![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#6 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
لكنهم - والحديث ذو شجون - تركوا الهادي بعيد وفاةالمنذر ! !
وكأنهم لم يسمعوا قوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي ( 2 ) وقوله : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار فتركوا الفارق بين الحق والباطل بحيث لا اشتباه عنده بينهما قط لوضوحهما لديه ، كوضوح الشمس وهي في رائعة النهار عن ظلمة الليل الحالك البهيم الأليل ، كما يدلك قوله عليه السلام : عزب رأي امرئ تخلف ‹ صفحة 20 › عني ، ما شككت في الحق مذ أريته " ( 1 ) نعم . . إنها شكاية من أولئك الذين بخبخوا له بالأمس القريب ( 2 ) ، ومن أنصارهم وأعوانهم الذين قال فيهم عليه السلام : " احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة " ( 3 ) ، فصرفوها عنه وتقمصوها بآرائهم ، بعد أن حليت الدنيا بأعينهم ، وراقهم زبرجها ، وقد علموا - وأيم الله - محله منها كمحل القطب من الرحا ، مما صار ذلك سببا لوقوع الفتن حيث ابتدأت بأهواء اتبعت ،وأحكام ابتدعت مع ما ضم إليها في العاجل والآجل من متخيلات الأوهام ، ومخترعات الأفهام ، حتى حملت النصوص على غير وجوهها . فترى أحدهم إذا ما مر بقوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربهاناظرة ) ( 4 ) غفل عن قوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) ( 5 ) . واعتقد بما ذهب إليه قوم موسى عليه السلام ، لما في تراثهم من أضغاث الباطل كما في في كذبهم على النبي بأنه صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه بصورة شاب أمرد ! ! وليتهم تأملوا قوله تعالى : ( ما كذب وآله وسلم رأى ربه بصورة شاب أمرد ! ! وليتهم تأملوا قوله تعالى : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) ( 6 ) أسندت إلى الفؤاد ، لكن العقول القاصرة ، والأفهام المبتسرة لم تقف على حقيقة الحال ، ومن أمارة قلة تدبرهم أن الرؤية في الآية السابقة قد ‹ صفحة 21 › أسندت إلى الوجوه ، لا إلى العيون ولا إلى الأبصار المنفية بآية صريحةأخرى ، كما أن الآية الكريمة وما بعدها تتحدثان عن صنفين من الناس يوم القيامة : صنف فرح مسرور ينتظر رحمة الله تعالى ، وهم المؤمنون ، وصنف آخر ينتظر العذاب المهين ، وهم ممن استحق العذاب . ألا ترى قوله تعالى بعد ذلك ( ووجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة ) ( 1 ) أي :عبوسة تعلم أنه سيفعل بها ما يقصم الظهر . فالمزاوجة بين حال هذه الوجوه وتلك يعلم منها أن المقام مقام انتظارلا نظر . انتظار من رضي الله تعالى عنه لرحمة ربه . وانتظار من سخط الله تعالى عليه لنقمته . ومن ظريف ما وقع في عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، أن زنديقا سأل الإمام( صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) قائلا : أجد الله يقول : ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) وأجده يقول : ( لا تدركه الأبصار وهو يدركالأبصار ) فقال عليه السلام : إن المؤمنين يؤمرون بدخول الجنة ، فمن هذاالمقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ، أي : النظر إلى ما وعدهم - عز وج لفذلك قوله تعالى : ( إلى ربها ناظرة ) . والناظرة : المنتظرة . ثم قال عليه السلام : ألم تسمع قوله تعالى : ( فناظرة بم يرجع المرسلون ) ( 2 ) ‹ صفحة 22 › أي : منتظرة ( 1 ) . وهذا من روائع الاستدلال . وكم يعجبني قول ابن رشد في فصل المقال ، قال : " إن ما من منطوق في الشرع مخالف في ظاهره لما أدى إليه البرهان ، إلا إذا اعتبر وتصفحت سائر أجزائه ، وجد في ألفاظ الشرع ما يشهد بظاهره لذلك التأويل أو يقارب أن يشهد " ( 2 ) . هامش ص (19) ( 2 ) نظم درر السمطين للمدني : 89 / 80 ، وكنز العمال للمتقي الهندي الحنفي 11 : 620 / 13012 . ( 3 ) التفسير الكبير 1 : 205 . والتاج الجامع للأصول ، للشيخ علي منصور ناصف 3 : 333 . ‹ هامش ص 20 › ( 1 ) نهج البلاغة الخطبة رقم 4 . ( 2 ) بخبخوا : قالوا له بخ بخ لك يا علي أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة . مسند أحمد بن حنبل في حديث الغدير المتواتر 4 : 281 . ( 3 ) نهج البلاغة ، شرح الشيخ محمد عبدة 1 : 126 . ( 4 ) القيامة 75 : 22 - 23 . ( 5 ) الأنعام 6 : 103 . ( 6 ) النجم 53 : 11 . ‹ هامش ص 21 › ( 1 ) القيامة 75 : 24 - 25 . ( 2 ) النمل 27 : 35 . ‹ هامش ص 22 › ( 1 ) بحار الأنوار 90 : 98 . ( 2 ) فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ، لابن رشد : 33 . ( 3 ) الشورى 42 : 11 . ( 4 ) مقدمة ابن خلدون : 463 . |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |