عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2010, 11:43 PM   #22
الشيخ حسن العبد الله
مشرف


الصورة الرمزية الشيخ حسن العبد الله
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



تكملة الجواب
. الفائدة هذه الأخبار ونظائرها لا تمثل أحداثا

منفردة في تاريخ الصحابة ، وإنما هي أخبار


دونت دون سواها لما وافقها من خصوصية ، ساعدت على انتشارها ، وما هي إلا شواهد على واقع الحال الذي كان يعيشه جيل الصحابة والذي لم نعرف عنه في مصدر واحد ، ولا في حديث واحد - ولو موضوع - نهيا عن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد من الصحابة بعد وفاتهم . وعدم وجود النهي وحده قاطع بالاثبات ،
تؤكده هذه الاحداث المروية لما فيها من خصوصيات أفردتها عن العرف السائد .

وتؤيده السيرة الثابتة للصحابة والتابعين أنهم إذا أرادوا الخروج من المدينة أتوا قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للوداع ، وإذا دخلوا المدينة ابتدأوا بزيارته والسلام عليه .
وهذا أمر ثابت أشهر من أن يحتاج إلى برهان ، ولم ينكره أحد ممن له خلاف في بعض شؤون الزيارة وأحوالها .
ثانيا : بعد الصحابة :
1 - عمر بن عبد العزيز استفاض عن عمر بن العزيز أنه كان يبرد البريد من الشام ليسلم له على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
نقل ذلك أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم النبيل ، المتوفى سنة 280 ه‍ في كتابه المناسك وقد جرده من الأسانيد ملتزما فيه الثبوت ، قال : كان عمر بن عبد العزيز يبعث بالرسول قاصدا من الشام إلى المدينة ليقرئ النبي صلى الله عليه وآله وسلم السلام ، ثم يرجع .

وذكره ابن الجوزي أيضا في كتابه الذي أفرده لمثل هذه الأخبار ، وأسماه مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن ،
قال السبكي : نقلته من خطه ( 1 ) . ودلالته واضحة ليس على استحباب الزيارة وحسب ، بل على شد الرحال لاجلها أيضا .
ومثله في الدلالة ما ثبت عن بلال رضي الله عنه .
2 - الإمام جعفر الصادق عليه السلام : وقد سأله أحد أصحابه : إنا نأتي المساجد التي حول المدينة ، فبأيها أبدأ ؟ قال عليه السلام : أبدأ بقبا ، فصل فيه ، وأكثر ، فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه العرصة ، ثم ائت مشربة أم إبراهيم فصل فيها ، فهو مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومصلاه ، ثم تأتي مسجد الفضيخ فتصلي فيه ، فقد صلى فيه› نبيك ، فإذا قضيت هذا الجانب أتيت جانب أحد فبدأت بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه ، ثم مررت بقبر حمز بن عبد المطلب عليه السلام فسلمت عليه ، مررت بقبور الشهداء . . . الحديث ( 1 ) . وفيه أمر صريح بزيارة قبر سيد الشهداء حمزة خاصة ثم قبور سائر الشهداء رضوان الله عليهم أجمعين .

3 - الشافعي يزور قبر أبي حنيفة أخرج الخطيب البغدادي وغيره ، عن علي بن ميمون صاحب الشافعي ، قال : سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك بأبي حنيفة ، وأجئ إلى قبره في كل يوم ، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد حتى تقضى ( 2 ) . وفيه زيادة على الزيارة ، العمل بالتوسل والاستشفاع .
4 - أبو علي الخلال شيخ الحنابلة وقبر موسى بن جعفر عليه السلام : الحسن بن إبراهيم ، أبو علي الخلال ، شيخ الحنابلة في وقته ، كان يقول : ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب ( 3 ) .
5 - أبو بكر بن خزيمة وقبر الرضا عليه السلام : قال أبو بكر محمد بن المؤمل : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر ابن خزيمة ( 223 - 311 ه‍ ) ، وعديله أبي علي الثقفي ( 244 - 328 ) ، مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة علي بن موسى الرضا بطوس . قال : فرأيت من تعظيمه - يعني ابن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا ( 1 ) .

وكل ذلك شاهد على التوسل والاستشفاع ، بعد القصد إلى الزيارة .
6 - أئمة المذاهب الأربعة وسائر أهل العلم : عند ذكر الحديث الذي أخرجه مسلم والترمذي والنسائي والحاكم من حديث بريدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه ، فزوروها فإنها تذكر الآخرة
إلى أن للترمذي تعقيبا على الحديث ، وهذا هو نصه : قال الترمذي : حديث بريدة حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أهل العلم ، لا يرون بزيارة القبور بأسا ، وهو قول : ابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ( 2 ) . وابن المبارك : هو عبد الله بن المبارك بن واضح ، وصفه الذهبي بالامام ، شيخ الاسلام ، عالم زمانه ، وأمير الأتقياء في وقته . . سمع من هشام بن عروة ، ‹ صفحة 70 › والأعمش ، وموسى بن عقبة ، والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، وابن جريج ، وهذه الطبقة ، وحدث عنه : معمر ، والثوري ، وعبد الرزاق الصنعاني ، وابن أبي شيبة وهذه الطبقة ، ولد سنة 118 ، وتوفي سنة 181 ه‍ في مدينة هيت - من مدن غرب العراق - ودفن فيها .
. ونقل الذهبي لبعض الأفاضل في زيارة قبره : مررت بقبر ابن المبارك غدوة * فأوسعني وعظا وليس بناطق ( 1 )
وإسحاق : هو إسحاق بن راهويه قرين أحمد بن حنبل ، وكان أحمد يسميه الامام ، ويقول : لا أعرف له في الدنيا نظيرا ، ولقبه الذهبي بشيخ المشرق ، سيد الحفاظ ولد سنة 161 ه‍ ، وتوفي سنة 238 ه‍ ، وله في سير أعلام النبلاء ترجمة واسعة ( 2 ) . - وقد تقدم عن الشافعي زيارته قبر أبي حنيفة ، وتوسله به ، ومداومته على ذلك ،
ويأتي في ( التوسل ) توسل أحمد بالشافعي . - وقال مالك بن أنس : لا بأس بمن قدم من سفر ، أو خرج إلى سفر أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيصلي عليه ويدعو له ، ولأبي بكر وعمر . فقيل له : فإن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه ، يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر ، وربما وقفوا في الجمعة أو في الأيام المرة والمرتين أو أكثر عند القبور فيسلمون ويدعون ساعة . فقال : لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا ، وتركه واسع ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا › يفعلون ذلك ، ويكره إلا لمن جاء من سفر ، أو أراده .
قال ابن القاسم : ورأيت أهل المدينة إذا خرجوا منها أو دخلوا أتوا القبر فسلموا ، قال : وذلك رأيي .
قال الباجي : ففرق بين أهل المدينة والغرباء ، لان الغرباء قصدوا لذلك ، وأهل المدينة مقيمون بها لم يقصدوها من أجل القبر والتسليم ( 1 ) . وفيه فائدتان : الأولى : أن جمهور الناس في القرن الثاني للهجرة ، حيث عاش مالك ، كانوا متفقين على المداومة على زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، يصنعون ذلك مرارا ، ويدعون عند قبره على الدوام ، وهم جيل اتباع التابعين ، الذين ورثوا عن التابعين عاداتهم وعباداتهم . والثانية : أن مالكا ، كان يجيز القصد إلى الزيارة ، ويحبذه ، فيدعو المسافر أو القادم إلى التوجه لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاصدا لذلك .
وهذا ما قاله الباجي في شرح كلام مالك ، مؤكدا أن قصد الزيارة هو المبرر الذي اعتمده مالك في جوازها ، بل استحبابها ،
قائلا : لان الغرباء قصدوا ذلك . أما عن رأي مالك ، كما قال السبكي ، فهو أن الزيارة قربة ، ولكنه على عادته في سد الذرائع يكره منها الاكثار الذي قد يفضي إلى محذور .
وهذا واضح في كلام مالك الآنف الذكر ، وهو يحبذها للغرباء والمسافرين .
وأما أئمة المذاهب الثلاثة الأخرى ، فهم يقولون باستحبابها واستحباب الاكثار منها ، لان الاكثار من الخير خير ، وكلهم مجمعون على استحباب الزيارة ( 1 ) .
ونذكر ثانية بما أسلفناه عن الشافعي ، وما سيأتي عن أحمد .
7 - أحمد بن حنبل وزيارة قبر الحسين عليه السلام : في ما ذكره ابن تيمية حول جسد الحسين عليه السلام ،

قال : ولكن الذي اعتقدوه هو وجود البدن في كربلاء ، حتى كانوا ينتابونه في زمن أحمد وغيره ، حتى أنه في مسائله : ( مسائل في ما يفعل عند قبره ) أي قبر الحسين عليه السلام ، ذكرها أبو بكر الخلال في جامعه الكبير ، في زيارة المشاهد ( 2 ) . فهو يثبت زيارة الناس قبر الإمام الحسين عليه السلام زمن أحمد وغيره ، ويثبت أن أحمد لم ينكر عليهم الزيارة ، بل يثبت أنه قد كتب في ما ينبغي أن يفعله الزائر لقبر الحسين عليه السلام ، مراعاة للسنة في الزيارة . هذا مع أن ابن تيمية هو أشد المنكرين للسفر بقصد الزيارة ، وهذه واحدة فقط من هفواته ، ولأجل هذا أفردنا هذا برقم خاص ، مع أنه داخل في الفقرة السابقة .
8 - رواية العتبي المتوفى 228 ه‍ في زيارة الاعرابي من جميل الأثر في زيارة سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم ما رواه محمد بن عبيد الله بن عمرو ابن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان الأموي ، وكان صاحب أخبار وراوية للآداب ، وقد حدث عن سفيان بن عيينة . وقد أخرج هذه الرواية ابن الجوزي في ‹ صفحة 73 › ( مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن ) وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) والقسطلاني بأسانيدهم عن : محمد بن حرب الهلالي ، قال : دخلت المدينة ، فأتيت قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فزرته وجلست بحذائه ، فجاء أعرابي فزاره ، ثم قال : يا خير الرسل ، إن الله أنزل عليك كتابا صادقا قال فيه : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) وإني جئتك مستغفرا ربك من ذنوبي مستشفعا فيها بك . ثم بكى وأنشأ يقول : يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والاكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم استغفر وانصرف .
وقد نظم أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز بن محمد المقدسي فيها أبياتا وضمنها البيتين ،
فقال : أقول والدمع من عيني منسجم * لما رأيت جدار القبر يستلم والناس يغشونه باك ومنقطع * من المهابة أو داع فملتزم فما تمالكت أن ناديت من حرق * في الصدر كادت له الأحشاء تضطرم ( يا خير من دفنت في القاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والاكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم ) وفيه شمس التقى والدين قد غربت * من بعد ما أشرقت من نورها الظلم حاشا لوجهك أن يبلى وقد هديت * في الشرق والغرب من أنواره الأمم وأن تمسك أي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 67 › ( 1 ) شفاء السقام : 55 . ‹ هامش ص 68 › ( 1 ) تهذيب الأحكام 6 : 22 / 7 . ( 2 ) تاريخ بغداد 1 : 123 ، مناقب أبي حنيفة / الخوارزمي 2 : 199 . ( 3 ) تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي 1 : 120 . ‹ هامش ص 69 › ( 1 ) تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني 7 : 339 . ( 2 ) سنن الترمذي 3 : 370 / 1054 ( كتاب الجنائز - باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور ) . ‹ هامش ص 70 › ( 1 ) سير أعلام النبلاء 8 : 378 - 421 . ( 2 ) سير أعلام النبلاء 11 : 358 - 383 . ‹ هامش ص 71 › ( 1 ) شفاء السقام : 70 - 71 . ‹ هامش ص 72 › ( 1 ) شفاء السقام : 71 . ( 2 ) رأس الحسين / ابن تيمية : 209 مطبوع مع استشهاد الحسين للطبري .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الزيارة والتوسل - صائب عبد الحميد - ص 73 - 81
دي الترب لامسة * وأنت بين السماوات العلى علم إلى قوله : ‹ صفحة 74 › لئن رأيناه قبرا إن باطنه * لروضة من رياض الخلد تبتسم طافه به من نواحيه ملائكة * تغشاه في كل يوم ما يوم تزدحم لو كنت أبصرته حيا لقلت له * لا تمشي إلا على خدي لك القدم ( 1 )


 

رد مع اقتباس