هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 11-07-2010, 10:22 PM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شهادة علماء الإمامية بنزاهة القرآن عن التحريف



الفصل الرابع
شهادة علماء الإمامية بنزاهة القرآن عن التحريف

وفي ختام هذا البحث نذكر شهادات علماء الإمامية عليهم الرحمة بنزاهة القرآن عن التّحريف ليكون تذكرة لأولي الألباب وحجةّ على المتعصبين، وقد مضى في أدلة صيانة القرآن عن التّحريف جمّ غفير، وهاهنا نذكرهم على النحو التالي:

1 ـ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق (ت 381 هـ.) في رسالة "الاعتقادات"(1) وقد سبق كلامه آنفاً. وقال أيضاً في كتابه "معاني الأخبار":


"جمعت الفرق على أنّ القرآن صحيح لم يغيّر ولم يبدّل ولم يزد فيه ولم ينقص منه"(2).



2 ـ السيد الشريف الرضي (ت 406 هـ.) قال:


"... لا يوجد شيء من الزيادات والنقائص في كتاب الله... وإذا كان



____________

1 ـ الاعتقادات: ص 84.

2 ـ معاني الأخبار: ص 133.
الصفحة 136


الكلام المتناهي الفصاحة، العالي الذروة البعيد المرمى والغاية، إذا قيس إليه القرآن شال في ميزانه وقصر عن رهانه وصار بالاضافة إليه قالصاً بعد السبوغ وقاصراً بعد البلوغ، ليصدق فيه قول أصدق القائلين سبحانه إذ يقول: (... وإنّه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)"(1).



3 ـ عميد الطائفة، محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد (ت 413 هـ.) فقد سبق شطر من كلامه رحمه الله حيث قال:


"... إنّ الأخبار التي جاءت بذلك ـ أي الأخبار التي بظاهرها تدل على التحريف ـ أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها..."(2).



وسيأتي تمام كلامه في المقام الثاني ان شاء الله.

4 ـ الشريف المرتضى علي بن الحسين علم الهدى (ت 436 هـ.): وقد ذكرنا فيما مضى بعض عباراته في موضوع صيانة القرآن، يقول:


"... إنّ العناية اشتدت بالقرآن والدواعي توفرت على نقله وحراسته... وإنّ العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه كالعلم بجملته وإنّه يجري في ذلك مجرى ما علم ضرورة..."


وفي تتمة كلامه يقول:


"إنّ من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتدّ بخلافهم فان الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحتها، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على



____________

1 ـ حقائق التأويل في متشابه التنزيل: ص 168.

2 ـ المسائل السّرويّة "المسألة التاسعة": ص 78 وما بعدها.
الصفحة 137


صحته..."(1).



5 ـ شيخ الطائفة، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ.) قال في مقدمة تفسيره الخالد "التبيان في تفسير القرآن" بعد القول بحراسة القرآن من الزيادة والنقصان:


"... غير أنّه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضع، طريقها الآحاد التي لا توجب علماً ولا عملاً والأولى الاعراض عنها..."(2).



6 ـ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ.) قال في مقدمة التفسير:


"والكلام في زيادة القرآن ونقصانه، مما لا يليق بالتفسير، أما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أنّ في القرآن تغييراً ونقصاناً والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء"(3).



7 ـ أبو الفتوح الرازي (كان حيّاً في سنة 552 وتوفّي قبل 556 هـ.) قال في تفسير الآية التاسعة من سورة الحجر في قوله تعالى: (... إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون) ما معرّبه:


"إنا نحن نحفظ القرآن من الزيادة والنقصان والبطلان كما قال تعالى:




____________

1 ـ الذخيرة في الكلام: ص 361 ـ 364.

2 ـ التبيان في تفسير القرآن: ج 1، ص 3 وسيأتي بحث آراء الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي رحمة الله عليهم أجمعين في المقام الثاني بشكل مفصّل.

3 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن: ج 1، ص 83. وتفسير جوامع الجامع: ص 236.
الصفحة 138


(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...)"(1).



8 ـ نصير الدين أبو رشيد عبد الجليل القزويني (ت بعد 560 هـ.) قال:


"قال تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون). فعلى هذا لا يستطيع أحد أن يتصرّف في عباراته [أي القرآن] وكلماته وحروفه..."(2).



وقال في موضع آخر:


"... وعقيدة الشيعة بصحة القرآن وصدق قراءته صحيحة لقوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...)"(3).



9 ـ قطب الدين الراوندي (ت / 573 هـ.) قال:


"فإذا... تدبّرت مقاطعه ومفاتحه (أي القرآن) وسهولة ألفاظه واستجماع معانيه وان كل لفظة منها لو غيّرت لم يمكن أن يؤتى بدلها بلفظة هي أوفق من تلك اللفظة وأدلّ على المعنى منها وأجمع للفوائد والزوائد منها.

وإذا كان كذلك فعند تأمل جميع ذلك يتحقق ما فيه من النظم اللائق والمعاني الصحيحة التي لا يكاد يوجد مثلها على نظم تلك العبارة وإن اجتهد البليغ والخطيب"(4).



10 ـ محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 هـ.)

____________

1 ـ روض الجنان وروح الجنان: ج 11، ص 311.

2 ـ نقض (المعروف بـ "بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض"): ص 526.

3 ـ نفس المصدر: ص 527 وانظر أيضاً: ص 135 ـ 136.

4 ـ الخرائج والجرائح: ص 1004.
الصفحة 139

قال بعد أن أثبت بالدليل ان القرآن كان مجموعاً على عهد النبىّ صلّى الله عليه وآله ما نصُّهُ:


"... والصحيح [أنّ] كل ما يروى في المصحف من الزيادة إنّما هو تأويل، والتنزيل بحاله ما نقص منه وما زاد."(1)


11 ـ الشيخ محمّد بن ادريس الحلي (ت 598 هـ.) قال:


"وقوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر...) المراد بالذكر القرآن و(إنّا له لحافظون) من الزيادة والنقصان"(2).



12 ـ محمد بن الحسن الشيباني (من أعيان الشيعة في القرن السابع) قال:


"يريد بالذكر في قوله تعالى: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون)القرآن، يحفظه من الشياطين وغيرهم من أن يزيدوا فيه أو ينقصوا منه..."(3).



13 ـ رضي الدين علي بن طاووس (ت 664 هـ.) قال:


"لا يتوجه الطعن والقداح على الإمامية بوجود نقصان وتبديل وتغيير في القرآن لأنّهم يقولون بعدم التحريف مطلقاً"(4).



وقد حمل ابن طاووس الروايات التي تدل بظاهرها على النقيصة في القرآن بأنها من باب تأويل الآيات وتفسيرها كما ذكرنا عبارته في علاجه الروايات في مبحث "دراسة روايات التحريف في كتب الشيعة".

14 ـ سديد الدّين محمود الحمصي الرازي (توفّي أوائل القرن السابع)

____________

1 ـ متشابه القرآن ومختلفه: ج 2، ص 77. ونحوه في كتابه المخطوط مثالب النواصب، الورقة 468 ويأتي نص كلامه في المقام الثاني، بحث "هل لدى الشيعة مصحف سري يتداولونه؟".

2 ـ المنتخب في تفسير القرآن: ج 2، ص 246.

3 ـ نهج البيان: ج 3، ص 184.

4 ـ سعد السعود: ص 144.
الصفحة 140

وقد (سلك رحمه الله) مسلك السيّد المرتضى في أنّ العناية اشتدت بالقرآن والدواعي توفّرت على نقله وحراسته...ثم قال:


"هذا، على أنه وعد الله بحفظ القرآن من التغيير بقوله: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) فصحّ وتحقق أن ما قالوا بالتحريف غير ممكن وهو من الجهالات لا غير."(1)


15 ـ أبو المكارم قوام الدين الحسني (توفي في القرن السابع) قال:


"القرآن مصون من التغيير والزيادة والنقصان كما قال تعالى: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون)"(2).



16 ـ جمال الدين، أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي (ت 726 هـ.) قال رحمه الله:


"اتفقوا على أنّ ما نقل إلينا متواتراً من القرآن فهو حجة ـ واستدلّ بأنّه سند النبوّة ومعجزتها الخالدة فما لم يبلغ حدّ التواتر لم يمكن حصول القطع بالنبوّة ـ وحينئذ لا يمكن التوافق على نقل ما سمعوه منه على فرض الصحة بغير تواتر; والراوي الواحد إن ذكره على أنّه قرآن فهو خطأ، وإن لم يذكره على أنـّه قرآن متردداً بين أن يكون خبراً عن النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو مذهباً له (أي الراوي)، فلا يكون حجة..."(3).



17 ـ جمال الدين المقداد السيوري (ت / 826 هـ.) قال:


"فإن القرآن... علومه لا تعدّ ولا تحصى ولا تستقصى... والقرآن ستة



____________

1 ـ المنقذ من التقليد: ص 477 ـ 478.

2 ـ البلابل والقلاقل: ج 1، ص 244 و258.

3 ـ نهاية الوصول إلى علم الاصول; نقلاً عن صيانة القرآن عن التّحريف: ص 38.
الصفحة 141


آلاف آية وستمائة آية وست عشرة آية..."(1).



وهذا يعني أنّ القرآن لا زيد فيه ولا نقص.

18 ـ الشيخ زين الدين أبو محمّد العاملي البياضي (ت / 877 هـ.) قال:


"... علم بالضرورة تواتر القرآن بجملته وتفاصيله، وكان التشديد في حفظه أتم حتى نازعوا في أسماء السور والتعشيرات... ولو زيد فيه أو نقص لعلمه كل عاقل وإن لم يحفظه، لمخالفة فصاحته وأسلوبه، وإنكار ابن مسعود مع جلالته كون المعوذتين والفاتحة منه، لا يقدح مقالته في تواتره لوحدته..."(2).



19 ـ كمال الدين الكاشفي (توفي في القرن التاسع الهجري) قال:


"لن يمكن للشياطين أن يزيدوا في القرآن أو ينقصوا منه من الباطل لأنّه تعالى قال: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون)"(3).



20 ـ الشيخ علي بن عبد العالي الكركي العاملي، الملقب بالمحقق الثاني (ت 940 هـ.) ألّف رسالة في نفي النقيصة في القرآن الكريم واعترض في الرسالة على نفسه فيما يدلّ على النقيصة من الأخبار فأجاب:


"بأنّ الحديث إذا جاء على خلاف الدليل والسنة المتواترة أو الاجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه، وجب طرحه"(4).



21 ـ ملا فتح الله الكاشاني (ت / 988 هـ.) قال في تفسير قوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر...):


____________

1 ـ كنز العرفان: ص 2 ـ 5 وهذا العدد قد نقل عن ابن عباس. انظر: فضائل القرآن لابن الضريس: ص 34.

2 ـ الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: ج 1، ص 45.

3 ـ المواهب العلية: ج 2، ص 336.

4 ـ نقلاً عن التحقيق في نفي التّحريف: ص 22.
الصفحة 142


"حفظ الله تعالى كتابه من التحريف والزيادة والنقصان من الشياطين وغيرها"(1).



22 ـ المحقق المولى أحمد الأردبيلي (ت 993 هـ.) وقد سبق نص كلامه رحمه الله(2).

23 ـ أبو المحاسن الحسين بن الحسن الجرجاني (من علماء الإمامية في القرن التاسع أو العاشر) قال:


"قوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) معناه: إنا له لحافظون من الزيادات والنقصان والزوال والبطلان لأنّه تعالى يقول: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...)"(3).



24 ـ محمد بن علىّ النقي الشيباني (ت / قبل 994 هـ.) قال:


"الذكر في قوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) بمعنى القرآن يحافظونه من الشياطين وغيرهم أن يبدّلوه أو يزيدوا فيه أو ينقصوا منه"(4).



25 ـ الشيخ أبو الفيض الناكوري (ت / 1004 هـ.) قال:


"الذكر في قوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) الكلام المرسل وإنّا له لحافظون الحول والوكس والإكراع أو عمّا همّه الأعداء حسداً وعِداءً"(5).




____________

1 ـ منهج الصادقين: ج 5، ص 154.

2 ـ انظر: أدلة سلامة القرآن من التّحريف، دليل مساعدة الاعتبار.

3 ـ جلاء الأذهان وجلاء الأحزان: ج 5، ص 128.

4 ـ مختصر نهج البيان في مختصر القرآن: ص 262.

5 ـ سواطع الالهام: ج 3، ص 214، جدير بالذكر هذا التفسير من القرآن من أوله إلى آخره، أُلّف مع حروف المهملة فقط.
الصفحة 143

26 ـ الشهيد السيد قاضي نور الله التستري (ت / 1019 هـ.) قال:


"ما نسب إلى الشيعة الإمامية من القول بالتحريف ليس مما قال به جمهور الإمامية وإنّما قال به شرذمة قليلة لا اعتداد بهم..."(1).



27 ـ شيخ الإسلام محمّد بن الحسين الحارثي الشهير ببهاء الدين العاملي (ت 1030 هـ.):


"لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا تطرق إليه التغيير في ذاته ولا وصفه..."(2)


وفي تفسير آلاء الرحمن نقل عنه:


"اختلفوا في وقوع الزيادة والنقصان في القرآن والصحيح ان القرآن العظيم محفوظ عن ذلك زيادة كان أو نقصاناً ويدل عليه قوله تعالى (... وإنّا له لحافظون) وما اشتهر بين الناس من إسقاط اسم أمير المؤمنين عليه السلام منه في بعض المواضع فهو غير معتبر عند العلماء"(3).



28 ـ الفاضل التوني الملاّ عبد الله بن الحاج محمّد البشروي الخراساني (ت 1071 هـ.):


"المشهور أنه محفوظ ومضبوط كما أنزل، لم يتبدّل ولم يتغير، حفظه الحكيم الخبير قال الله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون)"(4).




____________

1 ـ مصائب النواصب نقلا عن تفسير آلاء الرحمن: ج 1، ص 25.

2 ـ العروة الوثقى (تفسير سورة الحمد): ص 16.

3 ـ آلاء الرحمن: ص 26.

4 ـ الوافية في الاصول: ص 148 والآية 9 من سورة الحجر (15).
الصفحة 144

29 ـ المحدث محمّد بن المحسن المشتهر بالفيض الكاشاني (ت 1091 هـ.) فهو بعد نقل روايات توهم وقوع التّحريف في كتاب الله، قال:


"على هذا لم يبق لنا اعتماد بالنص الموجود... وأيضاً يتنافى مع روايات العرض على القرآن، فما دلّ على وقوع التّحريف مخالف لكتاب الله وتكذيب له، فيجب ردّه والحكم بفساده أو تأويله...

ولا يبعد أن يقال: إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى أي حرّفوه وغيروه في تفسيره وتأويله أعني حملوه على خلاف ما هو به. فمعنى قولهم عليهم السلام كذا نزلت أنّ المراد به ذلك، لا أنـّها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ..."(1).



وسيأتيك تفصيل كلامه في المقام الثاني في "بحث شيوع هذه المقالة في كتب الشيعة" عند استعراض نظر المحدّث الكاشاني واستيفاء كلامه من كتبه الاُخرى.

30 ـ الشريف اللاهيجي (ت حدود 1097 هـ.) قال في تفسير قوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) ما معرّبه:


"يريد تعالى حفظ القرآن الشريف من التغيير والتبديل والزيادة والنقصان"(2).



31 ـ الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت / 1104 ق.) له رسالة مخطوطة في تواتر القرآن وعدم نقصه وتحريفه(3).


____________

1 ـ تفسير الصافي: المقدمة السادسة، ج 1، ص 46. وأصرح منه قوله في كتابه "المحجة البيضاء"، كتاب القرآن: ج 2، ص 263. وفي تفسير الأصفى في تفسير قوله تعالى: (... وإنّا له لحافظون) قال: "من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان": ص 626.

2 ـ تفسير الشريف اللاهيجي: ج 2، ص 658.

3 ـ انظر: فهرست النسخ الخطية لمكتبة جامعة طهران (فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه مركزى و اسناد دانشگاه تهران): ج 16، ص 153.
الصفحة 145

32 ـ القاضي سعيد محمد بن محمد مفيد القمي (ت 1107 هـ.) قال:


"وإذا وقع هنا [أي في القرآن] تغيير وتحريف من بعض الأمة يلزم منه عدم حجية ذلك الكتاب ووقوع الإرتياب وهو شنيع في الخطاب"(1).



33 ـ نورالدين محمد بن مرتضى الكاشاني (ت / 1115 ق.) قال:


"الله تبارك وتعالى يحفظ كتابه من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان لأنّه تعالى قال: (... إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون)"(2).



34 ـ محمد بن محمد رضا القمي المشهدي (من أعلام القرن الثاني عشر) قال في تفسير قوله تعالى: (... إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون):


"حفظه من التحريف والزيادة والنقصان... ونفى تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له"(3).



35 ـ الشيخ جعفر الكبير (المشتهر بكاشف الغطاء ت 1228 هـ.) قال:


"لا زيادة فيه من سورة ولا آية من بسملة وغيرها، لا كلمة ولا حرف وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين واجماع المسلمين وأخبار النبىّ صلّى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين عليهم السلام وإن خالف بعض من لا يعتد به..."


وقال:


____________

1 ـ الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات: ص 58.

2 ـ تفسير المعين: ج 2، ص 650.

3 ـ كنز الدقائق وبحر الغرائب: ج 7، ص 104.




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:23 PM   #2
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الصفحة 146


"وكذا لا ريب في أنه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان، كما دلّ عليه صريح القرآن، وإجماع العلماء في جميع الأزمان، ولا عبرة بالنادر، وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها... فإنّه لو كان ذلك لتواتر نقله لتوفّر الدواعي عليه... ثم كيف يكون ذلك وكان المسلمون شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه..."



ثم قال:


"فلا بدّ من تأويل هذه الأخبار بأحد وجوه:

النقص في اصله قبل النزول بمعنى أنه كان مقدراً ولم ينزل.

النقص مما أنزل إلى السماء لا مما وصل إلى خاتم الانبياء صلّى الله عليه وآله.

النقص في المعاني.

إنّ الناقص من الأحاديث القدسية لا من الوحي القرآني.

فأمّا ما كان للاعجاز وشاع في الحجاز وغير الحجاز فهو مقصور على ما اشتهر بين الناس لم يغيّره شيء من النقصان من زمن النبىّ صلّى الله عليه وآله إلى هذا الزمان"(1).



36 ـ السيد محسن الاعرجي الكاظمي (ت 1227 هـ.) قال:


"وإنّما الكلام في النقيصة، وبالجملة فالخلاف انما يعرف صريحاً من علي بن إبراهيم في تفسيره وتبعه على ذلك بعض المتأخرين تمسّكاً بأخبار آحاد رواها المحدثون على غرّها..."(2).



37 ـ المحقق المتتبع السيد محمد جواد الحسيني العاملي (ت 1228 هـ.) قال بعد

____________

1 ـ كشف الغطاء: ص 277.

2 ـ شرح الوافية في علم الاصول، مخطوط نقلاً عن التحقيق في نفي التّحريف: ص 26.
الصفحة 147

نقل كلمات الأعلام بهذا الشأن:


"والعادة تقضي بالتواتر في تفاصيل القرآن... فلا يعبأ بخلاف من خالف أو شكّ في المقام"(1).



38 ـ السيد محمّد الطباطبائي (ت 1242 هـ.) قال:


"لا خلاف [في] أنّ كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه... لأنّ هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم ممّا توفر الدواعي على نقل جمله وتفاصيله، فما نقل آحاداً ولم يتواتر يقطع بأنّه ليس من القرآن قطعاً"(2).



39 ـ الشيخ إبراهيم الكلباسي (ت 1262 ق.) قال:


"إنّ النقصان في الكتاب ممّا لا أصل له..."(3).



40 ـ محمد صادق الموسوي الخوانساري (ت بعد 1294 هـ.) قال:


"القرآن محفوظ من تطرق التغيير والتحريف في كل عصر وزمان لأنّه تعالى ضمن بحفظه"(4).



41 ـ السيد حسن الكوه كمري (ت 1299 هـ.) قال:


"واستدل بعدم التحريف بأمور:

الأصل (لكون التحريف حادثاً مشكوكاً فيه)، الاجماع، منافاة التحريف لكون القرآن معجزاً، الآيات القرآنية، أخبار الثقلين والأخبار الناطقة بالأمر بأخذ هذا القرآن"(5).




____________

1 ـ مفتاح الكرامة: ج 2، ص 290.

2 ـ مفاتيح الاصول، مبحث حجية ظواهر الكتاب، عن التحقيق في نفي التّحريف: ص 26.

3 ـ اشارات الأصول، نقلا عن التحقيق في نفي التحريف: ص 26.

4 ـ ضياء التفاسير: ج 1، ص 465.

5 ـ بشرى الوصول إلى أسرار علم الأصول، نقلا عن التحقيق في نفي التحريف: ص 27.
الصفحة 148

42 ـ الميرزا محمد بن سليمان التنكابني (ت 1302 هـ.) قال:


"اختلفوا في وقوع التحريف في القرآن... وعدم التحريف أقوم في البين بلا شين ومين... ولا ريب أنّ الكثرة في الأخبار [الدالّة بظاهرها على التحريف] مع إعراض الأحبار الأخيار الأصحاب الأبرار مع اطلاعهم على تلك الآثار يعرب عن منقصة وقصور وفتور في تلك الأخبار ولا يحصل منها الظنّ والاعتبار"(1).



43 ـ المحقق التبريزي (ت 1307 هـ.) قال:


"القول بالتحريف هو مذهب بعض الأخباريين والحشوية خلافاً لأصحاب الأصول الذين رفضوا احتمال التحريف في القرآن رفضاً قاطعاً وهو الحق للوجوه التالية"(2).



ثمّ استدل رحمه الله بالآيات والعقل والاجماع ثمّ ذكر وجوهاً لتأويل ما دلّ بظاهره على الخلاف(3).

44 ـ الشيخ محمد حسن الآشتياني (1319 هـ.) قال:


"المشهور بين المجتهدين والأصوليين، بل أكثر المحدثين، عدم وقوع التغيير في القرآن مطلقاً بل ادعى غير واحد الاجماع على ذلك وهو القول المختار"(4).



45 ـ الشيخ العلامة محمّد جواد البلاغي النجفي (ت 1352 هـ.) لقد سبق شطر من كلامه في أسانيد روايات التّحريف ثم قال رحمه الله:


____________

1 ـ توشيح التفسير في قواعد التفسير والتأويل: ص 4 ـ 5.

2 ـ أوثق الوسائل بشرح الرسائل: ص 91.

3 ـ نفس المصدر.

4 ـ بحر الفوائد في حاشية الفرائد، مبحث حجية ظواهر الكتاب: ص 99.
الصفحة 149


"... ولو تسامحنا بالاعتناء برواياتهم في مثل هذا المقام الكبير لوجب من دلالة الرّوايات المتعددة أن ننزلها على أنّ مضامينها تفسير للآيات أو تأويل أو بيان لما يعلم يقيناً شمول عموماتها له لانه أظهر الافراد وأحقّها بحكم العام.

أو كان مورداً بخصوصه وبالنص عليه في ضمن العموم عند التنزيل.

أو كان هو المورد للنزول.

أو كان هو المراد من اللفظ المبهم.

وعلى أحد الوجوه الثلاثة الاخيرة يحمل ما ورد فيها أنه تنزيل وأنه نزل به جبرئيل كما يشهد به نفس الجمع بين الرّوايات كما يحمل التّحريف فيها على تحريف المعنى ويشهد لذلك مكاتبة أبي جعفر عليه السلام لسعد الخير كما في روضة الكافي ففيها: "وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده".

وكما يحمل ما فيها على أنه كان في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام وابن مسعود وينزل على أنه كان فيه بعنوان التفسير والتأويل..."(1).



46 ـ الشيخ العلامة محمّد حسين كاشف الغطاء (ت 1373 هـ.):


"... ومن ذهب منهم ـ أي من الشيعة ـ أو من غيرهم من فرق المسلمين إلى وجود نقص فيه أو تحريف فهو مخطئ بنصِّ الكتاب العظيم (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون) والأخبار الواردة من طرقنا أو طرقهم الظاهرة في نقصه أو تحريفه ضعيفة شاذة وأخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً فامّا أن تؤوّل بنحو من الاعتبار أو



____________

1 ـ آلاء الرحمن: ص 26 ـ 27.
الصفحة 150


يضرب بها الجدار"(1).



47 ـ السيد محسن الأمين العاملي (ت 1371 هـ.) قال:


"لا يقول أحد من الإمامية لا قديماً ولا حديثاً إنّ القرآن مزيد فيه قليل أو كثير فضلا عن كلّهم، بل كلّهم متفقون على عدم الزيادة ومن يعتد بقولهم من محققيهم متفقون على أنـّه لم ينقص منه..."(2).



48 ـ الشيخ محمد النهاوندي (ت 1371 هـ.) قال:


"الحق الذي لا ينبغي أن يعرض عنه هو أنّ جمع القرآن كان في عصر النبىّ وبأمره لشهادة الآثار وحكم العقل ومساعدة الاعتبار... وإنّ الكتاب كان جميعه مُعيناً معلوماً مشهوراً بين الأصحاب"(3).



49 ـ السيد شرف الدّين العاملي (ت 1377 هـ.):


"... ظواهر القرآن ـ فضلاً عن نصوصه ـ من أبلغ حجج الله تعالى وأقوى أدلّة أهل الحق بحكم البداهة الاوّلية من مذهب الإمامية ولذلك تراهم يضربون بظواهر الأحاديث المخالفة للقرآن عرض الجدار ولا يأبهون بها وإن كانت صحيحة، وتلك كتبهم في الحديث والفقه والاصول صريحة بما نقول، والقرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إنما هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس، لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً ولا تبديل فيه لكلمة بكلمة ولا لحرف بحرف وكل حرف من حروفه متواتر في كل جيل



____________

1 ـ أصل الشيعة وأصولها: ص 133.

2 ـ أعيان الشيعة: ج 1، ص 41.

3 ـ نفحات الرحمن: ج 1، ص 40.
الصفحة 151


تواتراً قطعياً إلى عهد الوحي والنبوة..."(1).



50 ـ مير جعفر العلوي الحسيني (توفي بعد 1379 هـ.) قال ما معرّبه:


"هذا القرآن نفس الكتاب المنزل على رسول الله ولا يوجد فيه أىّ تغيير وتبديل حتى في حروفه ومن اعتقد بأنّ القرآن نقص منه أو زاد فيه فقوله مردود ولا يعتنى به"(2).



وكذلك غير هؤلاء من علماء الإمامية طيلة القرون كالعلامة الاميني "ره" في ردّ افتراءات ابن حزم(3) ومن بعدهم العلامة محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره القيّم الميزان حيث بحث مسألة تحريف القرآن بحثاً وافياً، ذكره في سبعة فصول في استدلال قوي وبرهان حكيم، لا يستغني الباحث عن الرجوع إليه(4). وقد أوردنا بعض كلامه في دليل الأحاديث على عدم التحريف.

وأخيراً: آية الله السيد الخوئي في كتابه القيم "البيان في تفسير القرآن"(5) الذي استفدنا من كلامه كثيراً ويأتي آنفاً حاصل كلامه في المقام إن شاء الله، والإمام الخميني في "تهذيب الاصول"(6) و"أنوار الهداية" حيث قال بعد الدرّاسة والتثبت في المسألة ما حاصله:


"عدم التحريف هو مذهب المحققين من علماء العامة والخاصة والمعتبرين من الفريقين... وفساد هذا القول القطيع والرأي الشنيع ـ



____________

1 ـ الفصول المهمة: ص 162 وبمعناه في أجوبة مسائل جار الله: ص 28.

2 ـ كشف الحقائق عن نكت الآيات والدقائق: ج 4، ص 80.

3 ـ الغدير: ج 3، ص 101. وسيأتي تفصيل كلامه في مبحث "الصلة العقدية بين القدامى والمعاصرين".

4 ـ الميزان في تفسير القرآن: ج 12، ص 104 ـ 133.

5 - البيان في تفسير القرآن: ص 197 وما بعدها 6 ـ تهذيب الاصول: ج 2، ص 165.
الصفحة 152


أي القول بالتحريف ـ أوضح من أن يخفى على ذو مسكة..."(1).



والسيد العسكري في "القرآن الكريم وروايات المدرستين"(2) والاستاذ الشيخ محمّد هادي معرفة في "صيانة القرآن عن التّحريف" والسيد جعفر مرتضى العاملي في "حقائق هامة حول القرآن الكريم" والسيد علي الميلاني في "التحقيق في نفي التّحريف" والشيخ علي الكوراني في "تدوين القرآن" وغير ذلك.

هذا غيض من فيض من آراء ونظرات كبار علماء الإمامية الذين بحثوا تلك الرّوايات بحثاً وافياً صائباً وهؤلاء في الحقيقة، يمثلون وجهة نظر الإمامية بشكل عام في تلك المسألة.

نعم يوجد في مقابل هؤلاء ثلة قليلة من علماء الإمامية ممن اعتمد على ظاهر بعض الرّوايات ولكن رأي هؤلاء لا يعبأ به ولا يمثل رأي الإمامية في مسألة التّحريف.

ونحن ـ في نهاية المطاف ـ نحذو حذو السيد الخوئي، فإنّه رحمه الله بعد سرد ادلّة صيانة القرآن عن التّحريف والدرّاسة والتثبت في روايات التّحريف قال:


"ومما ذكرناه قد تبين للقارىء أنّ حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال ولا يقول به إلاّ من ضعف عقله أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل، أو من ألجأه إليه حبّ القول به والحب يعمي ويصم وأمّا العاقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته"(3).



هذا، وهناك نكتة أخرى ينبغي التذكير بها في ختام هذا الفصل، وهي أنـّه من المعلوم لدى كل منصف أنّ أصحاب كتب الحديث والتفسير بالمأثور كان قصدهم

____________

1 ـ أنوار الهداية: ص 243 ـ 247.

2 ـ القرآن الكريم وروايات المدرستين: ج 2، ص 22 وما بعدها.

3 ـ البيان: ص 259.
الصفحة 153

الوحيد هو جمع تلك الرّوايات في مجموعة مدوّنة ـ وإن كانوا ملتزمين بذكر الرّوايات المعتبرة عندهم ـ فانه لا يجوز اتهامهم بتحريف القرآن بمجرد ذكرهم الرّوايات في كتبهم نقلاً عمّا وقع في أيديهم من المصادر، لان ذكر الرواية مسألة ـ وهو شأن أصحاب كتب الحديث والتفسير بالمأثور ـ وفقه الرواية وحلّ المعضلات الناشئة في مقام التعارض وغيرها واعطاء النتيجه النهائية مسألة أخرى ـ وهو شأن الفقيه والمحقق(1) ـ وهذه النكتة غير خافية على أهل التحقيق لكنّ الدكتور القفاري وإحسان الهي ظهير وغيرهما تجاهلوها ولجأوا ـ عمداً وتكراراً ـ إلى اتهام أصحاب كتب الحديث والتفسير بالمأثور بالقول بالتحريف، فالدكتور القفاري وهو الزائغ عن العدل والانصاف قال:


"يقول (أي السيد الخوئي): بأنّ القول بعدم التّحريف هو قول علماء الشيعة ومحققيهم في حين ان مذهب جملة من اساطين شيوخهم المجاهرة بهذا الكفر كالكليني والقمي والطبرسي صاحب الاحتجاج وغيرهم من رؤوس هذا الكفر وهم يعدون عندهم من كبار شيوخهم ومحققيهم أليس هذا خداعاً"(2).



إنّ كتاب الكليني (يعني الكافي) هو كتاب حديثىّ، وكتاب القمي هو كتاب للتفسير بالمأثور، والاحتجاج كتاب حديثي أيضاً، ولو بنينا نحن على مبنى الدكتور القفاري ـ البعيد عن الانصاف ـ القاضي بأنّ كلّ من يورد في كتابه أحاديث تقول بتحريف القرآن فهو متهم بالكفر، وبالتالي فانّ السيد الخوئي يعتبر ـ بقول الدكتور

____________

1 ـ لأنهم اعتنوا بفقه نصوص الأحاديث من نواحي معانيها ولغتها وحكم العقل والشرع فيها وتعارضها مع غيرها من وراء نقد أسانيد الأخبار والآثار، ومن ثم استشكلوا كثيراً من الأحاديث حتى صحيحة الأسانيد، فكم من حديث ليس في اسناده الاّ ثقة ثبت وهو معلول واه عند التحقيق.

2 ـ اصول مذهب الشيعة...: ص 1054 ـ 1055. وفي الأصل "خداع" وهو خطأ.
الصفحة 154

القفاري ـ مخادعاً لأنه ينفي عن علمائنا القول بالتحريف; لأرجعنا كلام الدكتور القفاري نفسه على كتب أهل السنة; فصحاحهم ومسانيدهم وكتب التفسير بالمأثور لا يخلو من الروايات الدالة بظاهرها على التّحريف، وإن كان علماء أهل السنة ينفون عنهم القول بالتحريف، وعلى هذا صار أصحاب الكتب من القائلين بالتحريف والعلماء الذين نفوا عنهم التّحريف مخادعين، لأن حكم الامثال فيما يقاس وما لا يقاس واحد.

وفيما يلي وهو الفصل الخامس نستعرض بعض الرّوايات من كتب أهل السنة في خصوص مسألة التّحريف.

* * *


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:55 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية