![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#2 |
خادم الحسين
![]() |
![]() إضاءات حول الخطبة : وسوف ننطلق من أجواء هذه الخطبة الشريفة - التي عينت داء المسلمين وشخصت لهم الدواء - لبحث ما يمس واقع عقائدهم وأحكامهم في الصميم ، عسى أن تكون في ذلك عبرة لمعتبر ، وذكرى لذوي الألباب ، من الذين يسعون إلى معرفة الحق ، ولا يخشون في الله لومة لائم ، فنقول : لا إن تاريخ الأديان السماوية دل على بعثة الله تعالى - بين حين وآخر -نبيا مبشرا ومنذرا وهاديا إلى صراط مستقيم ، حتى إذا ما عبثت يد الهوىبما جاء به من الحق ، أو أشرفت دعوته الناس إلى الحق على انتهاء أمدهاالمقدر في حكمة الله عز وجل ، قفى عليه الله تعالى بنبي آخر يدعو إلى مادعا إليه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام قبله . ‹ صفحة 12 › وهكذا سار موكب النور قرونا موغلة في القدم ، يبلغ رسالات ربه ، وكل شعاع منه أضاء لقوم في زمن محدود . حتى إذا ما بلغ الظلام أشدهوالجهل منتهاه ، واتخذ الناس أربابا من دون الله ، وسجدوا سفاهة لكلحجر ومدر ! ! بعث خاتم الأنبياء والمرسلين أبو القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مبشرا ، ومنذرا ، وهاديا مهديا ، وداعيا إلى صراط مستقيم ، ومنقذاللناس كافة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( 1 ) ، فلا نبي ولا رسولبعد ( رسول الله وخاتم النبيين ) ( 2 ) ، ولا يقبل غير دينه العظيم ( ومنيبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ( 3 ) . ولا يخفى على أحد أن للمسلمين تجاه هذا الدين القويم مذاهب ومشارب شتى ، وطبقا لحديث ( الفرقة الناجية ) ( 4 ) فإن جميعها - من غيرهذه ( الفرقة ) - لا يعبر عن واقع الدين ، لاستحالة ترسمها جميعا محضالحق ، لما اشتملت عليه من تناقضات لا يتعقل كونها من الدين الخاتم . والدين متى ما أدخل فيه ما ليس منه ، أو أخرج عنه ما هو منه بفتنةعمياء ، لم يكن دينا ملبيا لحاجات الإنسان ، ولا مخاطبا لعقله وسموتفكيره ، لأنه دين اختلط فيه السليم بالسقيم الذي هو من صنع أهل البدعوالأهواء . وأما الدين الحق الذي لم تكن فيه لأهل البدع والأهواء يد ، فلا شك ‹ صفحة 13 ›ولا شبهة في كونه دين أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه من صنع الله المتقن ،وتبليغ الصادق المؤتمن صلى الله عليه وآله وسلم ، ولأنهم عليهم السلام عيبة علمه صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعدنحكمته ( 1 ) ، وفي المثل السائر : " أهل البيت أدرى بالذي فيه " . وإذا عدنا إلى دين أهل البيت عليهم السلام - الذي هو الدين الحق الذي أمر اللهتعالى به - وجدنا أجزاءه مرتبطة برباط وثيق محكم ، يشتمل على سلسلةمن المعارف العقائدية أولها المبدأ وما يتصل به ، وآخرها المعاد . ثمهناك العبادات والمعاملات التي أخذت من طريق الوحي والنبوة الثابتصدقها بالبرهان . والمجموعة التي أخبر بها الصادق صادقة ، واتباعها اتباع للعلم ، لأنالمفروض العلم بصدق مخبرها . ولقد أوجب أتباع أهل البيت عليهم السلام على أنفسهم أن لا يقبلوا من سلسلة المعارف تلك حلقة واحدة من غير تدبر ونظر في المنقول والمعقولفيها ، وسيرتهم معروفة بذلك ، ولهذا كانوا من أكثر المسلمين قاطبة تأليفافي العقائد ( 2 ) . ولهم في تطبيق الأحكام الشرعية تقليد الفقيه الأعلم ( 3 ) . ‹ صفحة 14 › حتى مع فرض الاكتفاء في مقام الفتوى بالاجمال الشرعي لو لم يتم العثورعلى دليل الحكم تفصيلا . وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أتباع أهل البيت عليهم السلام هم الشيعة الإماميةالاثنا عشرية دون سائر المسلمين ، ويدل على ذلك احتفاظهم بتراث أهلالبيت عليهم السلام ، ولولاهم لما وجدت من هذا التراث إلا القليل النادر الذيلا يفي - مع فرض سلامته من الدس والتزوير على أهل البيت عليهم السلام – بتغطيةالاستدلال في العقائد والأحكام . ولهم على وجوب الاقتداء بأهلالبيت عليهم السلام والتمسك بهم عشرات الأدلة التي يشاركهم في نقلها جميعالمسلمين ، وليسهنا محل تفصيلها ، ولو لم يكن منها إلا ( حديث الثقلين ) لكفى . ولكن شحة النفوس وخشونة طبعها تجرأت على النبيالأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فأساءت إلى مقامه الشامخ في أهل بيته قبيل وبعيد وفاتهحتى منع صلى الله عليه وآله وسلم في ساعاته الأخيرة من تأكيد وصيته بهم عليهم السلام ، فودعوه بأغلظ الألفاظ حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحاح القوم : قوموا عني !إنهم أدركوا القصد جيدا من : إئتوني بدواة ( 4 ) في ذلك الحين ،‹ صفحة 15 ›وهكذا لم يلبث الدين أن اصطبغ بغير صبغته ، أو كما يقول الكاتبالمصري الشافعي المعروف ( عبد الفتاح عبد المقصود ) عن أحداثالسقيفة المروعة التي مني بها الإسلام والمسلمون فيما بعد : " كفاهاخطورة أن غيرت اتجاه تاريخ الإسلام ، أو لونت صورته السياسية بغيرما كان ينبغي ، أو - بأرفق تعبير - بغير ما كان يظن أن تكون الصورة ، وتكون الألوان " ( 1 ) . ! |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |