هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:17 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أثر الصلاة على سلوكنا (شبكة المنير )



أثر الصلاة على سلوكنا
- 2007/01/25 -

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ(1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً }

انطلاقا من الآية المباركة نتحدث في محاور ثلاثة:
1/ حاجة الإنسان للعبادة.
2/ قوام العبادة بالخشوع.
3/ مراتب الخشوع.

المحور الأول حول حاجة الإنسان للعبادة:
ذكر علماء النفس أن فاعلية الهدف منوطة بالانسجام مع ذات الإنسان الهادف، مثلا إذا دخل الطالب تخصص الطب ليتخرج طبيبا فان هذا الهدف وهو كونه طبيبا ناجحا إنما يكون فاعلا إذا كان هذا الهدف منسجما مع ذات هذا الطالب، منسجما مع ميوله ،منسجما مع نزعاته، منسجما مع طبيعته,إما لو كان هذا الطب منافرا لميوله، و منافرا لطبعه، فان الهدف لن يكون فاعلا، فاعلية الهدف بانسجام الهدف مع الذات، ومع ميولها، لذلك نحن نتسائل، الهدف من وجودنا ما هو؟

الهدف من وجودنا هو العبادة، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، إذا كان الهدف من وجودنا هو العبادة، فهل هذا الهدف ينسجم مع أنفسنا؟ هل أن العبادة هدف يتلائم مع طبيعتنا البشرية؟ هل أن العبادة هدفاً ينسجم مع ميولنا ونزعاتنا؟إذا كانت العبادة هدفا منافرا لنفوسنا و منافرا لطبيعتنا فسوف نمارسه ممارسة الوظيفة أي أننا نقوم به بدافع الوظيفة السماوي ليس إلا، وبالتالي سيفقد هذا الهدف مضمونه، وسيفقد هذا الهدف روحه، ويكون جعله هدفا لغوا من الله تبارك وتعالى، لأنه هدف لا مضمون له ولا روح فيه، واللغو قبيح والقبيح لا يصدر منه تبارك وتعالى.

وإذا كان هذا الهدف وهو العبادة منسجما مع طبيعتنا البشرية، فإننا سنمارس العبادة حتى لو لم نأمر بها،فإننا سنمارس العبادة حتى لو لم تفرض علينا، لأن العبادة تنسجم مع ذواتنا، ومع طبيعة أنفسنا، والصحيح أن العبادة تلبي حاجتا ذاتيتا داخليتا عندنا، لولا أن العبادة تنبع منا، وتنبع من حاجاتنا، لما جعلها الله هدفا لوجودنا.

إنما جعلت العبادة هدفا لانسجامها الكامل مع طبيعتنا ومع حاجاتنا. نحن نحتاج إلى العبادة حاجات فطرية، نحن نحتاج إلى العبادة حاجتنا إلى الأمن، نحن نحتاج إلى العبادة حاجتنا إلى التعبير عن الذات، نحن نحتاج إلى العبادة حاجتنا إلى الشحنة الروحية، والرصيد النفسي، كيف ذلك؟

الإنسان خلق هلوعاً، خلق ومعه عقدة الخوف، يخاف من كل شيء، يخاف من المستقبل، من الأمراض، من الكوارث، من كل شيء، وعقدة الخوف لا علاج لها إلا أن يشعر الإنسان بالأمن والحماية، والطمأنينة، علاج عقدة الخوف الشعور بالأمن، الشعور بالطمأنينة، ومن أين يحصل الإنسان على الشعور بالأمن والطمأنينة كي يعالج عقدة الخوف؟

الشعور بالأمن والطمأنينة لا يتوفر الإنسان إلا من خلال العبادة، إلا من خلال الصلاة، إلا من خلال المناجاة ،لأن الصلاة ارتباط بمصدر الحياة، الصلاة مناجاة لمصدر العطاء، لمصدر الحياة، لمصدر الدفء، فإذا أنا ارتبطت بمصدر الوجود كله، مصدر الرزق، مصدر الحياة، مصدر العطاء، مصدر الرحمة، إذا ارتبطت بمصدر الفيض كله، حصلت على الأمان، وحصلت على الشعور بالحماية، لأنني ارتبطت بمصدر الأمن والحماية، ألا وهو الله تبارك وتعالى من خلال الصلاة قال تعالى:{ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} , نحن نحتاج إلى الصلاة حاجتنا إلى التعبير عن الذات، الإنسان إذا قست عليه الظروف الاجتماعية، وتراكمت عليه الهموم من كل مكان، ألا يحتاج إلى أن ينفس عن نفسه، الإنسان إذا قست عليه الهموم احتاج إلى أن ينفس، احتاج إلى أن يعبر عن ذاته، احتاج إلى أن يبوح بما في صدره، وبما في فلبه، يبحث عن شخص صديق حميم يستمع إليه، ويتلقى أحاسيسه وشكواه.

كذلك الإنسان إذا تراكمت عليه الذنوب، وتراكمت عليه المعاصي، وأحس بوخزها، وأحس بألمها، وأحس بفظاعتها، فانه يحتاج إلى أن يتكلم، يحتاج إلى أن يعبر عن ذنوبه، يحتاج إلى أن يتحدث عن معاصيه، يحتاج إلى أن يتحدث عن أخطائه، حتى يخفف عبء الذنوب، وعبء وخزها وألمها، وكيف يعبر عن ذنوبه وأخطائه، ولا يوجد مخلوق يتلقاني وأنا أتحدث عن ذنوبي، ولا يوجد مخلوق يرحب بي وأنا أتحدث عن أخطائي الفاحشة منذ يوم بلوغي إلى هذا اليوم، ولو وجد هذا المخلوق، فانه لا ينفعني، لأنني أحتاج إلى موجود يساعدني على تغيير أوضاعي، أحتاج إلى موجود إذا تحدثت إليه نقلني من الصفحة السوداء، صفحة الرذائل، إلى الصفحة المشرقة البيضاء، صفحة الفضائل. فمن هو الموجود الذي إذا تحدثت إليه احتضنني، ورحب بي، ونقلني من حفرة الذنوب إلى قمة التوبة، هذا الموجود هو الذي قال ادعوني استجب لكم، قال تعالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} , إذا الصلاة تعبير عن الذات، فهي حاجة فطرية إنسانية، نحن نحتاج إلى الصلاة حاجتنا إلى الشحنة الروحية، الحياة كلها تعب، الحياة كلها ألم، الحياة كلها مصاعب، حتى الملوك، حتى السلاطين، حتى الأثرياء، يعيشون متاعب الحياة، عجب كلها، تعب كلها الحياة، فما أعجب إلا من راغب في ازدياد، الحياة كلها متاعب، وكلها مصاعب، مصاعب العمل، مصاعب الأهل، مصاعب الأعداء، مصاعب الأصدقاء، الحياة بمصاعبها كيف يواجهها الإنسان؟وكيف يقاومها الإنسان؟ الإنسان بحاجة إلى طاقة من الصبر، وشحنة روحية يقاوم بها متاعب الحياة، من أين يحصل الإنسان على الشحنة الروحية؟ من أين يحصل الإنسان على طاقة من الصبر وقوة الإرادة يقاوم بها متاعب الحياة؟ من أين؟ من الصلاة.

الصلاة تغذيك بشحنة روحية ورصيد روحي يوفر لك طاقة من الصبر وقوة الإرادة أمام مصاعب الحياة قال تعالى:َ{اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} , استعينوا بالصلاة، الصلاة تسبغ علينا هدوءا، تسبغ علينا سكونا، تسبغ علينا ارتياحا، وهذا الهدوء والسكون رصيد ينفعنا في مواجهة مصاعب الحياة، لذلك قالت الآية المباركة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كناية عنا، هي تخاطب النبي والصحيح أنها تخاطبنا نحن، الآية تقول:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ(1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً},لا تلجأ إلى النوم.

كثير منا إذا إصابته الهموم يلجأ إلى النوم، يظن أن النوم يخلصه من الهموم، يظن أن النوم يخفف عنه متاعب الحياة، الآية تقول لا، ليس النوم ملاذا، ليس النوم مخلصا من الأتعاب، إذا أردت أن تخلص نفسك من أتعاب الحياة فلا تلجأ إلى النوم، أترك النوم، يا أيها المزمل أترك النوم، لأن النوم لا يخفف عنك متاعب الحياة،الجأ إلى الشحنة الروحية التي تملأ قلبك، وتملأ صدرك، وتجعلك قوي الإرادة، قوي العزيمة، قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، لا يهم المدة، المهم أن تتزود من الشحنة الروحية، شحنة صلاة الليل، قم الليل إلا قليلا، إذا قم في ظلام الليل.

وما أجمل هذه الدقائق التي يصلي فيها الإنسان صلاة الليل، خصوصا ليلة الجمعة، دقائق لكنها تغمر قلبك بالنور، دقائق في الظلام تغمر قلبك بالنور، دقائق أمام الله تملئ قلبك بالحيوية والنشاط ، وتشحنك شحنا روحيا، أبديا، سرمديا، قم الليل إلا قليلا، ورتل القرآن لأنه يسبغ عليك خشوعا و خضوعا، وإذا ملكت الشحنة الروحية صرت ومؤهلا قال تعالى:{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً(5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً}، هذا القول الثقيل يحتاج إلى رصيد روحي، يحتاج إلى شحنة روحية، إنما تحصل عليها من خلال صلاة الليل ، هذه هي حاجتنا إلى العبادة.

المحور الثاني العبادة وقوامها بالخشوع:
الصلاة لها جانبان، جانب ملكي، وجانب ملكوتي، كسائر أعمالنا، فان أعمالنا لها جانبان، جانب حسي يسمى بالجانب الملكي قال تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ، وجانب غيبي يسمى بالجانب الملكوتي" فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " الصلاة أيضا لها جانب حسي من قيام وقعود وسجود وأذكار، ولها جانب غيبي، وهو مضمونها، ما هو مضمونها؟ مضمونها قال تعالى:{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} هل الصلاة التي صليناها نهتنا عن الفحشاء والمنكر؟ نحن صلينا عشرين سنة، ثلاثين سنة، أربعين سنة، كل بحسب عمره، هل تغيرت أوضاعنا؟ هل تغير سلوكنا؟ هل تغيرت أخلاقنا؟ أم ليس للصلاة أثر على سلوكنا ولا على أوضاعنا ولا على تصرفاتنا، إذا صلاتنا كانت صلاة ملكية فقط، ولم تكن صلاة ملكوتية، لم تكن ذات مضمون، لم تكن ذات معنى، كانت رياضة جسدية، ولقلقة لسانية، لم تخرج من الإطار الملكي الى المعراج الملكوتي، الصلاة معراج المؤمن، الصلاة قربان كل تقي، صلاتنا ما خرجت من الإطار الملكي أبدا، لذلك لا أثر لها على أوضاعنا وسلوكنا، وسنبقى مع هذه الصلاة ، صلاة الكسالى، صلاة الرياضيين، صلاة المتنفرين، الى أن يأتي يوم سماه القرآن يوم الحسؤة قال تعالى:{ َأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}، لماذا؟

الحسرة في الدنيا ليست حسرة دائمة، حسرة مؤقتة، لأنها حسرة مشوبة بالأمل، مشوبة ببارقة التغير، ببارقة الانفراج، لكن الحسرة في الآخرة حسرة مؤلمة، حسرة دائمة، حسرة متجددة، يوم تعرض علي صلاتي في الآخرة ويقال لي كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا، هذه صلاتك، أنت اقرأها بنفسك، الأعمال تتجسم يوم القيامة، صلاتي ستتجسم أمامي يوم القيامة، إما أن تتجسم قصرا ونهرا وشجرا، وإما أن تتجسم ثوبا ممزقا مخرما وسخا قذرا ويقال لي هذه صلاتك، هذا الثوب القذر الوسخ ، هذه صلاتك، التي كنت تصليها بكسل وضجر وملل ونفره، هذه هي صلاتك ثوب وسخ قذر" كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ويوم إذ تصيبني الحسرة والندامة، ولا رجوع، ولا تغيير قال تعالى:{ َأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ},إذا نحن نحتاج إلى صلاة ملكوتية، والصلاة الملكوتية هي صلاة الخشوع، قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ما معنى الخشوع؟

الخشوع هو عبارة عن التسليم، القرآن الكريم يقول:{َمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} ، خاشعة يعني مسلمة، تنتظر ماذا يحصل، و الخشوع يعني التسليم، كيف التسليم؟ أنا عندما أقاد إلى السجن فاسلم بمصيري لا حول لي ولا قوة، أو هذا الذي يحكم عليه بالقتل، فيسلم رقبته للسياف، لا حول له ولا قوة، التسليم المطلق لله عز و جل هو الخشوع، الخشوع يعني أسلم لك كلي بروحي ببدني بجميع شؤون حياتي، أسلمها لك، هذا الخشوع نستشعره في بداية الصلاة، وجهت وجهي، وأسلمت أمري، للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما وما أنا من المشركين،قال تعالى:{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.
إذا الخشوع هو التسليم، وهذا التسليم له أثران:
الأثر الأول: خضوع الجوارح.
الأثر الثاني: رسوخ الإيمان.

أما الأثر الأول: وهو خضوع الجوارح، مر النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، على رجل يصلي وهو يعبث بلحيته، أثناء الصلاة و قال ( لو خشع قلبه لخشعت جوارحه )، أثر الخشوع سكون الجوارح، أن تقف موقفا ذليلا متواضعا أمام ربك عز و جل، الأثر الثاني رسوخ الإيمان، القرآن الكريم يقول:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} هم مؤمنون ولكن لا خشوع لهم، أن تخشع قلوبهم لذكر الله قال تعالى:{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ، كيف تخشع قلوبهم لذكر الله، أحد الأولياء كان منحرفا أيام شبابه، كان منحرفا أيام صغره، يصنع المعاصي والذنوب، ولكنه فقد طفلة صغيرة له أيام انحرافه، بكى على الطفلة عندما فقدها، ولكنه لم يأخذ العظة والعبرة من موتها أبدا، إلى أن ظل منغمسا في الذنوب ومنحدرا في هاوية المعاصي، فرأى في منامه أنه يسير في وادي، وذلك الوادي كله أشواك، كله ذئاب، كله وحوش، يقوم ويسقط، يستقيم وينحني، إلى أن رأى جبلا ورأى فوق الجبل طفلته الصغيرة التي فقدها فناداها، ناداها أن تنفذه من ذلك الوادي المليء بالأشواك، والمليء بالمشاكل والمتاعب، فمدت يدها إليه وأراد أن يصعد الجبل، ولكنه لم يستطع، كما رقى احتوشته الكلاب وصارت تنهش من لحمه، وتأكل من بدنه، كلما أراد أن يرقى الجبل، احتوشته الكلاب كأنه فريسة شهية لها، وهو يصرخ ويلهث كالظمآن، إلى أن مدت إليه الطفلة يدها، وأخذته من الوادي وقالت له:{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }، قال ما هذه الكلاب؟

قالت هذه أعمالك السيئة، هذه علاقاتك غير المشروعة، هذه معاصيك، هذه افترائاتك، هذه ذنوبك، تصورت لك بصورة الكلاب العاوية المتوحشة ،أما آن لك أن تغير خطك؟ أما آن لك أن تستجيب وأن تنتقل من هذه الذنوب إلى رحاب الطاعة؟ والى رحاب الاستقامة؟ إذا الخشوع يزرع الخضوع، ويرسخ الإيمان.

المحور الثالث مراتب الخشوع:
كلنا يرغب في صلاة الخشوع، كلنا يرغب في الصلاة الملكوتية، كلنا يريد ولو ليلة جمعة ولو أن يصلي صلاة الليل في ليلة الجمعة صلاة خاشعة صلاة ملكوتية، صلاة عارجة إلى ربها، كيف نصلي صلاة خاشعة؟ كيف نمتلك روح الخشوع؟ وكيف نمتلك الصلاة الملكوتية؟

الخشوع له مراتب: مرتبة حضور القلب، مرتبة التفهم، مرتبة التعظيم، مرتبة الرجاء، مرتبة الحياء.
الخشوع خطوات ومراتب إذا سلكتها وصلت إلى طعم الخشوع، نحن نصلي لكننا لا نتذوق طعم الصلاة، الصلاة لها طعم، الصلاة لهل ذوق، الصلاة لها معنى، نحن نصلي لكننا لا نتذوق طعم الصلاة، لاحضوا صلاتنا، ولا حضوا صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، النبي كان يشتاق إلى الصلاة، كان يتهيئ قبل أن يؤذن المؤذن، ويقف على رجليه ينتظر متى يؤذن المؤذن، ويقول يا بلال أرحنا يا بلال، يعني أذن حتى ألقى صلاتي، وحتى ألقى معشوقي، كان يعشق الصلاة، كان يرى أن الصلاة معشوقة، لأن في الصلاة لقاء مع الحبيب الحقيقي، لقاء مع المعشوق الحقيقي، وهو الله تبارك وتعالى، إلا تتهيئ للقاء معشوقك؟

طبعا. أنا عندما أحب إنسانا أتهيئ للقائه، وأفرح للقائه، أنا عندما أحب عملا وأحب مقابلة، أتهيئ لها، أفرح بالقدوم عليها، الصلاة لقاء مع الحبيب، الصلاة لقاء مع المعشوق، فهل تتهيئ لها؟ وهل تفرح لها؟ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول يا أبا ذر إن الله جعل قرة عيني الصلاة، نحن قرة أعيننا المال، إذا حصلنا على المال قرت أعيننا، إذا حصلنا على الثروة والجاه قرت أعيننا، إذا حصلنا على المنصب والوظيفة قرت أعيننا، لكن النبي يقول قرت عيني الصلاة، إن الله جعل قرة عيني الصلاة، وحببها إلي، كما حبب إلى الجائع الطعام، وحبب الى الظمآن الماء، فإذا شرب الظمآن روي، وإذا أكل الجائع شبع، وأنا لا أشبع من الصلاة.

الإنسان عندما يجلس مع حبيبه هل يشبع منه؟ الإنسان إذا جلس مع حبيبه لا يشبع منه، ولا يمل منه، ولا يسأم منه، لأن أجواء الحب تغمرهما، النبي محبوبة الصلاة، معشوقة الصلاة، فلا يمل منها ولا يسأم منها أبدا، لذلك هذه صلاة النبي، وتعال إلى صلاتنا، نحن مصداق لقوله تعالى{ َإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى} ,الصلاة صخرة ثقيلة على ظهورنا متى نلقيها ونستريح منها، وخصوصا صلاة الفجر، التي هي تنافر النوم، وتنافر الراحة، وتنافر السكينة، وتنافر الاسترخاء من الإتعاب ومن المصاعب، الصلاة عندنا ثقيلة، والصلاة عند النبي فرحة، يتلقاها ويستقبلها.

المرتبة الأولى من مراتب الخشوع: حضور القلب:
ما معنى حضور القلب؟ حضور القلب: يعني التوجه إلى الصلاة بإقبال، التوجه إلى الصلاة بانفتاح، هذا هو معنى حضور القلب، نحن ندخل الصلاة ونحن ما زلنا نفكر في العمل، والوظيفة، والأهل، والأولاد، والسيارة وما أشبه ذلك. صلاتنا مشغولة بدنيانا، صلاتنا مشغولة بهمومنا، لا بهموم العبادة، لذلك نحن لا نمتلك حضور القلب، حضور القلب ركيزة أساسية في صلاة خاشعة، النبي يقول لأبى ذر: ليس لك في صلاتك إلا ما أقبلت عليه بقلبك، بمقدار ما تقبل بمقدار ما تحصل على صلاة خاشعة، ليس لك في صلاتك إلا ما أقبلت عليه بقلبك، النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لأبي ذر: إن العبد إذا قام إلى صلاته وكل الله به ملكا يقف على رأسه فيقول له أيها المصلي: أتدري تقف بين يدي من؟ أتدري أنك تناجي من؟ لو علمت ما ألتفتت وما زلت عن موضعك أبدا. الحسن بن علي(عليه السلام)، كان إذا وقف على باب المسجد اصفر لونه، وارتعدت فرائصه، فيقال ما بك يا أبا محمد، قال أتدرون إني أقف بين يدي من؟ قال إني أقف بين يدي جبار الجبابرة، وملك الملوك، جرب نفسك إذا وقفت أمام ملك أو سلطان كيف تقف؟ ألا تقف بتهيئ؟ ألا تقف متواضعا؟ ذليلا مرحبا محيينا، إذا كنت تقف أمام الملوك بتحية وترحيب وإقبال وتواضع، فلماذا لا تقف عشر هذا الوقوف بين يدي ملك الملوك تبارك وتعالى، النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن الصلاة ليقبل نصفها أو ثلثها أو ربعها أو عشرها، وان من الصلاة لما يلف كما يلف الثوب الخلق البالي ثم يضرب بها وجه صاحبها، صلاتنا هكذا صلاتنا ثوب خلق بالي ممزق وسخ يلقانا يوم القيامة كما ورد عن النبي وهو يقول لنا ضيعتني ضيعك الله، أنت كنت تسرق صلاتك.

رأى الإمام أمير المؤمنين رجلا يخلط الركوع في السجود والسجود في القيام، يريد أن يخلص من الصلاة حتى يلحق على مذاكرته أو على عمله أو على جلوسه مع أصدقاءه، كل شيء على حساب الصلاة، المذاكرة على حساب الصلاة، أيام الامتحانات على حساب الصلاة، العمل على حساب الصلاة، الجلوس مع الأصدقاء على حساب الصلاة، كل أعمالنا تؤثر على الصلاة، كل أعمالنا تقدم على الصلاة، آخر عمل نهتم به ونفكر فيه هو الصلاة، كل شيء على حساب الصلاة، رآه يسرق صلاته، فقال أمير المؤمنين: أسرق الناس من سرق صلاته، ذلك الإنسان اللص الذي يهجم على البيوت ويأكل الثروات، ويأخذ الأموال لم يسرق كما سرق هذا الإنسان الذي يدعي أنه مؤمن وهو يسرق صلاته، لأنه يسرق طعم الروح، ذلك يسرق طعم البدن وهذا يسرق طعم الروح، اللص يأكل رزق البدن لكن المسرع في صلاته يأكل رزق الروح، يأكل رزق الروح ويقضي عليه، أسرق الناس من سرق صلاته، نحن كل شيء مقدم عندنا على الصلاة، لذلك تخاطبنا الصلاة يوم القيامة، ضيعتني ضيعك الله.

المرتبة الثانية من مراتب الخشوع مرتبة التفهم:
الصلاة تعني الاستحضار، أن تصلي وأنت تفكر فيما تقول، وأنت تفكر فيما تصنع، النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأبي ذر رضي الله تعالى عنه: ركعتان مقتصدتان بتفكر خير من فيام ليلة والقلب لاهي، صلاة مع تفكر، صلاة مع التفات، إلى ماذا تقول والى ماذا تعمل، مثلا نحن في الصلاة نرفع أيدينا ونقول ربي اغفر لي وارحمني، وأنت أرحم الراحمين، نحن بين السجدتين نقول: استغفر الله ربي وأتوب إليه، فهل نقولها ونحن صادقون؟ فهل نقولها ونحن نلتفت إلى معناها أم نقولها ونحن مصرون على الذنوب و المعاصي؟ أقول في الصلاة ربي اغفر و ارحم وأنا أدري أنني أعيش ازدواجية الشخصية، أعيش شخصية ذات لونين، وذات وجهين، شخصية تصلي، وتطلب المغفرة لكنها مصرة على استماع الأغاني، لكنها مصرة على العلاقة الغير مشروعة مع المرأة الأجنبية، لكنها مصرة على عقوق الوالدين، لكنها مصرة على أكل الحقوق الشرعية، وابتلاع الحقوق الشرعية، إذا بالنتيجة أنا أعيش ازدواجية الشخصية، أعيش لونين، أعيش شكلين، ربي اغفر و ارحم، وتجاوز عما تعلم، لكنني أقولها بدون تفهم، ولا ألتفت على معناها لأنني مصر على الذنوب والمعاصي، لأن قلبي اسود باسوداد الذنوب، أتدرون أن القلب يسود، القرآن الكريم يقول: قال تعالى:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

الرين هو الصبغ، القلوب تصبغها الذنوب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أذنب العبد خرج في قلبه نقطة سوداء، فان تاب انمحت، وان عاد عادت، حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبدا. يصبح قلبه فحمة سوداء، من كثرة الذنوب وشدة المعاصي قال تعالى:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} إذا كان قلبي فحمة سواء من كثرة الذنوب فكيف يكون لي حضور في الصلاة، وتفهم في الصلاة، النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله كل يوم سبعين مرة، الرسول يعلمنا كيف نزيل غبار الذنوب، كيف نحول القلب من فحمة سوداء إلى قطعة بيضاء، أن استغفر يوميا سبعين مرة، عملية تدريبية لتطهير القلب من رين الذنوب ومن صبغ المعاصي، ورد عن النبي عليه السلام أنه قال: ركعتان إذا صليتهما ولم تحدث نفسك فيهما بشيء من الدنيا غفر الله لك جميع ذنوبك، تفريغ القلب لله، لا تفكر إلا في القبر، لا تفكر إلا في الآخرة، لا تفكر إلا في الله، لا تفكر إلا في الطاعة، حاول ولو ركعتين أن تفرغ قلبك من الدنيا كلها، من الزوجة والأهل والأولاد والعمل والمشاكل، فرغ قلبك لله وأنت ستحصل على النتيجة، يغفر لك جميع ذنوبك، كيف أفرغ قلبك لله؟

بمجرد أن تشرع للصلاة تذكر مصيرك، بمجرد أن أدخل الصلاة أتذكر موتي، أتذكر فلبي، أتذكر لحدي، أتذكر آخرتي، أتذكر حشري ونشري ومالي لا أبكي، ولا أدري إلى أين مصيري وقد خفقت فوق رأسي أجنحة الموت، ومالي لا أبكي، أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي، أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري، انظر مرة عن يميني ومرة عن شمالي، إذ الخلائق في شأن غير شأني قال تعالى:{ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}، هذا هو بداية التفهم، بداية التفهم أن أفكر في مصيري، وأن أفكر في آخرتي، أنت تقرأ في الصلاة قوله تعالى:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّين}، هل فكرت يوما لماذا قال تعالى مالك يوم الدين؟ الله مالك كل شيء، لماذا يوم الدين؟ لماذا لم تقل الآية مالك كل شيء؟ ما هي الخصوصية في يوم الدين حتى يقال مالك يوم الدين؟ مع أنه تبارك وتعالى هو الخالق لكل شيء فهو المالك لكل شيء قال تعالى:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}.

لان يوم الدين هو يوم ظهور مالكيته تبارك وتعالى، الإنسان في الدنيا يغفل عن مالكية الله يظن إن الوجود مستقل عن الله، لكن اليوم الذي تظهر فيه مالكية الله بشكل واضح هو يوم الدين، علماء العرفان يقولون: الوجود بين قوسين، قوس النزول وقوس الصعود، قوس النزول عندما أفيض الوجود من قبله سبحانه، عندما أفاض الله الوجود، نزل الوجود على شكل كثرات متفرقة، صار سماء، صار أرض، صار شمس، صار قمر، صار انسان، صار حيوان، صار نبات، صار بكر، صار زيت، صار خالد، كلها كثرات، نزل الوجود منه هو الواحد الأحد، وفيضه واحد، لأن الواحد لا يصدر منه إلا الواحد، لكن فيضه عندما نزل صار كثيرا، صار متفرقا، صار أسماء كثيرة، وأنا مشغول بهذه الأسماء، مشغول بزوجة وأولاد ووظيفة وراتب، مشغول بالكثرة، إذا جاء يوم القيامة جاء قوس الصعود، قوس النزول كان كثرات، أما قوس الصعود فهو توحد، بعد الكثرة وحدة وبعد التفرق اجتماع، جميع الموجودات تخرج من الكثرة الى الوحدة، ومن الافتراق الى الاجتماع ترتفع الى الله وهي تجتمع تحت ظل الوجود، قال تعالى( ويوم نجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن)، يوم قوس الصعود، يوم توحد الموجودات في لون الوجود، وتحت نور الوجود، فإذا اجتمع الوجود بشكل واحد ولون واحد ونور واحد، وانتفت الكثرة في الوحدة وذاب التفرق في اجتماع، يوم إذ ظهرت مالكية الله وصار مالك يوم الدين.

المرتبة الثالثة من مراتب الخشوع مرتبة التعظيم لله تبارك وتعالى:
التعظيم تعني المقارنة بين النفس وبين الله، الصلاة ثنائية اسمها أنا وأنت، أما قرأت دعاء الحسين يوم عرفة يركز على الثنائية أنا وأنت، أنا الذي تعمدت، أنا الذي أخطأت، أنا الذي أسأت، أنا الذي اقترفت، أنا الذي جهلت، أنا الذي عملت، أنا الذي فعلت، ثم يقول وأنت الذي أغنيت، وأنت الذي أقنيت، وأنت الذي فعلت وأنت أنت وأنت وأنت ، الدعاء ثنائية أنا وأنت، الصلاة مقارنة ثنائية بين أنا وأنت وإذا قمت بالمقارنة بين أنا وأنت سأكتشف العظمة الإلهية، من أنا، أنا مخلوق حقير لا حول له ولا قوة، ما لابن آدم من الفخر وأوله نطفة وآخره جيفة، أوله نطفة قذرة آخره جيفة مذرة، وهو ما بينهما يحمى العذرة تقتله الشرقة، تنتنه العرقة ، تألمه البقة.

هذا هو الإنسان الحقير، أما أنت ، فأنت الحياة كلها، أنت العطاء كله، أنت الوجود كله، أنت مصدر القوة كلها، أنا لا شيء وأنت كل شيء تباركت وتعاليت، إذا قمت بالمقارنة بين أنا وأنت اكتشفت عظمة الله تبارك وتعالى، ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قمت واقفا بين يدي ربك فقف مطأطأ رأسك، لماذا؟ متواضعا ذليلا، وتذكر وقوفك بين يدي الله، عندما تحاسب و عندما تناقش في أعمالك وسيئاتك، وعندما تركع، تنحني وتمد رقبتك، المصلي يستحب أن يمد رقبته، مد رقبتك كالمقتول يمد رقبته للسياف، خاضعا ذليلا مستسلما وقل آمنت بك وعبدتك ولو قطعت عنقي، هكذا يقوا النبي عليه السلام، أنا لا أترك عبادتك حتى لو هددت بالموت، وان هددت بالقتل، أو فقدان الحياة وقل آمنت بك وعبدتك و لو ضربت عنقي.

المرتبة الرابعة مرتبة الرجاء:
المذنب على قسمين:
1/مذنب مستخف
2/ومذنب متألم.

المذنب المستخف: المذنب الذي يتحدى الله عز وجل، أنا أتحدى الله إذا كنت مذنبا مستخفا، أرتكب الذنوب بلا مبالاة، يرتكب الذنوب بكل جرأة، يرتكب الذنوب بكل طلاقة، ولا أبالي لا أدير بال الى هذه الذنوب أبدا، أنا مذنب مستخف يتحدى الله عز وجل، والنبي يخاطبني:أعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك، وان كنت ترى انه لا يراك فقد كفرت، وان كنت ترى انه يراك ثم برزت له بالمعصية، يعني تتحداه، فقد جعلته من أهون الناظرين إليك، المذنب المستخف هو الذي يعمل المعاصي بكل جرأة ولا يبالي، ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): المنافق إذا أذنب كان ذنبه كذبابة، مرت على أنفه فإطارها، والمؤمن إذا أذنب كان ذنبه كصخرة ثقيلة على صدره، يريد أن يرفعها، المذنب المستخف والمذنب المتألم، أنا مذنب متألم، أذنب لكن أتألم، أذنب لكن أتحسر، أذنب لكن أبكي بعد أن أذنب،(الهي ما عصيتك إذ عصيتك أنا بك شاك ولا بنكالك، جاهل ولا بعقوبتك متعرض، ولا بأمرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي، أنا مذنب متألم وأنت رحيم بي) .

المذنب المتألم:هو موضع الرحمة، هو موضع الرجاء، أما المذنب المستخف، فليس موضعا للرحمة والرجاء، المذنب المتألم هو الذي خاطبه تعالى بقوله:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

والمرتبة الأخيرة مرتبة الحياء:
أقرأ في الدعاء: فوا سوءتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين جوزوا ، وللمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز، أم مع المثقلين أحط، ويحي، حقيق بأن يذكر نفسه بالحياء، ويحي، كلما طال عمري كثرت خطاياي، أما آن لي أن أستحي من ربي، الحياء، ألا يأخذني، أنعم علي منذ ولادتي إلى الآن، رزقني ، أعطاني المال، أعطاني الرفعة، أعطاني المنعة، أعطاني الأهل، أعطاني الأولاد، منع عني الشرور والآفات، ألا أخجل منه؟ ألا أستحي منه؟ يقابلني بالنعمة، وأقابله بالإساءة، يقابلني بالرحمة وأقابله بالإساءة، ألا أخجل منك، النبي (صلى الله عليه وآله) إذا جاء العشر الأواخر من رمضان، شمر عن نفسه، وارتدى مئزره، وترك عياله، وتفرغ لعبادة ربه، كان إذا صلى كما يقول الإمام زين العابدين: يبتل مصلاه من كثرة دموعه، وكان إذا وقف يصلي ليلا، يقول عبد الله بن مطرف، اسمع له أزيزا كأزيز المرجل، أزيز المرجل غليان الماء، وكانت تنتفخ قدماه من طول الوقوف بين يدي الله، فإذا قلنا له يا رسول الله لم تفعل بنفسك هكذا؟ وأنت سيد الخلق وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فكان يقول ألا أكون عبدا شكورا، ألا أخجل من ربي، إذا الصلاة ذات المضمون وذات الخشوع، من ارتبط بالصلاة ذات الخشوع فهو العالم الرباني، الذي قال عنه القرآن الكريم :{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} من ارتبط بالصلاة ذات الخشوع فهو الفقيه، الفقيه الحقيقي هو صاحب الصلاة الخاشعة.



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:18 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية