06-22-2010, 08:07 PM
|
#5
|
خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1
|
تاريخ التسجيل : May 2010
|
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
|
المشاركات :
2,305 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ظاهرة الشيع وتعددها في كل مجتمع
نشوء الشيع ( جمع شيعة ) ، أي الفرق أو الجماعات أو الأحزاب ، وتعددها ظاهرة بشرية عامة وشاملة لم يخل منها مجتمع بشري قط ، قديما " وحديثا " . وقد تزامن قيام الشيع وتعددها مع نشوء ظاهرة السلطة بمعناها الواسع وقيامها ، فوجدت الظاهرتان معا " ، وصارتا من الصفات المميزة لأي مجتمع بشري .
والسبب في ذلك أن الوصول إلى السلطة عزيرة المنال ، ويستحيل إدراكها بالجهد الفردي ، ولا يمكن أن تنال إلا عن طريق الغلبة والتغلب ، سواء بالقهر والقوة ( نحن مع من غلب ) أو عن طريق الانتخاب .
وتظهر الشيع بوصفها وسائل رئيسية موثرة لتحقيق الغلبة والتغلب بشقيها آنفي الذكر .
أما تعدد الشيع فيعود إلى تضارب مصالح الأفراد والجماعات ، واختلاف الآراء والأفكار والوسائل والتفاوت في الثقافات واليقين ، وما في النفس من نوازع الحسد والرغبة بالتسلط ، وممارسة الشر ، ومن تقديم العاجلة على الآجلة ، ومن الإصرار على تجاهل الأمر الإلهي ، وإرغام أنف الشيعة المؤمنة القائمة عليه ، ومن نفور الشيع من فكرة الجزم واليقين التي تنادي بها قيادة الشيعة المؤمنة ، وارتياحها لفكرة الظن والتخمين المنبع الوحيد لتصوراتها وعقائدها . ويمكن القول ، وبكل ارتياح ، إن ظاهرة الشيع وتعددها تعطي معنى ظاهرة الحزبية لتشابه التركيبة والأهداف والبنى .
وقد لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن التاريخ السياسي البشري ما هو إلا ثمرة الصراع بين الشيع ، وكل الشيع تطمع في الاستيلاء على السلطة وحيازتها لهم هذا الصراع لصالحها ، ولم ينته هذا الصراع طوال التاريخ ولم يبرح المجتمع مكانه ، فكأنه يدور في حلقة مفرغة لا تشهد إلا نشوء الشيع وقيامها وتبعثرها وتعاقبها على السلطة . وإصرارها على استبعاد الشيعة المؤمنة التي تمثل الخط الإلهي ، والتي لم يخل منها مجتمع قط عبر التاريخ بغض النظر عن القلة والكثرة .
|
|
|