هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام العقائدية > منتدى الشبهات والردود > منتدى الرد على فضائل ابي بكر

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 06-27-2010, 03:43 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي فضيلة الغار وصحبة النبي ص والرد عليها لاية الله السيد علي ابو الحسن



الفضيلة الاولى
قال الله تعالى في محكم كتابه:
<إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن
الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله
عزيز حكيم>(1).

توطئة:
أقول:قد اشتهر بين أبناء العامة التمسك بهذه الاية وبما ورد من أخبار تخصها كدليل على أن أبا بكر ذو فضل,بل صرح بعضهم بأكثر من هذا.
قال النووي في شرح صحيح مسلم:باب من فضائل أبي بكر الصدّيق,قوله صلى الله عليه واله وسلم(يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)),معناه
ثالثهما بالنصر,والمعونة,والحفظ,والتسديد,وهو داخل في قوله تعالى <إن الله مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون>(1).
(1)سورة التوبة الاية 40.

وفيه بيان عظيم توكل النبي صلى الله عليه واله وسلم حتى في هذا المقام,وفيه فضيلة لأبي بكر وهي من أجل مناقبه,والفضيلة من أوجه منها:
هذا اللفظ , ومنها بذله نفسه ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله تعالى ورسوله , وملازمة النبي صلى الله عليه واله وسلم , ومعاداة الناس فيه,
ومنها جعله نفسه وقاية عنه,وغير ذلك(2).




رد مع اقتباس
قديم 06-27-2010, 03:47 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الردود على هذه الفضيلة المدعاة




أقول:
اولا:
كون أبي بكر ثانيا" لا يدل على فضل البتة,فإنه لو كان معهما ثالث,لكان الثالث هو ثالث ثلاثة,وهو يدل على العدد ليس إلا,ودلالته على أزيد من هذا يفتقد الدليل.
ثانيا":
كون أبي بكر قد بذل نفسه وفارق أهله طاعة لله تعالى,أمر نجهله,فإن المولى سبحانه وحده المطلع على الرائر,العالم بالنوايا,ولعله فارق-في غير طاعة الله سبحانه.
أما أنه بذل نفسه,فلا أدري كيف انه كان لنفسه باذلا",والمفروص ـنه خرج متخفيا" مع النبي صلى الله عليه واله وسلم,لا يعلم بهما المشركون وكفار قريش.
وكيف يكون أبو بكر باذلا" نفسه وهو مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم متخفيا",ولا يكون عليّ، أمير المؤمنين عليه السلام الذي بات على فراش الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم يفديه بنفسه باذلا" نفسه؟
الفهرس
(1)سورة النحل الآية128.
(2)شرحمسلم للنووي ج 15 ص 149-150.

(الصفحة الثالثة)

مفارقة أبي بكر للأهل والمال:

ثالثا":أما أنه فارق أهله وماله,فإن مفارقة الأهل والمال تحتمل وجوها",منها ما هو صحيح وراجح,ومنها ما هو مذموم ومرجوح,ولم يأت نبأ من المولى سبحانه يتعين به لدينا الوجه الذي فارق أبو بكر ماله وأهله لأجله,هذا إذا سلمنا أنه فارق ماله.
ولكن الثابت أنه خرج بماله,فأين مفارقته ماله كما ادعاه النووي؟
فقد أخرج ابن حنيل,والطيراني,والحاكم,وابن عساكر بإسنادهم عن أسماء بنت أبي بكر,قالت: لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخرج معه أبو بكر,احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم,قالت:وانطلق بها معه.قال الحاكم في المستدرك:هذا حديث صحيح على شرط مسلم(1).

رابعا":
إن حديث ملازمته لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم في سفر الهجرة لا يدل علي عناية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم به,فلا فضل لأبي بكر في ذلك, اللهم إلا إذا كانت صحبته له طلبا"من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم,فإن ذلك يكشف عن عناية خاصة بأبي بكر.

عدم إعلام النبي صلى الله عليه واله وسلم لأبي بكر بخروجه:
ولكن الثابت أن أبا بكر لم يعلم بخروج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
فقد أخرج أحمد بن حنيل,وابن أبي عمرو,والحاكم,وابن عساكر بإسنادهم عن عمرو بن ميمون قال:إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط,فقالوا:يا ابن عباس إما أن تقوم معنا أو تخلونا هؤلاء ,قال:فقال ابن عباس:بل أقوم معكم,قال:وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى,قال:فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا,قال:فجاء ينفض ثوبه ويقول:أفّ"وتفّ",وقعوا في رجل له عشر,وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه واله وسلم لأبعثن رجلا"

الفهرس
(1) مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 350,المعجم الكبير للطبراني ج 24 ح 235 ص 88,المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 6,تاريخ مدينة دمشق ج 69 ص 13.

(الصفحة الرابعة)

لا يخزيه الله أبدا", إلى أن قال: وشرى على نفسه ليس ثوب النبي صلى الله عليه واله وسلم,ثم نام مكانه,قال:وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم,فجاء أبو بكر وعليّ عليه السلام نائم,قال :وأبو بكر يحسب أنه نبي الله,قال:فقال:يا نبي الله,قال:فقال له عليّ عليه السلام:إن نبي الله صلى الله عليه واله وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون,فأدركه,قال:فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.

قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد(1).
وقال السيوطي في الدر المنثور :وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس,قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الليل لحق بغار ثور ,قال وتبعه أبو بكر ,فلما سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حسه خلفه خاف أن يكون الطلب,فلما رأى ذلك أبو بكر تنحنح فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عرفه,فقام له حتى تبعه فأتيا الغار(2).

الفهرس
(1)مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 330-331,كتاب السنة ح1351ص 588-589,المستدرك على الصحيحين ج3 ص 134,خصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي ص 61,تاريخ مدينة دمشق ج 24 ص 97-102,البداية والنهاية ج7 ص 373-374,ذخائر العقبى ص 86-87 ,الناقب للخوارزمي ح 140 ص 125-127.
(2)الدر المنثور ج3 ص 240.

(الصفحة الخامسة)

وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يطلع أبا بكر على أمر خروجه وهجرته.
فلماذا يا ترى لم يخبره وهو الثقة الأمين عنده كما تزعمون!

خامسا":
لست أدري كيف جعل أبو بكر نفسه وقاية للنبي صلى الله عليه واله وسلم؟!
ما شاء الله ,ما كان أشجع أبي بكر,وقد أثبتم أنتم خوفه!
ولماذا لا يكون الذي وقاه هو من نام على فراشه ليلة هجرته,وهو عليّ أمير المؤمنين عليه السلام؟!
ولعل مراد ابن الجوزي من أن أبا بكر جعل نفسه وقاية عن النبي صلى الله عليه واله وسلم,هو أخرجه ابن شيبة عن نافع بن عمر عن رجل عن أبي بكر أنهما لما انتهيا ,قال:إذا جحر,قال:فألقمه أبو بكر رجله فقال:يا رسول الله,إن كانت لدغة أو لسعة كانت بي(1).
أو هو ما أخرجه ابن عاصم عن الأسود بن قيس,عن جندب بن سفيان,قال:لما انطلق أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى الغار وقال له أبو بكر لا تدخل الغار يا رسول الله حتى أستبرئه,قال:

الفهرس
(1)المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج 8 ح 10 ص 459.

الصفحة السادسة

فدخل أبو بكر الغار فأصاب يديه شيء,فجعل يمسح الدم عن إصبعه,وهو يقول هل أنت إلا أصبع دميت,وفي سبيل الله ما لقيت(1).
أو هو ما أخرجه الحاكم في المستدرك بإسناده محمد بن سيرين,قال ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضّلوا عمر على أبي بكر ,قال فبلغ ذلك عمر ,فقال :والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر,وليوم من أبي بكر خير من آل عمر,لقد خرج رسول الله صلى الله علية وآله وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر,فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فقال يا أبا بكر :ما لك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي؟ فقال يا رسول الله:أذكر الطلب فأمشي خلفك,أذكر الرصد فأمشي بين يديك ,فقال:ياأبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني؟قال:نعم,والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك,فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر:مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار,فدخل واستبراه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة,فقال:مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الحجرة,فدخل واستبرأ,ثم قال:إنزل يا رسول الله,فنزل فقال عمر:والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لولا إرسال فيه(1).

الفهرس
(1)جزء ابن عاصم ص 95.

الصفحة السابعة

أقول:أما ما أخرجه ابن أبي شيبة,فهو حديث ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه نافع.
وأما ما رواه ابن عاصم,فيرده أولا":أنّ عمر بن الخطاب لم يذكر في حديثه أن أبا بكر أصابه شيء عندما استبرئ الغار والحجرة,بحيب رواية الحاكم.
ثانيا":أخرج البخاري بإسناده عن الأسود بن قيس,قال:سمعت جنديا" يقول:بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمشي إذ أصابه حجر فعثر فدميت إصبعه فقال:هل أنت إلا إصبع دميت,وفي سبيل الله ما لقيت(2).
واخرج مسلم بإسناده عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان,قال:دميت إصبع رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم في بعض تلك المشاهد فقال:هل أنت إلا إصبع دميت,وفي سبيل الله ما لقيت.

الفهرس
(1)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص6.
(2)صحيح البخاري ج 7 ص 107.

الصفحة الثامنة

وقال مسلم :وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة إسحق بن إبراهيم جميعا" عن ابن عيينة,عن الأسود بن قيس بهذا الإسناد,وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غار فنكبت إصبعه(1).
أقول :
ولا شبهة أن ما في صحيحي البخاري ومسلم أولى بالتصديق مما في جزء ابن عاصم ,والمتأمل في الحديث يعلم أنه واحد ,فلا بد وأنّ التحريف وقع في رواية ابن عاصم.
وأما ما أخرجه الحاكم ,فقد كفانا هو نفسهمؤونة الرد, حيث ذكر أن الحديث مرسل ,فإن ابن سيرين لم يدرك زمان عمر بن الخطاب ,وقد ولد ابن سيرين قبل ممات عثمان بن عفان بسنتين(2).
أقول :
اولا :
هذا كله بغض النظر عن عدم إمكان تصديقنا بهذه الشجاعة التي اخترعوها لأبي بكر,فإنه لو كان يملك تلك الملكة من الشجاعة فما له انهزم في خيبر ,وفرّ وهرب في حنين.
ثانيا":
إن هذه الشجاعة المزعومة لأبي بكر قد كذّبها أبناء العامة,حيث ذكروا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل هو وأبو بكر الغار

الفهرس
(1)صحيح مسلم ج 5 ص 181-182.
(2)الطبقات الكبرى ج 7 ص 193,التاريخ الصغير للبخاري ج 1 ص 296.

الصفحة التاسعة

أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسترته,وأمر الله العنكبوت فنسجت,وأمر الله عز وجل حمامتين وحسيتين فوقفتا بفم الغار(1).
فإن الأولى بمثل أبي بكر الشجاع أن تسكن نفسه ,ولا يحزن ولا يخاف ولو لم ير` تلك الآيات الرحمانية,فما باله خاف وحزن,وهو الشجاع المقدام؟
وكيف يخاف مثله وقد رأى آيات الله تعالى؟
والمؤمن بالله تعالى تسكن نفسه بذكر ربه في الغيب,فكيف بمن يرى آيات ربه مجسّدة أمام ناظريه؟
وأما ما ذكره النووي من الخول في قوله تعالى<إنّ الله مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون>,
فصحيح فيما لو كان أبو بكر مطيعا" لله تعالى ,محسنا",وهذا ما ينفيه النهي الصريح الوارد في قوله تعالى<لا تحزن>,
والمولى سبحانه ليس مع الذي يكون عاصيا" في خوفه,ومن يكون خوفه منهيا" عنه لا يكون محسنا" متقيا",على ما سيأتي تفصيله.
وأما ما ذكره من قوله صلى الله عليه وآله وسلم (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).

الفهرس
(1)حديث خيثمة ص 136,المعجم الكبير للطبراني ج 20 ص 443,دلائل النبوة ص 76-77.

الصفحة العاشرة

فجوابه :
اولا:
أنّ هذا من كلام أبي بكر نفسه,ولا معنى لإثبات فضيلة لشخص بكلامه نفسه.
ثانيا":
سيأتي أنّ قوله تعالى إنّ الله معنا لم يكن إلا من باب التهديد والوعيد ليس إلا.
ثالثا":
قال ابن حبان في المجروحين عن هذا الحديث :إنما هو حديث ثابت عن أنس فقط,ولم يروه عن ثابت إلا همام ,وجعفر بن سليمان(1).
أقول :
الحديث في جميع المصادر هو رواية همام بن يحيى ,عن ثابت البناني,عن أنس بن مالك ,عن أبي بكر,(2), ولم نظفر برواية جعفر بن سليمان للحديث إلا في مورد واحد في تاريخ ابن عساكر ,أخرجه بإسناده عن أبي مالك سعيد بن هبيرة,عن جعفر بن سليمان (1),وأيضا" فقد ظفرنا برواية شعبة عن ثابت للحديث من طريق أبي بشر أحمد بن محمد بن مصعب(2).
الفهرس
(1)كتاب المجروحين لابن حبان ج 1 ص 140.
(2)مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 4,صحيح البخاري ج 4 ص 190 وج 5 ص 204,صحيح مسلم ج 7 ص 108,سنن الترمذي ج 4 ص 342, المصنف لابن أبي شيبة ج 7 ص 471 وج 8 ص 459,مسند أبي يعلى ج 1 ص 68,منتخب مسند عبد بن حميد ص 30,كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم ص 562,حديث خيثمة ص 136,صحيح ابن حبان ج 14 ص 181وج 15 ص 287, الطبقات الكبرى ج 3 ص 173, تاريخ بغداد ج 3 ص 53 و300 وج 12 ص 133, تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 4و82 و83 و84 وج 35 ص 391, ذكر أخبار أصبهان ج 1 ص 149.

(الصفحة الحادية عشرة )

هذا البخاري روى الحديث في تاريخه عن شيخه موسى بن اسماعيل ,عن همام بن يحيى,عن ثابت ,عن أنس,وفيه:قال صلى الله عليه وآله وسلم :إسكت يا أبا بكر ,اثنان الله ثالثهما(3).
أقول:
اولا:
ولسان ((إسكت)) لسان تقريع وتهديد وتجريح,وليس لسان تطمين ومديح.

ثانيا":
لم تسلم الطرق الثلاثة للحديث عن الخدشة في سنده.
أما أبو بشر,فقد قال فيه ابن حبان في المجروحين:كان ممن يضع المتون للآثار ,ويقلّب الأسانيد للأخبار ,حتى غلب قلبه أخبار الثقات وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديثه,فاستحق الترك,ولعله قد أقلب على الثقات أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها,كان على عهدي به قديما" وغيره ,وهو لا يفعل إلا قلب
الأخبار عن الثقات ,والطعن على أحاديث الأثبات.وقال ابن عدي في الكامل :ورأيت الدغولي ينسبه إلى الكذب,إلى أن قال :وهو بينّ أمره في الضعف.وقال الدار قطني:كان يضع الحديث.وقال الذهبي:الحافط الأوحد,إلا أنه كذاب(1).
أما أبو مالك بن هبيرة,فقد قال فيه أبو حاتم :ليس بالقوي,روى أحاديث أنكرها أهل العلم. وقال ابن حبان:ولكن كثيرا" ما يحدّث بالموضوعات عن الثقات,كأنه كان يضعها أو توضع له فيجيب فيها,لا يحل الإحتجاج به بحال(2).

(الصفحة الثانية عشرة)
وأما همام بن يحيى ,فقد قيل فيه كلاما" يمنع كل منصف عن الاحتجاج بخبره.
قال عفان:كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه,وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه,وكان يكره ذلك,قال:
ثم رجع بعد فنظر في كتبه,فقال يا عفان:كنا نخطئ كثيرا" فنستغفر الله. وقال يزيد بن زريع وقد سئل :ما تقول في همام؟قال:كتابه صالح ,وحفظه لا يسوي شيئا" .وقال أحمد بن حنبل:ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا" في أحد منه في حجاج بن أرطاة, ومحمد بن إسحاق,وليث,وهمام,لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.وقال محمد بن سعد:ربما غلط في الحديث .وقال أبو حاتم:في حفظه شيء. وقال أبو بكر البرديجي:همام صدوق,يكتب حديثه ولا يحتج به.وقال الساجي:صدوق سيء الحفظ, ما حدّث من كتابه فهو صالح, وما حدّث من حفظه فليس بشيء. وقال أحمد بن حنبل أيضا":لم يرو يحيى القطان عن همام بن يحيى شيئا"(1).
أقول:
لا طريق لأحد في إحراز أن همام حدّث عن ثابت بهذا الحديث من كتابه, فلعله كان من حفظه,وحفظه متفّق عليه بينهم أنه سيء,وعليه فلا يسلم عندنا حديثه,ولو سلم,فلا نعلم أن لفظ ((ما ظنك)) هو الصحيح,أو لفظ ((إسكت يا أبا بكر))كما أثبته البخاري في تاريخه هو الصحيح.

الفهرس
(1)الطبقات الكبرى ج 8 ص 282,ضعفاء العقيلي ج 4 رقم 198 ص 367-369,تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 194 ص 201,تهذيب التهذيب ج 11 رقم 108 ص 60-62.

(الصفحة 13)
ثانيا":
لنا أن نلتزم بقول همام نفسه حيث اعترف بأنه كان يخطئ,واستغفاره من خظئه لا يقضي بصحة حديثه الذي أخطأ فيه, ونحتمل جدا" أن حديثه بلفظ ((ما ظنك))قد أخطأ فيه.
ثالثا":
لنا أن نلتزم بأن هذا الحديث من مصاديق أغلاطه,فقد ذكر ابن سعد أنه ربما غلط في الحديث.
رابعا":
لنا أن نلتزم بقول أبي بكر البرديجي من أنه يكتب حديثه,ولا يحتج به.
خامسا":
لقد صرح أحمد بن حنبل أن شيخه يحيى بن سعيد القطان ترك حديث همام على ما تقدم,وقال ابن حجر في التهذيب في ترجمة القطان:قال الخليلي هو إمام بلا مدافعة,وهو أجل أصحاب مالك بالبصرة, وكان الثوري يتعجب من حفظه,واحتج به الأئمة كلهم,وقالوا من تركه يحيى تركناه(1).
أقول :
وقد تركه يحيى باعترافهم, فيلزم على أبناء العامة تبعا" لأئمتهم التابعين ليحيى القطان أن يتركوا حديث همام بن يحيى, وعليه فبطل حديث يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما من أصله.
لا أراك تقول: ولكن سيأتي منكم التمسك بأخبار رجال عيب عليهم في الحفظ,وثبت أنهم يخطئون.
الفهرس
(1)تهذيب التهذيب ج 11 ص 193.

(ص14)
فنجيب: هذا النقض ليس في محله ,فإننا فيما يأتي نورد الحديث من طريق الثقات الذين لا يخطئون,وقد نورده أيضا" من طريق بعض الثقات الذين قد يخطئون أو ممن عيب عليهم في الحفظ,ولا نورده من طرف واحد, وإذا صح الحديث عن ثقة لا يخأ, فإنه يكون قرينة على صحة الحديث الذي رواه ثقة قد يخطأ أو لا يحفظ.
بينما هذا الحديث الذي نبحث فيه, لم يروه غير همام بن يحيى وقد عرفت حاله ,ورواه أيضا" رجل ضعيف عن جعفر بن سليمان ,وروي عن شعبة ثالثا" من طريق رجل أجمعوا على تركه وضعفه ,وبالتالي فلم يرد من طريق ثقة سالم عن الخدشة.


 

رد مع اقتباس
قديم 06-27-2010, 11:33 PM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مناقشة القرطبي فيما حكاه عن هذه الاية ( اية الغار )



مناقشة القرطبي فيما حكاه عن هذه الاية


كلام القرطبي في تفسيره:
وقال القرطبي في تفسيره:
إن في آية الغار إحدى عشرة مسألة,ونحن نذكر موضع الحاجة من كلامه.
قال :

ص 15

الأولى:
قوله تعالى<إلا تنصروه>,يقول :تعينوه بالنفر معه في غزوة تبوك,عاتبهم الله بعد انصراف نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من تبوك.
والمعنى:إن تركتم نصره فالله يتكفل به ,إذ قد نصره الله في مواطن القلة وأظهره على عدوه بالغلبة والعزة, وقيل :فقد نصره الله بصحابه في الغار بتأنيسه له وحمله على عنقه, وبوفائه ووقايته له بنفسه ومواساته له بماله. وقال سفيان بن عيينة:خرج أبو بكر بهذه الآية من المعاتبة التي في قوله إلا تنصروه.

السادسة:
قوله تعالى <إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا> , هذه الآية تضمنت فضائل الصدّيق.
روى أصبغ وأبو زيد عن ابن القاسم عن مالك <ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا> هو الصدّيق فحقّق الله تعالى قوله له بكلامه ,ووصف الصحبة في كتابه. ومعنى<إنّ الله معنا> أي بالنصر والرعاية ,والحفظ والكلاءة.

السابعة :
قال ابن العربي, قالت الإمامية قبحها الله: حزن أبي بكر في الغار ,دليل على جهّله ونقصه,وضعف قلبه وخرقه.

ص 15
وأجاب علماؤنا عن ذلك بأن إضافة الحزن إليه ليس بنقص, كما لم ينقص إبراهيم حين قال عنه <نكرهم وأوجس منهم خيفة" *قالوا لا تخف>(1), ولم ينقص موسى قوله <فأوجس في نفسه خيفة" موسى *قلنا لا تخف>(1),وفي لوط <ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك>(2),فهؤلاء العظماء صلوات الله عليهم قد وجدت عندهم التقية نصا",ولم يكن ذلك طعنا" عليهم ووصفا" لهم بالنقص وكذلك في أبي بكر ,ثم هي عند الصدّيق احتمال , فإنه قال: لو أنّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا.
جواب ثان:
إنّ حزن الصدّيق إنما كان خوفا" على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يصل إليه ضرر ,ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الوقت معصوما" ,وإنما نزل عليه <والله يعصمك من الناس>(3) , بالمدينة.
(1)سورة هود الآية 70.

ص 16

العاشرة:
قوله تعالى:<فأنزل الله سكينته عليه>, فيه قولان, أحدهما :على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,والثاني :على أبي بكر .
قال ابن الربي: قال علماؤنا وهو الأقوى , لأنه خاف على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القوم ,فأنزل الله سكينته عليه بتأمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,فسكن جأشه, وذهب روعه ,وحصل الأمن, وأنبت الله سبحانه ثمامة, وألهم الوكر هناك حمامة , وأرسل العنكبوت فنسجت بيتا" عليه ,فما أضعف هذه الجنود في ظاهر الحس ,وما أقواها في باطن المعنى!

الحادية عشرة:
قوله تعالى <وأيّده بجنود لم تروها>,أي من الملائكة,والكتابة في قوله <وأيّده> ترجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم, والضميران يختلفان, وهذا كثير في القرآن ,وفي كلام العرب
الفهرس
(1)سورة طه صلى الله عليه وآله وسلم 67-68.
(2)سورة العنكبوت الآية 33.
(3)سورة المائدة الآية 67.


ص 17

الجواب

أقول :
ماذكره القرطبي (1) في تفسيره يشتمل على أمور:
الأمر الأول :أن الله تعالى قد نصر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بأبي بكر, حيث إن أبا بكر قد آنسه, وحمله على عنقه, ووقاه بنفسه, وواساه بماله.
الأمر الثاني :أن قوله تعالى يدل على معاتبة المولى تعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,لكن أبا بكر خرج من المعاتبة.
الأمر الثالث: أن الله تعالى حقّق قوله بكلامه.
الأمر الرابع: أنه سبحانه أثبت له الصحبة في كتابه.
الأمر الخامس :أن معنى <إنّ الله معنا> أي بالنصر والرعاية والحفظ.

الفهرس
(1)تفسير القرطبي ج 8 ص 143-149.

ص 18

الأمر السادس
: أنّ حزن أبي بكر لس بنقص أو ضعف ,كما هو حال خوف خليل الله تعالى شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام, وكذا خوف موسى ولوط على نبينا وآله وعليهما السلام.
الأمر السابع:
أن خوف أبي بكر كان على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من أن يناله ضرر.

الأمر الثامن :
أن خوف أبي بكر كان أمرا" محتملا".
الأمر التاسع:
أن السكينة نزلت على أبي بكر لأنه خاف على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القوم, فأنزل الله سكينته عليه ,فسكن جأشه, وذهب روعه, وحصل الأمن.

الأمر العاشر :
أن الضمير في قوله تعالى*<وأيّده>*يرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,وهذا لا ينافي رجوع الضمير في قوله سبحانه *<سكينته عليه>*إلى أبي بكر ,فإن اختلاف مرجع الضمير كثير في القرآن الكريم.



ص 19

محاكمة ما ادعاه القرطبي في تفسيره:
أقول:
أما الجواب عن الأمر الثاني ,فإننا نلتزم بوقوع المعاتبة أولا", وإنّ أبا بكر إن لم يكن أبرز الداخلين في العاتبة ,فهو من جملتهم.

ووقوع العاتبة ظاهر صريح, بقوله تعالى *<إلا تنصروه>*.
وأما قولهم بأن أبا بكر خرج من المعاتبة , فنقول, بعد كونه داخلا" في عموم الخطاب بقوله تعالى *<إلا تنصروه>*, فإن خروجه يحتاج إلى دليل ,وهو مفقود.
ثانيا":
ما معنى أن يكون أبو بكر ناصرا" لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخروجه معه في الغار ,وصريح الآية أن الله تعالى هو الذي تكفّل بنصرة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ,دون أن يشير المولى تعالى في القرآن الكريم إلى وجود ناصر غيره سبحانه.
فهل أن أبا بكر داخل في معنى قوله تعالى *<فقد نصره الله>*!
وما معنى إفراد الله تعالى وتخصيصه نفسه بنصرته لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم فيما لو كان أبو بكر ناصرا" أيضا" للنبي صلى الله عليه وآله وسلم!
وكيف للمولى الحكيم أن يهمل التعرض لنصرة أبي بكر للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, وقد ابتدأ كلامه بالمعاتبة الصريحة, والحديث في الآية حديث عن الهجرة وعن خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,وأبو بكر وحده كان معه دون سائر الصحابة.
فإن نصرة أبي بكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لو كانت متحقّقة للزم التدليل على ذلك بعبارة واضحة صريحة,وأين هي تلك العبارة في كلامه تعالى يا أهل اللسان والبيان؟!

ص 20

دخول أبي بكر في المعاتبة على جميع التقادير:

ألستم تقولون بأن قوله تعالى *<إلا تنصروه>* يدل على المعاتبة حيث خذل الأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,إذن كيف خرج أبو بكر وأخرجتموه ,والآية لم يدل خطابها ولا فحواها على المعنى الذي ذكرتموه؟!
فهل أن الله تعالى خرج عن الحكمة في هذا المورد,والحكمة تقضي بالإشارة إلى نصرة أبي بكر ,أو أنه نسي سبحانه أن يدلّل على نصرة أبي بكر ,أو أنّ في الآية لغزا" يجهله أهل اللسان!
ولكننا على يقين أنه سبحانه ما كان ليبخس الناس حقهم ,ولا أن يجحد فضلهم,فكيف يعاتب جميع أصحاب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بتركهم نصرته ,والمعلوم المقطوع به أن في أصحابه من لم يخذله,ومن لم يتقاعس عن نصرته في أي ظرف!
فهل لأحد أن يظفر بمورد أبطأ فيه عليّ أمير المؤمنين عليه السلام عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! فكيف يكون العتاب بعدم النصرة شاملا" له؟
ولكن أمير المؤمنين وقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه,ونام على فراشه(1), وهل أنه تعالى يرى أنّ من يبذل نفسه وروحه لا يكون ناصرا"؟!
فكيف يكون أمير المؤمنين عليه السلام ممن عاتبه الله تعالى على تقاعسه عن نصرة حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم!
إذن , إما أن يكون قوله تعالى *<إلا تنصروه>* مخصوصا" بأبي بكر أولا",أو أنه يشمل أبا بكر ويشمل من عرفه الناس باجبن والفرار في جميع الحروب التي خاضها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ثانيا",أو أنه يشمل جميع من لم ينصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأصحاب ثالثا",أو أنه يعم جميعهم دون استثناء أحد حتى الذين نصروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم رابعا".

الفهرس
(1)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 5, الطبقات الكبرى ج 1 ص 228,أسد الغابة ج 4 ص 19 و25, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 67, تاريخ اليعقوبي ج2 ص 39,تاريخ الطبري ج 2 ص 100, البداية والنهاية ج 3 ص 217و224, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 230و244, تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 15,عيون الأثر ج 1 ص 235,جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ج 1 ص 217,الدر المنشور ج 3 ص 180,تفسير القرطبي ج 7 ص 397 وج8 ص144, تفسير ابنكثير ج 2 ص 315.

ص 21

وعلى جميع التقادير الأربعة يدخل أبو بكر في المعاتبة ,ولم يأت نبأ خروجه,وعلى الاحتمالات الثلاثة الأولى يخرج أمير المؤمنين عليه السلام,والاحتمال الرابع احتمال غير معقول ولا مقبول ,فإن الآية تعاتب الذين تقاعسوا عن النصرة, ولا يمكن للمولى سبحانه أن يعاتب الذين نصروا ضمن عتابه للذين لم ينصروا.
لعلك تقول :ليس في الآية أنّ عليا" عليه السلام قد خرج عن المعاتبة.
فنجيب:بلى قد خرج عن خطاب الآية وفحواها,وكيف يدخل عليّ عليه السلام في جملة المتقاعسين,وقد بذل نفسه فنام على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
لعلك تقول:وكذا الحال في أبي بكر ,فإنه خرج مهاجرا" مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت:الخروج بالتخفي عن أعين الكفار والمشركين لا يعدّه أحد من العقلاء نصرة,وما معنى أن يكون أبو بكر ناصرا" لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخروجه معه, والمفروض أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج عن قومه مهاجرا",متخفيا" عنهم.
ومهما يكن فإن قوله تعالى*<إلا تنصروه>* يشمل أبا بكر على جميع التقادير ,ذلك أن الآية قد تعرضت للحديث عنه بالخصوص دون بقية الصحابة,وإذا لم يكن حديث عدم النصرة مختصا" بأبي بكر قضاء" لتخصيصه بالذكر في الآية فإنه الصاحب في الغار ,فلا أقل يشمله,وعليه فلا بد وأن يكون حديث خروج أبي بكر عن كونه ممّن عوتب حديثا" واضحا" معلوما",ولا نجد في الآية أي تلميح عن ذلك فضلا" عن التصريح.
وفي موضوع البحث ,فإن من المعلوم أن الشخص إما أن ينصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو يخذله ,ولا ثالث في المعنى.

ص 22

وقد ثبت أن أبا بكر لم ينصره ,وحديث نصرته له لم نجد كلمة في الآية يدل عليه ,وسياق الخطاب يأباه جدا".
وبهذه تعرف الجواب عن الأمر الأول أيضا".
وأما ما ذكره القرطبي وغيره من أن الله تعالى قد نصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأبي بكر,حيث آنسه,وحمله على عنقه,فإنه يكذّبه حديث حزن أبي بكر وخوفه.
ومن يكون خائفا" فزعا",كيف يكون في الوقت نفسه ناصرا" ومؤنسا"!
ومتى كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مستوحشا" من نفسه وربه,حتى يحتاج إلى مؤانسة أبي بكر له!
وكيف يكون الخائف الفزع مصدرا"للأنس والترويح!
وحيث سنجيب عن الأمر السادس ,فسيوافيك التفصيل.
وأما الأمر الثالث وهو أن الله تعالى حقّق قوله بكلامه ,فإنّ أراد من تحقيق قوله,أنّ الله تعالى قد حقّق قول أبي بكر بكلامه في القرآن الكريم, فوزانه وزان تحقيق الله تعالى قول فرعون وهامان وغيرهما من الظالمين بكلامه,قال تعالى*؛وقال فرعون يا أيّها الملا ما علنت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحا" لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لاظنّه من الكاذبين>*(1),وإن أراد أنّ الله تعالى حقّق قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر أعني *<إذ يقول لصاحبه لا تحزن>*, فهو كقول ذاك الذي *<قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالّذي خلقك>*(2).

ص 23

القرآن الكريم أثبت صحبة الكافر للمؤمن:
وأما الجواب عن الأمر الرابع:
وهو أن الله تعالى قد حقّق وصف الصحبة لأبي بكر في كتابه ,فإن الملفت أنّ القرآن الكريم قد أثبت الصحبة بين الكافر والؤمن في كتابه كما دلت عليه الآية السابقة,ولم يثبت إيمان ذاك الذي كفر حيث أثبت الله تعالى له صحبته للمؤمن.
ووجدنا المولى تعالى قد جعل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم صاحبا" للكافرين به, فقال عز وجل *<وما صاحبكم بمجنون>*(1),ولا شبهة أنّ إضافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصحبة إلى أولئك الكافرين,فيها مزية عن إضافة أبي بكر بالصحبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,ومع وجود المزية فلم يستفد أحد من أهل اللسان أنّ أولئك الكافرين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ثبت لهم الإيمان والإسلام بإضافة الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم بالصحبة.
ثم ما هذا الذيان,*<أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّة>*(2),*<ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّة>*(3),ثم*<ما ضلّ صاحبكم وما غوى>*(4).

الفهرس
(1)سورة التكوير الآية 22.
(2)سورة الأعراف الآية 184.
(3)سورة سبأ الآية 46.
(4)سورة النجم الآية 2.

ص24

ونحن نعلم أن الصحبة تقع بين مؤمنين وبين كافرين اثنين, وبين مؤمن وكافر, بل قد يطلق الصاحب على الحيوان أيضا".
وأين ذاك العاقل الذي يرى أن في أصل الصحبة شرفا", وأي شرع حكم بذلك؟! هلا ذللتمونا عليه , أو هديتمونا إليه.


قوله تعالى *<إنّ الله معنا>* يحتمل وجوه:
وأما الجواب عن الأمر الخامس , بأن معنى *<إنّ الله معنا>* أي بالنصر والرعاية , فحاصله:
أنّ قوله تعالى هذا مترتّب على خوف أبي بكر, بمعنى أنه جواب له عما صدر منه كما تفيده الآية , فإن كان ما صدر من أبي بكر من خوف هو حق دلّ ذلك على أنّ المولى تعالى مع أبي بكر في تلك الواقعة لا محالة , وإن كان حزن وخوف أبي بكر باطلا" ,فدلّ قوله تعالى على التهديد والوعيد.
ولكن كونه تعالى مع أبي بكر بالنصر لم يكن شاملا" لتمام أحواله ,وإنما كان مخصوصا" بذاك المكان , هذا أولا".
ثانيا":إنّ الله تعالى لم يكن مع أبي بكر مفردا" عن غيره, وإنما كان سبحانه مع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ,وقد دخل أبو بكر في الخطاب بالمعية, وشمول المدح لشخص بالمعية لا يدل على كونه ممدوحا" فيما إذا انفرد عن غيره.
ثالثا": إن من المعلوم به أنّ الله تعالى كان راعيا" لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم, وأبو بكر معه في الغار ,فتكون رعاية الله تعالى لأبي بكر تبعا" لرعايته لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا لا يثبت به مدح لأبي بكر أو مزية, فلطالما أكرم العقلاء شخصا" لا يستحق الإكرام تبعا" لإكرامهم لمن يستحقه.
ولطالما وقع الخير على من ليس أهلا" له دون أن يكون مقصودا" بالذات,ولكنه وصل الخير إليه لوجوده في ذلك الموقع, ولعل أبرز مصداق لما ذكرناه قوله تعالى *<وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم>*(1), فالتفضل على أولئك بعدم تعذيبهم لم يكن لاستحقاقهم للفضل, وإنّ الرحمة إذا نزلت من السماء على جمع أصابت الؤمن فيهم والكافر, وأبرز مصداق هو السحاب المسخّر بين السماء والأرض.
وبالجملة فرعاية الله تعالى لشخص بالمعية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو مع غيره, لا يفيد ثبوت مزية له, ولا يثبت له بذلك أيّ نحو

الفهرس
(1)سورة الأنفال الآية 33.

ص 25

من أنحاء الفضل , فإن رعايته تعالى للشخص في حال كتلك, لا يلزمه ثبوت رعايته إياه فيما لو كان وحده.

حزن أبي بكر لم يكن طاعة:

هذا كله إذا كان خوف أبي بكر خوفا" داخلا" في دائرة الحق, وأما إذا لم يتعين كون الحزن الواقع من أبي بكر حقا",فإنّ احتمال أن يكون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم *<إنّ الله معنا>* تهديدا" له احتمال وارد, ومعه فلا يثبت المدح لأبي بكر على كل تقدير.
على أن الآية تكاد تكون صريحة في أنّ حزن وبكاء وخوف أبي بكر كان باطلا", وتفصيل ذلك:
أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن ينهى عن الحق وما يدخل في دائرته, وخوف أبي بكر إن كان كما يزعم الزاعم من أنه خوف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو من أعظم الطاعات , ويكشف عن كون الخائف مشفقا" على من خاف عليه, ولإشفاق يرجع إلى محبته له, ومودته إياه.
ولكن القرآن الكريم صرّح بأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى أبا بكر وزجره,فكيف يكون خوف أبي بكر خوفا" على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
ولإن كان أبو بكر خائفا" على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذلك يعني أنه مشفق عليه ,فكيف يقابله سيد الخلق وهو صاحب الخلق العظيم يزجره له , ونهيه إياه!!
وهل يرى الجاهل أنّ جزاء الحسنة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو السيئة!
وكيف خفي الأمر على المولى تعالى!فنسي الإتيان بكلمة تشير على أقل تقدير إلى مدح أبي بكر ,وأنه مشكور مأجور في خوفه وحزنه!
وكيف لم يشكر الله تعالى أبا بكر على خوفه على حبيبه ورسوله, فبدلا" من أن يأتي بلفظ يفيد المدح والتبجيل, نراه قد أثبت صيغة النهي , والنهي لا يستعمل إلا في مقام الزجر عن شيء ,والزجر من مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون إلا عما لا يرضاه الله تعالى.
وبهذا تعرف فساد وبطلان ما أخرجه ابن عساكره قال السيوطي:وأخرج ابن عساكر عن أبي بكر أنه قال: ما دخلني إشفاق من شيء ولا دخلني في الدين وحشة إلى أحد بعد ليلة الغار ,فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رأى إشفاقي عليه وعلى الدين ,قال لي:هوّن عليك,فإن الله قد قضى لهذا الأمر بالنصر والتمام(1).

ص 26

أقول:
ولكن الله تعالى قد أثبت في كتابه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى أبا بكر وزجره,فهل تصدّق ابا بكر في ادعائه ,أو تصدّق المولى تعالى بما أثبته في كتابه!
إذن فلم يكن خوف أبي بكر وحزنه حقا", فكيف يثبت له بذلك فضيلة!
فتعيّن أن يكون قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر:إن الله معنا ,تهديدا" له ليس إلا.
وبهذا تعرف الجواب عن الأمر السابع الذي ذكره ابن العربي ,وهو أن خوف أبي بكر كان على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من أن يناله ضرر.

قياس مع الفارق:

وأما الأمر السادس وهو قياس خوف أبي بكر على خوف الأنبياء ,فمضافا" إلى أنه قياس مع الفارق فلا يصح بحال.
إذ قد عرفت أنّ خوف أبي بكر كان خوفا" باطلا",وخوف الأنبياء حق محض, غايته أننا قد نتعقل ونتعرف على حقيقته وسببه, وقد نجهل ذلك .
ثانيا":لا معنى لقياس حالات الأنبياء على حال أبي بكر,لبداهة أن الأنبياء عليهم السلام بعد ثبوت عصمتهم ,
فإننا مضطرون إلى تفسير الخوف البواقع منهم على خلاف ظاهره, لأن الالتزام بوقوع الخوف من الأنبياء بالمعنى العرفي الظاهر ينافي كمالهم وعصمتهم ,وليس الأمر كذلك في أبي بكر , فإنه لم يكن معصوما" عند أبناء العامة.
والقاعدة العامة تقضي بأن نحمل الخوف الواقع من أبي بكر على ظاهره إلا مع وجود قرينة تصرف عن ذلك ,ولا يوجد في الآية أية قرينة أوالا", فضلا" عن أن القرينة قد قامت على العكس ,فإن النهي عن خوفه يدل على أن خوفه كان باطلا".

ص 27

تعبير مثير للإنتباه:
هذا والملفت جدا" أنه ورد في الآية التعبير بصيغة المضارع, فليس في الآية *<إذ قال لصاحبه لا تحزن>*,وإنما ورد *<إذ يقول لصاحبه لا تحزن>*, وهذا يعني أن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع مرة واحدة, ولو أنه وقع مرة واحدة فقط لناسبه التعبير بصيغة الماضي, وحيث وقع التعبير بصيغة المضارع فإنه يثبت عدم وقوع الخوف من أبي بكر مرة واحدة, فلا بد وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقابل أبا بكر كل مرة بزجر خاص.
وبما أن الزجر استمر باستمرار الخوف ومواقع تعدده,لذا جاء التعبير في الآية بصيغة المضارع ,ولكن أبا بكر لم تسكن نفسه, ولم يهدأ روعه.
ومن البداهة بمكان أن في مثل هذا الظرف تكون صحبة مثل أبي بكر مصدرا" لإزعاج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, فيناسب أن يوحي المولى تعالى إليه بإنزال السكينة عليه,وتأييده له, تسلية لحبيبه, وتطيبا" لخاطره.
وعليه فقوله*<إنّ الله معنا>* بما أنه مترتب على خوف أبي بكر غير المنزجر وغير المنتهي مع نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم له, لا بد وأن يكون تهديدا" وتخويفا" له, ليس إلا.
ولو أغمضنا الطرف عن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر عن الحزن الوارد في الآية ,فإن قوله تعالى *<إنّ الله معنا>* لا يدل على أكثر من كون الله تعالى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع أبي بكر ,وكونه تعالى مع أبي بكر الذي كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يدل على أنه تعالى مع أبي بكر فيما لو لم يكن هو مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعبارة أخرى :إذا ثبت أن الله تعالى مع شخص لكونه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم, فهذا لا يثبت به أن الله تعالى مع ذاك الشخص حتى لو كان وحده, وآية *<إنّ الله مع الذين اتّقوا والّذين هم محسنون>* تفيد أنّ من كان الله تعالى معه فيما لو كان وحده يثبت له صفة التقوى والإحسان, والشخص الذي يكون الله تعالى معه لكونه هو مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يثبت به أنه تعالى معه حتى لو كان ذاك الشخص وحده, لاحتمال أن تأييد الله تعالى لذاك الشخص عندما كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في موضع واحد إنما هو بالتبع للتأييد لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم , ومع صحة هذا الاحتمال فلا يكون قوله تعالى *<إنّ الله معنا>* دالا" على المدح على جميع المحتملات.
وإذا لم تكن الآية دالة على المدح إلا على بعض التقادير, فلا يصح الاستدلال بها إلا بعد إثبات تلك التقادير بالخصوص ,وإذا توقفت صحة تلك التقادير على كون الآية في المدح يلزم الدور الباطل.

ص 28

توضيح هذا: أن قوله تعالى *<إنّ الله معنا>* حتى يكون دليلا" على مدح بأبي بكر يتوقف على ثبوت كون
الله تعالى مع أبي بكر فيما لو كان وحده, وإثبات أن الله تعالى مع أبي بكر وحده بقوله تعالى *<إنّ الله معنا>*
يعني توقّف الشيء على نفسه.
فلا بد من إثبات كونه تعالى مع أبي بكر وحده من غير هذه الآية ,لأن هذه الآية لا تفيد أزيد من كونه تعالى مع أبي بكر حيث هو مع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ,أي حيث لم يكن وحده.
على أن هذا التفصيل لا يترتب عليه أثر, لأنه تفصيل متوقف على عدم ورود النهي في الآية ,فلا يعدو عن كونه مجرد فرض.


 

رد مع اقتباس
قديم 06-27-2010, 11:42 PM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تفصيل كلام في السكينة.



تفصيل كلام في السكينة.

ص 29

وإذ قد عرفت أن قول النبي لأبي بكر إن الله معنا هو تهديد له,فلا محالة من كون السكينة تخص الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم وحده, تطميينا" منه سبحانه له.

اولا :
والسكينة قد جاءت عقيب التهديد, ولا يمكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يصدر منه التهديد إلا بعد بلوغه الغاية في الوعظ والإرشاد, والتذكير والتنبيه , ومع وصول الحال إلى التهديد فإن أمرا" ما كان يتكرر وقوعه من أبي بكر أوجب انزعاج سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وهو ما يدل عليه جدا" التعبير بصيغة المضارع كما تقدم, فما هو ذاك الأمر يا ترى , الذي احتاج معه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لإنزال السكينة عليه , وتأييده بالجنود!
ثم إن من الواضح جدا" أن الضمائر في قوله تعالى *<تنصروه>* و *<نصره>* و*<أخرجه>* و*<صاحبه>* و*<وأيّده>*, راجعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فما معنى أن يكون الضمير في لفظ *<سكينته>* الواقع وسط الكلام راجعا" إلى أبي بكر!
وكيف يصح أن تعود الضمائر المتقدمة والتأخرة على الضمير في قوله تعالى *<سكينته>* على النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ويعود الضمير الوارد وسط الكلام على غيره, والمفروض أنه لا قرينة تصرف عما هو مقتضي الظاهر.
بمعنى أن سياق الآية يقضي برجوع الضمير في *<سكينته>* على ما ترجع إليه بقيمة الضمائر في الآية ,ورجوع الضمير في *<سكينته>*على خلاف ذلك يتوقف على وجود قرينة تدل على التفريق في ما يرجع الضمير إليه , ولا قرينة في الأية.
ثانيا":
رجوع الضمير إلى أبي بكر يعني تخصيصه بالسكينة دون الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم,
وهذا يعني تفضيل أبي بكر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو لا يصح.

ثالثا":
إن السكينة نحو كرامة من الله تعالى يخص المؤمن المطيع, فيما معنى أن ينزل سبحانه السكينة على أبي بكر وهو الذي كان في حزنه عاصيا", غير منته عن زجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم له!
لعلك تقول: ولكن المناسب لخوف أبي بكر أن يخصه الله تعالى بالسكينة.
فنجيب:

ص30

أولا":
لماذا تخصيص السكينة بمورد وجود الخوف؟فإنه لا يلزم عن إنزال السكينة وجود الخوف والاضطراب.
ثانيا":
لم يذكر الله تعالى في آية غزوة حنين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان خائفا", وقد ثبت هناك نزول السكينة عليه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين معه, قال سبحانه: *<لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا" وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثمّ ولّيتم مدبرين* ثمّ أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين>*(1).
فإذا كان الدليل على أن السكينة قد نزلت على أبي بكر لأنه كان هو الخائف, فما بال السكينة نزلت في حنين على رسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولم تتحدث الآية عن خوفه هناك!
ثالثا":
نزول السكينة على أبي بكر لأنه كان خائفا"معنى يمكن أن نرى صحته فيما لو كان أبو بكر ممدوحا" مشكورا" في حزنه وخوفه,ولكنك عرفت أنه كان منهيا" عن خوفه, فهل جزاء الذي يرتكب أمرا" منهيا" عنه هو نزول السكينة عليه!
وبعبارة أخرى: إن أبا بكر حيث كان منهيا" عن خوفه فلا يكون من المولى سبحانه تخصيصه بالسكينة الموجبة لرفع القلق والاضطراب, فإنه لم يكن ذا قلق محمود حتى يبادر المولى تعالى بإنزال السكينة عليه, تهدئة" لروعه, وتطمينا" لقلبه, وشكرا" منه تعالى له على عاطفته.

الفهرس
(1)سورة التوبة الآية 25-26.

ص 31

رابعا":
إننا سمعنا المولى سبحانه يذكر في كتابه نزول السكينة على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين , *<فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين>*(1), *<ثمّ أنزل جنودا" لم تروها>*(2),فما معنى تخصيص أبي بكر بالسكينة هنا دون الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم!
خامسا":
إننا وجدنا في كتاب الله تعالى أن السكينة تنزل على الشخص حال كونه مطيعا" لأمر ربه, مشكورا" في موقفه, *<هو الّذي أنزل السّكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا" مع إيمانهم>*, *<لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشّجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السّكينة عليهم وأثابهم فتحا" قريبا">*(3), فما معنى أن تنزل السكينة على أبي بكر وهو غير مطيع لأمر ربه, ولا منته عن نهي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم!

سادسا":
إن نزول قوله تعالى *<فأنزل الله سكينته عليه>* في أبي بكر, قد كذّبته ابنته عائشة, وهي الصادقة في حق أبيها.

الفهرس
(1)سورة الفتح الآية 26.
(2)سورة التوبة الآية 26.
(3)سورة الفتح الآية 4و18.

ص 32

فقد أخرج البخاري بإسناده عن يوسف بن ماهك, قال: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب, فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبابيع له بعد أبيه,فقال له عبد الحمن بن أبي بكر شيئا", فقال: خذوه ,فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه, فقال مروان: إنّ هذا الذي أنزل الله فيه*<والّذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني>*(1),فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا" من القرآن ,إلا أنّ الله أنزل عذري(2).
أقول : فهذه عائشة تنفي كون أبي بكر مقصودا" بآية السكينة.
ولكن قد حرّف ابن حجر المقال, إذ قال بعد أن أورد الحديث: وقد شغب بعض الرافضة , فقال : هذا يدل على أن قوله ثاني اثنين ليس هو أبا بكر , وليس كما فهم هذا الرافضي,إلى أن قال: والمراد نفي إنزال ما يحصل به الذم(3).
أقول: يا للعجب, إذا كان مراد عائشة نفي إنزال ما يحصل به الذم, فلماذا ذكرت آية عذرها في حديث الإفك, وهي آية تفيد مدحها كما يزعمون!

الفهرس
(1)سورة الأحقاف الآية 17.
(2)صحيح البخاري ج 6 ص 42, الدر المنثور ج 6 ص 41.
(3)فتح الباري ج 8 ص 443.

ص 33

وما معنى أن يكون مرادها نفي نزول الذم فقط, ثم تستثنينزول خصوص آية العذر ,فهل أن آية عذرها ذامة لها!
وأما ما ذكره من أن الرافضي ينكر كون أبي بكر هو ثاني اثنين, فهو محض افتراء, فإننا _ الرافضين للباطل جميعا"_نقرّ ونعترف بكون الثاني هو أبو بكر.
وبهذا ننتهي من الجواب عن الأمر التاسع.
وأما الجواب عن الأمر الثامن وهو أن خوف أبي بكر كان فرضا" محتملا" ولم يقع فعلا" ,فلا يستأهل جوابا" لمخالفته لصريح القرآن ,حيث أثبت المولى تعالى نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر عن خوفه وحزنه الذي تحقق منه فعلا".
وأما الجواب عن الأمر العاشر ,وهو إمكان رجوع الضمير في سكينته على غير ما ترجع إليه الضمائر السابقة واللاحقة, فحاصله أننا لا ننكر إمكان رجوع الضمائر في جملة واحدة إلى أكثر من واحد,غايته أن ذلك يكون مع وجود القرينة, ونحن نطالب القرطبي ومن حذا حذوه أن يأتينا بمورد واحد من الكتاب الكريم على ما ذكره.
فإن القرطبي ادعى زورا" أن اختلاف مرجع الضمير قد وقع كثيرا" في القرآن الكريم,فإن أراد أن ذلك كان مع وجود قرينة فلا نضايقه, وإن أراد أنه وقع أيضا" مع عدم وجود قرينة فليأتنا بمورد واحد , لا نريد أكثر.


ص 34

خلاصة الكلام:
ويتخلص مما ذكرناه بنحو مختصر جدا", أنه لم يدل دليل على خروج أبي بكر من المعاتبة بعد دخوله, والآية لم تتحدث عن نصرة أبي بكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم, وحزنه حيث كان منهيا" عنه يثبت أنه كان به عاصيا", والسكينة منحة من الله تعالى للمطيع حال إطاعته, وكون أبي بكر ثانيا" في العدد لا فضيلة فيه, وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم له إن الله معنا جاء عقيب تكرار نهيه إياه عن الحزن, والمناسب لما يأتي عقيب النهي المتكرر هو التهديد والوعيد, لا التطمين للخاطر والتطييب.
وليكن معلوما" أننا ناقشنا الآية من جهة تمسك أبناء العامة بها كدليل على ثبوت فضيلة بها لأبي بكر الصدّيق, ولم نبحث في الآية من جهة إفادتها ذما" له, كما أننا رأينا أنفسنا في مندوحة عن استعراض بعض النصوص التي وردت في كتبهم مما تشير بحسب زعمهم إلى مدح أبي بكر, ذلك أنه بعد وضوح الآية في ما ذكرناه,فإنه تبطل تلك الروايات ويستبين للمنصف اختراعها,وعليه فلا ضرورة تلزمنا بالإطالة في مناقشة أخبار مخالفة لصريح القرآن الكريم,والحمد لله وحده, والصلاة والسلام على حبيبه سيدنا محمد وآله.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:38 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية