[ تدبير النبي ص وتدبير الشيع ]
مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - ص 31
تدبير النبي وتدبير الشيع العربية علم النبي اليقيني بما تدبره الشيع العربية كان النبي الكريم على علم يقيني بكليات ما يجري في الخفاء وتفاصيله وبتوجهات الحركة العامة للأحداث . فقد وضع الله تعالى أمام نبيه صورة متكاملة للماضي والحاضر والمستقبل ، وقد حوت هذه الصورة أدق التفاصيل . كان النبي يعلم أن الشيع وفتنتها المظلمة تنتظر موته لتبطش بطشتها الكبرى ، فتعيد ترتيب كل شئ حسب سيرته الجاهلية الأولى ، ولكن بلباس الإسلام .
وكان يعلم أن النوايا الجرمية قد تشكلت بالفعل ، وأخذت صورتها النهائية في قلوب قادة الشيع وضمائرهم ، وهو يعلم حجم تأثيرها على سير الأحداث ، لأن هذه الشيع شكلت الأكثرية الساحقة من أفراد المجتمع الإسلامي .
ومما زاد الأمر تعقيدا " أن هذه الأكثرية تتلفظ بالشهادتين ، وتقوم ظاهريا " بكل ما يطلبه الإسلام منها ، وتظهر الرضي بقيادة النبي وولايته وقبولهما ، وتتظاهر بالالتزام التام بكل أوامره وتوجيهاته في الوقت الذي تخفي فيه نواياها الجرمية ، وتخفي فيه الحقد على محمد وآل محمد ، والكفر بكل ما جاء به وما يرمز إليه .
ولكن هذا العلم اليقيني الدقيق لم يتأت للنبي نتيجة تحليله الشخصي الدقيق للموقف فحسب ، وإنما هو علم إلهي سابق لوقوع الأحداث اختص الله به تعالى نبيه ، ما يجعل استعمال القوة - على فرض وجودها - غير مسوغ وفق قواعد العدل الإلهي ، فكيف يعاقب النبي على نوايا جرمية ! ؟
صحيح أن هذه النوايا قد أخذت صورتها النهائية ، ولكنها ما زالت مخفية في قلوب أصحابها ! وكيف يعاقب النبي الشيع على أفعال لم تدخل حيز التنفيذ ولم تقع بعد ! ؟ وهذا أمر لا يتفق مع طبيعة العدل الإلهي ، ولا مع طبيعة شخصية الرسول ، وطبيعة الدولة التي يقودها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .