عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2011, 08:26 AM   #3
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 126 - 130
* ( معنى الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربه بهن فأتمهن ) * 1 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات ، قال : حدثنا محمد بن زياد الأزدي ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال سألته عن قول الله عز وجل : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ( 3 ) " ما هذه الكلمات ؟ قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، وهو أنه قال : يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم ، فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله : " أتمهن " ؟ قال يعني أتمهن إلى القائم عليه السلام إثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام . قال المفضل : فقلت له : يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل : " وجعلها كلمة باقية في عقبة ( 4 ) " ؟ قال يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة . قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام : إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في ‹ صفحة 127 › صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك ؟ فإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لان الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . ولقول الله تعالى ( 1 ) : " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " وجه آخر وما ذكرناه أصله . والابتلاء على ضربين : أحدهما مستحيل على الله - تعالى ذكره - والآخر جائز فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه وهذا مالا يصلح ( 2 ) لأنه عز وجل علام الغيوب ، والضرب الاخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز وجل أنه لم يكل أسباب الإمامة الا إلى الكافي المستقل الذي كشفت الأيام عنه بخبره . فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه ، ومنها اليقين وذلك قول الله عز وجل : " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ( 3 ) " ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب ( 4 ) والقمر والشمس فاستدل بأفول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه ( 5 ) ، ثم علمه عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عز وجل : " فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم ( 6 ) " وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي صلى الله عليه وآله لما قال لأمير المؤمنين عليه السلام : " يا علي أول النظرة لك والثانية عليك ولا لك " ، ومنها الشجاعة وقد كشفت الأيام عنه بدلالة قوله عز وجل : " إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من ‹ صفحة 128 › الشاهدين * وتا الله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ( 1 ) " ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عز وجل تمام الشجاعة ، ثم الحلم مضمن معناه في قوله عز وجل : " إن إبراهيم لحليم أواه منيب ( 2 ) " ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله : " وأعتزلكم وما تدعون من دون الله - الآية - " ( 3 ) ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عز وجل : " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ( 4 ) " ودفع السيئة بالحسنة وذلك لما قال له أبوه : " أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ( 5 ) " فقال في جواب أبيه : " سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ( 6 ) " والتوكل بيان ذلك في قوله : " الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ( 7 ) " ، ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله : " رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ( 8 ) " يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز وجل ولا يحكمون بالآراء والمقائس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين ( 8 ) " أراد في هذه الأمة الفاضلة فأجابه ‹ صفحة 129 › الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام و ذلك قوله : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا ( 1 ) " ، والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقدف به في النار ، ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل ، ثم المحنة بالأهل حين خلص الله حرمته من عرارة القطبي في الخبر المذكور في هذه القصة ( 2 ) ، ثم الصبر على سوء خلق سارة ، ثم استقصار ( 3 ) النفس في الطاعة في قوله : " ولا تخزني يوم يبعثون ( 4 ) " ثم النزاهة في قوله عز وجل : " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ( 5 ) " ، ثم الجمع لأشراط ( 6 ) الكلمات في قوله : " إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( 7 ) " فقد جمع في قوله : " محياي ومماتي لله " جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا يعزب عنها عازبة ( 8 ) ولا يغيب عن معانيها غائبة ، ثم استجاب الله عز وجل دعوته حين قال : " رب أرني كيف تحيي الموتى ( 9 ) " وهذه آية متشابهة معناها : أنه سأل عن الكيفية ، والكيفية من فعل الله عز وجل متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ولا عرض في توحيده نقص ، فقال الله عز وجل : " أولم تؤمن قال بلى ( 9 ) " هذا شرط عام من آمن به متى سئل واحد منهم " أولم تؤمن " ؟ وجب أن يقول : " بلى " كما قال إبراهيم ، ولما قال الله عز وجل لجميع أرواح بني آدم : " ألست بربكم قالوا بلى ( 10 ) " كان أول من قال " بلى " محمد صلى الله عليه وآله فصار بسبقه إلى " بلى " سيد الأولين والآخرين ، وأفضل النبيين والمرسلين . فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم ‹ صفحة 130 › فقد رغب عن ملته ، قال الله عز وجل : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " ( 1 ) ثم اصطفاء الله عز وجل إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة ( 2 ) أنه من الصالحين في قوله عز وجل : " ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ( 3 ) " والصالحون هم النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، الآخذين ( 4 ) عن الله أمره ونهيه ، والملتمسين للصلاح من عنده ، والمجتنبين للرأي والقياس في دينه في قوله عز وجل : " إذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ( 5 ) " ، ثم اقتداء من بعده من الأنبياء عليهم السلام به في قوله : " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ( 6 ) "

معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 130 - 131

وفي قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ( 7 ) " وفي قوله عز وجل : " ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل ( 8 ) " واشتراط كلمات الامام مأخوذة ( 9 ) مما تحتاج إليه الأمة من جهة مصالح الدنيا والآخرة وقول إبراهيم عليه السلام : " ومن ذريتي ( 10 ) " " من " حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الإمامة ومنهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر [ أ ] وللمسلم الذي ليس بمعصوم ، فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين ، والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ، ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص ( 11 ) ، ثم المعصوم هو الخاص الأخص ولو كان للتخصيص ‹ صفحة 131 › صورة أربى عليه ( 1 ) لجعل ذلك من أوصاف الامام وقد سمى الله عز وجل عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده . ولما صح أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالإمامة وجب على محمد صلى الله عليه وآله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عز وجل إليه وحكم عليه بقوله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا " - " الآية " - ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ( 2 ) " جل نبي الله عليه السلام عن ذلك ، فقال الله عز وجل : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا ( 3 ) " . وأمير المؤمنين عليه السلام أبو ذرية النبي صلى الله عليه وآله ووضع الإمامة فيه ووضعها في ذريته المعصومين بعده . قوله عز وجل : " لا ينال عهدي الظالمين ( 4 ) " يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك ، والظلم وضع الشئ في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك ، قال الله عز وجل : " إن الشرك لظلم عظيم ( 5 ) " وكذلك لا يصلح للإمامة ( 6 ) من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا وإن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ولا تعلم عصمة ( 7 ) إلا بنص الله عز وجل عليه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك ، فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز وجل .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .




 

رد مع اقتباس