هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 82 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 08-17-2010, 11:07 PM
علي العاملي
مشرف عام
علي العاملي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2012 (02:05 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كتاب براءة عائشة لاية الله السيد على ابو الحسن



بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم:
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله المعصومين , واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين .
وبعد , فهذه هي الحلقة الخامسة من جملة حلقات نبحث فيها أموراً عقائدية وما له مساس بها .
وإن من الأمور التي تسالم عليها العقلاء ومن اليوم الأول , أنَّ النقاش والحوار العلمي أمرُ يرجع إلى االأمة كل أمة بالخير والنفع , وأنَّ التقليدَ بما هو تقليد أمرُ مذموم , بل الأمر كذلك عند الشارع الأقدس الذي ندب أصحاب الرأي إلى المناقشة الهادفة , وذمَّ التقليد الأعمى وهو الاتِّباع والانقياد وراء رأي معين أو فكرة معينة , دونما اعتماده على حجة أو برهان , *<وَكَذَلِكَ مَا أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ فِي قَريَةٍ من نَذِيرٍ إلاَ قَالَ مُترَفُوهَا إِنَّا وَجّدنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُقتَدُونَ(1) .
(1) سورة الزخرف الآية 32.
وإنَّ من البداهة بمكان أننا في غنى عن أن نُقيم الحجج والبراهين على أهمية البحث في الأمور العقائدية أو يرتبط بها , ومن حيث أن تلك المباحث تُمثِّل الروح الحية , وما نفع الجسم من دون روح ؟ فكذا الإنسان من دون عقيدة صحيحة لهو ملحق بأخس المخلوقات , لذا فنرى أنفسنا في مندوحة عن التدليل على أهميتها وضرورة البحث في ما يُستطاع البحث فيه .
وإننا وإن نعترف بأنَّ في الأمور العقائدية تفاوتاً من حيث أهمية بعض مياحثها على بعضها الآخر , ومن جهة ترتب لوازم معينة خطيرة على جملة من الأمور الأصلية والأصلية فيها , غير أن ذلك لا يعني خلو باقي المباحث عن فائدة عظيمة ومهمة .
نعم يبقى أنَّ تقييمَ ضرورة البحث في بعض المفردات بالخصوص أمرُ يرجع إلى الخبير وحده , وليس من اللازم أن تتوافق الآراء في التقييم , فربَّ رأيٍ يذهب إلى عدم وجود ضرورة تدعو إلى البحث في بعض الأمور , ورب رأي ثانٍ يرى أنَّ من الضروري عدم الخوض في بعض الأمور , وفي المقابل يرى ثالث أنَّ التحقيق في هذا الأمر أو ذاك أمرٌ لا بُدَّ منه , ولا مندوحة عنه .
وإذا كان أمرُ التقييم يعتمد على مقدملت كثيرة , فلا غرو أن تختلف الآراء وتتخالف تبعاً لاختلاف وجهات النظر , فإن المقدمات ليست من الأمور البديهية حتى يتفق الجميع في النتيجة والرأي .
ثم إننا لسنا في معرض تصويب ما نذهب إليه أو تزييف ما يراه الآخر في مجال لزوم البحث فيما سيوافيك البحث فيه , فإن لهذا محلاً آخر , ولكننا رأينا أن نشير إلى ما أشرنا إليه , حتى لا يتسرع بعض هنا أو بعض هناك في إلقاء التهمة , فإن لكلٍّ رأيه فيما لم يقع عليه اتفاق العلماء ولم يخالف نصاً قرآنياً أو سنة ثابتة , وحديثُ منابر الخطابات حديثٌ لا ينصرف في سوق الاعتقاد الحق , ولا نرى من ملزم لنا بالالتزام بمضمونه , ومن يرى وجوب الالتزام بذلك فله رأيه , ونحن راضون بما عندنا .
على أننا في مقام الدفاع والذب لا في مقام الحرب والهجوم , وإن كان من أحد يحسن ويصح منا أن نقدح فيه فهو المهاجم , فإنَّ المدافع عن عقيدته وعقيدة أبناء طائفته آمنٌ من سخط العقل والعقلاء , ومَن يتعدى الحدود هو الذي يستحق الحد , وليس من العدل أن نراعي طرفاً هنا بحجة أنَّ الساحة لا تتحمل , وأن نسكت عن طرف آخر هناك بذريعة أنَّ الاستكبار يتربص , ولو اشتغلنا على هذا الأساس , لبطلت الكثير من الحقائق , ولا ندَرسَ الكثير من معالِم الدين .
وعليه فلا يجوز أن نتهم شخصاً يبرز للتصدي في مقام تحقيق الحق مشفوعاً بالأدلة والبراهين , وتزييف ما هو باطل , وليس لأحد غير سيدنا محمد وأهل بيته الأطهار عليهم السلام طريقٌ للاطلاع على الضمائر , وما تخفيه الرائر , ولا يصح بحكم العقل والشرع اتِّباع ما لا نملك فيه حجة قاطعة .
على أنَّ الدفاع عن الأمور العقائدية أو الأمور المرتبطة بها من جملة الأمور الداخلة على أقل تقدير تحت دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وإذا كان النهي عن المنكر عبادة وواجباً , فإنَّ تزييفَ الباطل لئلا يتطرق إلى عقيدة الناس لهو من أوجب الواجبات , وإقامةُ الحجة على المعتقد بالباطل أمرٌ حثَّ الشارع الأقدس عليه , وألزم به , والسكوت عن البدع والبدعة على حد الدعوة إليها مع توفر مقدمات الرد وتحقق شرائطه , ونحن نرى أنَّ ما يتوقف عليه الرد من مقدمات موجودٌ , وأن الشرائط متحقِّقة , ولا نعلم بوجود مانع يمنع عن ذلك بعد بحث دقيق بحسب القواعد المقررة الموروثة بحق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد علمنا أن الله تعالى لم يأخذ على الجهَّال ولم يُلزِمهم بالتعلم إلا بعد أن أخذ على العلماء القيام بواجب التعليم .
وبعد أن كان الحق أمراً واحداً متشخِّصاً لا وجوه له ولا اعتبارات فيه , كما أن الطريق المستقيم وهو الحق بمعنى آخر لا تعدُّد فيه ولا اعوجاج , وبعد أن كان المسلمين متفقين على أنَّ الحق عند الحق تعالى ومنه سبحانه , وهو ما جاء به أيضاً رسوله الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , فلا معنى أن يكون زيد محقاً في حين أنه يلتزم بنقيض أو بضد ما يلتزم به خالد الذي يدَّعون أنه محق أيضاً !
فإما أن يكونا أي كل من زيد وخالد جميعاً على باطل , فإن للباطل وجوهاً كثيرة , أو يكون أحدهما محقِّاً فحسب , فإن للحق وجهاً واحداً , ولوناً فارداً , فلا شرقية في الحق ولا غربية .
ولكن ما جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا مجال لنا الإثباته إلا من طريق ثقات أصحابه , وغير المتهمين بالتحريف والتضليل.
وأما الحديثُ المشهور على الألسن المنسوب إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ((أصحابي كالنجوم بمن اقتديتم اهتديتم )) , -مضافاً إلى تصريحهم بضعف سنده ووضعه (1) _فهو حديثٌ لا يصح عند ذي حجى بعد اختلاف أعيان الصحابة في جملة من الأمور الأساسية مما تخص صميم الشريعة أصولاً وفروعاً , فكيف يكون كل من الرأي والرأي المناقض له حقاًَ ؟!
[(1) الفوائد لابن منده ص 29 ، الإحكام ج 5 ص 642 وج 6 ص 810 ، ميزان الاعتدال ج 1 ص 413 و 606 – 607 ، لسان الميزان ج 2 ص 118 و 137 – 138 و 312 ، تحفة الأحوذي ج 10 ص 155 – 156 .


في محكم كتابه وقوع الارتداد من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم , حيث قال سبحانه *<وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسًلُ أَفَإِن مَاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلَىَ عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ الله شَيئاً >* (1) .
ولا مجال للتأويل في الآية فإنها صريحة المفاد , وليست الآية تتحدث عن وقوع ارتداد في زمن ما في المستقبل البعيد عن رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , وإنما هي نص صريح في وقوع الانقلاب عقيب وفاته صلى الله عليه وآله وسلم .
والاستفهام في الآية لا يُراد منه الاستفهام الحقيقي , فإن المستفهم الحقيقي هو الذي يستفهم عن أمر يجهله , وهو تعالى العالم بالغيب , ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض , ولا أصغر من ذلك ولا أكبر .
بل الاستفهام في الآية استفهام إنكاري توبيخي , كمن يقول لغلامه وقد أمره بأن يجلب له الماء , فلم يفعل : ألم آمرك بأن تجلب لي الماء ؟ فإنه لا يكون مستفهماً سائسلاً إياه , وإنما هو في الحقيقة مستنكر عليه عدم امتثاله للأمر الذي أمره به .
والمتأمل في الآية وما حملته من معنى التهديد والوعيد والتنديد يخرج بنتيجة حاصلها : أن الارتداد واقع من أشخاص لهم وجودهم وتأثيرهم , فاقتضى ذلك التنبيه والتبيين , ولو أنَّ الارتداد واقعٌ من أشخاص لا تأثير لهم فلا تدعو حاجة إلى هذا النحو من الوعيد والتهديد , فإن قيام الآخرين ببيان الحق وهم ذوو الكلمة المسموعة يرد كيد الخائنين .
(1)سورة آل عمران الآية 144 .
بل سمعنا الله تعالى في محكم كتابه يتحدث عن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يثبت الإيمان لبعضهم , فقد قال سبحانه *<مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذيِنَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم تَرَاهُم رُكَّعاً سُجَّداً يَبتَغُونَ فَضلاً مِنَ الله وَرِضوَاناً سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُم فِي التَّورَاةِ وَمَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِ كَزَرعٍ أَخرَجَ شَطأَهُ فَاَزَرَهُ فَاستَغلَظَ فَاستَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعجِبُ الزُّرَّاعَ ليَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ منهُم مَغفِرَةً وَأَجراً عَظِيماً >* (1).
ولا يحتاج المقام إلى تأمل أو إعمال فِكر , فلاحظ قوله تعالى *<وَعَدَ الله الَّذِنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنهُم >* , إذ لو كان جميع الذين كانوا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هم من المؤمنين لَمَا صحَّ في قانون المحاورة الإتيان باللفظ الذي يفيد التبعيض , وهو لفظ ((منهم)) في الآية الكريمة .
فلفظ ((مِنهُم)) لا يصح بحال فيما لو كانوا جميعاً من المؤمنين وممن عملوا الصالحات , ومهما كان المتكلم باللسان العربي غير محيط باللغة العربية , ومهما كان ضعيفاً في فهم معاني كلمات لغة العرب , فإنه على جميع التقادير يعي جيداً أن كلمة ((منهم)) في هذا الاستعمال تفيد التبعيض , فلو لم يكن المولى مريداً بيان إيمان البعض بالخصوص , ولو أنه كان يكفي مجرد الصحبة والنصرة الظاهرية , فلا معنى للإتيان بلفظ ((منهم)).
(1) سورة الفتح الآية 29.
لعلك تقول: إن حرف ((من)) في لفظ ((منهم)) كما يمكن أن يكون للتبعيض يمكن أن يكون للبيان , فلمَ لا تلتزمون هنا بأن ((من)) بيانية ؟
ونجيب بنحو الاختصار أنَّ ((من)) إن أمكن أن تكون بيانيةً في غير هذه الآية , غير أنه لا مجال لذلك هنا .
إذ لا يخلو الحال في شأن الصحابة , إما أنه يشترط في غفران الله تعالى لهم أن يكونوا مؤمنين ابتداءً ولا يشترط بقاؤهم على الإيمان حتى آخر أعمارهم , وإما أنه كما يشترط ذلك ابتداءً فهو شرط استمراراً أيضاً .
أو فقل , إما أنه يكفي تحقق الإيمان ولو آناً ما ولا يشترط البقاء على الإيمان والعمل الصالح , وإما أنه يشترط بعد تحقق الإيمان البقاء عليه وعلى العمل الصالح إلى نهاية العمر .
فإن كان الإيمان والعمل الصالح شرطاً حدوثاً وبقاءً , فهذا يناسب كون لفظ ((من)) للتبعيض فإنها تفيد فائدة الشرط , أي يكون معنى الآية وعدهم الله بالمغفرة بشرط الإيمان والبقاء عليه وعلى العمل الصالح , ولا نعلم بتحقق الشرط في جميع الصحابة , وليست الآية تتحدث عن وجود وعن تحقق الشرط في الجميع , فلا يمكن أن تكون ((من)) بيانية , ومن الضروري والبديهي أنَّ الشرط متحقِّقٌ يقيناً في بعض الصحابة , فتعين أن تكون ((من)) للتبعيض , أي للدلالة على تحقُّق الشرط في بعضهم رضوان الله تعالى على ذلك البعض .
على أنَّ تحقُّقَ الشرط ووجوده في جميع الصحابة ينافيه الآية المتقدمة التي حكت وتحدثت عن وقوع الارتداد من البعض , والقرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وأن يكون هناك آية تتحدث عن نجاة جميع الصحابة , وفي المقابل تكون آية أخرى تتحدث عن ارتداد بعض الصحابة , فهذا من تكذيب القرآن نفسه بنفسه , وهذا باطل قطعاً.
واما أنه لا يشترط البقاء على الإيمان وعلى العمل الصالح حتى آخر العمر , فإن هذا مما لا يُحتمل إرادته , إذ معناه أنَّ تحقُّق الإيمان من الصحابي يكفي للمغفرة وللأجر العظيم وإن لم يمت الصحابي على الإيمان , مع أنه تعالى قال في كتابه الحكيم *<وَلَقَد أُوحِيَ إِلَيكَ وَإِلَى الَّذيِنَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ >* (1) .
فهل يمكن أن يكفي الصحابي مجرد الإيمان دون البقاء والاستمرار عليه , ولا يكفي ذلك للأنبياء والرسل الكرام على نبينا وآله وعليهم السلام أجمعين ؟!
ولو أن المولى تعالى يعلم بأنًَّ جميع الصحابة يموتون على الإيمان والعمل الصالح , فأي فائدة في أن يذكر سبحانه هذه الجملة في الآية , والتي على أقل تقدير تحتمل المعنى الذي ذكرناه !
مع أنَّ المعنى الذي ذكرناه صريح الآية جداً , ولكننا نفترض جدلاً أنه معنى محتَملٌ .
بل دفعاً عن أن يفهم القارئ والمستمع للآية المعنى الذي ذكرناه ولو من باب كونه معنى محتملاً , فإن حق الخطاب أن يقول تعالى وَعَدَهُمُ الله مَغفِرَةً وَأَجراً عَظِيماً , فإن الآية بهذا السياق فرضاً تكون سليمة الدلالة في إفادتها مدح جميع الصحابة .
(1) سورة الزمر الآية 65 .
بل لو كانت الآية كذلك , فماذا نفعل بآية الارتداد المتقدمة , وماذا نقول في آية النفاق *<وَمِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعُدِّبَهُم مَرَّتَينِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ >* (1) .
وبماذا نجيب عن قوله تعالى *< أَم حَسِبَ الَّذِنَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخرِجَ الله أَضغَانَهُم * وَلَو نَشَاءُ لاَرَينَاكَهُم فَلَعَرَفتَهُم بِسِيمَاهُم وَلَتَعرِفَنَّهُم فِي لَحنِ القَولِ والله يَعلَمُ أَعمَالَكُم >* (2).
أو ترى أنَّ الخطاب في هذه الآيات كان خطاباً لمن سيتولد بعد وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
وليكن معلوماً أننا لسنا في مقام التفصيل في هذا المعنى , فإن في الآيات التي سقناها إفادات وإفادات , ولنكتفي بهذا المقدار من أدلة الكتاب .
على أن أعلام أبناء العامة قد أودعوا صحاحهم ومصنفاتهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتواتر الوارد بألفاظ شتئ الذي يدل بوضوح على وقوع الارتداد من بعض الصحابة .
فقد أخرج البخاري , ومسلم وغيرهما بإسنادهم عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : أنا فرطكم على الحوض , ليرفعنَّ إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني , فأقول : أي ربٍّ أصحابي , فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك (3) .
(1)سورة براءة الآية 101 .
(2) سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الآية 29 -30 .
(3) مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 439 , صحيح البخاري ج 8 ص 87 , صحيح مسلم ج 7 ص 68 , مسند أبي يعلى ج 9 ح 5168 ص 102 وح 5199 ص 126 .
وأخرج البخاري , ومسلم وغيرهما بإسنادهم عن ابن عباس – واللفظ للبخاري – قال : حطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين , ثم إنَّ أول من يُكسى يوم القيامة إبراهيم , ألا إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال , فأقول يا رب أصحابي , فيقال لا تدري ما أحدثوا بعدك (1) .
وأخرج البخاري , ومسلم وغيرهما بإسنادهم عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ليرِدنَّ عليَّ ناس مممممن اصحابي الحوض حتى إذا عرفتُهم اختلجوا دوني , فأقول أصحابي , فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك (2) .
أقول : وورد أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طريق حذيفة , واين مسعود , وأبي هريرة , وأبي الدرداء , وغيرهم (3) .
(1) المصنف لابن أبي شيبة ج 8 ح 96 ص 139 , مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 257 , صحيح البخاري ج 5 ص 240 , صحيح مسلم ج 8 ص 157 , سنن الترمذي ج 4 ح 2539 ص 38 وج 5 ح 3215 ص 4 , سنن النسائي ج 4 ص 117 , السنن الكبرى للنسائي ج 1 ح 2214 ص 668 وج 6 ح 11337 ص 408 , مسند أبي داود الطيالسي ص 343 , صحيح ابن حبان ج 16 ص 343 , المعجم الأوسط للطبراني ج 3 ص 185 .
(2) صحيح البخاري ج 7 ص 207 , صحيح مسلم ج 7 ص 70 , مسند أبي يعلى ج 7 ح 3951 ص 40 , منتخب مسند عبد بن حميد ح 1213 ص 365 .
(3) صحيح البخاري ج 7 ص 208 وج 8 ص 87 , صحيح مسلم ج 1 ص 150 وج 7 ص 66, سنن ابن ماجة ج 2 ح 3057 ص 1016 وح 4306 ص 1439 , مسند أبي يعلى ج 7 ح 4455 ص 433 , المصنف للصنعاني ج 11 ح 20854 ص 406 , المصنف لابن أبي شيبة ج 7 ح 35 ص 415 وج 8 ح 69 ص 602 , مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 453 وص 455 وج 5 ص 333 وص 339 وص 393 , كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 47 وص 97 , المعجم الأوسط للطبراني ج 1 ص 125 وج 6 ص 351 , المعجم الكبير للطبراني ج 6 ص 142 وص 156 وص 171 وص 199 , مسند الشاميين للطبراني ج 2 ح 1405 ص 311 .
وبعد اجتماع صحاحهم على رواية الحديث وصحته , فلا نحتاج إلى بيان حال رواته وبيان وثاقتهم .
وعليه , فقد وافقنا أبناء العامة فيما أوردوه , وكفى بذلك قرينة قطيعة في أنَّ المعنى الذي ذكرناه من الآيات المتقدمة صحيح .
فلهذا لا داعي للتهويل وللوعد والوعيد بأن أبناء المذهب الفلاني يتبرؤون من بعض الصحابة , فإن في الصحابة مَن ارتد عن الحق , وأبناء الفرقة الناجية قد أقاموا الأدلة على أنَّ فلاناً وفلاناً هما من جملة مَن ارتد , اذا فعلى طالب النجاة يوم العرض على الله تعالى أن يعمد إلى ما حققه محققوا أبناء الفرقة الناجية في مقام تطبيق الارتداد على فلان من الصحابة , فينظر في أدلتهم ويناقشهم ويرد عليهم , ولا حجة بعد الذي ذكرناه لقول القائل أن الصحابة جميعهم من العدول والثقات , فلا تُهوِّلوا على العوام وعلى السواد من الناس , بأن فلاناً كافر لأنه يتبرأ من فلان الصحابي ويلعنه .
هذا , لا ريب أنه لا بوجد بحكم العقل والشرع أية مزية لصحابية على صحابي أو على صحابية أخرى , لمجرد أن الأولى مثلاً كانت من زوجات الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
ولا يعني هذا أننا نهتم إحداهن , أو أننا نتحامل والعياذ بالله تعالى على زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فإنَّ التحامل على أي شخص هو من الشيء الباطل .
ولكن لا يعني ذلك أن التحقيق والتدقيق في بعض أحوال بعض من مضى غير جائز , سواء في ذلك الصحابي القريب من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أم البعيد , فإنَّ التعرُّفَ على مصداقية ما قيل أو قد يقال مع التقيُّد بشرائط المناقشة الهادفة والحوار الموضوعي , أمر راجح في العقل والدين , اللهم إلا إذا كان ذلك مع التعدي زالتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فإن هذا غير جائز , بل على حد الكفر أو الشرك بالله العظيم , والعياذ به تعالى .
نعم إذا أبطل المناقش صحة حديث بحسب الموازين المتبعة عند من يعتقد بصحته , فإنه لا يكون لتلك الفرقة محارباً , بل هو في الحقيقة ناصح مشفِقٌ , ومع إبطاله للحديث فلا يمكن أن يلتزم ذاك بمضمون الحديث , كما أنه لا معنى على إلزام المناقش بمفاده أيضاً , فإنه قد أوضح فساده .
ولكن أن يلتزم شخص بصحة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وهو نص في معنى من المعاني , ثم يعمد إلى تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فإن هذا مما لا يمكن قبوله ولا السكوت عنه .
ومن هذا المنطلق , وبعد أن أهداني أخي الأستاذ أنور شقير كتاباً بعنوان موسوعة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر لشخص مدعو بالدكتور عبد المنعم الحنفي , لفت انتباهي ما رسمه على ظهر الغلاف , وقد اشتمل على جملة ((الصدِّيقة بنت الصدِّيق أعظم نساء العالمين )) , ولكن سرعان ما أدركت أنَّ مثله لا ينبغي أن نُنكر عليه ما سطره على ظهر الغلاف , إذ قد سطر في كتابه كلاماً يرد فيه رداً فظيعاً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وقد اجتزأ عامداً على تكذيب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , وأعتقده جازماً أنه لم يكن في مقام الانتصار للسيدة عائشة من جهة أنها إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم , إذ ما معنى أن يعمد شخص إلى تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مقام الذب عن بعض أزواجه ؟!!
وقد طالت خصوص موضع الحاجة من الكتاب , فوجدت فيه تحاملاً على السيدة عائشة من حيث لا يقصد الكاتب , وتحاملاً فظيعاً على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , وعلى الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام , فدعاني ذلك إلى التحقيق فيما زعموه من أحاديث للسيدة عائشة .
وبما أن الحنفي قد تعمد التزوير والتحريف والافتراء والبهتان من جهة , ومن جهة ثانية تعمد تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وقد استبطن كلامه الذي أورده في جملة من صحفات كتابه تحدياً واضحاً لنا , وكأنه يقول ها قد حججناكم , فرأيت لزاماً عليَّ أن أستنطق جملة من الأحاديث التي تمسك هو وغيره بها كدليل على ما زعموه .
قال الدكتور الحنفي في آخر الفصل الثالث : ولعمري , كيف لم يتبين أهل الإسلام عظمة عائشة كمفكِّرة , ومؤرِّخة , وراوية , ومشرِّعة ؟ ولماذا لم تُؤلَّف المصنفات فيها كغيرها ؟ وإني لأتساءل أيهما أهم لعِلم الإسلام عائشة أم عليٌّ , وعائشة أم فاطمة ؟ ولا أجد إلا أن ما فعلته عائشة لشيء معجز بكل المقاييس , فلماذا هذا التحامل البشع المقيت عليها , ولماذا هذا الذكر الشائن والاستهانة بأمرها وهي سيدة نساء العالمين بلا منازع (1) .
أقول : وهذا الكلام من الدكتور الحنفي نحمله على أنه سؤال حقيقي , وبدورنا سنكتب جواباً له ولكل سائل مستفهم طالب للحق بما يتناسب مع هذا المختصر .
ولكن قبل أن نجيب عن سؤاله ضمن فصول نضمنها كتابنا , نرى أن نستعرض بعضاً من كلمات الحنفي ونضع بعض النقاط على بعض الحروف تزييفاً لافترائه .
(1)موسوعة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ص 111 .
أما أقوله المتقدم : فلماذا هذا التحامل البشع المقيت ؟
فجوابه : أنه وإن لم يُوجِّه هذا البهتان إلى طائفة بعينها , ولكننا تبعاً لأئمتنا عليهم السلام نرى أنه لا يجوز التحامل على أي شخص مهما حقر وصغر , فإن التحامل أمر باطل , فكيف بالتحامل على زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !
ولكن بما أنَّ الحقَّ هو الميزان , وحيث أنه لم يثبت كون السيدة عائشة معصومة , بل لم يدَّعِ ذلك أحد , فإنَّ استعراض جملة من القضايا المتعلقة بها , ومناقشتها موضوعياً أمرٌ لم تمنع عنه شريعة السماء , وسنلتزم بالتمسك بخصوص ما ورد في كتبهم من جهة , ومن جهة ثانية مضافاً إلى أننا نتحرى الاختصار غير المخل , فإننا نناقش ما نناقشه بعيداً عما ورد عن أهل البيت عليهم السلام , وبعيداً عن تحقيقات المذهب الحق , فإن هذا المختصر لا يتحمل إلا محاكمتهم على أصولهم ومبانيهم , وإن كنا لا نعتقد بسلامة أي أصل ولا بصحة أي مبنى لم يكن مرجعه إلى أهل البيت عليهم السلام .
فإن كان فيما سنذكره ضعفٌ , أو خللٌ , أو افتراءٌ , أو ........فمرحى ومرحى بمَن يدلنا على مواقع ذلك , وله منا أن نُصحِّح ما دلَّل بحجة على فساده , وأن نعدل عن رأي أثبت بالبرهان الساطع بطلانه .
وأما أن يُهوَّل على عوام الناس , بأنَّ فلاناً يتعرض للسيدة عائشة والعياذ بالله , فهذا كلامٌ بارت سلعتُهُ , وبطُل سوقُهُ , والحريُّ بالمنصِف أن يردَّ بالحجة والبرهان , لا بالتفكير واللعن والبهتان .
ولا يصح من زيد أن يعمد إلى تكفير خالد لأنه يُنكِر عليه ما يعتقد به , ولا يصح أن نُجرِّح بشخص لعدم التزامه بما نلتزم به .
نعم , إذا أقمنا الحُجَّة عليه , أو ألزمناه بما يلتزم به , فهذا بحث آخر .
فيا أيها القارئ المنصف ! إن كنتَ من أهل التحقيق فإننا نرحب بمناقشتك ومناقشاتك , وهلم يدلو كل واحد منا بدلوه , وليكن كتاب الله ربنا وما ثبت عن نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مما لا يخالف القرآن أو العقل هو الحَكَم الفصل .
قال الدكتور الحنفي عن السيدة عائشة على ما تقدم : ((وهي سيدة نساء العالمين بلا منازع )).
أقول :لا نظن بالسيدة عائشة أن تقبل بأن يمدحها شخص بتوسط تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وحيث إنَّ الحنفي لم يُؤتَ علماً بأحوال نساء العالمين ممَّن مضين , وليس هو رسول رب العالمين , فلا يكون إخباره يرجع إلى وحي المولى تعالى له , وهو وحده سبحانه العالم بمَن خلق .
والحنفي كرجل يدعي الاسلام , لا بُدَّ وأن يكون قد قرع سمعه الآيات التي نهت عن اتباع غير العلم , وذمت التخرص بالغيب *<وَلاَ تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسئُولاً >*(1),*<وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ الله شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَ الظَّنَّ وَإِن هُم إِلاَ يَخرُصُونَ >* (2).
(1) سورة الإسراء الآية 36.
(2)سورة يونس عليه السلام الآية 66 .

ولا نعلم أن الله تعالى أوحى إلى الحنفي فأذِنَ له في أن يُخبِر عن الغيب , والمفروض أنَّ التخرُّص شيء باطل .
هذا والدكتور الحنفي الذي قام بجمع تلك الموسوعة الضخمة من صحاحهم وكتبهم في ما يقرب من ألف وثلاثمأة وخمسين صفحة , لا بد وأن يكون قد أتى على ما في تلك الكتب من أحاديث حتى استخرج ما أودعه في تلك الموسوعة , وعليه فلا نحتمل منه أنه يجهل بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أن سيدات نساء العالمين محصورات في أربع وقد سماهنَّ وعيَّنهن .
فقد أخرج أحمد بن حنبل , والنسائي , والحاكم , والطبراني , وابن حبان وغيرهم بإسنادهم عن عكرمة , عن ابن عباس : قال خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع خطوط ثم قال : أتدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم , قال : إن أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد , وفاطمة بنت محمد , ومريم بنت عمران , وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون .
قال الحاكم في المستدرك : هذا حديث صحيح الإسناد .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه أحمد , وأبو يعلى , والطبراني , ورجالهم رجال الصحيح (1) .
(1) مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 293 وص 316 , فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 74 , الآحاد والمثاني ج 5 ح 2962 ص 364 , السنن الكبرى للنسائي ج 5 ح 8357 ص 93 , مسند أبي يعلى ج 5 ح 2722 ص 110 , المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 497 , المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 266 وج 22 ص 407 , صحيح ابن حبان ج 15 ص 470 , تاريخ مدينة دمشق ج 70 ح 13806 ص 108 , مجمع الزوائد ج 9 ص 223 .
واخرج أحمد حنبل , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , وغيرهم بإسنادهم عن مسروق , عن عائشة – واللفظ لابن حنبل – قالت : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم تغادر منهن امرأة , قالت : فجاءت فاطمة عليها السلام تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مرحباً بابنتي ثم أجلسها فأسر إليها حديثاً فبكت , فقلتُ حين بكت : خصَّك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديثه دوننا , ثم تبكين ! ثم أسر غليها حديثاً فضحكت , فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً قط أقرب من حزن , فسألتها عما قال لها ؟ فقالت : ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا قُبض سألتها , فقالت : غنه كان حدثني , قال : كان جبريل عليه السلام يعارضني كل عام مرة وإنه عارضني العام مرتين , ما أراني إلا وقد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لك , فبكيتُ , ثم إنه سارني : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين , أو نساء هذه الأمة , قالت : فضحكت لذلك .
وفي صحيح البخاري : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة , أو نساء المؤمنين , فضحكتُ لذلك .
وعند النسائي : ألا ترضين انك سيدة نساء هذه الأمة , او سيدة نساء العالمين (1) .
وأخرج الصنعاني , وابن حنبل , والترمذي , وابن حبان , وغيرهم بغسنادهم عن قتادة , عن أنس , أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران , وخديجة بنت خويلد , وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وآسية امرأة فرعون .
قال الترمذي بعد أن أورد الحديث : هذا حديث صحيح .
أقول: وأخرجه الحاكم في المستدرك بإسناده عن الزهري , عن أنس , قائلاً : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (2) .
(1)مسند احمد بن حنبل ج 6 ص 282 , فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 77 , صحيح البخاري ج 4 ص 183 , صحيح مسلم ج 7 ص 143 , سنن ابن ماجة ج 1 ح 1621 ص 518 , مسند أبي داود الطيالسي ص 196 , السنن الكبرى للنسائي ج 4 ح 7078 ص 251 وج 5 ح 8368 ص 96 وح 8516 ص 146 , خصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي ص 119 , الآحاد والمثاني ج 5 ح 2968 ص 368 .
(2) المصنف للصنعاني ج 11 ح 20919 ص 430 , الآحاد والمثاني ج 5 ح 2960 ص 363 , مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 135 , سنن الترمذي ج 5 ح 3981 ص 367 , مسند أبي يعلى ج 5 ح 3039 ص 380 , المعجم الكبير للطبراني ج 22 ص 402 , صحيح ابن حبان ج 15 ص 464 , المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 157 .
أقول : ويكفينا تصريح الترمذي والحاكم بصحة الحديث .
وقد ورد بهذا المضمون بل وأبلغ منه الشيء الكثير , وما نقلناه يكفي حجة لنا وعلى الدكتور الحنفي .
ولا شبهة أن أهل الجنة هم خير الخلق بلا ارتياب , وسيدتنا خديجة الكبرى وابنتها الصديقة الزهراء صلوات الله عليهما هما على جميع التقادير من جملة نساء عالم السيدة عائشة بنت أبي بكر , فلا يمكن أن تكون عائشة سيدة نساء العالمين , وفي نساء العالمين فاطمة الزهراء وأمها خديجة الكبرى عليهما السلام .
وبعد اليقين بكون الحديث المتقدم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثابتاً ولا مجال للتشكيك في صدوره بأي نحو من الأنحاء لاتفاقهم على صحة جميع أحاديث صحيحي البخاري ومسلم , على أنه قد صرح أعلامهم بصحة إسناد الحديث بقطع النظر عن كونه من أحاديث الصحيحين , فإن ما ذكره عبد المنعم الحفني من كون عائشة سيدة نساء العالمين بلا منازع , هو تكذيب صريح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ومهما يكن فالإعراض عن مناقشة الحفني أولى , ورأينا أن ننظر باختصار في بعض ما ورد من أحاديث عن السيدة عائشة , والله تعالى أسأل الرشد والسداد , والهداية والرشاد , هو ربي عليه توكلت وإليه أنيب , وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .


الغازية –صيدا
ربيع المولد الأزهر 1426 ه
علي بن حسين أبو الحسن
الموسوي العاملي .




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:07 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية