الموضوع: حول التشيع
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2010, 07:30 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي هل الشيع هي الاحزاب في القران



[ معنى الشيعة في القران ]

مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - ص 16 – 20

‹ صفحة 17 › هل الشيع هي الأحزاب في القرآن الكريم ؟

1 - نلاحظ أن ألفاظ ( شيعه وشيعته وشيع وأشياعكم وبأشياعهم ) قد وردت ، في القرآن الكريم ، إحدى عشرة مرة ، وأن لفظ ( الأحزاب ) قد تكرر ، في القرآن الكريم ، إحدى عشرة مرة أيضا " .
ومن المؤكد أن هذا التطابق العددي ليس مصادفة بل له دلالة .

2 - ونلاحظ ، أيضا " ، أن الله ، تعالى ، قد عرف المجتمعات التي كذبت الرسل واستهزأت بهم ب‍ ( الشيع ) بقوله : ( ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ) [ الحجر / 10 ] وعرف هذه الشيع بأنها أحزاب وأبرز وحدة العلة بقوله : ( كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب ) [ ص / 12 و 13 و 14 ] .

3 - وقال تعالى ، مخاطبا " ، شيع مكة ومن حولها من شيع العرب ( ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر ) [ القمر / 51 ] فشيع العرب الذين كذبوا الرسول هم على شاكلة شيع الأولين ، وعند ما وحدت الشيع العربية نفسها ، وجيشت أكبر جيش لها ، وغزت الرسول في غزوة الخندق ، فوصفها الله تعالى بأنها أحزاب فقال : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب . . . ) [ الأحزاب / 22 ]
( يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب . . . ) [ الأحزاب / 20 ] .

4 - ثم إن الشيع العربية كانت من جملة المشركين الذين عناهم تعالى بقوله : ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا " كل حزب بما لديهم فرحون ) [ الروم / 31 - 32 ] وهذا يعني أن كل شيعة من هذه الشيع المتفرقة هي بمثابة حزب حقيقي له قناعاته وذاتيته التي تميزه عن غيره من الشيع أو الأحزاب ومن يتمعن في الآيات التي وردت فيها كلمة شيعة ومشتقاتها ، وفي الآيات التي وردت فيها كلمة أحزاب يجد أن الفوارق بين مصطلحي الشيع والأحزاب تكاد تكون معدومة .

الشيعة المؤمنة في القرآن الكريم أشار القرآن الكريم ، بصراحة تامة ، إلى وجود شيعة مؤمنة قادها نوح عليه السلام ، ونص على أن إبراهيم الخليل كان من شيعة نوح . وباستقراء القرآن ‹ صفحة 18 › الكريم تجد أن الشيعة المؤمنة كانت موجودة طوال التاريخ البشري ، فلم يخل مجتمع بشري قط من شيعة مؤمنة بغض النظر عن القلة أو الكثرة .
فقد كانت الشيعة المؤمنة ، بالضرورة ، متميزة ، في كل مجتمع ، بقيادتها وبفكرها الذي يمثل الأمر الإلهي . وكانت الشيعة المؤمنة ، دائما " ، هي الفرقة الناجية من العذاب الإلهي ، والوارثة والقائمة بأمر الله تعالى ، لقد جهر كل داع بدعوته في مجتمع منقسم على نفسه ومقسم إلى مجموعة من الفرق أو الجماعات أو الأحزاب أو الشيع لتتنافس في ما بينها .
وبالرغم مما بين هذه الشيع من تناقضات ، إلا أنها كانت تتخذ من رسولها موقفا " موحدا " فتجمع على تكذيبه ، باعتباره خطرا " يهدد نظام المجتمع كله .
ويغري موقف الشيع الموحد هذا أغلبية أفراد المجتمع فيؤيدونه ، ويشاركون الشيع بتكذيب الرسول ، ويتنافسون في إظهار العداوة له . هذا شأن الأكثرية الساحقة من أبناء المجتمع .
وتتبع الرسول أقلية قليلة من أبناء ذلك المجتمع فيؤمنون به كرسول وكولي لهم ، ويتمسكون بالتعاليم الإلهية التي بشر بها ، وهكذا يكون الرسول ومن اتبعه عمليا " شيعة مؤمنة لها قيادتها وأمرها وفكرها وتتميز من غيرها لأن شيع المجتمع جميعها الأغلبية الساحقة من أفراده قد أجمعوا على تكذيب الرسول ومحاصرته ، وأصروا على إجهاض دعوته وإفشالها .
لذلك وجدوا أن أتباع هذه الأقلية للرسول يشكل تحديا " لإرادة المجتمع وخروجا " صارخا " على نظامه ونواميسه ، لذلك صب المجتمع جام غضبه على هذه الأقلية المؤمنة ، وسخر وسائل إعلامه لتشويه سمعتها والتشنيع عليها ، واختلاق الأكاذيب والتهم ضدها . وقد تتمادى قيادة المجتمع فتعذب أفراد الشيعة المؤمنة ، أو تتخذ من الإجراءات ما يجعل حياة أفرادها في منتهى العسر والضيق .
وهكذا يتمكن المجتمع ، بقوته ونفوذه ووسائل إعلامه ، من عزل الشيعة المؤمنة وقيادتها وتهميش دورها ، وتجريدها من جميع الحقوق السياسية التي تتمتع بها بقية الشيع . وينجح المجتمع في خلق رأي عام نافر من كل ما يتعلق بالشيعة المؤمنة ، وتنفلق جميع قنوات الاتصال الاجتماعي والفكري معها ، وينظر إلى أبنائها بوصفهم مجموعة من الأراذل الذين لا وزن لهم ولا قيمة . هذا هو وضع الشيعة المؤمنة في جميع المجتمعات التي كذبت الرسل ‹ صفحة 19 › كلمة شيعة في السنة النبوية استعمل الرسول الأعظم كلمة شيعة ، في حديثه ، لتدل على المعنى الذي حددت معالمه اللغة وأبرزه القرآن الكريم فقد نقل السيوطي عن ابن عساكر أن الرسول قال لأصحابه يوما " :
( والذي نفسي بيده إن هذا - يعني عليا " بن أبي طالب - وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ) ( 1 ) ونقل السيوطي ، في درره ، عن ابن مردويه أن رسول الله فسر لعلي بن أبي طالب آية ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) [ البينة / 7 ] بقوله لعلي : ( هم وأنت وشيعتك ) . وأخبر رسول الله عليا " أمام الصحابة : ( بأنه سيقدم على الله وشيعته راضيين مرضيين ) ( 2 ) . وذكر ابن حجر في الصواعق : -

1 - أن رسول الله فسر آية ( أولئك هم خير البرية ) بعلي وشيعته ( 3 ) .

2 - وقد استعمل الرسول كلمة ( شيع ) ( جمع شيعة ) فبعد أن بين لأصحابه بأن أمته ستقتل من بعده ابنه الإمام الحسين في كربلاء ، حذرهم قائلا " : ( والذي نفسي بيده لا تقتلوه بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا " ) ( 4 ) .
ونلاحظ أن الرسول الكريم قد بين لأصحابه بأنه ستكون لعلي بن أبي طالب شيعة خاصة به ، وأن عليا " وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ومع أنه صادق إلا أنه قد أقسم على صحة قوله ليكون اليقين في قلوب سامعيه .
وفي موقف آخر ، بين الرسول لأصحابه أن عليا " بن أبي طالب وشيعته هم قطعا " ممن عناهم الله تعالى ‹ صفحة 20 › بقوله ( أولئك هم خير البرية ) [ البينة / 7 ] .
وفي موقف ثالث أكد الرسول لعلي بن أبي طالب بأنه سيقدم على الله وشيعته راضين مرضيين .
وقد تلفظ الرسول بذلك قبل وقوع تلك الأحداث ، وقبل أن يزداد أعداء علي بن أبي طالب .
وقد روى هذه الأحاديث رجال كثيرون من كبار علماء أهل السنة وليسوا من شيعة الإمام ، في وقت كانت فيه محبة الإمام أو رواية أي فضيلة من فضائله أو فضائل أهل بيت النبوة تعد من جرائم الخيانة العظمى في نظر الدولة التاريخية التي كانت تحكم المسلمين باسم الإسلام . وقد اقتنع الرواة بصحة صدور هذه الأحاديث عن الرسول ، وإلا لما تجشموا عناء روايتها .
وما يعنينا هو أن الرسول الأعظم قصد بشيعة علي أعوانه ومؤيديه والقائلين بولايته ، وعدهم بمثابة فرقة أو جماعة من الناس متميزة من غيرها من الفرق والجماعات .
وهذا المعنى اللغوي والاصطلاحي عينه الذي أبرزه القرآن الكريم .
وفي المثال الثاني المتعلق بالحسين استعمل رسول الله كلمة ( شيع ) لتدل على المعنى عينه الذي أبرزه القرآن الكريم عند استعماله لكلمة ( شيع ) وهو الحالة التي ينقسم المجتمع فيها على نفسه وينقسم إلى مجموعة من الأحزاب أو الجماعات أو الفئات المتناقضة والمتصارعة . * * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 19 ›
( 1 ) الدر المنثور ، 6 / 379 .
( 2 ) راجع : نور الأبصار للشبلنجي ، ص 80 .
( 3 ) وحول هذه المعاني نفسها وتكرر ورود كلمة شيعة في حديث الرسول راجع : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ، 2 / 356 - 366 ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ، ص 244 - 246 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي ، ص 62 و 187 ، والفصول لمهمة لابن الصباغ المالكي ، ص 107 ، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 18 ، وفتح القدير للشوكاني ، 5 / 477 .
( 4 ) رواه الطبراني ، راجع : معالم الفتن ، 2 / 407 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس