![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#2 |
المشرف العام
![]() |
![]()
ثالثاً: مودة قربى النبي (صلى الله عليهوآله) توجب الاطمئنان القلبي
إن حب آل محمد(صلى الله عليه وآله) يبعث في القلب السكينة والطمأنينة والإحساس بالسلام. وحبّ آل البيت(عليهم السلام) يضفي على حياة الإنسان شعوراً بالصفا والطمأنينة ويجعل من طعم الحياة حلواً مفعماً بالمشاعر الإنسانية السامية. قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام): (إنّ رسول الله لما نزلت هذه الآية {.. إلا بذكر الله تطمئن القلوب} (17)، قال ذلك: من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً، إلا بذكر الله يتحاجون)(18). أجل أن من يحب الله ورسوله وآل الرسول والمؤمنين حباً خالصاً وجاء عمله لله خالصاً وكانت طاعته للرسول وآله طاعة لله عزّوجلّ الذي أمر بحبهم فإنّ هذا الحبّ سيكون له عوناً في تزكية نفسه وتطهير قلبه وتنقية عمله من كل ما يشوب العمل الصالح والنوايا الطيبة من وساوس وسيجعل من قلب الإنسان المحبّ مضيئاً مشرقاً ومتألقاً كالمرايا(19). رابعاً: مودة قربى النبي(صلى الله عليهوآله) توجب الاغتباط عند الموت إنّ من أصعب اللحظات على الناس هي لحظات التوديع، وخصوصاً إذا هذا التوديع إذا كان إلى مكان مجهول لم يعهد أنّه قد سافر إليه من قبل، ولم يعرف عن أحكامه وقوانينه وكيفية الحياة فيه بنحو مفصل، أي بالمعايشة، بل بمجرد السمع بأنّه مكان مريح لمن أعد عدّة السفر وتهيئة له، وأنّه عذاب ومرار لمن لم يعد العدة ويتهيأ له، لأنّه سفر طويل وبعيد، فكيف إذا كان السفر إلى عالم تنكشف فيه الأسرار، ويحاسب فيه الإنسان على صغائر أفعاله وكبائرها، والمحاسب عالم لا تخفى عليه ذرة لا في السموات ولا في الأرض، وعليم بما تخفي الصدور، فمثل هذا السفر يكون كالدعوة إلى محكمة قضائية، فالإنسان حتى لو كان عالماً بأنّه لم يرتكب أي جريمة بحق أحد، ولكن مع ذلك تشوبه موجهة من الخوف والوجل من الوقوف والمسآلة أمام الحاكم والقاضي في أمور التحقيق، هذا في عالم الدنيا، مع علمه بأنه لو كان مجرماً حقاً ولم يكن هناك شاهداً يشهد عند هذا القاضي والحاكم، وإنّه سوف يتخلص منه وينجو من حكمه، ولكن مع ذلك يخاف الوقوف في حضرته وبين يديه، فكيف بالوقوف عند الله وبين يدي الله وهو يعلم أن الربّ مطالع على صغائر أفعاله وأقواله، بل ونواياه التي أضمرها في نفسه، فمثل ذلك لمخيف حقاً. وعندئذ يبشر النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) أمته ويطمئنها بأنّ حب أهل بيته يدفع عنهم هذا الخوف العظيم، وبالخصوص في لحظات الموت وسكراته، وهي اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان التي يتم بها توديع عالم الدنيا والسفر إلى عالم الآخرة، حيث الحياة غير الحياة والقوانين غير القوانين، والناس غير الناس، وكل شيء فيها يختلف عما كان في عالم الدنيا، فالصور ملكوتية، والأعمال تجسمية بمثال كما في عالم البرزخ، أو بجسم كما في عالم القيامة الكبرى. روى الصدوق بسند إلى علي بن الحسين عن أبيه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (حب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة عن الوفاة وفي القبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط)(20). ولا يقتصر نفع حب أهل البيت على عالم البرزخ، بل يتجاوزه إلى عالم القيامة الكبرى، ويم يعاد الناس، فقد سأل معاذ النبي(صلى الله عليه وآله) عن قوله تعالى: {فتأتون أفواجا} فقال(صلى الله عليه وآله): (يا معاذ سألت عن أمر عظيم من الأمور ثم أرسل عينيه وقال يحشر الناس عشرة أصناف من أمتي بعضهم على صور القردة وبعضهم على صور الخنازير وبعضهم منكوسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها وبعضهم عمي وبعضهم صم بكم وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مولاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلوبون على جذوع من نار وبعضهم أشد نتنا من الجيف وبعضهم ملبسون جبابا سائغة من قطران لازقة بجلودهم فأما الذين على صور القردة فالقتات من الناس وأما الذين على صور الخنازير فأهل السحت وأما المنكوسون على وجوههم فأكلة الربا وأما العمي فالذين يجورون في الأحكام وأما الصم البكم فالمعجبون بأعمالهم وأما الذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين خالف قولهم فعلهم وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذي يؤذون الجيران وأما المصلوبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى الشيطان وأما الذين هم أشد نتنا في الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات ويمنعون حق الله وأما الذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء) (21). فكل إنسان رهين أعماله في الآخرة(22)، فما زرعه في دار الدنيا يجنيه فهي متجر أولياء الله كما جاء عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، حيث قال في وصفها: (إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار موعظة لمن اتعظ بها. مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله. اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة) (23)، فما أن يخرج عن هذا العالم إلاّ ويجد نتائج أعماله حاضرة متجسمة عنده في عالم الآخرة، وهو عالم حساب ولا عمل، وعندها تتجلى قيمة الحب لآل البيت(عليهم السلام). قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) ![]() روي زيد عن أبيه هو يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ![]() خامساً: مودة قربى النبي(صلى الله عليه وآله) من علائم طهارة المولد لقد جعل النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) محبة علي ميزاناً ومعياراً وملاكاً لمعرفة طهارة المولود، حتى نقل أن العرب كانت تضع أبناءها في قارعة الطريق، ليتأكدوا من طهارة أولادهم، فإن ابتسم بوجه الإمام علي استبشروا بذلك واستدلوا على طهارتهم، وإن عبسوا بوجه الإمام وبكوا وحزنوا وشكوا في طهارة أبنائهم، كما قد جاءت في بعض الروايات أنّه لا يحب أهل بيت النبي إلا من طابت ولادته ولا يبغض إلاّ من خبثت ولادته، وإليك بعض هذه الروايات: أخرج الترمذي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: (إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب) (26) وروى الحاكم النيسابوري في مستدركه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) (27) وروى الصدوق في أماليه بسند عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال لعلي(عليه السلام) ![]() ثم قال في مقام آخر ![]() وأخرج الحاكم النيسابوري عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتى ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة) ثم قال معلقاً عليه: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) (30). قال الإمام الصادق(عليه السلام) ![]() والحاصل: أنّ جميع هذه الروايات المعتبرة والصحيحة، تدل على أن محبة الإمام علي(عليه السلام) وأهل بيته(عليهم السلام) كاشف عن طهارة الولادة، فما أعظمها من ميزان تكشف به السرائر وتعرف به بوطن الأسرار. |
![]() ![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |