عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2011, 10:54 PM   #45
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المراجعة 42



المراجعة 42
4 المحرم سنة 1330

1 ـ العرب يعبرون عن المفرد بلفظ الجمع

2 ـ الشواهد على ذلك

3 ـ ما ذكره الامام الطبري

4 ـ ما ذكره الزمخشري

5 ـ ما ذكرته

1 ـ الجواب: أن العرب يعبرون عن المفرد بلفظ الجمع، لنكتة تتسوجب ذلك.

2 ـ والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) وانما كان القائل نعيم بن مسعود الأشجعي وحده، باجماع المفسرين والمحدثين وأهل الأخبار(1) ، فأطلق الله سبحانه وتعالى عليه وهو مفرد لفظ الناس، وهي للجماعة تعظيماً لشأن الذين لم يصغوا الى قوله، ولم يعبأوا بارجافه، وكان أبو سفيان أعطاه عشراً من الابل على أن يثبط المسلمين ويخوفهم من المشركين، ففعل، وكان مما قال يومئذ: ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فكره أكثر المسلمين الخروج

____________

(1) الآية في سورة آل عمران: 173 القائل: نعيم بن مسعود الأشجعي وحده.

راجع: الشكاف للزمخشري: 1/441 ط دار الكتب، تفسير الفخر الرازي: 3/145 تفسير ابي السعود بهامش تفير الرازي: 3/145، فتح البيان في مقاصد القرآن: 2/167، زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي الحنبلي: 1/504، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 1/124، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي: 1/130، تفسير الجلالين: 57 ط عبدالحميد حنفي، فتح القدير للشوكاني: 1/400 ط2، تفسير القرطبي: 4/279.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 262
--------------------------------------------------------------------------------

بسبب ارجافه، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، خرج في سبعين فارساً، ورجعوا سالمين، فنزلت الآية ثناء على السبعين الذين خرجوا معه صلى الله عليه وآله وسلم، غير مبالين بارجاف من أرجف، وفي اطلاق لفظ الناس هنا على المفرد نكتة شريفة، لأن الثناء على السبعين الذين خرجوا مع النبي يكون بسببها أبلغ مما لو قال الذين قال لهم رجل أن الناس قد جمعوا لكم كما لا يخفى. وبهذه الآية نظائر في الكتاب والسنة وكلام العرب، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم) وانما كان الذي بسط يديه اليهم رجل واحد من بني محارب يقال له غوث، وقيل انما هو عمرو بن جحاش من بني النضير، استل السيف فهزه وهم أن يضرب به رسول الله فمنعه الله عز وجل عن ذلك، في قضية أخرجها المحدثون وأهل الأخبار والمفسرون، وأوردها ابن هاشم في غزوة ذات الرقاع من الجزء الثالث من سيرته(1) وقد أطلق الله سبحانه على ذلك الرجل، وهو مفرد لفظ قوم، وهي للجماعة تعظيماً لنعمة الله عز وجل عليهم في سلامة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وأطلق في آية المباهلة(2) لفظ الأبناء والنساء والأنفس ـ وهي حقيقة في العموم ـ على الحسنين وفاطمة وعلي بالخصوص اجماعاً وقولاً واحداً تعظيماً لشأنهم عليهم السلام، ونظائر ذلك لا تحصى ولا تستقصى، وهذا من الأدلة على جواز اطلاق لفظ الجماعة على المفرد اذا اقتضته نكتة بيانية.

____________

(1) المائدة: 11. والذي بسط يده هو: غوث من بني محارب، وقيل عمرو بن جحاش من بني النضير.

راجع: السيرة النبوية لابن هشام: 3/120، الكشاف للزمخشري: 1/614، تفسير الطبري: 6/146 ط2، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 1/171، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي: 1/194، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي: 3/534، فتح البيان في مقاصد القرآن: 2/463، الدر المنثور للسيوطي: 2/265.

(2) آية المباهلة:

خاصة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

راجع: اختصاصها بهؤلاء مع المصادر للآية فيما تقدم تحت رقم (71) ففيه الكفاية.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 263
--------------------------------------------------------------------------------



3 ـ وقد ذكر الامام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان: أن النكتة في اطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه وتعظيمه، وذلك أن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم (قال): وذلك اشهر في كلامهم من ان يحتاج الى الاستدلال عليه(1) .

4 ـ وذكر الزمخشري في كشافه نكتة أخرى حيث قال: فان قلت كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة، قلت: جيء به على لفظ الجمع، وان كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل نواله، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والاحسان، وتفقد الفقراء حتى ان لزمهم أمر لا يقبل التأخير، وهم في الصلاة، لم يؤخروه الى الفراغ منها. اهـ.(2) .

5 ـ قلت عندي في ذلك نكتة ألطف وأدق، وهي أنه انما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقياً منه تعالى على كثير من الناس، فان شانئي علي وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس، لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد، اذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في تمويه، ولا ملتمس في التضليل فيكون منهم ـ بسبب يأسهم ـ حينئذ ما تخشى عواقبه على الاسلام، فجاءت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتقاء من معرتهم، ثم كانت النصوص بعدها تترى بعبارة مختلفة ومقامات متعددة، وبث فيهم أمر الولاية تدريجاً تدريجاً حتى أكمل الدين وأتم النعمة، جرياً منه صلى الله عليه وآله وسلم، على عادة الحكماء في تبليغ الناس ما يشق عليهم، ولو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد، لجعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم، وأصروا واستكبروا إستكباراً، وهذه الحكمة مطردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين كما لا يخفى، وقد أوضحنا هذه الجمل واقمنا عليها الشواهد القاطعة والبراهين الساطعة في كتابينا ـ سبيل

____________

(1) مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي: 3/211 ط بيروت

(2) الكشاف للزمخشري: 1/649 ط بيروت.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 264
--------------------------------------------------------------------------------

المؤمنين ـ وتنزيل الآيات(1) ـ والحمد لله على الهداية والتوفيق، والسلام.


 

رد مع اقتباس