عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2010, 09:01 PM   #7
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



المراجعة رقم 8
المحاور الرئيسية

1 - الغفلة عما أشرنا إليه
2 - الغلط في لزوم الدور
3 - حديث الثقلين 4 - تواتره
5 - ضلال من لم يستمسك بالعترة
6 - تمثيلهم بسفينة نوح وباب حطة وهم الأمان من الاختلاف في الدين - 7 - ما المراد بأهل البيت هنا
8 - الوجه في تشبيههم بسفينة نوح وباب حطة .


تفصيل الكلام



1 - نحن ما أهملنا البينة من كلام النبي صلى الله عليه وآله .
بل أشرنا إليها في أول مراجعتنا صريحة بوجوب اتباع الأئمة من أهل البيت دون غيرهم .
وذلك حيث قلنا أنه صلى الله عليه وآله قرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم قدوة لأولي الألباب ، وسفن النجاة ، وأمان الأمة ، وباب حطة ، إشارة إلى المأثور في هذه المضامين من السنن الصحيحة ، والنصوص الصريحة .
وقلنا أنكم ممن تغنيه الكناية عن التصريح ، ولا يحتاج مع الإشارة إلى توضيح
2 - فكلام أئمتنا إذن يصلح - بحكم ما أشرنا إليه - لأن يكون ‹ صفحة 72 › حجة على خصومهم ، ولا يكون الاحتجاج به في هذه المسألة دوريا كما تعلمون . 3 - وإليك بيان ما أشرنا إليه من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أهاب في الجاهلين ، وصرخ في الغافلين ، فنادى :
" يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ( 1 ) ( 28 )
وقال صلى الله عليه وآله : " إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ( 2 ) ( 29 ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 3 ) ( 30 ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 4 ) ( 31 )
وقال صلى الله عليه وآله ‹ صفحة 73 › وسلم : " إني أوشك أن أدعى ، فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي . كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي . وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ( 1 ) ( 32 )
ولما رجع صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن فقال : " كأني دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . - ثم قال - : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن - ثم أخذ بيد علي فقال - : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " ( 33 ) الحديث بطوله ( 2 ) .
وعن عبد الله بن حنطب قال : " خطبنا رسول الله بالجحفة فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال فإني سائلكم عن اثنين : القرآن وعترتي " ( 3 ) ( 34 ) .
‹ صفحة 74 ›
4 - والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة .
وقد صدع بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواقف له شتى ، تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرة على منبره في المدينة ، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه ، والحجرة غاصة بأصحابه ،
إذ قال : " أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله [ ربي خ ل ] عز وجل ، وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : " هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " ( 35 ) الحديث ( 1 ) . وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور ، حتى قال ابن حجر - إذ أورد حديث الثقلين - : "
ثم اعلم لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا " ( قال ) : ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه . وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ( قال ) : ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة " ( 36 ) إلى آخر كلامه ( 2 ) .
‹ صفحة 75 › وحسب أئمة العترة الطاهرة أن يكونوا عند الله ورسوله بمنزلة الكتاب ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وكفى بذلك حجة تأخذ بالأعناق إلى التعبد بمذهبهم ، فإن المسلم لا يرتضي بكتاب الله بدلا ، فكيف يبتغي عن اعداله حولا .
5 - على أن المفهوم من قوله : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي " إنما هو ضلال من لم يستمسك بهما معا كما لا يخفى . ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين عند الطبراني : " فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ( 37) .
قال ابن حجر : " وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم - فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم - دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره " ( 38 ) إلى آخر كلامه ( 2 )
6 - ومما يأخذ بالأعناق إلى أهل البيت ، ويضطر المؤمن إلى الانقطاع في الدين إليهم ، قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن ‹ صفحة 76 › تخلف عنها غرق " ( 1 ) ( 39 ) .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق .
وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له "
( 2 ) ( 40 ) .
وقوله صلى الله عليه وآله : " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ( في الدين ) فإذا خالفتها قبيلة من العرب ( يعني في أحكام الله عز وجل ) اختلفوا فصاروا حزب إبليس " ( 3 ) ( 41 ) .
هذا غاية ما في الوسع من إلزام الأمة باتباعهم ، وردعها عن مخالفتهم .
وما أظن في لغات البشر كلها أدل من هذا الحديث على ذلك .
7 - والمراد بأهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبار أئمتهم ، وليس المراد جميعهم على سبيل الاستغراق ، لأن هذه المنزلة ليست إلا لحجج الله والقوامين بأمره خاصة ، بحكم العقل والنقل . وقد اعترف بهذا جماعة من أعلام الجمهور ، ففي الصواعق المحرقة لابن حجر . وقال بعضهم : " يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان ، علماؤهم لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ، والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ( قال ) : " وذلك عند نزول المهدي لما يأتي في أحاديثه أن عيسى يصلي خلفه ، ويقتل الدجال في زمنه ، وبعد ذلك تتتابع الآيات " ( 42 ) إلى آخر كلامه ( 4 ) .
وذكر في ‹ صفحة 77 › مقام آخر أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله : " ما بقاء الناس بعدهم ، قال : بقاء الحمار إذا كسر صلبه " ( 1 ) ( 43 ) .
8 - وأنت تعلم أن المراد بتشبيههم عليهم السلام بسفينة نوح ، أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عن أئمتهم الميامين نجا من عذاب النار ، ومن تخلف عنهم كان كمن آوى ( يوم الطوفان ) إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أن ذاك غرق في الماء وهذا في الحميم والعياذ بالله .
والوجه في تشبيههم عليهم السلام بباب حطة هو أن الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والخضوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة . وقد جعل انقياد هذه الأمة لأهل بيت نبيها والاتباع لأئمتهم مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة . هذا وجه الشبه ، وقد حاوله ابن حجر إذ قال ( 2 ) - بعد أن أورد هذه الأحاديث وغيرها من أمثالها - : " ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا ، من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان ) .
إلى أن قال ( 3 ) : ( وباب حطة - يعني ووجه تشبيههم ‹ صفحة 78 › بباب حطة - أن الله تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحاء أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها " ( 44 ) ا ه‍ . والصحاح في وجوب اتباعهم متواترة ، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة ، ولولا خوف السأم ، لأطلقنا في استقصائها عنان القلم ، لكن الذي ذكرناه كاف لما أردناه . . . والسلام .

الفهارس الضرورية للمشاركة الاخيرة
‹ هامش ص 72 ›
( 1 ) أخرجه الترمذي والنسائي عن جابر . ونقله عنهما المتقي الهندي في أول باب الاعتصام بالكتاب والسنة من كنز العمال ص 44 من جزئه الأول .
( 2 ) أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم وهو الحديث 874 من أحاديث كنز العمال في ص 44 من جزئه الأول .
( 3 ) أخرجه الإمام أحمد من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين أحدهما في أول صفحة 182 ، والثاني في آخر صفحة 189 من الجزء الخامس من مسنده . وأخرجه الطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت أيضا وهو الحديث 873 من أحاديث الكنز ص 44 من جزئه الأول .
( 4 ) أخرجه الحاكم في ص 148 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال : " هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه " . وأخرجه الذهبي في تلخيص المستدرك معترفا بصحته على شرط الشيخين .
‹ هامش ص 73 ›
( 1 ) أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري من طريقين أحدهما في آخر ص 17 ، والثاني في آخر ص 26 من الجزء الثالث من مسنده وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد عن أبي سعيد وهو الحديث 945 من أحاديث الكنز في ص 47 من جزئه الأول .
( 2 ) أخرجه الحاكم عن زيد بن أرقم مرفوعا في صفحة 109 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله . وأخرجه عن طريق آخر عن زيد بن أرقم في ص 533 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قلت : وأورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته .
( 3 ) أخرجه الطبراني كما في أربعين الأربعين للنبهاني ، وفي إحياء الميت للسيوطي ، وأنت تعلم أن خطبته صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ لم تكن مقصورة على هذه الكلمة ، فإنه لا يقال عمن اقتصر عليها إنه خطبنا ، لكن السياسة كم اعتقلت السن المحدثين وحبست أقلام الكاتبين ، ومع ذلك فإن هذه القطرة من ذلك البحر ، والشذرة من ذلك البذر كافية وافية والحمد لله .
‹ هامش ص 74 ›
( 1 ) راجعه في أواخر الفصل 2 من الباب 9 من الصواعق المحرقة لابن حجر بعد الأربعين حديثا من الأحاديث المذكورة في ذلك الفصل ص 75 .
( 2 ) فراجعه في تفسير الآية الرابعة * ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) * من آياتهم التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه في آخر صفحة 89.

‹ هامش ص 75 ›
( 2 ) فراجعه في باب وصية النبي بهم ص 136 من الصواعق ، ثم سله لماذا قدم الأشعري عليهم في أصول الدين والفقهاء الأربعة في الفروع ، وكيف قدم في الحديث عليهم عمران بن حطان وأمثاله من الخوارج ، وقدم في التفسير عليهم مقاتل بن سليمان المرجئ المجسم ، وقدم في علم الأخلاق والسلوك وأدواء النفس وعلاجها معروفا وأضرابه ، وكيف أخر في الخلافة العامة والنيابة عن النبي أخاه ووليه الذي لا يؤدي عنه سواه ، ثم قدم فيها أبناء الوزغ على أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أعرض عن العترة الطاهرة في كل ما ذكرناه من المراتب العلية والوظائف الدينية واقتفى فيها مخاليفهم فما عسى أن يصنع بصحاح الثقلين وأمثالها ، وكيف يتسنى له القول بأنه متمسك بالعترة وراكب سفينتها وداخل باب حطتها .

‹ هامش ص 76 ›
( 1 ) أخرجه الحاكم بالإسناد إلى أبي ذر ص 151 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك .
( 2 ) أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد وهذا هو الحديث 18 من الأربعين الخامسة والعشرين من الأربعين أربعين للنبهاني ص 216 من كتابه الأربعين أربعين حديثا .
( 3 ) أخرجه الحاكم في ص 149 من الجزء الثالث من المستدرك عن ابن عباس ، ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
( 4 ) راجعه في تفسير الآية 7 من الباب 11 ص 91 من الصواعق [ ط الميمنية بمصر ] .
‹ هامش ص 77 ›
( 1 ) فراجع آخر باب إشارته صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما حصل لهم من الشدة بعده ، ص 143 من أواخر الصواعق ، ونحن نسأل ابن حجر فنقول له : إذا كانت هذه منزلة علماء أهل البيت فأنى تصرفون .
( 2 ) في تفسير الآية 7 من الباب 11 ص 91 من الصواعق [ ط الميمنية بمصر ] ( 3 ) راجع كلامه هذا ثم قل لي لماذا لم يأخذ بهدي أئمتهم في شئ من فروع الدين وعقائده ، ولا في شئ من أصول الفقه وقواعده ، ولا في شئ من علوم السنة والكتاب ، ولا في شئ من الأخلاق والسلوك والآداب ، ولماذا تخلف عنهم فأغرق نفسه في بحار كفر النعم ، وأهلكها في مفاوز الطغيان سامحه الله بكل ما أرجف بنا ، وتحامل بالبهتان علينا .


 

رد مع اقتباس