هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 81 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:55 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كيف نصنع من اليتم عاملا لبناء الحضارة ( شبكة المنير )



كيف نصنع من اليتم عاملا لبناء الحضارة
- 2007/01/20 -

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى }
انطلاقا من الآية المباركة نتحدث في محاور ثلاثة :
1/ تحديد اليتم
2/ ربط النبوة باليتم
3/ تحويل اليتم إلى عامل إيجابي لصنع الحياة وبناء الحضارة.
المحور الأول: تحديد اليتم:
ما هو اليتم؟
لغة:1/ اليتيم ما لا نظير له يقال (لؤلؤ مكنون) أي لا نظير له.
2/ اليتيم من فقد أباه إن كان إنسانا واليتيم من فقد أمه إن كان حيوانا.
الشاعر احمد شوقي جمع بين المعنيين اللغويين في مدح النبي:
ذكرت باليتم في القرآن تكرمة ً وقيمت اللؤلؤ المكنون باليتم
مخاطبة القرآن للرسول قال تعالى:{ألم يجدك يتيماً فأوى} ليست المخاطبة بالنقص ولكنها بالمعنى اللغوي أي أنت لا مثيل لك ولا نظير.
شرعا: من فقد أباه ولم يبلغ الحلم أي فقد أباه وهو صغير.
اصطلاحا: اقصد بالاصطلاح أن المدرسة التحليلية في علم النفس تعرف اليتيم :عبارة عن نقص الأمن النفسي علماء النفس يقولون : أي كل إنسان يحتاج إلى حاجة فطرية ماسة إلى الأمن من الحاجات الأساسية إلى الإنسان حاجة الأمن ويقسم الأمن إلى ثلاثة أقسام :عبارة عن نقص الأمن النفسي علماء النفس يقولون : أي كل إنسان يحتاج إلى حاجة فطرية ماسة إلى الأمن من الحاجات الأساسية إلى الإنسان حاجة الأمن :
1- أمن بيولوجي: أمن الجسد من الأمراض نتيجة توفير الوقاية والعلاج والغذاء الصحيح.
2- أمن حياتي: شعور الإنسان بان حياته ليست مهدده بالخطر والزوال والانقراض.
3- أمن نفسي: شعور الإنسان بان له مأوى الشعور بالمأوى هو المهم في تحقيق المن النفسي ليس المقصود بالمأوى بالمسكن فالكثير له سكن ولكن ليس له مأوى فالمقصود بالآوى هو الصدر الذي يحتضن الإنسان وحاجته فطرية للمأوى الحاجة للمأوى هي حاجة لشخص يقوم بالتكفل اليتيم ليملئ قلبه دفئاً ويشعره بالحماية والانتماء، و هنا تبرز حاجة اليتيم ،فاليتيم يتحقق له المن البيولوجي والحياتي ولكن يفتقد الأمن النفسي لأنه يشعر بافتقاده المأوى أي فقد الصدر الذي يدفئه ويحميه ويشعره بالحماية، إذا اليتيم بنظر علماء النفس اليتيم من فقد المن النفسي أو شعر بالنقص من ناحية الأمن النفسي.
المحور الثاني: ربط النبوة باليتم:
عند ملاحظة لتاريخ الأنبياء كثير منهم تيتم: إبراهيم يتيم أبوه تارخ قده وهو صغير ورباه عمه آزر قال تعالى:{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ليس آزر أباه الحقيقي القرآن عبر عنه أباه لأنه ربا وتكفل به وهو صغير ولكن أباه هو تارخ الذي فقده وهو صغير.

نحن الإمامية نعتقد بأن النبي لا يولد من صلب مشرك يجب أن يكون موحدا لأي دين من الأديان لان نطفة النبي أعدت لتلقي النبوة والعصمة والطهارة,فكيف تتولد هذه النطفة من صلب نجس لان صلب المشرك نجس قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ }إذا آباء الأنبياء يجب أن يكونوا موحدين وليس مشركين,إبراهيم فقد أباه وهو صغير موسى كان يتيم . عيسى ولد من دون أب النبي محمد عاش يتيم الأبوين .لماذا ؟ ما هو الربط بين اليتم والنبوة؟ لماذا صار الأنبياء أيتام والأيتام أنبياء؟
هناك ربط وثيق بينهما أفسر لك هذا الربط في ثلاث وجوه:
1/ الاستقلال في القرار: النبوة قيادة والقائد يجب أن يكون مستقل في قراره فالقائد الناجح مستقل في قراره أما القائد ألامعه يأخذ قراراته من جهة أخرى فهذا القائد فاشل وعقيم لا يمكن أن يكون ناجح إلا إذا كان مستقل في قراره لذلك تجد النصوص تؤكد أن يكون رجل الدين مستقل في قراره وذاته ورد في النصوص ( إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فلا خير في العلماء ولا في الملوك و إذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فخير في الملوك والعلماء).
المنصور العباسي أتى إلى المدينة وهو خليفة المسلمين في ذلك الوقت خرج له أهلها ووجهائها وكبرائهم يستقبلوا لكن الإمام الصادق لا يخرج معهم فكتب المنصور إلى الإمام لماذا لا تغشانا كما يغشانا الناس فكتب إليه الإمام : ليس لنا ما نخافك عليه وليس لك من الآخرة ما نرجوه منك فرد على الإمام تصحبنا حتى تنصحنا رد الإمام إن من أراد الدنيا لا ينصحك ومن أراد الآخرة لا يصحبك.
رجل الدين يجب أن يكون مستقل في قراره حتى يكون قائد ناجح وبما أن النبوة قيادة أي أنها تعني الاستقلال في القرار.
وحتى لا يتأثر قرار النبي من احد حرمه الله من الأب حتى لا يكون عائقا أمام قراراته وأمام استقلاله وتصرفاته.
إذا اليتم كان حكمة إلهية من اجل أن يكون النبي مستقلا في قراراته.
2/ مصدر الرحمة: القائد يحتاج إلى عاملين:
1-الحزم أمام المخاطر.
2- الرحمة مع الرعية.
فالقائد له علاقتان :
1- بالأعداء علاقة الحزم والشدة.
2- بالرعية علاقة الرأفة والرحمة.
قال تعالى:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} وخلط احدهما مع الآخر فشل القيادة:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى

اليتيم الذي عاش مأساة اليتم ومعاناة اليتم يكون أكثر رحمة بالأيتام من غيره لأنه ذاق طعم الألم لذلك جعل الله النبي يتيما كي يكون قلبه مصدرا للرحمةقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ },وقد كان النبي المصطفى قطعة من الرحمة.
ذهب إلى الطائف يدعوهم للإسلام فأمروا صبيانهم و سفهائهم بالنيل منه فخرجوا يرمونه بالحجارة والأشواك وهو يتلقاها ويقذفها حتى دميت رجليه فاقبل إلى حائط واستند إليه ورفع يديه إلى السماء و قال: (اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون).
كان يمسح على رؤوس الأيتام ويقول : (من لا يرحم لا يُرحم).كان رحمة حتى مع أعدائه,جاءه ابن أبي سلول وكان من المنافقين فقال له النبي سمعت انك تنال مني تغتابني تذكرني بسوء فقال كيف عرفت قال الله اخبرني بدلك قال الله مشتبه فاظهر له الرسول انه يصدقه فخرج عن الرسول وقال انظروا إلى محمد اذن يسمع من الله ويصدقه ويسمع من غيره ويصدقه قال تعالى:{وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} أي يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين, أي يتعامل معكم بصفة الرحمة وان كنتم منافقين.
3/ الربط بين اليتم والنبوة: بحسب دليل الاحتمالات إن اليتم من عوامل صدق النبوة. في علم الرياضيات دليل حساب الاحتمالات يقرر كل ما كان حجم النتيجة أكبر من حجم المقدمات فهناك عامل خارجي ساهم في صنع النتيجة مثال: أنت لديك ابن أخ أو ابن أخت صغير أرسل لك رسالة وهو في بلد آخر فقرأت الرسالة و وجدت فيها قصيدة بديعة في كمال البلاغة وفي قمة الدوق الأدبي.
أنت إدا قرأت الرسالة مادا تحكم عليها؟ ستقول أنها ليست من عنده بل من يد أخرى. لماذا؟ دليل حساب الاحتمالات هنا يأتي تطبيقه العقل يقوم بمقارنة بين حجم النتيجة وحجم المقدمات.
فالمقدمات :إنسان صغير السن لا يمتلك مستوى أدبي ولا ثقافي وحجم النتيجة: قصيدة بديعة وبليغة إذا بالمقارنة بحجم النتيجة وحجم المقدمات فالعقل يقرر أن هناك يدا أخرى ساهمت في صنع النتيجة ، نفس هذا الدليل ينطبق على نبوة النبي محمد فمقدمات النبي : إنسان أمي لا يقرأ ولا يكتب قال تعالى:{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} أي ما كنت تقرأ من قبله من كتاب فرق عن الآية التي تقول:{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ } أي أنت ما كنت تعلم عن أي شيء من الكتاب ولا الإيمان قبل البعثة فكيف يقول (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين).
نوفق بين الآيتين بأن الدراية لها مراتب : 1- دراية تجرديه. 2- دراية حسية.
مثال: أنا الآن علمت بأنه حدث حادث في المكان المحدد. أنا علمت بهذا الحادث لكن لم اعلم به إلا دراية تجرديه لأني لم أحضر هذا الحادث ولكن لو ذهبت إلى ذلك الحادث بنفسي لحدثت لي الدراية الحسية.
النبي قبل أن ينزل عليه القرآن كان يدري به ولكن دراية تجرديه يعني معلومات القرآن ومضامينه كانت في قلبه بعد نزول القران رأى رؤية حسية- جبرائيل- وسمع سمعا حسيا صوت جبرائيل وتلقى آيات القران تلقيا حسيا فانتقل من مرتبة الدراية التجردية إلى مرتبة الدراية الحسية , ولذا بعض آيات القرآن تدل على أن النبي كان يعلم عن القرآن من قبل قال تعالى:{وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } ويقول أيضا { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ*إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } إذا {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ} يعني ما كنت تدري دراية حسية والآن حصلت هده المرتبة.
فالمقدمات التي كانت للنبي مقدمات متواضعة فهو إنسان أمي لا يقرأ ولا يكتب ولو كان يستطيع الكتابة لكتب كتابا, ويتيم لأنه لو كان له أب لمنحه فرصة التعلم وفقير قال تعالى:{ وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } ، لم يكن لديه ثروة ليسافر ويتعلم وبتثقف ولا أديب أو شاعر ليكتب كتابا أو قصيدة قال تعالى:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }.
إذا نقرأ المقدمات الأربع أنه : يتيم , أمي, فقير, و ليس بشاعر.
نستنتج بأن هذه المقدمات المتواضعة لا تؤهله إلى أن يأتي بنتيجة مهمة فجأة,فجاءهم بكتاب يقول عن نفسه قال تعالى { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }.
القرآن الكريم يشتمل على مادة قانونية في الفرائض والمواريث والعبادات والمعاملات,ومادة تاريخية بالتكلم عن تجربة البشرية من البداية إلى نهاية الخلق,وعن الأسرار الطبيعية قال تعالى:{ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }.
وعن المغيبات قال تعالى:{الم(1) غُلِبَتِ الرُّومُ(2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} وعن تهذيب النفس وتكميلها ،إذا الكتاب الذي نزل به النبي لا يلاءم المقدمات فحجم النتيجة اكبر من حجم المقدمات فإذا قارن العقل النتيجة وحجم المقدمات سيحكم قطعا وجزما أن هذا الكتاب ليس من قبل النبي وليس من صياغة يده لان المقدمات لا تؤهل هذه النتيجة إذا حتما هناك يدا غيبية هي التي صاغت هذا الكتاب وأنزلته على النبي .وهذا هو معنى الآية { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}.
إذاً لو كنت تتلو الكتاب وتكتبه لارتاب المبطلون. لو كنت إنساناً مثقفاً و أديباً قبل البعثة لحصلت الريبة ولقال الناس هو الذي كتبه, لكن الله أراد أن يقطع الشك والريبة ولا يشك أحد في صدقك ونبوتك فحرمك من الأب وحرمك من عوامل الثقافة كلها حتى لا يبقى مجال للشك من احدهم,من هنا نعرف الربط بين اليتم والنبوة.
المحور الثالث:هل اليتم عامل ايجابي أم عامل سلبي ؟
كما نلاحظ كتابات علماء النفس عن اليتم أنه عامل سلبي لأن اليتيم قد يتحول إلى مجرم أو إلى بؤرة خطر على المجتمع.
هناك دراسات أجريت على 136يتيم و وجدوا أن الأيتام المرعيين يختلفون عن الأيتام غير المرعيين. فالأيتام الغير مرعيين يعيشون اضطرابات نفسيه أكثر بثلاث إلى خمس مرات من الأيتام المرعيين ,اليتيم يعيش اضطراباً نفسياً. لماذا؟
علماء النفس يقولون :الصحة السلوكية والعقلية لها أسباب خمس:
1-الشعور بالسعادة:فإذا شعر بالوئام داخل أسرته فهو يشعر بالسعادة.
2-الشعور بالكفاءة :شعوره بثقته بنفسه و بقدراته وطاقاته.
3- الشعور بقوة الإرادة.
4-السيطرة على المشاعر والعواطف : فهناك المسترسل مع عواطفه والمنقبض مع عواطفه. أي أن هناك إنسان ليس مسيطر على عواطفه فتراه سريع الغضب أو سريع الرضا, والبعض الآخر بالعكس مسيطر على عواطفه يغضب في موضع الغضب ويرضى في موضع الرضا.
5- التوافق : القدرة على التأقلم مع الناس والتكيف معهم,العامل الخامس يتأثر بالعامل الرابع, من فقد السيطرة على عواطفه لم يكن قادر على التأقلم والتوافق مع الناس. اليتيم لشعوره بالحرمان يفقد السيطرة على عواطفه ومشاعره لذلك يكون أقل قدرة على التأقلم والتكيف مع الآخرين بالمقارنة مع غيره. هذا هو سر اضطراباته النفسية.
اليتم عامل ايجابي. فمجتمعنا وبالأخص المجتمعات الإسلامية تستطيع أن تصنع من اليتم عاملاً ايجابياً في بناء الحضارة والحياة ....كيف؟في كتاب (مجلة عالم المعرفة ) العدد 176الذي يتحدث عن العبقرية والإبداع والقيادة,عدة علماء يتحدثون عن هذا المجال .
العبقرية.. كيف نصنع إنسان عبقري؟
العبقرية تحتاج إلى مؤثرات خارجية ذاتية وأسرية.
1/ المؤثرات الخارجية: يحتاج العبقري إلى بيئة ثقافية يعيش فيها بالإضافة إلى إعطائه فرصة كافية للتعلم.
2/ المؤثرات الذاتية: الكثير الناس يعتقدون أن الذكاء هو عامل العبقرية أي الذكي يصبح عبقرياً ولكن لا توجد علاقة بينهما. أديسون يقول العبقرية عبارة عن نسبة واحد بالمائة إلهام وتسعة و تسعون بالمائة عرق جبين,إذاً العبقري يحتاج إلى عمل وتجربة وإنجاز. قد يكون ذكيا ولا كنه كسول فلا يصبح عبقري إنما يكون عبقريا إذا كان مع الذكاء والإلهام إنتاج واسع.
3/المؤثرات الأسرية:أن ينحدر الإنسان من أسرة معروفة بالعلم والثقافة ومن المؤثرات الأسرية اليتم. اليتم يصنع العبقرية ولا يعيقها!!
الباحث الألماني مارفن أجرى بحث في 699عبقري فوجد أن 22% أو31% منهم كانوا أيتام وأصبحوا عمالقة ومشاهير في التاريخ فاستنتج أن هناك علاقة بين اليتم والعبقرية فكيف تكون هذه العلاقة؟
الطفل-ذكر كان أم أنثى- إذا فتح عينه في الأسرة يرى أن قدوته هو أباه فترة من الزمن ,إذاً الطفل يرى أن قدوته الرجل الموجود في الأسرة.
و إذا ولد الطفل ولم يجد أباه (يتيم) وقدوته سيصبح لديه عامل ايجابي ليس سلبي ولكنه يتحول إلى عامل سلبي بسبب عدم وجود القدوة و المثل الأعلى,يقول ليس أمامي قدوة فأنا القدوة, و ليس أمامي قائد فأنا القائد لقوة إرادته وعزيمته وهنا يصبح اليتم عاملا ايجابيا في صنع الشخصية وصنع العقل ,فلذلك يجب على مجتمعاتنا أن تتعامل مع اليتيم كمنطقة عبقرية يستفاد من يتمه في تفجير طاقاته و قدراته ليصبح عبقريا.
نأتي للقرآن الكريم حيث تحدث عن اليتم في 22 آية أي أنه أعطى اليتيم مساحة وافية من القران,فاليتيم يعيش نقص نفسي ومادي واجتماعي وإداري, القران عالج هذه المجالات قبل أن يعالجها علماء النفس ب1400سنة:
النقص النفسي :أي الشعور بأنه فاقد للمأوى الذي يحتضنه ويتكفل به فعالجه القران بقوله:{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى} تجد النبي(ص) يقول (أنا وكافل اليتيم كهاتين ) أي معي في نفس الدرجة يوم القيامة فالكفالة تعني الكفالة المادية والنفسية بتفقده وتعليمة ومواصلته وإشعاره بالحنان والرقة. كفالة اليتيم من أعظم العبادات و المقربات عند الله,كثير من الناس يتخيل العبادة هي صلاة كصلاة الليل أو قراءة سورة القدر في ليلة القدر ألف مرة أو أن يبني مسجدا.لا.. العبادة لا تنحصر في هده الأمور.
النقص المادي: قال تعالى:{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً" ، "وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ{12} فَكُّ رَقَبَةٍ{13} أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ{14} يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ " ، " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } إذاً يحث على علاج النقص المادي.
النقص الاجتماعي:اليتيم حساس حتى للنظرات الآخرين عندما يلتفت ينظر للناس كيف ينظرون إليه خصوصاً إذا كان طفلاً صغيراً.
على الناس أن يسرعوا ويجتثوا هذه الحساسية من نفسه. على الآخرين أن يقتلعوا هذا الغبار فيبدؤونه بالابتسامة واللطف والإكرام ويقول القرآن {لَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ(17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}, عبرت الآية عن المسكين بالطعام ولكن اليتيم بالكرامة والاحترام لتخصه بالعناية واللطف.{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ },من يدع اليتيم أي من يعامله بالقسوة فقد كذب بالدين. يقول النبي الدين المعاملة من لا معاملة له لا دين له) .
النقص الإداري : اليتيم شرعا من فقد أباه وهو صغير ولم يكمل الحلم ولا يمكن له إدارة أمواله فيحتاج إلى من يدير ماله لذلك اهتم الإسلام والقران به فقال الله سبحانه { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، أي لا تتعامل بمال اليتيم إلا بالتي هي أحسن. الفقهاء لديهم اختلاف بكلمة أحسن. هل المقصود منها المصلحة والربح أو المقصود منها أن لا تكون هناك خسارة ولا مفسدة.
قال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } الآية تقول من أكل مال اليتيم فقد أكل ناراً. واليتيم من فقد أباه لكن الإمام الباقر يقول لمحمد بن مسلم: أتدري ما اليتيم الذي من أكل ماله فإنما أكل في بطنه ناراً قال : لا سيدي فقال: نحن اليتيم فمن أكل شيء من أموالنا فإنما آكل في بطنه نار) ...أي الحقوق الشرعية (خمس الأموال).
إذاً القرآن عالج النقص الذي يشعر به اليتيم. وعلينا نحن المجتمعات الإسلامية أن نشيد المؤسسات التي تهتم وتعنى برعاية اليتيم و كفالته. يجب علينا أن نهتم برعايته منذ نشأته إلى أن يصبح رمزا في هذا المجتمع ونحن لانتقصنا هذه الإمكانات.

(عظم الله أجورنا وأجوركم وصلى الله على محمداً وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين)



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:11 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية