عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 10:12 PM   #14
الشيخ حسن العبد الله
مشرف


الصورة الرمزية الشيخ حسن العبد الله
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الخاتمة نتائج البحث ‹ صفحة 245 › وبعد هذا التجوال الذي قمنا به خلال مصادر حياة الإمام زين العابدين عليه السلام ، وأعماله وأفكاره ، وأدعيته وأحاديثه ، تمكنا من جمع شتات المؤشرات إلى الأبعاد السياسية في حياة الإمام عليه السلام . وبعد فرزنا لها في فصول الكتاب علمنا : أن الإمام زين العابدين عليه السلام قد قام بأعمال سياسية كبيرة في سبيل الأهداف الكبيرة التي من أجلها شرع الدين . وإذا لاحظنا صعوبة المهمة التي قام بها في الظروف الحرجة والخطيرة التي عايشها ، وعلى طول المدة حتى وفاته عليه السلام ، عرفنا عظمة تلك الجهود التي بذلها في خصوص هذا المجال وحده . وهو عليه السلام - وإن لم يمد يدا إلى السلاح الحديدي - إلا أنه التزم النضال بكل الأسلحة الأخرى التي لا تقل أهمية وخطورة عن السلاح الحديدي . فشهر سلاح اللسان بالخطب والمواعظ ، وسلاح العلم بالتثقيف والإرشاد ، وسلاح الأخلاق بالتربية والتوجيه ، وسلاح الاقتصاد بالإعانات والإنفاق ، وسلاح العدالة بالإعتاق ، وسلاح الحضارة بالعرفان . حتى وقف سدا منيعا في وجه أخطر عملية تحريف تهدف إبادة الإسلام من جذوره ، في الحكم الأموي الجاهلي . وبقيت الخطوط الأخرى لسياسة الإمام عليه السلام غير معلنة ولا واضحة ، أو غير مشروحة ، حتى عصرنا الحاضر ، فلذلك وقع كثير من كتاب العصر في وهم فظيع ، ‹ صفحة 246 › تجاه الموقف السياسي للإمام عليه السلام حتى نسبت إليه تهمة الانعزال عن السياسة ، بل ممالأة الظالمين ، مما لا يقبله أي شريف فضلا عمن يعتقد في زين العابدين عليه السلام أنه إمام منصوب من قبل الله تعالى ، ليلي أمور المؤمنين ! إن الإمام عليه السلام كان مسؤولا - ومن خلال منصبه الإلهي - عن كل ما يجري في العالم الإسلامي ، وقد أنجز الإمام عليه السلام بتدابير دقيقة ما يلزم من دور قيادي ، وبكل سرية وذكاء ، فشن على الطغاة الحاكمين ، وأمثالهم من الطامعين ، حربا شعواء ، لكنها باردة صامتة بيضاء في البداية ، أصبحت معلنة صبغتها دماء طاهرة من شيعته في النهاية . ولم ينقض القرن الأول ، إلا أخذت آثار سياسية الإمام زين العابدين عليه السلام تبدو على الساحة ، بشكل أشعة تنتشر من أفق مظلم طال مائة عام من الانحراف والظلم والتعدي على الإسلام بمصادره : القرآن الذي منع تفسيره وتأويله من المصادر الموثوقة . والحديث الذي منع تدوينه ونشره ، وأحرق كثير منه . ورجاله الذين نفوا ، وأخرجوا من ديارهم ، أو قتلوا تقتيلا . ومكارمه وأخلاقه وفقهه وتراثه الذي طالته أيدي التزوير والدس والتحريف . فشوهت سمعته ، وسود وجه تاريخه . لكن الإمام السجاد بمواقفه العظيمة ضمن خطط حكيمة ، تمكن من الوقوف أمام كل هذه التحديات الرهيبة ، تلك المواقف التي قدم لها حياته الكريمة . ولم تنقض فترة على وفاة الإمام عليه السلام حتى بدأ العد التنازلي للحكم الجاهلي ، وبدأ الحكام الأمويون بالتراجع عن كثير من ملتزماتهم ، وتعنتهم ، ولم تطل دولتهم بعيدا ، إلا انمحت آثارها حتى من عاصمتهم دمشق الشام . وأما أهداف الإمام السجاد عليه السلام فقد تولاها بعده ابنه الإمام الباقر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ، ثم من بعده الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ، فاستفادا من وهن الأمويين في تلك الفترة ، وتمكنا من تثبيت دعائم الإسلام والفكر الإمامي بأفضل ما بإمكانهما . ‹ صفحة 247 › فكونا أكبر جامعة علمية إسلامية ، تربى فيها آلاف من العلماء المبلغين للإسلام بعد استيعاب معارفه ، على أيدي الإمامين العظيمين . وقد تمكن الإمامان من رفع الغشاوة عن كثير من الحقائق المطموسة تحت أكداس من غبار التهم والتشويه والتحريف في شؤون الإسلام ، عامة ، وفي ما يرتبط بحق أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الإمامة والحكم ، خاصة . وعندما نرى تصدي الحكام - من أمويين وعباسيين - للإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ومن كان على خطهما ، نجد أن ما قاما به يعد فتحا عظيما في المعيار السياسي ، وإنجازا في قاموس الحركات الاجتماعية ، خاصة في تلك العصور المظلمة . لقد قام الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام بتهيئة الكوادر الكفوءة ، وتعميق الثقافة الإسلامية في المجتمع الإسلامي ، وتسليح الأمة بالعلم ، وتثبيت قواعد العقيدة والإيمان ، لتكوين جيش عقائدي منيع ، لصد التيارات الإلحادية المبثوثة بين الأمة ، والقضاء على الطلائع الملحدة المبعوثة من قبل الحكام مثل علماء البلاط ووعاظ السلاطين . وبكل ذلك تميزت الآيولوجية الإسلامية المتكاملة ، وعلى مذهب الشيعة ، المأخوذة من ينابيع الحق والصدق ، أئمة أهل البيت عليهم السلام ، والمعتمدة على أصفى المصادر الحقة : القرآن الكريم ، والسنة الصحيحة الموثوقة ، والمتخذة من العقل الراجح منارا لتمييز الحق ، على أساس من التقوى والورع والاجتهاد ، والإيمان . فكان هذا العمل تحديا معلنا ضد الحكومات الفاسدة التي كانت تروج للتيارات العقائدية الملحدة ، والخارجة عن إطار العقائد الإسلامية ، وتدعو إلى حياة التفسخ ، والترف ، واللهو ، والفساد ( 1 ) . كما استفاد ابنه العظيم زيد الشهيد عليه السلام من الأرضية التي مهدها الإمام زين العابدين عليه السلام للثورة ، فكان عمله دعما لموقف الإمامين عليهما السلام في تنفيذ خطط الإمام ‹ صفحة 248 › زين العابدين عليه السلام واستثمار جهوده ، والاستمرار بأهدافه ( 1 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 238 › ( 1 ) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ( 17 : 243 ) . ( 2 ) مروج الذهب ( 3 : 107 ) وانظر تاريخ اليعقوبي ( 2 : 264 ) . ‹ هامش ص 239 › ( 1 ) مروج الذهب ( 3 : 107 ) . ( 2 ) رجال الكشي ( اختيار معرفة الرجال ) ( ص 126 ) رقم ( 199 ) . ( 3 ) الكامل في التاريخ لابن الأثير ( 4 / 278 ) . ‹ هامش ص 240 › ( 1 ) الكافي ( 1 / 468 ) و ( 3 / 165 ) وانظر عوالم العلوم ( ص 299 ) . ( 2 ) أمالي الطوسي ( ص 677 ) المجلس ( 37 ) الحديث 1432 / 11 . ‹ هامش ص 247 › ( 1 ) إقرأ كتاب ( الأغاني ) للوقوف على جانب منقول من هذه الحياة العابثة التي عاشها الخلفاء ! ولاحظ : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي . ‹ هامش ص 248 › ( 1 ) إقرأ عن زيد الشهيد بحار الأنوار ( 46 : 168 - 209 ) وعوالم العلوم الجزء ( 18 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 248 - 257
ن تلك التدابير ، التي اتبعها الإمام السجاد وابناه الإمام الباقر وزيد الشهيد ، وحفيده الإمام الصادق عليهم السلام ، وشيعتهم المجاهدون على خطهم ، وتلك المواقف الجريئة التي اتخذوها من الحكام الظالمين والحكومات الفاسدة ، من أجل العقيدة ، لا ولن تصدر ممن يركن إلى الدعة والراحة ، أو أذهلته المصائب والفجائع . بل ، إن ما قاموا به يعد في العرف السياسي ، أهم من حمل السلاح في مثل تلك المرحلة بالذات . وأما مجموع ما أنتجته تلك الجهود والتدابير ، فهو أكبر مما تؤثره البسالة والبطولة في ميادين الحروب . وهو عمل لا يقوم به إلا أصحاب الرسالات من العلماء بالله الذين يفوق مدادهم فضلا وأثرا من دماء الشهداء . وإن من يعرف أوليات النضال السياسي ، وبديهيات التحرك الاجتماعي ، وخصوصا عند المعارضة ، ليدرك أن سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام السياسية التي عرضناها في فصول هذا الكتاب ، هي مشاعل تنير الدرب للسائرين على طريق الجهاد الشائك ، ممن يلتقي مع الإمام عليه السلام في تخليد الأهداف الإلهية السامية . وأي مناضل يعرض عن كل هذه الجهود ، ولا يعدها ( جهادا سياسيا ) ؟ ! والغريب ، أن أصحاب دعوى النضال والحركة ، في هذا العصر - وفيهم من اتهم الإمام بالانعزال السياسي - يتبجحون باسم النضال والمعارضة السياسية ، لمجرد إصدار بيان ، أو إعلان رفض ، ولو من بعد أميال عن مواقع الخطر ، ومواقف المواجهة ! ثم هم لا يعتبرون تلك التصريحات الخطيرة ، وتلك المواجهات والمواقف الحاسمة ، التي قام بها الإمام عليه السلام ، نضالا سياسيا ؟ ! وهم ، يقيمون الدنيا ، لو وقعت خدشة في إصبع لهم ، ويعتزون بقطرة دم ‹ صفحة 249 › تراق منهم ! بينما لا يحسبون لذلك الجرح الذي أثخن به الإمام عليه السلام في كربلاء ، وذلك النزيف من الدم والدمع الذي أريق منه على أثر وجوده في الساحة ، قيمة وأثرا ؟ ! مع أن الآلام التي تحملها الإمام عليه السلام في جهاده ، ومن خلال جهوده العظيمة ، والأخطار التي اقتحمها في سبيل إنجاح مخططه ، أكثر ألما ، وأعمق أثرا ، من جرح ظاهر يلتئم ، وقرح يندمل ! لكن الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام ظهر على الساحة ببطولة وشجاعة تختص به كإمام للأمة ، فتحمل آلام الجهاد وجروحه ، وصبر على آلام الجهود المضنية التي بذلها . وانفرد في الساحة في تلك الفترة الحالكة ، كألمع قائد إلهي في مواجهة أحلك الظروف وأصعبها ، وأكثر الهجمات ضراوة ، وأكثر الحكومات حقدا وبعدا عن الإسلام ، وباسم الخلافة الإسلامية . وخرج من ساحة النضال بأعمق الخطط وأدقها ، وبأبهر النتائج وأخلدها . وأما نحن - الشيعة في الوقت الحاضر - : فإنا نواجه - اليوم - حملة شرسة من أعداء المذهب ، مدعومة بحملة ضارية من أعداء الإسلام . ويشبه وضع التشيع في هذا العصر - في كثير من الجهات - ما كان عليه في القرن الأول ، إذ يعايش أجواء سياسية ونفسية متماثلة . فاليأس والقنوط يعمان الجميع ، حتى العاملين في حقل الحركات الإسلامية ، والمنضوين تحت ألوية الأحزاب والمنظمات والمجالس والمكاتب . والارتداد ، المتمثل بابتعاد عامة الناس عن خط الإمامة والولاية ، وفي ظروف غيبة الإمام عليه السلام ، التي معها تزداد الحيرة وتتأكد الشبهة . وتعدد الاتجاهات والآراء والأهواء ، التي اقتطعت أشلاء الأمة ، وفرقتها أيدي سبأ . ‹ صفحة 250 › والحكومات الجائرة ، بما تمتلك من أجهزة القمع ، وأساليب الفتك والهتك ، والسجن والقتل ، وبأحدث أساليب التعذيب ، خصوصا تلك الحاملة لسيوف التكفير ومشانق الاتهام بالردة ، وبدعوى شعارات إسلامية مزيفة . والاختراق الثقافي الهدام ، لصفوف الأمة الإسلامية وعقولها ، وبوسائل الإعلام الحديثة ، المقروءة والمسموعة والمرئية ، وباستخدام الأثير والأشعة والأقمار الصناعية ! والغزو الفكري المخلخل للوجود الديني من الداخل ، بالأفكار والشبهات المضللة ، والحملات الكاذبة ، الطائشة ضد المقدسات الإسلامية ، التي تروجها الدول الاستعمارية الحاقدة ، ويزمر لها الحكام العملاء في البلدان الإسلامية . والتصرفات العشوائية المشبوهة التي يقوم بها الضالون من رجال الدين ، والبلاطيون من وعاظ السلاطين ، والمتزلفون إلى المناصب والأموال والفخفخة والعيش الرغيد في القصور ، والمتطفلون على الموائد وفي السهرات ، والمتكؤون على أرائك الحكم وأسرة الإدارة ، والراكنون إلى الذين ظلموا أنفسهم بالمعاصي ، وحكموا الناس بالجور . وأصحاب الدعاوى الزائفة بالاجتهاد والمرجعية ، مع فقدان أوليات المعارف اللازمة ، والفراغ من الالتزام الصحيح بأصول العقيدة ، والانتماء المذهبي ، وإنما بالركون إلى الحزبية الضيقة ، وبدعوى الانطلاق لمسايرة الجيل المتطلع وادعاء مصادمة الواقع بالفتاوى التي لا أساس لها في الفقه ومصادره ، وبالأفكار المخالفة لضرورات الدين والمذهب ، باسم التجديد ، والتوعية ، والتوحيد ، والتأليف ! وغير ذلك من العناوين العصرية الغارة لأفكار الشباب ! وبالأموال التي توزع بأرقام كبيرة ، من مصادر مجهولة ! أو معلومة ! ! إن كل هذه الحقائق الجارية في عصرنا ، تمثل - بالضبط - الفصول التي عاصرها الإمام زين العابدين عليه السلام لكن بشكلها العصري . لكن الحق الناصع وهو ( الإسلام ) المتأصل في قلوب المؤمنين ، يتجلى أكثر مما مضى بفضل الثقافة الواسعة حول المعارف الإسلامية ، وظهور حقائق القرآن والسنة ، ‹ صفحة 251 › وفضل أهل البيت عليهم السلام ، ذلك الذي لم يعد اليوم مكتوما ولا ممنوعا . وأساليب عمل الإمام السجاد عليه السلام وجهاده وتعاليمه السياسية والاجتماعية ماثلة أمام من يطلب الحق ! فعلى كل من يريد النضال والحركة في سبيل الله ، أن يقتدي بإمامه ، ويجعل عمله مشعلا يهتدي بنور إرشاده ، ويسير على منهجه في النضال والتحرك السياسي والاجتماعي ، فيكون على بصيرة من أمر دينه ، ويصل إلى أفضل النتائج المتوخاة في أمر دنياه . والله المستعان والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله المصطفى الأمين وآله الطاهرين ‹ صفحة 253 › الملاحق الملحق الأول : رسالة الحقوق الملحق الثاني : من تقاريظ الكتاب نثرا ونظما الملحق الثالث : تقرير موجز عن المباراة الكتابية عن الإمام السجاد عليه السلام . ‹ صفحة 255 › الملحق ( 1 ) رسالة الحقوق عن الإمام السجاد عليه السلام برواية أبي حمزة الثمالي بسم الله الرحمن الرحيم توثيق الرسالة : اتفقت المصادر الحديثية - كافة - على نسبة هذا الكتاب إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام . برواية أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار الشهير بابن أبي صفية الأزدي الكوفي ، صاحب الدعاء المشهور باسمه الذي يتلى في أسحار شهر رمضان المبارك ، وقد توفي عام ( 150 ) لقي من الأئمة السجاد والباقر والصادق والكاظم عليهم السلام . قال النجاشي : كان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث ، وروى عنه العامة ( 1 ) . وقد نسبه إليه النجاشي باسم ( رسالة الحقوق ) عن علي بن الحسين عليه السلام ، ثم أسند روايتها إليه ( 2 ) . لكن المنقول عن الكليني أنه أوردها في ما جمعه باسم ( رسائل الأئمة عليهم السلام ) مما يدل على كون لكتاب ( رسالة ) بعثها الإمام عليه السلام إلى بعض أصحابه ( 3 ) ، وبهذا جاء ‹ صفحة 256 › التصريح في بعض أسانيد الرسالة ( 1 ) . ولعل المرسل إليه هو أبو حمزة نفسه وبذلك يوجه اختصاص روايتها به ، وانتهاء الأسانيد كلها إليه . مصادر الرسالة : تعددت مصادر هذه الرسالة : فأوردها من القدماء الشيخ الصدوق في العديد من كتبه : أعظمها كتاب من لا يحضره الفقيه ، الذي هو من الأصول الحديثية الأربعة ، وأوردها في الخصال ، والأمالي . والشيخ الصدوق أسند رواية الكتاب إلى أبي حمزة الثمالي في الخصال والأمالي ، إلا أنه حذف الإسناد في الفقيه ، على دأبه فيه حيث أنه يحذف الأسانيد ويحيل على المشيخة التي أعدها لذكرها ، فلا يعد الحديث - في هذا الفرض - مرسلا . وقد أورد أسانيده إلى أبي حمزة الثمالي في المشيخة وقال : وطرقي إليه كثيرة ولكنني اقتصرت على طريق واحد منها ( 2 ) . وأما الكليني : فالمنقول عن ابن طاوس في فلاح السائل من قوله : ( روينا بإسنادنا في كتاب ( الرسائل ) عن محمد بن يعقوب الكليني ، بإسناده إلى مولانا زين العابدين عليه السلام ) ( 3 ) يدل على كون الحديث مسندا عند الكليني . إلا أن كتاب ( الرسائل ) مفقود ، وابن طاوس نقل عنه هكذا بحذف الإسناد . ومن المحتمل قويا أن يكون الكليني قد رواه عن شيخه علي بن إبراهيم ، الذي يروي الرسالة كما في سند النجاشي ، كما سيأتي . وقد أورد ابن شعبة الحراني الحسن بن علي بن الحسين أبو محمد هذه ( الرسالة ) في كتابه العظيم ( تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي مرسلة شأن كل ما ‹ صفحة 257 › في الكتاب . إلا أن من المطمأن به كون رواياته في الأصل مسندة ، لأمرين : الأول : لقوله في مقدمة الكتاب : وأسقطت الأسانيد ، تخفيفا وإيجازا ، وإن كان أكثره لي سماعا ، ولأن أكثره آداب وحكم تشهد لأنفسها ( 1 ) . فقد حذف الأسانيد تخفيفا ، وهذا أمر متداول عند المؤلفين ، بعد عصر التدوين ، لثبوت الأسانيد في مواضعها من الأصول المنقول منها ، وإن كانت المحافظة على الأسانيد وإثباتها أحوط ، لما يتعرض له التراث من الآفات . وكذلك حذف الأسانيد ، لأن الحاجة إليها إنما هي ماسة في باب الأحكام ومسائل الشريعة ، وأما الآداب والحكم فلا تكون الأحاديث فيها إلا مرشدة إلى ما يقتضيه العقل والحكمة والتدبير ، والمضامين تشهد بصحة الأحاديث من دون تأثير الأسانيد في ذلك . فأحاديث الكتاب وإن كانت على ظاهر الإرسال إلا أنها مسندة واقعا . الثاني : إن أحاديث الكتاب مروية بأسانيدها في المصادر المتقدمة ، ولا يرتاب الناظر إلى كتاب ( تحف العقول ) في كون مؤلفه على جانب كبير من العلم والمعرفة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 248 › ( 1 ) إقرأ عن زيد الشهيد بحار الأنوار ( 46 : 168 - 209 ) وعوالم العلوم الجزء ( 18 ) . ‹ هامش ص 255 › ( 1 ) رجال النجاشي ( ص 115 ) رقم 296 . لكنهم انهالوا عليه قدحا وجرحا ، وبما أنا لم نجد في ما روي عنه ، وبطريقه ما يقتضي ذمه ، فضلا عن جرحه ، نعرف أنه لا سبب لموقفهم منه إلا التعصب المذهبي والطائفية البغيضة ، وإلا فالرجل كما وصفه النجاشي وغيره من علماء الرجال الإمامية ، وقد حرم العامة أنفسهم من معارف أهل البيت عليهم السلام بمثل هذه المواقف الظالمة . ( 2 ) المصدر ( ص 116 ) . ( 3 ) نقله في مستدرك الوسائل ( 11 / 169 ) عن فلاح السائل ابن طاوس ، وسيأتي . ‹ هامش ص 256 › ( 1 ) الخصال ( ص 564 ) رقم ( 1 ) . ( 2 ) شرح مشيخة الفقيه ( ص 36 ) من المطبوع مع الفقيه ، الجزء الرابع . ( 3 ) مستدرك الوسائل ( 11 / 169 ) . ‹ هامش ص 257 › ( 1 ) تحف العقول ( ص 3 ) . ( 2 ) لاحظ مستدرك الوسائل ( 11 / 169 ) . ( 3 ) تحف العقول ( ص 255 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 257 - 264
الحديث وشؤونه ، مما يربأ به من إثبات ما لا سند له في كتابه مع تصريحه بنسبة ما أثبته إلى الأئمة عليهم السلام ، ومن المعلوم أن النسبة لا يمكن الجزم بها إلا مع ثبوت الأسانيد . وفي خصوص رواية ( رسالة الحقوق ) فإن ما أثبته من النص موافق لما نقله ابن طاوس عن ( رسائل ) الكليني ( 2 ) وقد عرفت كون روايته مسندة . وقد سماها ابن شعبة ب‍ ( رسالة الحقوق ) ( 3 ) وهو الاسم الذي ذكره النجاشي لها ، عندما أسند إليها ، كما مر . ‹ صفحة 258 › مجموعة الأسانيد : 1 - سند الصدوق في الخصال : قال الصدوق : حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عيه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، قال : حدثنا خيران بن داهر ، قال : حدثني أحمد بن علي بن سليمان الجبلي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : هذه رسالة علي بن الحسين عليه السلام إلى بعض أصحابه ( 1 ) . 2 - سند الصدوق في الأمالي : قال الصدوق : حدثنا علي بن أحمد بن موسى ، قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : ( 2 ) 3 - سند النجاشي : قال : أخبرنا أحمد بن علي ، قال : حدثنا الحسن بن حمزة ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليهما السلام ( 3 ) أما سند الصدوق في ( الفقيه ) : فقد ذكر في موضع الحديث ما نصه : روى إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار ، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال ( 4 ) مما يدل على كون سنده إليه هو سند الأمالي المنتهي إلى إسماعيل بن الفضل ، لكنه ‹ صفحة 259 › قال في المشيخة : ( وما كان فيه : عن أبي حمزة الثمالي ، فقد رويته عن أبي رضي الله عنه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، ثابت بن دينار الثمالي ( 1 ) . وهذا السند يختلف عن أسانيد الصدوق السابقة ، فيظهر الاختلاف بين ما أثبته في الكتاب ، وبين السند المثبت في المشيخة . ولو كان إرجاع الصدوق في المشيخة على طريقه إلى ( إسماعيل بن الفضل ) وهو الهاشمي ، فقد قال : رويته عن جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه عن الحسين بن محمد ابن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمان بن محمد ، عن الفضل بن إسماعيل بن الفضل ، عن أبيه إسماعيل بن الفضل الهاشمي ( 2 ) . وهذا السند لا يجتمع مع أسانيده السابقة في شئ ، فالأمر كما قلنا مرتبك ، إلا أن يتدارك بما أفاده بقوله : ( وطرقي إليه كثيرة ولكنني اقتصرت على طريق واحد منها ) ( 3 ) وجعل ذلك دالا على التزامه بنظرية ( التعويض ) بين الأسانيد . وقد صرح المجلسي الأول المولى محمد تقي في قول الصدوق في الفقيه ( روى إسماعيل بن الفضل بإسناده ) بقوله : ( القوي كالصحيح ) ( 4 ) . والظاهر حكمه على سند الصدوق في الأمالي المنتهي إلى إسماعيل . وقال النوري في سند النجاشي : إنه أعلى وأصح من طريق الصدوق في الخصال إلى محمد بن الفضيل ( 5 ) . ويظهر من المشجرة التي رتبناها أن سند النجاشي ليس أعلى من سند الصدوق في الأمالي ، لاستواء عدد الرواة من كل منهما إلى أبي حمزة . مع أن سند النجاشي ليس سالما من النقد ، من جهة رواية ( إبراهيم بن هاشم ) مباشرة عن ( محمد بن الفضيل ) فإن المعروف مكررا روايته عن البزنطي ، ورواية ‹ صفحة 260 › البزنطي عن ( محمد بن الفضيل ) كما ورد في سند الصدوق في المشيخة إلى أبي حمزة . ومع ذلك فإن السيد الإمام البروجردي قال في ( طبقات رجال النجاشي ) عند ذكر محمد بن الفضيل : ( عن أبي حمزة ، عنه إبراهيم بن هاشم ، كأنه من السادسة ) وعلق : وروايته عن أبي حمزة محل ريب ( 1 ) . ومهما يكن ، فإن تعدد الأسانيد والطرق إلى أبي حمزة ، لم يدع مجالا للبحث السندي في هذا الكتاب ، خصوصا على المنهج المختار من عدم اللجوء إلى المعالجات الرجالية إلا في مواقع استقرار التعارض بعدم المرجحات ، والمفروض هنا عدم وجود ما يعارض مضامين هذه الرواية أصلا . مضافا إلى ما عرفت من أن أمثال هذه المضامين ، الدائرة حول الآداب والحكم ليست بحاجة إلى الأسانيد ، لشهادة الوجدان بما فيها . والأهم من كل ذلك تلقي كبار المحدثين لها بالقبول بإيرادها في كتبهم ، المؤلفة للعمل ، خصوصا كتاب الفقيه الذي وضعه المؤلف على أن يكون حجة بينه وبين الله تقدس ذكره ، وأن جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع ( 2 ) وهذا كاف في تجويز النسبة المعتبرة في الكتب . ‹ صفحة 261 › محتوى المتن : تحتوي الرسالة على ( خمسين حقا ) . وقد جاء التصريح بهذا العدد ، في خاتمة المتن الذي أورده في تحف العقول ، فقال : ( فهذه خمسون حقا محيطا بك ) ( 1 ) والصدوق لم يورد هذه الخاتمة في رواياته ، إلا أنه التزم بكون عدد الحقوق ( خمسين حقا ) في كتابه الخصال حيث عنون للباب الذي أورد الرسالة فيه بأبواب الخمسين فما فوقه ، وذكر الرسالة في أول حديث في الباب ، وقال : الحقوق الخمسون التي كتب بها علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام إلى بعض أصحابه ( 2 ) . وقد التزم أكثر المعاصرين الذين أوردوا متن الرسالة في مطبوعاتهم بترقيم الحقوق ، فزاد بعضهم رقما واحدا فكان العدد ( 51 ) . والسبب في ذلك أن الصدوق ذكر في رواياته ( حق الحج ) وهذا لم يرد في رواية تحف العقول ، فلما جمع المؤلفون بين الروايتين ، اعتقادا بوحدة الرسالة ، زاد عندهم هذا العدد الواحد . ووجود ( حق الحج ) ضروري : 1 - لأنه من فروع الدين الهامة ، ومما بني عليه الإسلام من العبادات الخمس الواجبة ، كما في روايات كثيرة ( 3 ) فلا بد من ذكره ، كما ذكرت بقية العبادات . 2 - أن الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ، أورد هذه الرسالة في ملحقات كتاب الحج ، ولا ريب في لزوم وجود ارتباط بينها وبين الحج ، ولو بهذا المقدار ، فليلاحظ . ثم إن المؤلفين المعاصرين ارتبكوا كثيرا في ترقيم سائر الحقوق ، فلم يرقموا ما هو ‹ صفحة 262 › حق من جهة ، ورقموا ما ليس بحق من جهة أخرى ، وإليك بيان ذلك : 1 - عد جميع المؤلفين ( حق نفسك ) بالرقم [ 2 ] مع أنه ليس حقا مستقلا ، وإنما المراد منه حق أعضاء نفس الإنسان ، بقرينة قوله - في المقدمة - في جوامع الحقوق : ( [ ب ] ثم ما أوجبه الله عز وجل لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك ، فجعل للسانك . . . ) ( 1 ) وهذا واضح في كون المراد بحق النفس ، حق ما لنفس الإنسان ، أي في جوارحه ، في مقابل قوله بعد ذلك : ( ثم تخرج الحقوق منك إلى غيرك ) ( 2 ) ثم إنه ذكر عند تفصيل حقوق الأعضاء : ما نصه : ( وأما حق نفسك عليك أن تستعملها في طاعة الله : فتؤدي إلى لسانك حقه ) ( 3 ) ، فوجود الفاء في ( فتؤدي ) يقتضي كون ما بعدها تفريعا وتفصيلا لما قبله . ومن الواضح أنه لم يذكر للنفس حقا غير استعمال الجوارح ، فيدل على أن المراد بالنفس ( شخص الإنسان ) لا النفس الناطقة ، فليس المراد وضع حق خاص لها ، دون الجوارح حتى يضاف على حقوقها . والغريب أن طابع ( تحف العقول ) عد هذا الحق برقم [ 2 ] بينما لم يذكر ( حق الحج ) فأخل بالحقين كما سيتضح . 2 - ذكر في مقدمة الرسالة ، في جوامع الحقوق : ( [ ج ] ثم جعل عز وجل لأفعالك عليك حقوقا ) ثم ذكر الواجبات وقال في آخرها : ( ولأفعالك عليك حقا ) ( 4 ) فتكون الحقوق المذكورة ( ستة ) آخرها ( حق الأفعال ) . وقد ذكر في تحف العقول ( حق الأفعال ) بعد [ 13 ] ( حق الهدي ) بقوله : ( واعلم أن الله يراد باليسير ولا يراد بالعسير . . . ) إلى آخره ( 5 ) . ‹ صفحة 263 › فلا بد أن يكون حق الأفعال ، مستقلا ، غير حق الواجبات الخمسة المذكورة أولا ، ويؤيده أن محتواه لا يرتبط بما سبقه بشكل مستقيم ، بل هو أمر عام لها ولغيرها . والظاهر أن المراد بحق الأفعال هو حد العمل الذي يجب على الإنسان القيام به في كل مجال ، حتى في غير الواجبات الخمسة المذكورة أولا ، وهذا أصل عظيم له دور كبير في حياة الإنسان . لكن جميع المؤلفين أهملوا هذا الحق في الترقيم ، كما أن روايات الصدوق لم تورده إطلاقا ، وهو الحق [ 14 ] بترقيمنا . 3 - اعتبر المؤلفون ( حق المملوك ) برقم مستقل [ 21 ] بينما هو داخل في حق الرعية بالملك ، وله موردان : ( الزوجة والمملوك ) وهذا هو ثالث حقوق الرعية : بالسلطان ، وبالعلم ، وبالملك ، وقد صرح في المقدمة - في أصول الحقوق - بعنوان [ ه ] بأن حقوق الرعية ثلاثة . بينما تصير حسب ترقيمهم ، أربعة ! والظاهر أن الموجب لهذا الارتباك هو ملاحظتهم لكلمة ( حق ) وعدهم لها - حيث وقعت - برقم مستقل ، من دون تأمل في المعاني . وقد وفقنا الله لتلافي كل هذا الارتباك فرتبنا النص إلى أصول الحقوق ، وهي السبعة المعلمة برموز من حروف ( أ ، ب ، ج ، د ، ه‍ ، و ، ز ) . وإلى فروع الحقوق ، وهي الخمسون ، مرقمة بالأعداد ، ومطبوعة بالحروف البارزة . وإلى بنود الحقوق ، وهي موادها المذكورة تحت عنوان كل حق ، ذكرنا كل مادة منها في سطر مستقل مبدوءا بشريط في أول السطر : ( - : ) . وبما أن النص الذي أثبتناه هو جامع بين كل الروايات الواردة وملفق منها ، وهي رواية تحف العقول التي اتخذناها أصلا ، وروايات الصدوق . * فقد وضعنا المعقوفين ليحتويا ما ورد في روايات الصدوق زيادة على ما في تحف العقول . * ووضعنا بين القوسين ما اختصت به رواية تحف العقول ، ولم يرد في ‹ صفحة 264 › روايات الصدوق . * وما خرج عن المعقوفين والقوسين ، فهو مشترك بين النصين ووارد في جميع الروايات . * وما أضفناه من العناوين وغيرها ، فقد نبهنا على وجه إضافته . اختلاف النسخ : ثم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 257 › ( 1 ) تحف العقول ( ص 3 ) . ( 2 ) لاحظ مستدرك الوسائل ( 11 / 169 ) . ( 3 ) تحف العقول ( ص 255 ) . ‹ هامش ص 258 › ( 1 ) الخصال ( ص 564 ) رقم ( 1 ) . ( 2 ) الأمالي للصدوق ( ص 302 ) وهو تمام المجلس ( 59 ) في ربيع الآخر سنة ( 368 ) . ( 3 ) رجال النجاشي ( ص 116 ) رقم ( 296 ) . ( 4 ) من لا يحضره الفقيه ( 2 / 376 ) . ‹ هامش ص 259 › ( 1 ) مشيخة الفقيه ( ص 36 ) طبع مع الجزء الرابع من ( من لا يحضره الفقيه ) . ( 2 ) مشيخة الفقيه ( ص 102 ) . ( 3 ) مشيخة الفقيه ( ص 36 ) . ( 4 ) روضة المتقين ( 5 / 500 ) . ( 5 ) مستدرك الوسائل ( 11 / 169 ) ‹ هامش ص 260 › ( 1 ) الموسوعة الرجالية ( 6 ) رجال أسانيد فهرست الشيخ النجاشي ( ص 613 ) السطر الأول . ( 2 ) من لا يحضره الفقيه ( 1 / 3 ) . ‹ هامش ص 261 › ( 1 ) تحف العقول ( ص 272 ) . ( 2 ) الخصال ( ص 564 ) . ( 3 ) راجع وسائل الشيعة ( 1 / 14 - 29 ) الباب الأول ( وجوب العبادات الخمس ) من أبواب مقدمة العبادات . ‹ هامش ص 262 › ( 1 ) لاحظ الرسالة ( ص 271 ) . ( 2 ) لاحظ الرسالة ، المقدمة ( ص 271 ) . ( 3 ) لاحظ الرسالة ( ص 273 ) . ( 4 ) لاحظ الرسالة ( ص 271 ) . ( 5 ) تحف العقول ( ص 255 ) لاحظ الرسالة الحق رقم [ 14 ] . ‹ هامش ص 264 › ( 1 ) مستدرك الوسائل ( 11 / 170 ) . ( 2 ) لاحظ الخلاصة ، رجال العلامة الحلي ( ص 147 ) رقم ( 44 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 264 - 272
إن من الملاحظ وجود اختلاف بين ما أورده في تحف العقول وبين روايات الصدوق ، من جهة ، وبين رواية الصدوق في بعض كتبه وبين ما أورده في بعضها الآخر ، في عبارات من متن الحديث زيادة وحذفا تارة ، وإجمالا وتفصيلا أخرى . ووقوع مثل هذا الاختلاف في الأحاديث الطوال أمر غير عزيز ، يعود ذلك أساسا إلى اعتماد الرواة على النقل بالمعنى ، لأن أمثال هذه الروايات تهدف إلى إبلاغ معانيها ، وأداء مضامينها ، ولا يدخل في القصد منها ما يوجب المحافظة على ألفاظها بنصوصها ، وليست كما هو المفروض في الكلمات القصار ، والخطب البلاغية المبتنية على إعمال الصناعات اللفظية والمحسنات البديعية المؤثرة في نفوس السامعين إلى جانب المعاني والمؤديات . ومن المحتمل أيضا أن يلجأ بعض الرواة إلى الاختصار لأمثال هذه الأحاديث الطوال ، والاقتصار على الجمل المهمة فقط . وقد حمل بعض المتأخرين الشيخ الصدوق مسؤولية القيام بالاختصار ، قائلا : ( إنه يختصر الخبر الطويل ، ويسقط منه ما أدى نظره إلى إسقاطه ) ( 1 ) . لكن هذا تحامل على الشيخ الصدوق المعترف له بكثرة النقل للأخبار والحفظ والمعرفة بالحديث والرجال والآثار ( 2 ) . ومع احتمال النقل بالمعنى كما ذكرناه ، لم تصل النوبة إلى احتمال الاختصار أصلا . مع أن أصل الاختصار أمر جائز لا مانع منه ، إذ هو عبارة عن تقطيع الحديث ، المعمول به ، والمقبول من دون نزاع ، لتعلق غرض المحدث ببعض الحديث ‹ صفحة 265 › فيقتصر عليه . مضافا إلى أنه لا دليل على نسبة الاختصار - المفروض - إلى الشيخ الصدوق . فمن المحتمل - قويا - أن يكون بعض الرواة السابقين على الصدوق ، قد اختصر النص ، ورووه له مختصرا . ويشهد لهذا الاحتمال : أن روايات الصدوق في كتبه المختلفة هي في نفسها متفاوتة . مع أن الأصل هو رواية اللفظ . إلا أن المقارنة بين النصين تعطي اطمئنانا بأن الرواة مع اختصارهم للنص ، عمدوا إلى نقل مقاطع بطريق رواية المعنى ، فالنصان لا يختلفان في المعنى عند اختلافهما في اللفظ ، وعند اتفاقهما في اللفظ فالاختصار ملحوظ . وأما وحدة النص الصادر من الإمام عليه السلام ، فالدليل عليه أمران : الأول : الاستبعاد الواضح في أن توجه رسالة بنصين مختلفين إلى شخص معين ، ويرويهما راو واحد ، من دون ذكر التفاوت بينهما . الثاني : تطابق أكثر عبارات النصين لفظا من دون أدنى تفاوت مما يدل على وجود أصل مشترك بينهما ، وعلى أخذ المختصر من المفصل . النص المختار : ومهما يكن ، فإنا تمكنا بالمقارنة الدقيقة بين النصين من انتخاب نص جامع ، بالتلفيق بينهما ، بحيث لا يشذ عنه شئ من عبارتيهما ، ولا كلمة واحدة مؤثرة في المعنى . وبما أن نص ( تحف العقول ) هو أوفى ، وأجمع ، وأسبك ، وأكثر تفصيلا فقد جعلناه ( الأصل ) وأوعزنا إلى ما في روايات الصدوق من الفوائد والزوائد ، بما لا يفوت معه شئ مما له دخل في جميع أبعاد النص . وقد أشرنا إلى الرموز المستعملة في عملنا سابقا . ولم نشر إلى الأخطاء الواضحة ، ولا الاختلافات المرجوحة ، تخفيفا للهوامش . نسخ الرسالة : لقد تداول الأعلام هذه الرسالة القيمة بالرعاية والعناية ، وتناقلوها على طولها في ‹ صفحة 266 › مؤلفاتهم ، فقد وردت في الكتب التالية مخطوطها ومطبوعها ، كما نشرت مستقلة أيضا ، وإليك ما وقفنا عليه من طبعاتها : 1 - كتاب من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين ( ت 381 ) وقد أوردها في نهاية كتاب الحج ، بعنوان ( باب الحقوق ) فلاحظ ( ج 2 ص 371 - 381 ) من طبعة النجف . 2 - روضة المتقين شرح الفقيه ، للمحدث المولى محمد تقي المجلسي الأول ( ت 1070 ) في ( ج 5 ص 500 - 527 ) مشروحة . 3 - الخصال ، للشيخ الصدوق ، في أبواب الخمسين فما فوقه ( 564 - 570 ) . 4 - الأمالي ، للشيخ الصدوق ، في المجلس ( 59 ) ( ص 301 - 306 ) . 5 - تحف العقول ، لابن شعبة الحراني ( ق 4 ) ( ص 255 - 272 ) . 6 - مكارم الأخلاق ، للطبرسي صاحب مجمع البيان ( ق 6 ) ( ص 455 ) . 7 - بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي محمد باقر بن محمد تقي ( ت 1110 ) في الجز ( 74 ) . 8 - عوالم العلوم والمعارف ، للشيخ عبد الله البحراني ( ق 12 ) في الجز ( 18 ) . 9 - مستدرك الوسائل ، للمحدث النوري حسين بن محمد تقي ( ت 1320 ) في ( 2 / 274 ) من الطبعة الأولى و ( 11 / 154 ) من الطبعة الحديثة . 10 - أعيان الشيعة ، للإمام السيد محسن الأمين العاملي ( ج 4 ص 215 - 230 ) . 11 - بلاغة علي بن الحسين عليه السلام ، للشيخ جعفر عباس الحائري ( المعاصر ) ( ص 130 - 163 ) . 12 - الإمام زين العابدين عليه السلام للسيد عبد الرزاق المقرم الموسوي ( ت 1391 ه‍ ) ( ص 118 - 135 ) . 13 - حياة الإمام زين العابدين عليه السلام للشيخ باقر شريف القرشي ( المعاصر ) ( ص 477 - 511 ) . 14 - شرح رسالة الحقوق ، للخطيب السيد حسن القبانچي الحسيني فقد شرح الرسالة في مجلدين ، طبعا في النجف ، وأعيدا في قم ( 1406 ) وبيروت . ‹ صفحة 267 › 15 - وتنسب إلى الإمام زيد الشهيد باسم ( الرسالة الناصحة والحقوق الواضحة ) وتشبه أن تكون مختصرة من رسالة الحقوق المروية عن والده الإمام زين العابدين عليه السلام كما جاء في مؤلفات الزيدية ( 2 / 44 ) رقم ( 1608 ) لصديقنا العلامة السيد أحمد الحسيني . وذكر صديقنا الكاتب المعجمي الشيخ عبد الجبار الرفاعي كتاب الحقوق للإمام زيد بن علي ، في كتابه : معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت عليهم السلام ( ج 8 ص 181 ) برقم ( 20453 ) وقال : مخطوط في الجامع الكبير في صنعاء برقم 2364 . كما ذكرها في هذا الجزء بعنوان ( رسالة الحقوق ) برقم ( 20491 ) وأورد طبعاتها ، ومنها : بغداد 1369 هج ( 179 ص ) تحقيق عبد الهادي المختار ، سلسلة حديث الشهر ( 6 ) . والأعمال المؤلفة حول ( رسالة الحقوق ) ضمن ما أورده الشيخ الرفاعي مما كتب عن الإمام السجاد عليه السلام في هذا المجلد هي بالأرقام : * 20372 : رسالة إمام زين العابدين ( بالاردو ) . * 20399 رسالة حقوق إخوان ( ترجمة فارسية ) . * 20400 : رسالة حقوق ( ترجمة فارسية ) . * 20489 : رسالة الحقوق ( ترجمة فارسية ) . * 20490 : رسالة الحقوق ( بالاردو ) . * 20742 : النهجين في شرح رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين عليه السلام ، للشيخ صالح بن مهدي الساعدي . . . سندنا إلى رواية الرسالة : لقد من الله على الأمة الإسلامية ببذل الجهد والعناية في حفظ التراث الإسلامي ، وخصوص الحديث الشريف ، بالمراقبة التامة عليه ، وتحمله بكل دقة وأدائه بكل احتياط ، وقد وفقنا الله تعالى للسلوك في السلسلة الشريفة لرواة الحديث بطريقة الإجازة المتداولة بين الأعلام والمتعارف عليها بين علماء الإسلام ، وبذلك تتصل ‹ صفحة 268 › = = بطرق مشايخنا الكرام إلى رواية هذه الرسالة . فأروي عن مشايخي الكرام وهم عدة ممن لقيتهم من المشايخ ، وأولهم وأعلاهم سندا شيخ مشايخ الحديث في القرن الرابع عشر الإمام الشيخ آقا بزرك الطهراني ( 1293 - 1389 ) وآخرهم سيد مشايخ العصر الحجة النسابة السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي ( 1315 - 1411 ) بطرقهما المتصلة بالعنعنة المقدسة ، إلى ابن طاوس ، وابن شعبة ، والنجاشي ، والصدوق ، والكليني ، أئمة الحديث الذين أثبتوا هذه الرسالة في مؤلفاتهم ، بأسانيدهم التي أثبتناها سابقا . وقد فصلنا ذكر الطرق والمشايخ إلى المؤلفات والأصول والكتب في ثبتنا الكبير ( ثبت الأسانيد العوالي من مرويات الجلالي ) والحمد لله على توفيقه . وبعد : فإن ما نقدمه اليوم هو أوثق ما طبع حتى الآن لهذه الرسالة من النصوص - سواء ما جاء ضمن المؤلفات أم ما طبع مستقلا ؟ - بالنسبة إلى المقارنة الدقيقة بين جميع النسخ والمرويات ، وإلى انتخاب النص الموحد الجامع لكل ما جاء فيها ، وإلى إخراجه وتنظيمه وترقيمه . وأملنا أن نكون بتقديمه ، قد أدينا بعض ما يجب علينا تجاه التراث الإسلامي العزيز ، من واجبات التحمل والصيانة ، والضبط والتحقيق ، والأداء والتبليغ . والحمد لله على نعمه المتواترة ، حمدا كما هو أهله وكما يحب أن يحمد ، ونصلي ونسلم على سيدنا رسول الله محمد ، وعلى الأئمة الأطهار من آله الأخيار أولي العدل والفضل والمجد . حرر في السابع عشر من ربيع المولود عام 1417 ه . وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ‹ صفحة 269 › وهذه مشجرة الأسانيد ، ويظهر منها مدى الارتباط بينها ، وقرب الإسناد وبعده في كل منها ، ومدى أخذ بعض المصادر من الآخر . * * * إطبع المشجرة بالإسكنر ملاحظة : الخطوط المنقوطة تدل على أن السند مستخرج ولم نجده في ثبت أو مصدر ، وتبدأ الأسانيد من الأسفل إلى الأعلى .


 

رد مع اقتباس