هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 81 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
قديم 07-27-2010, 11:59 PM   #11
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مواقف واراء



العنوان:

[ مواقف واراء ]

عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 139 - 148

مواقف وآراء



: الفضل بن العباس وعتبة بن أبي لهب .



ذكر اليعقوبي عن موقف بني هاشم يوم السقيفة عندما بلغهم نبأ بيعة أبي بكر وهم مشغولون بتجهيز النبي وقال ( 2 ) : ‹ صفحة 140 ›

" فلما خرجوا من الدار قام الفضل بن العباس وقال : يا معشر قريش إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولى بها منكم " .



وقال عتبة بن أبي لهب :



ما كنت أحسب هذا الامر منصرفا * عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن عن أول الناس إيمانا وسابقة * وأعلم الناس بالقرآن والسنن

وآخر الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن

من فيه ما فيهم لا يمترون به * وليس في القوم ما فيه من الحسن



فبعث إليه علي عليه السلام فنهاه ( 1 ) عن ذلك وقال :



إن سلامة الدين أحب إلينا من غيره .



عبد الله بن عباس ( 2 ) :



إن ابن عباس يكشف عن رأيه " في بيعة أبي بكر " في روايته محاورة ‹ صفحة 141 › له مع عمر فإنه يقول : " قال عمر : يا ابن عباس ! أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد ؟

فكرهت أن أجيبه . فقلت : إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني .

فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا ( 1 ) على قومكم بجحا بجحا ، فاختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت . فقلت :

يا أمير المؤمنين ! إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب تكلمت . فقال : تكلم يا ابن عباس .

فقلت : أما قولك - يا أمير المؤمنين - اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشا اختارت لانفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود .

وأما قولك إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال : * ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) * ( 2 ) .

فقال عمر : هيهات والله يا ابن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت كرهت أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني . فقلت : وما هي يا أمير المؤمنين ؟

فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل ‹ صفحة 142 › منزلتي منك ، وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه .

فقال عمر : بلغني أنك تقول : إنما صرفوها عنا حسدا وظلما . فقلت : أما قولك - يا أمير المؤمنين - ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، وأما قولك حسدا فإن إبليس حسد آدم ونحن ولده المحسودون " .



المقداد :

روى اليعقوبي ( 1 ) عند ذكره بيعة عثمان عن بعضهم قال : دخلت مسجد رسول الله ( ص ) فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كانت الدنيا له فسلبها وهو يقول : " واعجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين . . . " الحديث .



سلمان ( 2 ) :

روى أبو بكر ( 3 ) : أن سلمان والزبير والأنصار كان هواهم أن يبايعوا عليا بعد النبي فلما بويع أبو بكر قال سلمان : أصبتم الخيرة وأخطأتم المعدن " . ‹ صفحة 143 › وقال سلمان يومئذ : " أصبتم ذا السن منكم وأخطأتم أهل بيت نبيكم . لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان ولاكلتموها رغدا " . وفي الأنساب : قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر : " كرداذ وناكرداذ أي عملتم ، وما عملتم ، لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " ( 1 ) .



أم مسطح بن أثاثة ( 2 ) :

قالوا ( 3 ) : " لما أكثر في تخلف علي عن بيعة أبي بكر واشتد أبو بكر وعمر عليه في ذلك خرجت أم مسطح بن أثاثة فوقفت عند القبر وقالت :



قد كان بعدك أنباء وهنبثة ( 4 ) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب " .



أبو ذر :

توفي رسول الله ، وأبو ذر غائب وقدم وقد ولي أبو بكر ، فقال : " أصبتم قناعة وتركتم قرابة .

لو جعلتم هذا الامر في أهل بيت نبيكم ما اختلف ‹ صفحة 144 › عليكم اثنان " ( 1 ) وفي تاريخ اليعقوبي أن أبا ذر كان يقول في

عهد عثمان : " وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه .



أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله ، وأخرتم من أخر الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ، ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه .



فأما إذا فعلتم ما فعلتم فذوقوا وبال أمركم . وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ( 2 ) .



أبو سفيان ( 3 ) :

في العقد الفريد 3 / 62 ، وأبو بكر الجوهري في سقيفته برواية ابن أبي الحديد 3 / 120 :

" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان غائب في مسعاة أخرجه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف لقي رجلا في بعض طريقه مقبلا من المدينة .

فقال له : مات محمد ؟ قال : نعم . ‹ صفحة 145 ›

قال : فمن قام مقامه ؟



قال : أبو بكر . قال : أبو سفيان : فماذا فعل المستضعفان علي والعباس .

قال : جالسين . قال : أما والله لئن بقيت لهما لأرفعن من أعقابهما ، ثم قال : إني أرى غبرة لا يطفيها إلا دم . فلما قدم المدينة جعل يطوف في أزقتها ويقول :

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الامر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي



. . . الخ " .

وفي رواية اليعقوبي ( 1 ) بعد هذين البيتين :



" أبا حسن فاشدد بها كف حازم * فإنك بالامر الذي يرتجى ملي

وإن امرءا يرمي قصي وراءه * عزيز الحمى والناس من غالب قصي "



وفي رواية الطبري 2 / 449 ( 2 ) أن أبا سفيان أقبل وهو يقول : " والله إني لأرى عجابة لا يطفيها إلا دم ، يا آل عبد مناف فيما أبو بكر من أموركم ؟

أين المستضعفان ؟

أين الاذلان علي والعباس ؟

" وقال : أبا حسن أبسط يدك حتى أبايعك ، فأبى علي عليه السلام فجعل يتمثل بشعر المتلمس : ‹ صفحة 146 ›

إن الهوان حمار الأهل يعرفه * والجر ينكره والرسلة الاجد ( 1 ) ولا يقيم على ضيم يراد به * إلا الاذلان عير الحي والوتد

هذا على الخسف معكوس برمته * وذا يشج فلا يبكي له أحد ( 2 )



كان حريا بشعار نادى به شيخ الأمويين صخر بن حرب - يا آل عبد مناف - أن يغير مجرى التاريخ لولا امتناع علي عن إقراره . فما بال أبي سفيان بعد أن حارب الرسول بكل قواه حتى غلب على أمره ينتصر لقرابة هذا الخصم بعد وفاته ؟

وهل كان أبو سفيان صادقا في انتصاره لعلي أم كان طالب فتنة كما قالوا ؟ ! .



وعجبا لعلي بينا يعارض بيعة أبي بكر ستة أشهر ويستنصر المهاجرين والأنصار ويستنهضهم ويجمعهم في دار فاطمة - حتى يجلب الحطب لاحراقها بمن فيها - يعرض عن بيعة شيخي قريش عباس وصخر ! ! فما باله يستنصر الغريب ويرفض نصرة عمه وابن عمه القريب ؟ ! عجب هذا .

ويرتفع هذا العجب بدراسة أهداف الطرفين :



أما أبو سفيان فإنه كان ينظر إلى الرسول ومركزه بين قومه نظرة زعيم عربي إلى ابن عم منافس له في الزعامة قد توارثا المنافسة على الزعامة خلفا عن سلف . وأما الدين الذي جاء به ابن عمه هذا فلم يكن ليعبأ به - ليؤمن به أو يكفر - غير أنه كان يرى فيه امتدادا لتلك المنافسة الموروثة ، ‹ صفحة 147 › وقد قال أبو سفيان للعباس يوم فتح مكة بعد أن أسلم ورأي عظم جيوش النبي : " والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما " .

فقال له العباس :



يا أبا سفيان ! إنها النبوة .

قال : فنعم إذا ( 1 ) .



لم يكن هذا الزعيم المغلوب على أمره ليرضى أن تخرج الزعامة من بيت ابن عمه إلى بيت قصي عنه بعد أن خرجت من بيته . وكانت العصبية القبلية في الجاهلية قبل الاسلام عماد الحياة في الجزيرة العربية .



وأما العصر الاسلامي الأول ، فمهما جاهد الرسول في إماتة العصبية القبلية ودفنها ! فإنها كانت تظهر بين حين وآخر متحدية جهاد الرسول في نشره الإخاء الانساني ، وفي سيرة الرسول وأصحابه كثير من الشواهد الدالة على ذلك .



وإن هذه العصبية لم تكن بين آل عبد مناف صاحب الزعامة القرشية بأقل منها في غيرها . روى ابن هشام عن العباس أنه ركب بغلة النبي ليلة فتح مكة ، وخرج يبحث عن رسول يوفده إلى قريش فيخبرهم بقدوم النبي ليأتوا إليه فيستأمنوه ، فرأى أبا سفيان فقال له :

والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك .

ثم أردفه وأخذه ليستأمن له من النبي ، وكلما مر على نار من نيران المسلمين قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه وآله على بغلته حتى مر على عمر بن الخطاب ، فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة ، قال :

أبو سفيان !

عدو الله ، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فركض العباس بالبغلة وسبقه ، قال ‹ صفحة 148 › العباس :

فاقتحمت عن البغلة ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه عمر ، فقال : يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بلا عقد ولا عهد ، فدعني فلاضرب عنقه ، قال : فقلت : يا رسول الله إني قد أجرته ، ثم جلست إلى رسول الله فأخذت برأسه فقلت : والله يناجيه الليلة دوني رجل .

فلما أكثر عمر في شأنه ، قلت : مهلا يا عمر ! فوالله أن لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف ( 1 ) . . . الخ .



إن ما ذكرناه مورد واحد مما ظهرت فيه العصبية القبلية جلية سافرة ، فإن العصبية القبلية هي التي حفزت كلا من العباس وعمر ليشتدا نحو رسول الله بغية الوصول إلى ما يعنيهما من أمر العصبية القبلية .

وكذلك العصبية القبلية هي التي دفعت أبا سفيان إلى أن ينادي بعيد وفاة الرسول : " يا آل عبد مناف فيما أبو بكر من أموركم ( 2 ) .

ويقول : ما لنا ولأبي فصيل إنما هي بنو عبد مناف " ( 3 ) .

إذن فإن أبا سفيان الذي حارب ابن عمه الرسول فيما سبق كان صادقا في عزمه حينما قال :

" أما والله لئن بقيت لأرفعن من أعقابهما " ( 4 ) لأنه الآن هو وأخوه وابن عمه على الغريب ( 5 ) . ‹ صفحة 149 ›



كان حريا بهذا النداء أن يغير التاريخ على حساب العصبية القبلية ، فإن زعامة قريش كانت في آل عبد مناف أعز قريش قبيلا وأكثرها عددا على اختلاف ذات بينها من هاشمية وأموية ، فكيف بها وقد جمع شملها خشية خروج الزعامة من بيتها ؟

فقد كانت آل عبد مناف تنقسم إلى بطون : هاشم ونوفل والمطلب وعبد شمس ، وإن عبد شمس وحدها كانت تنقسم إلى أفخاذ :

العبلات وربيعة وعبد العزى وحبيبة وأمية . . . الخ ، وإن أمية وحدها كانت تنقسم إلى بيوت كثيرة ، منها بيت حرب . فما ظنك بهذه البطون والأفخاذ إن اجتمعت هي وبنو أعمامها من قبائل قصي ، إذن لقد صدق أبو سفيان في قوله : " وإن امرءا يرمي قصي وراءه - عزيز الحمى " وكان ذلك المرء عليا شبل شيخ الأباطح - أبي طالب - أما تيم بن مرة رهط أبي بكر فكان كما عرفها أبو سفيان : " أقل حي في قريش وأذلها " وكذلك كان ( عدي ) رهط عمر وإن كلا الرهطين لم يكونا من قصي - صميم قريش وسادتها - .

ولم يكن لنداء العباس وحده ما رأينا لنداء أبي سفيان من أثر ، أما إذا اجتمعت اليدان والنداءان فهناك الصيلم ( 1 ) .



برزت العصبية الجاهلية سافرة بعد وفاة الرسول ( ص ) ، فالأنصار عندما اجتمعوا في سقيفتهم ليبايعوا سعدا إنما لبوا داعي العصبية وحدها فإنهم كانوا يعلمون بأن في المهاجرين من هو أفضل من سعد وأتقى .



وكذلك الأوس قد اندفعت بداعي العصبية للمبادرة إلى بيعة أبي بكر لتدفع الامارة عن الخزرج ، وإن جنوح عمر إلى هذه العصبية لجلي أيضا في حجاجه في السقيفة .



ولم يشذ أبو سفيان عن غيره في موقفه لعلي وندائه له ، غير أن عليا ‹ صفحة 150 › قد شذ عن هذه الفكرة ولم يرض أن يستولي على الحكم بالنعرة العصبية ، وهو الذي اتبع الرسول في حربه للعصبية اتباع الفصيل أثر أمه ، فهو يريدها دينية قرآنية لا قبلية جاهلية ، ويطلب أنصارا من قبيل سلمان وأبي ذر وعمار ونظرائهم ممن يحدوهم المبدأ والعقيدة إلى نصرته ( 1 ) ، ويأبى قبول نصرة أبي سفيان بداعي العصبية فإن فيه إحياء أمر الجاهلية ، وإماتة حكم الاسلام .



إذا فإن أبا سفيان كان صادقا في تعصبه لعلي ، غير أن نقلة الأحاديث وكتبة التاريخ لما كرهوا موقفه من بيعة أبي بكر ، وصموه بأنه طالب فتنة ، كما طعنوا في غيره من معارضي أبي بكر ووصموهم بالردة والفتنة .



ومن العجيب أنهم وضعوا ما وصموا به أبا سفيان على لسان علي نفسه ، فقد رووا أن عليا عندما قال له أبو سفيان : " ما بال هذا الامر في أقل حي من قريش ، والله لئن شئت لأملأنها خيلا ورجالا .



قال : يا أبا سفيان طالما عاديت الاسلام وأهله فلم تضره بذلك شيئا ، إنا وجدنا أبا بكر لها أهلا ( 2 ) " .



ولا نعلم لم لم يجبه أبو سفيان ويقول له فلم لا تبايعه ( 3 ) إن كنت قد وجدته لها أهلا ! ‹ صفحة 151 › لا ، لم يقل علي لأبي سفيان : " إنا وجدنا أبا بكر لها أهلا " ولكنه قال له : " لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضتهم " ( 1 ) .



وقد وصف علي موقف أبي سفيان في كتابه إلى معاوية ، وقال : " فأبوك كان أعلم بحقي منك ، وإن تعرف من حقي ما كان أبوك يعرفه تصب رشدك " ( 2 ) .



ولما يئس أبو سفيان من علي وخاف من ( ندائه ) الحزب الحاكم قرب أحدهما من الآخر ( فقال عمر لأبي بكر : إن هذا قد قدم وهو فاعل شرا ، وقد كان النبي يستألفه على الاسلام فدع له ما بيده من الصدقة ، ففعل ، فرضي أبو سفيان وبايعه ) ( 3 ) . ويظهر من رواية الطبري أن التفاهم قد تم بينه وبينهم بعد تعيين ابنه يزيد بن أبي سفيان أميرا على الجيش الغازي سورية ( 4 ) .





. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



‹ هامش ص 139 ›

( 1 ) نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد 2 / 50 ، وابن الجوزي في تذكرته في الباب السادس .

( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 103 وفي رواية الموفقيات ط / بغداد 580 - 607 أكثر تفصيلا من هذا . راجع شرح النهج 1 / 287 .

‹ هامش ص 140 ›

( 1 ) راجع شرح النهج 2 / 8 الطبعة المصرية وقد نسب ابن حجر في الإصابة 2 / 263 هذه الأبيات إلى الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب الهاشمي كما في ترجمته للعباس ابن عتبة برقم 4508 ، وكذلك فعل أبو الفداء في تاريخه 1 / 164 . ولا أراهما مصيبين في ذلك . ( 2 ) أبو العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، قيل إنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ، شهد مع علي الجمل وصفين والنهروان ثم ولاه البصرة وترك إمارة البصرة في أواخر خلافة علي وذهب إلى مكة وبقي فيها حتى بويع لابن الزبير بالخلافة فأبعده إلى الطائف وتوفي بها سنة 68 ه‍ .

هذا ما ذكروه غير أنه تواترت الروايات على أنه شارك في أخذ البيعة للحسن بعد دفن الامام بالكوفة . الاستيعاب 2 / 342 - 345 والإصابة 2 / 322 - 326 راجع الطبري 2 / 289 في ذكر " سيرة عمر " وابن أبي الحديد في شرحه : ( لله بلاد بني فلان ) عن تاريخ بغداد لابن طيفور مسندا . وفي الحديث تصريح بأن سبب منع عمر من كتابة الرسول أن لا يكتب لعلي .

‹ هامش ص 141 ›

( 1 ) بجح بالشئ وتبجح : إفتخر به وعظمت نفسه عنده ، وفلان يتبجح بكذا : أي يتعظم ويفتخر . النهاية لابن الأثير ، والقاموس للفيروز آبادي . ( 2 ) الآية 9 من سورة محمد ‹ هامش ص 142 › ( 1 ) اليعقوبي في تاريخه ط . سوريا 2 / 114 . ( 2 ) أبو عبد الله سلمان الفارسي ، اصبهاني أو رامهرمزي . كان معمرا صحب بعض أوصياء عيسى بن مريم واسترق وبيع بالمدينة من امرأة من اليهود . فكاتبها وأعتق نفسه . شهد الخندق وما بعدها وولي المدائن لعمر ومات في أخريات خلافته أو في أوائل خلافة عثمان . الاستيعاب 2 / 53 - 59 والإصابة 2 / 60 .

( 3 ) أبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد 2 / 131 - 132 و 6 / 17 .



‹ هامش ص 143 ›

( 1 ) أنساب الأشراف 1 / 591 والجاحظ في العثمانية .

( 2 ) أم مسطح بن أثاثة اسمها سلمى ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها ريطة بنت صخر بن عامر بن كعب سعد بن تيم بن مرة وهي ابنة خالة أبي بكر . الاستيعاب 3 / 470 والإصابة 4 / 472 .

( 3 ) ابن أبي الحديد 2 / 131 - 132 و 6 / 17 .

( 4 ) الهنبثة : الامر الشديد ، الاختلاط في القول .



‹ هامش ص 144 ›

( 1 ) أبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة ، شرح النهج 6 / 5 من الطبعة المصرية .

( 2 ) تاريخ اليعقوبي عند ذكره ما نقم على أبي ذر ص 120 . والبحار للمجلسي 8 / 49 عن تفسير فرات والآية 227 من سورة الشعراء .

( 3 ) أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، حارب الرسول حتى غلب على أمره في فتح مكة وتوفي في صدر خلافة عثمان . الإصابة 2 / 172 - 173 والاستيعاب 2 / 183 - 184 .



‹ هامش ص 145 ›

( 1 ) في تاريخه 2 / 105 " وفي رواية الموفقيات أكثر تفصيلا من هذا " راجع شرح النهج 6 / 7 .

( 2 ) وط . أوروبا 1 / 1827 - 1828 .



‹ هامش ص 146 ›

( 1 ) الرسلة بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه : الجماعة ، والاجد بضم أوله وثانيه : القوية .

( 2 ) وقريب من هذه الرواية رواية أبي بكر الجوهري في كتابه السقيفة على رواية ابن أبي الحديد 2 / 130 ، الطبعة المصرية . ‹ هامش ص 147 › ( 1 ) سيرة ابن هشام 4 / 23 .



‹ هامش ص 148 ›

( 1 ) عن ابن هشام 4 / 21 / ملخصا .

( 2 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 .

( 3 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 .

( 4 ) ابن عبد ربه 3 / 62 .

( 5 ) في المثل العربي : " أنا على أخي وأنا وأخي على ابن عمي وأنا وأخي وابن عمي على الغريب " . في أنساب الأشراف 1 ص 589 قال أبو قحافة عندما بلغه نبأ وفاة الرسول وهو بمكة : ( فمن ولي أمر الناس بعده ؟

قالوا له : ابنك ، فقال : أرضي بذلك بنو هاشم وبنو عبد شمس وبنو المغيرة ؟

قالوا : نعم ، قال : فإنه لا مانع لما أعطى الله ) . وفي شرح النهج 1 / 52 قال : أفرضي بذلك بنو عبد مناف ؟



‹ هامش ص 148 ›

( 1 ) عن ابن هشام 4 / 21 / ملخصا .

( 2 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 .

( 3 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 .

( 4 ) ابن عبد ربه 3 / 62 .

( 5 ) في المثل العربي : " أنا على أخي وأنا وأخي على ابن عمي وأنا وأخي وابن عمي على الغريب " .

في أنساب الأشراف 1 ص 589 قال أبو قحافة عندما بلغه نبأ وفاة الرسول وهو بمكة : ( فمن ولي أمر الناس بعده ؟ قالوا له : ابنك ، فقال : أرضي بذلك بنو هاشم وبنو عبد شمس وبنو المغيرة ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنه لا مانع لما أعطى الله ) . وفي شرح النهج 1 / 52 قال : أفرضي بذلك بنو عبد مناف ؟



‹ هامش ص 149 ›

( 1 ) الامر الشديد ، الداهية .



‹ هامش ص 150 ›

( 1 ) وقد قصد هذا في قوله لأبي سفيان لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضتهم " .

( 2 ) الطبري 2 ص 449 وفي ط . أوروبا 1 / 1827 . هذه الرواية عن عوانة ، وفي لسان الميزان 4 / 386 ، كان يضع الأحاديث . وراجع آدم متز : الحضارة الاسلامية 1 / 38 ، ثم إن عوانة قد توفي سنة 158 ه‍ وروى هذه الرواية عن سنة 11 ه‍ بلا سند .

( 3 ) راجع قبله موقف علي من بيعة أبي بكر ص 123 - 143 .



‹ هامش ص 151 ›

( 1 ) راجع قبله ص 140 - 141 .

( 2 ) ابن عبد ربه 3 / 112 وفي ط لجنة التأليف 4 / 334 وابن أبي الحديد 2 / 221 و ج 15 شرح غزاة مؤتة وصفين لنصر بن مزاحم ص 49 .

( 3 ) ابن عبد ربه 3 / 62 .

( 4 ) راجع الطبري 2 / 449 . وفي ط . أوروبا 1 / 1827 ولفظه : ( وقيل له قد ولى ابنك قال : وصلته رحم " .





تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-28-2010, 12:08 AM   #12
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مواقف واراء



العنوان:

[ مواقف واراء ]

عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 148 – 157




رأي معاوية بن أبي سفيان : قال معاوية في كتابه له ( 5 ) إلى محمد بن أبي بكر : ‹ صفحة 152 › " فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا علينا ، فلما اختار الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأبلج حجته ، وقبضه الله إليه صلوات الله عليه ، كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على أمره .

على ذلك اتفقا واتسقا ، ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما فهما به الهموم وأرادا به العظيم ، ثم إنه بايع لهما وسلم لهما وأقاما لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه على سرهما حتى قبضهما الله . . .

فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك استبد به ونحن شركاؤه ، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ولسلمنا إليه ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله ، فعب أباك بما بدا لك ، أودع ذلك والسلام على من أناب " .

موقف خالد بن سعيد الأموي ( 1 ) : كان عاملا لرسول الله على صنعاء اليمن ( فلما مات رسول الله رجع ‹ صفحة 153 › هو وأخواه أبان وعمر عن عمالتهم ، فقال أبو بكر : ما لكم رجعتم عن عمالتكم ؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله ( ص ) ، ارجعوا إلى أعمالكم . فقالوا : نحن بنو أحيحة لا نعمل لاحد بعد رسول الله ) ( 1 ) .

وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر ، فقال لبني هاشم : إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر نحن تبع لكم ( 2 ) .

و ( تربص ببيعته شهرين يقول : قد أمرني رسول الله ( ص ) ثم لم يعزلني حتى قبضه الله ، ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان ، فقال : يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم ، فأما أبو بكر فلم يحفل بها عليه ، وأما عمر فأضغنها عليه ) ( 3 ) . ( وأتى عليا ، فقال : هلم أبايعك فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك ) ( 4 ) ، ( فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خالد ) ( 5 ) .

( ثم بعث أبو بكر الجنود إلى الشام وكان أول من استعمل على ربع منها خالد بن سعيد ، فأخذ عمر يقول : أتؤمره وقد صنع ما صنع وقال ما قال ؟ ! فلم يزل بأبي بكر حتى عزله ، وأمر يزيد بن أبي سفيان ) ( 6 ) .

‹ صفحة 154 ›

موقف سعد بن عبادة بعد البيعة ( 1 ) :

ذكروا ( 2 ) ( أن سعدا ترك أياما ثم بعث إليه أن أقبل فبايع ، فقد بايع الناس وبايع قومك ، فقال :
أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل وأخضب سنان رمحي ، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي فلا أفعل ، وأيم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي واعلم ما حسابي ) .

فلما أتي أبو بكر بذلك ، قال عمر : لا تدعه حتى يبايع . فقال له بشير بن سعد : إنه قد لج وأبى ، وليس بمبايعكم حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته ، فاتركوه فليس تركه بضاركم ، إنما هو رجل واحد .

فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد ، واستنصحوه لما بدا لهم منه ، ‹ صفحة 155 › فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يجتمع معهم ولا يحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم . . . الخ ( فلم يزل كذلك حتى توفي أبو بكر وولي عمر ) ( 1 ) .
و ( لما ولي عمر الخلافة لقيه في بعض طرق المدينة .
فقال له : إيه يا سعد ؟
فقال له : إيه يا عمر ؟
فقال له عمر : أنت صاحب المقالة ؟
قال سعد : نعم أنا ذلك ، وقد أفضى إليك هذا الامر .
كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد أصبحت والله كارها لجوارك . فقال عمر : من كره جوار جار تحول عنه .

فقال سعد : أما إني غير مستنسئ بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك ، فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج إلى الشام في أول خلافة عمر . . . الخ ( 2 ) .

وفي رواية البلاذري : ( أن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر وخرج إلى الشام فبعث عمر رجلا ، وقال : ادعه إلى البيعة واحتل له فإن أبى فاستعن الله عليه ، فقدم الرجل الشام فوجد سعدا في حائط بحوارين ( 3 ) فدعاه إلى البيعة . ‹ صفحة 156 ›

فقال : لا أبايع قرشيا أبدا . قال : فإني أقاتلك .

قال : وإن قاتلتني . قال : أفخارج أنت مما دخلت فيه الأمة ؟ قال : أما من البيعة فإني خارج . فرماه بسهم فقتله ) ( 1 ) .

وفي تبصرة العوام : أنهم أرسلوا محمد بن مسلمة الأنصاري فرماه بسهم . وقيل إن خالدا كان في الشام يومذاك فأعانه على ذلك ( 2 ) .

قال المسعودي : " وخرج سعد بن عبادة ولم يبايع فصار إلى الشام فقتل هناك سنة 15 ه‍ " ( 3 ) . وفي رواية ابن عبد ربه : " رمي سعد بن عبادة بسهم فوجد دفينا في جسده فمات ، فبكته الجن فقالت :

وقتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده ( 4 ) " .

وروى ابن سعد : ( 5 ) " أنه جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته ووجدوه قد اخضر جلده " . ‹ صفحة 157 ›

وفي أسد الغابة ( 1 ) : " لم يبايع سعد أبا بكر ولا عمر ، وسار إلى الشام فأقام بحوارين إلى أن مات سنة 15 ه‍ ، ولم يختلفوا في أنه وجد ميتا على مغتسله وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول من بئر ولا يرون أحدا " .


هكذا انتهت حياة سعد بن عبادة ، ولما كان قتل سعد بن عبادة من الحوادث التي كره المؤرخون وقوعها أغفل جمع منهم ذكرها ( 2 ) وأهمل قسم منهم بيان كيفيتها ونسبوها إلى الجن ( 3 ) . غير أنهم لم يكشفوا عن منشأ العداء بين الجن وسعد بن عبادة ، ولماذا فوقت سهمها إلى فؤاد سعد دون سائر الصحابة ، فلو أنهم أكملوا الأسطورة وقالوا : إن صلحاء الجن كرهت امتناع سعد عن البيعة فرمته بسهمين فما أخطأ فؤاده لكانت اسطورتهم تامة .

من روى أن سعدا لم يبايع :
( 1 ) ابن سعد في الطبقات .
( 2 ) ابن جرير في تاريخه .
( 3 ) البلاذري في ج 1 من أنسابه .
( 4 ) ابن عبد البر في الاستيعاب .
( 5 ) ابن عبد ربه في العقد الفريد .
( 6 ) ابن قتيبة في الإمامة والسياسة في ج 1 .
( 7 ) المسعودي في مروج الذهب .
( 8 ) ابن حجر العسقلاني في الإصابة 2 / 28 .
( 9 ) محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1 / 168 .
( 10 ) أسد الغابة 3 / ‹ صفحة 158 › 222 .
( 11 ) تاريخ الخميس .
( 12 ) علي بن برهان الدين في السيرة الحلبية 3 / 396 و 397 .
( 13 ) أبو بكر الجوهري برواية ابن أبي الحديد عنه .


النعمان بن عجلان ورأيه ( 1 ) :

قال النعمان بن عجلان قصيدة في جواب أبيات عمرو بن العاص في قصة السقيفة منها هذه الأبيات :

وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم * عتيق بن عثمان حلال أبا بكر

‹ صفحة 159 ›

وأهل أبو بكر لها خير قائم * وإن عليا كان أخلق بالامر
وكان هوانا في علي وإنه * لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى * وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر وصي النبي المصطفى وابن عمه * وقاتل فرسان الضلالة والكفر
وهذا بحمد الله يهدي من العمى * ويفتح آذانا ثقلن من الوقر
نجي رسول الله في الغار وحده * وصاحبه الصديق في سالف الدهر
فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها * ولكن هذا الخير أجمع للصبر



موقف عمر ورأيه :

لقد مر بيان موقف عمر من بيعة أبي بكر ، أما رأيه فيها فقد قال : " إنه قد بلغني أن فلانا قال :
والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، فلا يغرن امرءا أن يقول :
إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ، وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها " ( 1 )



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


( 5 ) المسعودي في مروجه 2 / 60 . وابن ظهير في محاسن مصر والقاهرة مع اختلاف في اللفظ . راجع ص 265 من الغدير لصاحب العبقات السيد مير حامد حسين . وقد رواه كل من نصر بن مزاحم 135 - 136 ط القاهرة 1365 وفي شرح النهج 2 / 65 و 1 / 284 مع اختلاف في بعض ألفاظه .

‹ هامش ص 152 ›
( 1 ) خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس . أسلم قديما فكان ثالثا أو رابعا وقيل كان خامسا ، وقال ابن قتيبة في المعارف ص 128 : ( أسلم قبل إسلام أبي بكر ) .
وكان ممن هاجر إلى الحبشة واستعمله رسول الله مع أخويه على صدقات مذحج واستعمله على صنعاء اليمن ، ثم رجعوا بعد وفاة النبي ثم مضوا جميعا إلى الشام فقتلوا هناك واستشهد خالد بإجنادين يوم السبت لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة 13 ه‍ . الاستيعاب 1 / 398 - 400 والإصابة 1 / 406 ، وأسد الغابة 2 / 82 ، وراجع ابن أبي الحديد 6 / 13 و 16 .

‹ هامش ص 153 ›
( 1 ) المصادر المذكورة آنفا .
( 2 ) أسد الغابة 2 / 82 ، وابن أبي الحديد 2 / 135 . ط . المصرية الأولى .
( 3 ) الطبري ط . أوروبا 1 / 2079 ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 48 وفي أنساب الأشراف 1 / 588 ذكر أن خالد بن سعيد تأخر عن البيعة .
( 4 ) اليعقوبي 2 / 105 .
( 5 ) أسد الغابة 2 / 82 ، وراجع تفصيل ذلك في ابن أبي الحديد 1 / 135 نقلا عن سقيفة أبي بكر الجوهري .
( 6 ) الطبري 2 / 586 ، وفي ط أوروبا 1 / 2079 وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 48 . وفي أنساب الأشراف 1 / 588 ذكر أن خالد بن سعيد تأخر عن البيعة .

‹ هامش ص 154 ›
( 1 ) سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري ، شهد العقبة ومغازي رسول الله عدا بدر ، فإنه اختلف في أنه هل شهدها أم لم يشهدها ، كان جوادا سخيا وكانت راية الأنصار بيده يوم الفتح ، ولما نادى : ( اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة ) نزع رسول الله اللواء منه وأعطاه لابنه قيس ، ولم يبايع أبا بكر حتى قتل بسهمين في الشام سنة 15 ه‍ ودفن بحوارين . نسبه في جمهرة ابن حزم ص 65 ، والاستيعاب 2 / 32 - 38 والإصابة 2 / 27 - 28 .
( 2 ) الطبري 3 / 459 ، وابن الأثير 2 / 126 أورد الرواية إلى : فاتركوه ، وكنز العمال 3 / 134 ، الحديث المرقم 2296 ، الإمامة والسياسة 1 / 10 ، والسيرة الحلبية 4 / 397 . بعده ( لا يسلم على من لقي منهم ) . والطبري ط أوروبا 1 / 1844 .

‹ هامش ص 155 ›
( 1 ) الرياض النضرة 1 / 168 مضافا إلى المصادر .
( 2 ) طبقات ابن سعد 3 ق 2 / 145 ، وابن عساكر 6 / 90 بترجمة سعد من تهذيبه وكنز العمال 3 / 134 ، برقم 2296 ، والحلبية 3 / 397 .
( 3 ) من قرى حلب معروفة . معجم البلدان .

‹ هامش ص 156 ›
( 1 ) أنساب الأشراف 1 / 589 ، العقد الفريد 3 / 64 - 65 باختلاف يسير .
( 2 ) تبصرة العوام ط المجلس بطهران ص 32 .
( 3 ) في مروج الذهب 1 / 414 و 2 / 194 .
( 4 ) العقد الفريد 3 / 64 - 65 .
( 5 ) في الطبقات 3 ق 2 / 145 وابن قتيبة الدينوري في المعارف ص 113 .

‹ هامش ص 157 ›
( 1 ) في ترجمة سعد ، والاستيعاب 2 / 37 .
( 2 ) كابن جرير وابن كثير وابن الأثير في تواريخهم .
( 3 ) كمحب الدين الطبري في الرياض النضرة ، وابن عبد البر في الاستيعاب .

‹ هامش ص 158 ›
( 1 ) النعمان بن عجلان الزرقي الأنصاري لسان الأنصار وشاعرهم استعمله علي على البحرين ، ترجمته في الاستيعاب . ط . حيدر آباد 1 / 298 رقم 1323 ، وأسد الغابة 5 / 26 والإصابة 3 / 532 ونسبه في الجمهرة ص 327 - 338 ، والاشتقاق ص 461 والأبيات عن كتاب الموفقيات للزبير بن بكار برواية ابن أبي الحديد تحقيق محمد أبو الفضل 6 / 31 . وجاء ابن عبد البر بعده فأورد القصيدة بترجمته من الاستيعاب غير أنه حذف البيتين ( فذاك بعون الله . . . وصي النبي المصطفى . . . ) وأبقى بعدهما : ( وهذا بحمد الله يهدي . . . ) حذف فذاك . . . في نعت علي ، وأبقى وهذا في نعت أبي بكر ! وجاء ابن الأثير بعد ابن عبد البر فحذف في أسد الغابة 5 / 26 من القصيدة جميع هذه الأبيات التي فيها ذكر أمر الخلافة بعد أن قال :
( ومن شعره يذكر أيام الأنصار ويذكر الخلافة بعد النبي ) ثم أورد أبياته في أيام الأنصار فحسب ثم قال : وهي طويلة . وجاء ابن حجر بعده فقال في ترجمته : ( وهو القائل يفخر بقومه من أبيات ) ثم أورد أبياته في المفاخرة بأيام الأنصار ولم يذكر من أبيات هذه القصيدة ما فيه ذكر الخلافة . وهكذا كلما تأخر الزمن حذف العلماء من الروايات ما لم يرق لهم ذكره ، فابتعدنا عن فهم الواقع التاريخي .

‹ هامش ص 159 ›
( 1 ) لقد تخيرت اللفظ من سيرة ابن هشام 4 / 336 - 338 ، والبخاري كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا 4 / 119 ، و 120 وكنز العمال 3 / 139 الحديث 2326 وشرح النهج 2 / 3 باختلاف يسير . وراجع بقية مصادره في ص 131 - 139 ( التحصن بدار فاطمة ) وذكر اليعقوبي من كلام عمر قوله كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد لمثلها فاقتلوه " وفي أنساب الأشراف ج 1 عين المعزوم على بيعته من كان . فقد روى في ص 581 أن عمر قال بلغني أن الزبير قال وقد مات عمر بايعنا عليا . . ) الحديث وفي حديثه بصفحة 583 - 584 أن فلانا وفلانا قالا لو قد مات عمر بايعنا عليا . . . فمن بايع رجلا على غير مشورة فإنهما أهل أن يقتلا وإني أقسم بالله ليكفن الرجال أو ليقطعن أيديهم وأرجلهم وليصلبن في جذوع النخل . . . ) الحديث .


تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 
التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق الاعظم ; 07-28-2010 الساعة 12:15 AM

رد مع اقتباس
قديم 07-28-2010, 12:17 AM   #13
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي نتيجة المقارنة :



العنوان:


نتيجة المقارنة :

لقد أوردنا في مبدأ البحث سبعة من أحاديث سيف الموضوعة حول السقيفة وبيعة أبي بكر . وإن روايات سيف عن السقيفة تشمل أمورا قد تفرد سيف بروايتها . منها ما روي في امتناع خالد عن البيعة أنه كان لتمزيق جبته الديباج بأمر عمر ، لأنه كان قد لبسها في السلم وليس لرجل أن يلبس الحرير إلا في الحرب .

وأنه لذلك قال لعلي : أغلبتم يا بني عبد مناف ؟
وأن عليا قال في جواب خالد بن سعيد : أمغالبة ترى أم خلافة ، ومنها المحاورة التي نسبها إلى عمر ، إلى غيرها مما لم يرد ذكر شئ منها في غير رواية ( سيف ) وإنما هم ذكروا ما نقلناه في ص 157 - 158 وأن موقفه ذلك وتربصه عن البيعة كان انتصارا لعلي بن أبي طالب لا غيظا منه وحنقا على تمزيقهم جبته الديباج كما زعمه ( سيف ) .

وقال في رواية عن سعد بن عبادة : أنه قد بايع مكرها ( 1 ) وكي يؤيد ذلك وضع محاورة عن لسان سعد ، وزعم أنها قد جرت بين سعد وبينهم .

ويسند ( الفلتة ) إلى الأنصار في معارضتهم لبيعة أبي بكر ليعالج بذلك قول عمر في بيعة أبي بكر : ( إنها كانت فلتة ) ( 2 ) وفي روايته عن بيعة علي بن أبي طالب يقول : ‹ صفحة 161 › إن عليا كان في بيته لما أنبى أن أبا بكر جلس للبيعة فخرج في قميص ما عليه رداء ولا إزار كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتي به فتجلله ( 1 ) .

ولدى مقارنة هذه الرواية بالروايات الصحيحة المتواترة ، والتي أوردنا طرفا منها في ما سبق يتضح مبلغ ولع سيف في وضع الاخبار خلافا للواقع وذلك تغطية منه للحقيقة ومحوا لآثارها ، فإنه قد اختار عليا مرشح المهاجرين وسعدا مرشح الأنصار دون غيرهما من الصحابة ليصرح بأنهما قد بايعا .

وإنك قد رأيت في ما أوردناه ( 2 ) أن سعدا لم يبايع حتى قتله الجن بسهمين طريدا بعيدا عن أهله وذلك لأنه لم يبايع ! !

وأن عليا هو الذي طالب بها ، وأن جميع بني هاشم وجمعا من المهاجرين تخلفوا عن بيعة أبي بكر وهم يطالبون له بالبيعة ، وسيف يزعم أن عليا بادر إلى بيعة أبي بكر في اليوم الأول من بيعة أبي بكر ، وأن أبا بكر قد بويع له في اليوم الأول من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لأنهم كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة ) على حد تعبير سيف .

وكان علي عند ذاك مشغولا بتجهيز النبي لم يفارقه هو ولا بقية بني هاشم الأقربون إليه ، ولم يتركوه كما فعل غيرهم .

ويزعم سيف أنه خرج مسرعا بلا رداء ولا إزار ثم بايع أبا بكر وجلس إلى جنبه . أما جنازة النبي فقد نسيها سيف . ‹ صفحة 162 ›

وقد وضع سيف سبع روايات في بيعة أبي بكر إتقانا للصنعة ، وليؤيد بعضها بعضا فيظن القارئ ورود عدة روايات بطرق مختلفة تصرح بأنه لم يتخلف أحد عن بيعة أبي بكر ، وقد خص روايتين منها ببيعة سعد ، فيروي في أولاهما مخالفة سعد ثم بيعته ، وفي الثانية عتابه لهم على أخذهم البيعة منه كرها ، ويقول في الرابعة : " إنه ما خالف أحد إلا مرتد أو من قد كاد أن يرتد " ويسأل الراوي هل قعد أحد من المهاجرين ؟

فيقول : " تتابع المهاجرون على بيعة من غير أن يدعوهم " فإذا قارنت هذه بما مر من الاخبار المروية في كتب الصحاح والمسانيد والسير والتواريخ مما روي عن أبي بكر وندمه على إدخاله الرجال في دار فاطمة ، وعن عمر في ذكره تخلف علي والزبير ، ومن معهما عن البيعة ، وقوله في بيعة أبي بكر إنها كانت فلتة ، وغير ذلك مما وقع من كسر سيف الزبير ، ووطئ سعد بن عبادة .

إذا راجعت ما مر عرفت مدى تحري سيف الوقائع التاريخية ليضع أخبارا خلافا للواقع التاريخي .

وقد ذكر سيف أنه لم يتخلف أحد عن بيعة أبي بكر إلا من ارتد أو قد كاد يرتد ، احتياطا للامر ولتظن الارتداد عن الاسلام في من يبلغك أنه خالف البيعة من الصحابة . أما الذين تشملهم تهمة الارتداد فقد صرح المؤرخون بأن ممن خالف بيعة أبي بكر مطالبا ببيعة علي هم :
( 1 ) الزبير بن العوام .
( 2 ) العباس بن عبد المطلب .
( 3 ) المقداد بن الأسود .
( 4 ) طلحة بن عبيد الله .
( 5 ) سعد بن أبي وقاص - وهؤلاء هم الذين صرحوا عنهم أنهم اجتمعوا في دار فاطمة ليبايعوا عليا –
( 6 ) أبو ذر الغفاري .
( 7 ) سلمان الفارسي .
( 8 ) الفضل بن العباس .
( 9 ) خالد بن سعيد الأموي .
( 10 ) البراء بن عازب .
( 11 ) عمار بن ياسر .
( 12 ) أبان ابن سعيد .
( 13 ) أبي بن كعب .
( 14 ) أبو سفيان بن حرب ، وسعد بن

‹ صفحة 163 ›
عبادة الذي كان يطلب البيعة لنفسه . وأن هؤلاء جميعا تشملهم تهمة سيف بالردة عن الدين ( 1 ) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 160 ›
( 1 ) ( 2 ) راجع قبله ص 93 - 94 .

‹ هامش ص 161 ›
( 1 ) راجع قبله صفحة - 94 .
( 2 ) راجع قبله ص 159 - 163 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:40 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية