هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
قديم 12-20-2015, 10:19 AM   #11
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 11




بل لابد من القول أن هذا المستوى المتوسط للارتباط العاطفي الموجود في المجتمع مع الإمام المهدي (عج)، ليس كما ينبغي أن يكون. والحالة الموجودة أقل بكثير من الحدّ المطلوب والمتوقّع. وإنّ هذه الموجة المنعشة التي انتشرت في بلادنا من قراءة دعاء الندبة والحمد لله، إنما هي بداية الطريق لا نهايته. ولا يُعلم كم ابتعدنا عن نقطة الصفر. أجل، فقد اجتزنا هذه النقطة ولسنا تحت الصفر، ولكنّ بيننا وبين النقطة المطلوبة بونا شاسعا.

فقد بدأت قراءة دعاء الندبة وازدهرت هذه المراسم، ولكن هناك فرق كبير بين دعاء الندبة الذي لابد أن يُقرأ للإمام (عج) والذي يحتاج إلى محبة شديدة جداً، أشير إليها في نفس الدعاء بوضوح[1]، وبين الدعاء الذي نحن نقرؤه. ولابد من إحالة شرح هذا الفرق إلى مجال آخر.

وفي الوقت ذاته، فإنّ هذا التوجه البدائي للإمام أيضاً توجه له معناه وقيمته الخاصة. ونحن نكنّ بالغ الاحترام لكلّ ما يتركه الاسم المقدّس للإمام المهدي (عج) من أثر وحلاوة في القلوب، ولكن اللوم هو أن نريد إبقاء هذا التوجّه على نفس هذا الحدّ التمهيدي والأدنى والاكتفاء بذلك. وهنا لابد أن نترقّب أضرار النزعة العامية.



لماذا يجب تنمية العواطف الدينية؟



فلو قام أحد بإبقاء عواطفه الدينية في الحد التمهيدي، والحال أن الظروف تقتضي تكاملها، فقد يؤدي هذا الجمود إلى انحرافه. ومن الممكن أن ينهض مثل هذا الشخص شيئاً فشيئاً للوقوف بوجه دينه؛ لأنه بعد مدة من ظهور تلك العواطف الدينية الأولى، سيتلمّس بدائيّتها وسطحيّتها وبالتالي سيسعى للابتعاد عن هذه السطحية. فإن لم يتّجه هذا الابتعاد إلى العمق، قد يُساق إلى الحذف والمواجهة. ولذا لابد من الغور في أعماق هذه العواطف الدينية وإرساء هذا التوجّه البدائي الحاصل للإمام (عج). ويجب الحرص على أن لا توقعنا هذه المودة العامية في الهاوية وترتحل عنا في الوقت الذي نحتاج إليها.




ومن نماذج العلائق العامية التي يمكن الإشارة إليها هو الاهتمام بلقاء الإمام، من دون التوجه إلى مسألة الظهور وفلسفة الغيبة والانتظار. فالذين يحملون مثل هذه العلائق العامية، هم الذين يتشوّقون للقاء الإمام ولكن من دون التوجّه إلى ظهور شمس الإمام من خلف السحاب ومن دون الاكتراث بالآثار والبركات الجمّة المترتبة على الظهور. فإنّ مثل هذه العلاقة وإن كان من الواجب حفظ حرمتها، ولكنّ السؤال هو أنه كيف يمكن ادّعاء العشق وتمنّي اللقاء، من دون الاعتناء بمطاليب الإمام وأهدافه؟

يقول سماحة آية الله الشيخ البهجة (ره):

«هل يمكن أن يكون زعيمنا ومولانا ولي العصر (عج) حزيناً، ونحن مسرورون؟! ويكون باكياً لما ابتلي به أولياؤه ونحن ضاحكون مبتهجون، وفي الوقت ذاته نعتبر أنفسنا من أتباعه؟!»[2]، «يريد أنصاراً يطلبون الإمام لا غير. فالمنتظر للفرج هو الذي ينتظر الإمام لله وفي سبيل الله، لا لقضاء حوائجه الشخصية!»[3] ، «إن الوصول إلى الإمام واللقاء به وحيداً ليس بالأمر المهم ... كلّ منا يفكّر في حوائجه الشخصية، ولا نفكّر بالإمام الذي يعمّ نفعه الجميع والذي هو من أهم الضروريات!»[4].

إنّ الذين يتشوّقون للقاء الإمام لا غير، والذين لا يكترثون بمصائب البشر وبرسالة الإمام، غالباً ما لا يحلّون عقدة من عُقَد الإمام. وإن كان الإمام قد ينفعهم إن كانوا صادقين.




نحن ننادي في دعاء الندبة:

«مَتی تَرانا وَنَراكَ، وَقَدْ نَشَرْتَ لِوآءَ النَّصْرِ تُری؟ أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَاُمُّ ‏الْمَلَأ، وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ‏ عَدْلاً؟»[5]

أي أنّي أعشق لقاءك في حال كونك إماماً وحاكماً على العالم. لا أنني أتمنى أن ألقاك في زاوية. علماً بأنه لابد من الاعتراف بأن من حلّ في قلبه شوق اللقاء بالإمام ولو بصورة فردية، ففي الأغلب سيشتاق إلى الظهور ونجاة العالم أيضاً، وهذان الأمران متلازمان. غير أنّ في مقام التبليغ للقاء الإمام (عج) بصورة فردية عثرات ومطبات لابد من اتّقائها.

وكذلك الحال في الدعاء لصاحب الزمان:

«اللَّهُمَّ کُنْ لِوَلیِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، صَلَواتُك عَلَیهِ وَعَلی‏ آبائِهِ، فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي کُلِّ سَاعَةٍ، وَلِیّاً وَحَافِظاً، وَقَاعِداً وَنَاصِراً، وَدَلِیلًا وَعَیْناً، حَتَّی تُسْکِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فِیهَا طَوِیلًا.»[6]

ففي هذا الدعاء المشهور، لا نطلب أساساً لقاء الإمام، بل ندعو لسلامته. ندعو أن يكون الإمام سالماً حتى يتحقق فرجه ويتمتع بحكومته. وهذه هي غاية الخلوص النابع عن العشق والمعرفة، بأن لا ينظر الإنسان إلى نفسه ولا يفكّر إلّا في محبوبه.

وفي دعاء العهد أيضاً، الذي تستحب قراءته في كل صباح، والذي كان يعتقد الإمام الخميني (ره) أن قراءته تؤثّر في مصير الإنسان، قبل أن يطلب الإنسان اللقاء منادياً:

«اَللّهُمَّ أَرِني الطَّلْعَةَ الرَّشیدَةَ.»

يدعو قائلاً:

«اَللّهُمَّ إِنْ حالَ بَیني‏ وَبَینَهُ الْمَوْتُ ... فَأَخْرِجْني‏ مِنْ قَبْري‏ مُؤْتَزِراً کفَني‏، شاهِراً سَیفي‏، مُجَرِّداً قَناتي.» [7]

أي أنّ الأمر المهم بالنسبة لي هو السير في ركاب الإمام، وحكومة الإمام، وحاكمية الحق. وهذا ما هو مشهود بوضوح في سائر مقاطع دعاء العهد وكذلك في باقي الأدعية المتعلقة بالإمام.



يتبع إن شاء الله ...





[1]. «إِلَی مَتَی أَحَارُ فِیكَ یَا مَوْلَايَ وَإِلَی مَتَی وَأَيَّ خِطَابٍ أَصِفُ فِیكَ وَأَيَّ نَجْوَی عَزِیزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجَابَ دُونَكَ وَأُنَاغَی عَزِیزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْکِیَكَ وَیَخْذُلَكَ الْوَرَی عَزِیزٌ عَلَيَّ أَنْ یَجْرِيَ عَلَیْكَ دُونَهُمْ مَا جَرَی هَلْ مِنْ مُعِینٍ فَأُطِیلَ مَعَهُ الْعَوِیلَ وَالْبُکَاءَ ... هَلْ قَذِیَتْ عَیْنٌ فَسَاعَدَتْهَا عَیْنِی عَلَی الْقَذَی ... مَتَی نَنْتَفِع‏ مِنْ عَذْبِ مَائِكَ فَقَدْ طَالَ الصَّدَی؟» إقبال الأعمال للسید بن طاووس، ص298. وكذلك: مفاتیح الجنان، دعاء الندبة.

[2]. در محضر بهجت، ج2، الرقم267.

[3]. نفس المصدر، الرقم276.

[4]. نفس المصدر، الرقم26.

[5]. إقبال الأعمال للسید بن طاووس، ص298. كذلك: مفاتیح الجنان، دعاء الندبة.

[6]. کافی، ج4، ص162.

[7]. مفاتیح الجنان، دعاء العهد. كذلك: المصباح للکفعمي، ص550.




 

رد مع اقتباس
قديم 01-16-2016, 11:34 AM   #12
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 12



المودة العشقية


«العشق» مفردة تطلق في الأغلب على الحب الشديد. وغالباً ما تصطبغ بصبغة معنوية عرفانية أكثر من الصبغة الدنيوية المادية؛ لأن العلائق المادية والدنيوية لا تحلّق عالياً وإذا حلّقت سرعان ما تهبط. ولذا حريّ بنا أن لا نستخدم هذه الكلمة في غير هذا المعنى، وأن نتجنّب استعمالها حتى في العلاقات العاطفية المتداولة أيضاً.

ومع غضّ النظر عن المعنى اللغوي لكلمة العشق، إذا لاحظنا مفهوم هذه الكلمة في الأدب العرفاني، لوجدناه مصطلحاً يطلق على الحب الشديد، وعلامته الرئيسة هي التضحية والإيثار. فإن اشتدّت المحبة بحيث أدت إلى الإصرار على التضحية من أجل المحبوب، هنا يتولّد العاشق. ومن أفضل استعمالات هذه المفردة، هو المحبّة الشديدة للإمام المهدي أرواحنا فداه.

ضرورة عشق الإمام (عج):

ومع غضّ الطرف عن أن محبة الإمام المهدي لا يمكن أن تكون «قليلة» وكلّ من تعلّق بالإمام قلبياً وعاطفياً ستشتدّ محبته إليه شيئا فشيئا، فنحن أساساً بحاجة إلى من نودّه عن عشق، وبه نهب لحياتنا الروح والحيوية. ولا يمكن أن تتعلّق هذه المحبة الشديدة إلّا بالإمام المهدي (عج)، كما ولا يمكن أن لا تتعلّق به أيضاً. أي لا يمكن أن تصل محبة غيره إلى هذا المستوى، ولا يمكن أن تقلّ محبته عن هذا المستوى. ولو لم تصل محبتنا إليه إلى هذا المستوى، فلنعلم أنّ الإشكال في نفوسنا، وإلّا فإن محبوبيته أعلى من أن توصف.

وبما أن المحبة الشديدة لا تحصل إلا من خلال المعرفة والعمل الصالح والإيمان الراسخ، فإن أفضل طريق لردع أضرار المودة العامية، هي المودة العشقية للإمام. ومن هنا فإن السبيل الوحيد للنجاة من النزعة العامية العاطفية، هي مودة الإمام (عج) النابعة عن عشق. لأن من يعتزم على أن يكون عاشقاً ويتوقع من نفسه أن تكون محبته للإمام نابعة عن عشق، لا سبيل له سوى تعزيز أسس هذا العشق والحصول على العلم والعمل الكافي لهذا الشأن.

فإنّ من أهم معالم المودة العامية، هي كونها سطحية وقليلة، وهي الثمرة الطبيعية لفقدان المعرفة والتقوى. وللابتعاد عن أضرار المحبة لابد من تعزيزها وتقويتها، حيث قال: ﴿وَالَّذینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾.[1]

أشرنا حتى الآن إلى ضرورتين وفائدتين لمودة الإمام (عج) العشقية. إحداهما حاجتنا إلى هذه المحبة الشديدة لبثّ الروح والحيوية في حياتنا؛ والأخرى ثمرة المودة العشقية بصفتها أهم طريق لردع أضرار المودة العامية والسبيل الوحيد للنجاة من النزعة العامية فيما يرتبط بالإمام. وقبل الإشارة إلى بعض الفوائد المهمة الأخرى، حريّ بنا أن نتعرض أكثر إلى الضرورة الأولى وهي حاجتنا إلى المودة العشقية للإمام (عج).

نحن بحاجة إلى العشق في حياتنا. إلى عشق يصنع لنا محرّكاً قوياً في جميع مراحل حياتنا. في ضوئه ندرس، ونعمل، ونشكّل عائلة و... ولو لم يكن مثل هذا العشق ظهيراً للدافع إلى أعمالنا، فسرعان ما ينتابنا اليأس والقنوط، ونقع عرضة للمخاطر والأضرار المتفشية في الحياة من التعدّي على حقوق الآخرين والتمرّد عن الأوامر الإلهية، وتسوؤ أخلاقنا، ونفقد توازننا.

الدوافع السطحية تكدّر قلب الإنسان

فمن كان يدرس للحصول على شهادة دراسية، ومن كان يدرس حباً للمال، وحباً للجاه، وحباً للدنيا و...، سيُكدّر ويسودّ قلبه بدلاً من أن يتلألأ نوراً بالدراسة. وهذا هو حصيلة الكثير من الروايات وكلمات علماء الأخلاق.[2] بل لابد أن ندرس ونعيش بعشق يمكنه أن يحلّ محل هذه الدوافع الرائجة والمتداولة.

ومن جانب آخر فإننا بحاجة إلى سلوة، وبحاجة إلى أن نكون فرحين. وأفضل أنواع الفرح والتسلية، هو أن نعشق أحداً، بحيث يملأ هذا العشق كل كياننا ويُحرق قلوبنا. فمن لم تُحرق قلبه حرارة العشق والمحبة، سيحترق بالإدمان على المخدرات. ومن لم يهنأ بشراب الإيمان والمحبة، سيلجأ إلى شراب العنب. فما هو الشيء الذي يريد إحراق وجودك؟ وما هو الشيء الذي يريد تنشيط طاقتك الشبابية؟

نحن لسنا بحمقى حتى نعشق أحداً بهذا المستوى بلا سبب. ولا تنقصنا المحبة حتى نغترّ بهذه العلائق الضئيلة ونتصوّرها كبيرة. إذن لا يُكتسب العشق بسهولة، ولكن من المهم والضروري للإنسان أن يكون عاشقاً. فإنّ الناس يشاهدون أفلام الحب والغرام أملاً للوصول إلى هذه العلائق العشقية، وتراهم دوماً ما يتغنّون بأغاني الحب حسرة على العشق الذي لم يصلوا إليه.

وجود الإمام، تمهید من الله لاكتساب العشق

ومن الواضح أنّ من أهم الطرق للوصول إلى العشق، هي العثور على معشوق يأخذ بمجامع القلوب ويكون أهلاً لعشقنا. ولا يكون قادراً على حفظ هذا العشق فحسب، بل يستطيع أن يزيده حرارة لحظة بعد أخرى. وقد وضع الله طريقاً للوصول إل العشق ومهّد سبيلاً لسهولة اكتسابه، حيث جعل في كل زمان إنساناً عظيماً باسم «الإمام»، ليتأتى عشقه وحبّه؛ وهذه هي من أهم خصائص الإمام.

الإمام الخاتم، أكثر أولياء الله محبوبية

والإمام الخاتم الذي نعيش عصر غيبته أيضاً، غارق بهذه الخصيصة. فالإمام المهدي (عج) - كما يظهر من إشارات وكلمات أهل البيت (ع) أنفسهم – واحد من أكثر أولياء الله محبوبية.[3] ومن الطبيعيّ أنّ من تحلّ بقلبه محبة مثل هذا الإمام، سيترنّم بأورع نغمات الحب والعشق.

يتبع إن شاء الله ...


[1]. سورة البقرة، الآیة 165.

[2]. نشير إلى بعض النماذج: قال رسول الله (ص): «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ.» تهذیب الاحکام، ج1، ص83. وقال أيضاً: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُقْبِلَ بِوُجُوهِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّارِ.» عیون أخبار الرضا، ج1، ص307. وفي حديث آخر: «...أَوْ يَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ لِيُعَظِّمُوهُ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.» تحف العقول، ص43. وقال أيضاً: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلَّهِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ فِي نَفْسِهِ ذُلًّا وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعاً وَلِلَّهِ خَوْفاً وَفِي الدِّينِ اجْتِهَاداً وَذَلِكَ الَّذِي يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَتَعَلَّمْهُ، وَمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلدُّنْيَا وَالْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ وَالْحُظْوَةِ عِنْدَ السُّلْطَانِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ فِي نَفْسِهِ عَظَمَةً وَعَلَى النَّاسِ اسْتِطَالَةً وَبِاللَّهِ اغْتِرَاراً وَمِنَ الدِّينِ جَفَاءً فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَكُفَّ وَلْيُمْسِكْ عَنِ الْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ وَالنَّدَامَةِ وَالْخِزْيِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.» میزان الحکمة، ح1369؛ روضة الواعظین، ج1، ص11.

وقال أمير المؤمنين (ع): «خُذُوا مِنَ الْعِلْمِ مَا بَدَا لَكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَطْلُبُوهُ لِخِصَالٍ أَرْبَعٍ: لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ تُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ تُرَاءُوا بِهِ فِي الْمَجَالِسِ أَوْ تَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ لِلتَّرَؤُّسِ» الإرشاد للمفید، ج1، ص229.

[3]. رسول الله (ص): «...فَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ عِتْرَتي أَهْلِ بَیتي یُحِبُّهُ ساکِنُ الأَرْضِ وَساکِنُ السَّمَاءِ.» معجم أحادیث الإمام المهدي، ج1، ص84؛ شرح إحقاق الحق للمرعشي النجفي، ج13، ص152.

وقال (ص) أيضاً في حديث المعراج: «...فَتَقَدَّمْتُ أَمَامِي وَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَ...وَالْحُجَّةُ الْقَائِمُ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ فِي وَسَطِهِمْ. فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ وَهَذَا الْقَائِمُ يُحِلُّ حَلَالِي وَيُحَرِّمُ حَرَامِي وَيَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي، يَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْهُ فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُ.» الغیبة للنعماني، ص93.






 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
قديم 01-19-2016, 02:21 PM   #13
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 13




ولو جمعتم كل رسائل وأغاني الحب في العالم، وجمعتم كلّ ما صبّه العشّاق معبّرين عن عشقهم لمعشوقهم في قالب رسالة أو أغنية، وأمعنتم النظر في مضامينها العشقية، ثم اقتطفتم منها أروعها وقارنتموها بمضامين دعاء الندبة، لوجدتم أن أعلى مضامينها أيضاً لا تقُاس إطلاقاً بكلمات الحبّ والعشق في هذا الدعاء. فهل يمكن لأحد أن يعشق شخصاً بهذا المستوى كما يمكن لأحد أن يعشق صاحب الأمر (عج)؟


من لم يعشق الإمام، عليه أن يلوم نفسه


ومن لم يحصل على مثل هذا العشق للإمام، فعليه أن يلوم نفسه. ولا يمكننا أن نكون عاشقين عبر لقلقة اللسان والادّعاء الواهي؛ بل لابد أن نصل إلى مرتبة نقول لإمام زماننا (عج) من سويداء القلب: «هجرك دون هجر الناس لا يسعني، وفقدك قد أحرقني»، فلو لم نكن صادقين في مقالنا، ستقول الملائكة في جوابنا: «إنّك غير صادق، وسواء كان الإمام حاضراً أم غائباً، فإنك ماضٍ في حياتك مُشتّت القلب، وقد صنعت لنفسك ما يُلهيك عنه بحيث لا يصل الدور إليه، فضلاً عن أن تحبس نفسك عليه.»


3. دور عشق الإمام المهدي (عج) في نشر الدين


وإنّ من أهم فوائد وضروريات هذا العشق، هي أن تقوم لنشر الدين بعد بيان بُعده المنطقي والعقلاني، بأظهار ما أوقده الدين من العشق في قبلك للآخرين، ليرى الجميع أنّ هذا الدين الذي اعتنقته كيف استطاع أن يملأ قلبك حباً له، وإلى أيّ حدّ جعلك تلتذّ بدينك، وتلتذّ بصلاتك وعبادتك وولايتك، واليوم تريد دعوة الآخرين إلى نفس هذا الدين.

والناس يسألونك دون كلام: إن كنت تعرف إمام زمانك وتحبّه، فكم استطاع مولاك أن يُسخّر وجودك؟ ما هو حدّ أثر الولاية التي تتحدث عنها فيك؟ كم استطاعت أن تميّز حياتك عن الآخرين؟ كم وهبت لك المزيد من النشاط والطاقة والطمأنينة في حياتك؟ فإن لم أكن – أنا الذي ادّعي الانتظار – أملك جواباً جديراً بهذه الأسئلة، سوف لا يسعني أن أكون مبلّغاً جيّداً للإمام، بل سيكون وجودي وادّعائي مضادّاً للتبليغ لوجوده المقدس.


4. اختيار الإمام (عج) لنا


ومن الآثار الأخرى لتوطيد علاقتنا بالإمام، بالاستناد إلى نفس تلك الرواية التي تشير إلى انقطاع مودة العوام[1]، هي أنّ الإمام (عج) يتقبّلنا ويختارنا أنصاراً له، لأنه يرى محبتنا له مضمونة ثابتة. وليس من المعلوم أن يختار لنصرته من تكون محبته متزلزلة.

إذن لا يسعنا أن نستهين بهذه المودة ولا أن نحتمل قلّتها. فإنّ المودة النابعة عن عشق، تمثل عصار المعرفة والكمال المعنوي للمنتظر. علماً بأن المنتظر وإلى جانب عشقه للإمام، يموج في قلبه حباً شديداً لـ«الفرج» أيضاً، وهذا ما لابد من التعرض له في محله. وإنّ لهذا الحب والشوق للظهور قواعد وأبعاد خاصة سنتناولها في الفصول التالية.

وكلّما كان الحضور في هذه المنزلة العامة بدائياً وإجبارياً وسهلاً، فإن الحضور في تلك المنزلة الخاصة اختيارياً وصعباً؛ ولصلحاء العالم من أجل الوصول إلى تلك المنزلة الرفيعة تضرّع وابتهال كثير.


يتيع إن شاء الله...




[1]. الروایة المذکورة في الصفحة 72: قال أمیر المؤمنین ‌(ع): «مَودَّةُ العَوامِّ تَنْقَطِعُ کانْقِطاعِ السَّحابِ، وتَنْقَشِعُ کما یَنْقَشِعُ السَّرابُ.» غرر الحکم، ح1129



 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
قديم 02-14-2016, 07:05 PM   #14
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 14



انتظار العلماء

المقدمة 1:إدراك الشعور بالانتظار


نحن وُلدنا على الإدراك والفكر، وروحنا متضمنة لما هو موسوم بـ«العقل». والشيء الذي يستنير بنور المعرفة يبدو للعيان بشكل أوضح. وإنّ معرفة الحسنات تؤدي إلى مزيد من السهولة لاكتسابها ومن الحفظ لاستدامتها. ومعرفة السيئات أيضاً تسبّب سهولة مكافحتها. وبواسطة نور العلم يمكننا معرفة ما في سرائرنا وإنماؤه بشكل أمثل.


بالتفكر يمكننا إدراك الشعور بالانتظار


وإن واحدة من أساليب اكتساب العلم، هو التفكر وله طرق مختلفة. فالتفكرّ بإمكانه أن يقوم بتنظير التجارب وتبديل الشعور الذي نشاهده في داخلنا إلى إدراك جديد. كما أن أيّ إدراك بإمكانه أن يؤول إلى ولادة شعور جديد في نفوسنا. وبعبارة أخرى؛ يتسنى عبر التفكر الإلمام بشعور ما، ويتأتى لهذا الإلمام أيضاً أن يوجد فينا شعوراً جديداً. وعلى أيّ حال، علينا السعي لإدراك الشعور بالانتظار في أنفسنا وإنماء إدراكنا بهذا الشعور أيضاً.

وإنّ من أساليب إدراك المفاهيم الإنسانية وفهمها بشكل أمثل، هو تحليلها للوصول إلى العناصر الرئيسة المكوّنة لها. نظير ما يتم إنجازه في الكيمياء لمعرفة المواد. وإنّ العناصر الرئيسة لمفهوم ما، تمثّل عوامل تكوينه أيضاً، وأحياناً وبفقدان أيّ واحدة من تلك العوامل، يتعذّر تحقق ذلك المفهوم أو أنه يُصاب بنقصان فادح. وبالإمكان أن يدلّنا هذا الأسلوب على طرق تحقق أو زوال المفهوم. ومن هنا فلو حدّدنا العناصر المكوّنة لظاهرة ما في النفس الإنسانية، فقد حصلنا على تعريف دقيق نسبياً حيالها.

وإنّ الشعور بـ«الانتظار» أيضاً، يعدّ من تلك المفاهيم الإنسانية التي يمكن تجربتها في نفوس جميع الناس، وإدراكه ليس بالأمر العسير. ويتأطر بحالات ودرجات مختلفة بحسب ما يُضاف إليه، وأننا ما الذي نريد انتظاره. والشعور بالانتظار بنفسه منتظِرٌ لنُدركه بشكل أمثل، ونتعرّف على المزيد من قِيَمه وآثاره ونقوم بإكمال هذه المعرفة.

ومن أجل إدراك مفهوم الانتظار بشكل أمثل، يمكن معرفة عناصره المكوّنة له واكتساب تعريف أدق منه عبر هذا المنهج. وكلّ منتظر يمكنه من خلال التدبّر في انتظاره أن يعرف ما هي العوامل التي أوجدت فيه حالة الانتظار؛ أو ما هي الحالات والخصائص المكوّنة لانتظاره. تلك الخصائص التي أينما اجتمعت جنباً إلى جنب، ستولّد الشعور بالانتظار في الإنسان.

وإن حلّ انتظار ذلك الموعود الذي سيغيّر العالم في قلب أحد، فسيقلبه لا محالة وسيعرض فيه قوة الانتظار التي ليس لها مثيل. فإنّ انتظار الفرج يهب للمنتظر طاقة فائقة ويغيّر رؤيته الكونية. علماً بأن رؤية الإنسان الكونية في بعض الأحيان لابد أن تتغير في بادئ الأمر ليحصل ذلك الانتظار.


لا يمكن إهمال مفهوم الانتظار


وعلى أيّ حال، لا ينبغي أن نمرّ على مفهوم الانتظار ومصداقه المهم وهو انتظار الموعود، مرور الكرام. ولا يمكننا عدم الاكتراث بفقدان الشعور بالانتظار في نفوسنا وفي أفراد المجتمع. لأن فقدان انتظار الموعود يؤدي إلى ركود الروح وخمودها. حتى أن رؤية الفرج بعيداً تسبب قساوة القلب كما ورد في كلام المعصوم.[1]

وبالتأكيد فإن الانتظار الذي اعتبره رسول الله «أفضل أعمال أمته»[2]، لا يمكن أن يكون مسألة فرعية تافهة قليلة الأهمية، أو أن يكون له أثر ضئيل في تكاملنا روحياً ومعنوياً. وإن لآثار الانتظار النفيسة أهمية بالغة بحيث تزيد من قيمة تعريف مفهوم الانتظار وضرورة اكتشاف عناصره.

المقدمة 2: أنواع الانتظار

قبل تحليل الانتظار إلى العناصر المكوّنة له، حريّ بنا أن نلقي نظرة عابرة لأنواع الانتظار؛ حتى يتضح بأننا نريد التعرض لأيّ نوع من أنواع الانتظار. فإنّ الانتظار بإمكانه أن يكون لأيّ حادث في المستقبل. غير أنّ انتظار «الفرج» يعدّ واحداً من أهم أنواع الانتظار وفي الوقت ذاته من أكثرها شيوعاً. ويعتبر انتظار «الموعود» أيضاً من المصاديق البارزة لانتظار الفرج. وإنّ الكثير من أنوع الانتظار يدخل في عداد انتظار الفرج؛ فإنّ انتظار حلول وقت لقاء أو عمل مهم، أو انتظار سماع جواب مطلوب أو رؤية شخص محبوب، كلّها تتأطّر بإطار انتظار حلّ عقدة من العقد وتعدّ من الفرج وتنضوي تحت منظومة انتظار الفرج.

وإنّ كلّ من يلتمس الدعاء لحل المشاكل ويترقّب إزالة العقبات والأزمات ويأمل بالمستقبل، يدخل في عداد المنتظرين للفرج. وإن كان هناك فرق كبير بين أنواع الانتظار هذه: فبين منتظرٍ لفرج العالم بأسره ومنتظرٍ لفرجه الشخصي؛ وبين منتظرٍ لحلّ المشاكل بأجمعها ومؤمّلٍ لحل عدد منها.

وفي بعض الأحيان أيضاً قد نترقّب مجيء وضع مرفوض غير مطلوب، وفي هذه الحالة نكون «قلقين» أكثر من كوننا «منتظرين». وكلمة الانتظار وإن كان بالإمكان استعمالها في مثل هذه الحالة، ولكنه أمر غير مستحسن؛ لأنّ الشعور بالانتظار لابد وأن يواكبه نوع من الشوق أيضاً.

وعلى أيّ حال فإنّ الانتظار الذي نريد أن نتحدّث فيه هنا، هو انتظار «فرج الموعود» الذي وُعدت به الأمم؛ ومرادنا من أيّ انتظار نتعرض إليه هو انتظار «تحقّق ذلك الوضع الموعود» على يد المهديّ الموعود (عج). علماً بأنّ لهذا الانتظار نطاقا واسعا وينضوي تحته الكثير من أنواع الانتظار.


يتبع إن شاء الله...


[1]. عن علي بن يقطين، عن الإمام الكاظم (ع): «الشِّيعَةُ تُرَبَّى بِالْأَمَانِيِّ مُنْذُ مِائَتَيْ سَنَة.» أي أنّ الشيعة تتمنى في كل لحظة رؤية مولاها وتقضي عمرها بالتمني. وفي تتمة الرواية يقول يقطين لابنه علي: «مَا بَالُنَا قِيلَ لَنَا فَكَانَ وَقِيلَ لَكُمْ فَلَمْ يَكُن‏؟» أي كيف أن وعد النبي (ص) قد تحقق في وصول بني العباس إلى الحكم، ولم يتحقق في فرج آل محمد؟ فأجابه علي بن يقطين: «... وإِنَّ أَمْرَنَا لَمْ يَحْضُرْ فَعُلِّلْنَا بِالْأَمَانِيِّ، وَلَوْ قِيلَ لَنَا إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَكُونُ إِلَى مِائَتَيْ سَنَةٍ أَوْ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ لَقَسَتِ الْقُلُوبُ وَلَرَجَعَتْ عَامَّةُ النَّاسِ عَنِ الْإِسْلَامِ، وَلَكِنْ قَالُوا مَا أَسْرَعَهُ وَمَا أَقْرَبَهُ تَأَلُّفاً لِقُلُوبِ النَّاسِ وَتَقْرِيباً لِلْفَرَجِ.» الکافي، ج1، ص369؛ الغیبة للنعماني، ص295. وشبيه بذلك ما روي عن علي بن يقطين عن الإمام الكاظم (ع) أيضاً. علل ‌الشرائع للصدوق، ج2، ص581.

[2]. عن الإمام الکاظم (ع) عن آبائه عن النبي (ص): «أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.» کمال الدین وتمام النعمة، ج2، ص644. وفي رواية أخرى عن النبي (ص): «أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ» کمال الدین وتمام النعمة، ج1، ص287.

وفي كتاب للإمام الحسن العسكري (ع) إلى علي بن الحسين بن بابويه القمي: «عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ وَانْتِظَارِ الْفَرَجِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ (ص) قَالَ: أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي انْتِظَارُ الْفَرَجِ. وَلَا تَزَالُ شِيعَتُنَا فِي حُزْنٍ حَتَّى يَظْهَرَ وَلَدِيَ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ (ص) يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً فَاصْبِرْ ... وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى جَمِيعِ شِيعَتِنَا وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.» المناقب لابن شهرآشوب، ج4، ص425.

وقال أمير المؤمنين (ع): «انْتَظَرُوا الْفَرَجَ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ انْتِظَارُ الْفَرَجِ» الخصال للشیخ الصدوق، ج2، ص616.




 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2016, 01:49 PM   #15
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 15



اکتشاف عناصر الانتظار


يتأتى لجميع الناس أن يجرّبوا في أنفسهم «الشعور بالانتظار» بسهولة. فإنّ إدراك هذا الشعور ليس بالأمر العسير. غير أنّ الشعور بالانتظار هذا تختلف حالاته ودرجاته بالنظر إلى الشيء الذي ننتظره.

ومن أجل إدراك مفهوم الانتظار بشكل أمثل، يمكن معرفة عناصره المكوّنة له واكتساب تعريف أدق منه عبر هذا المنهج. وكلّ منتظر يمكنه من خلال التدبّر في انتظاره أن يعرف ما هي العوامل التي اجتمعت جنباً إلى جنب وولدّت فيه حالة الانتظار. وفي تتمة هذا الفصل سوف نتصدّى لتحليل مفهوم الانتظار ومعرفة عناصره، ليتسنى لنا في ضوء نتائج هذه الدراسة، الوصول إلى تعريف دقيق وعلمي من الانتظار.
1.الاعتراض على الوضع الموجود


إنّ الاعتراض على الوضع الموجود يعتبر مقدمة لظهور الشعور بانتظار الفرج. فمن كان راضياً بالوضع الموجود، لا يمكنه انتظار وضع آخر أفضل منه. وهذا الاعتراض وإن كان قد يعدّ من مقدمات الانتظار الخارجية لا الداخلية، ولكننا أدرجناه في باكورة عناصر الانتظار بسبب دوره الهام والحيويّ في نشوء حالة الانتظار.

فعلى الإنسان أن يعترض على الوضع الموجود، وإلّا فلا يمكنه أن يكون منتظراً. بل وحتى الذي لم يعترض على الوضع الموجود لتحسّنه إثر تغيير قليل، لا يستطيع أن يصل إلى درجة الانتظار وأن ينتظر الوضع المنشود. والاعتراض هذا بما فيه من مراحل مختلفة من النفور مما هو موجود، إلى الولع الشديد بما ليس بموجود ولابد أن يكون، يمثل العنصر الأول للانتظار.

وعدم القناعة بما نملك، يبعث فينا الحرص للوصول إلى ما لا نملك؛ والحرص والجهد هذا لـ«الامتلاك» الذي غالباً ما يقترن بالأمل لـ«الحصول»، يعني بداية ظهور الانتظار في روح الإنسان الجموحة.

قد يقال بأن الاعتراض على الوضع الموجود لا يتيّسر إلّا عبر مشاهدة «الوضع المنشود» ثم مقارنته بالوضع الموجود. هذا كلام صحيح، ولكن قد يتسنى الاعتراض على الوضع السيّء الموجود أيضاً من دون مشاهدة أو تصوّر الوضع المنشود. لأن روح الإنسان في حال اتّزانها تستطيع إدراك سوء الأوضاع والاستياء منها حتى من دون مقارنة.



علاقة شدة الاعتراض بشدة الانتظار

ودرجات الاعتراض أيضاً متفاوتة، وبطبيعة الحال كلّما قلّت شدّة الاعتراض، كلّما ضعفت قوة الانتظار في الإنسان. لأن الانتظار يُطلق على حالة مقرونة بالشدّة والحدّة. وبالإمكان أن يشتدّ الاعتراض بحدّ يؤول إلى طلب الإصلاح والتغيير، أو أن يضعف بحدّ لا يؤدي إلّا إلى طلب التغييرات الجزئية. ومن الطبيعي أنّ أيّاً من هاتين الصورتين، تبعث على حالة خاصة من الانتظار. ولو كان الإشكال في أساس الوضع الموجود، وكان أكبر وأعمق من أن يرتفع بواسطة الإصلاحات السطحية والمختصرة، سيكون «الاعتراض» أيضاً أشد، وسيضفي مزيداً من الشدة على «الانتظار» أيضاً.

ومن جانب آخر، كلّما كان مبنى هذا الاعتراض أكثر منطقية عند الإنسان، كان انتظاره أيضاً أكثر استدامة. فإنّ الاعتراضات الناشئة عن المصالح السريعة الزوال أو الناجمة عن الأهواء النفسانية، لا تدوم وتتحطّم عبر الاصطدام بأدنى مانع. ودوماً ما يمكن التساوم مع أمثال هؤلاء المعترضين. والمعترض الذي لم يستند اعتراضه إلى العقل، فهو في حالة شك وتردّد على الدوام، لا يسعى في سبيل اعتراضه ولا يقاوم من أجله.

والاعتراض لا يظهر عند الجميع بصورة واحدة. فالبعض يمتلك نفساً قانعة وأساساً ليس من أهل الاعتراض. دعنا عن أنّ روح القناعة هذه لا تعتبر فضيلة على الدوام[1]، ولكن على أيّ حال فإن روح الاعتراض عند أمثال هؤلاء أضعف من غيرهم. وفي هذه الصورة بالإمكان أن تبدأ ظاهرة الانتظار فيهم من الميل إلى الوضع الأمثل. وإن قَوِيَ هذا الميل، فسيؤول بشكل طبيعي إلى الاعتراض. كما أنّ عدم الوصال أيضاً، يولّد حالة الاعتراض في نفس كل عاشق قانع. وقد يشتدّ الاعتراض، لا لتدهور الوضع الموجود، بل لازدياد الشوق إلى الوضع المنشود. وفي هذا الخضم يزداد لهيب الانتظار اتّقاداً في روح الإنسان، والولعُ للصول إلى الوضع المنشود، يزرع في قلبه النفرة من الوضع الموجود.

والإنسان الذي ليس معترضاً ولا يخالف الوضع الموجود، إنما هو محافظ أكثر من كونه منتظراً؛ ولربّما تجده يرحّب بعدم تغيير أوضاع العالم. فإنّ الاعتراض وعدم الرضا بالوضع الموجود هو الذي ينشّط فكر الإنسان للوصول إلى الوضع المنشود؛ ويزرع في قلبه بذرة الشعور بالانتظار. ولهذا الاعتراض أثر بالغ في حركة الإنسان وحياته، وفقدانه يستجلب له الركود والجمود.

وإنّ لأصل وجود الاعتراض على المزلّات والانحرافات أهمية بالغة، ولا فرق بين أن يكون هذا الاعتراض متوجّهاً إلى شخص معيّن أم أنه منصباً على وضع سيّء ليس إلّا. فالمهم أن يكون الإنسان معترضاً، سواء وجد لاعتراضه هذا مقصّراً، أم كان ذلك متفرعاً من حالة طبيعية.



يتبع إن شاء الله...



[1]. كما أنّ البعض يتصفون من الناحية الجينية والوراثية بالهدوء أو الانطواء، أو أنّ البعض يسكتون ولا يتكلّمون لخوفهم. فإنّ هدوءهم هذا ليس ناجماً من الصبر والتحمّل، أو الحزم وبعد النظر، حتى يعدّ فضيلة. ولذا فقد يلجأ مثل هذا الشخص إلى الصمت وعدم الاعتراض حتى في المواطن التي تحتاج إلى الاعتراض وعدم الاستقرار، كالظلم بحق طفل بريء.




 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
قديم 04-03-2016, 06:56 AM   #16
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 16




وقبل أن يكون الاعتراض حقاً طبيعياً للإنسان، فهو طبيعة سرت بحقٍّ في فطرة الإنسان. وإنّ الحزن الجميل الناتج عن الاعتراض المقدّس الذي أعطى الله حقه للإنسان، منشأ لعروج الروح إلى المبدأ الأعلى.

إنّ الاعتراض وليد روح الإنسان الطالبة للكمال في هذه الدنيا. فلا يمكن أن تودع أمنية القرب في فطرة الإنسان، وفي الوقت ذاته لا يشعر هذا الإنسان في قرارة نفسه بالجزع والرغبة عن النقائص والعيوب أو حتى الفرار والنفور منها. فإنّ الانتظار علامة العقلانية. وفي هذا الخضم تُطرح الأبعاد العرفانية للانتظار شيئاً فشيئاً وسنخوض هذا البحث في فصل مستقل.

وبإمكان الاعتراض أن يشمل حقاً مسلوباً، أو محبوباً مستوراً. فحيثما يُسلب حقٌ من الإنسان، يستطيع أن يصرخ وينحب؛ وحيثما يُحجب محبوب عنه، يستطيع أن يُجري دموعه ويحترق بهدوء كالشمع حتى الزوال والاضمحلال. فالاعتراض النابع عن عشق على الهجران، سيرة عرفانية لجميع المنتظرين للوصال.
خصائص الاعتراض في انتظار الموعود


إذا ما أمعنّا النظر حول عنصر الاعتراض فيما يخصّ انتظار فرج المهدي الموعود (عج)، لوصلنا إلى نقاط جديدة. والنقطة المهمة في ذلك هو جواز هذا الاعتراض. أي على الرغم من أنّ الغيبة تقدير إلهي، ولكن يمكننا الاعتراض عليها. ولهذا الدليل علّمونا في دعاء الافتتاح وكذا في الدعاء الوارد في زمن الغيبة أن نشكو إلى الله غيبة وليّنا ونعترض على ذلك: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْکُو إِلَیْكَ فَقْدَ نَبِیِّنَا وَغَیْبَةَ وَلِیِّنَا»، وقرنوا هذا الاعتراض باعتراض آخر: «وَکَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَقِلَّةَ عَدَدِنَا»[1] للتصعيد من شدّته.

وقد تكون واحدة من حِكَم هذه الغيبة، هي تبلور هذا الاعتراض المقدّس ليتأهلّ الناس ولاسيما المسلمون والشيعة لإدراك حضوره وظهوره. كما أنّ من حقّنا الحياة في ظلّ نور إمام معصوم؛ الحقّ الذي سُلب عنّا بسبب ظلم الظالمين عبر التاريخ. ومن الفضل أن نرغب في الحضور إلى جانبه والاعتراض على غيبته. وتارة ما نجد أئمتنا، رغم أنهم كانوا أئمة ولم يكونوا مضطرّين كما هو حالنا، يندبون ويبكون على غيبة الوصيّ الخاتم بحزن وحرقة قلب، مما يثير دهشة الحاضرين وحيرتهم.

فعلى سبيل المثال، يقول الإمام الصادق (ع) في مناجاة له مع الإمام المهدي (عج) وهو لم يولد بعد، بحزن واكتئاب: «سَیِّدِي غَیْبَتُكَ‏ نَفَتْ‏ رُقَادِي»[2].

وهذا أخو رسول الله (ص) وأمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (ع) يتأوّه شوقاً لرؤية المهدي (عج)، وذلك عندما سأله رجل عنه، فبيّن له صفاته، ثم أومأ بيده إلى صدره الشريف قائلاً: «هَاهْ، شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِ»[3].

والاعتراض على الغيبة، يتبعه انتظار الظهور؛ وكلّما كان هذا الاعتراض أكثر عمقاً، كان ذلك الانتظار أكثر دقّة، وقلب المنتظر أكثر رقّة. ودعاء الندبة زاخر بالاعتراض على الأوضاع السيئة التي نعيشها. حتى أنه يشير إلى قتل الأنبياء وأولاد الأنبياء ويصرّح بقتل أبي عبد الله الحسين (ع) في كربلاء. وفي اعتراضه على شهادة الإمام الحسين (ع) أيضاً لم يستخدم كلمة «الشهادة» التي تشير إلى الجانب الإيجابي من واقعة كربلاء، وإنما استخدم كلمة «المقتول» منادياً الطالب بدمه: «أَیْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِکَرْبَلاءَ؟»[4]

ولابد من الرجوع إلى فهرس اعتراضات دعاء الندبة وزرعها في القلب بأسرها. ولابد من غرس مغرس من الاعتراض على أنواع آثار غيبة الإمام في القلوب وسقيها بدموع العين، ليتأتى جني ثمار الانتظار قدر المستطاع. وإذا ما نظرنا إلى اعتراضات فاطمة الزهراء (س) بين بكائها على فراق النبي الأعظم (ص)، لتساءلنا بحيرة مِمَّ شكواها؟ من انقطاع الوحي قائلة بلسان حالها «أبتاه! لقد انقطع برحيلك الوحي وامتنعت الآيات القرآنية عن النزول» أو من فقدان معلّم الوحي الكبير «أين معلّم كتاب الله ومبيّن وحيه؟»[5]

وكم له من الأهمية والقيمة أن يصل الإنسان إلى هذا المقام بأن يعترض حالياً على غيبة مفسّر القرآن ومحيي معالم الدين، ليكون لانتظاره معنى ويدخل في زمرة المنتظرين الحقيقيين. فعندما نقول في دعاء الندبة: «أَیْنَ مُحْیِي مَعَالِمِ الدِّینِ وَأَهْلِه؟»[6] لابد من القول: «أين من هو أهل لمثل هذا التمني؟» ولا نقول: كيف يمكننا أن نكون «منتظرين» حقيقيين؟ بل لنقل: كيف يمكننا أن نكون «معترضين» حقيقيين؟

فلابد من إحياء الاعتراض في القلب من أجل إيجاد انتظار الفرج؛ ولابد أيضاً من البحث عن مزيد من الأدلة لتعزيز هذا الاعتراض. فالراضين بالوضع الموجود الذي يعيشونه من دون حضور الإمام أو الذين لم يتجاوز اعتراضهم عن متطلباتهم الشخصية الضئيلة، لا يُعتَبرون من المنتظرين للموعود بلا ريب. ولا يقتصر عدم اعتراض هؤلاء على أنّ الناس لا يعرفون الله أو أنهم رازحون تحت وطأة الطواغيت، بل إنهم لا يعترضون حتى على حرمانهم من مواهب العالم اللامتناهية.

ولو فُقِد الاعتراض، لا يتبلور انتظار الفرج أيضاً؛ وعلى أساس أنّ للخلائق ما هو لائق، وكذا بالاستناد إلى بعض القوانين المسنونة والمستورة في العالم، لابد أن نقلق على تدهور الأوضاع أيضاً؛ لأن الرضا بالداني والقليل، يوجب سقوط الإنسان إلى أدنى مراتب عالم الوجود. فإن حركة الإنسان في هذه الدنيا إما صعودية أو سقوطية، وهذه من الخصائص الذاتية لحياة الإنسان في هذا العالم. إما حيّ متكامل، أو ميّت متسافل، ولا سبيل بينهما.



يتبع إن شاء الله...





[1]. الدعاء الوارد في زمن الغيبة عن الإمام الحجة (ع) نقلاً عن سفيره الأول؛ کمال الدین وتمام النعمة، ج2، ص514. وكذلك مقطع من دعاء الافتتاح: مفاتیح الجنان، أعمال شهر رمضان المبارك، وتهذیب الاحکام، ج3، ص110. وأيضاً في الدعاء الوارد في قنوت الركعة الأخيرة من صلاة الليل (صلاة الوتر): الأمالي للشیخ الطوسي، ص432.

[2]. کمال الدین وتمام النعمة، ج‏2، ص353: «عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِيِّ قَالَ:‏ دَخَلْتُ أَنَا وَالْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو بَصِیرٍ وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَلَی مَوْلَانَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع). فَرَأَیْنَاهُ جَالِساً عَلَی التُّرَابِ وَعَلَیْهِ مِسْحٌ خَیْبَرِیٌّ مُطَوَّقٌ بِلَا جَیْبٍ، مُقَصَّرُ الْکُمَّیْنِ، وَهُوَ یَبْکِي بُکَاءَ الْوَالِهِ الثَّکْلَی، ذَاتَ الْکَبِدِ الْحَرَّی، قَدْ نَالَ الْحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَیْهِ،

وَشَاعَ التَّغَیُّرُ فِي عَارِضَیْهِ وَأَبْلَی الدُّمُوعُ مَحْجِرَیْهِ وَهُوَ یَقُولُ: «سَیِّدِي غَیْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي وَضَیَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي وَأَسَرَتْ مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي، سَیِّدِي غَیْبَتُكَ أَوْصَلَتْ مُصَابِي بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ وَفَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ یُفْنِي الْجَمْعَ وَالْعَدَدَ....»

[3]. «...ثُمَّ رَجَعَ إِلَى صِفَةِ الْمَهْدِيِّ (ع) فَقَالَ: أَوْسَعُكُمْ كَهْفاً وَأَكْثَرُكُمْ عِلْماً وَأَوْصَلُكُمْ رَحِماً ... هَاهْ - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِ.» الغیبة للنعماني، ص212.

[4]. مفاتیح الجنان، دعاء الندبة. وأيضاً: إقبال الأعمال للسید ابن طاووس، ص297.

[5]. قال النبي (ص) في ابنته فاطمة (س): «فَلَا تَزَالُ بَعْدِي مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً بَاكِيَةً؛ تَتَذَكَّرُ انْقِطَاعَ الْوَحْيِ عَنْ بَيْتِهَا مَرَّةً، وَتَتَذَكَّرُ فِرَاقِي أُخْرَى» الأمالي للصدوق، ص112.

[6]. مفاتیح الجنان، دعاء الندبة. وكذلك إقبال الأعمال للسید بن طاووس، ص297.




 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:41 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية