عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2015, 09:43 AM   #5
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مجلس عزاء الإمام الحسين(ع) 5




لقد أثار الأشعث فتنة الخوارج! ولكنّه لم ينصر أمير المؤمنين(ع) في حرب نهروان!

الأشعث الذي مال قلبه إلى الطرف الآخر، أثار فتنة الخوارج. وأنا أشير هنا إلى أحد أفعاله في هذا المجال. لقد انفصل ستة آلاف نفر وقالوا: «إنا أذنبنا ذنبا عظيما بالتحكيم و قد تبنا فتب إلى الله كما تبنا نعد لك فقال علي ع أنا أستغفر الله‏ من‏ كل‏ ذنب‏ فرجعوا معه» [شرح نهج البلاغة لأبي الحديد/ج2/ص279]

فسمع الأشعث بذلك فقال: «فأتى الأشعث عليا ع فقال يا أمير المؤمنين إن الناس قد تحدثوا أنك رأيت الحكومة ضلالا و الإقامة عليها كفرا فقام علي‏ ع يخطب فقال من زعم أني رجعت عن الحكومة فقد كذب و من رآها ضلالا فقد ضل فخرجت حينئذ الخوارج من المسجد فحكمت‏» [شرح نهج البلاغة لأبي الحديد/ج2/ص279] يقول ابن أبي الحديد: «کُلُّ فَسَادٍ کَانَ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ کُلُّ اضْطِرَابٍ حَدَثَ فَأَصْلُهُ الْأَشْعَثُ» [المصدر نفسه]

وحري بالذكر أن الأشعث لم يشايع أمير المؤمنين(ع) في محاربة الخوارج. هو الذي أجج فتنة «الخروج على الحاكم» ولكن بعدما عزم أمير المؤمنين(ع) على حلّ هذه الفتنة ولكنّه تخلّف عن جيش أمير المؤمنين(ع) بذرائع كاذبة؛ «لَمَّا أَرَادَ عَلِيٌّ أَنْ يَسِيرَ إِلَى النَّهْرَوَانِ اسْتَنْفَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يُعَسْكِرُوا بِالْمَدَائِنِ‏ فَتَأَخَّرَ عَنْهُ شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ وَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ وَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ‏ وَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ وَ قَالُوا أَ تَأْذَنُ لَنَا أَيَّاماً نَتَخَلَّفُ عَنْكَ فِي بَعْضِ حَوَائِجِنَا وَ نَلْحَقُ بِكَ فَقَالَ لَهُمْ قَدْ فَعَلْتُمُوهَا سَوْأَةً لَكُمْ‏ مِنْ‏ مَشَايِخَ‏ فَوَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ حَاجَةٍ تَتَخَلَّفُونَ عَلَيْهَا وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَ سَأُبَيِّنُ لَكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُثَبِّطُوا عَنِّي النَّاس‏» [الخرائج/ج1/ص226]

لقد سبب الأشعث في تأجيل حرب صفين بذريعة أولويّة محاربة الخوارج، ولكنه تخلّف عن النهروان

العجيب أنّ أمير المؤمنين(ع) لم يكن بصدد مواجهة الخوارج، بل كان عازما على الاستمرار بحرب صفّين، إذ قد أخلف القوم وعدهم مع أبي موسى الأشعري، ولذلك فكان أمير المؤمنين(ع) عازما على إنهاء حرب صفين. ولكن الأشعث كان يرى أن الأولى تصفية الخوارج إذ لا أمان على الأهل والعيال مع وجودهم؛ «فلمّا بلغ عليّا قتلهم عبدالله بن خباب، واعتراضهم الناس، بعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم ، وينظر ما بلغه عنهم ، ويكتب به إليه ولا يكتمه . فلما دنا منهم يسائلهم قتلوه ، وأتى عليا الخبر والناس معه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا ؟ سر بنا إلى القوم ، فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام. وقام إليه الأشعث بن قيس ، وكلّمه بمثل ذلك» [تاريخ الطبري/ج5/ص82]

كان الأشعث يعلم بأنه لو شارك في حرب نهروان مع أمير المؤمنين(ع) وتلطّخت يده بدماء أربعة آلاف خارجيّ لما تسنّى له القيام بنشاطاته الآتية. ثم خدع الأشعث ابن ملجم والذي كان أحد أفضل أنصار أمير المؤمنين(ع) بحسب الظاهر طبعا. قال له: انظر كم من دماء جرت في هذه الحرب! مع أن الأشعث كان أحد أركان فتنة الخوارج. ولكنّه أخذ ينعى يتامى الخوارج وأراملهم لابن ملجم حتى قَلَبه رأسا على عقب. ففي الواقع شحن أبن ملجم لقتل أمير المؤمنين(ع). «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيسٍ شَرِكَ فِي دَمِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِين» [الكافي/8 /167] «و عَلَى يدَي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِي لَعَنَهُ اللَّهُ وَ قَدْ عَاوَنَهُ وَرْدَانُ بْنُ مُجَالِدٍ مِنْ تَيمِ الرَّبَابِ وَ شَبِيبُ بْنُ بَجْرَةَ وَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيسٍ» [المناقب/3/ 307]

6ـ الرجل السهل الاختراق الآخر هو أبو موسى الأشعري/ ما هي العلاقة بين أبي موسى الأشعري وبين السامري؟

الرجل السهل الاختراق الآخر الذي يجب أن ندرس شخصيّته جيّدا هو أبو موسى الأشعري. طبعا لا يستحقّ هذا الرجل أن يؤلّف كتاب بشأنه، ولكنّه يستحقّ اللعن فقد كان أمير المؤمنين(ع) يلعنه في صلواته. [راجع الأمالي للطوسي/ ص725] لقد كان أبو موسى رجلا مغفّلا [وقعة صفين/545] وضعيف العقل [إرشاد القلوب/ج2/ص249] فلمّا خدعوه في قضيّة التحكيم كان يقول: « قَدْ حَذَّرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ غَدْرَةَ الْفَاسِقِ وَ لَکِنْ اطْمَأْنَنْتُ إِلَيهِ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَنْ يؤْثِرَ شَيئاً عَلَى نَصِيحَةِ الْأُمَّة» [وقعة صفين/546] فقد كان جاهلا إلى هذا الحدّ.

عندما أذكر أبا موسى الأشعري، أتذكر شبهه وعلاقته مع شخص آخر، فهي علاقة بارزة ومهمّة جدّا ولابدّ من تسليط الأضواء عليها.

إن السامري هو الذي أضلّ قوم بني إسرائيل بعد ما رأوه من عظيم المعاجز

في قصّة النبي موسى(ع) أنتم تواجهون ظاهرة غريبة ونادرة جدّا باسم «السامري»! لقد كان قوم بني إسرائيل تحت أشدّ أنواع القمع والتعذيب. لقد ارتفع دويّ ضجيجهم في التاريخ لتعجيل فرجهم فعجّل الله في فرجهم حوالي مئة و سبعين سنة؛ «فَلَمَّا طَالَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ الْعَذَابُ ضَجُّوا وَ بَکَوْا إِلَى اللَّهِ ... فَحَطَّ [الله] عَنْهُمْ سَبْعِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ» [تفسير العياشي/ج2/ص154] إن قوم بني إسرائيل هم الذين أنجاهم الله سبحانه وتعالى عبر أكبر وأعظم معجزة ـ ملموسة على الأقل ـ في القرآن، وغرق فرعون وجنوده جميعا في ساعة واحدة. فهم قد شاهدوا بأعينهم معاجز عظيمة وبركات خاصّة.

لقد طالب الحواريّون بمائدة من السماء أو رغيف خبز فانظروا ماذا فعل الله بهم! )قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمين‏( [المائدة/115]

إن المعاجز التي شاهدها قوم بني إسرائيل كانت من الكثرة والوضوح بمكان بحيث كأنهم كانوا جالسين في الفندق ويوصّون المعاجز كما يشاءون! كانت تأتي المعاجز واحدة تلو الأخرى فأوحى الله إلى موسى أن (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ) [البقرة/60] يجب أن نحكي قصص قوم بني إسرائيل لأطفالنا عبر أفلام الكارتون، لأنها قصص غريبة ويكاد الإنسان أن لا يصدّق أن الله قد أظهر هذا الكم من المعاجز.

بالرغم من كلّ هذه المعاجز التي عاشها قوم بني إسرائيل، استطاع أن يضلّهم شخص باسم السامري. فهو ظاهرة غريبة يجب أن تدرس! فقد استطاع أن يبدّل ذلك القوم إلى عبدة العجل. ألا تجدر هذه القصص بالتفكّر والتدبّر؟ فليت شعري من هذا الإنسان الذي استطاع أن ينسي القوم كلّ هذا المعاجز العظيمة والواضحة ويجرّهم إلى عبادة العجل؟!

كان أبو موسى الأشعري سامري أمّة النبي(ص)/ كان شعار سامري أمة النبي(ص) «لا قتال»/ شعار «لا قتال» هذا هو الذي إدّى إلى جريمة كربلاء

لقد جاء في رواياتنا أن أحد الأشخاص الذي كان سامري هذه الأمّة هو أبو موسى الأشعري. فقد روي عن النبي(ص): «وَ فِرْقَةٌ مُدَهْدَهَةٌ عَلَى مِلَّةِ السَّامِرِي لَا يقُولُونَ «لا مِساسَ» لَکِنَّهُمْ يقُولُونَ «لَا قِتَالَ»، إِمَامُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيسٍ الْأَشْعَرِي‏» [أمالي الصدوق/ص30]

ما الفرق بين هذا السامري (أبو موسى) وبين سامري قوم موسى؟ لقد رفع سامريّ قوم موسى شعار «لا مساس» بينما هذا رفع شعار «لا قتال» [أمالي المفيد/ 30] هذا هو شعار سامريّ أمة النبي وأتباعه، ولكنهم تسبّبوا في أفجع الحروب وأكثرها أجراما. كان شعار سامري هذه الأمّة «لا قتال». وبعد أبي موسى أيضا احتل شخص آخر هذا المنصب التعيس وأصبح سامريّ هذه الأمة! وقد رفع شعار «لا قتال» أيضا. لقد سبّب هذا الشعار في كوارث وجرائم كثيرة منها واقعة كربلاء.

واللطيف أن أبا موسى أيضا كان ناجحا في سياسة التحزيب والتمزيق. حتى وصل الأمر به إلى أن كتب أمير المؤمنين(ع) إليه كتابا شديدا مليئا بالتهديد: «مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيسٍ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ قَوْلٌ هُوَ لَكَ وَ عَلَيكَ...» [نهج البلاغة/الكتاب 63]

عدّة نقاط حول الاختراق/ 1ـ في سبيل فهم قضية الاختراق يجب أن تفهم قضيّة العدوّ أوّلا

كان هؤلاء من العناصر السهلة الاختراق. هنا اسمحوا أن نخرج من التاريخ وأطرح بعض النقاط حول قضية الاختراق:

النقطة الأولى: قبل القبول بحقيقة الاختراق يجب أن نقرّ بوجود العدوّ. في سبيل أن يدرك شبابنا هذه الحقيقة المتمثّلة بالعدوّ اللدود للإنسان، أذكّرهم بهذه المعلومة التي يعرفونها جيّدا وهي أن الله قد خلق عدوّ النبيّ آدم قبل خلقه بآلاف السنين. فوجود العدوّ في حياتنا نحن أبناء البشر أمر جادّ جدّا. يمكن كتابة هذه الجملة عشر مرّات ولكن لا حاجة لأي شرح. في سبيل أن نتفهّم قضيّة الاختراق جيّدا، يجب أولا أن نفهم قضيّة العدو.

هل لنا عدو؟ لقد تحدّث الله في القرآن الكريم عن الشيطان 88 مرّة. وقد أكّد 25 مرّة على أن الشيطان عدوّ لكم. وأنا لا أدري هل قد وعّينا شبابنا بهذه الحقيقة ولو على قدر درس يكرّر التأكيد على وجود عدوّ لدود لدنيانا وآخرتنا بمقدار 25 مرّة على الأقل. فهل نحن نقوم بتوعية شبابنا في هذا المجال؟ فعلى الذين يريدون أن يتفهّموا حقيقة الاختراق أن يدرسوا حصّتين دراسيّة في موضوع قضيّة العدوّ، وأن يقرّوا بوجوده.

2ـ يجب أن نعرف طرق العداء وأساليب العدوّ في الاختراق/ آية الله بهجت(ره) في أواخر عمره: كل ما تلقيناه من صدمات فكان بسبب الاختراق

ثانيا يجب أن يتعرّفوا على طرق العدوّ في العداء. إن أسلوب عدوّنا يعني إبليس وباقي الشياطين الصغار والكبار هو الأسلوب الذي تحدّث عنه أمير المؤمنين(ع) حيث قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وحَذَّرَکُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِياً وَ نَفَثَ فِي الْآذَانِ نَجِيا» [نهج‌البلاغة/الخطبة 83]

لابدّ من معرفة أساليب الاختراق. أنا في سبيل أن لا أطيل عليكم أرجعكم إلى كلام آية الله العظمى الشيخ بهجت(ره) حول الاختراق. لقد أكّد سماحته في أواخر باب الجهاد في درس خارج الفقه على أن كل ما تلقّيناه من صدمات فكان بسبب الاختراق. وقد شرح بعض مصاديق الاختراق من اختراق بيوت العلماء إلى اختراق بعض السياسيّين. لقد حذّر سماحته في عام 1992 عن الاختراق بعبارة لا أقرؤها عليكم، إذ لا أريد أن أتكلم بما يثير سوء الفهم أو حساسيّة، وإنما بودّي أن أنقل لكم فحوى كلامه فهو كان يحذّر بشكل صريح ويقول: يجب الحذر إذ لا ينفكّ العدو عن الاختراق. [لقاء الشيخ ريشهري مع آية الله بهجت، زمزم عرفان باللغة الفارسية، ص291]

أرجو الشباب، إذ قد كثرت وسائل التواصل وقد تسنّى إيصال كلمة الحقّ بسهولة. فهناك عشرات الكلمات لسماحة الشيخ بهجت(ره) قد نشرت في مختلف الكتب التي جمعت أقواله وكلماته في هوامش دروسه ولقاءاته. فانظروا كيف كان يتعامل بكل تألمّ مع قضيّة الاختراق.


يتبع إن شاء الله...





 

رد مع اقتباس