عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2010, 02:55 PM   #35
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المراجعة 32



س
المراجعة 32 رقم : 24 ذي الحجة سنة 1329

1 - من موارده زيارة أم سليم
2 - قضية بنت حمزة
3 - إتكاؤه على علي
4 - المؤاخاة الأولى
5 - المؤاخاة الثانية
6 - سد الأبواب
7 - النبي يصور عليا وهارون كالفرقدين

1 - من موارده يوم حدث صلى الله عليه وآله وسلم أم سليم ( 1 ) ،
وكانت من أهل السوابق والحجى ، ولها المكانة من رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، بسابقتها وإخلاصها ونصحها ، وحسن بلائها ، وكان
‹ صفحة 208 ›
النبي يزورها ويحدثها في بيتها ، فقال لها في بعض الأيام : يا أم سليم إن
عليا لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من
موسى . ا ه‍ ( 1 ) . وقد لا يخفى عليك أن هذا الحديث كان اقتضابا من
رسول الله صلى الله عليه وآله ، غير مسبب عن شئ إلا البلاغ
والنصح لله تعالى في بيان منزلة ولي عهده ، والقائم مقامه من بعده ، فلا
يمكن أن يكون مخصصا بغزوة تبوك ( 478 ) .

2 - ومثله الحديث الوارد في قضية بنت حمزة حين اختصم فيها علي
‹ صفحة 209 ›
وجعفر وزيد ، فقال رسول الله ( ص ) : " يا علي أنت مني بمنزلة هارون . . .
الحديث ( 1 ) " ( 479 ) .

3 - وكذا الحديث الوارد يوم كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن
الجراح عند النبي ، وهو ( ص ) متكئ على علي ، فضرب بيده على منكبه
ثم قال : " يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأولهم إسلاما وأنت مني بمنزلة
هارون من موسى . . . " الحديث ( 2 ) ( 480 ) .

4 - والأحاديث الواردة يوم المؤاخاة الأولى ، وكانت في مكة قبل
الهجرة حيث آخى رسول الله صلى الله عليه وآله ، بين المهاجرين
خاصة .

5 - ويوم المؤاخاة الثانية ، وكانت في المدينة بعد الهجرة بخمسة
أشهر ، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار ، وفي كلتا المرتين يصطفى لنفسه
منهم عليا ، فيتخذه من دونهم أخاه ( 3 ) ، تفضيلا له على من سواه ويقول
‹ صفحة 210 ›
له : " أنت مني بمنزلة هارون بن موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " . والأخبار
في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة ( 481 ) وحسبك مما جاء من
طريق غيرهم في المؤاخاة الأولى ، حديث زيد بن أبي أوفى ، وقد أخرجه
الإمام أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي ، وابن عساكر في تاريخه ( 1 ) ،
والبغوي والطبراني في مجمعيهما ، والبارودي في المعرفة ، وابن عدي ( 2 ) ،وغيرهم ، والحديث طويل قد اشتمل على كيفية المؤاخاة ، وفي آخره ما
هذا لفظه : فقال علي : " يا رسول الله لقد ذهب روحي ، وانقطع
ظهري ، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من
سخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة
هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، فقال :
وما أرث منك ؟ قال : ما ورث الأنبياء من قبلي كتاب ربهم وسنة نبيهم ،
وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم
تلا صلى الله عليه وآله * ( إخوان على سرر متقابلين ) * المتاحبين في
الله ينظر بعضهم إلى بعض " ( 482 ) وحسبك مما جاء في المؤاخاة الثانية ما
أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس من حديث جاء فيه : أن
رسول الله قال لعلي : " أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين
والأنصار ، ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم ، أما ترضى أن تكون مني
‹ صفحة 211 ›
بمنزلة هارون بن موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي . . .
الحديث ( 1 ) " ( 483 ) 2126 –

ونحوه الأحاديث الواردة يوم سد الأبواب غير باب علي ،
وحسبك حديث جابر بن عبد الله ( 2 ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : يا علي ، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي ، وإنك مني بمنزلة
هارون بن موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، وعن حذيفة بن أسيد
الغفاري ( 3 ) قال : قام النبي صلى الله عليه وآله - يوم سد الأبواب -
خطيبا ، فقال : أن رجالا يجدون في أنفسهم شيئا أن أسكنت عليا في
المسجد وأخرجتهم ، والله ما أخرجتهم وأسكنته ، بل الله أخرجهم
وأسكنه ، أن الله عز وجل ، أوحى إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما
بمصر بيوتا ، واجعلوا بيوتكم قبلة ، وأقيموا الصلاة ، إلى أن قال : وأن
عليا مني بمنزلة هارون بن موسى ، وهو أخي ، ولا يجوز لأحد أن ينكح
‹ صفحة 212 ›
فيه النساء إلا هو . . . الحديث ( 484 ) . وكم لهذه الموارد من نظائر لا
تحصى في هذه العجالة ، لكن هذا القدر كاف لما أردناه من تزييف القول
بأن حديث المنزلة مخصص بمورده من غزوة تبوك ، وأي وزن لهذا القول مع
تعدد موارد الحديث .

7 - ومن ألم بالسيرة النبوية ، وجده صلى الله عليه وآله يصور
عليا وهارون كالفرقدين على غرار واحد ، لا يمتاز أحدهما عن الآخر في
شئ ، وهذا من القرائن الدالة على عموم المنزلة في الحديث ، على أن
عموم المنزلة هو المتبادر من لفظه بقطع النظر عن القرائن كما بيناه ،
والسلام .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
.
‹ هامش ص 207 ›
( 1 ) هي بنت ملحان بن خالد الأنصارية ، وأخت حرام بن ملحان ، استشهد أبوها
وأخوها بين يدي النبي صلى الله عليه وآله ، وكانت على جانب من الفضل والعقل ،
روت عن النبي أحاديث ، وروى عنها ابنها أنس ، وابن عباس ، وزيد بن ثابت ، وأبو سلمة
بن عبد الرحمن ، وآخرون ، تعد في أهل السوابق ، وهي من الدعاة إلى الاسلام ، كانت في
‹ هامش ص 208 ›
الجاهلية تحت مالك ابن النضر ، فأولدها أنس بن مالك ، فلما جاء الله بالاسلام كانت في
السابقين إليه ، ودعت مالكا زوجها إلى الله ورسوله ، فأبى أن يسلم ، فهجرته ، فخرج
مغاضبا إلى الشام ، فهلك كافرا ، وقد نصحت لابنها أنس إذ أمرته وهو ابن عشر سنين أن
يخدم النبي صلى الله عليه وآله ، فقبله النبي إكراما لها ، وخطبها أشراف العرب ،
فكانت تقول : لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس مجلس الرجال ، فكان أنس يقول : " جزى الله
أمي خيرا أحسنت ولايتي " ، وقد أسلم على يدها أبو طلحة الأنصاري إذ خطبها وهو كافر ،
فأبت أن تتزوجه أو يسلم ، فأسلم بدعوتها وكان صداقها منه إسلامه ، أولدها أبو طلحة ولدا
فمرض ومات ، فقالت : لا يذكرن أحد موته لأبيه قبلي ، فلما جاء وسأل عن ولده قالت : هو
أسكن ما كان ، فظن أنه نائم ، فقدمت له الطعام فتعشى ، ثم تزينت له وتطيبت فنام معها
وأصاب منها ، فلما أصبح قالت له : احتسب -
ولدك فذكر أبو طلحة قصتها لرسول الله فقال : بارك الله لكما في ليلتكما ، قالت : ودعا
لي صلى الله عليه وآله ، حتى ما أريد زيادة وعلقت في تلك الليلة بعبد الله بن أبي طلحة
فبارك الله فيه ، وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه ، وإخوته وكانوا عشرة كلهم
من حملة العلم ، وكانت أم سليم تغزو مع النبي ، وكان معها يوم أحد خنجر لتبقر به بطن من
دنا إليها من المشركين ، وكانت من أحسن النساء بلاء في الاسلام ، ولا أعرف امرأة سواها كان
النبي يزورها في بيتها فتتحفه . وكانت مستبصرة بشأن عترته ، عارفة بحقهم عليهم السلام .
( 1 ) هذا الحديث - أعني حديث أم سليم - هو الحديث 2554 من أحاديث الكنز في ص
154 من جزئه السادس ، وهو موجود في منتخب الكنز أيضا فراجع السطر الأخير من هامش
ص 31 من الجزء الخامس من مسند أحمد ، تجده بلفظه .
‹ هامش ص 209 ›
( 1 ) أخرجه الإمام النسائي ص 19 من الخصائص العلوية .
( 2 ) أخرجه الحسن بن بدر ، والحاكم في الكنى ، والشيرازي في الألقاب ، وابن
النجار ، وهو الحديث 6029 والحديث 6032 من أحاديث الكنز ص 395 ، من جزئه
السادس
( 3 ) قال ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب : آخى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، بين المهاجرين ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ، وقال في كل واحدة منهما لعلي :
أنت أخي في الدنيا والآخرة ، ( قال ) : وآخى بينه وبين نفسه . ا ه‍ . قلت : والتفصيل في
كتب السير والأخبار ، فلاحظ تفصيل المؤاخاة الأولى في ص 26 من الجزء الثاني من السيرة
الحلبية . وراجع المؤاخاة الثانية في ص 120 من الجزء الثاني من السيرة الحلبية أيضا تجد تفضيل
علي في كلتا المرتين بمؤاخاة النبي له على من سواه وفي السيرة الدحلانية من تفصيل
المؤاخاة الأولى ، والمؤاخاة الثانية ، ما في السيرة الحلبية ، وقد صرح بأن المؤاخاة الثانية
كانت بعد الهجرة بخمسة أشهر .
‹ هامش ص 210 ›
( 1 ) نقله عن كل من أحمد وابن عساكر جماعة من الثقات ، أحدهم المتقي الهندي ،
فراجع من كنزه الحديث 918 في أوائل صفحة 40 من جزئه الخامس . ونقله في ص 390 من
جزئه السادس عن أحمد في كتابه - مناقب علي - وجعله الحديث 5972 ، فراجع .
( 2 ) نقله عن كل من هؤلاء الأئمة جماعة من الثقات الأثبات ، أحدهم المتقي الهندي في
أول ص 41 من الجزء الخامس من كنز العمال ، وهو الحديث 919 ، فراجع .
‹ هامش ص 211 ›
( 1 ) نقله المتقي الهندي في كنز العمال وفي منتخبه ، فراجع من المنتخب ما هو في آخر
هامش ص 31 من الجزء الخامس من مسند أحمد ، تجده باللفظ الذي أوردناه ، ولا يخفى ما في
قوله : أغضبت علي من المؤانسة والملاطفة والحنو الأبوي على الولد المدلل على أبيه ، الرؤوف
العطوف ، فإن قلت : كيف ارتاب علي من تأخيره في المرة الثانية مع أنه كان في المرة الأولى قد
ارتاب من ذلك ، ثم ظهر له أن النبي صلى الله عليه وآله ، إنما أخره لنفسه ، وهلا قاس
الثانية على الأولى ، قلنا : لا تقاس الثانية على الأولى ، لأن الأولى كانت خاصة بالمهاجرين ،
فالقياس لم يكن مانعا من مؤاخاة النبي لعلي ، بخلاف المؤاخاة الثانية ، فإنها كانت بين
المهاجرين والأنصار ، فالمهاجر في المرة الثانية إنما يكون أخوه أنصاريا ، والأنصاري إنما يكون
أخوه مهاجرا وحيث أن النبي والوصي مهاجران ، كان القياس في هذه المرة أن لا يكونا
أخوين ، فظن علي أن أخاه إنما يكون أنصاريا قياسا على غيره ، وحيث لم يؤاخ رسول الله بينه
وبين أحد من الأنصار وجد في نفسه ، لكن الله تعالى ورسوله أبيا إلا تفضيله ، فكان هو
ورسول الله أخوين على خلاف القياس المطرد يومئذ بين جميع المهاجرين والأنصار .
( 2 ) كما في آخر الباب 17 من ينابيع المودة ، نقلا عن كتاب فضائل أهل البيت لأخطب
خوارزم .
( 3 ) كما في الباب 17 من ينابيع المودة .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس