هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:49 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سنن التغيير الإجتماعي ( شبكة المنير )



سنن التغيير الإجتماعي
- 2008/01/16 -

بسم الله الرحمن الرحيم
{أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

هذه الآية ترتبط ببحث فلسفي عقائدي وهو مسألة القضاء والقدر ومسألة البداء ، هناك سؤال يطرح نفسه :
هل أن مستقبل الإنسان مخطط جاهز قبل وجود الانسان أم أن المستقبل بإرادة واختيار الانسان ؟هل أن مستقبلي لأن أكون طبيب أو مدرس ، هل أن مستقبلي خطط لي قبل أن آتي ؟
فلا دخل لإرادتي ولا لإختياري لأنه خطط لي قبل وجودي أن أكون طبيباً فسوف أصبح طبيباً شئت أم أبيت فلا مجال لإرادتي ولا لإختياري أم أن مستقبلي أنا الذي أصنعه وأنا الذي أرسمه وأنا الذي أكتبه ، إذا كان مستقبلنا قد خطط لنا قبل وجودنا ، إذا كان الله قد رسم لنا مستقبلنا قبل أن يخلقنا فإذاً لا معنى لإرادتنا ، إذاً الانسان يصاب باليأس ويصاب بالإحباط لماذا ؟

لأن الله إذا أراد أن أكون طبيباً فسوف أصبح طبيباً ذاكرت أم لم أذاكر واجتهدت أم لم أجتهد وإذا لم يرد الله أن أكون طبيباً فلا فائدة في أن أتعب نفسي قي المذاكرة والاستعداد لأن الله لم يخطط لي أن أكون طبيباً فالإنسان سوف يصاب باليأس والاحباط لأن مستقبله مخطط جاهز هو يسير عليه بلا أي تدخل وهذا يتنافى مع الوجدان الذي يشهد بأن للإنسان إرادة واختيار وعزيمة وإذا كان الأمر بيدي أنا الذي أصنع مستقبلي وأنا الذي أصنع مصيري وأنا الذي أرسم حياتي ، إذاً أين قضاء الله وقدره وأين إرادته ؟ إذا كانت الأمور تخضع لإرادتي أنا ، هذا سؤال شائك ومن أكثر البحوث عقدةً بحث القضاء والقدر ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لوجدنا القرآن على ثلاثة أصناف:

صنف من الآيات يربط الأمور بالله:
قال تعالى:{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} يعني أنه مخطط ومدروس
قال تعالى:{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }.
قال تعالى:{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ}كل شي خلقناه بقدر.
قال تعالى:{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} إذاً هذا الصنف يقول أن الأمور بيد الله.

صنف يربط الأمور بإرادة الإنسان:
قال تعالى:{أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
قال تعالى:{ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}.


قال تعالى:{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }هم الذين صنعوا ذلك ، إذاً أين المخطط الجاهز إذا كان التغيير بأيدينا .

صنف يقول هناك مخطط قابل لأن يتغير وقابل لأن يتبدل:
قال تعالى:{ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } إذاً الآيات متعارضة ، فما هو الحل ، هل أن مستقبلي بيدي أو أنه مخطط جاهز أسير عليه ؟
حتى نجيب على هذا السؤال نطرح عدة أسئلة:
س- هل القضاء حتمي؟
ج- هناك قسمان قضاء حتي وقضاء غير حتمي لأن الموجود قسمان : موجود مجرد وموجود مادي ، الموجود المجرد كالملائكة أي لا تتدخل فيه الاسباب الطبيعية ويرتبط مباشرة بإرادة الله عزوجل من دون تدخل للأسباب الطبيعية ولذلك الموجود المجرد كالملائكة القضاء فيهم حتمي لأن الاسباب الطبيعية لا تتدخل فيهم قال تعالى:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

الموجودات المادية أو المرتبطة بالمادة مثل الانسان موجود مرتبط بالمادة ، القضاء فيها قد يكون حتمي وقد يكون غير حتمي ، لماذا؟ لأن المادة محفوفة بعوامل متصارعة ، كيف ؟ مثل البذرة حينما نلقيها في التربة هذه البذرة لها عاملان متصارعان، عامل ينميها وعامل يقتلها، إذا كانت في تربة سليمة وسماد سليم وسقي سليم وبيئة سليمة نمت وأصبحت شجرة مثمرة هذا عامل بنمي البذرة ، وهناك عامل يقتل البذرة مثل السموم والآفات الزراعية والبيئة الملوثة إذاً العوامل متصارعة ، كل عامل يريد أن يحقق أثره المادة وهي البذرة محفوفة بعوامل متصارعة لذلك القضاء غير حتمي لماذا؟

لأن هناك عوامل طبيعية متصارعة فإذا طغى بعض العوامل أثر وتراجع العامل الآخر، نفس الشيء بالنسبة للإنسان فالإنسان مادة يخرج أيام الشتاء القارص من دون احتماء فيتعرض للبرد الشديد فيصاب بالإنفلونزا فتعرضه للبرد الشديد عامل للمرض وإذا شرب الدواء المفيد عاد إلى صحته هذا أيضا عامل آخر للشفاء فالعوامل متصارعة على الانسان فقد يطغى بعضها على البعض الآخر ، القضاء في المجردات حتمي دائماً والقضاء في الماديات قد يكون حتمي وقد يكون غير حتمي لأن المادة محفوفة بالعوامل المتصارعة.

س- متى يكون القضاء حتمي أو غير حتمي في عالم المادة ؟
ج- كل قضاء تم شرطه أصبح حتمي وكل قضاء لم يتم شرطه فهو غير حتمي، نضرب مثال على ذلك : ولد إنسان وخرج من بطن أمه وهو يملك جسماً صلباً فإن صلابة الجسم عامل يضمن البقاء مئة سنة وأن هذا العامل نوع من القضاء ، ويقال هذا الانسان يبقى مئة سنة لأنه يمتلك جسماً يهيئه للبقاء مئة سنة لكن بشرط أن يعيش في بيئة سليمة فهذا قضاء ولكن له شرط. عندنا قضاء آخر هذا الانسان إذا أصابه حادث سيارة مهلك سوف يموت وعمره خمسون سنة هذا قضاء آخر والقضاء الآخر يقول هذا يموت وعمره خمسين سنة إذا أصابه الحادث المهلك إذاً عندنا قضائين والانسان محفوف بهذين القضائين . .

عندنا عاملان كل عامل يشكل قضاء ، عامل صلابة الجسم يشكل قضاء يبقى هذا الانسان مئة سنة ، عامل حادث سيارة يشكل قضاء آخر وهو أن هذا الانسان عمره خمسين سنة ، كل قضاء منهما له شرط فإذا تحقق شرط أحدهما صار هو القضاء الحتمي وانتفى الآخر هذا إلى أن وصل خمسين سنة أصيب بالحادث المتلف فالقضاء الثاني تحقق شرطه فصار قضاء حتمياً والقضاء الأول لم يتحقق شرطه فصار قضاء غير حتمي إذاً الانسان محفوف بعوامل يعني محفوف بقضاء وكل عامل يشكل قضاء وكل عامل من هذه العوامل إذا تحقق شرطه صار حتمياً والعامل الآخر يصبح غير حتمي هذا معنى القضاء الحتمي والغير حتمي.

س- هل أن إرادة الانسان دخيلة في القضاء ؟
ج- نعم إرادة الانسان قد تغير القضاء فتجعله حتمياً وتبقي القضاء الآخر غير حتمي. كيف ؟ نرجع إلى المثال هذا الانسان ولد ومعه صلابة الجسم وهذا قضاء يقتضي أن يعيش مئة سنة.
هناك قضاء آخر : هذا الانسان إذا شرب المخدرات باختياره وإرادته سوف يكون عمره ثلاثين سنة ، إذاً هناك قضائين ، قضاء يبقى مئة سنة لصلابة جسمه وقضاء يموت وعمره ثلاثين سنة إذا شرب المخدر بإرادته واختياره فإذا هذا الشقي اختار شرب المخدر فهو بإرادته غير القضاء وجعل قضاء ثلاثين سنة حتمي بإرادته وجعل قضاء مئة سنة غير حتمي.

الارادة تدخلت في القضاء غيرت القضاء ، هنا عندنا حديثان أحدهما عن النبي محمد (ص) ، السؤال في أصول الكافي هل نحن في أمرٍ فرغ منه أم في أمر مستأنف ؟
فأجاب النبي (ص) نحن في أمر فرغ منه وفي أمر مستأنف. كيف ؟ يعني هناك قضاء حتمي وهذا فرغ منه وهناك قضاء منوط بإرادتنا نستطيع تغييره فهو قضاء مستأنف مثلاً نطفة الرجل إلتصقت بجدار رحم المرأة فتلقحت البويضة وإذا تلقحت البويضة تكونت خميرة الانسان وإذا تكونت خميرة الانسان فإن الصفات الوراثية كلها كامنة في هذه الخميرة فهذا قضاء حتمي لا يستطيع الانسان تغييره ليس لولادته وليس مختار في ولادته هو الذي جاء من هذه النطفة ولكن ولد صلباً يعيش مئة سنة بإرادته واختياره وغير القضاء جعله يعيش ثلاثين سنة لأنه شرب المخدر.

والحديث الآخر: عن الإمام علي (ع) : الامام علي (ع) كان واقف أمام جدار وهذا الجدار آيل للسقوط يعني قريب يسقط فقالوا له يا أبا الحسن إن الجدار سيسقط فالامام علي (ع) سرعاً انتقل إلى المكان الثاني فقالوا يا أبا الحسن أتفر من قضاء الله ؟ فقال الإمام علي (ع) أفر من قضاء الله إلى قدره. ما معنى هذا الكلام؟ يعني القضاء قسمان ، أنا بإرادتي استطيع أن أجعل أحد القضائين غير حتمي ، كان هناك قضاء يموت تحت الجدار هذا قضاء لكن كان قضاء مشروط لو بقي بإرادته واختياره تحت الجدار لمات بسقوط الجدار عليه أنا بإرادتي غيرت ذلك القضاء إلى قضاء آخر، إرادة الانسان دخيلة في تغيير القضاء وفي صنع القضاء.

إذاً إرادة الانسان واختيار الانسان هو الذي يصنع المستقبل ، مستقبلي وحياتي بإرادتي ، الانسان يمكن أن يصنع المعجزات إذا ملك الارادة الانسان يمكن أن يكون قائد من قادة التاريخ إذا ملك الارادة وملك التصميم لذلك نرجع للآيات القرآنية، آيات تقول أن كل ما يحصل فهو معلوم لله قال تعالى:{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} كل شيء مسجل ومعلوم ، وآيات تقول لا{أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} كيف نجمع ما بينهم ؟ الجمع صار واضح ، ما علم به الله ورسمه وسجله قبل خلق الانسان الحوادث مشروط بإرادة الانسان واختياره. كيف؟ الله علم بي قبل خلقي علم بي أن أصير طبيباً عن إرادتي واختياري عن عن قيد معلوم الله مقيد بقيد ما علمه الله انني اصير طبيباً باختياري وارادتي فما علم به مقيد بإرادتي ولذلك علمه لا يتخلف عن الواقع، لو تخلف علمه عن الواقع لكان جهلاً وهو منزه عن الجهل علمه لا يخلف عن الواقع فما علم به أنني أصبح طبيباً عن إرادتي واختياري إذاً الذي يتحقق في الخارج هو أنني أصبح طبيباً عن إرادتي واختياري ، الارادة دخيلة قضى الله قضاءً ولكن إرادتك دخيلة في تغيير القضاء إذاً لا تقل إذا قضى الله عليَّ أن أصير دكتور فسوف أصير وإذا قضى الله عليَّ أن أصير عاملاً عادياً سوف أصير، فقل قضى الله قضاءات مختلفة وجعل إرادتي دخيلة في تغيير بعضها إلى بعضٍ آخر إذاً فإرادتي تصنع مستقبلي وتصنع مصيري وتصنع حياتي.

س- هل أن العوامل الاخرى دخيلة في القضاء ؟
ج- نعم هناك فرق بين الاتجاه المادي والاتجاه الديني .
الاتجاه المادي: يقول أن العوامل والاسباب هي الاسباب الطبيعية والاختيارية مثل الانسان الذي يذهب إلى المأتم لعامل طبيعي وهو إرادته فالاسباب إما طبيعية أو ارادية.

أما الاتجاه الديني :يقول لا ، الاسباب التي تغير القضاء ليست خاصة بالاسباب الطبيعية والارادية فهناك أسباب غيبية تغير القضاء وهذا ما نسميه بالبداء عند الشيعة الامامية ،الاسباب التي تتدخل في تغيير القضاء لا تنحصر في الاسباب الطبيعية مثل الانسان الذي قدر له مئة سنة أصابه حادث ومات فأصبح عمره خمسين سنة فهنا تغير القضاء بسبب طبيعي أو أن انسان قدر له مئة سنة وشرب المخدرات بإرادته فأصبح عمره ثلاثين سنة فهنا تغير القضاء بسبب إرادي واختياري، ويوجد سبب آخر فقد يتغير به القضاء أسباب غيبية قد تكون دخيلة في تغيير القضاء. ما هي ؟ الدعاء " وإذ قال ربكم ادعوني أستجب لكم " الدعاء يغير القضاء و ورد في الحديث إن الدعاء يرد القضاء وقد أبرم إبراما. إذاً كيف نقول نسألكم الدعاء ؟

إذا لا يتغير شيء لماذا نقول اللهم اجعلني سعيداً ، اللهم اجعلني سليماً إذا لا يتغير شيء ، الدعاء يرد القضاء وغير، مثل الارادة تماماً والتوكل على الله ، كم يكون عند الانسان توكل ؟ فكثير من الناس ليس لديه توكل أبداً ، انا إذا لم أذاكر مذاكرة جيدة لا أنجح وإذا أذاكر مذاكرة جيدة أنجح لا، مشتبه . فقول وإذا اذاكر مذاكرة جيدة معتمداً على الله أنجح، التوكل دخيل ، أنت هيئ السبب الطبيعي لكن هناك سبب غيبي يتدخل في القضاء ، لابد أن تضع عاملاً غيبياً وراء العوامل الطبيعية يتدخل في تغيير القضاء وصنع القضاء كالتوكل على الله قال تعالى:{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ },ورد عن النبي محمد (ص) : من أعطى ثلاثاً أعطيَّ ثلاثاً ، من أعطى الدعاء أعطيَّ الاجابة ومن أعطى الشكر أعطيَّ الزيادة ومن أعطى التوكل أعطي الكفاية لأن الله يقول قال تعالى:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ويقول :{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } ويقول: { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }.

هناك آية إذا تتأمل فيها فإنك تستغرب من مضمونها آية تتعلق بالقتال والجهاد قال تعالى:{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا }ما معناها ؟ إلتقت الفئتان فئة قليلة مستضعفة وفئة تملك طائرات وصواريخ ، فئتان تقابلتا في الميدان ، الفئة الصغيرة المستضعفة لم تعتمد على العامل المادي فقط اعتمدت على العامل الغيبي ألا وهو عامل التوكل على الله ، نتيجة اعتمادها على العامل الغيبي ماذا حصل ؟ صور الله هذا الجيش المسلح بالطائرات في أعين الفئة الصغيرة يصوره جيش ضعيف حتى يقووا على القتال حتى تبقى عندهم عزيمة القتال ، الله يصور لهم العدو ضعيف مع أنه قوي " قال تعالى:{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا } وأمامهم أولئك الذين يصورهم باللامبالاة ، فنتيجة العامل النفسي ينتصرون عليهم ، أنتم ترونهم ضعفاء فتتحمسون لقتالهم وهم يرونكم فئة لا تستحق القتال فلا يتحمسون لقتالكم هذا العامل النفسي يطرحه الله أثناء القتال نتيجة التوكل ،وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، الصدقة تغير القضاء ورد في الحديث : إن من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال ، مثل شخص أجله مئة سنة لكن مات وعمره ثلاثين سنة لأنه يشرب المخدر أو أنه أصيب بمرض الايدز نتيجة بعض الذنوب " وإن من يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار " هذا جسمه جسم نحيل ليس لديه قابلية أكثر من أربعين سنة لكنه يعيش ستين سنة بالصدقة والإحسان، إذاً البداء الذي يعتقد به الامامية أن القضاء نوعان حتمي وغير حتمي وأن القضاء الحتمي تتدخل فيه إرادة الانسان وتتدخل فيه العوامل الغيبية وهذا هو قال تعالى:{ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }.

كان القضاء يعيش مئة سنة لأنه جسمه صلب فهذا القضاء انمحى وصار القضاء يعيش ثلاثين سنة لأنه شرب المخدر وهذا الذي ثبت قال تعالى:{ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }إذاً وصلنا إلى النتيجة أن إرادة الانسان دخيلة في صنع الحياة والمستقبل وفي صنع المعجزات قال تعالى: {أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

سنة التغيير في محاور ثلاث:
المحور الأول في سنن التاريخ :
ما معنى سنن التاريخ ؟ التاريخ يخضع لعوامل وسنن كما أن الطبيعة تخضع لقوانين فالتاريخ يخضع لعوامل وسنن ، سنن التاريخ هي التي قال عنها القرآن الكريم قال تعالى:{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }اقرؤوا تجارب الآخرين استفيدوا من السنن التي تحكمت في تاريخهم من هذه السنن قوله تعالى :{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا } من هذه السنن قال تعالى:{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} ومن السنن قوله تعالى :{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } السنن يعني العوامل التي تتحكم بمسيرة تاريخ الانسان لها ثلاث صفات :

الصفة الأولى صفة الاطراد:
يعني هذه السنن تتكرر من تاريخ إلى تاريخ آخر ومن مجتمع إلى مجتمع آخر قال تعالى:{ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } الآية القرآنية ماذا تقول:{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ } ما هو مثلهم :{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ } ما هو مثلهم ؟

مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصرالله ؟ ألا إن نصر الله قريب ، بعض المجتمعات تمر بظروف قاسية تمر بانهيار اقتصادي أو تمر بانهيار أمني تتعرض إلى حرب أو تمر بظروف احتلال , هذه المجتمعات إذا مرت بظروف قاسية قد يصيب المجتمع التشاؤم والاحباط فيقول متى تتغير الأوضاع؟ قد يصيبهم اليأس ولكن الآية تقول هذه الضروف القاسية امتحان عسير يتميز فيه الانسان الصامد من الانسان الهزيل ، الانسان الاجتماعي المؤمن الذي لا يترك مجتمعه يبقى في مجتمعه في الظروف القاسية ويبذل طاقاته وقدراته وما عنده في سبيل خدمة مجتمعه والانسان الانهزامي الذي يفر من مجتمعه إذا تعرض مجتمعه إلى ظروف قاسية يتبن الانسان الصامد من غيره والانسان الاجتماعي من الانسان الانهزامي فهذه الظروف القاسية لابد منها ونتيجتها الجنة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم " المؤمنين في فلسطين ولبنان والعراق عليكم بتحمل الظروف القاسية فإن النصر آتيكم يا رب.

الصفة الثانية صفة الربانية:
السنن التاريخية ربانية يعني تخضع لحكمة الله وتدبيره ، حتى ظاهرة المطر ظاهرة طبيعية ، الشمس تشرق على البحر وتبخر الماء من البحر يصعد إلى الفضاء فتصبح كتل غازية يخضع لأجواء معينة ترجع هذه الكتل الغازية تتحول إلى مادة سائلة ، صحيح أن ظاهرة المطر ترجع إلى ظاهرة طبيعية لكن هذه المسيرة الطبيعية كلها مظهر لحكمة الله وحُسن تدبيره ، كذلك سنن التاريخ لا تنفصل عن حكمة الله وحثسن تدبيره لذلك قال تعالى:{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا.....} هذه سنة تاريخية خاضعة لحكمة الله وحسن تدبيره.

الصفة الثالثة: أن سنن التاريخ لا تنفصل عن إرادة الانسان بمعنى أن الانسان ليس مجبور وتبقى إرادة الانسان دخيلة في الاستفادة من سنن التاريخ وفي استثمار سنن التاريخ. كيف ؟
الظواهر قسمان: ظواهر سببية وظواهر غائية .

الظواهر السببية هي التي ترجع إلى سبب بدون غاية مثل غليان الماء ظاهرة سببية لها سبب وهو أن تصل درجة حرارة الماء مئة لكن ليس لها هدف ، بينما دراسة الانسان ظاهرة غائية بمعنى أن لها هدف ولها غاية فتختلف عن الظاهرة السببية ، سنن التاريخ دائماً من القسم الثاني من الظواهر الغائية: ، سنن التاريخ هي حركات لها غايات لأنها تقيم التاريخ وتغير التاريخ فهي حركات غائية ذات هدف وغاية، وبما أن الغاية يصنعها الانسان إذاً سنن التاريخ منوطة بإرادة الانسان لأن لسنن التاريخ قضايا غائية وهذه الغايات يحققها الانسان ويخططها الانسان فسنن التاريخ لا تنفصل عن إرادة الانسان فلذلك قال تعالى:{أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}سنة التغيير هي أوضح سنن التاريخ.: ،

المحور الثاني
التغير قسمان : تغير فعلي وتغير انفعالي
التغير الانفعالي :المجتمعات المتخلفة التي لا تمتلك تخطيط ولا رؤية للمستقبل ولا وعي سياسي ولا اجتماعي ، هذه المجتمعات تتغير بالمجتمعات الاخرى ، مع الأسف أن بعض مجتمعاتنا تتلقى ثقافتها ومفاهيمها من الخارج ، هذا المجتمع يتغير لكن تغير انفعالي ، هذا مجتمع غير رشيد ، المجتمع الرشيد هو المجتمع الذي يمتلك تخطيط للمستقبل الذي يتغير بطاقة أبناءه وتخطيط رجاله وهو يتغير تغير فعلي ، فنحن نطمح إلى التغيير الفعلي المبني على تخطيط ورؤية للمستقبل . ،

التغيير الفعلي يعتمد على ركيزتين: إرادة وهدف .
الركيزة الأولى والمقصود بالإرادة هي الإرادة الجماهيرية وليست الارادة الفردية ، فالمجتمع لا يتغير إلا بإرادة جماهيرية عامة لاحظ قوله تعالى :{أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}يعني التغيير لا يأتي من إرادة فردية وإنما يأتي التغيير من إرادة قومية جماعية جماهيرية ، إذاً الركيزة الاولى الارادة الاجتماعية.

الركيزة الثانية الهدف: إذاً ما هو الهدف؟ الأهداف ثلاثة أنواع : هدف مكرر وهدف مصلحي وهدف إلهي. هدف مكرر وهدف مصلحي وهدف إلهي.
الهدف المكرر: هناك من البعض عنده أهداف لكن أهداف مكررة مثل: هناك بعض الاشخاص يملكون ثروة زائدة ، أين يصرف ثروته ؟ يبني مسجد أو حسينية ، وهل نحن نحتاج إلى المساجد والحسينيات ، نحن عندنا وفرة من المساجد والحسينيات ، المساجد والحسينيات هدف مكرر يعني تكرار أهداف أجدادنا قبل مئة سنة، أنت تحتاج إى هدف جديد وفاعل كيف؟

المجتمع يحتاج إلى مراكز ، مركز لرعاية المعوقين مركز للبحوث الاجتماعية والعلمية مركز لتأهيل الطلاب حتى يصلوا إلى مستويات راقية مركز للفنون المسرحية وهكذا، كل ما يخدم مصلحة المجتمع فيه ثواب جزيل ، ورد عن النبي محمد (ص): ( خير الناس من نفع الناس) ، بدل أن تصرف ثروتك في مسجد أو حسينية اصرفها في بناء مركز للمعاقين أو مركز للبحوث.

الهدف المصلحي : هناك جماعات تقوم بمشاريع استثمارية وخيرية وثقافية لكن بهدف مصلحي ، نحن نحتاج إلى أهداف أكبر من ذلك ، نحن نحتاج إلى أهداف أعظم من ذلك ، حتى تكون أهدافنا واعية وسامية فحسينياتنا بأسماء أهل البيت (ع) ومساجدنا بأسماء أهل البيت (ع) ، علينا أن نظهر إذا كنا واعين هويتنا من خلال مساجدنا وحسينياتنا ، حتى أسواقنا تصبح بأسماء أهل البيت ومشاريعنا بأسماء أهل البيت ، هذا مظهر لهويتنا وثقافتنا ، من يخطط لثقافته ولهويته لابد أن يكون مشاريعه ومنتجاته ومنجزاته في إطار ثقافي، إذاً هذا الهدف المصلحي أن الانسان يقوم بعمل لأجل عائلته يأسس مشروع لأجل عائلته أو يأسس مشروع خدمة لمرجعه أو رئيسه هذه كلها أهداف زائلة أما ما ينفع الناس فينقص في الأرض.

الهدف الإلهي: قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ } كل الإنسانية تسير نحو الله حتى الكافر يسير نحو الله ، فالكل يسير نحوقال تعالى:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} لكن هناك قوسان قوس صعود وقوس نزول فالذي يسير نحو الله وهو ملتفت إلى الله فهو يسير في قوس نزول والذي يسير نحو الله وهو قد نسي الله فأنساهم أنفسهم فيسير في قوس نزول وكلاهما سيلتقيان مع الله يوم القيامة ولكن هذا سيلتقي بوجه والآخر بوجه قال تعالى:{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
الوجه يعني الصفة ، الله يلتقي بوجهه ووجهه صفته لكن وجهه له صفتان الرحمة والنقمة يلقى مع قوس الصعود بصفة الرحمة ويلتقي مع قوس النزول بصفة النقمة فلتكن أعمالنا لله لخدمة الانسانية لخدمة المتمع الإنساني قال تعالى:{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورً}.

المحور الثالث:
المجتمع يحتاج إلى التغيير ، فمجتمعنا يعيش بطالة فيحتاج إلى تغيير اقتصادي ومشاريع استثمارية مجتمعنا يعيش فقر فيحتاج إلى تطوير في العمل الخيري والتطوعي ، نركز هنا على كلمة التغيير الثقافي من ثقافة الركود إلى ثقافة العمل ، من ثقافة اليأس إلى ثقافة الحياة ، من ثقافة الشلل إلى ثقافة العطاء ، هناك كثير من شبابنا يقول لماذا أدرس؟ ولماذا أذاكر ؟ فأنا لن أحصل على فرصة عمل وفرص العمل قليلة فهذه ثقافة اليأس والفشل والتراجع ، علينا أن نقوم بتغيير ثقافي يبعث في نفوس شبابنا ثقافة الحياة والأمل وثقافة العطاء ، أن يتعلم شبابنا كيف ينهضون بمجتمعهم ، شبابنا من يملك ثقافة الحياة ، ما دمت تمتلك فكر وإرادة فأنت تملك الحياة ، فالحياة فكر وإرادة، من ملك فكر وإرادة ملك الحياة ما دمت تملك فكر وإرادة فاصنع مستقبلك بنفسك، وإذا لم تحصل على فرصة عمل في موطنك فإنك تستطيع أن تحصل على عمل في أوطان أخرى .

تستطيع بفكرك وإرادتك أن تصنع عملاً جديراً بالاهتمام ولو بالاشتراك مع غيرك لو كنت في ضمن مجتمعك ، إذا ملكت فكر وإرادة ملكت أن تحقق المعجزة وملكت أن تصنع المستقبل ، علينا أن نروج من خلال المنابر والمساجد ووسائل الإعلام المختلفة أن نروج لثقافة الأمل وثقافة الحياة ، نحن نحتاج إلى تغيير ثقافي والتغيير الثقافي يعتمد على عوامل ثلاثة :

العامل نفسي: أشارت إليه الآية قال تعالى:{أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}فمن شروط النجاح التلقين النفسي فنجاحك بما تلقن به نفسك ، من لقن نفسه أنه جبان وأنه جاهل وأنه فاشل سوف يبقى فاشل سوف يبقى جبان ، ومن لقن نفسه أنه شجاع صاحب إرادة وفكر سوف يقطع المراحل الدراسية ويصل إلى المستوى المرموق وسوف يحصل على مستقبل زاهر ، مستقبلك بإرادتك وإرادتك بثقافتك وثقافتك بما تلقن به نفسك ، لقن نفسك أنك شجاع ذكي طموح حتى تحصل على المستقبل.

العامل الاجتماعي: قوم نوح ماذا قالوا لنوح ؟ " مانراك اتبعك إلا الذين هم آراذلنا " يعني لم تتبعك العوائل الغنية وإنما اتبعتك الطبقة الفقيرة والمتوسطة ، وهذا يعني أن حركات التغيير غالباً تقوم بها الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

العامل الذي لا يكون ملوثاً بثقافة مضادة قال تعالى:{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ} ما معنى بادي الرأي؟ يعني أنهم الآن يملكون ثقافة واحدة ، الانسان إذا قطع مرحلة الشباب فإنه يمر بثقافات متعارضة ومتباينة فيخلد إلى السكون والهدوء ، اما الشاب فما زال في مقتبل العمر أي في ثقافة واحدة وما زال يمشي في ثقافته الفطرية ، الشاب لأنه يمتلك ثقافة فطرية واحدة فهو أقدر على التغيير وصنع التاريخ وتغيير المجتمع والنهوض به ، لذلك أملنا في شبابنا شباب المآتم والمساجد وشباب الجمعيات الخيرية واللجان الأهلية والمراكز التطوعية المختلفة ، فالشباب معقد أمل التغيير وإذا راجعنا حركات التغيير في العالم نجد أنها تقوم غالباً على الطبقة المتوسطة من الناس وعلى الشباب، انظر على حركة الإمام الحسين(ع) حركة غيرت مجرى التاريخ ، حركة فصلت التاريخ وحسمت التاريخ ، حركة الإمام الحسين (ع) اعتمدت على طبقات متوسطة وعنصر الشباب.



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 07:51 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية