عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-27-2012, 08:52 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هل طالب العباس بالإرث من فدك كما في البخاري



السؤال: هل طالب العباس بالإرث من فدك كما في البخاري
السلام عليكم
بما أن فدك هي خالصة للزهراء (عليها السلام) فالعباس لماذا يطالب بحقه بفدك وسهمه من خيبر كما جاء في البخاري!
قول البخاري روى البخاري في صحيحه ج8 ص 3 عن عائشة: أن فاطمة والعباس ( عليهما السلام) أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (ص) وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر))
وبالتالي فلم تكن السيدة فاطمة عليه السلام وريثة وحيدة بل العباس و زوجات الرسول منهم ابنتا أبوبكر وعمر وارثتين أيضا فحرمتا كما حرمة السيدة فاطمة من أرض فدك كما جاء في رواية البخاري ؟؟؟
وما معنى ماجاء في نهج البلاغة عن ابن الميثم في شرح نهج البلاغة.إن أبا بكر قال لها: إن لك ما لأبيك ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي ويحمل منه في سبيل الله ، ولك على الله أن أصنع بها كما كان يصنع، فرضيت بذلك وأخذت العهد عليه به )
وشكرا لكم
الجواب:
الأخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- حتى يتكون لدينا تصور صحيح لهذه الرواية، لابد أن نذكر وجود خلاف فقهي معروف بين الشيعة وأهل السنة في مسألة توريث العم مع البنت، وهي المسألة التي يصطلح عليها بالتعصب، فرأي الشيعة فيها عدم توريث العم مع البنت ولهم في ذلك أدلة ليس هنا محل ذكرها، وعلى خلافهم أهل السنة في دخول العصبة مع البنات في النيل من الإرث.
إذا توضح ذلك فأن الرواية المذكورة في البخاري تصب في هذا المعنى, ومن خلال الخلفية الفقهية وموقف الطرفين من هذه المسألة يتوضح لنا لماذا إختار البخاري هذه الرواية على غيرها من روايات فدك على كثرتها.
وعلى كل حال فإن الرواية ليست حجة على الشيعة لأنها ليست من مروياتهم ولاهم يلتزمون بصحة كل ما ورد في البخاري: فضلاً عن أنها رويت عن طريق عائشة وموقفها معروف من علي (عليه السلام) ومن قضية فدك بالخصوص من جهة شهادتها على رواية مالك بن الحدثان,وغيرتها من فاطمة معروفة وردت فيها روايات لا يمكن ردها بسهولة. ثم أن في أحد رواتها كلام وهو معمر الذي يروي عن هشام ، ولم يكن هشام من شيوخه ولم يذكروا معمر من تلامذته ومع ذلك فأن الرواية على أقصى حالاتها لا تصلح لمعارضة ما هو ثابت في مذهبنا بالدليل من عدم توريث العم بل لا تصلح للوقوف أمام ما ورد عندنا من أن فدك كانت نحلة للزهراء(عليها السلام) وليست إرثاً، وإن لجوءها (عليها السلام) للمطالبة بالإرث كان لإلزامهم الحجة بعد أن طردوا عمّالها من أرض فدك وأنها (عليها السلام) بهذا قد سدت عليهم جميع المنافذ وجعلتهم عراة أمام وضوح حقيقة مخالفتهم الصريحة لشريعة أبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومن هذا الواقع أعني هدف وغاية الزهراء (عليها السلام) من المطالبة بفدك على أنها إرث يمكن أن نفهم مغزى مرافقة العباس لفاطمة (عليها السلام) حيث طالبت بإرثها سواء قلنا بأن العباس طالب بالإرث أيضاً لتقوية حجة فاطمة أو أنه كان لأجل دعم الزهراء (عليها السلام) في أصل القضية فهو بالتالي عم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وله المكانة المرموقة بين المسلمين,على أن هذه الرواية على علاتها لا يمكن أن تكون دليلاً على مطالبة العباس بالإرث فلعله طالب بحقه من الخمس والفيء الذي منعه عمر بني هاشم أيضاً، ولعل المطالبة كانت من أموال فدك نفسها ولكن من جهة الالزام لأبي بكر لأنه زعم أنه سيفعل بها ما كان يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصرف منها على بني هاشم وفي الرواية أشارة إلى ذلك بقولها (وسهمهما من خيبر) ومنه نعرف بحسب القرائن أن المطالبة كانت مزدوجة فمن جانب الزهراء (عليها السلام) تطالب بارضها وحصتها من الفيء ومن العباس يطالب بسهمه من خيبر، فجمعتهما عائشة بتعبير واحد.
ومما يشهد لذلك ما ورد في رواية أخرى في البخاري من مجيء علي (عليه السلام) والعباس لعمر يختصمان في مال بني النضير وذكر عمر من ضمن الجواب الحديث المزعوم (لا نورث ما تركناه صدقة) وإن علي والعباس (ع) جاء ا أبي بكر يطالبانه بحقهما من أرث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...... (الرواية).
مع العلم أن عليّاً (عليه السلام) لا يرث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع فاطمة (عليها السلام)إلا أن نقول انهما كان يطالبان بحقهما من خلال فاطمة أو بحقهما من الفيء ,وعليه تحمل الرواية الأولى).
فلاحظ خاصة مع عدم وجود رواية أخرى تذكر مطالبة العباس بالإرث أو تفاصيل أخرى وهل مثل هذا لو وقع كان يخفى على المسلمين!!
2ـ إن ما رواه أبن ميثم البحراني قد جاء بلفظ (روي) ومن مراجعة موارد هذه الرواية عند آخرين مثل ابن أبي الحديد والجوهري وجدناها رواية عامية السند لا حجة فيها علينا، فلاحظ.
ودمتم في رعاية الله




رد مع اقتباس