيِّئة ، وهذا ما قادهم إلى تأويل الآية تأويلا جانبوا فيه الصواب ؛ إذ عكسوا المعنى المراد منها تمامًا ، فزعموا أن جزاء الشفاعة الحسنة مضاعف كجزاء عمل الحسنة ، وأن جزاء الشفاعة السيئة مماثل لجزاء عمل السيئة ، والعكس هو الصحيح ، ويبدو لك فساد ذلك الجواب من خلال المقارنة بين الآيتين هكذا :
﴿ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ﴾ ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِــهَا ﴾
﴿ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْـهَا ﴾ ﴿ وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ﴾
فمن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب من جزائها ، ومن يفعل الحسنة فله عشر أمثال جزائها . ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل من جزائها ، ومن يفعل السيئة ، فلا يجزى إلا بمثل جزائها . ولا أظن أن هذه المقارنة بين الآيتين تحتاج إلى مزيد من الشرح والإيضاح ؛ ليتضح الفرق بينهما ؛ فهي أوضح من أن يعقَّب عليها بشرح يبين ما بين الآيتين من مفارقة كبيرة ، ومع ذلك نقول :
إذا شفع زيد لعمرو عند الحاكم شفاعة حسنة ، كان للحاكم جزاء عند الله تعالى لقاء قبوله الشفاعة ، وكان لزيد نصيب من هذا الجزاء ، وهذا النصيب هو جزء من كل .. وإذا شفع زيد لعمرو عند الحاكم شفاعة سيئة ، كان للحاكم جزاء عند الله تعالى على قبوله الشفاعة ، وكان لزيد كفل من هذا الجزاء ، وهذا الكفل هو جزء من كل . فإذا جاء زيد بالحسنة ، كان له جزاء عند الله تعالى على حسنته مقدَّر بعشر أمثال الحسنة التي جاء بها . وإذا جاء بالسيئة ، كان له جزاء عند الله تعالى على سيئته مقدَّر بمثل السيئة التي جاء بها .
فلو كان ( النَّصيبُ ) مطلقًا غيرَ محدد بشيء معين ، أو مقدَّرًا بعشرة الأمثال ، لكان جزاء الشفيع أكبر من جزاء المشفَّع عنده ؛ كما كان جزاء فاعل الحسنة ، وهذا خلاف المراد . ولو كان هذا صحيحًا ، لوجب أن يكون نظم الآية هكذا من يشفع شفاعة حسنة ، يكن له عشرة أمثالها ) .
ولو كان ( الكفل ) مقدَّرًا بالمثل ، لكان جزاء الشفيع مماثل لجزاء المشفَّع عنده ؛ كما كان جزاء فاعل السيئة ، وهذا خلاف المراد أيضًا . ولو كان صحيحًا ، لوجب أن يكون نظم الآية هكذا ومن يشفع شفاعة سيئة ، يكن له مثل جزائها ) . وهذا مما لا ينبغي لعاقل أن يقوله . وإن كان هذا قد خفي عن القدماء ، فلا ينبغي أن يخفى ، مع وضوحه ، عن عالم يصفه مريدوه بأنه عالم كبير ومبدع لا حدود لإبداعه ، وأن الله تعالى فتح له من خزائن علمه فتوح العارفين .
ثالثًا- ونعود بعد هذا إلى آية الشفاعة ففيها يوجد المُشَفَّعٌ ) وهو صاحب الشفاعة ، و( المُشَفَّعٌ له ) وهو طالب الشفاعة ، و( الشَفيعٌ ) وهو الذي يقوم بالشفاعة بينهما ، وهذا ما لم يوجد في آية ( الحسنة والسيئة ) . والشفاعةُ نوعان : حسنة ، وسيئة . فالشفاعة الحسنة هي التي يُراعَى بها حق المسلم ، فيُدفَع بها عنه شر ، أو يُجلَب بها إليه خير ابتغاء مرضاة الله تعالى . والشفاعة السيئة هي التي تكون في معصية الله ابتغاء لجاه أو عرض من أعراض الدنيا ، وأعظمُها جُرْمًا ما كان منها في حَدٍّ من حدود الله تعالى .
وقد ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه [وآله]وسلم قوله :« من حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى ، فقد ضادَّ الله تعالى في ملكه . ومن أعان على خصومة بغير علم ، كان في سخط الله تعالى حتى ينزع » . ويستثنى من ذلك الحدود في القصاص ، فالشفاعة في إسقاطه إلى الديَّة غير محرمة . وروى أبو داود عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه[وآله] وسلم أنه قال :« مَنْ شَفَعَ لأحَدٍ شَفَاعَةً فأهدى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا ، فَقَدْ أتى بَابًا عَظِيمًا مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا » . وروت عائشة- ...- في الحديث الصحيح : أن قريشًا أَهمَّهم شأن المرأة المخزوميَّةِ التي سرقت ، فقالوا : من يكلم رسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم فيها ؟ فقالوا : ومن يجْتَرِئُ إلا أسامةُ بنُ زيدٍ حِبُّ رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم ؟ فكلمه أسامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم :« أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ؟ وَأََيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا » .
فإذا كانت الشفاعة في حق ، كان لصاحبها من أجرها الذي يستحقه المُشفَّع أجرٌ حسنٌ ؛ وهذا ما عَبَّر عنه تعالى بلفظ ( النَّصيب ) ، ومعناه : الحظ الجيد المُعيَّن من الشيء . تقول : هذا نصيبي . أي : حظي . قال تعالى :﴿ لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴾(النساء: 7) ، ثم قال :﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ﴾(النساء: 11) ، فبين أن ( النصيب المفروض ) هو ( الحظ المعين ) قلَّ ، أو كثُر . ومثل ذلك قول إبليس اللعين :﴿ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴾(النساء: 118). أي : نصيبًا معلومًا ، ومقطوعًا به . واشتقاق ( النَّصيب ) من ( النَّصْب ) ، بإسكان الصاد ، وهو إقامةُ الشيء في استواء وإهْداف ، ووضعُه موضعًا ناتئًا ؛ كنصْب الرمح والحجر ونحوهما في الأرض . والنَّصْبُ ، والنَّصيبُ : حجرٌ كان ينصَب في الأرض ، فيعبُده العرب في الجاهلية .
وإذا كانت الشفاعة في باطل ، كان لصاحبها من أجرها الذي يستحقه المُشفَّع أجرٌ رديء . وهذا ما عَبَّر عنه تعالى بلفظ ( الكِفْل ) ، وهو من الأجر والإثْم : الضِّعْفُ ، في أصح الأقوال ، وأصلُه : مركَبٌ يُهَيَّأ علىظهر البعير ، أو كِساءٌ يدار حول سنامه، وأكثر ما يستعمل في الشرِّ ؛ ومنه ما جاء في الصحيحين من قول رسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم :«لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ » . وقد يستعمل في الخير ؛ ومنه قوله تعالى :﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ﴾( الحديد: 28 )، والكِفْلُ من الشيء هو الضِّعْفُ منه .
ولهذا كانت الشفاعة السيئة عظيمة عند الله تعالى ، وكان جزاؤها عظيمًا يتناسب مع المعنى الذي يؤدِّيهلفظ ( الكِفْل ) ؛ لما فيها من إسقاط للحقوق وهتك للأعراض والأموال ، وليس كذلك ( عمل السيئة ) التي تُجزَى بمثلها . وكذلك كان جزاء الشفاعة الحسنة المؤدِّية إلى إحقاق الحقوق وحفظ الأعراض والأموال يتناسب مع المعنى الذي يؤدِّيه لفظ ( النَّصيب ) ، وليس كذلك ( عمل الحسنة ) التي تجزى بعشرة أمثالها . فإذا عرفت ذلك ، تبين لك سِِرُّ البيان في اختيار لفظ ( النَّصيب ) بجانب الشفاعة الحسنة ، واختيار لفظ ( الكِفْل ) بجانب الشفاعة السيئة ، ترغيبًا في الأولى ، وترهيبًا وتنفيرًا من الثانية .
ومما ينبغي أن يعلَم أيضًا أن الحديث عن ( الشفاعة ) بنوعيها يخص قومًا بعينهم ، وأن أصحاب الشفاعة السيئة أكثر من أصحاب الشفاعة الحسنة ، وأن وجودهم في المجتمع من أخطر الآفات التي تهدد سلامته ؛ ولهذا كان جزاؤهم مضاعفًا . أما الحديث عن ( فعل الحسنة ) ، و( فعل السيئة ) فهو حديث عام ، يعمٌّ أفراد المجتمع كلهم . ومن لطف الله تعالى بعباده أن جعل جزاء السيئة سيئة مثلها ، ومن منِّه وكرمه سبحانه أن جعل جزاء الحسنة بعشرة أمثالها ، ويزيد من فضله لمن يشاء . ومن هنا لا يجوز قياس الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة على فعل الحسنة وفعل السيئة .
وشيء آخر ينبغي أن يعلم ، وهو أنه لما كان الجزاء بـ( النصيب ) ، و( الكفل ) من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله جل وعلا ، ختم سبحانه وتعالى الآية الكريمة بقوله :﴿ وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً ﴾، فبين سبحانه أنه كان ، وما زال ، ولا يزال شاهدًا وحفيظًا وحسيبًا على هذه الأعمال ، ومجازيًا على كل عمل بما يناسبه .
والمُقيت من أسماء الله تعالى ، وفسّره الغزالي بمعنى : موصل الأقوات ، فيؤول إلى معنى : الرازق ، إلا أنه أخص . وبمعنى : المستولي على الشيء ، القادر عليه ، فيكون راجعًا إلى القدرة والعلم . والظاهر أنه جامع للمعاني السابقة كلها . نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول ، فيتبعون أحسنه ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، إنه خير مسؤول .
بقلم : محمد إسماعيل عتوك



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:42 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية