10-17-2011, 06:20 PM
|
#2
|
المشرف العام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 11
|
تاريخ التسجيل : May 2010
|
أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
|
المشاركات :
735 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الفصل الأول: معالم النبوة أو مواصفات القائد الإسلامي:
يتعرّض القرآن الكريم لبيان معالم النبوة ومبانيها الأوليّة، ويعني ذلك المواصفات الأساسية للقائد الإسلامي في إدارة البلاد، وتسيير المجتمع نحو التقدّم والازدهار في كل جوانبه، وصيانته من الانحطاط والانهيار، وإقامة العدل الإسلامي وتصعيد القوى وروح النضال والجهاد وتعديل الثروات وتثقيف الناس وإعلاء كلمة الله في الأرض وإيصال الإنسان إلى ذروة كماله وقمّة شموخه ونزاهة الإنسانية ونجاتها من مخالب الطغيان والبغي والفساد، وذلك من خلال النقاط التالية:
1 ـ بعث الرسل ووجود القائد الصالح من الامتحانات الإلهية: ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلّا إِنّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبّكَ بَصِيراًً) الفرقان/ 20 .
2 ـ القائد يعيش بين الناس ويأكل ما أحلّه الله، وإنما المقصود إقامة وترويج العمل الصالح في المجتمع: ( يَا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً...) المؤمنون / 51 .
3 ـ الله جلّ جلاله ينصر من ألقى عليه مسؤولية القيادة في الدنيا والآخرة كالأنبياء والمرسلين: ( حَتّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرّسُلُ وَظَنّوا أَنّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجّيَ مَن نّشَاءُ وَلاَ يُرَدّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ المجْرمينِ ) يوسف / 110، ( إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) غافر / 51 .
4 ـ وعاقبة الأمر، الغلبة والنصر لله ولأمنائه في الأرض: (... لَأَغْلِبَنّ أَنَا وَرُسُلِي ...) المجادلة / 21، القصص/ 35.
5 ـ ومن هذا المنطلق يطلبون من الله النصرة: ( قَالَ رَبّ انصُرْنِي بِمَا كَذّبُونِ * قَالَ عَمّا قَلِيلٍ لّيُصْبِحُنّ نَادِمِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصّيْحَةُ بِالْحَقّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لّلْقَوْمِ الظّالِمِينَ * ثُمّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ ) المؤمنون:/ 39ـ42، ( ثُمّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلّ مَا جَاءَ أُمّةً رّسُولُهَا كَذّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لاّ يُؤْمِنُونَ ) المؤمنون/ 44، آل عمران/ 81، العنكبوت/ 3، القمر/ 10 .
6 ـ والمقصود من بعثة الأنبياء والقيادة الصالحة هو الإنذار والتبشير وإتمام الحجّة: ( رُسُلاً مُبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجّةٌ بَعْدَ الرّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء/ 165 .
7 ـ ومن فلسفة النبوّة ما يكون في خطّها من الإمامة والقيادة المؤمنة هداية الناس: ( وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ ) الرعد/ 7 .
8 ـ فيصطفي ويجتبي من خلقه ليهدوا الناس إلى الصراط المستقيم: (... وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ ...) آل عمران / 179 .
9 ـ فعلى كل من كان راعياً وقائداً أن يبذل ما في وسعه من الجهد والجهاد: ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)يس/ 20 .
10 ـ ولا يطلب من الناس حطام الدنيا أجراً لرسالته: ( اتّبِعُوا مَن لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مّهْتَدُونَ)يس/ 21، ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلّا مَن شَاءَ أَن يَتّخِذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيلاً) الفرقان/ 57 .
11 ـ فهلاك الأمّة وهلاك القرى لا يكون إلاّ بعد إتمام الحجّة: ( وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلّا لَهَا مُنذِرُونَ) الشعراء/ 208 .
12 ـ وقد فضّل الله بعض الأنبياء على بعض فهم في طبقات: ( تِلْكَ الرّسُلُ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ...) البقرة / 253، (... وَلَقَدْ فَضّلْنَا بَعْضَ النّبِيّينَ ...) الإسراء/ 55 .
13 ـ إلاّ أن عملهم واحد كالتبليغ والإرشاد: (... وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ) النحل / 44، ( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النّبِيّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ...) آل عمران / 81، الأحزاب / 7 .
14 ـ ومن وظيفة الناس أن يرجعوا إلى قيادتهم الحكيمة ويسألوا عن أمور دينهم ودنياهم: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْأَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ ) النحل / 43 .
15 ـ وإن الله يسأل الناس كما يسأل الأنبياء: ( فَلَنَسْئَلَنّ الّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنّ الْمُرْسَلِينَ ) الأعراف / 6 .
16 ـ والناس إما أن يطيعوا أولي الأمر من الأنبياء ومن ينوب عنهم ويرثهم أو يعصوهم فجزاء المطيعين:
(... وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) النساء / 13 ، (...وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) النساء / 69 ، ( وَأَطِيعُوا اللّهَ وَالرّسُولَ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ ) آل عمران / 132، الأنفال / 20 ـ 46 ، النور / 51 ـ 52 , ( قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّوْا فَإِنّمَا عَلَيْهِ مَا حُمّلَ وَعَلَيْكُم مَا حُمّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرّسُولِ إِلّا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنّ لَهُمْ دِينَهُمُ الّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنّهُم مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) النور / 45 ـ 55 ، الأحزاب / 71 ، الفتح / 17.
وأما جزاء العاصين ( وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ) النساء / 14 ، التوبة / 63، النور/ 63 .
17 ـ وما على الرسل إلاّ البلاغ الواضح : ( وما علينا إلاّ البلاغ المبين )يس / 17، ( ... فَهَلْ عَلَى الرّسُلِ إِلّا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ ) النحل / 35 ، ( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) المائدة / 67 .
18 ـ وإنما يكلّمون الناس بلسانهم: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رّسُولٍ إِلّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُمْ ...) إبراهيم / 4 .
19 ـ وأما طريق دعوتهم فبالبراهين الساطعة والخطب الحكيمة والجدال الحسن: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل /125 .
20 ـ وأما من صفاتهم الرفيعة: ( ... وَكُلّ مِنَ الْأَخْيَارِ ) ص / 48 ، (... كُلّ مِنَ الصّابِرِينَ ) الأنبياء / 85 ، (... إِنّهُم مِنَ الصّالِحِينَ )
الأنبياء / 86، (... إِنّهُ كَانَ صِدّيقاً نّبِيّاً ) مريم / 56 ، (... وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ...) البقرة / 247 ، (... فبما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتَوَكّلِينَ ) آل عمران /159, ( إِنّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ ) يس / 3ـ4 , ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ ...) القلم / 48 ، الأحقاف / 35، ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الشعراء / 215 ، (... وَكَانَ عِندَ اللّهِ وَجِيهاً ) الأحزاب / 69 ، ( وَإِنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم / 4 ، ( الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاَتِ اللّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلّا اللّهَ ...) الأحزاب / 39 ، ( قُمِ اللّيْلَ إِلّا قَلِيلاً ) المزمل / 2، ( إِنّ لَكَ فِي النّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً ) المزمّل /7 ، ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّكَ وَتَبَتّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) المزمّل /8 ، ( فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَكُن مّنَ السّاجِدِينَ ) الحجر / 98 , ( وَاعْبُدْ رَبّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) الحجر / 99 ، ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للّهِِ وَمَنيَشْكُرْ فَإِنّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غَنِيّ حَمِيدٌ ) لقمان / 12 ، (... إِنّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ...) مريم / 54 ، ( وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصّلاَةِ وَالزّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيّاً ً) مريم / 55 ، (... وَكَانَ تَقِيّاً ً) مريم / 13 ، (... إِنّهُ كَانَ مُخْلَصاً ...) مريم / 51 ، (... وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبّاراً شَقِيّاً ) مريم / 32 ، ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ ...) مريم / 31 ، ( وَلَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي المحسنين ) القصص / 14 .
وهذا يعني أن من كان محسناً في أي عصر ومصر فإن الله يجزيه بإتيانه الحكم والعلم فتدبر وكذلك في الآيات الأخرى.
( وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرّيّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) الأنعام / 87 ، (...وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً...) الأنبياء / 79 ، (... أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ) القصص / 31 ، ( إِنّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمّةً قَانِتاً للّهِِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) النحل / 120 ، ( شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ) النحل / 121 ، ( إِذْ جَاءَ رَبّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الصافات / 84 ، (... قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً ...) البقرة / 124 ، (... وَأَدْعُوا رَبّي عَسَى أَلاّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبّي شَقِيّاً ) مريم / 48 ، (... وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) الأنبياء / 73 ، ( إِنّي وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّماوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) الأنعام / 79 ، ( إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) الشعراء / 107 ، (... إِنّي أَخَافُ اللّهَ رَبّ الْعَالَمِينَ ) المائدة / 28 ، (... وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ) مريم / 50 .
21 ـ وبمثل هؤلاء يقتدى ويهتدى فهم الأسوة: (... لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ...) الأحزاب / 21 ، (... َمَا آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ...) الحشر / 7 .
22 ـ وفي قصصهم تثبيت العقيدة والموعظة الحسنة والذكرى النافعة: ( وَكُلّاً نَقُصّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرّسُلِ مَا نُثَبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) هود / 120 .
23 ـ ومن وظيفتهم رفع الاختلاف بين الأمّة ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلّا لِتُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النحل / 64
24 ـ وقد أمر الله بإطاعتهم (... َأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ...) النساء / 59 .
وخلاصة الكلام لابدّ أن يكون القائد الإسلامي متّصفاً بصفات الأنبياء (عليهم السلام)، لأنه إنما يديم خطّهم ومقصودهم وغايتهم، فلابدّ أن يكون من الأخيار، صالحاً صابراً، صدّيقاً مع ربّه ومع الناس، عالماً بأمور دينهم ودنياهم، رحيماً شفيقاً حريصاً عليهم، يشاورهم في أمور البلد وإدارته، متوكّلاً على الله، متواضعاً للحق وللمؤمنين، وجيهاً عند الله يحمل الأخلاق الطيبة ويبلّغ رسالات الله، له قلب سليم يخاف ربه ويعبده ويدعوه حنيفاً مسلماً ويكون بنفسه أمّة شاكراً أميناً تقياً، ولا تأخذه في الله لومة لائم يقوم الليل بالعبادة والتهجّد، ويسبّح الله ويذكره كثيراً، ويعبده حتى الموت، حكيماً شاكراً صادق الوعد، يأمر رعيته وأهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً.
منقول من شبكة الإمامين الحسنين للفكر والتراث الإسلامي
|
|
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
|