هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 08-18-2010, 02:05 AM
علي العاملي
مشرف عام
علي العاملي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5055 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2012 (02:05 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الطائفة الأولى أحاديث السيدة عائشة في أنَّ النبي (ص) كانت تسحره السحرة



الطائفة الأولى أحاديث السيدة عائشة في أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تسحره السحرة
الحديث الأول : أخرج ابن أبي شيبة , وابن حنبل , والبخاري , ومسلم , وغيرهم بإسنادهم عن عائشة – قال مسلم : حدثنا أبو كريب , حدثنا ابن نمير , عن هشام , عن ابيه , عن عائشة قالت : حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهوديٌّ من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم , قالت : حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله , حتى إذا كان ذات يوم او ذات ليلة , دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم دعا , ثم دعا , ثم قال : يا عائشة , أشعرت أنَّ الله أفتاني فيما استفتيتُه فيه , جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي , فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب , قال : مَن طبَّه ؟ قال : لبيد بن الأعصم , قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة , قال : وجف طلعة ذكر , قال: فأين هو ؟ قال: في بئر ذي أروان . قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أناس من أصحابه , ثم قال : يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء , ولكأن نخلها روؤس الشياطين , قالت : فقلت يا رسول الله : أفلا أحرقته , قال : لا , أما انا فقد عافاني الله , وكرهتُ أن أثير على الناس شراً , فأمرتُ بها فدفِنت (1).


صحيح البخاري ج 4 ص 90 -91 وج 7 ص 30 وص 164 , صحيح مسلم ج 7 ص 14 , سنن ابن ماجة ج 2 رقم 3545 ص 1173 , مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 57 , المصنف لابن أبي شيبة ج 5 ح 3 ص 435 , مسند ابن راهويه ج 2 ص 229 , السنن الكبرى للنسائي ج 4 ح 7615 ص 380 , السنن الكبرى للبيهقي ج 8 ص 135 , مسند أبي يعلى ج 8 ح 4882 ص 290 , صحيح ابن حبان ج 14 ص 545 , الطبقات الكبرى ج 2 ص 196 .
أقول : بعد اتفاق أصحاب الصحاح على رواية الحديث لا سيما البخاري ومسلم فلا ضرورة تدعو لبيان وثاقه رجال إسناده , حيث أجمع أبناء العامة على صحة جميع أخبار كتابيهما , ولكن تثبيتاً للحُجَّة , فلعله يأتينا شخص فيقول أنا لا أعتقد بصحة جميع روايات الصحيحين أو أحدهما , لذا نُبيِّن وثاقة رجال إسناد صحيح مسلم (1) .
(1) 1- أبو كريب محمد بن العلاء , شيخ البخاري ومسلم . (صحيح البخاري ج 1 ص 28 و32 و57 و142 وج 2 ص 30 و 114 و119 , صحيح مسلم ج 1 ص 50 و82 و87 و 121 و130 و134 )
قال المزي : محمد بن العلاء , أبو كريب , روى عن عبدالله بن نمير , روى عنه الجماعة يعني أصحاب الصحاح , ومنهم البخاري ومسلم , فإنه شيخهما .(تهذيب الكمال ج 26 رقم 5529 ص 243 – 245 ).
صحَّح حديثه الترمذي في سننه , بل قال الحاكم في المستدرك : متفَقٌ على الاحتجاج به . ووثقه النسائي , ومسلمة بن قاسم وغيرهما . وذكره ابن حبان في الثقات , وقال أبو حاتم : صدوق . وقال الذهبي : الحافظ , الثقة , محدث الكوفة .(سنن الترمذي ج 1 ص 250 ص 158 وح 291 ص 179 وح 347 ص 217 وح 381 ص 237 , المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 29 , الجرح والتعديل للرازي ج 8 رقم 239 ص 52 , الثقات ج 9 ص 105 , تهذيب الكمال ج 26 رقم 5529 ص 243 – 247 , تذكرة الحفاظ ج 2 رقم 512 ص 497 , سير أعلام النبلاء ج 11 رقم 86 ص 393 – 396 , تهذيب التهذيب ج 9 رقم 636 ص 342 – 343 ).
2- عبد الله بن نمير من رجال الصحيح .(صحيح البخاري ج 1 ص 86 و119 و126 و116 , صحيح مسلم ج 1 ص 54 و 56 و65 و77 ).
قاغل المزي : عبد الله بن نمير , روى عن هشام بن عروة , روى عنه أبو كريب محمد بن العلاء .(تهذيب الكمال ج 16 رقم 3618 ص 225 – 228 ).
وثقه ابن معين , والعجلي , وابن سعد , وابن حبان , وغيرهم , وقال أبو حاتم : مستقيم الأمر . وذكره ابن حبان في الثقات , وقال في المشاهير : من المتقنين . وقال الذهبي : حجة, وثقه يحيى بن معين وغيره , وكان من كبار أصحاب الحديث .(تاريخ ابن معين للدارمي رقم 51 ص 52 , معرفة الثقات ج 2 رقم 986 ص 65 , الجرح والتعديل للرازي ج 5 رقم 869 ص 186 , الثقات ج 7 ص 60 , مشاهير علماء الأمصار رقم 1377 ص 273 , تهذيب الكمال ج 16 ص 225 – 229 , من له رواية في كتب الستة ج 1 رقم 3024 ص 604 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 311 ص 327 , تهذيب التهذيب ج 6 رقم 110 ص 52 – 53 ).
3 – هشام بن عروة بن الزبير .(صحيح البخاري ج 1 ص 2 و 33 و46 و62 وو72 و74 , صحيح مسلم ج 1 ص 47 و 62 و 79 و 133 و141 و 172 ).
قال المزي : هشام بن عروة بن الزبير , روى عن أبيه عروة بن الزبير , روى عنه عبد الله بن نمير .(تهذيب الكمال ج 30 رقم 6585 ص 232 – 235 ).
وثقه ابن سعد , والعجلي , ويعقوب بن شيبة . وقال أبو حاتم : ثقة , إمام في الحديث . وقال ابن خراش : كان هشام صدوقاً . وذكره ابن حبان في الثقات , وقال : كان متقناً, ورعاً , فاضلاً , حافظاً . وقال في المشاهير : من حُفَّاظ أهل المدينة , ومتقنيهم وأهل الورع والفضل في الدين . قال الذهبي : هشام بن عروة بن الإمام الحافظ الحجة .(الجرح والتعديل للرازي ج 9 رقم 249 ص 63 – 64 , مشاهير علماء الأمصار رقم 583 ص 130 – 131 , معرفة الثقات ج 2 رقم 1906 ص 332 , تهذيب الكمال ج 30 رقم 6585 ص 232 – 239 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 138 ص 144 , تهذيب التهذيب ج 11 رقم 89 ص 44 , تاريخ بغداد ج 14 رقم 7383 ص 36 – 41 ).
4 – عروة بن الزبير , من رجال الصحيح .(صحيح البخاري ج 1 ص 2 و 23 و 46 و 62 و 72 و 74 , صحيح مسلم ج 1 ص 47 و 62 و 79 و 133 و 141 و 172 ).
قال المزي : عروة بن الزبير , روى عن خالته عائشة , روى عنه ابنه هشام بن عروة .(تهذيب الكمال ج 20 رقم 3905 ص 11 – 15 ).
وثقه ابن سعد , والعجلي , وغيرهما . وذكره ابن حبان في الثقات , وقال في المشاهير : من فقهاء المدينة , وأفاضل التابعين . وقال سفيان بن عيينة : كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة , القاسم بن محمد , وعروة بن الزبير , وعمرة بنت عبد الرحمن . وقال أبو الزناد : قال كان فقهاء أهل المدينة أربعة , وعد منهم عروة بن الزبير . أقول : والمدائح الواردة فيه كثيرة .(الطبقات الكبرى ج 5 ص 179 , معرفة الثقات ج 2 رقم 1229 ص 133 , الجرح والتعديل للرازي ج 6 رقم 2207 ص 395 , مشاهير علماء الأمصار رقم 428 ص 105 , تهذيب الكمال ج 20 ص 15 – 23 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 51 ص 62 , تهذيب التهذيب ج 7 رقم 352 ص 163 ).

الحديث الثاني : أخرج البخاري , وابن حنبل , والأصبهاني بإسنادهم عن عائشة , قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن , - أقول : وفي لفظ ابن حنبل مكث ستة أشهر – قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا ,فقال يا عائشة : أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيتُه فيه , ثم ساقوا الحديث بنحو ما تقدم في الحديث الأول (1) .
(1) مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 63 , صحيح البخاري ج 7 ص 29 وص 88 , دلائل النبوة ص 170 .
الغاية من خلق الجن والأنس :
أقول :إنَّ الغاية من خلقِ الجن والأنس هي عبادة الله تعالى , قال سبحانه في محكم كتابه *<وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَ لِيَعبُدُونِ >*(1).
وللعبادة أشكال كثيرة وأنحاء متفاوتة , وقد تلطَّف المولى سبحانه بأن دلَّ عباده عليه , وهداهم إليه , فأرسل الرسل مبشِّرين ومنذرين , معلِّمين ومؤدِّبين , حاملين للرسالة التي أمرهم تعالى بتبليغها لعباده.
ومن البديهي أنَّ عبادته تعالى تفرض وجود قوانين خاصة سنَّها سبحانه , وقد تفضَّل سبحانه بوعد المطيع بالثواب والجنة , وأوعد العاصي الجاحد بالعذاب والعقاب .
فكانت الغاية التي بعث الله تعالى الرسل من أجلها هي هداية العباد إلى الحق , لتتحقق للناس سعادتهم في الدارين من خلال التزامهم بالتعاليم الإلهية .
والالتزام بأوامر الله تعالى والانتهاء عن نواهيه يتوقف لا محالة على إقامة الحجة على الناس بما شرَّعه سبحانه لهم , فاقتضى ذلك وجود سفير له تعالى بين العباد , موثوقاً مأموناً , تسقط معه حجة العباد يوم العرض عليه تعالى شأنه , *<لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيَا مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ >*(2).
(1) سورة الذاريات الآية 56.
(2)سورة الأنفال الآية 42.

والرسول المبعوث من قبله تعالى حيث إنه حجته سبحانه , فلا بدَّ وأن يتميز عن سائر الخلق بصفات لها دخالة في إقامة الحجة على الناس , كما أنه لا بُدَّ وأن يكون مأموناً عن كثير من الأمور التي من شأنها فيما إذا تحقق بعضها أن يبطل الاحتجاج به .
فكل أمر إذا كان ينفذ من خلاله الشيطان بالتشكيك وما شاكل في صدق أو في صحة ما يُخبِر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثلاً , يلزم أن يكون الدليل القاطع قائماً على عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه , وإلا فإن لم يكن معصوماً منه فلا مجال لتحقيق الغرض الذي بُعث النبي لأجله , وقد قال سبحانه *<لِئَلاَ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً >*(1).
(1) سورة النساء الآية 165 .
وهذه الآية الكريمة تختصر علينا الطريق في المقام , فلا نحتاج لإبراز الأدلة العقلية , إذ أن كلامنا مع المؤمنين بالقرآن الكريم .




بشرية الأنبياء :
والأنبياء والرسل عليهم السلام وإن كانوا بشراً , يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق , غير أنهم من جهة كونهم حجج الله تعالى على العباد فلا مجال للقول بأنَّ بشريَّتهم هي مثل بشرية سائر الناس.
فهم عليهم السلام وإن كانوا بشراً غير أنهم لا يخطئون , وإن كان الخطأ ينسجم مع بشريَّة البشر .
لأننا نقول : بما أنهم حجج الله تعالى , فإن احتمال ورود الخطأ عليهم , يُبطِل الاحتجاج بهم على الخلق .
وبالجملة , كل صفة لا تنافي بشريَّة الإنسان فلا مانع أن يتصف بها النبي مع عدم منافاتها لشخصه بما هو نبي ورسول .
هذا من حيث النبي نفسه فيما يشمل صفاته وطبعه , وأما من حيث كونه سفيراً له تعالى , فلا بد وأن يُحصِّنه ويحفظه ربه سبحانه عن إمكان تلاعب عدوه به , فإن إمكان تسلُّط الشيطان والباطل على النبي يقضي باحتمال عروض الباطل على تشريعات النبي وعدم الوثوق بما يُخبِر به عن وحي السماء .
فلا يكفي كون النبي صادقاً في نفسه , صالحاً و...و...,بل لا بد وأن يكون مأموناً عن جميع تسويلات الشيطان , معصوماً عن سلطانه بالتمام والكمال.
ولا يكفي أن يكون صادقاً , بل لا بد من وجود أمور فيه تعطي اليقين للناس باستحالة وقوع غير الصدق منه ولو سهواً , أو نسياناً ,أو عن غير اختيار.
إذ لا شبهة أن مجرد احتمال إمكان مخالفته للصدق مثلاً ولو بدون اختيار , يقضي بزوال الوثوق به , ولا طريق للناس لإحراز صدقه من طريق آخر.
فإن الطريق الآخر هو من خلال نبي مثله غير معصوم عن السهو والغفلة والنسيان , وما هذا حاله ومآله يبطل الاحتجاج به على الخلق , ولا يتم به الغرض الذي بعث الله تعالى الأنبياء والرسل عليهم السلام من أجل تحقيقه وإثباته .
السحر من الشيطان :
ثم إنه لا شبهة بأن السحر شأن من شوؤن الشيطان اللعين , وضرب من ضروب الباطل .
والراوي عن السيدة عائشة يُخبِر الأمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عرضة للسحر من جهة , بل وأنَّ بعض السحرة سحره بالفعل .
والغريب أن الراوي عن السيدة عائشة , قال (حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله )), وهذا التعبير يفيد تسلُّطَ السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شوؤنه وتصرفاته , ولم يخص الراوي ذلك بشيء خاص معيَّن .
ولكننا مضطرون هنا إلى تكذيب الراوي عنها أو أن نحمله على الاشتباه والسهو فيما سمعه منها , وأنها أخبرت عن وقوع السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خصوص حالة إتيان النساء كما ورد في المتن الثاني للحديث .
ومع ذلك فالإشكال وارد , وقد يتصور البعض أنَّ هناك فرقاً جوهرياً بين وقوع السحر على خصوص أمر معيَّن , وبين عدم اختصاصه بأمر معيَّن .
فنقول : بما أن الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن هذا التصور خاطئ جداً .
إذ على كلا التقديرين وبما أن السحر من الشيطان , فهذا يعني أن الشيطان تسلَّط فعلاً على النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وكونه تسلط في أمر واحد أو أمور كثيرة لا يُمثِّل فرقاً , وإن كان احتمال تسلطه عليه في أمور كثيرة أفظع من حيث وقوع السحر فعلاً .
وبتعبير آخر : إن الإخبار عن تسلُّط الشيطان على أي شخص قد يكون إخباراً عن تسلطه تسلطاً فعلياً في أمور كثيرة , وقد يكون إخباراً عن تسلطه في خصوص أمر واحد .
ولكن في الحقيقة الإخبارُ عن تسلُّط الشيطان في خصوص أمر واحد , إخبارٌ عن إمكان تسلطه عليه في باقي الأمور .
إذ بعد وقوع السحر فعلاً على شخص في أمر معيَّن , فهذا يعني أن هذا الشخص تحت مرمى السحر فعلاً في باقي الأمور . وإن رفضتَ هذا , فنقول: هذا يعني احتمال كون الشخص تحت مرمى السحر .
وهذا الشخص إن كان شخصاً عادياً , فإنه يفرق الحال بين أحد النحوين من وقوع السحر عليه , وإما إذا كا نبياً ورسولاً فإنه من حيث الأثر السلبي المنعكس على شخصيته ومقامه ومهمته واحد , ولا يفرق الحال في ذلك الأثر السلبي بين أحد نحوي وقوع السحر عليه .
بل الأثر السلبي واقع ومتحقِّق في ما إذا فرضنا أنَّ وقوعَ السحر على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم شيء محتَمَلٌ , حتى لو لم يقع فعلاً .
إذ مجرد احتمال ورود السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن لم يقع فعلاً يعني إمكان ورود الشيطان عليه , وإمكان وروده عليه من شأنه أن يُولِّد التشكيك في شوؤن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فيبطُل كونه حجةًَ لله تعالى .
وكيف يمكن أن تقوم الحجة من الله تعالى على العباد برسول نحتمل فيه أن يكون محلاً قابلاً لسلطان الشيطان عليه ؟!
فإن للكافرين والجاحدين أن يعتذروا وأن يُبرِّروا عن عدم انقيادهم وتصديقهم به , بأنه يمكن أن يكون في هذا الأمر أو ذاك مسحوراً .

تشكيك الظالمين :
وفعلاً , فإن هذا قاله الظالمون , *<إِذ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَ رَجُلاً مَسحُوراً >* (1).
(1) سورة الإسراء الآية 47 .
ولا مجال للراوي عن عائشة أن يحتجَّ على الظالمين بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مسحوراً في خصوص أمر معيَّن , فإن الظالمين سيجيبون :
بأننا لا نملك ما نرفع وندفع به شكو كنا .
فأنت تخبرنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان رجلاً مسحوراً بالنسبة لإتيان النساء ,وهذا سبَّب عندنا شك في أنه يمكن أن يكون مسحوراً في غير ذلك أيضاً .
ولا يمكن للراوي أن يُلزِمهم بخصوص ما أخبر يه عن عائشة , فإن لبعض الأخبار مدلولاً ومعنى يتجاوز حدها المقصود .
بل لبعض الأخبار دلالات وإن لم تكن مقصودة .
ولا نظن بأن الراوي عن عئشة قصد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان رجلاً مسحوراً في جميع شوؤنه , ولكنَّ إخباره عنها أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد وقع عليه السحر آناً ما في أمر معيَّن , يفيد إمكان وقوع السحر على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في باقي الأمور .
وهذا المعنى الذي يمكن وقوعه هو ما يفيده كلام السيدة عائشة وإن لم تكن هي قاصدة له .
فتكون السيدة عائشة من حيث لا تقصد قد أعطت الذريعة والعذر للظالمين بالتشكيك لإلى آخر الدهر بنبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم .
والسيدة عائشة من حيث هي زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن حيث إنها بعد أبيها أحب الخلق لإليه كما يعتقد بذلك أبناء العامة , أقول هي بلحاظ ذلك لا تكون بنظر الظالمين متَّهمَةً في الإفراء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فيكون إخبارُها بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد وقع عليه السحر , شهادةَ خبيرةٍ موثوقٍ بها , ولا أقل يستطيع الظالمون المشكِّكون إلزامَ أبناء العامة بالأخذ بهذه الأحاديث من باب إلزامهم بما يعتقدونه في عائشة .

حديث السيدة عائشة يسيء إليها :
ولكن اللطيف أن الراوي عن عائشة التي أخبرتنا عن أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد سحره بعض السحرة , قد أبطل هو نفسه جميع المدائح الواردة في حقها على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
إذ لأي شخص أن يقول , لعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مسحوراً في جميع ما قاله في حق السيدة عائشة , بشهادتها هي نفسها بأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد وقع عليه السحر في إتيان النساء .
والشخص الذي يحتمل ذلك لا مجال لنا أصلاً أن نُنِكر عليه الاحتمال الذي يحتمله في شأن جميع المدائح الواردة في حق السيدة عائشة كما أشرنا آنفاً .
فإنه يقول لنا : بما أن الراوي عن عائشة قال بأن النبي صلى الله عليه وآله وسبلم كان عُرضةً للسحر في أمر معين , فهذا يعني أنه قابلٌ لأن يكو مسحوراً في أيِّ شأن من شوؤنه , ولا شبهة أن من جملة شوؤنه هو ما أخبرتم به عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فضائل في حق عائشة .
بل الأمر لو كان يتوقف عند هذا الحد لأمكن معالجته بنحو ما , ولكنه يسري إلى جميع شؤون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا استثناء .

ضعف حجة المسلمين أمام الظالمين :
ولا يملك المسلمون حُجَّةً في مقام الرد والدفاع , لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إما أن يكون مأموناً من السحر في جميع الشؤون ,أو لا يكون مأموناً في أي شأن , ولا يمكن لنا فيما إذا قبلنا بما أخبرتنا به السيدة عائشة أن نرد على الظالمين ونقول لهم , بأن النبي كان مأموناً عن السحر في باقي الأمور , أو أنه بعد تلك الواقعة قد عصمه الله تعالى وحفظه .
إذ إن لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأموناً عن السحر وعن تأثيره قبل تلك الحادثة التي روتها لنا السيدة عائشة , فهذا يعني نفوذ وورود التشكيك على جميع شؤون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الحادثة , وهذا شيء خطير جداً .
ولو قيل بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كا مأموناً من أول الأمر عن السحر في جميع شؤونه إلا في ما يتعلق بشأن إتيانه النساء , فهذا المعنى يمكن القبول به لو أمكن البرهان عليه , بحيث لو استطعنا إبراز وإقامة الدليل الذي يمكن من خلاله إسكات الظالمين والمشكِّكين بنحو لا يستطيعون معه التشكيك بصحة باقي وجميع شؤون النبي صلى الله عليه وآلأه وسلم , لقلنا بأن تصريح السيدة عائشة بوقوع السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الشيء المعيَّن لا يكون ذريعةً لهم من جهة , ولا يكون حُجةً لهم على المسلمين من جهة ثانية .
وأنت تعرف أن أيَّ شيء يمكن أن يُورِث القدحَ أو التشكيك بنبوة أي نبي من الأنبياء عليه السلام أو التشكيك بصحة أي شأن من شؤونه , لا بدَّ وأن يكون النبي معصوماً عنه , ومأموناً عليه منه بحكم العقل , فضلاً عن حكم الشرع بذلك إرشاداً منه إلى صحة ما يحكم به العقل .
أي يلزم أن يستقل العقل بالحكم بذلك بقطع النظر عن وجود دليل من الشرع , فإن النبي يجيء بالشرع , ولا يصح أن تكون حجية ما يجيء به أمراً يفرضه الشرع , وإلا لبطلت نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام .
وبعبارة أخرى : إن الله تعالى قد اودع في الأنسان القدرة على إدراك بعض المور إطار الشرع , وتلك الأمور هي التي تقضي عليه بأن يرجع ويطيع ويؤمن بالنبي , ولا يصح أن يقال : إن الطاعة للنبي يأمر بها النبي , فإنَّ طاعته متفرِّعةٌ عن التصديق والاعتقاد به , والتصديق به متوقِّفٌ على التصديق والاعتقاد بلزوم وجود نبي , والاعتقاد بوجود نبي لا يمكن أن يكون متفرِّعاً عن ادعائه أنه نبي وأنه يجب طاعته , إذن لا بدَّ وأن يرجع الأمر إلى شيء آخر خارج إطار الشرع وخارج إطار ادعاء النبي للنبوة , وهذا الأمر في مقامنا هو ما يُصطلَح عليه بالعقل , وفي بعض الموارد في غير مقامنا يصطلح عليه بالفطرة .
فالعقل هو الذي يحكم بلزوم وجود نبي حجة لله تعالى على عباده , والعقل هو الذي يُدرك لزوم وجود شرائط وخصائص معينة في النبي , حتى يصلح كونه حجة لله الحق تعالى .
ولا يوجد في حكم العقل أن النبي يتأثر بالسحر في بعض الأمور دون بعض , بل إما أن يكون مأموناً عن السحر في جميع الشؤون , أو لا يكون مأموناً في أي شأن .
على أنه لا يستقيم الاحتجاج على الآخر بقاعدة ما فيما إذا كان للقاعدة ثغرات ينفذ من خلالها الآخر لإبطال القاعدة نفسها , بل لا بدَّ وأن تكون القاعدة سليمة عن إمكان إبطالها ونقضها تحت أي عنوان , وبذلك يصح الاستناد إليها والاحتجاج بها .
فإذا التزمنا بوقوع السحر على النبي – أي نبي من الأنبياء عليهم السلام – فهذا يعني الالتزام بانه تحت سلطان الشيطان , ولا يمكن لنا أن نُسكِت المشكِّك بالنبي أو باي شأن من شؤونه بعد أن نكون قد التزمنا بذلك.
وبعد أن أخبرت عائشة عن وقوع السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فإن الظالمين وأصحاب القلوب والعقول المريضة لا يحتاجون إلى شيء آخر غيره في مقام التشكيك بنبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وبما يأتي به .

تساؤلات تفرض نفسها :
وأخيراً في هذا السياق , فإننا لا نعرف سبباً يجعل الله تعالى بإزائه حبيبه , وأمينه , وحجته , ورسوله , وسفيره فريسةً لجماعة من أصحاب الأباطيل المشعوِذين , حيث مكث ستة أشهر يُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وهو لا يفعله .
لذا فنحن بدورنا نحتمل أن حديث وقوع السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث موضوع على لسان السيدة عائشة , وإلا فكيف تكون السيدة عائشة ممن تتبرع بإعطاء الحجة القاطعة لكل مشكِّك بالتشكيك بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبجميع شؤونه ؟!!
ولكن الريب , أن الحديث قد رواه عن السيدة عائشة أعلام رواة صحاح أبناء العامة , وهذا يقود إلى الالتزام بعدم الوثوق بهم وبما في صحاحهم , وينتج عن هذا أيضاً بطلان وفساد الرجوع إلى الصحاح في أخذ معالم الدين , وفساد الاحتجاج بما في الصحاح كلها .
لا أراك تقول : لا معنى لأن يفسُد ويبطُل جميع ما في الصحاح لفساد وبطلان حديث واحد رواه مجموعة من الرواة .
فنجيب : إن أحاديث الصحاح قد اتفق جميع أبناء العامة على صحتها وعلى غاية وثاقة وعدالة رواتها .
وحديث وقوع السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث يهدم أساس نبوته صلى الله عليه وآله وسلم,
ولا نظن بالسيدة عائشة أنها افتراته , ونحتمل أن الذي افتراه بعض رواة أحاديث الصحاح , فإذا كان بعض رجال الصحاح ممَّن يضعون الحديث الذي يهدم أساس نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فهذا يُورِثنا الشك في صحة مدائحهم وتوثيقاتهم لرواتهم من جهة , ويورثنا أيضاً الشك في الرجال المادحين والموثِّقين لهم , والشك بصحة ذلك شكٌّ في صحة باقي أحاديث الصحاح .
وكيف نثق بشهادة ابن معين , والعجلي , وأبي حاتم وغيرهم في حق رواة أحاديث الصحاح , بعد أن كانوا هم أنفسهم من شهدوا بوثاقة رجال حديث وقوع السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم !!
وكيف لنا أن نثق بخبرة البخاري , ومسلم , وابن ماجة وغيرهم فيما أدعوه من أحاديث في صحاحهم وكتبهم , بعد أن أودعوا في صحاحهم هذا الحديث الذي يُبطِل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم !!
ولا نرضى أن ننسب إلى السيدة عائشة حديثاً يهدم أساس نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم , فالأولى أن نتهم الراوين عنها , والموثِّقين لأولئك الرواة.
والعجيب أن الكافرين والمشركين وجميع الظالمين لم يكن بمقدورهم مجتمعين أن يُبرِزوا دليلاً واحداً على وقوع السحر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وفي المقابل نرى أن الراوي عن السيدة عائشة قد أسدى لهم خدمة عظيمة خطيرة المفاد , وأبرز بهتاناً منه ما لم يكن بمقدورهم ولا بمقدور أربابهم إبرازه .
فهل نأخذ بمضمون الحديث ؟
أو نتهم السيدة عائشة بالافتراء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
أو نتهم رجال ورواة الحديث ومِن ورائهم مَن أودعوا الحديث في خصوص الصحاح , ومَن وثَّقوا ومدحوا رجال الحديث كاين معين , وابن سعد , وأحمد بن حنبل , والنسائي وغيرهم ؟
هذا ونحن لم نسلك في هذا الكتاب مسلكاً علمياً كما يتطلبه واقع البحث وكما ينسجم مع مباني أبناء الفرقة الناجية , بل بنينا على أن نحاكم النصوص محاكمة بسيطة جداً فحسب , لذا لا نطيل الكلام بالنقض والإبرام , والتوضيح والبيان , ونقتصر على إبداء بعض الملاحظات التي نعتقد أنها تكفي جداً لكشف النقاب , وإن كان النقاب قد انكشف في الواقع ومن اليوم الأول .


حديث السحر في القرآن :
ثم إننا لسنا بصدد التحقيق في أنه هل للسحر واقعٌ وحقيقةٌ , أو أنه محض توهُّم وخيال ولا يعدوهما , فإن لهذا محلاً آخر لا يحتمله هذا البحث المختصر .
ولكن اللطيف أن الله تعالى يقول في محكم كتابه *<وَلاَ يُفلِحُ السَّاحِرُونَ >*(1) , وقد ذكر سبحانه أيضاً في سورة طه فقال *<وَلاَ يُفلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَى >*(2) .
سورة يونس عليه السلام الآية 77.(1)
(2) سورة طه الآية 69 .

ومن حقنا هنا أن نسأل الراوي عن السيدة عائشة , فنقول له : كيف أفلح اليهودي الساحر لبيد بن الأعصم ؟!!
والذي هو ألطف وأعجب أن سورة طه صلى الله عليه وآله وسلم نزلت بمكة بالإجماع , وفي تعبير ابن الجوزي : مكية كلها بإجماعهم (1) , أي قبل زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عائشة بسنين .
فيا ترى هل أن الساحر لا يُفلِح عند الله تعالى في مكة المكرمة , وقد أفلح في المدينة المنورة , فصنع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما صنع به !!
او ان الساحر لا يُفلِح إلا مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم !!!
وقد قال تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام *<قَالَ مُوسَى مَا جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ الله سَيُبطِلُهُ إِنَّ الله لاَ يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدِينَ >* (2).

تفسير القرطبي ج 11 ص 163 , زاد المسير ج 5 ص 187 , جامع البيان ج 16 ص 170 , تفسير الثعالبي ج 4 ص 43 , الدر المنثور ج 4 ص 288 , فتح القدير ج 3 ص 354.
(2)سورة يونس الآية 81.
ويا ترى هل كانت غاية الله تعالى من عدم إبطال السحر على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يزداد المؤمنون به بصيرة , وبنبوته يقيناً !
أو أن الله تعالى لم يُبطله رغبةً منه في إعطاء المكذِّيبين الجاحدين حجة لهم عليه !
وكأن الراوي عن السيدة عائشة نسي أن يقول : إن الناس بعد أن اطَّلعوا وعرفوا بما جرى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , أسرعت جماعاتهم في الدخول إلى الإسلام والتصديق بنبوة سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم .
أو كأنه نسي أن يقول : إن الجاحدين غلبوا على أمر المسلمين , فارتد الكثيرون عن الحق بعد أن شككهم الجاحدون بصحة كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم نبياً .
وكأن المشركين قالوا لهم : لطالما قلنا لكم بأن محمداً رجلٌ مسحور فلم تُذِعنوا لنا تقبلوا قولنا , وها قد أقر محمدٌ بذلك .
وأضاف الظالمون بلسان الحال قائلين لضعاف المسلمين : ألم نقل لكم فيما مضى أن محمداً قد اعتراه بعض آلهتنا بسوء !
وقد قيل على نحو حكاية لسان الحال : لمَّا أن أخبرت السيدة عائشة بهذا الحديث , تشاور أعيان المشركين والظالمين , فاتفقوا على تعيين ذلك اليوم الذي وقع فيه الإخبار يوماً عظيماً , واتفقوا وتعاهدوا على حفظ هذا الحديث وتدوينه في الكتب والمجاميع , والتحديث به في كل الأندية , فإن أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرت بما يُصدِّق زعمهم , فلطالما زعموا *< إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَ رَجُلاً مَسحُوراً>*.
ثم إن الساحر مفسِدٌ , والآية الكريمة الحاكية قول نبي الله موسى عليه السلام , نصٌّ في هذا المعنى , فكيف صح عند الراوي عن السيدة عائشة إصلاح ربها لعمل المفسدين !
ولو أن الله تعالى لم يُصلِح عَمَل المفسِد في حق نبينا صلى الله عليه وآله وسلم , لَمَا تمكن الساحر من أن يسحر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فإن الله تعالى لو لم يُصلِح عمله لأبطله , وإبطاله تعالى لعمل الساحر يعني أنه لا يقدر ولا يستطيع أن يفعل شيئاً وأن يسحر , ولكن السيدة عائشة أخبرتنا أن الله تعالى قد أصلح عمل الساحر المفسد ,من خلال إخبارها لنا عن وقوع السحر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ويحق لنا أن نخاطب ربنا قائلين : ما الذي كان يمنعك عن حفظ ورعاية نبيك من أيدي العابثين به واللاعبين فيه !
وهل في حكمتك يا سيدي خذلان حبيبك !
أو أن حكمتك تقضي في أن تعطي الحجة القاطعة لجاحديك !
ولكن هذا لا نعرفه في جميع ما أخبرنا به قرآنك عن سيرتك مع أنبيائك ورسلك السابقين .
فهل لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خصوصية , أو أنه لذنب ارتكبه , وخطيئة اقترفها !!
ولنكتفِ بهذا المقدار , وفيما ذكرناه كفاية لأولى الأبصار والضمائر والأنظار , والحمد لله المنتقم الجبار , وسلامه على حبيبه المصطفى وآله الأبرار .




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:34 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية