هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 10-18-2011, 04:02 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي خصائص أسماء الزهراء عليها السلام " المحدثة " موقع الميزان



خصائص أسماء الزهراء عليها السلام " المحدثة " موقع الميزان


المحدثة - بفتح الدال - وهو من أعظم وأفضل الألقاب الطيبة لأم الأئمة النجباء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها .
وهذه الدرجة السامية والرتبة النامية التي تلي مقام النبوة والإمامة خاصة بالزهراء ( عليها السلام ) .
وهي تعني أن صاحب هذا اللقب والمقام يكون ملهما ومؤيدا بالإفاضات الغيبية والعنايات الربانية ، حيث تحدثه الملائكة فيسمع أصواتها .
والظاهر من أخبار الكافي أن من مراتب النبوة قبل البعثة سماع صوت الملك ومعاينة الروح الأمين .
والمحدثة : اسم مفعول أي التي حدثت ، ولا بد للمحدثة من محدث ، وكان جبرئيل وغيره من الملائكة يحدثون النبي والوصي وفاطمة الزكية ، وكانت لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لقاءات لا تحصى مع الملائكة .
وفي حديث مصحف جبرئيل ، كانت فاطمة تلتقي جبرئيل خمسة وسبعين يوما أوقات الصلاة المفروضة ، وتشاهده عيانا بالحاسة الباصرة الظاهرية والرؤية البشرية ، وتسمع منه الأحاديث والأخبار في ما كان وما هو كائن ، وكانت تلتقيه من قبل في زمان أبيها كما جاء في مرثيتها :
وكان جبرئيل بالآيات يؤنسنا * فقد فقدت فكل الخير محتجب
وقد ورد في أوصافها « المحدثة العليمة » .
ولما كان الحديث عن هذا المطلب الأسنى والمقصد الأعلى بنحو الإطناب مهما في هذا الكتاب ، لذا سننقل أقوال العلماء أولا ، ثم نذكر علائم وصفات المحدثة من الأخبار المعتبرة ثانيا ليثمر البحث نتيجة مفيدة إن شاء الله .
قال المحدث المرحوم الفيض في الوافي : المحدث - بفتح الدال وتشديده - هو الذي يحدثه الملك في باطن قلبه ، ويلهمه معرفة الأشياء ، ويفهم وربما يسمع صوت الملك وإن لم ير شخصه .
وقال في مجمع البحرين في معنى « المحدثين » : أي يحدثهم الملائكة وفيهم جبرئيل من غير معاينة .
وقال شارح أصول الكافي الفاضل المحدث المازندراني : هو الذي يلقى في قلبه شئ من الملأ الأعلى .
وقال بعض الأفاضل : هو الذي يحدث ما في ضميره بأمور صحيحة ، وهو نوع من الغيب ، فتظهر على نحو ما وقع له ، وهي كرامة من الله يكرم بها من شاء من صالح عباده وهو من صفاء القلب فيتجلى فيه من اللوح المحفوظ عند المقابلة بينه وبين القلب .
ومن كلماتهم أيضا : هو الذي يخلق الله في قلبه الصافي الأمور الكائنة بواسطة الملك الموكل به وقد ينتهي به الاستعداد إلى أن يسمع الصوت ويرى الملك .
وهذه العبارات الشيقة والمقالات المنيفة مأخوذة من العبارات الباهرة الآيات للأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) المذكورة في الكافي والبصائر ، منها : ما روي عن الصادق ( عليه السلام ) في وصف المحدث قال : إنه يسمع الصوت ولا يرى الشخص .
فقلت له : جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك ؟ قال : إنه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك .
ومنها : ما عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إني وأوصيائي من ولدي كلنا محدثون .
قال سليم : قلت لمحمد بن أبي بكر : وهل تحدث الملائكة إلا الأنبياء ؟ قال : أما تقرأ القرآن : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ولا محدث ؟ قال : قلت له : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) محدث هو ؟ قال : نعم وكانت فاطمة محدثة ولم تكن نبية .
وفي حديث أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) : « فقال نعم وجدنا علم علي ( عليه السلام ) في آية من كتاب الله ( وما أرسلنا من قبلك من رسول . . . ) .
قلت : وأي شئ المحدث ؟ فقال : ينكت في أذنه فيسمع طنينا كطنين الطست أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست .
وروى هذا المعني في الكافي ، ومنتخب البصائر عن الأئمة المعصومين ، إلا أننا أعرضنا عن ذكرها طلبا للاختصار ، ويعلم مضانها أهل الإستبصار .
وفي كتاب تأويل الآيات عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال للحكم بن عيينة : هل تدري الآية التي كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يعرف قاتله بها ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس ؟ . . . قال : فقلت : لا والله لا أعلم . . قال : هو والله قول الله عز ذكره : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ولا محدث . ثم قال : وكل إمام منا محدث .
ونظيره الحديث المشهور « في كل أمة محدثون ومفهمون وإن أوصياء محمد ( صلى الله عليه وآله ) محدثون في هذه الأمة » .
وعقد في الكافي بابا خاصا لذلك .
والتأمل في هذه الأخبار يوضح لنا الفرق بين الرسول والنبي والمحدث ، فالمحدث لا رسول ولا نبي ، والنبي والرسول محدثان ، أي أن مرتبة المحدث تلي المرتبتين ، أو أنها رتبة من رتب النبوة والرسالة .
روى ثقة المحدثين وناشر آثار الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) الحاجي دام ظله في كتاب نفس الرحمن جملة من الأخبار في حق سلمان الفارسي ، منها ما عن علل الشرائع للصدوق ( رحمه الله ) : إن فاطمة كانت محدثة ، وروي أن سلمان كان محدثا ، فسئل الصادق ( عليه السلام ) عن ذلك وقيل له : من كان يحدثه ؟ فقال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ، وإنما صار محدثا دون غيره ممن كان يحدثانه ، لأنهما كانا يحدثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه .
ويلاحظ في ذيل الحديث الفرق الفاصل بين سلمان وغيره ، حيث كان سلمان يحدث عن إمامه ، والإمام يحدث عن الله سبحانه لأنه حجة الله « ولا يحدث عن الله إلا الحجة » .
وقد يستبعد هذا البيان مع ما مر سابقا ، ولكن يمكن الجمع بينهما بأن يقال أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يؤكد ما يحدث به جبرئيل أو الملك .
وروى شيخ الطائفة في الأمالي عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان علي ( عليه السلام ) محدثا ، وكان سلمان محدثا .
قال : قلت : فما آية المحدث ؟ قال : يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت .
والواضح من هذه الأخبار أن تحديث الملك فيض خاص وعلم مخصوص للمحدث دون سواه ، وهذه الإفاضة - أي النكت بالسمع والقذف في القلب - تكون للاستعداد والقابلية الكاملة الموجودة في المحدث خاصة ، وهذا الاستعداد والقابلية موهبة رحمانية ومكرمة ربانية ، ولذا قيل في سلمان : « سلمان منا أهل البيت » ، فإذا كان سلمان كذلك فلماذا لا تكون فاطمة الزهراء من أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟ ! والحال أنهم قالوا إن آية التطهير تشمل زوجات النبي عامة ، وأصروا على هذه العقيدة السخيفة في مؤلفاتهم مع أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال مرارا « فاطمة مني وأنا من فاطمة » .
وعلى أية حال فإن هذا القلب النبيل والوصف الجميل من شرائف أوصاف السيدة الكريمة وأفضل ألقابها ، وكثيرا ما كان يجري على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) وهو يحكي كمال المخدرة الكبرى في العلم .
وروي في بصائر الدرجات في الجزء السابع أن الأئمة يخاطبهم الملائكة المقربون ويسمعون الصوت ويعاينون خلقا أعظم من جبرئيل وميكائيل .
وعن علي بن حمزة عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن منا لمن ينكت في قلبه ، وإن منا لمن يؤت في منامه ، وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطست ، وإن منا لمن تأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل .
بل إن علوم الأئمة ( عليهم السلام ) تزداد ليل نهار من خلال الإفاضات والنكتات والتقريعات والتوقيرات والقذفات والإلهامات المستمرة بلا نفاد ولا انقطاع ، كذرات الشمس وأشعتها ، تمدهم بالمدد الغيبي ، وهم يخبرون الناس ويبلغونهم ما يتعلمون .
وسنذكر في خصيصة مستقلة حضور الملائكة بطبقاتهم من جبرئيل وغيره ، ليعلم القراء كيف أن فاطمة كانت تتجلى فيها آثار الولاية والمعرفة الكاملة والعلوم الحقة ، وتأنس بالكرام من الملائكة المقربين ، وتتلقى العلوم الغيبية وتستفيض وتفيض من خطاباتهم ، مع أنها ليست في رتبة الإمامة ولم تكلف بهذا التكليف .
ويكفينا في هذا الباب الاستشهاد بحديث مصحف فاطمة ، ولا حاجة إلى شاهد آخر .
ففي الكافي في باب المصحف عن حماد بن عثمان عن الصادق ( عليه السلام ) في حديث : . .
فأرسل إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال لها : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته بذلك ، فجعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يكتب كلما سمع ، حتى أثبت من ذلك مصحفا .
قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون .
وفي الحديث أسرار يأتي شرحها إن شاء الله تعالى .



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
قديم 10-18-2011, 04:02 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أما حديث بصائر الدرجات ، ففيه بعد ذكر الجامعة والجفر معنى المصحف ، وفيه تصريح باسم جبرئيل ، قال : وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزائها على أبيها ، ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي ( عليه السلام ) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة ( عليها السلام ) .
وروى الصدوق عليه الرحمة في علل الشرائع في ذيل الآية المذكورة قال : مريم لم تكن نبية وكانت محدثة ، وأم موسى بن عمران كانت محدثة ولم تكن نبية ، وسارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبية ، وفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كانت محدثة ولم تكن نبية .
ثم قال الصدوق ( رحمه الله ) : قد أخبر الله عز وجل في كتابه : بأنه ما أرسل من النساء أحدا إلى الناس في قوله تبارك وتعالى ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ) ولم يقل نساء ، المحدثون ليسوا برسل ولا أنبياء .
وفي علل الشرائع أيضا عن الصادق ( عليه السلام ) : إنما سميت فاطمة ( عليها السلام ) محدثة ، لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ، فتحدثهم ويحدثونها .
فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا : إن مريم كانت سيدة نساء عالمها ، وإن الله - عز وجل - جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الأولين والآخرين .
وروى مثله في دلائل الإمامة عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري وقد روي هذا التعليل في كتب الإمامية كثيرا .
والعجب من ابن كثير العامي ، وهو مؤرخ منصف ، حيث قال في النهاية : قد كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب » ! ! إن مقصود ابن كثير - كما اعتقد - « المحدث » بالكسر لا بالفتح ، أي إن عمر كان محدثا وراوية ، ولكن هذا أيضا يحتاج إلى دليل من الخارج حتى يخصص عمر دون غيره بالرواية والتحديث ، ولو ثبت لأزعج أبا بكر ، فكيف يكون ذلك لعمر مع كل ما كان لأبي بكر من سابقة في الإسلام ؟ ! ! إضافة إلى ما في ذلك من تناقض وتهافت لا يخفى على المنصفين من أهل النظر والبصيرة .
ثم إن الإمامية ذهبوا إلى استحالة وجود المحدث بالفتح في غير أهل البيت ( عليهم السلام ) وخواصهم الذين ورد النص فيهم .
أما فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فكانت محدثة - بالفتح - ومحدثة - بالكسر - كاملة في غاية الكمال .
حيث كانت المستورة الكبرى تحدث أمها وهي في بطنها ، وسنذكر أخبار الشيعة الإمامية في ذلك مفصلا في باب ولادتها ، ونقتصر هنا على ذكر ما قاله الشيخ عز الدين عبد السلام الشافعي في كتاب « مدائح الخلفاء » بعد أن ذهب إلى تفضيل فاطمة على مريم لأنها تكلمت في بطن أمها ; قال - وعبارته قريبة من روايات الإمامية - : فلما حملت خديجة بفاطمة كانت تحدثها من بطنها وتحدثها وتؤنسها في وحدتها ، وكانت تكتم ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل النبي يوما فسمع خديجة تحدث ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا خديجة ! لمن تحدثين ؟ قالت : احدث الجنين الذي في بطني فإنه يحدثني ويؤنسني .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : يا خديجة ! أبشري فإنها أنثى ، وإنها النسلة الطاهرة الميمونة ، فإن الله جعلها من نسلي ، وسيجعل من نسلها خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ، فما برح ذلك النور يعلو وأشعته في الآفاق ينمو حتى جاء الملك فقال : يا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ! أنا محمود إن الله بعثني أن أزوج النور من النور. . . إلى آخر الخبر .
ولا يخفى أن المحدثة - بالفتح - لا بد أن تكون ذات قدر ومقام ومنزلة بحيث تحدث أمها وهي في بطنها ، وسمو المقام هذا ناتج عن ذاك الاستعداد الفطري الأولي المودع فيها والمعطى لها منذ اليوم الأول الذي اصطفيت فيه على نساء العالمين ، تعالى جلالها وتلألأ جمالها وعم نوالها من كثرة ذرياتها ، وعز مآلها ، فضلا عما خصها الله تعالى بأفضال السجايا ، وأفردها بكرائم المزايا ، بحيث لا يحصيها أحد ويعجز عن أدائها كل مستسعد مع طول الزمان وبذل الجهد ، وإني كنت والله مقصرا في جنب ما أولاني ربي من نشر معالي فضائلها ونثر لآلي فواضلها ; لأنها مستخرجة من علوم لا تدرك وبحار لا تنزف .
بيان الحديث والخبر والنبأ مترادفات كما فصلنا في مكاتيبنا وأوضحنا الفرق بين الحديث وأخويه ، ولكن ليعلم هنا أن الحديث : هو الكلمات والعبارات والحروف المتتالية تفيد كلاما جديدا ، والحادث خلاف القديم . قال في الصراح : الحديث يقال بالفارسية للجديد وجمعه أحاديث وأحدوثة .
وقيل في ذيل الآية الشريفة ( فليأتوا بحديث مثله ) : إنما قيل للحديث حديث لأنه يحدث في القلوب العلوم والمعاني والمعارف الجديدة ، فتكشف الحقائق والدقائق الجديدة في العلوم والحكم ، وهي من الحظ ، قال تعالى : ( وقل رب زدني علما ) فكانت إفاضات الآيات المباركة بمفاد قوله ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) تنزل منجمة ومندرجة على القلب المبارك للحضرة النبوية المقدسة .
هذا ; ولا ينقضي العجب مما رواه ابن الأثير نقلا عن يوسف سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواص » عمن يرويه عن جماعتهم ، قال : قالوا : وقد روت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثمانية عشر حديثا ، وقيل : ثمانين حديثا . . » .
ولا أدري لماذا يقال في فاطمة ( عليها السلام ) أنها تروي هذا العدد الضئيل من الأحاديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بينما يقال في عائشة - ويا له من عجب لا ينقضي - أنها حفظت عدة آلاف حديث - على اختلاف الأقوال في العدد - ؟ ! قال الأزري :
حفظت أربعين ألف حديثا * ومن الذكر آية تنساها
والعجيب أنهم يرون أن أحاديث عائشة - جميعا - في غاية الصحة والاعتبار ، فكيف روت عائشة أكثر من فاطمة الطاهرة ( عليها السلام ) ، والحال أنها عاشت مع النبي ثماني وعشرين سنة بناء على ما ذهبوا في سنها ( عليها السلام ) ؟ ! وكما قال سبط ابن الجوزي « وإنها يسيرة بالنسبة إليها » ؟ ! فإن كان المناط قوة الحفظ والذكاء والفطنة والشوق المفرط ، فليس لتلك العالمة الربانية ند ولا عديل ولا نظير ، وإن كان السبب في أنها كانت في وثاق سلطان الولاية عشر سنين بعيدا عن حجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) - كما يزعم أهل السنة - فإنها لم تنقطع عن أبيها معنويا ، بل كانت مرتبطة به قريبة منه متصلة به اتصالا حقيقيا ، وكانت ملازمة له حاضرة في خدمته ، إضافة إلى أنها كانت تسمع كل خبر وجديد عن طريق زوجها وأبنائها .
والظاهر أن هذا العدد الهائل من الأحاديث الذي روتها عائشة كانت عبارة عن تسجيل ليومياتها ، ثم نسبت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصارت مصدرا للأحكام الشرعية ، فهي كانت تروي أفعالها وأقوالها وتصرفاتها الشخصية وما تقوم به آناء الليل وأطراف النهار فأخذوه منها ونسبوه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وافترضوه حديثا ، ثم صار فيما بعد خبرا صحيحا .
كيف امتازت عائشة على باقي أزواجه ( صلى الله عليه وآله ) اللواتي عشن معه وحظين بشرف صحبته ومضاجعته ولم يروين عنه إلا أحاديث قليلة ؟ ! لا أدري ; لعل طول عمرها وضغائنها الدفينة - التي اتفق عليها الفريقان وذكر جملة منها ابن أبي الحديد - وأعلام خلفاء الجور هو السبب في ذلك .
ولكن أهل البصيرة والإنصاف يعلمون جيدا أنه لا يمكن الإعتماد على أقوال المغرضة التي تروي ولا تتحرج ، ولا الاستناد إلى روايات أصحاب الجمل والخوارج أرباب الحيل والنواصب ، فكلها مجعولات موضوعات صدرت من منشأ الفساد ومنبع العناد بدافع الهوى والأغراض الدنيوية ، إلا ما كان من رواياتهم في فضل أهل بيت العصمة ، ومناقبهم التي اضطروا إلى إظهارها ولم يجدوا محيصا عن روايتها والتحديث بها ( إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) ، وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « ستكثر بعدي القالة : علي ; وقال الصادق ( عليه السلام ) : إن لكل رجل منا رجلا يكذب عليه » .
فحمدا له ثم حمدا له أن وفقني أن أكتب شيئا موجزا بمقدار القدرة عن عدة ألقاب ممدوحة شريفة من الميامن القدسية للحضرة المقدسة الفاطمية ، واستقصيت ما استطعت الأخبار والآثار ، وذكرتها ضمن الخصيصة المناسبة ، بحيث كان لكل خصيصة ولقب حديثا وخبرا .
لكني أقول : أين فاطمة وهذه الألقاب ، وأين التراب ورب الأرباب ; وكل من يعتقد وجوب القيام بحقها كيف يرقى في معراج فضائلها ، وكيف يستضيء بنور أفقها ؟ وكيف يصعد من هذه الأسباب إلى ذروة جلالها وطرقها ؟ إلا من استبان فضلها ، وعرف قدرها ونلها ، وعلم فرعها وأصلها ، ومن أحاط بها أحق من عرفانها ، وهو أهلها ; وصفاتها أشتات لا يجمعها إلا من تنسك بشعارها وتمسك بعطف دثارها ، فويل ثم ويل لأئمة الجور وطغاة هذه الأمة الذين لعناهم كلعن أصحاب السبت ، فكيف يرقعون ما خرقوا ؟ وكيف يطلبون سبيل الرشاد فيما طرقوا ؟ وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ؟ ولعمري إنهم من ذرية النفاق وحشو النار وحصب جهنم ، فأقول ما قيل متمثلا في أوصافها :
هذي المكارم لا قعبان من لبن * شيبا فعادا بعد أبوالا


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:37 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية