الرواية الثانية في اختلافهما برواية ابن عمر
الرواية الثانية
‹ صفحة 135 › ورويتم عن الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عباس الهمداني عن سعيد بن جبير قال 1 : ذكر أبو بكر وعمر عند عبد الله بن عمر فقال رجل من القوم : كانا والله شمسي هذه الأمة ونوريها ، فقال له ابن عمر : وما يدريك ؟
- فقال له الرجل : أوليس قد ايتلفا ، فقال ابن عمر : بل اختلفا لو كنتم تعلمون ، أشهد أني كنت عند أبي يوما " وقد أمرني أن أحبس الناس عنه 2 فاستأذن عليه عبد الرحمن بن أبي بكر فقال عمر : دويبة 3 ‹ صفحة 136 › سوء 1 ولهو خير من أبيه ، فأوحشني 2 ذلك منه فقلت : يا أبه 3 عبد الرحمن خير من أبيه ؟
! فقال [ بضجر 4 : ] ومن ليس بخير من أبيه لا أم لك . . ! [ فسكت ساعة وانثنى 5 عنه 6 ] ثم قال لي : ائذن لعبد الرحمن فدخل عليه فكلمه في الحطيئة الشاعر أن يرضى عنه وكان عمر قد حبسه 7 في شعر قاله فقال عمر : [ إن الحطيئة قد بطر فدعني أحسمه 8 ] ‹ صفحة 137 › بطول الحبس فألح عليه عبد الرحمن [ فخلاه له 1 ] فلما خرج أقبل على أبي فقال : أو في غفلة أنت إلى يومك هذا عما [ كان من 2 ] [ تقدم 3 ] [ ابن تيم بن مرة علي 4 ] وظلمه لي ؟!
- فقلت : يا أبه لا علم لي بما كان من ذلك فقال لي : يا بني وما عسيت أن تعلم ؟
- فقلت : والله لهو أحب إلى الناس من ضياء أبصارهم ، قال : إن ذلك لكما ذكرت 5 علىرغم أبيك وسخطه ، فقلت : يا أبه أفلا تجلى 6 عن 7 فعاله 8 بموقف في ‹ صفحة 138 › الناس تبين ذلك لهم ؟
- قال : وكيف لي بذلك مع ما ذكرت أنه أحب إلى الناس من ضياء أبصارهم ، إذا لرضخت هامة أبيك 1 بالجندل 2 .
قال ابن عمر : ثم تجاسر والله فجسر 3 : فما دارت الجمعة حتى قام خطيبا " في الناس فقال : يا أيها الناس إن بيعة أبي بكر كانت فلتة " وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه 4 .
وكان 5 الذي 6 حدا 7 عمر على ذلك مع ما كان في صدره على أبي بكر 8 أنه بلغه عن قوم هموا 9 بأفاعيل يفعلونها وأمور يأتونها فكانت هي التي هيجت عمر 10 على ذلك . قال 11 ابن عمر : فقلت : إن لكل شئ 12 سببا " ، وإن ما كان من أخبار 13 ‹ صفحة 139 › هؤلاء القوم الذين [ أرادوا ما أرادوا و 1 ] هموا بما هموا به 2 مما 3 تسبب به عمر إلى الكلام في أبي بكر وأنه لأول باب 4 فتحه عمر من السخط 5 على أبي بكر .
‹ هامش ص 135 ›
1 - رواه أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الشيعي في المسترشد ( ص 39 - 42 من النسخة المطبوعة في النجف ) والسيد المرتضى في الشافي ( ص 242 من النسخة المطبوعة بإيران ) وشيخ الطائفة في تلخيص الشافي تحت عنوان " ومما طعنوا به في إمامة أبي بكر " ( ص 416 طبعة طهران سنة 1301 و ص 161 من الجزء الثالث من طبعة النجف ) وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ( ص 124 من المجلد الأول من طبعة مصر سنة 1329 ) والبياضي في الصراط المستقيم ( ج 3 صفحة 302 من طبعة طهران ) والمجلسي في ثامن البحار ضمن الطعن الرابع من مطاعن أبي بكر ( ص 259 من طبعة أمين الضرب ) والسيد هاشم البحراني في غاية المرام في الباب السابع والخمسين من الفصل الآخر ( ص 560 من النسخة المطبوعة ) والحسن بن عبد الرزاق اللاهيجي في شمع اليقين لكن بعد نقله إلى اللغة الفارسية ( ص 212 من النسخة المطبوعة ) وكذا نقله لسان الملك سپهر المستوفى ( محمد تقي ) في مجلد الخلفاء من ناسخ التواريخ ( ص 79 من الطبعة الأولى ) إلى غير ذلك ممن نقله .
2 - م : " باجلاس من اهيبها " ج : " بأحلاس أرفأها وأصلح منها " والمسترشد : " أن أهيئ أحلاسا " وأصلح منها " وعبارات سائر النسخ تدور حول ما نقل والتصحيح من الشافي وغيره من الكتب المنقول فيها الحديث .
3 - هي بضم الدال وفتح الواو وسكون الياء وفتح الباء المشددة ، وجوز التقاء الساكنين في الكلمة كون الأول منهما حرف لين قال التفتازاني في شرح التصريف معترضا " على عبارة الزنجاني أعني صاحب المتن وهي : " فإن التقاء الساكنين إنما يجوز إذا كان الأول حرف مد والثاني مدغما فيه نحو دابة " ( ومراده من حرف المد هو الواو والألف والياء ) وقال ما نصه : " وكان الأولى أن يقول حرف لين ليدخل فيه نحو خويصة ودويبة لأن حرف اللين أعم من حروف المد كما سنذكره لكن المصنف لا يفرق بينهما " والكلمتان أعني " الخويصة والدويبة " مما يستشهد بهما لمثل ما ذكر في كثير من كتب الأدب .
‹ هامش ص 136 ›
- قال المجلسي في بيانه للحديث : " ودويبة سوء بفتح السين بالإضافة ، وفيه دلالة على غباوة عبد الرحمن للتصغير ، وعلى حمقه لكون اللفظة تصغير الدابة ، وعلى خبث طينته للإضافة إلى السوء " .
2 - قرأه المجلسي " فأوجسني " ( بالجيم والسين المهملة ) وكذا نقله في البحار وقال في بيانه : " والوجس كالوعد الفزع ، وأوجسني أي أفزعني " أقول : هذا البيان لا يساعده استعمال أهل اللسان فإن أبيت فراجع مظانه .
3 - في بعض النسخ : " يا أبت " .
4 - في م فقط .
5 - في الأصل : " وأخشى " .
6 - ما بين المعقفتين في م فقط .
7 - حبس عمر الحطيئة مما صرح به في غير هذه الحكاية وذلك أن ابن أبي الحديد قال في شرح نهج البلاغة عند بحثه عن سيرة عمر ( ج 3 ص 103 و 107 من طبعة مصر سنة 1329 ) ما نصه : " قال زيد بن أسلم : كنت عند عمر وقد كلمه عمرو بن العاص في الحطيئة وكان محبوسا " فأخرجه من السجن ثم أنشده ( إلى آخر ما قال ) " أقول : نذكر وهذه القضية في مجلد التعليقات إن شاء الله تعالى . 8 - مث ق ح ج مج : " إن في الحطيئة بذاء فدعني أحسنه " ( في ح : " أخشعه " لكن في المسترشد : " إن في الحطيئة تأودا " فدعني أقومه وأحسنه " أقول : أما البطر فقال الطريحي في مجمع البحرين : " قوله تعالى : بطرت معيشتها بكسر الطاء أي في معيشتها وقد تكرر في الحديث ذكر البطر وهو كما قيل سوء احتمال الغنى والطغيان عند النعمة ويقال : هو التجبر وشدة النشاط وقد بطر بالكسر يبطر بالفتح وأبطره المال " وأما التأود فهو من الأود بمعنى الاعوجاج فمعنى البطر والأود متقارب لأن المراد بهما الانحراف عن طريق الاعتدال ، وأما البذاء فقال المجلسي في بيانه : " والبذاء بالمد الفحش والكلام القبيح ويقال : فلان بذي كغني وبذي اللسان " .
‹ هامش ص 137 ›
1 - كذا في م فقطوأما سائر النسخ وسائر موارد نقل الحديث من الشافي وتلخيصه وشرح ابن أبي الحديد وغاية المرام وغيرها مما أشير إليه آنفا " ففيها جميعا " : " فأبى " أو " وأبى " .
2 - ليس في م .
3 - ح : " من تعدى " .
4 - غير م : " أفحج بني تيم علي " وكذا في المسترشد أما الشافي وسائر موارد نقله ففي جميع تلك الموارد : " أحيمق بني تيم علي " أما الأفحج ففي كتب اللغة : " الفحج تداني صدور القدمين وتباعد العقبين " وفي المغرب : " الفحج تباعد ما بين أوساط الساقين من الرجل والدابة " وأما " أحيمق " ففي جميع موارد نقله بصيغة التصغير فهو مصغر أحمق .
5- كذلك في م والمسترشد وأما سائر النسخ والكتب فهي : " لكذلك " .
6 - في الشافي وتلخيصه وشرح ابن أبي الحديد والبحار وسائر موارد نقله " أفلا تحكي " .
7 - ليس في المسترشد .
8 - الشافي وابن أبي الحديد والبحار : " فعله " والمسترشد " أفعاله " .
‹ هامش ص138 ›
1 - غير نسخ الكتاب : " يرضح رأس أبيك " فقال المجلسي : " ويرضح رأس أبيك أي يكسر ويدق من الرضح بالراء والضاد المعجمة والحاء المهملة أو بالخاء المعجمة " .
2 - قال المجلسي : " الجندل كجعفر الحجارة " .
3 - قال المجلسي : " فتجاسر فجسر أي اجترأ وأقدم على إظهار ما كان في ضميره " .
4 - فليعلم أن هذا الكلام قد ثبت صدوره عن عمر متواترا " بين المسلمين وخاض العلماء وخاصة المتكلمون في بيان المراد منه فمن أراد استقصاء البحث عنه استيفاء الحظ منه فليراجع تشييد المطاعن وكشف الضغائن ( ج 1 ص 124 - 147 ) فإن مؤلفه جعل هذا الكلام الطعن التاسع من مطاعن أبي بكر وبحث عنه بما لا مزيد عليه .
5 - المسترشد : " فكان " .
6 - من هنا أي من قوله : " وكان الذي " إلى قوله : " من السخط على أبي بكر " في نسخ هذا الكتاب وكتاب المسترشد فقط وليس في الشافي وسائر الكتب المشار إليها فيما سبق .
7- ح : " عدي " .
8 - المسترشد : " عليه " .
9 - غير م والمسترشد : " كانوا هموا " .
10 - في م والمسترشد فقط .
11 - غير م : " فقال " وكذا في المسترشد .
12 - غير م : " لكل أمر " وكذا في المسترشد .
13 - م : " اختيار " .
‹ هامش ص 139 >
1 - في م فقط .
2 - المسترشد : " هموا بأفاعيل " .
3 - ليس في م .
4 - غير م كالمسترشد : " وإنه باب " .
5 - المسترشد : " من السخطة " .
|