هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 08-18-2010, 02:18 AM
علي العاملي
مشرف عام
علي العاملي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5055 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2012 (02:05 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حديث السيدة عائشة في أنَّ للنبي (ص) هوى



حديث السيدة عائشة
في أنَّ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هوى وأنّ الله تعالى
يلاحظ في تشريعه هوى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم




أخرج البخاري , ومسلم , وابن حنبل , وابن ماجة , والنسائي , وغيرهم بإسنادهم عن عائشة – واللفظ للبخاري – قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , واقول : أتهب المرأة نفسها ! فلما أنزل الله تعالى *<تُرجِي مَن تَشَاءُ مِنهُنَّ وَتُؤوِي إِلَيكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابتَغَيتَ مِمَّن عَزَلتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيكَ >* (1) , قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك (2).
أقول : اجتماع أصحاب الصحاح على رواية هذا الحديث يكفينا مؤونة بيان وثاقة رجال إسناده , ومع ذلك نُبيِّن حال رجال إسناد ابن حنبل وابن ماجة .
فقد رواه أحمد بن حنبل عن يونس , عن حماد بن سلمة , عن هشام بن عروة , عن عروة , عن عائشة . ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة , عن عبدة بن سليمان , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة (3).
(1) سورة الأحزاب الاية 51 .
(2)مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 261 , صحيح البخاري ج 6 ص 24 وص 128 ,صحيح مسلم ج 4 ص 174 , المصنف لابن أبي شيبة ج 3 ح 7 ص 421 , سنن النسائي ج 6 ص 54 , سنن ابن ماجة ج 1 ح 2000 ص 644 , السنن الكبرى للنسائي ج 3 ح 5306 ص 259 وج 5 ح 8927 ص 294 وج 6 ح 11414 ص 434 , أسباب نزول الآيات ص 241 , تفسير مجاهد ج 2 ص 518 , جامع البيان ج 22 ح 21807 ص 32 , صحيح ابن حبان ج 14 ص 282 , المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 436 , السنن الكبرى للبيهقي ج 7 ص 55 .
(3) هشام وابوه عروة بن الزبير تقدما في حاشية الحديث الأول من الطائفة الأولى , وحماد بن سلمة في حاشية الحديث الرابع من الطائفة الثانية , وقد قال المزي : حماد بن سلمة , روى عن هشام بن عروة , وروى عنه يونس بن محمد المؤدب .(تهذيب الكمال ج 7 رقم 1482 ص 253 – 259 ).
1- يونس بن محمد , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 48 وج 3 ص 141 وج 4 ص 87 وج 6 ص 14, صحيح مسلم ج 1 ص 30 و 105 وج 2 ص 90 وج 4 ص 131 وج 7 ص 151).
قال المزي : يونس بن محمد , روى عن حماد بن سلمة , روى عنه احمد بن حنبل .(تهذيب الكمال ج 32 رقم 7184 ص 540 – 542 ).
وثقه ابن معين , وابن سعد , ويعقوب بن شيبة ,وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .( الطبقات الكبرى ج 7 ص 337 , تاريخ ابن معين للدارمي رقم 876 ص 228 , الجرح والتعديل للرازي ج 9 رقم 1033 ص 246 , الثقات ج 9 ص 289 , تاريخ بغداد ج 14 رقم 7669 ص 351 , تهذيب الكمال ج 32 ص 540 – 543 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 353 ص 361 , تهذيب التهذيب ج 11 رقم 764 ص 393 ).
2- ابن أبي شيبة , شيخ البخاري ومسلم .( صحيح البخاري ج 1 ص 25 و 62 و 128 وج 2 ص 15 و 63 و 93 و117 , صحيح مسلم ج 1 ص 7 و8 و17 و 39 و 40 و 43 و 49 ).
قال المزي : عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو بكر بن أبي شيبة , روى عن عبدة بن سليمان , روى عنه ابن ماجة .(تهذيب الكمال ج 16 رقم 3526 ص 34 – 37 ).
وثقه العجلي , وأبو حاتم , وابن خراش , وابن قانع . وقال أحمد بن حنبل , ويحيى بن معين : صدوق . وقال ابن حبان في الثقات : كان متقناً حافظاً ديناً . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام , وأبو زرعة : انتهى الحديث إلى أربعة : إلى أبي بكر بن أبي شيبة , وأحمد بن حنبل , ويحيى بن معين , وعلي ابن المديني . وقال الخطيب البغدادي : كان أبو بكر متقناً , حافظاً . وقال الذهبي : الحافظ , عديم النظير , الثبت النحرير .( معرفة الثقات للعجلي ج 2 رقم 961 ص 57 , الجرح والتعديل للرازي ج 5 رقم 737 ص 160 , تهذيب الكمال ج 16 ص 39 – 41 , تذكرة الحفاظ ج 2 رقم 439 ص 432 – 433 , تهذيب التهذيب ج 6 رقم 1 ص 3- 4 ).
3- عبدة بن سليمان , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 10 و 112 و 146 و 178 وج 2 ص 128 و 242 , صحيح مسلم ج 1 ص 93 و 165 وج 2 ص 5 و 19 و 96 ).
قال المزي : عبدة بن سليمان , روى عن هشام بن عروة , روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة .( تهذيب الكمال ج 18 رقم 3613 ص 530 – 532 ).
وثقه أحمد بن حنبل , وابن معين , والعجلي , وعثمان بن أبي شيبة , وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات قائلاً : مستقيم الحديث جداً .( الطبقات الكبرى ج 6 ص 391 , تاريخ ابن معين للدارمي رقم 242 ص 92 , معرفة الثقات رقم 1148 ص 108 , الجرح والتعديل للرازي ج 6 رقم 457 ص 89 , تاريخ أسماء الثقات ص 179 , الثقات ج 7 ص 164 , تهذيب الكمال ج 18 ص 530 – 533 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 290 ص 312 , تهذيب التهذيب ج 6 رقم 849 ص 405 ).
اقول : لا شبهة أن التشريع الإلهي تشريع حكيم من حكيم لطيف , يلحظ في جميع تشريعاته مصالح العباد في العاجل والآجل , ولا يمكن أن يلتزم أحد من المسلمين بأنَّ التشريع الإلهي تشريعٌ جزافيٌّ , فإن في هذا الالتزام محاذيرَ خطيرةً جداً .
وليس المولى تعالى من جملة الموالي الذين يتأثرون بالعوامل الخارجية أو الداخلية والعياذ بالله تعالى , فإنه الغني المطلق عن جميع من سواء , والغني المطلق لا يلحظ حاجة في الغير بما هي حاجة له , وإنما لكمال لطفه يلحظ حاجة الغير في ميزان النفع العائد إلى الغير .
ولو أراد الله تعالى أن يجري في تشريعاته وفق أهواء الناس , ملاحظاً تطلعاتهم , لفسدت السماوات والأرض .
والمولى اللطيف الخبير هو مشرِّع بما هو حكيم عالِم بالمصالح والمفاسد , وحاجةُ الغير لا يمكن أن تدعوه سبحانه إلى تشريع الحكم بما ينسجم مع ذلك الغير ويلبي حاجته , إلا فيما إذا كان ذلك منسجماً ومتوافقاً مع الحكمة الإلهية.
ولو كان الله تعالى يُشرِّع الأحكام وفق رغبات هذا الشخص أو ذاك , فإنه تبطل حكمته , ويضمحل سلطانه , ويغدو علمُهُ جهلاً , نعوذ بالله تعالى من سوء الاعتقاد بذلك .
على أنه سبحانه هو القاهر المختار بإرادته وعلمه , لذا لا يمكن أن تقهرَهُ رغبةُ فلانٍ مهما كانت منزلته عنده , جلَّت كلمته .
وكلُّ ادِّعاء بصدور تشريع منه سبحانه لا يكون منوطاً بالحكمة فهو ادِّعاءٌ باطل , ويمكن أن تكون السيدة عائشة غير عالمة بهذا المعنى وقتئذ .
ولكن السيدة عائشة هي زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي كما يقولون العالمة التي لا يوازيها ولا يدانيها أحد , فكيف لم تكن عالمة بأن الله تعالى لطيف حكيم !
هذا ما يتعلق بجانب المولى سبحانه مما اشتمل عليه الحديث , ولكن المحذور يتعدى هذا الجانب , فإنَّ السيدة عائشة تتحدث عن وجود هوى خاص في النبي صلى الله عليه وآله وسلم , قد اضطر الله تعالى إلى ملاحظته , بل كان سبحانه يسارع إلى هوى حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم .
والهوى في اللغة هو الميل , قال الراغب : الهوى ميلُ النفس إلى الشهرة , ويقال ذلك للنفس المائلة إلى الشهوة (1).

الاعتذار للسيدة عائشة بشيء مردود :
قال ابن حجر في شرح الحديث المتقدم : قال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تُحمَل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قلت : إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يُغتفَر لاجلها إطلاق مثله (2).
(1)
سنن الدارمي ج 1 ص 109 , فيض القدير شرح الجامع الصغير ج 3 ص 163 , مفردات غريب القرآن ص 548 , الر المنثور ج 4 ص 294 فتح القدير ج 1 ص 110 , غريب الحديث ج 1 ص 23 , الفروق اللغوية ص 562 , مجمع البحرين ج 4 ص 447 .
(2)فتح الباري ج 9 ص 135 .
أقول : التأمل في كلام القرطبي يفيد بوضوح أنه في مقام الاعتذار للسيدة عائشة , ولو أن القرينة الواضحة قائمة على أنها أرادت المعنى الممدوح فلا معنى للاعتذار لها بأن ما حملها على التفوُّه بما لا يليق مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الغيرة والدلال .
على أنَّ مَن تتبع موارد استعمال الهوى في كلمات العرب وفي جميع موارد القرآن الكريم يقف على حقيقةٍ , وهي أنه لم يُستعمل إلا في الأمر المذموم قطعاً , وقد قال ابن عباس وطاووس : ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه (1).
والسيدة عائشة من جملة أبناء العرب , فلا معنى لأن نحمل كلامها على غير ما تعارف استعمال الهوى فيه إلا مع وجود قرينة صارفة عما تعارفوا عليه من الاستعمال فيه .
على أن السيدة عائشة المؤمنة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو سيد الخلق وأفضلهم وأشرفهم غير مضطرة لاستعمال لفظ يشير إلى معنى فاسد , فإن مثلها لا يحسن منها أن تعمد إلى التوسُّل بألفاظ تدل على معانٍ خطيرة جداً , ومقام التأدُّب مع المولى تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لا يصح مجانبته مهما كان السبب في ذلك .
والسيدة عائشة على دراية بأن المتربصين بالإسلام وبنبيه صلى الله عليه وآله وسلم يبحثون جاهدين عن ثغرة ينفذون من خلالها الى قلوب الضعفاء بالتشكيك بقداسة ونزاهة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
فكيف تتكلم عائشة بكلام يسيء يظاهره إلى مقام النبوة ؟
وقد جهد المنافقون في أن يخترعوا أمراً يسيء إلى النبي فما استطاعوا سبيلاً , وفي المقابل تأتي السيدة عائشة وهي عند أبناء العامة أعرف الناس وأقربهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فتنسيه إلى الهوى!!
فيا ترى كيف تمكن المدافعون عن مقام النبوة من الرد على المنافقين عندما استدلوا على مدعاهم بما ذكرته السيدة عائشة ؟
لا بد وأن المخلص يتبرأ من أن ينسب إليه الناسبون حديث الهوى.
(1) تفسير القرطبي ج 16 ص 167 , الدر المنثور ج 6 ص 49 .



القرينة الحالية في المقام :
ثم إن السيدة عائشة لم تكن في مقام المدح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في مقام الاعتذار له , وإنما حملتها الغيرة على أن تنسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى اتباع الهوى من جهة , ولم تكتفِ بذلك حتى نسيت إلى المولى جلَّت كلمته أنه سارع في هوى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
ولمَّا أن كانت الغيرة هي التي دفعت عائشة إلى ادِّعاء وجود هوى وميلٍ في النبي صلى الله عليه وآله سلم , فلا يكون كلامها كلاماً معتمداً على قرينة تقضي بأن نحمل الهوى الذي زعمته في النبي صلى الله عليه وآله وسلم على غير معناه المعروف , بل تكون غيرتُها قرينةً على العكس .
والمناسب من الشخص الذي يغار أن يتكلم بما يتوافق مع حالته النفسية , وما يتوافق مع حالة عائشة النفسية في مقام غيرتها هو نسبتها ميل نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى النساء والشهوة , ولا يمكن أن نفرض شيئاً آخر قصدته السيدة عائشة من لفظ الهوى .
فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل ويرتضي المرأة التي نفسها له , ولما أن نزل قوله تعالى *< تُرجِي مَن تَشَاءُ مِنهُنَّ وَتُؤوِي إِلَيكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابتَغَيتَ مِمَّن عَزَلتَ >* (!) , قالت عائشة مخاطبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((إن ربك يسارع في هواك )).
ولا يكاد يتبادر إلى الذهن أن عائشة في مقام المدح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قطعاً , وهذا قرينة على أنها لم تقصد غير المعنى المتبادر عادة من إطلاق لفظ الهوى .
(!) سورة الأحزاب الآية 51 .
على أنه لو سلمنا جدلاً بأن لفظ الهوى قد يستعمل في المعنى الممدوح , فإن السيدة عائشة الغاضبة بسبب الغيرة الشديدة لديها , لا يمكن أن تكون قاصدة للمعنى الممدوح .
إذن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظر السيدة عائشة ذا هوى , وليت الأمر اقتصر على النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم , بل تعدَّى إلى ساحة المولى جلَّت كلمتُه , فقد كان سبحانه يسارع في حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم بحسب ادعائها !
قال القرطبي : قال الجوهري : وسُميَ الهوى هوى , لأنه يهوى يصاحبه إلى النار , ولذلك لا يُستعمل في الغالب إلا فيما ليس بحق , وفيما لا خير فيه , فإن ما يناسب مقام النبوة من المؤمن بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يستعمل لفظ الهوى في حقه .
ولكن السيدة عائشة لم تُبدِ لنا قرينة على أنها أرادت غير المهنى المعروف , والقرينة الحالية تؤيِّد إرادة المعنى المعروف .
وهنا نسأل : كيف صح عند السيدة أخبرت وحدَّثت ابن اختها عروة بهذا الحديث قبل أن يبلغ سن التكليف , وقد استصغره أصحاب الجمل في حرب الجمل إذ كان ابن ثلاث عشرة سنة , فقد تولَّد سنة ثلاث وعشرين للهجرة (2).
(1) تفسير القرطبي ج 2 ص 25.
(2)تاريخ خليفة بن خياط ص 112 , تهذيب الكمال ج 20 ص 22 -24 , تهذيب التهذيب ج 7 ص 165 .
أقول :إن السيدة عائشة بعد تلك الفترة لا بد وأن تكون قد بلغت من الوعي والنضوج مرتبة تمنعها كمؤمنة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أن تُحدِّث بكلام يحتمل معنى باطلاً على أقل تقدير .

السياق يفضح ما يحاولون إخفاءه :
على أن سياق كلام السيدة عائشة لا يساعد على إرادتها معنى آخر للهوى غير المعنى المعروف , فقد قالت : ((ما أرى ربك إلا يسارع في هواك )).
وهذا السياق لا يمكن تحمليه إرادة المعنى الممدوح , ولعل استعمال لفظ ((ربك ))بدلاً من استعمال لفظ ((الله )) أو لفظ ((ربنا )) , يكفي قرينة على ذلك .
ومما يلفت انتباه كل ناظر في الحديث , أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يستنكر على عائشة قولها , ولم يزجرها , ولم ينهها , ولم ينهها , والذي يناسب مقام النبوة أن يسارع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التنبيه والتعليم على أقل تقدير .
فهل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يزجرها ولم ينبهها فعلاً , أو أنه كان يمنعه من ذلك شيء آخر ؟
وما هو ذاك الشيء الذي يمنع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تنبيه السيدة عائشة , وهي كما يقولون كانت أحب الناس إليه , وهو الكامل الحكيم ؟!!
على أننا نحن ندرس حديث عائشة لنتعرف على شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولنتعرف عليها بحسب ما تذكره هي عنه صلى الله عليه وآله وسلم .
وأيضاً , نحن ندرس شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال ما أبرزته لنا السيدة عائشة من صفات تفرَّدت هي في نقل معظمها وفي التحديث عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمدة مديدة من الزمن .
وفي المقابل , فإنَّ مما يريب هو أن المتربصين وأعداء الدين يجدون في أحاديث السيدة عائشة مادة دسمة للطعن والتشكيك في مقام النبوة على أقل التقادير على ما أوقفناك عليه من تلك الأحاديث حتى الآن , وسيوافيك فيما يأتي المزيد .
وماذا يمكن للمدافع عن نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يرد على من يتمسك بهذه الأحاديث في مقام الطعن بمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
والذي يُحيِّر الباحث أن المدافع عن النبي الإسلام وعن الإسلام يجد نفسه في مقام الرد على السيدة عائشة , التي يُفترض فيها أن تكون هي أول مدافعة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم !!
فالباحث يرى أنه مضطر إلى تكذيب الراوين عن السيدة عائشة , وأنهم قد أساؤوا إليها حيث نسبوا إليها أحاديث تطعن في حامل الرسالة والأمين عليها طعناً بالصميم .
وأيضاً , فإن الباحث تزداد حيرته عندما يجد أن أصحاب الصحاح وأئمة التابعين وأعلام ثقات الرواة هم الذين حدَّثوا عن السيدة عائشة تلك الأحاديث الخطيرة .
فهل أنهم قد تواطؤوا على الإساءة إلى السيدة عائشة , أو أنهم كانوا من الجهل بمكان بحيث لم يدركوا خطورة هذه الأحاديث ؟!
وعلى كلا التقديرين فإنهم بذلك يسقطون عن إمكان الاعتداد بخبرتهم أو بأمانتهم .
وحتى لا نكون ظالمين , فلا أقل أنَّ جملةً منهم لا مجال للاعتداد والاعتبار بخبرتهم أو بوثاقتهم وأمانتهم .
ولكننا نجهل من هم تلك الجماعة بالخصوص , وفي مثل هذه الحالة فلا بد وأن نصون ديننا عنهم جميعاً , فإنَّ تلك الجماعة محصورةٌ ضمن جماعة معينة , والاحتياط يقضي بأن نترك جميع أفراد الجماعة المعينة إلا من ثبتت براءته .
ونحن لا نملك أيضاً حتى الآن إلا أن نبرِّئ السيدة عائشة من تَبِعة هذه الأحاديث , إذ أي زوجة مخلصة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يمكن أن تنسب له ما نسبته السيدة عائشة ؟




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية