عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2015, 02:11 PM   #4
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مجلس عزاء الإمام الحسين(ع) 4




5ـ لا نجد في حكومة أمير المؤمنين(ع) جاسوسا، أما شخصيات سهلة الاختراق فكانت موجودة!/ أحد أعمال الأشعث الخبيثة هو تمزيق المجتمع الكوفي إلى فريقين


بطبيعة الحال لا نستطيع أن نجد جاسوسا في زمن أمير المؤمنين(ع)، أما شخصيّات سهلة الاختراق والأشخاص الذين «سمّاعون لهم» فكانوا موجودين!

يعتقد البعض أن الأشعث كان جاسوسا أساسا. ولكن في المقابل يعتقد كثير آخرون أن القدر المتيقّن هو أنه كان سهل الاختراق. وبالمناسبة كان أحد أعماله الخبيثة هو تمزيق المجتمع الكوفي إلى فريقين.

لقد بدأ الأشعث بنشاطه التفريقي والتمزيقي من معركة صفين وكان له دور في تبلور الخوارج. طبعا هو لم يكن منهم، وحتى كان يعاديهم بحسب الظاهر، ولكن كان له دور في تبلور فتنتهم. «فَلَمَّا مَرَّ بِهِمُ الْأَشْعَثُ، فَقَرَأَهُ عَلَيهِمْ، قَالَ فِتْيانٌ مِنْهُمْ: لَا حُکْمَ إِلَّا لِلَّه» [وقعة الصفين/512]

اعرفوا نفسيّة الأشعث فحري بالإنسان أن يتأمل في شخصيّته. وحتى ينبغي أن يؤلّف كتاب مفصّل حول شخصية الأشعث فقط. إذ قد قال الإمام الصادق(ع): «وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي تَرَکَهُ وَ لَمْ تَأْخُذُوا بِمِيثَاقِ الْکِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَقَضَهُ وَ لَنْ تَمَسَّکُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَبَذَهُ» [الكافي/ج8/ص390]


رسالة معاوية إلى الأشعث: لا نعترف بأحد من أصحاب علي(ع) سواك!


لقد أرسل معاوية أخاه عتبة إلى الأشعث ليتفاوض معه. فلمّا سمع الأشعث صوته وعرفه قال: «غُلَامٌ مُتْرَفٌ وَ لَا بُدَّ مِنْ لِقَائِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا عِنْدَكَ يَا عُتْبَةُ؟» فبلّغه عتبة رسالة معاوية.

من جملة ما قال له واستهوى قلبه هو أن قال له: «أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّ مُعَاوِيَةَ لَوْ كَانَ لَاقِياً رَجُلًا غَيْرَ عَلِيٍّ لَلَقِيَكَ إِنَّكَ رَأْسُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَنِ وَ قَدْ سَلَفَ مِنْ عُثْمَانَ إِلَيْكَ مَا سَلَفَ مِنَ الصِّهْرِ وَ الْعَمَلِ وَ لَسْتَ كَأَصْحَابِكَ أَمَّا الْأَشْتَرُ فَقَتَلَ عُثْمَانَ وَ أَمَّا عَدِيٌّ فَحَرَّضَ عَلَيْهِ وَ أَمَّا سَعِيدٌ فَقَلَّدَ عَلِيّاً دِيَتَهُ‏ وَ أَمَّا شُرَيْحٌ وَ زَحْرُ بْنُ قَيْسٍ فَلَا يَعْرِفَانِ غَيْرَ الْهَوَى» ثم قال له: «وَ إِنَّا لَا نَدْعُوكَ إِلَى تَرْكِ عَلِيٍّ وَ نَصْرِ مُعَاوِيَةَ وَ لَكِنَّا نَدْعُوكَ إِلَى الْبَقِيَّةِ الَّتِي فِيهَا صَلَاحُكَ وَ صَلَاحُنَا» [وقعة صفين/ص408] وکان يقصد من «البقيّة» الإبقاء وعدم الاستئصال وحقن الدماء. فلمّا سمع الأشعث بهذا المدح، كان ينبغي له أن يضرب رأسه بالحجر ويموت خجلا، ولكنّه فرح واستبشر! ثم قال: «وَ أَمَّا الْبَقِيَّةُ فَلَسْتُمْ بِأَحْوَجَ إِلَيْهَا مِنَّا وَ سَنَرَى رَأَيْنَا فِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» [المصدر نفسه/ص409]


لقد اشتهر بين الناس أن رفع المصاحف على الرماح كان هو السبب في انخداع الناس، ولكن ما لم يتورّط الناس بقادة فاسدين لا ينخدعون


لقد اشتهر بين الناس أن رفع المصاحف على الرماح كان هو السبب في انخداع الناس، ولكن ما لم يتورّط الناس بقادة فاسدين لا ينخدعون. إن بعض الأقوال التي تشتهر بين الناس جيّدة ولا بأس بها ولكن يجب أن ندقّق أكثر في تاريخ الإسلام.

لو لم يقم الأشعث في تلك الليلة بتثبيط عزائم جيش أمير المؤمنين(ع) ولم يحدث تلك الفتنة، لما رفع معاوية المصاحف على الرماح في يوم غد. في تلك الليلة عندما بلغ معاوية خبر خطاب الأشعث، قال: أَصَابَ وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ. وأمر برفع المصاحف. فكان رفع المصاحف في الواقع السهم الأخير.

«قَامَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيسٍ الْکِنْدِي لَيلَةَ الْهَرِيرِ فِي أَصْحَابِهِ مِنْ کِنْدَةَ فَقَالَ... فَانْطَلَقَتْ عُيونُ مُعَاوِيةَ إِلَيهِ بِخُطْبَةِ الْأَشْعَثِ فَقَالَ: أَصَابَ وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ لَئِنْ نَحْنُ الْتَقَينَا غَداً لَتَمِيلَنَّ الرُّومُ عَلَى ذَرَارِينَا وَ نِسَائِنَا وَ لَتَمِيلَنَّ أَهْلُ فَارِسَ عَلَى نِسَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ ذَرَارِيهِمْ وَ إِنَّمَا يبْصِرُ هَذَا ذَوُو الْأَحْلَامِ وَ النُّهَى ارْبِطُوا الْمَصَاحِفَ عَلَى أَطْرَافِ الْقَنَا» [وقعة الصفين/481] «بَدَرَ مِنَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيسٍ لَيلَةَ الْهَرِيرِ قَوْلٌ نَقَلَهُ النَّاقِلُونَ إِلَى مُعَاوِيةَ فَاغْتَنَمَهُ وَ بَنَا عَلَيهِ تَدْبِيرَهُ تَوَاقَفْنَا غَداً إِنَّهُ لَفَنَاءُ الْعَرَبِ وَ ضَيعَةُ الْحُرُمَاتِ أَوْ قَالَ نَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يخْذُلُهُمْ عَنِ الْقِتَالِ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيةَ قَالَ أَصَابَ وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ فَدَبَّرَ تِلْكَ اللَّيلَةَ مَا دَبَّرَ مِنْ رَفْعِ الْمَصَاحِفِ عَلَى الرِّمَاحِ فَأَقْبَلُوا بِالْمَصَاحِفِ ينَادُونَ کِتَابُ اللَّهِ بَينَنَا وَ بَينَكُ» [بحارالأنوار/32/531]



 

رد مع اقتباس