الموضوع: حول التشيع
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2010, 07:56 PM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معنى كلمة (الشيعة ) في السياق التاريخي



‹ صفحة 21 › معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي

1 - أقدم نص عثرت عليه ، في التاريخ السياسي الإسلامي ، تضمن كلمة ( شيعة ) ينسب للخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، فمن المعروف أن هذا الخليفة عارض بشدة صلح الحديبية الذي ارتضاه الله للمسلمين ووقعه رسوله .
وكان يرى أن هذا الصلح ( دنية في الدين ) ، حاول جهده لإلغاء تلك المعاهدة حتى لا يعطي ( الدنية في دينه ) ، ولكن محاولاته لم تنجح .
وفي ما بعد عبر عن ذلك بقوله :
( لو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة بالقضية لخرجت )
( 1 ) وفي رواية ثانية ذكرها ابن أبي الحديد : ( أن عمر قد قام مغضبا " وقال : لو أجد أعوانا " ما أعطيت الدنية أبدا " ) ( 2 ) وما يعنينا أن عمر بن الخطاب استعمل كلمة ( شيعة ) وقصد بها جماعة ترى رأيه وتسعى معه لتحقيق هدف مشترك .

وبعبارة أخرى إن عمر قد عنى بكلمة ( الشيعة ) معناها اللغوي المستقر لغة والمتفق مع خطاب القرآن وخطاب الرسول .

2 - واستعملت كلمة ( شيعة ) في صك التحكيم الذي كتب بين الإمام علي بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان . وقد وردت لتدل دلالة كاملة على المعنى اللغوي المستقر في اللغة والمعبر عنه في القرآن والحديث . وجاء في هذا الصك : ( هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب . . . ومن كان معه من شيعته قاض معاوية بن أبي سفيان . . . ومن كان معه من شيعته ) كما قال نصر بن مزاحم برواية محمد بن علي بن الحسين والشعبي ، وروى جابر عن زيد بن الحسين رواية أخرى ، ولكنها تتفق مع الأولى بذكر ( ومن كان معه من شيعته عند ذكرها للإمام علي ، وعند ذكرها لمعاوية ( 3 ) .
‹ صفحة 22 ›

3 - قال الإمام علي في إحدى خطبه ( 1 ) ( . . . حتى يكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة وشيعة لأهل الجهالة ) . وقال عن أهل البصرة ( . . . وأفسدوا علي جماعتي ووثبوا على شيعتي ) ( 2 ) .

4 - زار معاوية بعد أن استبد بالحكم ، بيت عثمان بن عفان ، ولما رأته عائشة ابنة عثمان صاحت وندبت أباها ، كأنها تقول لمعاوية : ( إن معاقبة قتلة عثمان كان هو الشعار الذي رفعته للخروج على الإمام علي بن أبي طالب ، وها أنت قد قبضت على مقاليد الأمور فما الذي يمنعك من معاقبة قتلة أبي ! ( وفهم معاوية المغزى ، فقال لها : ( يا بنت أخي إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حلما " تحته غضب ، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد . . ) . إلى أن قال : ( ومع كل إنسان منهم شيعة ، فإن نكثناهم نكثوا بنا . . ) ( 3 ) . فمعاوية يعبر عن واقع الحال المتمثل بانقسام المجتمع إلى شيع ، ويستعمل كلمة شيعة لتدل على معناها اللغوي والاصطلاحي والتاريخي .
كما جاء في القرآن الكريم .

5 - وبعد انتصار معاوية ومبايعته ليكون خليفة ، أو ملكا " ، على المسلمين استهل عهده بسلسلة من المراسيم الملكية التي وجهها لعماله ، وجاء في بعضها : ( لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وجاء في آخر : ( أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته ) ( 4 ) .

6 - قال معاوية للحسين بن علي عليه السلام يوما " : ( يا أبا عبد الله ، أعلمت أنا قتلنا شيعة أبيك فحنطناهم وكفناهم وصلينا عليهم ودفناهم ؟
فقال الحسين : لكنا والله إن قتلنا شيعتك ما كفناهم ولا حنطناهم ولا صلينا عليهم ولا دفناهم ) ( 5 ) .

‹ صفحة 23 ›

7 - كتب معاوية إلى واليه على الكوفة ، المغيرة بن شعبة ، يوصيه بشتم علي بن أبي طالب وذمه والعيب على أصحابه ، وإقصائهم وعدم الاستماع إليهم إلى أن قال : ( وبإطراء شيعة عثمان . . . ) ( 1 ) .

8 - كتب يزيد بن معاوية إلى واليه عبيد الله بن زياد : ( أما بعد فقد كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل يجمع الجموع . . ) ( 2 ) .

9 - وقال اليعقوبي في تاريخه : ( فقام جماعة من شيعة مروان فقالوا : لتقومن إلى المنبر أو لنضربن عنقك ) ( 3 ) .

10 - أحضر زياد ابن أبيه قوما " ( بلغه أنهم شيعة لعلي ليدعوهم إلى لعن علي ) ( 4 ) .

11 - وصف الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ملخص ما أصاب أهل بيت النبوة إلى أن قال : ( وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام ، فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكل من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره . . ) إلى أن قال :
( حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة على . . . ) ( 5 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 21 ›

( 1 ) راجع : المغازي للواقدي ، 2 / 607 .
( 2 ) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، تحقيق حسن تميم ، 3 / 790 .
( 3 ) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، تحقيق حسن تميم 1 / 437 .
‹ هامش ص 22 ›
( 1 ) راجع نهج البلاغة خطبة 139 .
( 2 ) راجع : المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، دار الأضواء بيروت ص 767 .
( 3 ) راجع البداية والنهاية لابن الأثير ، 8 / 133 نقلا " عن معالم الفتن ، 2 / 188 .
( 4 ) راجع شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ، 3 / 595 ، كما نقلها عن المدائني في كتابة الأحداث .
( 5 ) راجع الكامل لابن الأثير ، 2 / 231 .
‹ هامش ص 23 ›
( 1 ) راجع تاريخ الطبري ، 4 / 188 ، حوادث سنة 51 ه‍ .
( 2 ) المصدر نفسه .
( 3 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 258 .
( 4 ) راجع الكامل لابن الأثير ، 3 / 477 - 478 .
( 5 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 595 تحقيق حسن تميم .



 

رد مع اقتباس