عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2011, 10:47 PM   #41
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المراجعة 38



ـ س ـ


المراجعة 38
30 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ بيان المراد من الولي

2 ـ القرائن على إرادته

1 ـ ذكرتم في جملة معاني الولي: أن كل من ولي أمر أحد فهو وليه، وهذا هو المقصود من الولي في تلك الأحاديث، وهو المتبادر عند سمعها(1) ، نظير قولنا: ولي القاصر أبوه وجده لأبيه، ثم وصي أحدهما،ثم الحاكم الشرعي، فان معناه أن هؤلاء هم الذين يلون أمره ويتصرفون بشؤونه.

2 ـ والقرائن على ارادة هذا المعنى من الولي في تلك الاحاديث لا تكاد تخفى على أولي الألباب، فان قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ـ وهو وليكم بعدي ـ ظاهر في قصر هذه الولاية عليه، وحصرها فيه(2) ، وهذا يوجب تعيين المعنى الذي قلناه؛ ولا يجتمع مع ارادة غيره، لأن النصرة والمحبة والصداقة ونحوها غير مقصورة على أحد، والمؤمنون والمؤنات بعضهم أولياء بعض، وأي ميزة أو مزية

____________

(1) المولى بمعنى الأولى:

راجع: الغدير للأميني: 1/340 ـ 385، التبيان للشيخ الطوسي: 3/559 ط النجف.

(2) لأن معنى قوله ـ وهو وليكم بعدي ـ أنه هو لا غيره وليكم بعدي. (منه قدس).
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 255
--------------------------------------------------------------------------------

اراد النبي اثباتها في هذه الأحاديث لأخيه ووليه، اذا كان معنى الولي غير الذي قلناه، وأي أمر خفي صدع النبي في هذه الأحاديث ببيانه، إذا كان مراده من الولي النصير أو المحب أو نحوهما، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين البديهيات، إن حكمته البالغة وعصمته الواجبة، ونبوته الخاتمة، لأعظم مما يظنون، على أن تلك الاحاديث صريحة في أن تلك الولاية انما تثبت لعلي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا أيضاً يوجب تعيين المعنى الذي قلناه، ولا يجتمع مع ارادة النصير والمحب وغيرهما، اذ لا شك باتصاف علي بنصرة المسلمين ومحبتهم وصداقتهم منذ ترعرع في حجر النبوة، واشتد ساعده في حضن الرسالة، الى أن قضى نحبه عليه السلام، فنصرته ومحبته وصداقته للمسلمين غير مقصورة على ما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما لا يخفى.

وحسبك من القرائن على تعيين المعنى الذي قلناه، ما أخرجه الامام أحمد في ص347 من الجزء الخامس من مسنده بالطريق الصحيح عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة، قال: «غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت علياً فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال من كنت مولاه فعلي مولاه(1) .». اهـ. وأخرجه الحاكم في ص110 من الجزء الثالث من المستدرك، وصححه على شرط مسلم، وأخرجه الذهبي في

____________

(1) يوجد في تلخيص المستدرك للحاكم: 3/110 و: 2/435 ط أفست، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك: 3/110 ط أفست، مسند أحمد بن حنبل: 5/347 ط الميمنية بمصر، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 22 ط التقدم بمصر وص94 ط الحيدرية وص36 ط بيروت، الدر المنثور: 5/182 ط مصر، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 24 ح36 ط طهران، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/365 ح458، المناقب للخوارزمي الحنفي: 79، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 33 ط اسلامبول وص36 ط الحيدرية و: 1/31 ط العرفان، فتح القدير للشوكاني: 4/263، الرياض النضرة: 2/224، كنز العمال: 15/117 ح337 ط2 بحيدر آباد.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 256
--------------------------------------------------------------------------------

تلخيصه مسلماً بصحته على شرط مسلم ايضاً. وأنت تعلم ما في تقديم قوله: ألست أولى بالمؤمن من أنفسهم، من الدلالة على ما ذكرناه.. ومن أنعم النظر في تلك الأحاديث وما يتعلق بها لا يرتاب فيما قلناه. والحمد لله.


 

رد مع اقتباس