عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2010, 03:26 AM   #26
الشيخ حسن العبد الله
مشرف


الصورة الرمزية الشيخ حسن العبد الله
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الان اتي الى نقاط أثرتها:
اولا وهي انه ما فائدة اثارة موضوع مظلومية الزهراء هل سننصرهم ونعيد اليهم حقهم؟)
ثانيا: (ان اثارة ذلك توجب الفرقة والفتنة)الى اخره
ثالثا : (الناس بنت مجدها وانتم وقفتم على سب ابو بكر وعائشة)

رابعا: (دم الحسين لم يذهب هدرا بل انتصر في الدنيا والاخرة وقتل الله قاتله شر قتله )
خامسا ان مايقال ان الوهابية يكرهون اهل البيت فهذا كذب والله)
سادسا :ذكر اهل البيت تكون بذكر فضائلهم وتضحياتهم وليس نجعلهم سببا لاثارة الفتنة)

الاول: مقتطفات من كتاب ماسات الزهراء
:
:صحيح أن قضية الهجوم على الزهراء، ليست من أصول الدين، لكن ذلك لا يعني أنها ليس لها مساس بناحية العقيدية.. بل هي واحدة من أهم مسائل الإسلام والإيمان لأن تمس قضية الإمام والإمامة بعد رسول الله (ص)، وتعطي للناس رؤية واضحة في أمر لم يزل هو المحور الأساس في الخلافات الكبرى التي وقعت في هذه الأمة في قضايا الدين والعقيدة. إذن فهو حدث تاريخي سإننا نلاحظ ما يلي:

1 ـإذا كان ذلك لا يقع في دائرة إهتمامات هذا أو
____________
1- تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 / 284 ـ 286. تحقيق: حسام الدين القدسي، مطبعة المدني، القاهرة.
الصفحة 132
ذاك، فلماذا هو يحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب على نفي هذا الأمر، أو التشكيك فيه على الأقل ويثير المشكلات، بل هو يتهم الآخرين بأنواع التهم
2 ـلماذا لا يتهم لما جرى على الزهراء؟ ولماذا يكون كسر ضلعها أو إسقاط جنينها سيان بالنسبة إليه.
وهل كل قضية مرت في التاريخ لا يصح أن نهتم لها؟! أو أن اللازم أن لا تقع في دائرة اهتماماتنا؟!
فلماذا إذن اهتم الأئمة والنبي (ص) قبلهم بما يجري على الزهراء(ع)، وبما يجري على الإمام الحسين(ع) وصحبه في كربلاء؟!
وكذلك لا يهتم بما ربما يعد أخطر قضية مفصلية في تاريخ هذا الإسلام العزيز، وله ارتباط مباشر وعضوي في مساره العام على جميع الصعد وفي مختلف المجالات ألا وهو ضرب الزهراء، أو كسر ظلعها.
3 ـإن الذين ارتكبوا ما ارتكبوه بحق الزهراء عليها السلام قد تصدوا لأخطر مقام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مقام الإمامة والخلافة، وقد قال الشهرستاني:
وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة في كل زمان(1).
ويقول الخضري: إن هذه المسألة (2) كانت سببا لأكثر الحوادث التي أصابت المسلمين، وأوجدت ما سيرد عليكم من أنواع الشقاق، والحروب المتواصلة، التي قلما يخلو منها زمن، سواء كان بين بيتين، أو بين شخصين(3).
____________
1- الملل والنحل: ج 1 ص 24. (2) أي إن ترك مسألة الخلافة والاستخلاف من غير حل محدد ترضاه الأمة، وتدفع عنه، كان هو السبب لأكثر الحوادث التي أشار إليها. وقد قلنا ـ تعليقا على كلامه هذا: إذن، كيف جاز للنبي (ص) أن يترك الأمة هكذا هملا، ثم لا يضع حلا لأعظم مشكلة تواجهها، وتسل عليها السيوف، وتزهق لأجلها الأرواح. مع أن شريعته كاملة وشاملة. وقد بين فيها كل ما تحتاجه الأمة، حتى أرش الخدش؟! إن الحقيقة هي أنه (ص) قد بين ذلك، وحدده. ولكن الآخرين لم يقبلوا منه ذلك، وردوا أمر الله سبحانه، فإنا لله، وإنا إليه راجعون..
3- محاضرات في التاريخ الإسلامي: ج 1 ص 167.
الصفحة 134
ومن الواضح:أن معرفة هؤلاء الذين أبعدوا أهل البيت عن مقاماتهم، وأزالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها وظهور أمرهم ووضوح مدى جرأتهم على الله سبحانه، وعلى رسوله أمر ضروري ومطلوب لكل مسلم، لأن ذلك يمس أخطر قضية في تاريخ الإسلام.
وبعبارة أوضح:إن لوازم الحدث هي التي ترتبط بالعقيدة، وإن لم يكن ذات الحدث يرتبط بها، فمثلا حينما نقرأ في القرآن عن زوجة لوط عليه السلام: أنها قد وشت بضيوف زوجها لقومها، الذين يسعون إلى ارتكاب الفاحشة مع الرجال.
قد نتعجب، ونقول:هل يليق بالقرآن أن يؤرخ لقوم لوط في خصوص هذه الخصلة السيئة والدنيئة؟!.
وهل يمكن لأحد أن يقول:
إنني لا أهتم شخصيا بهذا الأمر التافه المذكور في القرآن؟!
أم أننا نفهم القضية بطريقة أخرى، فنقول: لو كان الله سبحانه يريد أن يؤرخ لقوم لوط، لكان أرخ لسائر الشعوب كالفينيقيين والكلدان والآشوريين، والرومان، والساسانيين، وغيرهم، ولكنا رأيناه يتحدث عن كثير من سياساتهم وشؤونهم وما مر بهم من أحداث كبيرة وخطيرة. ولكن ذلك لم يكن، فاقتصاره على خصوص هذا الأمر بالنسبة لخصوص قوم لوط يدلنا على أنه سبحانه وتعالى قد أراد لنا أن نستفيد من لوازم الحدث أمورا قد يكون لها مساس بالعقيدة، أو بالشريعة، أو بالمفاهيم الأخلاقية والحياتية في أكثر من مجال؟!
إننا لا شك سوف نتجه هذا الاتجاه الثاني، ونبحث عن كل تلك اللوازم، والحيثيات والمعاني التي أراد لنا القرآن أن نعيشها، وأن
الصفحة 135
نلتفت إليها في ما حكاه لنا عن امرأة لوط وقومها، لنستفيد منها المزيد من المعرفة والوعي، والمزيد من الإيمان، والمزيد من الطهر والصفاء.
ونجد في هذه القضية أكثر من معنى حياتي هام جدا. لا بد لنا من الإطلاع عليه، وتثقيف أنفسنا به، ويكفي أن نشير إلى ما تحمله هذه القصة ـ بعد الإلفات إلى بشاعة فعلهم ذاك ـ من تحد قوي، من قتل المرأة، والزوجة، التي لم تكن تملك قدرات علمية، وفكرية بمستوى، تتحدى رجلا، نبيا، يملك كل القدرات والطاقات، وخصوصا قدرة التحدي في مجال الاقناع، وفي أمر يملك الدافع لمقاومته من خلال الدين، والعقيدة والقداسة والأخلاق، والعنفوان الإنساني، حيث كان التحدي له في ضيوفه(ع)، وفيما يمس الشرف، والكرامة والدين، والأخلاق، والرسالة...
خلفيات صرحت بها الكلمات:
وقضية الزهراء أيضا،وما جرى عليها بعد رسول الله (ص) سيكون حدثا تاريخيا مفيدا جدا من حيث دلالاته الالتزامية، إذ فرق بين أن يقال لك: إن الذين اغتصبوا الخلافة قد ضربوا الزهراء(ع) فور وفاة أبيها إلى درجة أنهم أسقطوا جنينها، وكسروا ضلعها الشريف، إلى غير ذلك مما هو معروف، وبين أن يقال لك كما يقول البعض: إنهم ما زادوا على التهديد بإحراق بيتها.
ثم يقال لك:إنهم كانوا يحترمونها، ويجلونها، أو على الأقل يخشون من الإساءة إليها بسبب موقعها واحترام الناس لها، الأمر الذي يعني إن تهديدهم لها صوري لا حقيقة له، ثم يتسع المجال لمن
الصفحة 136
يريد أن يقول لك بعدها: إنهم في أمر الخلافة، قد اجتهدوا فأخطأوا.
ثم هو يقول لك مرة أخرى، لكي يمهد لإقناعك بأنهم مأجورون على غصب الخلافة:
إن النبي (ص) نص على علي عليه السلام، لكن الصحابة قد فهموا ذلك بطريقة أخرى .
أي أن القضية لم تكن عدوانا، ولا هي غصب حق معلوم، وإنما كانت مجرد سوء فهم لكلام الرسول (ص)، ولم يكن سوء الفهم هذا منحصرا بالمعتدين، والغاصبين، بل الصحابة كلهم قد فهموا نفس ما فهمه الغاصبون حيث يقال لك في مورد آخر: إن النبي (ص) قد نص على علي عليه السلام يوم الغدير، لكن طبيعة الكلام الذي قاله النبي تجعل الناس في شك.
إذن، هم يريدون منك أن تقول ألف لكي تقول باء ، ثم ينتزعون منك التاء وهكذا إلى الياء ..
العقبة الكؤود:
وأعظم عقبة تواجه هؤلاء هي ضرب الزهراء(ع)، وإسقاط جنينها، وإحراق بيتها، واقتحامه بالعنف والقسوة البالغة، دونما مبرر مقبول أو معقول. ولو أن عليا هو الذي كان قد واجه القوم لأمكن أن تحل العقدة، باتهامه بأنه هو المعتدي على المهاجمين (!!).
ويزيد الأمر تعقيدا ما قاله النبي (ص) في حق فاطمة عليها السلام، وكون هذه الأمور قد حصلت فور وفاته صلى الله عليه وآله،
الصفحة 137
وفي بيت الزهراء بالذات، وبطريقة لا يمكن الدفاع عنها أو توجيهها.
فإن ما فعلوه مخالف للشرع والدين من جهة، ومخالف للأخلاق الإنسانية وللوفاء لهذا النبي الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور، وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها من جهة أخرى.
ثم هو يصادم المشاعر النبيلة والعواطف والأحاسيس الإنسانية، وهو يصادم الوجدان، والضمير أيضا، وكل الأعراف وكل السجايا وحتى العادات، من جهة ثالثة.
ويراد لمرتكب هذه الأمور العظيمة أن يجعل إماما للأمة، وفي موقع رسول الله (ص)، وأن يؤتمن على الدين، وعلى الإنسان، وعلى الأخلاق، والقيم، وعلى أموال الناس، وأعراضهم وأن يوفر لهم الأمن والكرامة والعزة، وأن يربي الناس على الفضيلة والدين والأخلاق.
فإذا كان نفس هذا الشخص يرتكب ما يدل على أنه غير مؤهل لذلك كله، لأن ما صدر منه قد لامس كل ذلك بصورة سلبية صريحة، فإن ذلك يعني أن معرفة هذه العظائم تصبح ضرورية لكل الناس الذين يجدون لهذا الشخص أثرا في كل الواقع الفكري، والسياسي والمذهبي الذي يعيشونه، وله دور حساس في كل مفاهيمهم وفي كل واقعهم الديني، والإيماني، بل وحتى على مستوى المشاعر والأحاسيس.
إذن، فإن ما صدر عن هذا الشخص ليس أمورا شخصية تعنيه هو دوننا، إذ أن ما ارتكبه لم يكن مجرد نزوة عارضة، أو شهوة جامحة، بل هو يعبر عن روحيته، وعن نظرته لتعاليم الدين، وعن قيمة رسول الله (ص) في نفسه، وعن قسوته وعن حقيقة مشاعره الإنسانية، وأحاسيسه البشرية، وعن أخلاقياته، وعن قيمه، وليست القضية هي أنه اجتهد فأخطأ فله أجر، أو أصاب فله أجران(1)، كما رواه لنا أتباع مدرسة الخلفاء، وأخذناه عنهم، وصرنا نردده من دون تثبت، ثم إنهم بنفس هذه القاعدة (!!) برروا لنا قتال عائشة ومعاوية لعلي عليه السلام، وثبت لهما الآجر الواحد بقتاله، وبقتل عشرات الألوف من المؤمنين والمسلمين.
بل قد ادعوا:أن عبد الرحمان بن ملجم قد اجتهد فأخطأ في قتل علي، فهو مأجور أجرا واحدا على جريمته (2) وأبو الغادية قاتل عمار بن ياسر أيضا قد اجتهد فأخطأ، فهو مأجور أجرا واحدا على قتل عمار (3).
فقضية الزهراء إذن أساسية في حياتنا الفكرية والإيمانية، ولها ارتباط بأمر أساسي في هذا الدين، فلا ينبغي الاستهانة بها، أو التقليل من أهميتها.
اجتهد فأخطأ؟!:
وبعد:فإن أول من طرح مقولة الاجتهاد، والخطأ في الاجتهاد، لتبرير جرائم ارتكبها الآخرون هو ـ فيما نعلم ـ الخليفة الأول، حينما طالبه الخليفة الثاني بإصرار بمعاقبة خالد بن الوليد لقتله الصحابي
____________
1- هذه الرواية رويت من غير طرق الشيعة في الأكثر..
2- المحلى: ج 10 ص 484. والجوهر النقي: (مطبوع بهامش سنن البيهقي)، ج 8 ص 58 عن الطبري في التهذيب.
3- الفصل: ج 4 ص 161.
الصفحة 139
المعروف مالك بن نويرة، حينما امتنع عن الاعتراف بشرعية الحكم الجديد، وأصر على الالتزام بالوفاء للخليفة الذي أقصي عن موقعه، ثم نزا على امرأة ذلك القتيل في الليلة التي قتله فيها بالذات، فإن أبا بكر أطلق في هذه المناسبة بالذات كلمته المعروفة: تأول فأخطأ أو اجتهد فأخطأ(1).
ثم جاء من روى حديثا يجعل لمن أصاب في اجتهاده أجرين، وللمخطئ أجرا واحدا، كما رواه عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وعمر بن الخطاب (2).
وكانت هذه المقولة بمثابة الاكسير الذي يحول التراب الى ذهب، بل هي أعظم من الاكسير، فقد بررت أفظع الجرائم وأبشعها، حتى جريمة قتل الأبرياء في الجمل، وصفين، وقتل علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر كما قدمنا، ثم بررت جريمة لعن علي(ع) على ألوف المنابر ألف شهر، ثم جريمة قتل الحسين(ع) وذبح أطفاله، وسبي عقائل بيت الوحي وسوقهن من بلد إلى بلد.. إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه..
ومن أجل تتميم الفائدة وتعميمها، فقد منح جيل من الناس
____________
1- وفيات الأعيان: ج 6 ص 15 والمختصر في أخبار البشر: ج 1 ص 158 وروضة المناظر، لمحمد بن الشحنة (مطبوع بهامش الكامل في التاريخ): ج 7 ص 167 والكامل في التاريخ: ج 3 ص 49 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: ج 1 ص 179، وتاريخ الطبري ط ليدن: ج 4 ص 1410. (2) راجع: مسند أحمد ج 4 ص 198 و 204 وراجع: ص 205 وراجع: ج 2 ص 187 وراجع: صحيح البخاري ج 4 ص 171، وصحيح مسلم: ط دار إحياء التراث العربي، ج 3 ص 1342 وسنن أبي داود: ج 3 ص 299 والجامع الصحيح للترمذي: ج 3 ص 615 والمحلى: ج 1 ص 69 / 70.
الصفحة 140
بأكمله وسام الاجتهاد(1)، الذي يبرر له كل أخطائه، مع أن فيهم مرتكب الزنا، وشرب الخمر، والقتل، والسرقة، وغير ذلك فضلا عن الخروج على إمام زمانه، ثم فيهم العالم والجاهل إلى درجة أنه لا يحسن أن يتوضأ، أو أن يطلق امرأته.
بل لقد قالوا: إن ما فعلوه كان بالاجتهاد والعمل به واجب، ولا تفسيق بواجب (2).
بل قال البعض:يجوز للصحابة العمل بالرأي في موضع النص، وهذا من الأمور الخاصة بهم دون غيرهم(3).
إلى أمور ومقولات كثيرة تحدثنا عنها في كتابنا الصحيح من سيرة النبي (ص) في الجزء الأول منه، فراجع..





 

رد مع اقتباس