هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 10-04-2013, 07:38 PM
ثار الله
موالي مميز
ثار الله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 06-13-2015 (06:11 PM)
 المشاركات : 186 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الرياء



ღ أيّها الأحبّة ღ
التّوحيد في العمل
وعن الصَّادق(ع) قال، قال النبيّ(ص): «إنَّ الملك» ـ في إشارة إلى الملكيْن اللّذين هما {عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[5]، حيث يُحصي على الإنسان أعماله؛ «لَيَصعدُ بعمل العبد مبتهجاً به؛ فإذا صعد بحسناته، يقول الله عزّ وجلّ: اجعلوها في سجّين» ـ سجّين هو وادٍ في جهنّم ـ «إنّه ليس إيّاي أرادَ بها»، فذلك قد عمِل الحسناتِ للنّاس، ووجّه نيّته ودوافعه وإخلاصه لهم؛ ليمتدحوه على ذلك، وليرفعوا منزلته عندهم، ولم يأتِ بهذا العمل ليتقرّب به إليَّ؛ فهي حسناتٌ في الشّكل، ولكنّها سيّئاتٌ في العمق والمضمون.

وعن الصَّادق(ع): «قال الله عزّ وجلّ» ـ وهنا ينقل كلاماً مباشراً عن الله ممّا ليس قُرآناً، بل هو أحاديث قدسيّة ممّا أنزله الله على أنبيائه في الماضي، سواء بالنّسبة إلى ما تضمّنته الكتب، من التّوراة والإنجيل وصحف إبراهيم وزبور داود، أو ما كان يُنزله بشكل مباشر على الأنبياء. «أنا خيرُ شريك»، فلا شريك مثلي، «من أشرك معي غيري» ـ أي عمل لي ولغيري شراكةً ـ «في عملٍ» عمِله «لم أقبله إلا ما كان لي خالصاً»؛ والله هو الواحد الأحد الصّمد الّذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُوَاً أَحَدٌ}[6].
منقول من
الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام





رد مع اقتباس
قديم 10-04-2013, 07:40 PM   #2
ثار الله
موالي مميز


الصورة الرمزية ثار الله
ثار الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 06-13-2015 (06:11 PM)
 المشاركات : 186 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




مظاهر الرياء في العبادات وأحكامها

إنَّ الرِّياء هو العمل الَّذي يمارسه الإنسان من أجل أن يراه النَّاس، ليحصل على مدحهم وتقديرهم والامتيازات التي يأملها منهم؛ باعتبار ما يتمثَّل في عمليَّة الرياء من عناصر الثقة التي قد ينالها.

ونتناول فيما يلي أقسام الرياء:

الرياء في العبادات

قد يحصل الرِّياء في العبادات؛ في الصَّلاة والصَّوم والحجّ والعمرة، وفي غير ذلك؛ فيصلّي الإنسان ليراه الناس، لا ليتقرّب إلى الله ويحصل على ثوابه، أو يصوم كذلك، أو يحجّ ليُقال عنه "حاجّ"، وما إلى ذلك. وهنا حالات:

الحالة الأولى: أن يكون الدافع إلى العمل ونيّته هو الرياء فقط، ولولاه لما قام الشخص بالعمل البتّة.

ليس من إشكال في أنَّ هذا العمل حرام مُطلقاً، وصاحبه مبغوضٌ عند الله سبحانه وتعالى. والرياء في العبادة مبطلٌ لها؛ لأن "الأعمال بالنيّات"، والمرائي في العبادة لم يقصد الامتثال لأمر الله تعالى، وإنما يقصد إدراك مالٍ يحصل عليه من الناس، أو جاه يناله منهم، أو أي غرضٍ آخر من الأغراض. وفي ضوء هذا، فهو لا يخرج من عهدة التكليف؛ لأن التكليف الشرعي في العبادة إنّما يسقط عن المكلّف إذا امتثل له بحسب ما أُمر به، وقد أُمر بأن يأتي به بقصد امتثال أمره تعالى وقُربةً إليه، ولم يحصل ذلك منه؛ لأنّه قصد بصلاته غير هذا.

وعلى هذا الأساس، يكون هذا الإنسان عاصياً في عبادته، آثماً بعمله، كما تدلّ الآيات والأخبار؛ حتى إنّ بعض العلماء قالوا إنَّ حال المرائي أسوأ من حال من ترك العبادة رأساً؛ باعتبار أنّه جمع بين الاستهزاء بالله؛ لأنّه وقف بين يدي الله غيرَ قاصدٍ الامتثال لأمره، وكأنه يخدع الله بصلاته؛ وبين تلبيس أمره على الناس، حيث يقوم بعملٍ فيه الكثير من الحيلة ومن المكر، بحيث يخيّل إليهم أنه مُطيعٌ لله وأنه من أهل الدين، وهو ليس كذلك.

الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام


 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2013, 07:40 PM   #3
ثار الله
موالي مميز


الصورة الرمزية ثار الله
ثار الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 06-13-2015 (06:11 PM)
 المشاركات : 186 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



مظاهر الرياء في العبادات وأحكامها : - 2 -

الحالة الثانية: أن يصلِّي ـ مثلاً ـ قُربةً إلى الله، قاصداً به الحصول على الثواب، ولكن هذا القصد قصد ضعيف ومرجوح لا يدفعه إلى العمل بشكلٍ قوي...

وحال هذا النَّوع هو حال الأول؛ لأن القصد القوي الذي دفعه إلى العمل هو الرياء، ولم تكن القُربة والثواب هما اللّذين دفعاه إلى العمل، بحيث لم يكن عمله مصداقاً لطاعة الله عزّ وجلّ.

الحالة الثالثة: أن يكون قصد القُربة والثّواب مساوياً لقصد الرياء، بحيث لو كان كل واحدٍ خالياً عن الآخر لم يبعثه على العمل، وهو انطلق من خلال قصدين، أي أنّه لو لم يقصد الرياء لم يصلِّ، ولو لم يقصد القُربة أيضاً لم يصلِّ.

ولا إشكال في أنَّ هذا مفسدٌ للعمل أيضاً؛ لأنه لولا الرِّياء لما صلّى. صحيح أنّه لولا القُربة لما صلّى أيضاً؛ ولكن هذه العبادة تكون مصداقاً للشرك بالله، لأنّ المصلّي لم ينطلق من خلال إرادة الطاعة، وإنّما انطلق من خلال إرادة الناس. وفي هذا يصدق الحديث القُدسي: "أنا خير شريك؛ من عمل لي ولغيري جعلته لغيري".

الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام


 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2013, 07:41 PM   #4
ثار الله
موالي مميز


الصورة الرمزية ثار الله
ثار الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 06-13-2015 (06:11 PM)
 المشاركات : 186 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ღ أيّها الأحبّة ღ
مظاهر الرياء في العبادات وأحكامها : - 3-
الحالة الرَّابعة: أن يقصد القربةَ في صلاته، حيثُ يعلم المصلّي أنّ من شروط الصلاة قصد القربة، ولولا ذلك لم يصلِّ؛ ولكن رافق هذا القصد قصدُ الرياء أيضاً، ولكن هذا القصد لم يكن قوياً ولا راجحاً، بل كان قصداً ضعيفاً. فهو يصلّي قُربةً إلى الله، ولكن إذا شاهده الناس، فإنّ نشاطه يقوى، وهو يحبّ أن يطّلع الناس عليه في صلاته هذه التي قصد بها التقرّب إلى الله، فيحصل على الحظوة لديهم. لكنّ هذا القصد للناس لو لم يكن موجوداً لما ترك العمل؛ بل هو يصلي على كل حال.

في هذه الصورة، اختلفت نظرة العلماء؛ فبعض العلماء قال إن هذا لا يُحبط أصل العمل، بل هو عمل صحيح وتبرأ ذمة الشخص به؛ ولكنّ الذي يحصل من مرافقة الرياء لقصد التقرّب، نقصان الثواب عمّا لو كانت نيته خالصةً لله في قصد القُربة، وذلك بحسب حجم الرياء في العمل.

ولكنّ علماء آخرين قالوا إننا لو درسنا ظواهر الأخبار، فقد نستفيد من ذلك بطلان أصل العمل؛ باعتبار أنه يصدق عليه أنه عمل رياء، ويصدق على هذا الرجل أنّه مراءٍ، كما مرّ الحديث القُدسي الذي قدّمناه: "أنا خيرُ شريك؛ من عمل لي ولغيري جعلته لغيري"، بحيثُ يُفهم منه أنّه لا بدّ من أن تكون الأعمال خالصةً لله تعالى، فلو كانت شركةً بين الله وغيره، مهما كان حجم الشراكة، فإنّها لا تكون لله، بل لغيره، فيفيد أنّها لم تتحقّق لله، فتبطل.

على أنّه يُمكن استفادة ذلك من قول الإمام عليّ(ع) في بيان صفة المرائي: "ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده ـ وهو نظير ما تحدّث الله به عن المنافقين في قوله تعالى: {وَإذَا قَامُوا إلى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالى يُرَاؤونَ النَّاس}[1] ـ ويُحبُّ أن يُحمد في كلِّ أموره"، حيث يدلّ ذلك على أنّه يصدق على من توفّرت فيه هذه الصفات أنّه مراءٍ، فيبطل عمله.

لكن بالإمكان أن يُفرّق في ذلك بين حالتين: الأولى أن يرجع قصده وحبُّه اطلاع الناس عليه إلى أن تتحقّق منزلة له في قلوبهم؛ ليتوسَّل بها لنيلِ غرضٍ من الأغراض الدنيوية، فهذا يصدق عليه أنه مُراءٍ، فيلحقه حُكمه. والثانية أن يكون سروره وقصده من اطلاع الناس لأحد المقاصد الصحيحة، فهو يأنس أن يراه الناس على خير، ولكن لم يكن قصده من صلاته ذلك، فهذا طبعاً لا بأس به، وقد تقدّم منّا الإشارة في ما سبق إلى بعض الأحاديث التي تنفي البأس عن ذلك. وهو ما يندرج في إطار الحالة الرابعة التالية.

الحالة الرَّابعة: أن يُصلِّي قُربةً إلى الله، ولكن الناس يمرّون عليه ويرونه على حالة جيدة، فيسرّه ذلك؛ لأنهم قد رأوه على حالة جيدة من دون أن يكون قصده ذلك، فهذا لا مشكلة فيه، أي أنّ قصده في الأساس كان إخفاء الطاعة، والإخلاص لله. ولكن اتّفق اطّلاع الناس عليه صدفةً، فيسرّه مثلاً أنّ الله تعالى أبقى معصيته على الستر، وأظهر طاعته لهم، فيكون فرحه بجميل نظر الله وفضله عليه، لا بمدح الناس والحصول على علوّ المنزلة في قلوبهم، وقد قال الله تعالى في هذا المجال: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}[2].

ويدلّ على ذلك أن رجلاً قال لرسول الله(ص): "إني أُسرُّ العمل"، فأُصلي في مكانٍ لا يراني فيه أحد، "لا أُحبُّ أن يطّلع عليه أحد، فيطّلع عليه فيسرُّني" أن الناس قد اطلعوا عليَّ وأنا أُطيع الله، "قال" النبي(ص) في جوابه: "لك أجران: أجر السِرّ"؛ لأنك قصدت طاعة الله في السر، "وأجر العلانية"؛ لأنّك أحببت أن يظهر الخير للناس. وفي رواية: سُئل الإمام محمد الباقر(ع) "عن الرَّجل يعمل الشَّيء من الخير، فيراه إنسان فيسرّه ذلك، قال: لا بأس؛ ما من أحدٍ إلا وهو يُحب أن يظهر الله له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك"، أي هو لم يصنع الخير ليراه الناس، ولكنَّه صنعه قُربةً إلى الله، ولأنه يؤمن بالخير، ولكن الله أظهر الناسَ عليه.

إذاً، نفهمُ من هذين الخبرين عن رسول الله(ص) وعن الإمام الباقر(ع)، أنه لا يُعدُّ من الرياء أن يفرح الإنسان باطّلاع الناس عليه وهو يعمل الخير قُربةً إلى الله سبحانه وتعالى، ولا مانع من أن يُسرَّ بذلك؛ لأنه لم يعمل ذلك ليعظّمه الناس.

الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام


 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2013, 07:43 PM   #5
ثار الله
موالي مميز


الصورة الرمزية ثار الله
ثار الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 06-13-2015 (06:11 PM)
 المشاركات : 186 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أيّها الأحبّة ღ
مسؤوليَّة التشيّع
ونحاول في هذا اللّقاء، أن نُتابع النّصوص الواردة عن النبيّ(ص) وعن الأئمّة من أهل البيت(ع)، في بعض خصوصيّاتِ الرّياء؛ لتتّضح الصّورة في كلّ هذه الإيضاحات النبويّة والإماميّة.

فنقرأ في حديث الإمام الصَّادق(ع) فيما رواه أحد أصحابه عنه، قال: "سمعت أبا عبد الله جعفر الصَّادق(ع) يقول: «اجعلوا أمركم هذا لله»". كان هذا خطاباً للشّيعة، يطلب إليهم أن يحرّكوا خطّ الإمامة الّذي هو امتدادٌ حركيّ لخطّ النبوّة؛ ليكون لله، في خلوص العقيدة، وفي امتداد الإيمان، وفي الانفتاح على الرّسالة من خلال رسول الله؛ باعتبار أنّه عبدُ الله ورسوله، والانفتاح على الإمامة منذ عليّ(ع)؛ باعتبار أنّه وليّ الله الذي حمل رسالة رسول الله، وعاش كلّ حياته لله؛ لأنّه باع نفسه لله، ممّا بيّنته الآية الكريمة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ}[4]، حيث ذكر المفسّرون أنّ هذه الآية نزلت في الإمام عليّ(ع)، في مبيته على فراش النبيّ ليلة الهجرة، و«يشري نفسه» بمعنى يبيع نفسه لله سبحانه وتعالى.

وهكذا كانت حياته كلّها لله؛ حتى إنّه كان يقول للنّاس في زمن خلافته: "ليس أمري وأمركم واحداً؛ إنّني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم". ولذلك فإنّ الالتزام بإمامة عليّ(ع)، هو التزامٌ بالإسلام كُلّه وبالحقّ كُلّه، والتزامٌ بالتّوحيد الإلهيّ وبطاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته. وهكذا هو الالتزام بالأئمّة من أهل البيت(ع).

»ولا تجعلوه للنّاس»؛ أي لا تجعلوا التشيّع حركةً تتقرّبون بها إلى النّاس، أو تنفتحون فيها على مصالحكم الّتي تطلبون تحقيقها لديهم؛ فتُدخلون فيها ما لا يرضاه الله تعالى، سواء كان ذلك فيما يرغبه بعض النّاس من الغلوّ أو من الخرافة أو من التخلّف؛ «فإنّه ما كان لله فهو لله»، يصعد لله سبحانه وتعالى، «وما كان للنّاس فلا يصعد لله»؛ فيبقى مع النَّاس؛ لأنَّ الله لا يقبل إلا ما كان خالصاً له. فكأنَّه يقول: كونوا موحِّدين لله، ولا تُدخلوا في التشيّع أيّ عُنصرٍ ينافي توحيد الله سبحانه وتعالى.

الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام


 
التعديل الأخير تم بواسطة ثار الله ; 10-04-2013 الساعة 07:47 PM

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2013, 07:44 PM   #6
ثار الله
موالي مميز


الصورة الرمزية ثار الله
ثار الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 06-13-2015 (06:11 PM)
 المشاركات : 186 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ღ أيّها الأحبّة ღ
نتيجة الرّياء في الدّنيا
وفي حديثٍ آخر عن الإمام الصّادق(ع)، يتحدّث فيه عن النّتائج الّتي يجنيها المرائي في الدّنيا، في ما يتطلّبه من انتشار أمره، وتلك الّتي يجنيها المخلص فيما يتطلّبه في امتداد عمله قبل الآخرة: «ما من عبدٍ يسرُّ خيراً»، بحيث تكون نيّته نيّة الخير، «إلا لم تذهب الأيّام حتّى يُظهر الله له خيراً»، أي أنّ هذا الخير الّذي اختزنه هذا العبد في داخل ذاته ولم يطَّلع عليه أحد، فإنّ الله يُظهره ويُبيّنه للنّاس، «وما من عبدٍ يُسِرُّ شرّاً، إلا لم تذهب الأيّام حتّى يُظهر الله له شرّاً» فيفضحه؛ لأنّ ما يختزنه الإنسان في سرّه، لا بدَّ وأن يظهر على فلتات لسانه، وعلى حركاته وفي سلوكه، فالله سبحانه وتعالى يهيّئ الظّروف الّتي تُظهر ما أسرَّه الإنسان المؤمن للنَّاس، فيظهر لهم الخير الّذي اختزنه في ذاته، وما أسرّه غير المؤمن أيضاً في نفسه، فيظهر لهم شرّاً.

وعن الصَّادق(ع) في هذا الاتجاه أيضاً، ولكنَّه يبيِّن حجم ما يُظهره الله: «من أراد الله عزَّ وجلَّ بالقليل من عمله»، بحيث تكون أعماله أعمالاً تقتصر على الفرائض وعلى بعض المستحبّات، أي ليس عنده الكثير من العمل، «أظهر الله له أكثر مما أراد»، بحيث إذا كان يؤدّي أعماله بنسبة عشرين في المائة، فإنّ الله يضخّمها وينمّيها، بحيث تصبح خمسين في المائة في نظر النّاس، «ومن أراد النّاس بالكثير من عمله»، يعمل أعمالاً كثيرة جدّاً في حياته، «في تعبٍ من بدنه، وسهرٍ من ليله»، بحيث يسهر اللّيالي ويجهد نفسه لذلك، «أبى الله إلا أن يقلّله في عين من سمعه»؛ لأنّ المسألة عند الله ليست في الكميّة، ولكن في النوعيّة، أي أن تنطلق الأعمال من عمق التّقوى المنفتحة على الله في الإخلاص له وفي الالتزام بتوحيده.

الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام



 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:00 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية