هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 11-07-2010, 10:36 PM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي نظرة عابرة إلى أجوبة الإمامية عن روايات أهل السنَّة



الفصل السابع
نظرة عابرة إلى أجوبة الإمامية عن روايات أهل السنَّة

إنّ علماء الإمامية لم يترددوا أبداً في بطلان تلك الرِّوايات إلاّ إذا وجدوا التأويل الصحيح لها. ويمكنك مشاهدة أجوبتهم عن تلك الرّوايات في كتب التفسير وعلوم القرآن والكلام وغيرها، ونحن هنا نكتفي بذكر عدد من علماء الإمامية:


1 ـ من القدماء:

الفضل بن شاذان (ت 260)

السيد المرتضى علم الهدى (ت 436)

الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548)

رضي الدّين علي بن طاووس (ت 664)

الحسن بن يوسف بن المطهر ـ العلامة الحلّي ـ (ت 726)


2 ـ من المتأخرين:

الشيخ محمّد جواد البلاغي النجفي (ت 1352)

السيد محمّد حسين الطباطبائي ـ العلامة الطباطبائي ـ (ت 1402)
الصفحة 226

السيد الخوئي (ت 1413)

السيد مرتضى العسكري (مدّ ظله)

الأستاذ محمّد هادي معرفة (مدّ ظله)

ولابن شاذان في بطلان تلك الرّوايات الموهومة بحث مفصّل نسبياً، وممّا جاء فيه قوله:


"... ثم رويتم عن ابن مسعود أنّ المعوذتين ليستا من القرآن وانّه لم يثبتهما في مصحفه وأنتم تروون أنه من جحد آية من كتاب الله عزّ وجلّ فهو كافر بالله وتقرّون انّهما من القرآن... فان لم تكن المعوذتان من القرآن لقد هلك الذين اثبتوهما في المصاحف ولئن كانتا من القرآن لقد هلك الذين جحدوهما ولم يثبتوهما في المصاحف ـ إن كان ما رويتم عن ابن مسعود حقّاً... فايّ وقيعة في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله اشدّ من وقيعتكم فيهم..."(1).



وللسيد المرتضى في ردّ توهّم الخطأ في الفاظ القرآن الكريم بيان عميق واستدلال متين ولولا مخافة الاطالة لذكرته حرفيّاً(2)، وأمّا الشيخ الطبرسي فقد كتب في بطلان هذه الرّوايات في عدّة مواضع من تفسيره، ومنها ما ذكره حول توهّم اللحن في الآيات وخطأ كتّاب الوحي قال:


"وامّا ما روي عن عروة عن عائشة... فقالت يا ابن اختي هذا عمل الكتّاب أخطاوا في الكتاب وما روي عن بعضهم ان في كتاب الله اشياء ستصلحها العرب بألسنتها... فمما لا يلتفت إليه لانه لو كان



____________

1 ـ الايضاح: ص 229. وقال السيد محمّد جواد الحسيني العاملي من أعلام الإمامية في القرن الثالث عشر: "المعوذتان من القرآن بلا خلاف بين أهل العلم كافة" مفتاح الكرامة: ج 2، ص 387.

2 ـ انظر: غرر الفوائد ودرر القلائد ـ المعروف بالامالي لعلم الهدى السيد المرتضى: ج 1، ص 205 ـ 206.
الصفحة 227


كذلك لم يكن لتُعلّمه الصحابةُ الناسَ على الغلط وهم القدوة والذين أخذوه عن النبىّ صلّى الله عليه وآله"(1).



وكذلك ابن طاووس في مناظرته مع أبي علي محمّد بن عبد الوهاب الجبّائي ـ من علماء العامّة ـ حول آية البسملة فإنّه قال:


"... قد رأينا في تفسيرك ادعيت ان "بسم الله الرحمن الرحيم" ما هي من القرآن الشريف ولا تروونها آية من القرآن وهي مائة وثلاث عشرة آية في المصحف الشريف تزعمون انها زائدة وليست من القرآن فهل هذا الاعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم في المصحف الشريف... [وهذا باطل] لأنّ القرآن مصون من الزيادة والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع"(2).



ثمّ فصّل الكلام في مقام هذه التوهمات، ومن أراد المزيد فليراجعه(3).

وللعلامة الحلّي أيضاً في ابطال سورتي الخلع والحفد كلام متين في كتابه "تذكرة الفقهاء"(4).

وقال العلاّمة البلاغي في مقدمة تفسيره بعد أن ذكر شطراً من تاريخ القرآن ما نصُّه:


"فلم يتفق لأمر تاريخي من التواتر وبداهة البقاء مثل ما اتفق للقرآن الكريم كما وعد جلّت آلاؤه بقوله في سورة الحجر: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون)(5)".




____________

1 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن: ج 2، ص 214 ـ 215 وأيضاً ج 1، ص 90.

2 ـ سعد السعود: ص 144 ـ 145.

3 ـ المصدر السابق: ص 144 وما بعدها.

4 ـ تذكرة الفقهاء: ج 3، ص 262 ـ 263.

5 ـ سورة الحجر (15): الآية 9.
الصفحة 228

ثمّ شرع بذكر روايات أهل السنّة حول جمع القرآن، وكشف عن تعارضها واضطرابها، ثمّ نبّه إلى ما ورد في روايات أهل السنة حول سورة "لم يكن" وبعد بيان الاضطراب والانحطاط والغلط في فقرات تلك الرّوايات قال:


"... ودع عنك الاضطراب الذي يدع الرواية مهزلة"(1).



وأشار أيضاً إلى أنواع اُخر من تلك الرّوايات التي من جملتها اُكذوبة الغرانيق فقال:


"وإنّ كثيراً من كتب التفسير قد لهج باُكذوبة شنيعة وهي ما زعموا من أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ سورة النجم في مكة في محفل من المشركين حتى إذا قرأ قوله تعالى: "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى" قال صلّى الله عليه وآله وسلّم في تمجيد هذه الأوثان وحاشا قدسه: "تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهن لترتجى" فأخبره جبرائيل بما قال فاغتمّ لذلك فنزل عليه في تلك اللّيلة آية تسليه ولكن بماذا تسليه بزعمهم تسليه بما يسلب الثقة من كلّ نبىّ وكل رسول في قراءته وتبليغه، والآية هي قوله تعالى في سورة الحجّ: (وما أرسلنا من قبلك من نبىّ ولا رسول إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في اُمنيته)(2) فقالوا معنى ذلك إذا تكلّم أو حدّث أو تلا وقرأ أدخل الشيطان ضلاله في ذلك.

اذن فما حال الاُمم المسكينة؟ وما حال هداهم مع هذا الإدخال الذي لم يسلم منه بزعمهم نبيّ أو رسول؟ ولم يسلم منه شيء من كلامهم أو حديثهم أو تلاوتهم على ما يزعمون "ما هكذا تورد يا سعدُ الابل"



____________

1 ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن: ص 15.

2 ـ سورة الحج (22): الآية 51.
الصفحة 229


أفلا صدّهم من ذلك على الأقل أنّ سورة الحج مدنية اُمر فيها بالأذان بالحج(1) واُذن فيها بالقتال(2) واُمر فيها بالجهاد(3) ولم يكن هذا الأمر وهذا الاذن إلاّ بعد الهجرة بأعوام وإنّ الذي بين ذلك وبين الوقت الذي يجعلونه لخرافة الغرانيق وخرافة نزول هذه الآية في ليلتها يكون أكثر من عشرة أعوام"(4)؟



وقد ذكر أيضاً نحو هذا في الجزء الأوّل من كتاب الهدى صفحه 123 ـ 129 فلا بأس بمراجعته.

وقال أيضاً في نقد محتوى السورتين المزعومتين وهما "الخلع"(5) و"الحفد"(6)اللّتين سبق نصّهما:


"لا نقول لهذا الراوي إنّ هذا الكلام لا يشبه بلاغة القرآن ولا سياقه فإنّا نسامحه في معرفة ذلك ولكنّا نقول له: كيف يصح قوله "يفجرك" وكيف تتعدى كلمة يفجر وأيضاً ان الخلع يناسب الاوثان اذن فماذا يكون المعنى وبماذا يرتفع الغلط؟".




____________

1 ـ سورة الحج (22): الآية 27.

2 ـ نفس السورة: الآية 40.

3 ـ نفس السورة: الآية 77.

4 ـ آلاء الرحمن: ص 13 ـ 14. والهدى إلى دين المصطفى: ج 1، ص 123، ط صيدا.

وقد سبق منا القول بان آية الحفظ (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) تتكون من فقرتين، ففقرتها الاولى ـ وهي انا نحن نزلنا الذكر ـ مع عدة تاكيدات فيها تدل دلالة قاطعة على نفي تدخل ايّة قوة غير الله سبحانه وتعالى في تنزيل القرآن وتنص على صيانة القرآن حال تنزيله.

5 ـ وهي "بسم الله الرحمن الرّحيم اللّهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك".

6 - وهي "بسم اللّه الرحمن الرحيم. اللّهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد ان عذابك بالكافرين ملحق".
الصفحة 230

وقال في نقد سورة الحفد المزعومة:


"ولنسامح الراوي أيضاً فيما سامحناه فيه في الرواية الاُولى، ولكنّا نقول له: ما معنى "الجدّ" هنا أهو العظمة أو الغنى أو ضد الهزل أو هو حاجة السجع؟ نعم في رواية عبيد "نخشى نقمتك" وفي رواية عبد الله "نخشى عذابك" [أو ليس هذا الاختلاف دليلاً على إنّه من عند غير الله] وما هي النكتة في التعبير بقوله: "ملحق" وما هو وجه المناسبة وصحة التعليل لخوف المؤمن من عذاب الله بان عذاب الله بالكافرين ملحق؟ بل ان هذه العبارة [لا] تناسب التعليل; لأن لا يخاف المؤمن من عذاب الله لأنّ عذابه بالكافرين ملحق."(1)


وللعلاّمة الطباطبائي بحث مفصّل بعنوان "كلام في أنّ القرآن مصون عن التّحريف" ضمن عدّة فصول، الفصل الثالث منها في بيان الأخبار المروية من طرق الشيعة وأهل السنّة في تحريف القرآن، وتبعها بأجوبة متينة وأدلّة قوية حول بطلان تلك الرّوايات وإليك بعضاً ممّا جاء في كلامه:


"... وبالجملة احتمال الدس ـ وهو قريب جداً مؤيد بالشواهد والقرائن ـ يدفع حجية هذه الرّوايات ـ أي روايات التّحريف ـ ويفسد اعتبارها فلا يبقى معه لها لا حجية شرعية ولا حجية عقلائية حتى ما كان صحيح الاسناد فان صحة الاسناد وعدالة رجال الطريق انّما يدفع تعمدهم الكذب دون دس غيرهم في اُصولهم وجوامعهم ما لم يرووه...

وبعض هذه الرّوايات تذكر آيات وسوراً لا يشبه نظمها النظم القرآني بوجه فهو ظاهر لمن راجعها فانه يعثر فيها على شيء كثير من



____________

1 ـ آلاء الرحمن: ص 24.
الصفحة 231


ذلك كسورتي "الخلع" و"الحفد"...

وليت شعري هل يسعنا أن ندعي أنّ ذاك الجمّ الغفير من الآيات التي يرون سقوطها... كانت خفية مستورة عن عامة المسلمين لا يعرفها إلاّ النزر القليل منهم مع توفر دواعيهم وكثرة رغباتهم في أخذ القرآن كلّما نزل، وتعلمه وبلوغ اجتهاد النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في تبليغه وإرساله إلى الآفاق وتعليمه وبيانه..."


ثم بدأ ببحث نظرية "نسخ التلاوة" و"الإنساء" وبعد ذكر الأدلة على بطلانها قال:


"فالحق إن روايات التّحريف المروية من طرق الفريقين وكذا الرّوايات المروية في نسخ تلاوة بعض الآيات القرآنية مخالفة للكتاب مخالفة قطعية"(1).



وكان السيد الخوئي بعد بيان أدلّة صيانة القرآن من التّحريف وابطال شبهات القائلين بالتحريف ونقد الرّوايات سنداً ومتناً قد قال في شأن روايات أهل السنة وروايات التّحريف ما نصّه:


"إنّ الإلتزام بصحة هذه الرّوايات التزام بوقوع التّحريف في القرآن... لأنّ القول بنسخ التلاوة ـ الذي هو عمدة جواب [فريق من أهل السنة] لتلك الرّوايات ـ هو بعينه القول بالتحريف والإسقاط، وبيان ذلك:

ان نسخ التلاوة هذا إمّا أن يكون قد وقع من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإمّا أن يكون ممّن تصدّى للزعامة من بعده، فإن أراد القائلون بالنسخ وقوعه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فهو



____________

1 ـ الميزان: ج 12، ص 117.
الصفحة 232


أمر يحتاج إلى الاثبات وقد اتفق العلماء اجمع على عدم جواز نسخ الكتاب بخبر الواحد وقد صرّح بذلك جماعة في كتب الاصول وغيرها(1) بل قطع الشافعي وأكثر أصحابه وأكثر أهل الظاهر بامتناع نسخ الكتاب بالسنة المتواترة، وإليه ذهب أحمد بن حنبل في أحد الروايتين عنه بل ان جماعة ممن قال بامكان نسخ الكتاب بالسنة المتواترة منع وقوعه(2) وعلى ذلك كيف تصح نسبة النسخ إلى النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بأخبار هؤلاء الرواة؟ مع أن نسبة النسخ إلى النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تنافي جملة من الرّوايات التي تضمنت أن الإسقاط قد وقع بعده.

وان أرادوا أن النسخ قد وقع من الذين تصدّوا للزعامة بعد النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فهو عين القول بالتحريف... نعم ذهبت طائفة من المعتزلة إلى عدم جواز نسخ التلاوة(3)"(4).



وأما السيد مرتضى العسكري فقد عرض تلك الرّوايات بأبعادها التأريخية والسندية والدلالية مع التنبّه لشرائط زمان ومكان صدورها ومن جملة ما بحثه:

روايات البسملة وتناقضها ومنشأها.


روايات جمع القرآن وتناقضها.


روايات اختلاف المصاحف والزيادة والنقصان في القرآن.


دراسة نظرية النسخ والإنساء في ضوء القرآن الكريم.



____________

1 ـ الموافقات لابي اسحاق الشاطبي: ج 3، ص 106، طبعة المطبعة الرحمانية بمصر، (الخوئي رحمه الله).

2 ـ الإحكام في أصول الأحكام للآمدي: ج 3، ص 217 (الخوئي رحمه الله).

3 ـ الإحكام في أُصول الأحكام، للآمدي: ج 3، ص 201 ـ 203 (الخوئي رحمه الله).

4 ـ البيان في تفسير القرآن: ص 206.
الصفحة 233

وقد قسّم روايات اختلاف المصاحف والزيادة والنقص إلى أربعة أقسام:

أ: ما لم يفهم معنى الرواية فيه لتغيير معنى المصطلح الاسلامي في عصرنا عن معناه في عصر الصحابة.

ب: ما افتري بها على الله وكتابه ورسوله صلّى الله عليه وآله وأصحابه، أو ما زيد في الرواية الصحيحة من تحريف.

ج: ما لم يفهم منها معنى كلام الصحابي، وبعض ممّا لم يرو بلفظ الصحابي نسياناً أو تعمداً.

د: ما افتري بها على كتاب الله أحد وُلاة الجور.

وقد بحث الاستاذ بعمق كلاًّ من تلك الأنواع مع ذكر الشواهد المتعددة ولأجل الفهم الصحيح والكامل لشرائط زمان ومكان صدور ذلك النوع من الرّوايات فقد كتب بحثاً تاريخياً حول القرآن من عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى زمن العباسيين.

ونحن هنا بلحاظ رعاية حجم البحث نكتفي بذكر بعض الموارد منها:

ذكر في شأن الآية الشريفة (بسم الله الرحمن الرحيم) روايات كثيرة من كتب أهل السنة وبعد دراستها بعمق(1) توصَّل إلى النتيجة الآتية:


"تواترت الرّوايات الصحيحة بأنّ البسملة كانت تنزل في ابتداء كل سورة من القرآن، وأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والخلفاء كانوا يقرؤونها جهراً في السورتين من الصلاة، غير أنَّ معاوية كان لا يقرؤها في الصّلاة ولمّا اعترض عليه الصحابة في مسجد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: نسيتها(2).




____________

1 ـ انظر القرآن الكريم وروايات المدرستين: ج 2، ص 35 ـ 67 وص 671.

2 ـ الدرّ المنثور: ج 1، ص 21.
الصفحة 234


ويظهر أنـّه ترك قراءتها عندما عاد إلى مقرّ خلافته في الشام وتبعه على ذلك عمّاله مثل والي المدينة، ثم رويت روايات نسبت الى رسول الله صلّى الله عليه وآله تفيد أن الرسول صلّى الله عليه وآله لم يقرأها في الصلوات ورويت روايات أخرى للدفاع عن الخليفة، مثل رواية أبي هريرة نسيان الرّسول صلّى الله عليه وآله ركعتين من الصلاة وأمثالها. ونرى أنّ كل تلكم الرّوايات رويت احتساباً للخير ودفاعاً عن كرامة خليفة المسلمين معاوية."(1)


وقال في إسناد اُسطورة الغرانيق:


"لقد بينّا زيف هذه الاسطورة السخيفة بتفصيل واف في الجزء الثاني من أحاديث أمّ المؤمنين عائشة بما بهرج الباطل وأزاحه وأظهر الحق وأجلاه، فقد برهنّا ـ مثلاً ـ على أن أسانيد الاسطورة تنتهي إلى كلّ من:

أ ـ عبد الله بن عباس; ولد في السنة الثالثة قبل هجرة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة.

ب ـ أبي العالية رفيع بن مهران; اسلّم بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسنتين ويعد من الطبقة الثانية من التابعين (ت: 90 أو 93 أو 110، أو 126 هـ).

ج ـ عبد الرحمن بن الحارث; ولد في عصر عمر (ت: 94 هـ).

د ـ أبي الحجّاج، مجاهد بن جبر المكّي. ولد سنة 21 هـ (ت: 103 أو 104 أو 105 هـ).

هـ ـ محمّد بن سعد من سلالة يهود بني قريظة، ولد سنة 40 هجرية.




____________

1 ـ القرآن الكريم وروايات المدرستين: ج 2، ص 67.

الصفحة 235


و ـ سعيد بن جبير، قتله الحجّاج سنة 90 أو 94 أو 95، وعمره تسع وأربعون سنة.

ز ـ ضحّاك بن مزاحم (ت: 105 أو 106 هـ) ويعدّ من الطبقة الخامسة من الرّواة.

ح ـ محمّد بن قيس (ت: 126 هـ).

ط ـ أبي محمّد اسماعيل بن عبد الرحمن السدّي (ت: 127 هـ) ويعدّ من الطبقة الرابعة من الرواة(1).

وهؤلاء ليس فيهم من شهد الواقعة المفتراة ليخبرنا عنها وأقدمهم ولادة ابن عباس الذي ولد لثلاث سنين قبل هجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأنّى له أن يشهد الواقعة ليخبرنا عنها؟

نقول هذا ونحن نعلم أنّ القصة مفتراة من أساسها وافتري على الصحابة روايتها، وقد اختلقت في عصر نشاط الزّنادقة في أواخر القرن الأوّل وأوائل القرن الثّاني الهجري..."(2).




وحول القسم الرابع من الأقسام الأربعة المتقدمة (أي ما افتري بها على كتاب الله وعلى أحد ولاة الجور) يقول:


"وذلك ما رووا أن الحجّاج بدّل من مصحف عثمان اثني عشر حرفاً فنقول بالاضافة إلى ما ذكرناه آنفاً: مرّ بنا في ذكر تاريخ الحجّاج: انه



____________

1 ـ قال: "ذكرنا مصادر التحقيق لأسانيد هؤلاء الرواة في الجزء الرابع من قيام الأئمة باحياء السنة: ص 409، 416.

2 ـ القرآن الكريم وروايات المدرستين: ج 2، ص 630 ـ 631، ثم قال: "نظير هذه الاسطورة المفتراة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى الوحي والقرآن، الخبر المفترى على رسول الله صلّى الله عليه وآله في كيفية تلقّيه اول وحي نزل عليه بغار حراء وقد كشفنا عن زيف الخبرين في الجزء الثاني من أحاديث ام المؤمنين عائشة".
الصفحة 236


رمى الكعبة بالمنجنيق واحرقها وقتل ابن الزبير ومن معه وبعث برؤوسهم إلى الشام واستخف ببقايا الصحابة في المدينة وختم ايديهم واعناقهم وأساء السيرة في ولايته على الكوفة... وقد قال سعيد بن جبير فى حق الحجّاج: والله ما خرجت عليه حتى كفر وقالوا في حقه:

أ ـ كان الحجّاج ينقض عرى الإسلام.

ب ـ لم يبق حرمة إلاّ ارتكبها.

ج ـ الشيخ الكافر.

أمثل هذا الخبيث اللحنة يقبل منه المسلمون تبديل كلمات من القرآن في مصحف انتشر إلى أقاصي أفريقيا وبلاد الهند وجميع بلدان العالم...

ان كل ما أشرنا إليه من الامور المستحيلة عادة.

اذاً فمن اين انتشرت تلك الرّوايات المختلقة في كتب الحديث والسيرة والتفسير في مدرسة الخلفاء؟



ثم بيّن أصل وجود تلك الرّوايات قائلاً:


يتضح لنا بجلاء ووضوح أمرها ومصادرها بالتدبّر في ما مرّ بنا من قيام الزنادقة بوضع الحديث، ودسّها في كتب الحديث...



ثمّ ذكر ـ مستدلاً بالشواهد والقرائن المتعددة ـ محنة الزنادقة وآثارهم التخريبية في كتب الحديث وغيرها، واستمر قائلاً:


"وقد كشفنا في المجلدات الأربعة من كتاب (عبد الله بن سبأ والاُسطورة السبئية) وكتاب (خمسون ومائة صحابي مختلق) عن آلاف المختلقات التي اختلقها الزنديق سيف بن عمر تحت غطاء نشر فضائل ذوي السلطة من الصّحابة والدفاع عنهم..."


ونورد هنا من باب المثال نصّ كلامه فيما افترى الزنادقة على ابن مسعود الصفحة 237

الصحابي، قال:


"افتري على ابن مسعود لتحقيق ثلاث غايات للزنادقة:

1 ـ تهديم شخصية صحابي من خواص أصحاب الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.

2 ـ الدفاع عن ولاة من أمثال الوليد الفاسق السكّير.

3 ـ والأهم من كلّ ذلك نشر التشكيك بثبوت النصِّ القرآني.

واتقنوا عملهم التخريبي بنشر نسخ باسم مصحف ابن مسعود كما أخبر عن ذلك ابن النديم في فهرسته فقال:

قال محمّد بن اسحاق (ت: 385 هـ) رأيت عدة مصاحف ذكر نُسّاخها انها مصحف ابن مسعود، ليس فيها مصحفان متفقان وأكثرها في رقّ كثير النسخ، وقد رأيت مصحفاً قد كتب منذ مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب(1).

ترى من نسخ تلك المصاحف المختلقة ونسبها إلى ابن مسعود غير الزنادقة الذين كانوا يحاربون الإسلام ويشكّكون المسلمين في عقايدهم ولم يقتصر عملهم في التهديم بما افتروا به على الصحابة بل افتروا على وال جائر مثل الحجّاج وقالوا انّه بدّل اثنى عشر حرفاً من مصحف عثمان..."(2).



ولننتقل الآن إلى بيان ما خطته أنامل الاستاذ محمّد هادي معرفة في كتابه الموسوم بـ "صيانة القرآن عن التّحريف" حيث خصص أحد فصوله وهو بعنوان "التّحريف عند حشوية العامّة" وبحث تلك الرّوايات التي لا تعتمد على أساس، ثمّ

____________

1 ـ الفهرست: ص 29.

2 ـ القرآن وروايات المدرستين: ج 2، ص 670 ـ 699.
الصفحة 238

بحث بطريقة استدلالية في إسناد ودلالة هذه الرّوايات مع التأويل الصحيح لها أو إبطالها من الأساس فقال:


"... قام أهل الحشو بشحن حقائبهم من شواذ الأخبار وغرائب الآثار... وهكذا نجد في بضائعهم حشداً من أخبار التّحريف سجّلتها المجاميع الحديثية الكبرى أمثال الصحاح الستّة وغيرها من المدوَّنات المعروفة عند أهل السنة وقد اغتّر بها جماعات، كانوا حسبوا من تلك الرّوايات حقائق مرهونة، فلابد من تأويلها أو علاج آخر، ممّا ابتدعه أهل الاصول باسم "نسخ التلاوة" فغيّروا من عنوان "التّحريف" إلى عنوان آخر تمويهاً لواقع الأمر.

وقد بحثنا فيما سلف أن تغيير العبارة لا يحلّ مشكلة الواقع وإنّما يزيد في صلب الاشكال، لا سيما وأنّ بعض تلك الرّوايات تنّص على أن الآية (المزعومة) كانت مما تتلى حتّى بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله.

نعم، كانت المشكلة محلولة عند أصحابنا الإماميين، بسبب رفضهم الباتّ لتلكم الأَراجيف السخيفة..."(1).



ويقول حول إبطال الآيات المزعومة: "الرجم" "الرغبة" "الجهاد" "الفراش" ـ التي تقدم ذكرها ـ:


"تلك آيات أربع زعمهنّ عمر بن الخطاب محذوفات من القرآن، ولم يتوافق مع زعمه أحد من الأصحاب لا زيد ولا أُبيّ ولا غيرهما، وإلاّ لسجلوها في مصاحفهم... وهذا الاتفاق على رفض مزعومة ابن الخطاب جعله أيضاً يشكّ في نفسه، ومن ثم لم يجرأ على الأمر بثبتها في



____________

1 ـ صيانة القرآن عن التّحريف: ص 158.
الصفحة 239


المصحف حتى في أيّام سلطته على الحكم... ولو كان قاطعاً بالأمر لم يكن يمنعه شيء...

وللإمام بدر الدين الزركشي هنا كلام طويل في توجيه ما صدر عن ابن الخطاب بما لا يغني ولا يسمن من جوع...(1)"(2).



وقال حول الآيتين من سورة البيّنة:


"نسب إلى اُبيّ بن كعب أنه كانت آيتان من سورة البيِّنة فأسقطتا من المصحف... والحديث مكذوب على اُبيّ قطعاً، إذ لو كان كما زعم لوجد في مصحفه وقد كان هو المملي للقرآن على عهد عثمان في لجنة توحيد المصاحف ـ على ما أسلفنا في الجزء الأوّل من التمهيد ـ...

والغريب أنهم ذكروا حديث عدم ملء جوف ابن آدم على أشكال وتعابير، ونسبوه (تارة) إلى كلام الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في الرواية عن أنس(3) وقد أخرجه أبو نعيم الاصبهاني من حديث ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنـّه سمع النبىّ صلّى الله عليه وآله هكذا: "لو أن لابن آدم..." قال أبو نعيم: هذا حديث صحيح متفق عليه(4).

و (اُخرى) إلى كونه من القرآن كما في رواية عن أبي موسى وابن كعب و(ثالثة) إلى الحديث القدسي ـ ولعلّه الأصح ـ كما في الرواية عن أبي واقد الليثي..."(5).




____________

1 ـ نفس المصدر: ص 162.

2 ـ البرهان في علوم القرآن: ج 2، ص 36 ـ 37.

3 ـ صحيح مسلم: ج 3، ص 99 ـ 100.

4 ـ حلية الاولياء: ج 3، ص 316 في ترجمة عطاء برقم 244.

5 ـ مسند الإمام أحمد: ج 5، ص 219.
الصفحة 240

وقد بحث الأستاذ معرفة أيضاً في بعض الرّوايات الأخرى ـ أمثال مزعومات الخطأ واللّحن في القرآن ـ الزيادة في سور وآيات القرآن الكريم، وإسقاط السور والآيات وأورد بحثاً مفصلاً تضمن نقدها، وإن أردت الوقوف على حقيقة الأمر فعليك بمراجعة كتاب "صيانة القرآن عن التّحريف"(1).

* * *


____________

1 ـ صيانة القرآن عن التّحريف: ص 159 ـ 187.




رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 07:29 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية