هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 08-18-2010, 03:15 AM
علي العاملي
مشرف عام
علي العاملي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5055 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2012 (02:05 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حديث السيدة عائشة في أنَّ النبي (ص) كان يجهل بها لا يجهله أحد من ابناء عصره



أخرج ابن حنبل , ومسلم , وابن ماجة , وأبو يعلى بإسنادهم عن عائشة – واللفظ لابن حنبل وقد رواه عن عفان , عن حماد بن سلمة , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة – أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع أصواتاً , فقال : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : النخل يؤبرونه يا رسول الله , فقال : لو لم يفعلوا لصلح , فلم يؤبروا عامئذ فصار شيصاً , فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم , فقال : إذا كان شيئاً من أمر دنياكم فشأنكم به , وإذا كان شيئاً من أمر دينكم فإلي (1).
أقول : وقد روى الحديث ابن سلمة , عن ثابت , عن أنس , ولا يعني ذلك عدم ورود الإشكال على أنس أيضاً , ولكن كلامنا فيما روته السيدة عائشة , بغض النظر عن مشاركة أحد لها في بعض ما روته , ونحن في مقام التعرف على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بحسب ما روته لنا عائشة , فإن كان فيما روته قد شاركها في بعضه غيرها , وكان مشتملاً على باطل , فإن الاشكال وارد أولاً على رواة ورجال حديثه , اللهم إلا إذا كان الشخص متَّهماً فيتوجَّه الإشكال عليه .
ومهما يكن فمضافاً إلى رواية مسلم للحديث في صحيحه , فنحن نُبيِّن وثاقة رجال إسناد ابن حنبل للحديث (2).
(1)مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 123 , صحيح مسلم ج 7 ص 95 , سنن ابن ماجة ج 2 ح 2471 ص 825 , مسند أبي يعلى ج 6 ح 3480 ص 198 .
(2)أما حماد بن سلمة فقد تقدم بيان حاله في حاشية الحديث الرابع من الطائفة الثانية , وهشام وأبوه عروة بن الزبير في حاشية الحديث الأول من أخبار الطائفة الأولى , وقد قال المزي : حماد بن سلمة , روى عن هشام بن عروة , روى عنه عفان بن مسلم .(تهذيب الكمال ج 7 رقم 1482 ص 253 – 258 ).
أقول : قال الله تعالى في محمكم كتابه :*<وَلاَ تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ اُلَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسئُولاً >*(1), وهذه الآية من سورة الإسراء مكية بالاتفاق (2).
وقال سبحانه في سورة النجم :*<وَمَا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ مِنَ الحَقِّ شَيئاً >* (3), وسورة النجم مكية بالاتفاق , وبحسب تعبير ابن الجوزي : مكية بإجماعهم , وبتعبير الثعالبي : مكية بإجماع (4).
1 – عفان بن مسلم من رجال الصحيح (صحيح البخاري ج 2 ص 100 109 وج 3 ص 102 و200 وج 6 ص 54 , صحيح مسلم ج 1 ص 13 و17 و18 و20 و33 و58 و91 و111 و119 ).
قال المزي : عفان بن مسلم , روى عن حماد بن سلمة , روى عنه أحمد بن حنبل .(تهذيب الكمال ج 20 رقم 3964 ص 160 – 162 ).
وثقه معين , ابن سعد , والعجلي , ويعقوب بن شيبة , وابن خراش , وابن قانع , وغيرهم . وقال ابن عدي : عفان أشهر وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيء . وقال أبو حاتم : عفان إمام , ثقة , متقن , متين . وقال الذهبي : ما فوق عفان أحد في الثقة وقال يحيى القطان : إذا وافقني عفان فلا ابالي من خالفني . وقال ابن معين : ما أخطأ عفان قط إلا مرة أنا لقنته إياه فاستغفر الله .( الجرح والتعديل للرازي ج 7 رقم 165 ص 30 , تهذيب الكمال ج 20 رقم 3964 ص 160 – 174 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 378 ص 379 – 381 , سير أعلام النبلاء ج 10 رقم 65 ص 242 – 254 , تهذيب التهذيب ج 7 رقم 424 ص 205 – 209 ).
(1)سورة الإسراء الآية 36 .
(2)جامع البيان ج 15 ص 3 , زاد المسير ج 5 ص 3 , معاني القرآن ج 4 ص 117 , تفسير القرطبي ج 10 ص 203 , الدر المنثور ج 4 ص 136 , فتح القدير ج 3 ص 205 .
(3)سورة النجم الآية 28 .
(4) جامع البيان ج 27 ص 54 , زاد المسير ج 7 ص 226 , تفسير القرطبي ج 17 ص 81 , الدر المنثور ج 6 ص 121 , تفسير الثعالبي ج 5 ص 321 .
أقول : بقطع النظر عن أن الحكم على شيء من دون برهان هو تعدٍّ وظلمٌ بحكم العقل , وأن اتِّباع الظن قبيح بحكم العقل أيضاً لأنه يحتمل الخلاف وعدم الإصابة , والمفروض أنه لا دليل على جواز اتباع هذا النحو من الظن أو ذاك , فهذا هو الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يستنكر على الكافرين والظالمين ويتوعدهم على اتباعهم الظن بما بلَّغه عن المولى جلَّت كلمته .
وها هو المولى تعالى قد نهى عن اتباع ما لا يملك الإنسان فيه سلطاناً من العلم , ولا شبهة أن الحكم أو التكلم بشيء لا يملك الإنسان فيه أثارة من علم هو اتباع منه لِمَا لا علم له به .
والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى الناس باتباع هدي القرىن , لذا فلا مجال للاعتقاد بأنه صلى الله عليه وآله وسلم يقدم على شيء لا يملك فيه علماً .
ونحن بغض النظر عما نعتقده بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم , غير انه كمرشد وهادٍ ومعلِّم ومربٍّ , لا يصح منه أن يُخالِف ما يصدع به , ولا يصح منه أن يفعل ما يزجر الناس عنه , أو أن يترك ما يأمر الناس بفعله , وقد قال الله تعالى *< كَبُرَ مَقتاً عِندَ الله أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفعَلُونَ >*.
اتِّباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبٌ :
وقد سمعنا الله تعالى يقول في محكم كتابه *<وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا>* (2) , والغريب أنَّ هذه لم تُخصِّص ولم تقيِّد وجوب الاتِّباع للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الشؤون , بل صريح الآية دال على وجوب اتباعه في جميع ما يأمر به وما ينهى عنه , سواء في ذلك ما كان من شؤون الدنيا , أم كان من أمور الآخرة .
(1)سورة الصف الآية 3 .
(2) سورة الحشر الآية 7 .
على أنه صلى الله عليه وآله وسلم هو أكمل الخلق , وأفضلهم , وأعلمهم , وأوثقهم , وأعدلهم , وأقربهم إلى الحق , بل هو الحق ظاهراً وباطناً , وعلى الحق في جميع أحواله وسائر تقلباته , لذا فلا محالة أن يكون الخلق تابعين له في كل ما يأمر به ويُرشد إليه , ولو كان من شؤون الدنيا .
ولا يستريب مؤمن بالقرآن وبنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم انه على الحق في جميع ما ينطق به , وأنه حق في كل شأن وكل تقلُّب من شؤونه وتقلباته , فإنه المعصوم المأمون من الباطل ظاهراً وباطناً , قولاً وعملاً , ولا شبهة أن كل ما لا يوافق الحق والواقع والحكمة هو من الأمر الباطل , والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم معصومٌ منزَّهٌ عنه قطعاًُ وجزماً .
فؤاد دل الدليل الخاص على وجوب اتباعه في جميع ما يأمر به أو يرشد إليه ولو تعلق بأمر دنيوي , أم لم يدل دليل خاص على ذلك , فإنه صلى الله عليه وآله وسلم حيث لا يمكن أن يكون على باطل في أي من الأمور , لذا فإن جميع ما يصدر عنه هو حق موافق للحكمة , وإلا لخرج سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن كونه أفضل الخلق من جميع الجهات , وللزم أن يكون على باطل – والعياذ بالله تعالى – في بعض الأمور , وهذا مما لا يمكن أن يلتزم به مؤمن بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ولا يمكن أن يلتزم به مَن يعتقد بأنه على الحق ومع الحق وفي الحق .
على أنه صلى الله عليه وآله وسلم من حيث كونه أعدل الخلق , وأورعهم , وأحكمهم , وأفضلهم , لا يمكن أن نتصور فيه أن يصدر عنه باطل في أي شأن من الشؤون , فحاشا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يتكلم أو يتفوَّه بما ليس به علم , بقطع النظر عن كونه عالماً بحق وبالحق وعن الحق تعالى بجميع ما يمكن ان يحيط به أحد من المخلوقين بما يشمل علم الغيب .
وهو صلى الله عليه وآله وسلم أبرز من ارتضاهم الله تعالى , وقد قال جلت كلمته *< عَالِمُ الغَيبِ فَلاَ يُظهِرُ عَلَى غَيِبِه لأَحَداً * إِلاَ مَنِ ارتَضَى مِن رَسُولٍ >*(1).
(1)سورة الجن الآية 26 – 27 .
ولسنا هنا في مقام إبراز الأدلة العقلية والنقلية القطعية على ما نعتقده في سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مما أشرنا إليه , بل يكفينا أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو عند جميع المسلمين ممَّن لا يتلبس بالباطل قطعاً , واتباع ما لم يُحِط به الشخص علماً هو من جملة الأمور الباطلة القبيحة عقلاً , المرجوحة شرعاً , وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى الخلق باجتناب القبيح والمرجوح , ولا تدعوه ضرورة إلى اتباع الجهل أو الظن , بقطع النظر عن أن هذا مفسِدٌ لنبوته , قادحٌ بمقامه .
ولا يسعنا هنا أن نطيل الكلام في هذا الأمر , ونحن نناقش أحاديث السيدة عائشة بأبسط ما يكون , وبما لا يختلف عليه اثنان , وبما يُدرِكه جميع الخلق من الإنس والجان .
وعلى اقل التقادير , فإنَّ اتِّباع غير العلم , وإنَّ اتباع الظن منهيٌّ عنه في كتاب الله تعالى وعلى لسان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , ولا نظن بأحد يؤمن بنبوة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أن يعاند الله تعالى , فيدعي أن سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ينتهي عما ينهي الله تعالى عنه وعما ينهى هو نفسه صلى الله عليه وآله وسلم عنه أيضاً .
وعليه , فجميع ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا بدَّ وأن يكون حقاً , ولا شبهة أن اتباع الحق هو المتعين , فمخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جميع التقادير تدخل في دائرة الباطل .
نعم لو احتملنا في النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ان يصدر عنه خلاف الحق أو أن يتَّبع غير العلم , لأمكن أن نخص وجوب اتِّباعه في خصوص ما يتعلق بالدين والآخرة , ولأمكن أن نفترض أنه صلى الله عليه وآله وسلم يمكن أن لا يصيب الواقع والحق والحكمة .
وبما أن هذا الاحتمال باطل , لأن اتباع غير العلم من الباطل والشيطان , ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معصوم عن الباطل مأمون من الشيطان , لذا فإنه لا مجال للتفكيك بين ما يتعلق بأمور الدين والآخرة , وبين ما يتعلق بأمور الدنيا , بأنه يجب اتباعه في خصوص الشق الأول دون ما يخص الشق الثاني .
ولو سلمنا جدلاً بأن وجوب اتباعه مخصوص بما يتعلق بأمور الدين والآخرة , غير أن هذا لا يقودنا إلى التسليم بأنه يمكن أن يكون على خلاف الحق في بعض شؤون الدنيا .
إذ لا يخلو الحال فيه صلى الله عليه وآله وسلم إما أنه يعلم الحق في ذلك أو لا يعلم .
فإن كان يعلم فلا يمكن أن يخالفه , وإن كان لا يعلم فلا يمكن أن يقربه , فعلى كل تقدير لا يكون على باطل في أي شأن دنيوي .
وقد أشرنا إلى أنه يحتمل هذا المختصر إلا الإشارة إلى بعض الأدلة أو المطالب بنحو مختصر جداً , وإلا فإن الأدلة على ما نعتقده بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو الحق كثيرة جداً .
وما ذكرناه يفي بوقوف كل ناظر في كلامنا على فساد ما اشتمل عليه ذيل حديث السيدة عائشة , حيث ذكرت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( إذا كان شيئاً من أمر دنياكم فشأنكم به )).
ولا يمكن لنا أن نغض الطرف هنا عن أن هذه الجملة القادحة بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم هي من الأمر الباطل قطعاً بحسب ما قدمناه , ولا يحسن منا أن نسكت عنها بأي حال , بل نجزم بأن هذا افتراء وبهتان على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , حتى لو سلمنا جدلاً بأنه لا يجب اتباعه في أمور الدنيا , فإنها جاءت في سياق كون الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد خالف مضمون آية *< وَلاَ تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ >*.
وبالبيان المختصر الذي قدمناه تقف على أنه هناك أيدٍ مشبوهة اخترعت هذا الحديث زوراً وبهتاناً , لا لشيء إلا للإساءة إلى مقام سيد الخلق سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم .
ولكن الله تعالى قد وعد بأن يتم نوره , ولو كره المشركون .
وإتمام النور في كل شأن له نكهته الخاصة , وقد تلطف سبحانه بأن أعمى قلوب الوضَّاعين المفترين على حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم , فلم يتفطنوا إلى أن هذا الحديث لا يصح مضمونه حتى عند الظالمين لأنفسهم , وحتى عند المنكرين باطناً نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فأراد المفترون أن يقدحوا في مقام سيد الخلق , وهنا أبى الله تعالى إلا أن يقف كل شخص على فساد وبطلان افترائهم و بحيث لا يحتاج أدنى الناس إلى أي نحو من أنحاء إعمال الفكر لكشف زيغهم وافترائهم , وبالتالي فما أرادوه قد أراد الله تعالى غيره , فكان ما أراد الله تعالى وهو الغالب على أمره .
ولا أدري من هو المؤاخذ هنا , هل هي السيدة عائشة , أو هو عروة بن الزبير , أو ابنه هشام , أو حماد بن سلمة , أو عفان بن مسلم ؟
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من أبناء الجزيرة العربية , من أبناء مكة المكرمة مجمع الأمم , وقد بعثه الله تعالى بالنبوة بعد أن بلغ الأربعين من عمره الشريف ومكث في مكة ثلاث عشرة سنة , وحديث تأبير النخل وارد في المدينة المنورة , فهل يمكن لشخص بغض النظر عن كونه سيد الخلق , وأعلم الخلق , وسيد الأنبياء والمرسلين , أن يجهل بما يعرفه جميع أبناء عصره حتى الصبيان والذين لم يبلغوا الحلم ؟!!
وهل كان سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وىله وسلم من السذاجة والبساطة حتى يكون بنظر الثلة المشار إليهم جاهلاً بأن النخل لا يصلح إلا بالتأبير ؟!
وليت شعري , هل أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان ينظرهم ابن المريخ , وقد هبط إلى الأرض لتوِّه ؟!!
ثم كيف تريد منا الثلة المتقدمة أن تُصدِّق بأن أهل المدينة الذين توارثوا هذه المعرفة عبر الآف السنين أن يجهلوا بما خبروه وعرفوه عبر تلك الحقبة المديدة ؟!
ولسانُ الذين يتحدثون عنه وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحسب زعمهم لسانُ مخبِرٌ أمر تكويني , لا أنه لسان مخبِرٌ عن إعجاز إلهي , فكيف اجتمع أهل المدينة على متابعة ذلك الشخص ؟!
ولا يسعنا هنا إلا أن نُسجِّل إعجابنا بإيمان السيدة عائشة وإيمان أهل المدينة ينبيٍّ يجهل بأبسط الأمور التي أحاطت به عشرات السنين .
قاتل الله الإفك , بل شكراً لله تعالى الذي أعمى قلوبهم عن أن يتفطنوا إلى وضوح بطلان ما افتروه واخترعوه زوراً وبهتاناً , وعلى مَن , على سيد الخلق , ولا أدري ما هو الأجر الذي يبتغيه من أودع هذا الحديث في صحيحه ؟
ولا نلوم غير أصحاب الصحاح من أصحاب الكتب هنا , فإنهم وحدهم من التزم بإيراد خصوص الصحيح من الأحاديث .
ولا أدري كيف صح الحديث عند صاحب صحيح مسلم ؟
وهل الحديث الصحيح عنده وعند أمثاله هو ما رواه الثقات , وإن كان مضمونه ينهض بعضه بإبطال بعضه الآخر ؟
وهل الحديث الصحيح عندهم هو مطلق ما صح عن الثقات , ولو كان حديثاً قادحاً بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وفيه افتراء صريح واضح عليه ؟
ولا أدري , هل يبقى الراوي لهذا الحديث ثقة أميناً ؟!!!
ثم إننا نتنازل عن جميع ما ذكرناه , ولكن هل يمكن لمؤمن بالله تعالى وبمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم على أنه رسول الله , أن يعتقد بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه يتَّبع حتى في المدينة المنورة وبعد ما يزيد عن ثلاث عشرة سنة من بعثته ما ليس له به علم؟!
فلو فرضنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يعلم بشرط التأبير , ولكن هل عند السيدة عائشة أن سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم كان ممَّن يخالف كتاب ربه عامداً , وقد نهى الله تعالى عن اتِّباع غير العلم ؟!
وهل عند السيدة عائشة أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يتقوَّل باطلاً ؟!
ثم إذا كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم غير خبير بالنخيل عند السيدة عائشة , فهل انه لم يكن مطيعاً لأوامر ربه أيضاً ؟!
ولا أظنك تجيبنا فتقول بأن السيدة عائشة ترى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجهل بالآية أو أنه نسيها , فإن هذا مما لا يلتزم به حتى أبناء المشكِّكين .


السيدة عائشة أمام أحد أمرين :
وأخيراً : فإن السيدة عائشة إما أن تلتزم بأن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم بضرورة التأبير , أو أنه كان يجهل بذلك .
فإن كان يجهل , فكيف صح عندما نبوة مَن يخالف كتاب ربه , وقد نهى الله تعالى عن اتباع غير العلم ؟!
فإن قلتَ : لعل السيدة عائشة ترى أن النبي جهل الآية أو نسيها .
قلتُ : أولاً : قد أجبنا عن هذا المعنى عند استعراض أخبار الطائفة الثانية .
ثانياً : إن الأمر لا يختص بكونه أمراً إلهياً , فإن اتِّباع الظن واتباع ما لا يملك الإنسان فيه علماً , شيء مذموم عقلاً وعرفاً .
ثالثاً : إن الحكم على شيء من دون علم من أظهر مصاديق الباطل , وهل عند السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجهل بهذا أيضاً ؟!
رابعاً : كيف صحت نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم المخالف لكتاب ربه جهلاً , أو سهواً ونسياناً عند السيدة عائشة!
خامساً : هل أن سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسيانه وجهله يقف عند هذا الحد , أم أنه يمكن أن يتعدَّى غير هذا المورد ؟
وأما إذا كانت عائشة تعتقد بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم بضرورة التأبير , فنسألها كيف يصح عندها أن يدَّعي لأهل المدينة زوراً وبهتاناً أنه لا حاجة للتأبير ؟!
ولا أظن أن السيدة عائشة تعتقد بـأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالف عمداً .
فإن قلتَ : لِمَا لا يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخطأ هنا سهواً ونسياناً .
فنجيب : بغض النظر عن أن احتمال الخطأ سهواً ونسياناً في النبي مبطِلٌ لنبوته , فإن خطأه في الأمور الدنيوية يتوقف على وجود مبرِّر معقول عندهم .
أعني أن القائلين بجواز الخطأ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأمور الدنيوية , لا يمكن أن يلتزموا بإمكان خطئه فيما لا يمكن أن يخطئ فيه أدنى الناس .
وهل يصح عندك أن تخطئ أنت , فبدلاً من أن تشرب الماء الفرات لتروي عطشك , تشرب الماء المالح الأجاج ظناً منك وجهلاً أن الماء المالح يروي ؟
وهل ترى أنك تخطئ سهواً ونسياناً , فبدلاً من أن تنزل عن سطح عالٍ متوسِّلاً بالسلم , فتبادر بالنزول عن السقف من دون واسطة ؟
وهل ترى نفسك عندما ترى أحداً يبذر بذوراً في الأرض تخطئ سهواً ونسياناً قائلاً له , ما لك وللبذار , دع الأرض وحدها فهي التي تبذر وتحرث ؟!!
وهل ترى أن عاقلاً يقول لصائد الغزال لا تركض وراءه , فإن الغزال الذي تريد أن تصيده يأتي إليك وحده ومن نفسه ؟
ولو أردنا أن نسوق نماذج من أمثال هذه الأمور لطال بنا المقام .
فلماذا تريد منا السيدة عائشة ان نُصدِّق بأن سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم كان يجهل بضرورة التأبير , أو أنه أخطأ سهواً أو عمداً في ذلك , أو أنه خالف كتاب ربه سهواً ونسياناً ؟!!
لقد كان عليهم أن يخترعوا قضية وحادثة التأبير , ليتمكنوا من تمرير القضية التي نسبوها ظلماً وبهتاناً إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأنه قال : ((إذا كان شيئاً من أمر دنياكم فشأنكم به )).
لماذا هذا البهتان على زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
وكيف يمكن اجتماع ثلة من أعيان ثقات محببها وأبنائها في التزوير على لسانها , وهم يعتقدون فيها ما لا يعتقدونه في أحد , من الفضل والكمال ؟
فغدا الحديث الذي يُصوِّر لنا سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم على أنه شخص يجهل بما لا يجهل به أدنى الناس من أبناء عصره , دليلاً قطيعاً عندهم على كماله وفضله .
وغداً الحديث الصريح في مخالفة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لتعاليم ربه , وهدي قرآنه , دالاً عندهم على كونه نبياً معصوماً , ورسولاً رحيماً .
وفي نهاية المطاف , كأن السيدة عائشة نسيت أن تذكر أمرين مهمين : الأمر الأول : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضمن لأهل المدينة ما تلف من ثمار نخيلهم , أللهم إلا إذا كان أهل المدينة قد سامحوا في مالهم , وكأن الله تعالى قد هدى جميع أهل المدينة فسامحوه , لذا لم تذكر عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمِن ما خسروه , بعد أن أخبرهم بما أخبرهم به , وتلف بسبب ذلك نخيلهم .
الأمر الثاني : نسيت السيدة عائشة أن تذكر لنا أنه بعد أن أخطأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ما لا يمكن أن يُخطئ فيه أدنى الخلق وأقلهم معرفةً , سارع الناس من كل حدب وصوب إلى الدخول في دين الله أفواجاً , حيث كان لمثل هذا الخطأ الذي لا يُغتفَر أثرٌ عظيمٌ في تحقُّق التصديق من الناس بأنَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو نبيٌّ ورسولٌ من عند الله تعالى , ومسدَّدٌ بالوحي المعصوم الحق .




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:14 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية