هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 64 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 51 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 62 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 58 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 56 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 93 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 82 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 86 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 86 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 86 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-10-2012, 10:22 PM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5047 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السؤال: نقوضات على النصّ في الامامة وردّها



أحمد
السؤال: نقوضات على النصّ في الامامة وردّها
لقد وجدت هذا في أحد المنتديات, فما ردكم عليه :
إذا فرضنا أن الامامة نص عليها الله تعالى, ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فنجد الاتي :
1 ـ أن علياً كرم الله وجهه رفض أن يصبح خليفة بعد استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه .
2 ـ أن علياً رضي الله عنه أصبح وزيراً في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه, فهذا يخالف النص .
3 ـ أصبح علياً كرم الله وجهه والياً عند فتح المقدس والشام في عصر عمر رضي الله عنه .
فماذا تعني لك النص في الولاية ؟! هل تعتقد بمن استطاع أن يخترق بصره عرش الرحمن ( والعياذ بالله ) والثرى في الأرض, أن يعجز أن يأخذ الولاية ؟
فماذا تعني لك النص بالولاية, هل تعتقد بمن فتح خيبر بضربة سيفه, حتى عجز جبريل (عليه السلام) أن يمسك يده, لكي لا يصل سيفه إلى سابع أرض .. بعاجز أن يأخذ الخلافة ؟
فماذا تعني لك النص بالولاية, هل تعتقد أن علياً كرم الله وجهه بعاجز ؟
ودمتم سالمين
الجواب:

الأخ أحمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الذي ذكرتموه فيه عدّة تساؤلات, أو إن شئت فسميها إشكالات :
أولها : وهو لما رفض علي (عليه السلام) الخلافة بعد مقتل عثمان ؟
وهذا ما سنأتي الى تفصيله .
ثانيها : أن علياً أصبح وزيراً في عهد أبي بكر ؟
وهذا كذب محض لا يسنده أي شاهد تاريخي ضعيف فضلاً عن أن يكون صحيحاً, فعلي بن أبي طالب(عليه السلام) لم يصبح وزيراً في يوم من الأيام لأبي بكر أو عمر أو عثمان, وهذه افتراءات وتقولات جاءت من أتباع ابن تيمية .
ثالثها : أصبح علي والياً للمقدس عند فتحها في عهد عمر ؟
وهذا من المضحكات, فهو مثل سابقه دعوى لا دليل عليها, وزوبعة كلام يتشدّق بها أتباع ابن تيمية, بلا سند أو عمد, كشيخهم الذي كثرت ادعاءاته بدون سند ولا دليل .
الرابعة : هو الربط بين فضائل علي بن أبي طالب(عليه السلام) وخصوص الشجاعة منها وبين عدم أخذه للسلطة ومغالبته عليها .
وبتعبير آخر : الاتكاء على نظرية الاستبعاد, فان من كان في الشجاعة ما يذكر له (عليه السلام) في الفتوحات والحروب, كيف يغلب ؟ وكيف يؤخذ حقه في السلطة ؟
وهذا الاعتراض متوقف على فهم الإمامة في القرآن الكريم والسنة المطهرة, والتي بني عليها المذهب الشيعي الاثني عشري أسسه, والأخ صاحب هذا المقال باعتبار كونه يعيش ذهنياً في نظرية مدرسة الخلفاء التي صورت الإمامة مساوية للحكومة والسلطة, فلأجل ذلك يحتاج تفهيمه الى شرح ما, وبيان للموضوع .
أما التساؤل الأول: وهو لماذا رفض علي (عليه السلام) الخلافة بعد مقتل عثمان ؟
الجواب: إذا رجعنا الى الوراء قليلاً وسرنا مع الاحداث, نعرف السبب الذي دعا علي (عليه السلام) أن يرفض, واليك بيان موجز من ذلك :
,الإمامة التي يطرحها القرآن الكريم والسنة النبوية والتي سار عليها المذهب الاثني عشري, تعني رئاسة عامة على أمور الدين والدنيا, أي القيومية الكاملة من قبل شخص وهو الذي يسمى إمام على سائر المخلوقات, وهو المتصرف لأمورهم الدينية والدنيوية, أي هو العارف بالاحكام والمبيّن لها, والذي يسوس الرعية, وهو الذي يحملها على ما يراه, قال الله تعالى مخاطبا إبراهيم (عليه السلام) : (( إنّي جَاعلكَ للنَّاس إمَامًا قَالَ وَمن ذرّيَّتي قَالَ لاَ يَنَال عَهدي الظَّالمينَ )) (البقرة :124), وقال تعالى : (( ثمَّ أَورَثنَا الكتَابَ الَّذينَ اصطََفينَا من عبَادنَا )) (فاطر:32), وقال سبحانه وتعالى : (( وَجَعَلَهَا كَلمَةً بَاقيَةً في عَقبه )) (الزخرف:28), وقال تعالى : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاَةَ وَيؤتونَ الزَّكَاةَ وَهم رَاكعونَ )) (المائدة:55), الى غيرها من الآيات الكثيرة الناطقة بالولاية والامامة والخلافة الالهية .
ومن الواضح أن هذه الخلافة لا تساوي الحكومة بالمفهوم الذي فسرته مدرسة الخلفاء للامامة, وذلك واضح في القرآن الكريم, حيث أنه جعل إبراهيم إماما مع كونه لم يكن حاكماً ولم يستلم الحكومة بعد, فالإمامة لو كانت بمعنى الحكومة التي نفهمها الان لما كان إبراهيم إماماً مع أنه إمام ولم يكن حاكما, فمن ذلك نفهم أن الإمامة القرآنية تعني السلطة الواقعية على الكائنات والتصرف في شؤونها الدينية والدنيوية, وان الحكومة السياسية هي وظيفة من وظائف الإمامة وشعبة من شعبها, فالامام فيه اقتضاء وقابلية الحكومة وان المفروض على الرعية تسلم الامر إليه, ولهذا يظهر الفرق واضحاً بين الامامة العامة التي هي جعل من الله ولا دخل للانسان فيها, بل هي من مختصات الذات الالهية المقدسة, فالله هو المعين للإمام لا غير, وأما السلطة والحكومة فبما أنها تعني التصرف بشؤون الناس السياسية فتحتاج الى بيعة ومناصر وتحتاج الى مؤازر, ولأجل ذلك أخذ الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله) البيعة لعلي (عليه السلام) يوم غدير خم, فإن سر أخذ البيعة هو ذلك .
,هذا مفهوم الإمامة الكلية, وبه يتضح الفرق بين مذهب الشيعة الاثني عشرية ومذهب مدرسة الخلفاء, فانهم فسروا الإمامة بما يساوي الحكومة التي نعرفها بمعناها اليوم .
,وأما مصداق الامامة, وأنّ مَن هو الإمام ؟ فهذا تحدّده السنّة النبوية المطهرة, والسنة النبوية بيّنت أن الامام بعد النبي (صلى الله عليه وآله) هو علي بن أبي طالب (عليه السلام), كما في حديث الغدير المتواتر والذي يقول فيه النبي (صلى الله عليه وآله) : (( من كنت مولاه فهذا علي مولاه )), وكذلك في أحاديث اخرى كثيرة, تشير الى ما لا ريب فيه ولا مناقشة تعترية, وهو ما أخرجه الحاكم في (المستدرك ج 3 ص 133), وصرح بصحته, وكذلك صححه الذهبي المتعصب, والحديث هو : ( قال ابن عباس : وقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (أنت ولي كل مؤمن من بعدي ومؤمنة)) . وكذلك ذكره الترمذي في سننه, وصرح الشيخ ناصر الدين الالباني بصحته في كتابه ( صحيح سنن الترمذي تحت رقم 3713 ), وأيضاً صرح بطرق عديدة للحديث في سلسلة الاحاديث الصحيحة تحت رقم ( 2223 ) .
إن هذا الحديث يقصم ظهور القوم, إذ لا يمكنهم تأويله بالمحبة أو النصرة, لأن معنى ذلك أن علي بن أبي طالب(عليه السلام) يحب المؤمنين وينصرهم بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله), ولو على نحو السالبة الجزئية, أي بعض المؤمنين يحبهم وينصرهم بعد الرسول لا في حياته, وهذا يشهد القرآن والسنة والتاريخ بكذبه, لأن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان وما زال منذ بعث النبي(صلى الله عليه وآله) الى يوم استشهاده ناصراً ومحباً للمؤمنين .
هذا عرض موجز لمفهوم الإمامة الكلي وشخصها الجزئي يمهّد لنا الدخول في الموضوع .
فبعد اتضاح معنى الإمامة, وأنها تنصيب من الله سبحانه, وأن الإمام إمام, تسلّم السلطة أو لا, كما في حديث النبي (صلى الله عليه وآله) في حق الحسن والحسين (عليهما السلام) حيث قال : (( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا )) ( ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 445 ) . فعلى ذلك, يأتي سؤال:
,لماذا رفض الامام علي (عليه السلام) بيعة القوم بعد وفاة عثمان, مع أنه منصب من الله, وأن الظرف تهيأ للحكم والسيادة ؟
الجواب : إذا رجعنا إلى الفترة التي اعقبت وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله), نعرف ذلك, فبعد أن ظهر قوله سبحانه وتعالى للعيان واتضح : (( وما محمد الا رسول افائن مات او قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين )) (آل عمران:144), وانقلب الامر على آل بيت النبي, وصدق قول النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) كما يرويه علي (عليه السلام) حينما قال : ( قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الامة ستغدر بك بعدي)) ( مستدرك الحاكم ج 3 ص 142 ), فأخذها أبو بكر وابن الخطاب من علي بن أبي طالب (عليه السلام) مدعين الشورى وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يوص، في حين عدم حضور الشورى كبار الصحابة من المهاجرين والانصار كعلي والعباس وطلحة والزبير وعمار وابو ذر وسلمان وسعد بن عبادة وغيرهم, فأخذ الامر وزحزح عن علي (عليه السلام) الى أبي بكر .
فصار الإمام (عليه السلام) بين أمرين : إما أن يقاتلهم على الخلافة التي هو أحق بها, أو يصبر, ومن المعلوم أن الدخول معهم في معركة لم يكن صالحاً للاسلام, بل يقتضي عليه وتذهب أتعاب النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) خلال السنين السالفة هباءاً منثوراً, وذلك لكثرة المنافقين في المدينة وحولها، قال الله تعالى : (( وَممَّن حَولَكم مّنَ الأَعرَاب منَافقونَ وَمن أَهل المَدينَة مَرَدوا عَلَى النَّفاق لاَ تَعلَمهم...)) (التوبة:101), وقال تعالى: (( إذَا جَاءكَ المنَافقونَ قَالوا نَشهَد إنَّكَ لَرَسول اللَّه... )) (المنافقون:1), وقال تعالى: (( وَمنَ الأَعرَاب مَن يَتَّخذ مَا ينفق مَغرَمًا وَيَتَرَبَّص بكم الدَّوَائرَ عَلَيهم دَآئرَة السَّوء وَاللّه سَميعٌ عَليمٌ )) (التوبة:98).
إذن المبرر لسكوت علي (عليه السلام) هو وجود المنافقين في المجتمع الاسلامي, وكانوا بكثرة, ويشكلون قوة لا يستهان بها, وهم يتربصون بالمسلمين الفلتات والزلات .
ولو نازع أمير المؤمنين (عليه السلام) القوم لكان في ذلك فرصة لهم في ضرب المجتمع الاسلامي والاسلام, وارجاع الناس الى الجاهلية الأولى, فحفاظاً على ذلك لم يدخل أمير المؤمنين (عليه السلام) مع القوم في نزاع, وصبر على خلافة الأول, وعلى خلافة الثاني .
أضف الى أنه لم يدخل معهم في وزارة او إمرة, بل كان معتزلاً عنها, ومن يدعي أنه تولّى أمراً أو استوزر من قبل الخليفة, فهو كاذب لا مستند تاريخي له .
إلى أن وصل الامر إلى الثالث, وبوصولها إليه ابتعد المسلمون كثيراً عن الخط الذي رسمه النبي (عليه السلام), ووضح الشرخ المنحرف داخل المجتمع بخلافه على زمن الاول والثاني, فان الانحراف لم يكن بالمستوى الذي وصل اليه في خلافة عثمان, لان عثمان بن عفان ولّى بني عمه على الأمصار وعزل الصحابة الاخيار, وولّى الطلقاء الذين هم من المنافقين والذين لم يسلموا, بل استسلموا, خوفاً على دمائهم, لا رغبة في الايمان, فهؤلاء عندما ولاهم عثمان عاثوا في الارض الفساد, واستعبدوا العباد, وغيّروا السنّة, وبدّلوا الشريعة ..., فلذلك رفض أمير المؤمنين (عليه السلام) البيعة, لأنه لو كانت الخلافة جاءته بعد عمر لكان هناك مجال واسع لاصلاح الانحراف الذي خلفه أبو بكر وعمر, فلذلك دخل الأمير (عليه السلام) في الشورى, الذين عيّنهم عمر, وأما بعد تولي عثمان الخلافة فان الانحراف وصل إلى أوجه, بحيث لا ينفع معه إصلاح ولا تعديل, فلذلك رفض أمير المؤمنين (عليه السلام) البيعة وقال لهم افعلوا بها كما شئتم, فكما قدمتم الاول والثاني والثالث عليّ فالآن لا حاجة لي بها قدّموها إلى غيري, واطلبوا لها غيري يسايرها مع هذا الانحراف, لانه إذا أخذها علي بن أبي طالب (عليه السلام) لا تستطيعون ان تسيروا حسب ما يريد ولا تطيقوا تعاليمه التي هي تعاليم القرآن, لانه غرس بنو أمية في نفوسهم تعاليم الجاهلية وأبعدوهم عن تعاليم الاسلام, فلذلك لا يستطيعون مسايرة الإمام واتباعه, وهذا ما عرفه الامير (عليه السلام) من الاول فلذلك قال لهم : (( دعوني والتمسوا غيري )) .
,واليك هذان النصان التاريخيان يوضحان ما قلناه ويشهدان عليه :
(1) روي عن ابن عباس أنه قال : (دخلت على عمر يوماً فقال لي : يا بن عباس لقد أجهد هذا الرجل نفسه في العبادة حتى نحلت رياءً .
قلت : من هو ؟
فقال : هذا ابن عمك ـ يعني علياً ـ .
قلت : وما يقصد بالرياء أمير المؤمنين ؟
قال : يرشح نفسه بين الناس للخلافة .
قلت : وما يصنع بالترشيح, قد رشحه لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصرفت عنه .
قال : إنه كان شاباً حدثاً فاستصغرت العرب سنه وقد كمل الآن, ألم تعلم أن الله تعالى لم يبعث نبياً إلا بعد الأربعين .
قلت : يا أمير المؤمنين, أما أهل الحجى والنهى فانهم ما زالوا يعدونه كاملاً منذ رفع الله منار الاسلام, ولكنهم يعدونه محروماً محدوداً .
فقال : أما إنه سيليها بعد حياط ومياط, ثم تزل قدمه فيها, ولا يقضى فيها إربة, ولتكونن شاهداً عليه يا عبد الله, ثم يتبين الصبح لذي عينين, وتعلم العرب صحة رأي المهاجرين الذين صرفوها عنه بادئ بدء)( شرح نهج البلاغة, لابن أبي الحديد 12/80 ) .
فانظر إلى قوله : (سيليها بعد هياط ومياط ), أي : تصله مضطربة قد نخر فيها الفساد نخراً, وانحرفت أشد الانحراف, فلا يستطيع أن يصنع فيها شيء, فلذلك ستلفظه لعدم طاقتها له!!
(2) لما ضرب عمر بن الخطاب قال الإمام (عليه السلام) لقوم من بني هاشم : (إن أطيع فيكم قومكم من قريش لم تؤمروا أبداً .
وقال للعباس : عدل بالامر عنّي يا عم - يقصد عمر بن الخطاب -.
قال : وما علمك ؟
قال : قرن بي عثمان, وقال عمر : كونوا مع الاكثر فان رضي رجلان رجلاً ورجلان رجلاً فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف, فسعد - يعني سعد بن أبي وقاص - لا يخالف ابن عمه - يعني عبد الرحمن - وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان, فيوليهما أحدهم الآخر, فلو كان الاخران معي لم يغنيا شيئاً .
فقال العباس : لم أدفعك إلى شيء إلا رجعت إليّ مستاخراً بما أكره, أشرت عليك عند مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تسأله عن هذا الامر فيمن هو فأبيت, وأشرت عليك عند وفاته أن تعجل البيعة فأبيت, وقد أشرت عليك حين سماك عمر في الشورى اليوم أن ترفع نفسك عنها ولا تدخل معهم فيها, فأبيت, فاحفظ علي واحده كلما عرض عليك القوم الامر فقل : لا, الا أن يولوك, وأعلم أن هؤلاء لا يبرحون يدفعونك عن هذا الامر حتى يقوم لك به غيرك, وأيم الله لا تناله الا بشر لا ينفع معه خير .
فقال علي : اما إني أعلم أنهم سيولون عثمان, وليجدن البدع والاحداث ولئن يفنى لاذكرنك وان قتل او مات ليتداولنها بنو أمية بينهم, وإن كنت حياً لتجدني حيث تكرهون, ثم تمثل :

حلفت برب الراقصات عشية ***** غدون خفافاً يتبدون المحصبا
ليجتلبن رهط ابن يعمر غدوة ***** نجيعاً بنو الشداخ ورداً مصلباً

(راجع : تاريخ الطبري 3/294, الكامل لابن الاثير 3/18, العقد الفريد 4/98, تاريخ المدينة المنورة 3/925, شرح النهج 8/ 191) .
فكلمة: (والله لا تنال الا بشر لا ينفع معه خير... وتداول بني أمية لها), هو الذي يوضح سر رفض الأمير (عليه السلام) للبيعة .
واما التساؤل الرابع, وهو : الاستبعاد وان مع شجاعة الأمير (عليه السلام) المشهورة كيف يستطيع القوم أن يغلبوه بها ؟
والجواب : اتضح جلياً أمره, وأن المسألة لم تكن مسألة شجاعة وإظهار القوة, وانما مسألة بقاء الشريعة وذهابها, فهناك كما أسلفنا المنافقون من الصحابة, وهناك المحيطين بالمدينة من الأعراب المنافقين والذين يتربصون الدوائر بالمسلمين, ويتحينون الفرصة التي يرون ضعف المسلمين بها حتى ينقضوا عليهم ويرجعوهم الى الجاهلية .
,فهنا ليس حرب مع المشركين كي يبرز لها علي (عليه السلام) كما برز في الحروب والغزوات, بل هنا انحراف في داخل المجتمع, وهنا أنفس مريضة في داخل المسلمين والمجتمع المدني, فيحتاج التعامل معه الى حنكة وخبرة أكثر مما يحتاجه من ابراز العضلات والضرب بالصمصام, فلذلك لم يكن بداً لأمير المؤمنين (عليه السلام) الا الصبر أمام هذا الانحراف والتنازل عن الحق ما دام في ذلك حفظ بيضة الاسلام, وبقاء كلمة لا اله الا الله على رؤوس الاشهاد ولمدى الاجيال .
,وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) هو ربيب البيت النبوي, والنبي (صلى الله عليه وآله) ربيب ربه إذ الله الذي قام بتربيته وتأديبه, فعلي (عليه السلام),ينتهي أدبه وتعليمه إلى الله سبحانه وتعالى, وحاشاه ان يجبن أو يضعف, لكن الظروف حكمته والمجتمع المنحرف خان به, فلذلك لم يكن له طريق غير الصبر كما أشار إليه في خطبته الشقشقية : (( فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا )) .
,فالمسألة تحتاج قبل الحكم عليها إلى تأمل ودراسة, ولا يكفي الجلوس خلف المنضدة وقراءة كتاب أو كراس, ثم الحكم على وقائع تاريخية مرّ عليها أربعة عشر قرناً, فان العاقل الباحث لا يفعل ذلك, بل التأمّل ودراسة الأحداث بموضوعية هو الحل الوحيد .
,فهناك مجتمع فتي في أول نشأته وأول ظهوره بعد جاهلية عمياء طالت قروناً من الزمن, وهذا المجتمع الناشئ في الكثير من المنافقين والذين في قلوبهم مرض, ومن حوله من الاعداء الذين يتربصون به السوء, وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) لا ترتضيه قريش والقبائل الحليفة بها, لانه ضرب خراطيمهم حتى أسلموا, وهو الذي أذلهم بعد عزتهم, وهو الذي قتل فرسانهم ورجالاتهم, ففي أنفسهم عليه الاحقاد, كما أشار عمر بن الخطاب الى ذلك في الحديث المتقدم الذي نقلناه.
فعلى ذلك لا مفرّ من ركوب أمرين لا ثالث لهما ، إما أن يقاتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) على حقه الشرعي, وفي ذلك تحطيم للمجتمع الذي جهد النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) لبنائه طيلة 23 سنة, لان المنافقين وممن حول المدينة سيجدون في اضطراب أهل المدينة الفرصة لتحقيق أهدافهم التي يصبون اليها منذ سنين, وبالتالي سيؤدي ذلك الى ذهاب الاسلام وذهاب الحق الشرعي العلوي معه .
,وإما أن يصبر على الظلم, ويكون بذلك حقق شيئاً وخسر شيئاً, حقق بقاء الاسلام وأغلق الباب أمام المنافقين للانقلاب على المجتمع الاسلامي, وخسر خلافته ومنصبه الالهي الذي كان به يحمل الناس على طاعة الله .
فالطريق الثاني وهو الصبر أولى, لان فيه بقاء الاسلام الذي نافح وكافح علي طيلة حياته في تشييد دعائمه واقامة أركانه, خلافاً للطريق الاول وهو القيام والمطالبة بالحق, فان في ذلك هدم الاسلام وفتح الباب للمنافقين وغيرهم لضرب المجتمع الاسلامي، وهذا ما يكون فيه الوبال على الاسلام والمسلمين, الذين منهم علي بن أبي طالب (عليه السلام), فلذلك قال (عليه السلام) : (( فرأيت أن الصبر على هاتا أحجا )) أي الصبر على غصب الخلافة وتحمل الظلم أرجح عقلياً, وأشدّ صواباً .
ودمتم في رعاية الله




رد مع اقتباس
قديم 12-10-2012, 10:22 PM   #2
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



محمد / مصر
تعليق على الجواب (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخوانى أدلتكم على الإمامة من القرآن أدلة لا يفهمها الإنسان العادى لأنها وردت بصيغة الجمع أو نزلت فى نبى سابق ولم ترد الإشاره بأى حال من الأحوال لأبو الشهداء على عليه السلام ورضى الله عنه فلا يوجد إنسان عاقل واحد يصدق أن الإمام على يؤدى الزكاه حال الركوع فى الصلاه لأنه رضى الله عنه من أخشع الناس لربه فى صلاته ويلزم هذا إنقطاعه رضى الله عنه للصلاة دون غيرها , أما بخصوص آيات المنافقين فهى واضحة جلية أنها نزلت فى بعض الأعراب وبعض أهل المدينة وقد وضحت من قبل أن حركة المنافقين ظهرت فى المدينة وذلك لأن الإسلام أصبح قويا فلم يستطع البعض الوقوف ضده فتظاهروا بالإيمان و أبطنوا النفاق.
أما أن نعمم الحكم ونخالف المنطق برمي الصحابة الأوائل بالنفاق فهذا غير مقبول عقلا وهذا لأنه لا يعقل أن يترك إنسان حياة الشرك المرفهة فى قريش والدخول فى دين جديد مضطهد بل وأتباعه ينالهم كل تنكيل!
ومن هذا يتضح لمن يستخدم المنطق أن أبو بكر و عمر و عثمان وسائر الصحابة الأوائل هم أسياد الإسلام, وعن إستدلال البعض بسؤال عمر لحذيفة عن كون إسمه من أسماء المنافقين فوالله هذا دليل قاطع على التقوى التي يتمتع بها الفاروق رضى الله عنه لأنه لو كان منافقا لما إهتم أن يسأل.......
الجواب:
الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان هذا الاستبعاد العقلي لا يقف امام الادلة النقلية التي تثبت ان الذي تصدق في حال الركوع هو علي عليه السلام وان الآية نزلت لتثبت هذا الموقف وهو ان الذي يستحق الولاية هو علي عليه السلام وقد اوضحنا الادلة النقلية في موقعنا فراجع الأسئلة العقائدية موضوع : آية الولاية: واما قولك ان الآيات التي نزلت في القرآن والتي تشير إلى الإمامة لا يفهمها الإنسان العادي فنحن نقول لقد فهم الصحابة ان الآية نزلت في علي وانه هو الذي يستحق الولاية ولو كان ذلك بمعونة النبي صلى الله عليه وآله وكذلك نحن إذا لم نفهم المراد من الآية لابد ان نرجع إلى السنة النبوية الشريفة التي توضح المراد من الآية لا ان نرفض الآية ولا نقبلها لان عقولنا لا تقبل ذلك,ومتى كانت عقولنا مستقيمة لا تتأثر بالأهواء حتى تدرك ذلك؟!.
واما ردك على الآيات التي ذكرت المنافقين وانهم قلة من اهل المدينة فهو غير صحيح بل ان بعض وجوه الصحابة كانوا من المنافقين حتى ان عمر كان يستفسر من حذيفة الذي كان يعرف أسماء المنافقين هل انه منهم أم لا؟ وان حديث رسول الله صلى الله عليه وآله من ان الصحابة سوف ترتد معناه الحكم عليهم بالنفاق ذلك انهم بقوا يظهرون الإسلام لكن الرسول يتكلم عن سريرتهم فحكم عليهم بالارتداد,وهل النفاق إلا ان يكون الباطن أسوء من الظاهر؟ وهؤلاء كانوا هم الكثرة الكاثرة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ارتدوا على أدبارهم القهقرى ولا يخلص منهم إلا مثل همل النعم) وهو نص صريح بأن المنافقين اكثر، ولا يستزلك الشيطان وتكذب الحديث فترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ودمتم في رعاية الله


 

رد مع اقتباس
قديم 12-10-2012, 10:23 PM   #3
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



صالح / السعودية
تعليق على الجواب (2)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توجد شبهة بالنسبة لحديث أنت ولي كل مؤمن من بعدي ومؤمنة)
وهي: أن من بعدي ليس من الضرورة أن تكون بعدية بلحاظ الزمان أي لما تفرضونها بمعنى بعد رحيل النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - فقد يكون المعنى أنت ناصر ومحب لكل مؤمن ومؤمنة من بعدي بلحاظ الرتبة أي أنا ناصر ومحب للمؤمنين بالدرجة الأولى ثم أنت وفي هذه الحالة لا يترتب على الحديث الإلتزام بالولاية التي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) وأيضا
لا ينتج عنه منزلة الإمامة الإلهية وأنها نص وإثبات الشيء لاينفي ما عداه فبقية المؤمنين أولياء بعضهم البعض وهذا الحديث جاء لرفع ودفع ما قاله أحد الصحابة حينما رأى الإمام أخذ من الخمس وظن أنه أساء بذلك فأخبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فأزال ما علق في الأذهان وكما قلت أن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه وإنما غاية ما يمكن قوله أنها فضيلة للإمام علي عليه السلام لا أن فيها النص الصريح بإمامته وأولويته على المؤمنين من أنفسهم, وتمادى بالقول أن هذه الروايات والفضائل التي تروى في حق الإمام علي غاية ما يمكن القول فيها أن فيها بيان أن هذه الشخصية جيدة وصالحة ومرشحة للقيادة والزعامة من بين قيادات أخرى أشاد بها النبي-صلى الله عليه وآله وسلم كسلمان وأبوذر وغيرهم من كبار الصحابة الأفاضل وليس فيها تنصيص وإخبار من الله بولايته وخلافته الإلهية على الناس وأنه يجب الإعتقاد بذلك بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وجزاكم الله خيرا بما تجهدون في الإجابة
الجواب:
الأخ صالح المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ذكر فيه تأويل بعيد للحديث لا يمكن المصير إليه إلا مع القرينة ولا يصح المعنى المذكور إلا إذا كانت هناك صيغة تفضيل حتى يكون علي (عليه السلام) بالرتبة الثانية بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم إن الأحاديث التي تذكر هذا النص فيها قرينة على المعنى الذي نذكره للولي وهو كونه الحاكم بعده فبعد أن يستخلفه على المدينة في غزوة تبوك يقول له (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) ثم يقول له (أنه لا ينبغي أن يذهب إلا وأنت خليفتي) فالبعدية هنا من خلال ملاحظة الزمان المذكورة في (ليسَ بعدي نبي) وكذلك (اذهب وانت خليفتي) لابد أن تكون زمانية والذي يقول خلاف ذلك ما هو إلا مكابر.
ودمتم في رعاية الله


 

رد مع اقتباس
قديم 12-10-2012, 10:23 PM   #4
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



مصطفي جارف / لبنان
تعليق على الجواب (3)
انت قلت في جوابك الاول .....فصار الإمام (عليه السلام) بين أمرين: إما أن يقاتلهم على الخلافة التي هو أحق بها, أو يصبر, ومن المعلوم أن الدخول معهم في معركة لم يكن صالحاً للاسلام, بل يقتضي عليه وتذهب أتعاب النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) خلال السنين السالفة هباءاً منثوراً, وذلك لكثرة المنافقين في المدينة
سؤالي هنا
* هل حاور الامام علي رضي الله عنه ابوبكر رضى الله عنه حول احقيته بالامام او لم يتكلم عنها اصلا اريد دليل قاطع ومسند صحيح
* لماذا الامامة انحصرت في نسل الحسين رضى الله عنه بعد اشتشهاد الامام علي كرم الله وجهه لماذا لم تكن من نسل الحسن رضى الله عنه هنا ايظا اريد دليل قاطع ومسند صحيح
* مامصير الامة بعد وفاة الامام الحادي عشر اي كيف يكون حالها في غيبة الامام المهدي الذي صراحة لا اؤمن به حسب ماتذكرون في رواياتكم بل اؤمن بالمهدي الذي يولد في زمانه
الجواب:

الأخ مصطفى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: نعم رفضه للبيعة لمدة ستة اشهر فعل صريح في استحقاقه للامامة دون غيره ومع ذلك اتم الحجة على ابي بكر بحديث المناشدة وغيره وحديث المناشدة هو كما في الخصال ص 548:
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال: حدثني أحمد بن التغلبي قال: حدثني أحمد بن عبد الحميد قال: حدثني حفص ابن منصور العطار قال: حدثنا أبو سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعلي بن أبي طالب عليه السلام ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه انقباضا فكبر ذلك على أبي بكر فأحب لقاءه واستخراج ما عنده والمعذرة إليه لما اجتمع الناس عليه وتقليدهم إياه أمر الأمة وقلة رغبته في ذلك وزهده فيه، أتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة، وقال له: والله يا أبا الحسن ما كان هذا الامر مواطاة مني، ولا رغبة فيما وقعت فيه، و لا حرصا عليه ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الأمة ولا قوة لي لمال ولا كثرة العشيرة ولا ابتزاز له دون غيري فمالك تضمر علي ما لم أستحقه منك وتظهر لي الكراهة فيما صرت إليه وتنظر إلي بعين السأمة مني؟ قال: فقال له عليه السلام: فما حملك عليه إذا لم ترغب فيه ولا حرصت عليه ولا وثقت بنفسك في القيام به، وبما يحتاج منك فيه؟ فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله " إن الله لا يجمع أمتي على ضلال " ولما رأيت اجتماعهم اتبعت حديث النبي صلى الله عليه وآله وأحلت أن يكون اجتماعهم على خلاف الهدى وأعطيتهم قود الإجابة ولو علمت أن أحدا يتخلف لامتنعت، قال: فقال علي عليه السلام: أما ما ذكرت من حديث النبي صلى الله عليه وآله " إن الله لا يجمع أمتي على ضلال " أفكنت من الأمة أو لم أكن؟ قال: بلى، قال: وكذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان وعمار وأبي ذر والمقداد وابن عبادة ومن معه من الأنصار؟ قال: كل من الأمة، فقال علي عليه السلام: فكيف تحتج بحديث النبي صلى الله عليه وآله وأمثال هؤلاء قد تخلفوا عنك وليس للأمة فيهم طعن ولا في صحبة الرسول صلى الله عليه وآله ونصيحته منهم تقصير، قال: ما علمت بتخلفهم إلا من بعد إبرام الامر وخفت إن دفعت عني الامر أن يتفاقم إلى أن يرجع الناس مرتدين عن الدين وكان ممارستكم إلي إن أجبتم أهون مؤونة على الدين وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفارا، وعلمت أنك لست بدوني في الابقاء عليهم وعلى أديانهم، قال علي عليه السلام: أجل ولكن أخبرني عن الذي يستحق هذا الامر بما يستحقه؟ فقال أبو بكر: بالنصيحة، والوفاء، ورفع المداهنة والمحاباة، وحسن السيرة، وإظهار العدل، والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب، مع الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها وانصاف المظلوم من الظالم القريب والبعيد . ثم سكت فقال علي عليه السلام: أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أوفي؟ قال: بل فيك يا أبا الحسن، قال: أنشدك بالله أنا المجيب لرسول الله صلى الله عليه وآله قبل ذكران المسلمين أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الاذان لأهل الموسم ولجميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا وقيت رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسي يوم الغار أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: أنشدك بالله ألي الولاية من الله مع ولاية رسول الله في آية زكاة الخاتم أم لك، قال: بل لك، قال: أنشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: أنشدك بالله ألي الوزارة من رسول الله صلى الله عليه وآله والمثل من هارون من موسى أم لك؟ قال: بل لك، قال فأنشدك بالله أبي برز رسول الله صلى الله عليه وآله، وبأهل بيتي و ولدي في مباهلة المشركين من النصارى أم بك وبأهلك وولدك؟ قال: بكم، قال: فأنشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك؟ قال: بل لك ولأهل بيتك، قال: فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهلي وولدي يوم الكساء " اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار " أم أنت؟ قال: بل أنت وأهلك وولدك، قال: فأنشدك بالله أنا صاحب الآية " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الفتى الذي نودي من السماء " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت أم أنا؟ قال: بل أنت . قال: فأنشدك بالله أنت الذي حباك رسول الله صلى الله عليه وآله برايته يوم خيبر ففتح الله له أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي نفست عن رسول الله صلى الله عليه وآله كربته وعن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ود أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي ائتمنك رسول الله صلى الله عليه وآله رسالته إلى الجن فأجابت أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: أنشدك بالله أنت الذي طهرك رسول الله صلى الله عليه وآله من السفاح من آدم إلى أبيك بقوله: " أنا وأنت من نكاح لا من سفاح من آدم إلى عبد المطلب " أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي اختارني رسول الله صلى الله عليه وآله وزوجني ابنته فاطمة وقال: " الله زوجك " أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله وأنا والد الحسن والحسين ريحانتيه اللذين قال فيهما: " هذان سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما " أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أخوك المزين بجناحين في الجنة ليطير بهما مع الملائكة أم أخي؟ قال: بل أخوك، قال: فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله وناديت في الموسم بإنجاز موعده أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول الله لطير عنده يريد أكله فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك بعدي " أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي بشرني رسول الله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ووليت غسله ودفنه أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي دل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بعلم القضاء بقوله: " علي أقضاكم " أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بالسلام عليه بالامرة في حياته أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي سبقت له القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله عز وجل بدينار عند حاجته وباعك جبرئيل وأضفت محمدا صلى الله عليه وآله وأطعمت ولده؟ قال: فبكى أبو بكر وقال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي حملك رسول الله صلى الله عليه وآله على كتفيه في طرح صنم الكعبة وكسره حتى لو شاء أن ينال أفق السماء لنالها أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة " أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي أمر رسول الله بفتح بابه في مسجده حين أمر بسد جميع أبواب أصحابه وأهل بيته وأحل له فيه ما أحله الله له أم أنا؟ قال: بل أنت قال: فأنشدك الله أنت الذي قدم بين يدي نجوى رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة فناجاه أم أنا إذا عاتب الله عز وجل قوما فقال: " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات - الآية "؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: " زوجتك أول الناس إيمانا وأرجحهم إسلاما " في كلام له أم أنا؟ قال: بل أنت .
فلم يزل عليه السلام يعد عليه مناقبه التي جعل الله عز وجل له دونه ودون غيره ويقول له أبو بكر: بل أنت، قال: فبهذا وشبهه يستحق القيام بأمور أمة محمد صلى الله عليه وآله، فقال له علي عليه السلام: فما الذي غرك عن الله وعن رسوله وعن دينه وأنت خلو مما يحتاج إليه أهل دينه؟ قال: فبكى أبو بكر وقال: صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي هذا، فادبر ما أنا فيه وما سمعت منك، قال: فقال له علي عليه السلام: لك ذلك يا أبا بكر، فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه ولم يأذن لاحد إلى الليل، وعمر يتردد في الناس لما بلغه من خلوته بعلي عليه السلام فبات في ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه متمثلا له في مجلسه فقام إليه أبو بكر ليسلم عليه فولى وجهه فقال أبو بكر: يا رسول الله هل أمرت بأمر فلم أفعل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرد السلام عليك وقد عاديت الله ورسوله؟ ! وعاديت من والى الله ورسوله؟ ! رد الحق إلى أهله، قال: فقلت: من أهله؟ قال: من عاتبك عليه وهو علي، قال: فقد رددت عليه يا رسول الله بأمرك، قال: فأصبح وبكى وقال لعلي عليه السلام: ابسط يدك فبايعه وسلم إليه الامر، وقال له: اخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي وما جرى بيني وبينك فأخرج نفسي من هذا الامر وأسلم عليك بالامرة، قال: فقال له علي عليه السلام: نعم، فخرج من عنده متغيرا لونه، فصادفه عمر وهو في طلبه فقال له: ما حالك يا خليفة رسول الله؟ فأخبره بما كان منه وما رأى وما جرى بينه وبين علي عليه السلام، فقال له عمر: أنشدك بالله يا خليفة رسول الله أن تغتر بسحر بني هاشم فليس هذا بأول سحر منهم فما زال به حتى رده عن رأيه وصرفه عن عزمه ورغبه فيما هو فيه وأمره بالثبات عليه والقيام به، قال:فأتى علي عليه السلام المسجد للميعاد فلم ير فيه منهم أحد فأحس بالشر منهم، فقعد إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فمر به عمر فقال: يا علي دون ما تروم خرط القتاد فعلم بالامر وقام ورجع إلى بيته .
احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بمثل هذه الخصال على الناس يوم الشورى.

ثانياً: لان الامامة جعل من الله سبحانه وتعالى وقد حدد النبي(صلى الله عليه واله وسلم) الائمة من بعده بانهم اثنا عشر تسعة منهم من ذرية الحسين(عليه السلام) تاسعهم قائمهم .

ثالثاً: لقد ثبت عندنا بالدليل القاطع وجود الامام الثاني عشر وولادته وغيبته وعدم قناعتك لا تغير من الواقع شيئا فان الحقائق لا تدور مدار قناعة الاشخاص .
ودمتم في رعاية الله


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 12:07 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية